الجمعة، يناير 16، 2009 14:45
الهداري الفارغة: ,

معرفتي بسي عبد العليم عندها قريب العامين، كنا تقابلنا في دورة تكوينية تابعة الخدمة و قعدت الإتصالات جارية ما بيناتنا ما اتقطعتش، و رغم الفارق متاع السن اللي ما بيناتنا اللي يتجاوز العشرين عام (سي عبد العليم عمرو قريب الخمسة و خمسين) إلا انو تولدت ما بيناتنا علاقة صداقة...

معرفتي بيه في الاول كانت بسبب انو كنا مجبرين على تقاسم غرفة الفندق لأنو اللي عمل القايمة جابنا بالصدفة مع بعضنا، و كانت صدفة خير أننا تقابلنا و اتعرفنا... حكالي سي عبد العليم من جملة ما حكالي أنو كان متزوج و طلّق بعد مشاكل كبيرة صارتلو مع مرتو السابقة، و أسرّ لي أنو قاعد يلوّج على بنت الحلال، و لمّحلي انو لو كان عرضتني حويجة ما فيها باس لوكان نقوللو عليها لعل الصنارة تغمس خاصة و أنو كيف ما يقول هو احنا البنات عندنا في البلاد مزيانات ياسر.

ما عكستوش، لكن زادة في نفس الوقت ما أكدتلوش اني بش نسعالو في الحكاية... مجرد موافقة متاع تطيير ملام لكن عمري ما حطيت في مخي أنو يمكن يعتمد عليّ في حاجة كيف ما هذيكة...

برّه امشي يا زمان و ايجى يا زمان... توة عام لتالي عاودنا تقابلنا مرة اخرى في اجتماع تابع الخدمة. عند الفطور، حسيت بيه كيف اللي اتعمّد أنو يقعد مع جنبي، م الأول ما أعطيتش انتباه للحكاية لكن من بعد فهمت علاش، وقت ما اتلفتلي بعد ما كملنا الفطور

سي عبد العليم: (مع ابتسامة كبيرة ياسر غطات معظم الملامح متاع وجهو... مع نبرة أقرب ما تكون للتوشويش) ش عملتلي في هاك الحكاية يا برباش يا وليدي؟

البرباش: (نغزرلوا على فرد جنب، ناسيها الحكاية جملة واحدة) أما حكاية... ياخي أحنا بيناتنا حكايات!

سي عبد العليم: (بنبرة تدل ع الدهشة) كيفاش تو، ناسيني جملة واحدة... لا لا عاد ما تقولليش هكة يعيش وليدي!

البرباش: (مازلت ما فهتوش على شنوة قاعد يلمّح) لا لا، ش من ننساك... تو هذا كلام!؟

سي عبد العليم: (تعاود ترجعلو الإبتسامة متاعو) شفتلي حكاية المرى اللي حكينا فيها آخر مرة

البرباش: (مازلت ما فهمتوش فاش قاعد يحكي، و الحكاية غابت على مخي جملة) أما مرى!

سي عبد العليم: (يولّي يتعاوج و يتكلم بنبرة متاع طفل صغير) موش اتفاهمنا بش تشوفلي طفلة م البلاد غادي كان هكة انعرسوا بيها...

البرباش: (توة برك بش فهمتو على شنوة قاعد يلمح من قبولي) آااااه... الطفلة اللي بش انعرسوا بيها

سي عبد العليم: (بنبرة ما انجمش نوصفها، لكنها التعابير متاع وجهو تجعلك تشعر كانو حاشم، ثمة مسحة متاع خجل مع طريقة في التصرف كأنو يتدلل الراجل) تي ايــه، ماهو قلنا تشوفلنا طفلة من بحذاكم... على خاطر انتوما البنات عندكم في البلاد مصلّي ع النبي عليهم مزيانات، عيني ما تضرهم

البرباش: (نولّي نجبد عليه بالمرتاح... اللي جابتو رجليه، العصا ليه) آه، البنات عندنا مزيانات... و آش بيهم بناتكم

سي عبد العليم: (نفس النبرة ما حبش يبدّلها) لا لا، ش من بناتنا... بناتكم أزين




البرباش: (لا حول و لا قوة إلا بالله) باهي سي عبد العليم... تو نشوفلك... و لو كان ثمة حاجة كاتبة تو ربي يسهّل فيها

سي عبد العليم: نعرف صاحبي راجل، و الله من أول نهار عرفتك فيه حاسبك كيف خويا

كان يقوللي وليدي، من بعد قلب الفيستة و ولّى يقوللي خويا، و ساعات وخيّ... الحاصل كان هذاكة آخر نهار نسمعوا فيها يقوللي وليدي، و حتى اسمي ما عاودش نطقو كيف ما هو، ولّى ما يقوللي كان بربوش.

اتفاهمنا، أنو بش نقول للدار انو عندي واحد صاحبي يحب يعرّس بطفلة م البلاد، و هو ظروفو كذا و كذا... لو كان ثمة حاجة تو نقوم انا بربط الخيوط... و اجري عند الله.

الحق متاع ربي، ما وصلت للدار، كنت ناسيها جملة واحدة الحكاية... اتقابلت في عشيتها انا و مجموعة م المدونين (اكسكيزا و بالملوان و فري راس، كانت اول مرة نتقابلوا فيها) عملنا قعدة صغيرة في احد مقاهي شارع الحبيب بورقيبة و كملت قعدت بتت ليلتها في تونس و ما خلطت من غدوة للبلاد إلا و كنت ناسي الهدرة جملة واحدة.

بره اتعدّاو جمعتين، و عاود كلّمني سي عبد العليم، يسأل آش عملتلو في هاك الحكاية... وقتها برك وين عاودت اتفكّرتها، و طبعا ما يجيش منو نقوللو انّي ناسيها حكايتو جملة، طمنتو انو الجماعة (اللي هوما الدار) قاعدين يلوجوا و لو كان ثمة حويجة اللي تعجب، تو نقوللوا عليها ديركت

قعد مارجني... ما يعدّيليش جمعة و إلا زوز من غير ما يكلّمني و يسأل ش عملتلي في هاك الحكاية

عاودنا اتقابلنا في اجتماع آخر الصيف اللي (نفس الإجتماع اللي حكيت عليه في تدوينة [تحطيم... الهوة الرقمية])... وقتها جبدتو على جنب في مرة م المرات حبيتا ني نفضها الحكاية

البرباش: باهي سي عبد العليم، هات خلي نتفاهموا اسّاعة ع المرى كيفاش تحبها

سي عبد العليم: (بنبرة تدل على انو يحب يتظاهر بالخجل) تي شنوة تو يعيّش خويا

البرباش: (خويا مرة أخرى، بعد ما كان يقوللي وليدي... بره مايسالش) تي امالا كيفاش تو بش انلوّجلك؟

البرباش: (نسكت شوية) هكاكة... من غير ما نعرف المواصفات اللي تحب علاها؟

و قعد سي عبد العليم يوصف و يوصّف... الراجل يستخايل و يحكي... الحاصل، م الآخر، الراجل يحبها سابڤة و جرّاية و ما تاكلشي شعير

باختصار و بكل إيجاز... يحبها في الثلاثين، مزيانة برشا برشا هاك الزين متاع الڤورّة، و زيد احنا كيف ما يحكي هو البنات عندنا في البلاد مزيانات فوق اللازم، معناها يلزمني نلوّجلو كعبة م المـمّو، كعبة متاع ثم ثم... و بالطبيعة (هذي الحاجات الثانوية) يلزمها تكون تخدم، بشهريتها، و في سلك التعليم على خاطر القسمة ع الله م النساء اللي تخدم في الإدارت وقت كامل ما يلقاوش الوقت بش يتلهاو برجالهم و بديارهم...

قعدت نسمع فيه بكل رحابة صدر (حاجة عادية عندي وسع البال)... محاولا أني ما نضحكش قدامو، لكن للصبر حدود

البرباش: (ننطق، ما عادش فيها) تي ازززح... ياخي هذي لو كان بش نلقاها، نقوللك علاها

سي عبد العليم: علاه يا برباش يا وخي

البرباش: تي عاد ماهو جحا اولى بلحم ثورو... ناخذها لروحي خير!

سي عبد العليم: لا يا راجل... انتوما عندكم البنات بزايد مصلي ع النبي... شوف وحيدة نتّكّى علاها و من بعد تو نتولهاو بيك

مانيش فاهم شنوة حكاية البنات اللي عندنا في البلاد، ياخي مش كلها تونس و الباهي و الخايب في كل بلاصة و إلا شنوة حكايتو سي عبد العليم هذا... الحاصل أنا من طريقتو في الحديث اللي ما عجبتنيش خذيت قراري أني يستحيل نلوجلو، و قلت ملزوم ما يجيه نهار و يفد و يقلق منّي

لكن شي... الراجل عبدني و المعبود الله، ما تتعداش جمعة إلا ما يكلمني بالمرتين و الثلاثة، و يتشكالي م الوحدة و القلق و الميزيريا الكلبة اللي عايش فيها وحدو بلا مرى... لين مرة نطقت و قلتهالو

البرباش: (تي أخطاني عاد) بالله سي عبد العليم تو كيف تحكيلي هكة... ياخي ناويني بنت بلادي بش تجيك للتمرميد و الڤينية اللي تحكي عليهم

سي عبد العليم: (بنبرة تحمل في طياتها ابتسامة مصطنعة يحاول يتدارك بيها الموقف) لا لا يا برباش يا وخي، ماهو تو نوالفوا على بعضنا و نحطوا الراس ع الراس و عيشتنا تولي زاهية.

