السبت، أكتوبر 19، 2013 23:38
إيمان... طفلة على غاية من الجمال... عمرها اثناش عام تقريب، رغم أنو البنية الجسدية متاعها توحي بأنها ما تتجاوزش الثمانية أو التسعة سنين... متميزة في دراستها، السني ولاّت تقرى في الكولاج سابعة أساسي.

منذ بداية السنة الدراسية الحالية (2013 - 2014)... تقوم إيمان م الخمسة و نصف متاع الصباح،، دوب ما تحضّر روحها و تاكل اللي كتب تخرج م الدار قاصدة ربّي للكولاج... وقتها الساعة تكون عادة في حدود الستة متاع الصباح.

تمشي تمشي تمشي قريب النصف ساعة، مسافة ثلاثة أو أربعة كيلومتر، تشق خلالهم بعض الحقول و السواني... في الأثناء تنبح عليها بعض الكلاب اللي اماليها مخليينها مسيبة لحراسة أراضيهم و حماية منتوجاتهم و مواشيهم من المتطفلين و خاصة السراق... استانست من صغرها أنها ما تخافش نبيح الكلاب، بل حتى أنها تعلمت طريقة التعامل معهم وقت اللي يهجموا عليها... طبيعة الحياة و قسوة الظروف في المنطقة هذيكة تجبر الشخص على اتباع نمط حياتي غير اللي اعتادوا عليه اهل المدينة.

توصل ايمان للكياس، الطريق المعبدة، و تزيد تمشي شوية مسافة الكيلومتر تقريبا بش توصل للمحطة الأولى، و تاخو وسيلة النقل الأولى، اللي هي عبارة عن كميون كات كات باشي، او إيسوزو، أو ميتسوبيشي... يعبي التلامذة (اللي يجيوا من مختلف المناطق الريفية المجاورة) من تالي وقوفا... و يهزهم مسافة تقارب الستة كيلومترات، بش يخلطوا على محطة الكيران اللي تتعدى منها السبيسيال (الحافلة الخاصة بالتلاميذ) اللي بش تهزهم للكولاج.

التلامذة يلقاو عادة مشاكل في النقل أيام السوق الأسبوعية للمنطقة، خاطر الكميونات تقلّ بسبب نقل الفلاّحين في المنطقة لمنتوجاتهم و مواشيهم قصد بيعها هناك، أصحاب الكميونات يساعدهم نقل المواشي خاطرو أقل مشاكل مع الحرس، و في معظم الأحيان تضطر إيمان و زملاءها للتغيب عن الحصة الأولى و الثانية، إلى حين أنها تلقى بلاصة، بين المعيز و النعاج و العلالش بالطبيعة.

و في بعض الأحيان يوصلوا التلامذة للمحطة، و ما يلقاوش حتى كميونة بش تهزهم... خاطر الحاكم ما خلاهاش تجي و إلا عرضلها في الدورة و ساعات تلقاهم الحرس عاملين كمين يولّي مولى الكمين يبطّل ما يجيش يهزّ التلامذة... و ساعات تلقاهم راكبين ع الكميونة و تخلط عليهم كرهبة البوليسية تزمّر، تولى الكميونة تجري و البوليسية يحصّروا، و يتلز الشوفير يدور في البيست و هاك التلامذة تلقاهم كيف العلاش يتنطّروا ... و ساعات البوليسية يحضرلهم شاهد العقل و و يوقفوا عملية المطاردة حفاظا على الاوراح (لأنّو عادي جدا كيف في كل عام يطيحوا تلميذ و الا زوز أثناء عملية المطاردة هذي و العادي اكثر انو السقوط يخلّف إعاقة دايمة أو حتى حالة وفاة) و ساعات يترككوا و يشدّوا صحيح و يتمكنوا من إيقاف الكميونة بش يحرروا محضر مخالفة لمولى الكميونة يوصل قانونا لثلاثة ميا أو أربعة مياة دينار خطيّة (هذا كان ما رصّاتش في الآخر على عشرين و الا ثلاثين دينار في جيوب البوليسية و يا ناس ما كان باس)... و بالطبيعة المحضر ما يتّعمل إلا بعد ما يهبّطوا الصغار و يخليوهم فين هبّطوهم من غير ما يأمنولهم وسيلة نقل تهزّهم للمدرسة، و ساعات الصغار تلقاهم موش عارفين ارواحهم فين بالضبط، يبداو هايمين على وجوههم كل مرة واحد منهم يفتيلهم بالثنية، و غالبا ما يضيعوا الصبحيّة الكل و ساعات يتلزّوا يرجعوا لديارهم بعد ما يفقدوا الأمل في الوصول لمحطة الكيران اللي تتعدى مرة برك في الصباح مع السبعة غير درج أو السبعة متاع الصباح
هو في الأصل ما ثماش محطة... و إنما بوتو لوح أخضر كان في الأصل متاع خيوط التليفون اتبقّى البعض منو ليتم اتخاذو فيما بعد علامة يتلموا بحذاها الصغار بش يستناو السبيسيال تجي تهزّهم للكولاج.... و بالطبيعة كيف تصب الشتاء (اللي نادرا ما تصب و الفلاحة امورها ما تعجبش حتى طرف) المطر تصب ع التلامذة طول.
توصلهم الكار مع الثمانية غير ربع و الا غير درجين بحذى الكولاج... موش بحذاه بالضبط و إنما بعيد زوز كيلومتر تقريب يعملولهم الجرية الاخرانية بش يوصلوا قد قد مع تحية العلم بالضبط... و يوصلوا بالطبيعة في قمة النشاط و الحيوية و كلهم استعداد لتقبّل الدروس.