البرباش: (ع الأقل ظهر يعرف اللي الدنيا فيها زهو و طرب) هيا باهي... كيف ظهرت بش تولي زاهية

روّحت من بعد للدار ناسيها الحكاية كيف ما قبل... لكنو سي عبد العليم عبدني و المعبود الله، ما يعدّيش نهارين و إلا ثلاثة إلا و يتكلّم يسأل على آخر أخبار الموضوع... و كنت دائما ناخو بخاطرو و نقوللو اللي الدار قاعدين يلوجوا، و أنو الحكاية ماهيش ساهلة بالطبيعة و يلزم العبد يحط رجليه على قاعدة صحيحة موش اللي يجي... و طلبني مرة و أنا قاعد نحكي مع أختي، اللي استفسرت من بعد ع الحكاية و قلتلها أنو راجل كبير في العمر طلب منّي أنّي نلوجلو على طفلة م البلاد يعرّس بيها

و امشي يا زمان و ايجى يا زمان، اتعدّى الصيف و جات العودة المدرسية... جاتني نهار أختي اللي سبق و حكيتلها حكاية سي عبد العليم معايا...

أختي: برباش... صاحبك هاك اللي يحب على مرى، مازال يلوّج؟

البرباش: أبـّـي... و مارجلي الكبدة متاعي!

البرباش: (نسكت شوية) علاه... ش مفكرك فيه؟

أختي: لا على خاطر ثمة أستاذة تقرّي معايا في الكولاج... قلت لو كان تكلملها صاحبك هذا و يتعرفوا على بعضهم

البرباش: آهــه... و قدّاش عمرها صاحبتك هذي؟

أختي: عمرها سبعة و ثلاثين داخلة في الثمانية و ثلاثين

البرباش: و زعمة ترضى بيه عمرو فوق الخمسة و خمسين؟

أختي: نتصور ترضى،.. علاش لا!

أختي: (تسكت شوية) أما...هو راهو ثمة مشكلة صغيرة!

البرباش: مشكلة شنوة زادة؟

أختي: الطفلة... وصيفة

البرباش: شنوة وصيفة، سمراء... محسوب على بيوضيتو هو!

أختي: لا لا... ماهيش سمراء... وصيفة وصيفة

البرباش: (تضرب في مخي انو سي عبد العليم قصدني فقط بحثا عن طفلة مزيانة م البلاد) شنوة معناها وصيفة...

أختي: وصيفة، كيف ما جماعة الأفريك

البرباش: (بنبرة كلها لا مبالاة) أنتي قوللها صاحبتك، و لو كان عينتها، تو نولّي أنا نقوللو... و لو كان هكة نعطيوهم نوامر بعضهم، و هوما يدبروا روسهم

و كلمت أختي صاحبتها، و الطفلة وافقت مبدئيا على التعرف على سي عبد العليم قصد الزواج

و كلمت سي عبد العليم، و حكيتلو ع الطفلة، و عبثا حاولت إقناعو أنها وصيفة، الراجل ولّى تقولشي عليه هو اللي يعرفها و يحاول يفهّمني أنها سمراء عاقدة... في الآخر كيف ما لقيت بيها وين مشيتلو بهواه و اللي يقول هو مبروك.

و تبادلوا نوامر بعضهم، و قعدوا مدة تقرب الشهر و هوما يحكوا بالتليفون، و منها قرروا أنهم بش يتقابلوا.

اللي حكاتهولي أختي ع الطفلة أنهاعندها كرهبة، تحب تظهر قافزة، رغم اللي هي دوبها دوب روحها... يعني كيف تسمعها تحكي على خرجاتها و سهرياتها تقعد حالل فمك، بينما كيف تجي للواقع تلقاه لا علاقة بالشي اللي قاعدة تحكي فيه، و تتفخر بروحها أنها تعمل فيه.

و اتقابلوا... و ما كانش ثمة القبول م الطرفين.

و كلّمني سي عبد العليم بالتليفون و قاللي هاني تو في البلاد ايجى خ نشربوا قهوة مع بعضنا قبل ما نروح...

اتقابلنا في مدخل البلاد و قعدنا شوية نتحدثوا في الكرهبة، حاكلي سي عبد العليم أنو الطفلة ما عجبتوش م الوهلة الأولى، و زيد قعدوا شربوا قهوة قال بالك طباعها باهية و اتحب تهنّي روحها...

سي عبد العليم: نستخايلها سمراء هاك اللي تلقاهم عاقدين شوية، طلعت وصيفة و صيفة... تي أصلا حتى من شفايفها غلاظ و شعرها احرش

سي عبد العليم: و زيد فوق هذا الكل... متحررة ياسر يا برباش يا وخيّ

كانت هذيكة الجملة اللي عبدني بيها، و كان يدخّلها بين كل جملة و جملة من كلامو...

هيا برّه خدّم الكرهبة و قصنا ربّي ماشين بش نشربوا قهوة... و قعد سي عبد العليم ثنية كاملة كل وين يشوف طفلة في الكيّاس يتلفتلي و يقوللي

سي عبد العليم: (بنبرة كلها تحسّر) شوف مصلّي ع النبي... ما لقيت تودني كان بهذيكة يا برباش يا خويا.

و بديت نحس من نبرة كلامو انو ماذا بيه لو كان انعاودوا المعبوكة م الأول و جديد و لو كان نزيد نشوفلوا طفلة أخرى يتعرف عليها لعلّ و عسى يكتب بيناتهم المكتوب...

الحق متاع ربي ما كنتش مستعد بش نعاود نتمرج مرة اخرى بالتليفونات و هو يسأل و يلح في السؤال متاعو بش نشوفلوا طفلة... كنت ناوي بش انهزّوا لقهوة، تعتبر أعز ما ثمة في البلاد عندنا، القهوة فيها بدينارين و أربعمياة مليم، قلت مايسالش الراجل محسوب ضيفي و يلزم نفرح بيه... لكني لما فطنت بتلميحاتو لتكرار الحكاية مرة اخرى، و كيف وصلنا قدّام القهوة المنشودة، بدّلت رايي

سي عبد العليم: (يشيرلي بصبعو للقهوة، في نفس الوقت اللي قاعد فيه يلوّج على بلاصة يوقّف فيها الكرهبة) هذي هي القهوة

البرباش: (نسكت شوية) لا لا... زيد لقدّام، زيد لقدّام

و هزيتو لقهوة أخرى، هي زادة من أعز القهاوي في البلاد، و خاصة في الصيف... لكنها في الشتاء و كيف تڤيّن الدنيا تتحوّل في الويكاند الصباح لمكان تتلم فيه بنات الشارع، و أهوكة الجماعة اللي تلوّج ع اللذة الحرام (قدّاشني متربّي) تمشي لغادي و تفرز و تختار و تهز ما حاجتها، ما ثمة حتى حرج في الحكاية... و بالطبيعة الرّاجل ثنية كاملة عينيه تدور ع اليمين و ع اليسار يثبّت في البنات

وقفنا الكرهبة، و هبطنا

البرباش: (بنبرة كلها فخر و اعتزاز) هذي سي عبد العليم... أعز قهوة عندنا في البلاد

سي عبد العليم: الله يخليك يا برباش يا خويا

و دخلنا للقهوة، الراجل م اللي دخلنا فمو محلول ما سكروش باهت في عجب ربّي... البنات اللي قاعدين غادي الكلهم حاطين الحطة على اعلى مستوى، ماكياج سيس/دوز، اللبسة عرية و محزوقة اكثر ما يمكن بش تظهّر اكثر ما يمكن إظهارو، الدخان، بعض القعدات تلقى ثمة الشيشة حاضرة...

الحاصل سي عبد العليم قعد ما يغلق... و ضربة ضربتين يتلفتلي و يقوللي

سي عبد العليم: (باهت في عجب ربّي) يا برباش يا وخيّ... طل طل طل

البرباش: (نعمل روحي ما على باليش، و بنبرة كلها لا مبالاة) نورمال يا خويا... أحرار خلي يعملوا اللي يحبوا... أحنا لهنا في البلاد كل حد يتولهى بروحو و يجعلك تسلكها

كلمة لا بد انها تتقال، وجودي في حد ذاتو في المكان هذاكة في الوقت هذاكة خلى العديد م الحاضرين يتساءلوا عن سر الحضور متاعي، حتى انو أحد المسؤولين و يلقّب يالزڤط (كنت اتحدثت عليه قبل في تدوينة [البلدية... في خدمة المواطن]، تو ولّى عندو درى قدّاش من طفلة تحت امرتو يدوّر بيهم في الدولاب) ما نجّمش يمنع روحو من انو يجينا للطاولة اللي قاعدين عليها انا و سي عبد العليم و يحكي معانا مباشرة

الزڤط: (يحكي و عينو تغمز وحدها و لسانو يطرشق) آه خويا العزيز... حاجتك بحاجة

البرباش: لا لا، حتى شي... قاعدين نشربوا في قهاوي و برّه

الزڤط: (باقي يغزرلي، يهز في و يحط كأني ما عجبتوش) مش انتي البرباش؟

البرباش: أي، أنا هو

الزڤط: (يشيرلي لسي عبد العليم) صاحبك هذا... ما حاجتوش بحاجة

البرباش: (نبتسم) لا لا... جايين بش نشربوا قهوة و ماسين على ارواحنا

الزڤط: مرحبا بيك، و بضيفك خويا العزيز... لو كان حاجتكم بحاجة قولولي و ما تمشوا كان فرحانين راهو

هذا الكل و سي عبد العليم يغزر ماهو فاهم م الشي شي...

سي عبد العليم: شنوة هذا يا برباش يا خويا

البرباش: (بنبرة كلها بلاهة، انحاول في نفس الوقت انّي ما نضحكش قدامو) شبيك سي عبد العليم

سي عبد العليم: (يزفر بفمّو) أب ب ب... يا خويا بناتكم قدّاش متحررين!

البرباش: شنوة معناها متحررين سي عبد العليم... راك في تونس و عام 2008 يا راجل

سي عبد العليم: ش من تونس يا ولدي، نحنا في البلاد ما عندناش الشي هذايا!

البرباش: يزيك يا راجل، الله يرحم الطاهر الحداد

سي عبد العليم: عاد على حساب هكة، هاك الطفلة تتسمى عاقلة و نهشة جملة واحدة

البرباش: امالا ش في بالك... و الله جبتلك طفلة لا تلقى اختها في البلاد

البرباش: أما مايسالش، تو نشوفلك واحدة مزيانة تعمل ستة و ستين كيف

البرباش: (نسكت شوية، نحاول اني نمنع الضحكة متاعي من انها تخرج، في نفس الوقت ندوّر و جهي نقبّل لمجموعة م البنات قاعدين في تركينة وحدهم و ضحكهم واصل للشارع) تي شوف مصلّي ع النبي، و راس خويا العزيز المرة الجاية اللي ما تكون كان بلندة يا سيدي...

سي عبد العليم: (يمهمه) يعمل الله، يعمل الله

أحنا مازلنا قاعدين هكاكة نترشفوا في هاك القهاوي، و تتعدّى قدامنا طفلة، تتمختر في مشيتها، يجاها طفل من تالي يرمي يديه درى ش يعمللها، تتلفتلو، من غير ما تتنحى الإبتسامة متاعها من على فمها، و بنبرة كلها مرح تدل عبى تقبلها للحكاية تسبو سبّة تتكون من ستة أو سبعة كلمات كل كلمة انتن من اختها، و تمشي على روحها

سي عبد العليم: (يشهق فرد شهقة) شفت آش قالتلو يا برباش يا خويا

البرباش: (هذي هي الفرصة اللي يلزمني نستغلها) آه... امالا بش تسكتلو!؟؟

البرباش: ما ريتوش هو آش عمللها؟

سي عبد العليم: بالله، نورمال أنها تحكي هكاكة!

البرباش: و نورمال هو يعمللها هكاكة

الحاصل انو الراجل قعد يحل ما يغلق، و يضرب في أخماسو في أسدادو، ما لقى ما يقول...

و كمّلنا القهاوي و خرجنا و عاودنا ركبنا في الكرهبة مرّة اخرى و ثنية كاملة و انا نطمّن في سي عبد العليم و نهنّي فيه أنو ما يقلّقش روحو و ملزوم ما نلقالو الطفلة اللي تعجبو و الراجل فمو ما حلوش ما عدى بعض التمتمات الغريبة اللي تبيّن الشي اللي قاعد يدور في مخو.

من غدوة، ينوقز التليفون...

سي عبد العليم: (بنبرة كلها مرح) أهلا برباش وليدي... شنوة أحوالك

البرباش: (رجع يقوللي وليدي) أهلا بيك سي عبد العليم... لاباس يسأل عليك كل خير

البرباش: ش عامل انتي؟

سي عبد العليم: لاباس لاباس... اسمعني برباش وليدي

سي عبد العليم: (يسكت شوية) هاك الحكاية اللي حكلينا فيها البارح

البرباش: أي!

سي عبد العليم: من غير ما تقلّق روحك وليدي... يظهرلي بش ناخو طفلة من هنا م البلاد و انا رايض

البرباش: كيف ما يظهرلك سي عبد العليم... ساعة و الله حبينا انّاسبوك

سي عبد العليم: يا خويا و الله حتى أنا حبيت، اما الله غالب مكتوب

البرباش: مش مشكل... المفيد انتي تلقاك متهني و فرحان

سي عبد العليم: يعيشك، يعيش وليدي...

و كانت هذيكة آخر مرة يكلّمني فيها سي عبد العليم ليه تو قريب الشهر.


قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الجمعة، يناير 09، 2009 02:18
الهداري الفارغة: , , , , , ,

عام 1991... عمرى 13 عام، نقرى في الأولى ثانوي

آخر مرة شاركت فيها في مظاهرة، كانت في حرب الخليج... نقرى في الأولى ثانوي، فرحان بالحرب، ضربنالها جمعتين عطلة، و زيد حتى كيف رجعنا، كانت كل عشية ثمة مظاهرة، و ساعات نفصعوا ع القراية بش نشاركوا في مظاهرة... و ندخلوا نقراو ديركت من غير بطاقة دخول... غياب شرعي

كل عشية كانت ملزوم ما تكون ثمة مظاهرة، مرة التلامذة، مرة الاخوانجية، مرة جماعة الشعبة، تلقاني ندور عشية كاملة في البلاد نلوج منين بش تبدى المظاهرة، بش نبدى انعيّط... ما انروّح للدار كان و صوتي مبحاح ماعادش فيّ النفس.

نتذكر مليح نهارت اللي ضربوا الملجأ متاع العامرية، نهار الأربعاء 13 فيفري 1991... ما نتذكرش التاريخ و لا النهار بالطبيعة، لكن اللي نتذكرو مليح اني نهارتها نقرى ساعتين تكنيك م الأربعة للستة... و الأستاذ نهارتها قاللنا اللي احنا بش نصنعوا دارة كهربائية، بش يجيبلنا كمشة خيوط متاع ضو، كونتاكت و بريز و انبوبة و احنا نصنعوا الدارة الكهربائية وحدنا... قاعد نجري و نعيّط مع جملة مين يعيّط و مخي في الساعتين متاع التكنيك

الثلاثة متاع العشية، حلست روحي م المظاهرة و رجعت لليسي، قريت الساعتين، و خدمت السيركوي و جبتو صحيح، الأنبوبة شعلت... كنت الوحيد في القسم اللي عملت السيركوي صحيح... و روّحت فرحـــاااان

وفات الحرب، و وفات معاها المظاهرات... ما عاودت رجعت للأجواء متاع الشغب كان كيف وليت نقرى في العاصمة... الشغب ما كانش في القراية او في الاجواء متاع القراية... بالعكس، كنا سيستام إيكول و عباد جاية تقرى على أرواحها و آخر مين يتوقع أنهم يسألوا شنوة اللي قاعد يصير جملة واحدة.

نتذكر مرة داخلين للايكول، وقتها شايشة في البلايص الأخرى على حكاية الانتخابات متاع المجالس العلمية، قرابة العشرة بوليسية واقفين قدام الباب متاع الجامعة، ما تدخل كان ما تستظهر ببطاقة طالب... واحد م البوليسية خذالنا الكورات، منها قعد يغزرلنا في وجوهنا و يڤحرلنا على فرد جنب، لين اتلفتلو بوليس آخر و قالوا

البوليس: (بنبرة أقرب ما تكون للإستهزاء) لا لا، هذوكة جماعة الإيكول... خاطيهم مساكن، سيبهم

و كنا خاطينا بالحق... حتى في الإنتخابات متاع المجلس العلمي متاعنا، كانوا يحطولنا ليستة فيها زوز م الناس، بش نختاروا منهم زوز م الناس... و هز يديك م المرق، لا تتحرق

الجو كان في الكورة... كل ماتش دربي و إلا ماتش مع الإيتوال و كذلك البعض م الماتشوات متاع كؤوس إفريقيا، كان الدخول للملعب فيه عبارة على مشاركة في مظاهرة (كنت اتحدثت مرة في تدوينة [الكورة... و الستاد] ع الاجواء اللي سبقت الدخول لمقابلة كانت جمعت بين الترجي و الإسماعيلي)...






عام 2009... الايامات هاذم

نهار الاثنين 05 جانفي، اول نهار قراية بعد العطلة متاع الشتاء... وسط البلاد، مظاهرة متعدية... قرابة الميتين، ثلاثمياة ع الاكثر م التلامذة متاع الليسي متعدين وسط البلاد... دايرين بيهم قرابة ما يقابل عددهم او ينقص شوية بوليسية (بين اللي بالكسوة و السيفيل)...

المتظاهرين: لا إله إلا الله... و الشهيد حبيب الله

فكروني في الحلقة الأخيرة من مسلسل الخوالي (وقت ما كانوا بش يعدموا نصّار بن عريبي... و الأهالي منّعوه آخر لحظة من براثن المستعمر... و زيد كانت عندي نفس الزاوية متاع الرؤية م الفوق)...

المظاهرة بدات نصف النهار بعد انتهاء الدروس، و انتهات على الساعة الواحدة بعد الزوال... ساعة من زمان تكفي التلامذة بش يروحوا يفطروا و يرجعوا يقراو على أرواحهم العشية لا راو لا سمعوا

المظاهرة، ما كانش فيها حتى علم، لا علم فلسطين و لا حتى تونس... يا حسرة ع المظاهرات اللي كنت شاركت فيهم و انا صغير وقت حرب الخليج، كيف في كل مظاهرة ما يتحرقوش زوز و إلا ثلاثة أعلام متاع امريكا و بريطانيا و اسرائيل، تتسمى مظاهرة محتشمة






كيف كيف زادة، المظاهرة ما ضمت كان التلامذة متاع الليسي اكهو... ما نعرفش إذا كانت الحكاية متعمدة او انو إحجام بقية المواطنين ع المشاركة كان لأسباب اخرى.

يدخل واحد م الأساتذة، اللي ديمة يحكي باسم النقابة و الإتحاد العام التونسي للشغل للقاعة... ثمة اللي في بالو و اللي ما في بالوش... الأستاذ يجبد كمشة م الأوراق من تحت ضبوطو... بش يقرى بيان

الأستاذ: (...) و اليوم حيث بلغ عدد القتلى قرابة الثلاثمائة شهيد و الشهداء ...