تتعدّى الفترة الصباحية، و تستغل إيمان و زملاءها اللي جايين من المناطق الريفية البعيدة ع الكولاج فترة متاع نصف النهار بش تفطر... الفطور عبارة عن كسكروت نصف خبزة فيه طرف هريسة و عظمة مغلية مفترشة في وسطة... بدينار.

و تتعدّى الفترة المسائية... في انتظار الستة متاع العشية، وين تجي الكار بش تهز التلامذة، الغريبة انو الكار الصباح ما توصّلش التلامذة قدام باب الكولاج لكنها في المرواح تجيهم حتى لغادي... و بالطبيعة موش لازم نقولها أما تتفهم وحدها، ما ثمة كان الكار هذيكة، يعني اللي ما يقراش العشية و الا يسيب الأربعة و الا الخمسة ما عندوش حل آخر غير الانتظار للستة... و تبدى رحلة العودة، لكن غالبا ما ثماش الكميونة... و الصغيرات يتلزّوا يمشيوا الثنية م المحطة متاع الكيران حتى لديارهم مشيا على الأقدام.

عادة، إيمان ما توصل لداراهم كان مع الثمانية متاع الليل... توصل داهشة ميتة بالتعب، تتمد طول ترقد، حتى أنها قليل وين تجيبلهم خبرة انهم قوموها في الليل بش تتعشّى... و في أغلب الأحيان ترقد حتى من غير ما تقرى دروسها.

.-.-.

الطريف في الأمر... أنو الكولاج اللي تقرى فيه الطفلة، فيه مبيت (و مطعم بالطبيعة)... اما مسكرينو السنا... و علاش مسكرينو؟؟؟ خاطر القيمين اتعاركوا حتى حد ما حبّ يشد في الفوايي.

عاد ولّى المدير الجديد، اللي ما تعيّن كان ثلاثة و إلا اربعة أيام قبل العودة المدرسية (في إطار المناظرة متاع حركة المديرين اللي أقرها الطيب البكوش وقت ما شدّ الوزارة متاع التربية) بش يفض المسألة رتّح القيمين الكل و عمل بالمثل اللي قالوه ناس بكري: الباب اللي جاييك منّو الريح، سدّو و استريح... و يا ناس ما كان باس.

الطريف أكثر في الحكاية هذي... انو القيمين معظمهم جدد، اتعينوا بعد الثورة في إطار تشغيل العاطلين عن العمل من ذوي العايلات المعوزة و الا عايلات الشهداء و الا أولاد جماعة النهضة القدم اللي يعينوا فيهم على أساس أنهم من ضحايا النظام السابق... كلمتهم وصلت غلبت كلمة المدير.

بالطبيعة من غير الحديث أنو بعض المواد لحد الساعة مازال ما تمّش توفير أساتذة ليهم... هي أصلا إيمان العامين الأخرانين في المدرسة الابتدائية يقراو ما عندهمش معلّم متاع فرنسية جملة واحدة... امور كيف ما هكة في ظل الظروف اللي يعيشوا فيها للأسف تولّي تعتبر هامشية و عادي انو المرور عليها يكون مرور الكرام و برّه.

.-.-.

و الضحية في كل هذا هوما التلامذة... الطفلة نلقى عندها إصرار غريب على مواصلة دراستها، حتى كيف لمحتلها أنّو ما عليهاش ملام كيف اتبطّل القراية استنكرت المسألة بشدّة و حاولت جاهدة انها اتطمنني، بتعلّة أنو القادم أحسن و الليسي (اللي كان سهّل ربّي بش تمشيلو ثلاثة سنين أخرين) أقرب ببرشا م الكولاج (ما ياخو كان ساعة برك مشي، يعني اتنجم تخرج من دارهم السبعة متاع الصباح، و السبعة متاع العشية تكون في الدار)... حقيقة آفاق واعدة تبشّر بكلّ خير.

الطفلة ما تعرفش روحها علاش تقرى، ماهيش تقرى خاطرها اتحب تولي طبيبة و إلا مهندسة... بالعكس، ما عندها حتى آفاق قدامها و ما تخمم في حتى شي، و إنما فقط لأنها القراية بالنسبة ليها هي الامل الوحيد بش تخرج م البلاصة اللي عايشة فيها... خاطر لو كان ما تكمّلش قرايتها تولّي اتشد الدار و تقضي قضية الدار و بش تولّي بنت دار و في الآخر بالكل بش تاخو راجل م البلاصة هذيكة، و يكون مصيرها هو بيدو مصير أختها الكبيرة، و مصير أمها، و مصير جدّتها... و بنتها نهار آخر تعيش نفس المعاناة اللي تعيش فيها هي توة.

قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz
تعليق Gouverneur de Normalland ...  

شي يوجع القلب ...


الأحد, أكتوبر 20, 2013 12:04:00 ص

تعليق احلام ...
 

و سلملي على المناظر الي تتعارك عالكراسي


الأحد, أكتوبر 20, 2013 1:52:00 م

تعليق Unknown ...  

ahhh w bara


الاثنين, أكتوبر 21, 2013 1:49:00 م

تعليق larva ...  

THANK YOU


الخميس, مايو 15, 2014 12:15:00 ص

تعليق غير معرف ...
 

يرحم فمك


الخميس, أغسطس 28, 2014 6:17:00 ص

تعليق كومبوند مروج ...  

رائع


الأحد, نوفمبر 20, 2016 2:56:00 م

تعليق غير معرف ...
 

شي يحمم القلب و الله 😢


السبت, يناير 07, 2017 1:13:00 ص

تعليق غير معرف ...
 

très jolie


الثلاثاء, فبراير 14, 2017 5:05:00 م

تعليق غير معرف ...
 

ahhh ya denya


الخميس, أبريل 13, 2017 8:31:00 ص