البرباش: (بنبرة كلها دهشة و استغراب) تو داخلين ع الستة مياة راهم

الأستاذ: (بابتسامة مصطنعة) ايــه، في بالي... أما البيان هذا اتكتب في النهار الثالث للعدوان

ما نجاوبوش، لأنو زايد بش نقوللو انو كان م الاجدر لو كان بدلهت وحدو ع الأقل... نتلفت لزميل قاعد مع جنبي

البرباش: (بنبرة أقرب ما تكون للتوشويش) شنوة الحكاية؟

الزميل: هاو قالوا بش نڤرفوا ربع ساعة

البرباش: (مفجوع) ڤراف... علاه، فاش قام؟

الزميل: تضامنا، مع غزة

البرباش: (بصوت مرتفع، مجلجل، و ابتسامة المغلوب على امره) هيا انا خليني نمشي، ماكم تعرفوا الوضعية يا جماعة!

زميل آخر: (بإشارة بيدو يطلب مني أني نلتزم الهدوء) بره، بره على روحك... في بالنا بكل شي

نغادر القاعة و نمشي نخدم على روحي...

من غدوة، يجيني هذاكة الأستاذ، يعطيني ورقة صغيرة فيها أسماء بعض المعدات الطبية، قال انو قيمتها خمسة دنانير... يلزمنا نشروهم، تضامنا مع غزة

البرباش: و بعد ما نشروهم... آش بش نعملوا بيهم؟

الأستاذ: هاو قالوا بش يهزوهم لغزة

البرباش: كيفاش، بش اينجموا يدخلوا

الأستاذ: (يحاول يبلفطني) تي انتي اعمل اللي عليك، و خلّي البقية على ربّي

البرباش: (نفهم انو يحاول يبلفطني) تي آش من بقية، اخطاك م الهدرة هذي... هاو بش نقوللك على حاجة، حشمت لا نقولها في القاعة البارح، تو الجماعة يقولوا آش مدخلو

الأستاذ: شنوة؟

البرباش: العسّاس... ماو في بالك

الأستاذ: شبيه؟

البرباش: ماهو في بالك، عندو زوز يقراو في الجامعة و عيد بيه وقت التسجيل متاع السداسي الثاني

الأستاذ: أي، آش بش نعملولو؟

البرباش: كلّم الجماعة... كل واحد باللي يقدر عليه، انعاونوه

الأستاذ: (يتفجع، و بنبرة كلها تهويل) لا لا، و الله ما انجمها... ياسر عليهم الجماعة

البرباش: (نشد صحيح) شنوة اللي ياسر عليهم؟

الأستاذ: مازالوا كيف دفعوا للستة و عشرين ستة و عشرين... و زيد تو المساهمة متاع غزة.. و انكمل نقوللهم انعاونوا العساس

البرباش: (نحاول نفهمو بالمعقول) يا ولدي، ياخي الشي اللي كاتبو في الورقة، هذيكة حد نيتك بش يوصل لغزة... راهي بكلها محاصرة غادي

الأستاذ: أي، احنا نعملوا اللي علينا

البرباش: تي الأقربون اولى بالمعروف... غزة ع العين و ع الراس أما راهي موش خصيّصة للشي هذا، مشكلتهم هي في الحصار موش في المعدات هذي

الأستاذ: أي

البرباش: العساس يولي اولى بالفلوس هذي... نعملوا اللي علينا معاه خير

الأستاذ: لا لا، يلزمنا نساهموا في حكاية غزة

البرباش: تي انتي قوللهم و آش يهمك!

الأستاذ: (بنبرة كلها حذر) لا لا، لو كان نقوللهم تو ما عاد حد يساهم في حكاية غزة

الحق متاع ربي، مع كامل تأسفي و تحسري على الشي اللي قاعد يصير في غزة... ما نجمتش نشري هاك المكتوب في الورقة... الماء الماشي للسدرة، الزيتونة أولى بيه... مانيش متاكد انو المعدات الطبية اللي في الكرظونة بش توصل لغزة، لكني متاكد اللي فلوسي كيف نعطيهم للعساس بش يفيدوه...


قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الخميس، يناير 01، 2009 04:45
الهداري الفارغة: , , , , , , ,

تدوينة قصيرة... فقط بش نتمنى بيها عام سعيد لجميع الأصدقاء، المدونين، و القراء، و حتى اللي ما يقراليش ماذابيكم توصلولوا السلام...

وصلت للدار، قريب الثلاثة متاع العشية... بعد رحلة طويلة كنت خلالها ضيفا في مدينة دوز، حيث تمكنت من متابعة البعض من احداث مهرجان دوز... بش نكتب تدوينة على تحولي لدوز، لأنو كرم الضيافة و الحفاوة اللي لقيناها (و نأكد على صيغة الجمع) أكثر من انو العبد يمر عليها مرور الكرام

لأول مرة منذ ان تخرجت بش نعدّي ليلة راس العام في الدار... لآخر لحظة و أنا مازلت مش عارف روحي ش بش نعمل في الليلة هذي... لآخر لحظة مانيش عارف وين بش انعدّيها زادة... جرات العادة اننا نتلمّوا شوية أصحاب في دار واحد م الأحباب و نعدّوا السهرية مع بعضنا، و موش مع بعضنا، كل فول زاهي في نوّارو، و كل فول كيفاش مستانس و كيفاش يحب يعمل... المهم اننا تلقانا ملمومين مع بعضنا.

كانت المؤشرات الكل توحي اللي أنا بش انعدّي السهرية في الدار، لأنهم و لأول مرة من ثمانية سنين اتلمّوا الدار الكل مع بعضهم... و زيد ما اتصل حد م الجماعة يؤكد على وجوب الحضور... بصراحة كنت انا واحد م الجماعة اللي نحرص على الإتصال بالبقية و التذكير بالسهرية اللي يلزمها تجرى، لكنني ما اتصلت بحد لأنو ما عينتي في سهريات، و زيد لآخر لحظة ما كنتش عارف ظروفي و برنامجي

الحاصل، وصلت العشية للدار، نلقاهم جايبين دندون (ديك رومي)، و الصغار دايرين بيه عاملين عليه جو (مسكين الدندون)...

البرباش: (بنبرة تحمل بعض الدهشة و الإستغراب) فاش قام دندون ياخي؟

البرباش: (نسكت شوية) شنوة... بش نولّول نعملوا كيف الرّوامى!

الوالدة: (بنبرة تدل على أنها موش فاهمة حتى شي، و ماهيش ملوجة انها تفهم) و الله ما ندري عليهم...

الوالد: (مازال كيف وصل) اهلا برباش... جيت

البرباش: (بعد ما نسلّم عليه) مازلت كيف وصلت

الوالد: (يغزر للصغار كيفاش فرحانين بالدندون) آش ما يجي يفرحهم... علوش، دندون

البرباش: جيبلهم حتى دجاجة و إلا فلوس تو يعملوا عليه جو

الوالد: (يغزر في البورطابل متاعو) هيا هز بعدهم بالله خليني نذبحوا، مساكن رباو عليه الولف تو يعز بيهم

البرباش: (بكل لا مبالاة) آش من يعز بيهم بالله... هات، هات عليك

و اتكيت على هاك الدندون، ذبحتو... لا تلفتت للقبلة و لا سمّيت بسم الله و لا قعدت نستنى في الصغار انهم يستعدّوا للحظة المشؤومة اللي صديقهم الدندون بش يفارقهم فيها و هو لا حول و لا قوة له...

و وسط الدهشة متاع البعض م الصغار، و بكاء البعض، و هروب البعض الآخر، نتلفت للوالد، يتلفتلي، نجاوبوا بعضنا بإشارة مبهمة برؤوسنا... ملاّ ڤينية

الوالد: (يبتسم، بكل لا مبالاة) مساكن... خافوا من منظر الدم

البرباش: باهيلهم... ما تعرفش ع الظروف

الوالد: أي... والله، في هذي عندك الحق

و رغم كل شي، الدندون ما حبش يسلّم و يلعب دور الضحية المغلوب على امرو، ما ريناه كان كيف قام يجري وسط الزقاق... و اتقلبت التعاسة اللي في وجوه الاطفال إلى فرحة، و البكاء و العويل إلى صياح و تصفيق... لمجرد الأمل بأنو صديقهم الدندون يمكن يكون ما ماتش، مازال حي، مازال فيه النفس

مازال فيه النفس، الشي اللي خلاني نخلط عليه نجري و نعالجو بضربة نحشلو بيها راسو ضربة واحدة... رصاصة الرحمة

من غير ما نتكلّم حتى كلمة، و من دون ان يكون ليّ اي شعور في اللحظة هذيكة، فقط نتذكّر الإبتسامة متاع الوالد وقت ما تلفّتلي أسامة ولد اختي، و قاللي

أسامة: (بنبرة مخنوقة يحاول ينفّس بيها ع الغضب متاعو) ملاّ يهودي... خلّيتو رانا هزيناه للسبيطار يلصقولوا عنكوشو و يرجعوه حي بش نلعبوا بيه

ملا يهودي... أسامة ولد اختي عمرو ستة سنين، ما يتفرج في التلفزة كان كيف تظل فيها صور متحركة... و رغم ذلك ارتبطت في مخو صورة اليهودي بعدم الرحمة... او بش تكون العبارة اصح ارتبط انعدام الرحمة في مخيلتو باليهود.

اليهود، هوما بيدهم اللي قاعدين يجزروا في العباد في غزة...

و انا نذبح في الدندون، تذكرت هاك الخوماضة اللي حلوها هاك الجماعة القننوات، الفينو... كيفاش نذبحوا العلوش، و الطفل الصغير يشوف دم صديقو قدام عينيه...

كلو باهي، باهيلهم... هذاكة آش نجمت نقول بيني بين روحي و انا نحش في العنكوش متاع الدندون بدون ادنى شفقة او رحمة... أنو يشوف دم صديقو "العلوش"، يخليه نهار آخر يعرف شعور الشخص وقت اللي يشوف دم صديقو البشر، دم خوه، دم ولدو، قدامو، و هو واقف لا ذنب و لا حول له ولا قوة

مر كل ذلك في مخيلتي... مع ابتسامة دفينة في اعماقي، ابتسامة طغى عليها شعور باللامبالاة... اللي ما نجمتش نعرفلها حتى سبب

اتلمينا عند العشاء، الصغار يلعبوا و يضحكوا و يعيطوا ما على بالهمش... و الكبار واجمين، ساكتين، نسمعوا في حسن نصر الله درى فاش قاعد يقول ع المنار...

ساعات نبتسموا لما نشوفوه من تصرّفات الصغار ليس إلا...

لعبوا الصغيرات، اتفرهدوا، هبطوا لقشة م السماء... شربوا الڤازوز، كلاو الڤاطو... في عوض الخبزة، كانوا ثمة زوز، ثلاثة، على كل لون يا كريمة

تعبوا، رقدوا، هزّوهم لديارهم... العشرة و نصف، العباد الكل شدت بلاصتها... إن شاء الله كل عام و نحنا حيين بخير

إن شاء الله عام خير م اللي قبلو، و لو انو صعيب شوية... الڤينية اللي ريتها راس العام هذا ما سبقليش اني شفتها

انكلّم ناصر، نشوف إذا الجماعو ملمومين نخلط عليهم، يطلع هو بيدو ما في علمو بشي، لأنو راس العام اللي فات قعد في مشكلة مع مرتو، و كان وعدها انها بش تكون آخر مرة يعدّي ليلة راس العام بعيد علاها... وسام، قلب الدار اللي كنا نتلمّوا فيها لحانوت متاع خدمة، و ما نجمش يفرغها م السلعة المحطوطة فيها بش نتلموا فيها... مالك، مشى يخطب... و بقية الجماعة، كل حد اترمى في تركينة عدّى فيها سهريتو

انحل الجزيرة و نقعد نتفرج في الدمومات... و الخراب... هاو بش يتلمّوا و الأمور الكل بش تولّي في العنبر

عمناول قلت [إن شاء الله عام... خير م اللي قبلو]... عام السنا ما نلقى ما نقول كان إن شاء الله هذاكة حد الباس.


قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الخميس، ديسمبر 25، 2008 01:25
الهداري الفارغة: , ,


قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الجمعة، ديسمبر 19، 2008 23:30
الهداري الفارغة: , , , ,

أوائل التسعينات، أول عام في الليسي، يمكن عندنا شهر او شهر و نصف م اللي بدى العام الدراسي... قاعدين نقراو على أرواحنا في أمان الله يدخل علينا شيطان.

مانيش بش نستعوذ منو لأنو الشخص هذاكة و رغم الجدية و الصرامة متاعو في العمل إلا أنو في الدنيا إنسان فذلاكجي و بحبوح و محبوب لأقصى درجة... ما نعرفش علاش القيم هذاكة كنا نقولولوا شيطان، التسمية قديمة ياسر يمكن حتى من قبل ما يجي يخدم في الليسي هذاكة (قعدت اتبع فيه)...

الرواية السائدة و اللي يمكن انها تكون الأقرب للمنطق أنو السيد هذا كان تعرّض لحادث و أصيب إصابة بالغة في رقبتو بحيث أصبح يستعصى عليه انو يحرّكها... عاد تلقاه كيف يمشي ديمة يغزر قدامو و عينيه تلعب ع اليمين و ع اليسار بطريقة غريبة و عجيبة، بحيث ديمة يفيق بالحركات و الأفعال المريبة متاع التلامذة اللي كانوا مطمانين انو ماهوش متلفتلهم... و من هذيكة طلعت عليه التسمية متاع شيطان (و كل واحد شيطانو في مكتوبو)

شيطان: (بالجدّية المعتادة متاعو) هيا اجبدوا جدول الأوقات متاعكم

الأستاذة: (تسأل في القيم بنبرة منخفضة) علاه... ياخي لتو مازالوا ما ركحوش الجداول؟

شيطان: (يجاوبو بنبرة كلها تهكم و لا مبالاة) لا لا، حكاية فارغة

شيطان: (يبدّل النبرة متاعو اللي تكتسي الجدية و الصرامة اللي عهدناهم فيه، و بصوت مرتفع) نهار الاثنين العشية، م الاربعة للخمسة

تلميذ: ما نقراوش نهار الإثنين العشية مسيو

تلميذ آخر: (مفجوع) لا، نقراو ساعتين تكنيك احنا من ماضي ساعتين للأربعة... انتوما اللي ما تقراوش

شيطان: (بنبرة كلها غضب) هيا ريضوا انتوما الزوز و نقصوا من حسكم

شيطان: (يسكت شوية) م الأربعة للخمسة، عندكم ساعة مسرح

الأستاذة: (تبتسم) شنوة مسرح... آش بش يعملوا فيه؟

شيطان: (يبتسم على غير عادتو) بش يسرحوا، و انا منين نعرف عليه... أهوكة بعثوا أستاذ جديد، و الجماعة مازالوا موش فاهمين حتى شي

كنت وقتها نهار الإثين العشية ما نقراش جملة، وليت يلزمني نحضر خصيصا بش نقرى ساعة المسرح.

حضرنا أول حصة، اللي كنا نعتقدوا أنها متاع تعارف و خوذ نصف ورقة اكتب فيهم اسمك و تاريخ ولادتك و اسم بوك و اسم أمك و وين تسكن و ما إلى ذلك م الخرارف الفارغة اللي لا تزيد و لا تنقص غير انها وسيلة لتمضية الوقت ... إلا أنو الأستاذ اللي كان وقتها راجل كبير، عمرو قريب الأربعين عام، اول ما دخل اتّكى ع الطاولة و قعد يغزرلنا مبتسم، و بدى يحكيلنا ع البدايات متاع المسرح و الإغريق و اليونان و الجبل و البحر و الركح و الصوت، و أحنا فادين الروح متاعنا بش تطلع نستخايلوه هو زادة بش يحكيلنا على هاك الإغريق متاع أستاذ التاريخ

بره قعد هكاكة، قريب النصف ساعة لا كل و لا مل... و زيد يحكي متحمس و يعبر بيديه و رجليه و مرة تلقاه فوق الطاولة مرة تحتها مرة في آخر القاعة... لين يظهر فيه كمّل ما عندو

الأستاذ: ثماشي شكون عندو أي سؤال؟

ما اتكلم حد و ما سأل حد

الاستاذ: تي شبيكم ساكتين و عاقلين... ساعة قالولي التلامذة متاع القسم هذا هايجين و قعدوا ينبهوا في في الإدارة بش ناخوا حذري منكم

في هذي يكذب، فقط يحب ينشطنا... على خاطر هذاكة القسم وقتها عامليننا كيف القسم النموذجي، لمونا الاوائل الكل و حطونا فرد قسم مع بعضنا

الأستاذ: يا أولادي أسألوا تي شبيكم... تي اسألوا على أي حاجة تظهرلكم

نرفع صبعي... عندي سؤال محيّرني من وقت ما جانا القيم شيطان و قاللنا ع الساعة متاع المسرح هذي

الأستاذ: (يفرح كيف يلقى شكون رفع صبعو) اتفضّل

البرباش: (عن حسن نيّة، مجرد سؤال ما عندي وراه حتى خلفية مبيتة) مسيـو، الماتيار هذي متاع المسرح... كووفيسيون قدّاش؟

تقولشي عليّ صبيت عليه سطل ماء بارد، و هو مازال خارج م الحمام... يڤحرلي فرد ڤحرة

الأستاذ: لا يا سيدي، المسرح أسمى من انو يكونلو كووفيسيون كيف ما تقول سيادتك... هذا حاجة لتهذيب الروح و تمكينكم من استغلال ملكة التعبير اللي عندكم و توظيفها

و قال برشة كلام آخر اللي صعيب لو كان كنت انجم نشدوا في مخي وقتها... لكن المعلومة اللي بيها الفايدة و هي انو المادة متاع المسرح هي كووفيسيون صفر، يعني نقروا فيها لله في لله.

كنت عندي سؤال آخر تبادر لذهني وقتها بمناسبة المعلومة الجديدة اللي اتضافت، لكنها الڤحرة متاع الأستاذ و طريقتو في الحديث معايا خلاتني نخيّر اني نلتزم الصمت

تلميذ آخر يرفع صبعو، عندو سؤال... يشيرلو الأستاذ انو يتكلم

تلميذ: (مع ابتسامة خفيفة) مسيوو... كيف هي الماتيار هذية طلعت كووفيسيون زيرو... امالا تقيدوا فيها الغيابات و إلا لا؟

نفس السؤال اللي كنت انحب نسألوا، جاب ربي ما سألتوش انا. لكنها تقعد جرايري لأني انا جبدت الهدرة هذي... هذاكة علاش الأستاذ غزرلي بكل غيظ، و يقيم يديه الزوز و يسبطهم على أخاذو، قبل ما يشيرلي للتلميذ اللي سأل السؤال

الأستاذ: (بنبرة كلها غل) يعجبك هكة تو... كلها جرايرك!

البرباش: (ما عندي ما نقول، نخيّر اني نلتزم الصمت لا نزيد نخمّجها)...

و اتعدّات الحصة هذيكة... و اتعدّاو زوز و إلا هوما ثلاثة حصص، قعد الأستاذ كل وين يجي يقيّد الغيابات يڤحرلي على فرد جنب و يهزني و يحطني بعينيه، و اللهم اعلم آش كان يقول في قلبو.

بره علاش موش الأستاذ جاء نهار متفرهد و عامل جو، يضحك من اجنابو و الإبتسامة تعلو محياه... قعد قيّد الغيابات، و حتى الغزرة متاعو ليّ كانت مبهمة ما تحمل حتى معنى (على غير العادة)... من بعد ما كمّل، قعد يغزرلنا شوية، حط الدفتر متاع المناداة ع الطاولة، ما حلّش الكرطابلة متاعو و جبد منها هاك الكمشة أوراق متاع العادة و العوايد (اللي عمرو ما طل عليهم شنوة مكتوب فيهم)

الأستاذ: (يبتسم) شكون فيكم عندو هواية مغروم بيهم؟

ما تكلّم حتى حد، أصلا التلامذة الكل قعدوا يغزروا لبعضهم مش فاهمين مخ الهدرة وين... و آش مدخل الهواية في المسرح... و نتصوّر انو ثمة شكون مش عارف شنوة معناها هواية من أصلو

أنا واحد م الناس كنت نعرف، نتذكر و انا نقرى في الخامسة ابتدائي نشرولي اسمي مرة في مجلة ماجد، وقتها حطيت هوايتي المطالعة و المراسلة و جمع الطوابع البريدية (عندي أصدقاء اكتسبتهم م الفترة هذيكة و مازلنا لتو على علاقة ببعضنا، بالنسبة لهواية جمع الطوابع البريدية، طارت منها النفحة نوعا ما السنين الأخرانية، لكن عندي مجموعة كبيرة مازلت لتو ساعة ساعة نعمل عليها طلة نتفقدها، و تقعد م الذكريات متاع أيام الطفولة اللي نعتز بيها)

الاستاذ: (باهت في عجب ربي) عجب... ما عندكم حتى حاجة مغرومين بيها!

و لا حياة لمن تنادي، حتى اللي فاهم حاجة نتصور انو يقعد ساكت خير م اللي ترصّيلو في تهنتيلة

الأستاذ: ماكمش مغرومين بالكورة، بالمطالعة، بالموسيقى، بالمحواس و السفر

و يتلفت لزوز بنات قاعدين مع جنب بعضهم في الطاولة الاولى

الأستاذ: (يحكي مع التلميذة الاولى) انتي... شنوة هوايتك؟

التلميذة: (بعد ما تقعد تغزرلو شوية، مبهمة، و بنبرة منخفضة جدا) مسيو انا مغرومة بالمطالعة

الاستاذ: (يفرح، ع الاقل ثمة تحسن) هيا باهي... و شنوة تطالع مثلا؟

التلميذة: (تعاود تغزرلو، نفس الغزرة متاع قبولي، و تقعد ساكتة شوية) ما نعرفش، نطالع و اكهو

الاستاذ: (يدوّح في راسو و يبتسم) اي أي واضح... ما تقراش الأسامي... يا و الله عملة

التلميذة اللي مع جنبها، مغرومة بالمطالعة زادة هي و تقرى برشا قصص لطه حسين (أكهو، هذاكة ش تذكرت وقتها)، طلعوا ثمة برشا اللي مغرومين بالمطالعة، و ثمة شكون بالموسيقى، و إلا الرياضة، و إلا السفر... الحاصل حتى حد ما خرج على هاك الأربعة حاجات هذوكة اللي قالهم الأستاذ م الاول، و زيد انو كل واحد ما يقول كان على هواية واحدة برك (و اخطى راسي و أضرب)... و الاستاذ عامل جو ع الاقتراحات متاع التلامذة و ساعات يدوّح راسو من بعض الإجابات

و بدى يقربلي الدور، و انا انخمم شنوة يلزمني نقول، و نحس في السخانة لين طلعتلي من شدة التوتر و راسي احمار الكلو و انا انخمم زعمة نقول مغروم بالمراسلة و جمع الطوابع البريدية، و إلا نقول المراسلة أكهو، و إلا نقول جمع الطوابع البريدية اكهو... و نقعد انخمم لو كان يقعدوا أصحابي يتضاحكوا عليّ (على خاطر هوايتي حاجة غريبة ماهيش م الحاجات اللي قاللنا عليهم الأستاذ)

و ما نعرفش كيفاش، اتذكرت حاجة... و اتخذت قراري في الشي اللي بش نقولوا... و انحس في روحي تفرهدت و ما عادش مقلقني الدور اللي عمال قاعد يقربلي، بل بالعكس وليت نستنى وقتاش بش يسألني، و وليت نعس ع الإجابات متاع صوحابي و خايف لا واحد يقول الهوايات متاعي اللي ناوي بش نقولهم و نقعد هكاكة ما نلقى ما نقول (كيف ما صارلي في اول مرة حكيت فيها في الرديون، حضرت ليستة طويلة و عريضة ع الامثلة و الحاجات اللي بش نحكي فيهم، و قعدت كل وين واحد م الجماعة يتكلم انشطب حاجة لين كيف طارق عدّالي الدور قعدت نمهمه ما لقيت ما نقول... هذيكة اول مرة، و من بعد استانست و استانسوا بيّ ما نقول شي و نقعد ديمة نمهمه، هاني معاكم لا تنساوني)... لين جاني الدّور

الأستاذ: (ماذا بيه لو كان يتعدّاني) هيا إنتي

البرباش: مسيو... عندي زوز هوايات مايسالش؟

الأستاذ: (تتبدّل ملامح وجهو شوية، نحو الأحسن) مايسالش مايسالش... بالعكس، يلزم العبد تكون عندو برشا هوايات

الأستاذ: شنوة الهواية الأولى متاعك؟

البرباش: المراسلة مسيو... عندي برشا أصحاب في الخارج ديمة نبعثوا لبعضنا الجوابات

الأستاذ: (يبتسم، أول هواية تتقال خارج هاك الأربعة اللي قاللنا عليهم) حاجة هايلة، و الله يعطيك الصحة

الأستاذ: (يغزرلي مع ابتسامة كبيرة على وجهو، و نظرة إعجاب... وقتها تاكدت أنو نسى حكاية الكووفيسيون متاع المسرح اللي سألتو علاها اول مرة، و علاقتي بيه بش تتحسن) ايه، و الهواية الثانية؟

البرباش: الإستماع للموسيقى الصامتة

الأستاذ بهت فرد بهتة، فمو قعد محلول قريب الدقيقة و عينيه زارڤين تقول بش يتنطروا يهبطوا بيس ع القاعة... يهز يديه لفوق شوية و يسبطهم على افخاذو... نفس الحركة اللي قام بيها مرة اللي سألتو ع الكووفيسيون الحصة الاولى، لكنها الحركة المرة هذي كانت نتيجة لشعور بالفرحة، عكس المرة اللي فاتت تماما... نتصوّر لو كان جاء ليديه راهو شدني و باسني م الفرحة متاعو.

الأستاذ: شوف يا سيدي العباد اللي تفهم!

و شد يحكيلنا ع الموسيقى الصامتة، و السمفونية و الأوركستر... و ضرب فوق الربع ساعة و هو يحكيلنا في قصة حياة بيتهوفن، و كيفاش هو أشهر موسيقي في العالم رغم اللي هو اطرش ما يسمعش... و حكالنا على برشا وحود اخرين زادة (ما شديتلهمش اساميهم)

الحق متاع ربي، مانيش نحكي ع الموسيقى الصامتة هذيكة... قعدت بهت فيه الأستاذ شبيه مخو مشى لبعيد برشا.

نتذكّر في التلفزة (وقتها كان إسمها إ ت ت موش تونس7 كيف ما تو)، كانوا كل نهار جمعة عشية بعد الصلاة، يجيبولنا زوز م الناس، تلقاه واحد شادد دربوكة و واحد شادد بندير و ساعات طار، و ديمات يجيبولنا واحد شادد عود يدندن وحدو من غير غناء...

صحيح عمري ما تفرجت فيهم، يعني ديمات نخطفهم خطف و انا تلقاني نبدّل من قناة لقناة (وقتها مكسبنا ثلاثة قنوات، تونس و شان2 و راي أونو) نولّي نزرب ننزل ع الفلسة (ديركت ع التلفزة على خاطر وقتها ما كانتش ثمة كومند، و كانت التلفزة فيها ثمانية فلس، تونس و شان2 و راي اونو و ثمة بلاصة الفيديو، و الأربعة الاخرين فيهم شانات متاع طلاين ما يخطفوا كان كيف تلقاه الطقس صافي و الريح قبلي)... لكن ما نعرفش علاش خطرتلي وقت اللي الجماعة تقول في هواياتها، نقول اني مغروم بيهم... و زيد مادام يجيبوا فيهم في التلفزة، يعني اكيد حاجة باهية، موش لعب

الأستاذ: (بنبرة تدل على الاستغراب) ايه... عاد ما قلتلناش وين تتفرج فيها الأوركستر هذي

البرباش: (باهت في عجب ربّي) آهــه.. أوركستر!

الأستاذ: أي...

الأستاذ: (يسكت شوية) نتذكر قبل ثلاثة سنين لتالي، كانوا مرة كل شهر نهار سبت العشية يعدّوا حفلة في شان2... أما تو ماعادش، ولاّو ديما يجيبوا أشرطة وثائقية

البرباش: (نقعد نغزر للأستاذ... اللي كان ينتظر مني في إجابة) امممم... في تونس مسيو

الأستاذ: (بنبرة تدل ع الدهشة متاعو) في تونس... تونس!

البرباش: أي مسيو... في التلفزة

الاستاذ: عجب... التلفزة متاعنا؟

البرباش: (بإيماءة براسي) أي أي... أما مسيو ما يجيبوش بيتهوفن و لاخر اللي كنت تحكيلنا عليهم تو

الأستاذ: (ما نعرش عليه بدى يشم فيها قارصة و إلا متشوق لمعرفة المعلومة) امالا في شكون يجيبوا؟

البرباش: مسيو... يجيبوا وحود مش معروفين... تلقاهم زوز، واحد يدربك و الأخر تلقاه شادد بندير و إلا هو طار، تي هاك اللي تلقاه فيه وحود يشكشكوا... و يقعدوا يعزفوا من غير ما يتكلموا

لو كان المرة اللي فاتت حسيت روحي كأني صبيت عليه سطل ماء بارد وقت اللي هو مازال كيف خرج م الحمام... المرة هذي، ما انجمش نوصف الشعور متاعو... فقط انجم نقول اني كنت ننتظر منو بش يجيني يهرّسني بطريحة، يدڤدڤلي كرايمي، أي حاجة ينفّس بيها عن طاقة الغضب متاعو...

إلا أنو التزم الصمت، و اكتفى بانو يخرجني م القاعة و يخليني واقف قدام القسم لين وفات الحصة... نتفرج م الشباك، و باهت كيفاش طلعوا اكثرية التلامذة من بعد مغرومين بالأوركسترا و ماهمش فايقين عند ارواحهم...

ع الأقل يرجعلي الفضل في اكتشاف الموهبة الدفينة اللي عندهم في الإستماع للموسيقى الصامتة.

عديت بقية الثلاثي هذاكة، كل وين نجي داخل للقسم، يجبدني على جنب و يقعد يڤحرلي و من بعد يهججني... رجعت ندخل للقسم في وسط الثلاثي الثاني و علاقتي بالأستاذ ما اتصلحت كان في اواخر الثلاثي هذاكة، وقت ما عملنا أنا و زثلاثة اصحابي اخرين مسرحية الاصدقاء الاربعة (الحمار و القط و الكلب و الديك) وقتها عملت روحي قطوس و خربشت وجه صاحبي في العركة اللي عملناها، هو اللي حز ما بيناتنا كيف العركة ولات بالحق و قاللي احسنت هاك اندمجت في الدور متاعك (و صاحبي سكت على خاطرو تمثيل).

الاستحسان و تحسن العلاقة الحق متاع ربي ما جاش نتيجة للدور اللي قمت بيه، و إنما لأني صنعتلو زوز لوحات كيف اللي يسبطوا بيهم جماعة السينما و ولينا ديمة نستعملوهم في المسرحيات اللي نمثلوا فيهم في القسم.


قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الاثنين، ديسمبر 08، 2008 00:50
الهداري الفارغة: , , , , ,


جرات العادة أني ما ناكلش اللحم، قد ما يقرقوا بيّ الدّار و يحاولوني في العيد انّي ناكل معاهم شي... لين غلقت الخمسة سنين، درى كيفاش نصبت معاهم في الخوضة متاع المشوي و من غير ما نشعر، كانت هذيكة اول مرة ناكل فيها اللحم طواعية من غير ما يوكلوهولي بالسيف عليّ... كنا سبعة في العايلة، يهبط اللحم م الشواي، تضرب عليه ما تلقاه... المشوى الاول، الثاني، فديت، طارتلي

البرباش: (متغشش) أنا اكهو ماعادش واكل

الوالد: (يحاول يتدارك الموقف، ما صدّق لربي ولدو رضى و اتنازل و قبل أنو ياكللهم م المشوي متاع العلوش متاعو) علاه يعيّش وليدي، يهديك... آش ثمة

البرباش: (بكل براءة) كل مرة نقعد ناكل شوية... حطوه اللحم الكل مع بعضو خليني ناكل فرد مرة لين نشبع

و دهشت العباد الكل بالضحك... و المشوى الأولى اللي هبطت م الكانون من بعد، اتحطت قدامي بكلها فرد صحن و قعدت ناكل منها لين هزيت شبعتي و قلت اكهو يزّي.

الحكاية هذي، صارت تو ليها قريب الخمسة و عشرين عام، لكنها قعدت طرفة يتحدثوا بيها العايلة في كل عيد و كل وين تكون ثمة ذبيحة و مشوي في الهدرة... عمري ما نتذكر العلوش كيفاش كان، شنوة لونو و شنوة شكلو و قداش كبرو... لكن نتذكّر انو علوشي كان ديمة اكبر علوش في الحومة، يلزموا يكون كبش بڤرونو و يقول بـــعـعـعـع بصوت غليظ (و يا حبذا لو كان جاء ينطح، وقتها فين شاخت عندي)

و كنت نتعلّق بالعلوش لدرجة مهولة، لدرجة تخليني نشعر بحسرة كبيرة و انا نشوف فيه يتخبط في دمو (من صغرتي قلبي كاسح، نتفرج في الذبيحة من اولها لآخرها و ساعات نعاون فيها، رغم انو العلوش كان لبعض أيامات يعتبر صاحبي)... و رغم تعلقي الشديد بالعلوش متاعي إلا انو اول ما يتذيح، نبدى ديركت نخمم في المشوي و الفحم و الكانون و المقلى...

ثمة علوش بركة قعد في بالي، لتو تصويرتو بين عينيّ ما اتنحاتش ما نعرفش علاش... نقرى في الرابعة و إلا هي الخامسة إبتدائي، ما ثماش فلوس و الوالد ما يعرفش على روحو إذا كان بش يضحّي العام هذاكة و إلا لا... عدّيتلهم أيامات نواح لا أراكم الله مكروه، لين الوالد درى كيفاش اتصرّف و دبّر تفتوفة فلوس و جاء عيطلي بش انحضّر روحي و نمشوا للسوق متاع العلالش.

الفرحة متاعي وقتها كانت ما تتوصفش، ليه ليه ما لبست السبادري و خرجت نجري... دخلنا للسوق متاع العلالش، الكبش اللي يحلى في عيني و نقول هذا هو، بابا يبتسم و يطلعلي فيه ألف سبة و سبة... و أنا منين ندري عليه مشحّم و إلا لحمتو شارفة. عمري عشرة سنين، نحب على علوش بش انحوّس بيه مع صوحابي و أكهو.

العلّوش اللي بابا يحط عليه يديه، يضرب عليّ ما يلقاني... نمشي نجري نبعد، و نعمل روحي متغشش و بش نبكي

البرباش: (بنبرة حزينة) هذاكة العلوش لا!

الوالد: (يبتسم، و يحاول أنو ياخوني على قد عقلي) باهي باهي، ايجى و تو ما ناخو لولدي كان العلوش اللي يحب عليه.

و يجد عليّ كلامو، و نرجع... و في الآخر، خذيناه علوش صغيــــر، بالسيف ما يبعبع و يقول مـــااااع

يدي ما حطيتهاش عليه، مستانسين كل وين نشريو علوش قبل، تلقانا نكركروا فيه تكركير و نتناوبوا على جبدان الحبل و الدزان و هزان اللية، و ما نخلطوا نوصلوه م السوق للدار إلا ما الريق متاعنا يشيح و عروقاتنا تولّي شرتلّة... العلوش هذاكة، حتى لو كان ما جاش مربوط بحبل نتصوروا يشد جرتنا، مسكين يجري ورانا أنا و الوالد و لا على بالو.

ماشي في الثنية، حزين رزين، لو كان مين يقوللي مسكين تو ندهش بالبكاء... عينيّ تلعب ع اليمين و ع اليسار، كل مين يغزرلنا كيفاش هازين العلوش نقول في قلبي راهو يضحك علينا، كل وين واحد يوقّف الوالد و يباركلو ع العلوش و يقعد يشكر و يشكّر في لحمتو قداش بش تكون بنينة نقول راهو يتمنيك علينا على خاطرنا شرينا علوش صغير

وصلنا للحومة، مشيت نجري دخلت للدار بش جماعة الحومة ما يشوفونيش مع العلوش (تقولشي عليه موش ظاهر العلوش متاع شكون)... الوالد ربط العلوش في الصاري متاع الضو و دخل للدار.

قاعد في بيت الصالة، حزين، عاقد يديّ قدام صدري، ما نكلّم حد و ما نعبّر حد... التلفزة محلولة و مانيش قاعد نتبّع فيها جملة واحدة... يدخل الوالد

الوالد: (يحكي مع بقية العايلة في نفس الوقت اللي يغزرلي بش يشوف ردة الفعل متاعي شنوة تكون) أوووه، سيفة علوش هو... تحفون ياسر

البرباش: (نمهمه، من غير ما نغزرلو) ايـــه لا

الوالدة: (ديمة هكاكة) ما يسالش، مصلّي ع النبي... الحمدولله لقينا باش نضحّوا عام السنا

البرباش: (ما عادش فيّ، بنرة مخنوقة) لو كان قعدنا ما شريناش خير!

الوالد: (باقي يتركك عليّ) اسّاعة و الله علوش قمقوم، هذاكة تو تشوف لحمتو كيفاش تلقاها، م البخار اتطيب

البرباش: (و أنا ش يهمني فيها اللحمة متاعو، نحب على علوش جهامة) أيّ و الله لا بقيتها واكل منو امالا

و اتطرشقت بالبكاء، و عبثا حاولوا الوالد و الوالدة انهم يرضّوني... قعدت سارح قدام التلفزة نغزرلها و مانيش نتفرج فيها... و انخمم في العلوش اللي اتبليت بيه عام السنا

بره ساعة و إلا هوما ساعتين من زمان، نسيت العلوش و استخلفت ربي و بيني بين روحي قلت نحسب روحي كيف اللي ما عنديش علوش عام السنا... أنا هكاكة سارح مع التلفزة، و نسمع في امي كيف صاحت فرد صيحة، خرجت نطل

الوالدة: (مفجوعة) وووه، العلوش اتسرق

نغزر للبوتو متاع الضو وين كان العلوش مربوط، ما ثماش لا هو لا الحبل متاعو... الحق متاع ربي، فرحت، قلت جو، لو كان يتسرق العلوش تو نشروا واحد آخر و تلقاه كبش كبير كيف ما نحب أنا (هذاكة مخي آش عطاني وقتها)، لكن ما راعني إلا أنو الوالد كيف هبط يلقاه واقف مع جنب البوتو، ياكل في طرف حشيش نابت ساس الحيط

الحق متاع ربي، العلوش رغم انو ظريف و صغير إلا انو كان نطّاح شي كبير و زيد ماضي (ما خلى حتى علوش م العلالش متاع الحومة إلا و ركبلو ع الظهر متاعو، ديمة عندو امل انو ملزوم ما تكون ثمة نعجة متخبية في بعض البلايص... ما كنتش فاهمو فاش قاعد يعمل وقتها، لكن تو كل وين نشوف علوش و نعجة أو أي زوز حيوانات في علاقة حميمية، ديركت نتذكر العلوش هذاكة و نبتسم)

و ما صدقت لربي وقتاش اتذبح هاك العلوش، بش ارتحت منو... و بما أني راسي صحيح برشا، المشوي ما طبش لفمي جملة واحدة العيد هذاكة.

كان هذاكة آخر عام نمشي فيه للسوق متاع العلالش بش نختار العلوش متاع العيد، و ما نتفكرش من بعد أني فرحت بعلوش متاع عيد كيف الفرحة متاع الصغر... حتى البغل اللي شريناه العيد اللي من بعد ما رجعليش النفحة و الغرام بالعلالش كيف ما قبل...

بره امشي يا زمان و ايجى يا زمان، الجمعة اللي فاتت في الايام، ينوقز التليفون... عم لسعد العطار (اللي ما يعرفش عم لسعد و إلا نساه، ينجم يقرى تدوينة [عيد... بأي حال عدت يا عيد] و برشا تدوينات أخرين كنت حكيت فيهم على عم لسعد)

عم لسعد: أهلا بالبرباش، شنوة أحوالك ولدي

البرباش: اهلا عم لسعد، أنا لاباس... شنوة احوالك يا راجل

عم لسعد: نحمدوه، الله لا يغير علينا حال بحال

البرباش: و شنوة احوال خالتي زهرة، آش عاملين بالله؟

عم لسعد: لاباس عليها، هاهي تسلم عليك و قالتلي قوللو تبارك الله عليك سي الشباب م اللي عرسنا عمرك ما جيت طليت كان خطف و تلقاك مزروب

البرباش: ماهو ما انحبش نقلقكم عم لسعد

عم لسعد: آش من تقلقنا... بالعكس، راك تنورنا يا راجل

البرباش: إن شاء الله عن قريب عم لسعد

عم لسعد: (يسكت شوية) برباش... اسمعني وليدي

البرباش: نعم!

عم لسعد: هاك المرى العزوزة اللي قلتلي انها تسكن مع جنب داركم

البرباش: أي... شبيها؟

عم لسعد: عندي علوش حابب نتصدق بيه، ما نعرفش علاش ضربت في مخي هذيكة المرى المسكينة كيف حكيتلي عليها هي و بنتها، قلت لو كان مازالت عايشة ما يكون كان ليها.

البرباش: فيك الخير و الله عم لسعد

و كملنا حديثنا... و اتفاهمنا أنو نتقابلوا نهار الإثنين اللي فات، بش ننعتوا ع البلاصة.

خالتي صلوحة، مرى كبيرة، في الثمانين من عمرها، كيف تغزرلها تقول انها ما تفقه على حتى شي و موش عارفة ش قاعد يصير في الدنيا داير بيها، تعيش هي و بنتها سعديّة، طفلة في الخمسة و أربعين ما كتبلهاش ربي أنها تعرّس...م اللي نعرف روحي صغير نعرف أنو الصدقة اللي تخرج من دارنا تمشيلهم ديركت، بما فيها الزكاة متاع الفطر و الطرف اللحم اللي بش نخرجوه في العيد الكبير.

و كيف كيف زادة الحومة الكل تعطيها في كل عيد ما كتب م اللحم، و برشا عباد م البره م الحومة زادة... بحيث، في كل عيد يتلم عندها ما يقابل أربعة و إلا هوما خمسة علالش (اللهم لا حسد)، و تظل الفريجيدارات متاع الحومة الكل ما معبية كان باللحم متاع خالتي صلوحة اللي يقعد ستة و سبعة شهور بعد العيد و هي تاكل منو.

نهار الإثنين، عم لسعد مسكين كرى كميون (اتكلّف عليه ستين دينار) و ركّب عليه هاك العلوش و قصد ربي للبلاد، اتقابلنا وين كنا متفاهمين و هزيتو للحومة...

ما حبيتش نظهر في الواجهة، منعا لأي إحراج قد تشعر بيه خالتي صلوحة أو بنتها سعديّة، لذا حبيت نقعد بعيد ع الانظار وقت ما عم لسعد يمدلهم العلوش، هذا بالطبيعة بعد ما اتفاهمت معاه أنو اسمي ما يتجبدش في الحكاية من أساسو... و كنوع م الفضول، حبيت نشوف الفرحة متاعهم بالعلوش، فرحة كان ليّ طرف فيها... خليت عم لسعد يستعد بش يمشي للحومة (بعد ما سلمت عليه على خاطرو ديركت من بعد بش يروّح) و سبقت طلعت لبيتي بش انجم نتفرج م الشباك و نشوف كل شي... و وصل عم لسعد قدام الدار و نادى

عم لسعد: ( شادد هاك الحبل متاع العلّوش في يدّو... و يعيّط بالقوي) يا امّالي الدار

تخرج سعديّة م الدار، مازالت كيف فاقت م النوم، و تخرج معاها جارتي (متاع الكلاب) اتنسنس ع الحكاية شنوة هي

سعديّة: هاني جيت، هاني جيت

عم لسعد: ازربي روحك بالله

سعديّة: (توصل قدام الباب) اتفضّل، شنوة حاجتك

عم لسعد: (يمدّلها الحبل متاع العلوش) شد خوذ

سعديّة: (باهتة موش مصدقة روحها) شنوة هذا؟

عم لسعد: آش بش يكون زعمة، سردوك؟

عم لسعد: (يسكت شوية) أهوكة علوش، ضحية للعيد

سعديّة: (عينيها تزغلل بالفرحة) الله يخليك... الله يبقيك... الله يرحم والديك

سعديّة: و من عند شكون العلوش هذا؟

عم لسعد: (يخلاها و يرجع بش يركب في الكميون) خوذي و ما تسأليش يا مرى

سعديّة: الله يسترك... ربي يفضلك... برّه يرّاك وين اتقبل تربح

و مشى عم لسعد على روحو، و قعدت نغزر لسعديّة كيفاش داخلة بالعلوش في يدها، و فرحان بروحي كيفاش أني كنت سبب، و لو حتى من بعيد في الفرحة هذيكة

دوب ما دخلت للحوش متاع الدار، نغزرلها كيف مشات تجري لامها

سعديّة: يا اميمتي، آش بش نعملوا في العملة هذي توة؟

خالتي صلوحة: أما عملة؟

سعديّة: الراجل جابلنا علّوش قال بش تضحّوا بيه!

خالتي صلوحة: (تتفاجأ بالخبر، و بنبرة تدل ع الفرحة متاعها) علّوش كامل، الله يخليه و يبقّي الستر عليه... شكونو؟

سعديّة: و الله ماني عارفة، اول مرة نشوفو!

خالتي صلوحة: ايه يا بنيتي... و لو كان يشوفونا العباد عندنا علوش و بش انضحّوا عام السنا... و الله لا بقى واحد يجيبلنا نڤرة لحم

سعديّة: حتى أنا هذاكة فاش كنت نقول يا اميمتي.

خالتي صلوحة: اسمع... تو اتكلم خوك حميد يجي يهزّو العلوش

سعديّة: اي، تو نكلمو نقوللو يجي يهزو يحطو في الحوش عندو...

خالتي صلوحة: ايه، و نبّه عليه ما يمشيش يذبحو في العيد... تو من بعد نتفاهموا فيه

من بعد بساعة، نغزر لحميد ولد خالتي صلوحة كيف جاب كميون و خرّج العلوش من دار امو بالسرقة بش ما يشوفوا حد م الحومة...

خارج من بيتي، باهت في عجب ربّي، نلقى الوالدة قدامي اتنظّف في الصالة

البرباش: أغزرلي... خالتي صلوحة السنا تعطيها تفتوفة لحم ما تلوم كان روحك

الوالدة: علاه يا وليدي؟

البرباش: انا هاني قلتلك، خليه ناكلوه احنا نربحوا فيه اجر و ثواب خير م اللي تمدهولها

الوالدة: كيفاش... يجي منو!

البرباش: تي هاتو تو نمشي نمدو لأي واحد م اللي تلقاهم قاعدين قدام الجوامع الصباح.

و خرجت م الدار، طايرتلي، موش عارف علاش...


قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz