الثلاثاء، نوفمبر 24، 2009 01:45
الهداري الفارغة: , , , ,

الربيع اللي فات (شهر مارس)، مروّح على روحي م الخدمة، يعرضني البوسطاجي... حسّيت بيه كأنو تعمّد أنو يستناني بش نتقابلوا وجها لوجه... و تقابلنا، كيف ما حب هو

البوسطاجي: أهلا برباش!

البرباش: اهلا بيك، شنوة أحوالك؟

البوسطاجي: أهوكة حال الخدمة و برّه

البوسطاجي: هاني وصّلتلك جواب في القايلة

البرباش: آهـه، إن شاء الله خير

البوسطاجي: (بنبرة كلها لا مبالاة) جواب عادي... تلقاه من عند واحد صاحبك و إلا حاجة

البرباش: هيا باهي... يعطيك الصحّة.

معرفتي بالبوسطاجي، ليها سنين طويلة، من أيام مجلة ماجد، هواية المراسلة و جمع الطوابع البريدية، وقتها اتكونت بيناتنا نوع م الصداقة، رغم فارق السن... نتذكرو مليح كيفاش يبدى يصيح و يعيّط أوّل ما يدخل للحومة على هاك البسكلات

البوسطاجي: يا بربــــاش، تي وينك... هيا إيجى، هاو عندك جواب!

و كنت نمشيلو نجري، و ساعات نحل الجواب قدّامو، و نحكيلو ش صار و كيفاش و علاش (نحطّو في الإطار)... و جوابات الليسي، بطاقات الأعداد، و كيفاش كنت نوصّيه أنو الجوابات اللي تجي في غير وقتها م الليسي (متاع الإنذارات و الطرود) يلزمو يمدهملي يدا بيد، و م المستحسن زادة تكون الحكاية تحت حيط، بعيد ع الدّار بش ما يشلقوش (في الخفاء، أستر ما ستر الله)... يمكن كانت ثقتو في حسن سلوكي و تميزي في النتائج (و العصب الزايد اللي عندي و يخليني ما نترددش رغم المظهر متاع البراءة اللي يوحي بيه منظري "لحد الآن" و أهوكة لحد الآن محطوطة بين ظفرين) يخليوه ماشي معايا ع الخط في المسألة هذي

و اتعدّات ايام، و اتبدلت البسكلات ولات موتور... البوسطاجي هذاكة عاش معايا فترة التعليم العالي، بجميع مراحلها: النجاح و التدوبيل... و التطريد و إعادة التوجيه... و التخرج... و البطالة... و جوابات الكاباس (وقت ما كانت بالجوابات مش كيف ما تو انفورماتيزي، يا حسرة)... و الخدمة... و التعيين...

و التيليڤرام متاع الخدمة... وقت ما جاء يعيّط

البوسطاجي: ها محمّد هــــاي

خرجت الوالدة تطل، دوب ما فللت راسها قاللها

البوسطاجي: (يعيّط بنبرة تدل على فرحة عارمة) أيا عيّط للبرباش و قوللو هات المبروك في يدّك و ايجى

و هبطت الوالدة تجري في الدروج... ماهي فاهمة شي أما نبرة الحديث متاع البوسطاجي صاحب ولدها محمد تخليها تتأكّد أنو الخبر سار... و جدّا

الوالدة: (تلهث، بعد ما حلّت الباب) إن شاء الله خير يا ولدي

البوسطاجي: (نفس النبرة متاعو في الحديث) تي شنوة خير... كل خير

البوسطاجي: (يتسائل) تي وينو البرباش؟

الوالدة: في الخدمة عاد تو!

البوسطاجي: آه... حقة هو يخدم تو

الوالدة: الحمدولله

البوسطاجي: الحمدولله... و هاو مصلّي ع النبي زاد دبّرها

الوالدة: (تبتسم... و بنبرة فيها نوع م الفجعة، كانها فهمت الحكاية لكنها قعدت خايفة لا يخيب املها) كيفاش؟!؟

البوسطاجي: تي هاو بعثولو التيليڤرام متاع التعيين

الوالدة: بالله؟

البوسطاجي: تي أي... امالا فاش نحكيلك عندي ساعة انا توة

و مدلها الجواب و هم بش يقصد ربّي يمشي على روحو إلا انها الوالدة استوقفتو

الوالدة: وين ماشي و مخلّيني هكاكة يعيش وليدي... يجي منو هو تو

البوسطاجي: علاه ش ثمّة؟

الوالدة (بما انها لا تعرف تقرى و لا تكتب) حل و أقراهولي ش فيه بالضبط

و حل البوسطاجي الجواب... و قرالها ش ثمة في التيليڤرام بالضبط... حتى انها وقت ما طلبتني قالتلي

الوالدة: (في التليفون، توشوش كانهم الجماعة اللي معايا في البيرو بش يسمعوها) ألو... برباش

البرباش: أي

الوالدة: وين انتي تو... في البيرو؟

البرباش: تي امالا وين عندي نمشي هاني هوني

الوالدة: باهي باهي، ما تشلّقش قدّام الجماعة

البرباش: اي... ش ثمة

الوالدة: البوسطاجي... توة جابلك اليليڤرام متاع التعيين

حتى انها مسكينة كيف روّحت للدار من بعد... بقدر فرحتها بالتيليڤرام و التعيين... كانت مركزة ياسر ع الفرحة متاع البوسطاجي و تأكد أنو ما يلزمنيش ننساه او ناكلو في المبروك (و هذي حاجة معروفة عليّ أني عمري ما ناكل حد في المبروك، الله غالب... ههههه)

الحاصيلو... هذا الكل، و البوسطاجي نعرفو م اللي نقرى في الخامسة ابتدائي... و رغم العلاقة القوية اللي ما بيناتنا إلا انّي لحد الآن (عند كتابة هذه الأسطر) مازلت ما نعرفوش ش اسمو... أهوكة البوسطاجي و برّه

عادة... قليل الجمعة اللي ما يوصلونيش فيها ثلاثة أربعة جوابات عن طريق البوسطة، و دايما يعرضني البوسطاجي في الثنية و عمرو ما قاللي أو بشّرني انو خلالي جواب في الدار... ش خلاني نتأكد انو الجواب هذا حكايتو حكاية، و وراه حكاية

ندخل للدار، الوالدة تڤحرلي على فرد جنب، حزينة رزينة... نزيد نتأكّد أنو ثمة إنّ في الموضوع

البرباش: (ندوّر في وجهي يمين و يسار في التراكن متاع الصالة كيف اللي نلوّج على حاجة) جاني جواب؟

الوالدة: (تدوّح في راسها) جواب!

البرباش: (نستعرب) ...

الوالدة: (بنبرة كلها تحذير و عتاب) قول مصيبة... موش جواب!

البرباش: (نتفجع و مخي يسرح لبعيد) علاه... ش ثمّة

الوالدة: أهوكة عقاب عمري... ناري على روحي و برّه

الوالدة: (بنبرة كلها تهديد و وعيد) أسمعني هاو بش انّبه عليك... صوحابك ع العين و ع الراس، أما حكاياتك و هداريك بعّدهم ع الدار

ما فهمت شي من كلامها، اعتقدت لوهلة انو الامر قد يكون ليه علاقة بالمدونة (لأني لحد الآن مازلت كتوم نوعا ما على حكاية التدوين)...

خذيت الجواب من عندها (الحق متاع ربي، رماتهولي في وجهي)... و مشات على روحها.

جواب عادي جدّا... تمبري بو 250 فرنك ... طابع متاع البوسطة...

البريد التونسي، سعي دائم لإرضائكم و توفير أفضل الخدمات... مرناڤ 2009...

آهـه، مرناڤ... كيفي كيف ما أغلبية التوانسة، البسطاء، العاديين، العياشة... نتصور انو مرناڤ مرتبطة في أذهاننا ديركت بالشراب... الشاتّو

ع الظهر متاع الجواب... بالإسم الثلاثي، صلاح بن فلان بن فلان الفلاني... الإسم (مستعار طبعا) ما نعرفوش، او بلغة اخرى نعرف برشا عباد اسمهم صلاح لكن الحق متاع ربي قلال اللي نعرفهم بالإسم و اللقب... الإسم المكتوب ع الجواب ما ذكّرني بحتى واحد فيهم... و الاكثر من هكة انو اللي نعرفهم اسمهم صلاح في الدنيا، آخر حاجة يمكن نتوقعها منهم انو واحد فيهم يبعثلي جواب

نحل الجواب، نلقى فيه ورقة متاع كراسة 5 * 5 مكتوبة وجه و قفا... مطبوعة من تالي... و تتوضح الحكاية الكل... جواب م الحبس... لكن باقي قعد تساؤل يطرح نفسو: شكونو هذا صلاح؟

بسم الله الرحمان الرحيم .. مرناق في كذا و كذا

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .. صديقي برباش

و مع كل سطر نقراه... تزيد تتوضّح الرؤية... و نجّمت نتعرّف على هوية المرسل... صلاح، صاحبي، موش صاحبي برشا لدرجة انو بش يوصل يبعثلي جواب م الحبس... خصوصا و انو على حسب ما يقولوا اهل الذكر، ما عندو الحق كان في جواب كل خمسطاش يوم (حاجة هكة)، يعني نتصور انو ثمة شكون اولى مني بالحكاية هذي... تشد مؤخرا في قضية متاع ترويج مخدرات (حرابش) و بالحياط و المياط اتعدّاتلو حيازة و استعمال... عاد أهوكة بش يتلّف الجرّة على خاطرهم جماعتو الكل فيهم الشبهة و ثمة شكون يتسمّى سلّكها كيف ما تشدّش في جرّتو، ما لقاش غيري يبعثلو الجواب... و يوصّيه

و أنا أصلا ما نعرفوش اللي اسمو صلاح... عادة استانسنا اننا نقولولوا ڤريح (بفتح الڤالة)، تسمية لصقت فيه من وقت ما كان طفل صغير يقرى في المكتب، جاء يقرى في كلمة جريح قال ڤريح (تأثرا بالأفلام و المسلسلات المصرية اللي كان و لازال مدمن عليهم)

اللي جلب انتباهي في الجواب هو حاجتين اثنين...

الحاجة الاولى، هي النبرة اللي ڤريح يحكي بيها في الجواب، بين كل كلمة و كلمة ملزوم ما يدخّل كلمة الله و ربّي... ماهيش لوغتو، لكن الوداعة اللي ظاهرة من طريقتو في الحديث في الجواب تدل أنو حاجة من اثنين، يا إما ربّي هداه، يا إما الحبس هدّو...

نتذكّر مليح في جنازة هشام الله يرحمو (للي ما سبقلوش أنو اطلع ع الحكاية، ينجّم يرجع لتدوينة [الموت... تعطي راحة – الجزء الرابع])، بعد ما دفنوه و بناو عليه القبر، جاء واحد قعد يتلو في دعاء و احنا في جرتو نقولوا آمين، من بعد قال الفـــــاتحة و قعدنا مادّين يدينا و نقراو في الفاتحة

ڤريح: (يوشوش على فرد جنب) برباش... برباش

البرباش: (نوشوشلو انا زادة) شنوة؟

ڤريح: بعد و إياك نستعين... شنوة نقولوا

البرباش: تي قول أي حاجة... ياخي حتى الفاتحة ما تعرفهاش؟!؟

ڤريح: تي نسيتها... ما لقيتهاش!

البرباش: ياخي موش نغزرلك قبولي واقف معاهم في صلاة الجنارة

ڤريح: و الله ما فقت بيهم كيفاش حصروني.. رصاتلي واقف معاهم و برّه!

البرباش: علاش ما جبدتش روحك؟

ڤريح: حشمت

طفّيتو و كمّلت قريت الفاتحة (رصّاتلي نعاود فيها م الاول)... و مشي كل حد على روحو.

قعدت باهت و أنا نقرى في الجواب... عبارات من نوع:

أما بعد. راني لاباس و الحمد لله يا ربي، الله غالب هذاكة حال الدنيا إن شاء الله إنت زادة لاباس عليك و الأولاد الكل زادة

سلّم عليهم و قوللهم و الله ما عندكم كان الرجال و إنت راك فاهمني شنوة نقصد.

و زيدهم من بعد

المهم أنا راني لاباس و الشدة في ربي و لا حول ولا قوّة إلا بالله

ردّوا بالكم على أرواحكم راكم خواتي و بالله هنيني علّي وصيتك عليه، نعرف صاحبي راجل.

من منطلق معرفتي بڤريح... كنت متاكد انو أول حاجة بش يعملها كيف يخرج، سواء ربي فرّجها عليه و طلع خاطيه (و لو اني متاكد اللي هو موش خاطيه) او عدّى ش كتبلو... فإنو اول ما يخرج بش يعمل قعدة يحضرها القاصي و الداني و العباد الكلها تشرب للصباح، بش تباركلوا على خلاص وحلو... هذاكة الواجب.

ش علينا... نرجع تو للي وصاني عليه، هو فقط بعض السلامات لبعض خلايق الحومة و البلاد... هاك اللي كيف نلقى واحد فيهم واقف مع واحد من اصحابي، نطفّي الضو و انا متعدّي تجنبا لأي كونتاكت...

و نزيدهم م الفوق السلام لأوكسيج و بامبالوني... هاذم زوز طلاين، تربط واحد فيهم علاقة صداقة حميمية بصلاح صاحبي، يعني هو كيف ما يقولوا البوي فراند متاعو (و الفاهم يفهم وحدو نوعية العلاقة شنوة هي... في السكريتو)، و اهوكة الطلياني مدبرهالو باللبسة و البارفانات و ما إلى ذلك... ربي يدوّم العشرة أنا ما قلت شي... اما الوصاية هذي أقوى من جرمي بصراحة، نخاف على روحي م الفتنة...

هذاكة البعض م اللي ورد في الجواب، البقية بالطبيعة نخيّر أنّي نحتفظ بيه لنفسي (حتى اللي حكيتو في التدوينة ماهوش كشف لأسرار او تمنييك، بالعكس، الكلام هذا نتصور نعاودو لڤريح بيدو بعد ما يخرج إن شاء الله)... هذا طبعا إلى جانب انو طلب مني ماندة نبعثلو فيها اللي كتب، أنا و همتي... و الله لا يضيع أجر المحسنين

الحاصل قريت الجواب، و حطيتو على جنب و الحكاية مشات على روحها... أنّي نرد عليه او ما نردّش هذيكة حاجة اخرى و حكاية تاخو وقت...

بعد بنهارين، لاحظت حاجة غريبة، ثمة برشا عباد يعرضوني في الثنية، لا نعرفهم لا يعرفوني، دوب ما يشوفني، يتجارو يسلموا عليّ بالبوس، و ساعات بالأحضان.

م الاول الحق متاع ربي كنت نقعد باهت، لا نبتسم لا حتى شي، أهوكة نرد السلام و برّه... لكن مع تكرار الحكاية برشا مرات و ليت نطرح بعض الأسئلة اللا علاقة، فهمت من خلالها أنهم أصحاب ڤريح و عرفوا أنو وصلني جواب من عندو...

البوسطاجي ربي يهديه، عرضو بو ڤريح، ياخي قاللو اهوكة ولدك بعث جواب للبرباش... و بو ڤريح ما كانش م العاكسين، نشر الخبر.

قاعد على روحي، لا في علمي لا في درايتي... تدخل الوالدة للبيت

الوالدة: (وجهها أصفر بخّارة، و بنبرة متاع رميان معنى) ثمة جماعة صوحابك ينشدوا عليك.

البرباش: صوحابي... شكون؟

الوالدة: (تتنهّد... و تدوّح في راسها) صوحابك... الجدد

خرجت نطل، زوز من أعيان البلاد... الزّو و معاه واحد آخر، نعرفو بالوجه، لكن أول مرة بش يحصللي شرف الحديث معاه

البرباش: السلام

الزّو: أهــــلا... برباش يا خويا

و يشد يعنّقني و يشحطني ببوستين تحسست حناكي بعدهم و تنهّدت كيف ما لقيتش أثار متاع دم على صوابعي... الحق متاع ربي اللكنة متاعو و طريقتو في الحديث و تصرفو في عضلات وجهو تحسسك انو حاطط لام في فمّو و إلا حاجة هكة.

الزّو: (يغمزني بعينو) قالوا اللي ڤريح بعثلك جواب.

البرباش: أي

الزّو: (يبتسم، دلالة ع الفرحة متاعو بالخبر السعيد) و الله يعطيه الصحة

الزّو: أي.. و ش يحكي

البرباش: عادي، أهوكة يبلّغ في السلام و برّه

الزّو: و بعثلي السلام ليّا و إلا لا؟

البرباش: و الله ما نعرف

الزّو: (يغمزني) ما قاللكش سلّملي ع الزّو، على زياد، حاجة هكة

البرباش: لا لا... اما قاللي سلملي على صوحابي الكل و ما حطّش أسامي.

الزّو: (يدوّح في راسو) شفت بالله، ينعن بو الدنيا... انا في آخر ربطية مرتين نبعثلو جواب

البرباش: هو قال سلّم ع الجماعة الكل.. ما حطّش برشا أسامي

الزّو: أي أي... أما راهو حط بامبالوني متاعو

البرباش: (نبتسم) أي... جبد عليه

الزّو: (يدوّح في راسو) حاصيلو، ش علينا... هاك سلّم عليه، قوللو الزّو و دبّوزة (السيد اللي معاه، شهر دبّوزة... ابتسم للتعريف بنفسو دوب ما ورد اسمو في الحوار) يسلموا عليك و يقولولك راهو الحبس للرجال، و اتهنى على بامبالوني، في الحفظ و الامان

الزّو: (يغمزني، و بنبرة متاع خباثة) و قوللو اهوكة بين أيدي امينة... و ما عندك كان الرجال

و جاو ماشين على ارواحهم... إلا انهم وقفوا، و عاود الزّو تلفتلي و قاللي

الزّو: برباش، كان بش تمشي تزورو... قوللي، عندي قضيات نحب نبعثهملو معاك

البرباش: (نبتسم) يعمل الله... كان جيت ماشي تو نقوللك.

و طلعت للدار... وسط تهاليل و تباريك الوالدة بالمعارف الجدد... يجيك البلاء يا غافل.

الحاصل، بعثتلو ماندة (و الله نسيت قداش كان فيها بالضبط أما حاجة بين العشرين و الخمسة و عشرين دينار) و جواب فيه كليمتين كان معظمهم سلامات من أصحابو... اللي ولاّو أصحابي بالطبيعة.

و قعدت هكاكة أيامات، من غصرة لغصرة و مرجة لمرجة... لين مشات الحكاية على روحها

ما عاودش جاني جواب آخر من عند ڤريح... حتى أنو كيف يعرضن واحد من جماعتو و يسألني إذا كان ثمة جديد و إلا لا... كنت نتسائل هل يمكن يكون بعثلي جواب آخر و الوالدة خباتو ما ورّاتهوليش (و لو اني نستبعدها الحكاية لكنها تقعد ممكنة)... و سمعت انو اتحكم عليه من بعد بستة شهور.

و خرج ڤريح م الحبس... و ما خيّبش ظني فيه و كانت ليلة من ألف ليلة و ليلة، قعدوا جماعة الحومة يحكيوا بيها تقريبا فوق الجمعة.

بره امشي يا زمان و ايجى يا زمان... متعدي الويكاند اللي فات نسمع في زيطة و موزيكا و الدنيا بش تتقلب بالحس... نلقى دبّوزة اللي كان جاني هو و الزّو هاك المدة يتلاوح يمين و يسار

دبوزة: (بنبرة بالسيف ما تتفهم) أهلا بعشيري!

البرباش: اهلا بيك... ياخي ش ثمة؟

دبّوزة: (يتڤرّعلي في وجهي بعد ما يتكى بيدو على كتفي) ما في بالكش!

البرباش: لا... و الله ما في بالي

دبّوزة: (درى كيفاش يغزرلي) اليوم الفونساي متاع خوك صلاح

البرباش: (نبتسم، من وقع المفاجأة) آه... ڤريح خطب سايي!

دبّوزة: صلاح، صلاح، ش من ڤريح يا ولدي... انا نقوللك الراجل خطب و ربي إن شاء الله يهديه و يستحسن و انتي تقوللي ڤريح

البرباش: تي و الله ما نعرف عليه

دبّوزة: اهوكة ربّي هداه... م الربطية الاولى

دبّوزة: (ينفخلي في وجهي نفخة متاع فدة) الحبس دمّار يا صاحبي... الحبس دمّار

و يمشي و يخلّيني... نغزرلو كيفاش قاعد يتلاوح يمين و يسار و يتّكرم وحدو

دبّوزة: الله لا يورّيه لحبيّب... ما تفكّرنيش يا صاحبي

فكّرني في واحد صاحبي نجح في الباك الصيف اللي فات... عهدي بيه آخر مرة قابلتو فيها قال انو التوجيه اللي تحصّل عليه مش عاجبو و بش يعدّي الكونكور متاع إعادة التوجيه وسط العام... ربي يسهللو

ندخل للفونساي (كيف ما قال دبّوزة) متاع ڤريح عفوا صلاح... نلقاها الدنيا حافلة و الخطيب و الخطيبة مخربقينها بالشطيح، قعدت شوية بحذى جماعة نعرفهم لين لقيت صلاح قعد ع الفوتاي بعد ما اتهد م الشطيح و ولات عروقاتو شرتلّة، مشيت قلت خ نباركلو و نورّيه وجهي ع الأقل كيف انا حصلت و جيت

مشيت طلعت ع المنصة... سلّمت ع الخطيبة و باركتلها منها سلّمت على ڤريح ببوستين

البرباش: أيا إن شاء الله مبروك يا خويا

ڤريح: يبارك فيك يا برباش يا وليد عمّي

البرباش: (ندوّح في راسي مع ابتسامة خفيفة) ش من وليد عمّك... وقت اللي كنت في الڤينية في ڤلبو ما اتفكرتني كان انا... اما وقت الزهو و الطرب، ما نتفكروهوش البرباش؟!؟

قريح: (يدهش بالضحك بطريقة هستيرية) و راسك لا يا خويا... اما ماك تعرف الحبس للرجال، وكيف تلقاك في ڤلبو ما تتفكر كان الرجال... و الرجال لبعضها يا صاحبي

ما لقيت ما نقول... صحة عليه، نجم يغلبني بكلامو... و لو اني كنت متاكد انها مجادلتو ماهي باش توصّل لحتى نتيجة نظرا لحالة الوعي و اللاوعي اللي كان عليها... و لقيت روحي من غير ما نشعر نتّكرم كيف ما دبّوزة قبولي و نقول

البرباش: الله لا يورّيه لحبيّب... ما تفكّرنيش يا صاحبي


قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

السبت، نوفمبر 21، 2009 21:30
الهداري الفارغة: , ,


كيف ما اليوم... تحديدا نهار الاربعاء 21 نوفمبر 2007 كانتلي أول تدوينة [مدونة قيد الإنشاء]...

عمناول كيف ما اليوم، كنت كتبت تدوينة [عام... على التدوين] و كنت وقتها اتخذت قرار شبه نهائي بمغادرة هذا الفضاء الافتراضي اللي كل ما يتعدى الوقت يزيد تعاسة و كبّي و ڤينية.

دخولي للبلوغسفير كان و هي تعيش أعز فتراتها... دون أي علم بوجود مجمعات تدوينية كيف التن-بلوڤ أو غيرو، نتذكر أنّي بعد كتابتي لثاني تدوينة قعدت نتسائل بيني و بين روحي على سبب عدم وجود زوار، و تعليقات... و طرحت السؤال على شهاب اللي كان لخوه علي الفضل في دخولي للعالم هذا (هو لا فضل لا حتى شي، تي ساعات نقول كلها جرايرو) و اللي اعطاني الرابط متاع التن-بلوڤ و الايمايل متاع حسين و طلب مني نراسلو بش يزيدني في الليستة

و اتزدت في الليستة... و بديت شيئا فشيئا ندخل في الأجواء و في الكواليس... هههههه

و كان المسلسل متاع حومة البلوغسفير في رمضان 2008... مسلسل اتوقف عند الحلقة عشرين و ما كانلوش بش يكمل (رغم اللي ثمة ثلاثة حلقات حاضرين إلا انو ما وقعش نشرهم)، البلوغسفير دخل في دوامة متاع صراعات تخلي أي كلمة تتقال يلزم يتقرالها ألف حساب.

و طارت النفحة شيئا فشيئا... حتى أني (و رغم توفر الوقت) وليت نبخل بش نكتب تدوينة من حكاياتي كيف ما كان الأمر عليه قبل (رغم اللي ما عندي كان ما نحكي)، و اقتصر التدوين على بعض الكتابات القصيرة في مدونتي قلق... و حاجات أخرى

اليوم، و رغم أنو الناس تستنى في نفس جديد للبلوغسفير، خصوصا بعد الأحداث الأخيرة اللي صارت أوائل الشهر هذا و اللي أثبتت أنو مازال للبلوغسفير دور و تأثير (رغم محدوديتو... و اللي ظهرت زادة أنو برشا مدونين م اللي كنا نحسبوهم صيودة، طلعوا قطاطس، متاع كلام فارغ و شعارات رنانة كيف ما نقولوا في الابتدائي)، و مازال ثمة بصيص من أمل.

و رغم أنها الاجواء ما تشجعش بتاتا ع الاستمرار في الكتابة... إلا أنو نلقى روحي مجبور ع الإستمرار في التواجد داخل هذا الفضاء اللي كوّنت فيه علاقات و صداقات اتطور البعض منها و اتجاوز مستواه الافتراضي و حتى الدنيوي في بعض الحالات.

مش بش نسمي البعض لأنو الاكيد بش ننسى العديد... أما اهوكة يعرفوا أرواحهم.

شكرا ليكم الكل... بدون أي استثناء.



قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الجمعة، نوفمبر 13، 2009 19:30
الهداري الفارغة: , , , , ,

كان غالبا ما يبدي إعجابو الشديد بشجاعة و "رجولية" أي واحد من شباب البلاد يوصللو الخبر أنو حرق للخارج سواء عن طريق البر أو البحر... بل يوصل بيه الأمر أنو كان يحسبو شهيد كل مين يوصللو خبرو و يقولولو أنو بلعو البحر و هو حارق لبلاد الطليان، أو م اللي مشاو و ما ثماش ريحتهم.

بحكم خدمتو كسيرفر ببعض القهاوي "الشعبية" شتاء، "السياحية" صيفا، كان مخالط برشا عباد و خاصة حرفاء الشتاء اللي تعتبر الأغلبية متاعهم من جمهور البطّالة، اللي كانوا معظمهم في نظرو قننوات على خاطرهم ما جربوش حظهم و ما شقوش البحر بحثا عن حياة قد تكون أكثر كرامة ليهم من كرني الكريدي اللي كان نادرا ما يخلص.


معرفتي بيه كانت عن طريق عم لسعد، رغم اللي أحنا نعتبروا أولاد بلاد... إلا انها الظروف شاءت أنو معرفتي بعم لزهر تكون عن طريق عم لسعد العطّار.

اللي ما يعرفش عم لسعد العطار ينجم يرجع لبعض التدوينات القدم في مدونتي (اللي تحتفل خلال بضعة أيام بعيد ميلادها الثاني) كنت اتحدثت فيهم على عم لسعد... نحكي مثلا على تدوينات [الحليب... و حكاية تجيب حكاية] و [عيد... بأي حال عدت يا عيد] و برشا حكايات أخرين كان طرف فيهم عم لسعد العروس في تدوينة [بعد ما شاب... مشى للكتاب]

ما نعرفش إذا كان تشابه الأسماء ليه دور في الصداقة اللي جمعت بيناتهم أو أنها الصدف شاءت ذلك... المهم أنو معرفتي السطحية بيه و اللقاءات اللي جمعت ما بيناتنا (و اللي عددها ما يتجاوزش عدد صوابع اليد الواحدة) كان فيها طرف زادة عم لسعد العطار حاضر.

يحكيلي عم لسعد يقول أنهم في شبابهم ما كانوش يعرفوا ش معنتها حرقة، كانت ايطاليا حاجتها بالخدامة حتى أنو كان ثمة خط بحري يربط بين قليبية و لمبادوزة و كانت الزلاقة توفر رحلات منتظمة خاصة في المواسم السياحية و في مواسم أخرى كانت مرتبطة أساسا بالأنشطة الفلاحية في إيطاليا حيث يكثر الطلب على اليد العاملة الرخيصة. و كان عم لزهر دائم الترحال حتى أنو قضى قرابة العشرة سنين من عمرو يتحول لايطاليا مرتين في العام يدبّر فيهم الخير و البركة و كيف ما يقول هو

عم لزهر: الحمدولله، بنينا الدار و عرسنا و ربينا الصغار بفلوس الطلاين... و عمرنا ما خممنا فيها الحرقة

لكنو رغم هذا ما ينكرش أنو كانت ثمة عباد تحرق في وقتو، لكنها امورهم تكون قانونية م اللحظة الاولى... حيث أنو الشاب ما كان يحرق كان كيف يعجبو الجو غادي و يضمّن أمور خدمتو و إقامتو، الأوراق كانت آخر حاجة يخمم فيها الحارق وقتها لأنها كانت تعتبر من تحصيل حاصل.


يبدي عم لزهر ترددا في إظهار مشاعرو و الإجابة على سؤال كثيرا ما اتطرح عليه... هل انو ندم خاطرو ما استقرّش في ايطاليا

غير أنو يكتفي بأنو يغمّض عينيه و يرفع حواجبو لفوق و هو يقول

عم لزهر: (بكل حسرة) كل شي بالكتبة...

هذيكة كانت إجابتو اللي ما تخلّيش مجال لطرح المزيد م الأسئلة، إجابة كانت نادرا ما تتوجد حيث كان دايما يفضّل الصمت و عدم الإجابة.



(...)

كانت أول سفرة لعم لزهر لايطاليا، هي الاخيرة من نوعها لعم لسعد. هو أصلا عم لسعد ما سافرش برشا لغادي و لولا الحاجة ما كانش يسافر جملة و يتحمل عناء السفر و البحر... لكن هذا ما يمنعش أنو هو اللي كرّ على عشيرو بش يرافقو خلال أحد مواسم جني العنب الشي اللي يخلي عم لزهر كل وين تتجبد حكاية السفر لايطاليا يقول
عم لزهر: البر هذاكة عمري ما كنت نتصور روحي نعفسو، كان مش عمك لسعد كر عليّ

و يرد عليه عم لسعد و يقوللو

عم لسعد: (يبتسم و هو يدوّح في راسو) ايــه، علّمناهم الطّلبة... سبقونا ع الجوامع

بعد درى قدّاش من جمعة خدمة و النفس طابة خارجة، قبضوا كراهم (أجرتهم) و ما بات يفصلهم ع المرواح كان ليلة كانت هي الأخيرة لعم لسعد في ايطاليا... ما كانش يعرف انها بش تكونلو آخر ليلة غادي، لكنها الظروف اللي حكمت بأحكامها... و بما انو كان من أكثر الجماعة ارتيادا لايطاليا، فكان الواجب يفرض عليه أنو يعمل بيهم محواسة يعرّفهم فيها بأهم المعالم متاع المدينة اللي عداو فيها قريب الشهر... و يكون الدليل السياحي متاعهم، و الاهم من ذلك المترجم الخاص اللي بش يكون همزة الوصل بينهم و بين اللي مكتوبلهم بش يقابلوهم من طلاين و طليانات.



و كيف ما كان متصور، كانت حاجة بديهية ما تحتاجش أنو يتم الاتفاق عليها أو التذكير بوجوب ورودها ضمن برنامج الجولة، هذا إذا ما كانتش هي الهدف الأول م المحواسة... اتعدّاو على شارع م الشوارع اللي تعتبر محطة يكثر فيها تواجد بنات الليل و غيرهم

عم لسعد: (ما ينجمش يمنع ضحكتو) الجماعة قعدوا باهتين، عمرهم ما تصوروا انو ثمة حاجات هكاكة في الدنيا.

انتابني شعور طفيف بالخجل، ما اتصورتش أنّو الحكاية اللي قاعد يحكيلي فيها عم لسعد بش تتضمن الموقف هذا... لكن هذا ما يمنعش أنو كنت متشوق بش نعرف قصة عم لزهر بحيث صار لا مجال الحشمة أو تتليف الجرّة

البرباش: أي أي

عم لسعد: (يدوّح في راسو) تي نعرفك بش تقوللي أي... انتوما تو عندكم كل شي بالمكشوف و التلافز و البارابولات و الدّيناتورات (جمع أورديناتور) ما خلات شي ما ورّاتوش



عم لسعد: (ياخو شفطة م القهوة فيلتر المحطوطة قدامو) الشي هذاكة كان فينا قبل اللي يقعد لين يموت و هو يسمع بيه سمع، و ما يصدّقش

البرباش: (نضحك) تي أي

و دخلوا لواحدة م الديار، و كان على عم لسعد (اللي يطش طشان في اللغة الايطالية و القاموس متاعو يقتصر على بعض العبارات اللي يحتاجها في التعامل مع عروفاتو في الخدمة) أنو يلعب دور المترجم في التخاطب مع "الشّافة" اللي لقاوها شادة وراء الكاسة


و بعد اتفاق اختصر في معظمو على التخاطب بلغة الإشارة، حيث كان امّالي المحل متعودين على التعامل مع هذا النوع م الزباين، حتى أنو ثمة البعض م البنات تلقاهم حافظين جملتين أو ثلاثة (عادة ما يكونوا باللهجة المصرية أو اللبنانية) و ما يترددوش في التلفظ بيها عند مرور بعض الزباين ذوي السحنة العربية (العريبة).

عم لسعد: (يتلفّت للجماعة) قالتلكم شكون بش يدخل الأوّل

عم لزهر: (يتهز و يتنفض و يتقدّم بش يورّي روحو) أنا أنا... قوللها انا!

و من غير ما يتكلّم عم لسعد، فهمت الشّافة الحكاية... و ابتسمت، و ابتسم عم لسعد بينما كانوا الزوز مرافقين الأخرين يهڤهڤوا قدام التصرف العفوي اللي صدر من عم لزهر صاحبهم... و بحكم أنو كان أصغرهم سنا و كانت هذيكة أول زيارة ليه لبلاصة كيف هذيكة فكان من قبيل الواجب أن يتم تبجيلو كنوع م الماخذة بالخاطر.

و استأنف عم لسعد الحوار مع الشافة، و كان الهدف المرة هذي هو الوصول لسعر مناسب حيث أنو العملية فيها أربعة م الناس و بالتالي يلزم استغلال الفرصة و التمتع بأقل سعر للفرد يمكن التوصّل ليه

عم لسعد: الليرة اللي انّطرهالها نربحها... في جيبي خير م اللي في جيبها

(تم تحيين العبارة هذي لعبارة ألطف احتراما لمشاعر القراء، حيث أنو العبارة الأصلية كانت متلائمة مع الإطار المكاني للحكاية)

و كان عم لزهر يتبّع بكل اهتمام الحوار اللي قاعد يدور بيناتهم الزوز... و رغم أنو كان كيف الأطرش في الزفة إلا أنو انتبه لعبارة اترددت برشا على لسان الشّافة حيث كانت دايما تكرر

الشافة الطليانية: سكريتو... دوبل سكريتو

ما كانش متأكد من طريقة تهجئتها لكلمة سكريتو لكنو متأكد من سماعة لكلمة دوبل بلغة فرنسية و لكنة ايطالية لكنها كانت واضحة. و بحكم أنها ككلمة كانت متداولة حتى في دارجتنا... فما كان منو إلا أنو همز صاحبو و جبدو على جنب

عم لزهر: (يوشوش) شنية حكاية الدوبل هذي زادة!

عم لسعد: و أنا منين ندري عليها؟!؟

عم لزهر: اسمع... ما ندخل كان وحدي راهو

عم لزهر: (يسكت شوية في انتظار اجابة عم لسعد اللي يفضل الصمت و يكتفي بابتسامة خفيفة) وخيّان صحيح... أما كل حاجة في حساب، و في السكريتو كيف ما تقول هي!

عم لسعد: باهي باهي

و رجع عم لسعد يحكي مع "الشافة" الطليانية و كان التساؤل المرة هذي على حكاية الدوبل سكريتو... و بعد أخذ و رد يدهش عم لسعد بالضحك و هو يستخايل بالموقف و يقوللي

عم لسعد: ما كنتش فاهمها فاش قاعدة تحكي... أما ما يلزمش الجماعة يشلقوا بيّ على خاطرهم كانوا عاقدين فيّ النوارة

البرباش: أي أي

يتلفت عم لسعد للجماعة و يقوللهم

عم لسعد: (كان حديثو متوجه خاصة لصاحبو لزهر و بإشارة زوز صوابع بيدو) قالتلكم اللي بش يدخل... يحب طفلة و إلا زوز؟

عم لزهر: (يصيح فرد صيحة) مع بعضهم... زوز، زوز. قوللها زوز يا خويا

عم لزهر: (يتلفت للزوز الأخرين اللي كانوا معاهم في الجولة) ينعنبو الدنيا، و ينعنبو الفلوس... الواحد قدّاش بش يعيش فيها من مرّة ياخي!

و ماكان م الزوز الأخرين غير أنهم أيدوه، حتى أنهم أبداو إعجابهم بالفكرة و تحمّسهم ليها... هذا الكل وسط ضحكات و قهقهات م الجموع الكل قدام التصرف و الحماس اللي انتاب عم لزهر.


و تم الإتفاق على مختلف التفاصيل (الفلوس) و كان كيف ما حب عم لزهر أنو هو يدخل الأول... بينما قعدوا اليقية في الصالة يستناو في دورهم.

و دخل عم لزهر للبيت و هو باهت في عجب ربي و هاك البلندة اللي كانت قدامو "لابسة من غير هدوم" و تبتسملو بطريقة غريبة... حتى أنو ما جابش خبرة لحكاية الدوبل سكريتو و ما تسائلش ع الطفلة الأخرى بما أنو خلص دوبل... ما فاق عند روحو و رجعلو شاهد العقل إلا و هو قاعد ينزع في حوايجو و إذا براجل جهامة "مفتول العضلات" تقريبا ماهو لابس حتى شي يدخل عليهم للبيت

و بدى الراجل يتدحنس بعم الأزهر و يمسّحلو بيديه على مناطق مختلفة من بدنو بطريقة مغرية و تبعث ع الاشمئزاز في نفس الوقت.

وقتها برك وين فهم حكاية الدوبل سكريتو... عرف أنو بطريقة الدوبل سكريتو بش يكون فاعل (في علاقتو بالطفلة) و مفعول به (في علاقتو بالبغل اللي قاعد يتدحنس عليه)... و صاح فرد صيحة و هو يلم في الشي اللي كان نزعوا من حوايجو

عم لزهر: (يصيح في صيحة الغرق) وووه عليّ... اجريلي يا لسعد يا خويا... اجريولي يا جماعة


و خرج م البيت و حوايجو بين يديه من غير ما يتلفت لا يمين و لا يسار و خرج م الدار جملة واحدة و قعد يجري لين بعد شوية، وقف ياخذ في نفس و يفركس في الحوايج متاعو يثبّت فيهم لعلّ يطلع نسي حاجة في البيت غادي، و في نفس الوقت يستوي فيهم بطريقة تمكنو من أنو يعاود يلبسهم... ماهي إلا لحظات و خلطوا عليه الجماعة الكل (عم لسعد و الزوز الأخرين) داهشين بالضحك بعد ما فهموا الحكاية.

و قعدوا دقايق في البلاصة هذيكة لين كمّل عم لزهر لبس الحوايج الكل و الجماعة يتساؤلوا شنوة اللي صار بنبرة اتعمدوا أنها تظهر بريئة كيف اللي ما في بالهم بشي (بينما هوما شافوا البغل و هو خارج في جرة عم لزهر يعيطلوا في محاولة يائسة لإقناعو بالعودة للغرفة)

حتى انو عم لسعد اقترح على عم لزهر انهم يرجعوا للدار هذيكة و يتبدّل الاتفاق من دوبل سكريتو إلى سكريتو برك...

عم لسعد: بعض المال و لا المال كلو ع الأقل

إلا أنو عم لزهر رفض رفضا تاما حتى مجرد العودة و المطالبة بالفلوس متاعو اللي كان دفعهم

عم لزهر: السماح... ما حاجتيش!

و كان أن رجعوا الجماعة لمقر إقامتهم وقتها... لمّوا سيكانهم و قصدوا ربي للبرط (الميناء)، قاصدين ربي لتونس.


(...)

بره امشي يا زمان و ايجى يا زمان... الشباب ولاو شياب، و ما قعدت غير علاقة صداقة تربط بين عم لسعد و عم لزهر اللي يأكدوا انو م المرة هذيكة ما عاودوش اتلاقاو بالزوز الأخرين اللي كانوا معاهم في هاك المحواسة.

و كيف ما سبق و ذكرت، كانت هذيكة آخر مرة يمشي فيها عم لسعد لايطاليا حيث أنو عرس و اتلهى في الدار و المرى و الصغار (هو طفل برك على حد علمي و كنت حتى اتحدثت عليه في تدوينة [عيد... بأي حال عدت يا عيد]) و كان م الصعيب عليه أنو يخليهم وحدهم و يتغرب في ايطاليا... على عكس عم لزهر اللي كان يعتبر مشياتو لإيطاليا بداعي الخدمة حاجة ضرورية لمجابهة مصاريف العايلة اللي ماشية و تزيد من جهة و لتبديل الاجواء بالنسبة ليه من جهة أخرى.

و كبروا الشياب... عم لسعد توة عطار، على قدّو... عم لزهر ألف صنعة و صنعة بين يديه و الخدمة قهواجي.

دهش عم لسعد بالضحك و هو يحفّظ فيّ في السيناريو متاع الكلام اللي يلزمني نقولوا بطريقة يلزمها تبان عفوية... و التزم الجميع الصمت و عم لزهر يحطلي في كاس القهوة فيلتر ع الطاولة و قعد يغزرلي و هاك الثلاثة طوابع سكر بين يديه و هو يقوللي

عم لزهر: قداش من طابع اتحبها وليدي؟

البرباش: طابع برك عم لزهر... طابع سكر اكاهو، يزّي!


قعد باهت شوية للحظات و هو شادد الطوابع بيديه اللي كانت ترعش، قبل ما يعمل كيف ما طلبت منو و يحطلي طابع سكر في الكاس و يمشي على روحو يشوف بقية الطواول ش يلزمهم.

و هو راجع، اتلفتلنا

عم لزهر: (بنبرة كلها ود) يلزمكمشي حاجة أخرى

عم لسعد: كاس ماء، كان تعمل مزيّة

عم لزهر: (بإيماءة بوجهو) حــاضر... لحظة برك

البرباش: (كيف اللي موش عاجبني الجو) تي شبيها هكة قهوتكم عم لزهر!؟

عم لزهر: شبيها زادة!

البرباش: مرة ياسر...

عم لزهر: آه

البرباش: (نحاول أنّي نتماسك و ما نضحكش) ما حقكش حطيتلي فيها سكريتو برك... تي هذي دوبل سكريتو و شوية فيها

و قمت نجري من بلاصتي... و انا داهش بالضحك، و عم لسعد زادة سايي ماعادش فيه... و عم لزهر القهواجي رمى هاك الطبق من بين يديه بالكيسان اللي عليه بشوية الصرف

عم لزهر: أوه يا وليدي... حتى انتي طلعت معاهم

البرباش: (بالسيف ما نحكي من كثرة الضحك) و الله لا يا عم لزهر

عم لزهر: (يطفّيني و يتلفت لصاحبو) ينعنبو النهار اللي مشينا فيه لايطاليا جميع... كلها جرايرك

عم لسعد: (وجهو احمر نيلة من قوة الضحك) تي لا يا راجل... شبيك ما تحملش الفذلكة

عم لزهر: ش من فذلكة... ربي يهديك يا لسعد يا خويا


و مشي على روحو و هو يدوّح في راسو و يتّكرم درى فاش قاعد يقول...



قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الخميس، نوفمبر 05، 2009 00:34

كلّمني و طلب منّي بش نمشي معاه، على خاطر جماعة التوبنات بعثولوا ميساج و قالولوا اللي الأنترنت متاعو حاضرة و يلزموا يتصل باللي عمل عندو الاشتراك بش ياخو الماتريال اللازم... و بما انو ما يفهم م الشي شي، كلّمني بش نمشي معاه باش ما يعطيوهوش عدّة مغشوشة.



مشينا للحانوت، و من بعد اتعدّينا للدار ركّبنا العدّة كيف ما يقول هو، خدّمتلو الانترنت، و حليتيو بعض المواقع... همّيت بش نمشي على روحي ياخي

قاللي: تي استنّى، شبيك مزروب

قلتلو: تي خ نمشي بالله.. عندي ألف حاجة و حاجة تستنى فيّ

ابتسم و هو

يقوللي: تي أقعد اقعد، حاجتي بيك تعمللي كونت ايمايل، و تزيد من بعد تحللي كونت ع الفايس بوك.

ع الأقل كيف ظهر يعرف انو الحكاية يلزمها ايمايل، حاجة تبشّر بكل خير...

فيسع ما عملتلو الإيمايل، حليتلو كونت فايس بوك، و زدتلو هاك العفسة متاع الميساج اللي يوصل ع التليفون و فيه الكود متاع الفيريفيكاسيون، قعد يحل ما يغلق باهت في عجب ربي



قلتلو: أيا مرحبي بيك ع الفايس بوك... عوم بحرك!

قعد يغزر للايكرون متاع الاورديناتور... نظرتو كانت تدل انو ماهوش فاهم م الشي حتى شي، قعد شوية مصهمم قبل ما

يقوللي: أي... وينهم العباد!؟!

قلتلو: اناهم عباد؟

قاللي: العباد، اللي في الفايس بوك؟؟

قلتلو: أي... شبيهم؟

قاللي: تي هاو ما ثمة حد


قلتلو: ماك مازلت جديد

قاللي: شبيني نشوف فيهم في الخدمة، تصاور و فيديوات و دولاب قوي، الجماعة تشاتي و تبزنس و تلقاهم النهار و طولو و هوما شايخين بالضحك

قلتلو: أي ماك خاطرك مازلت جديد... تو بالشوية بالشوية تعمل صوحاب و تولّي حتى انتي تشاتي و تباطي


قاللي: اي باهي كيفاش نشوفهم انا توة الجماعة

قلتلو: هاك لوج عليهم... و ابعثلهم قوللهم يزيدوك

غزرلي على فرد جنب، ما كانش يغزرلي و إنما يڤحرلي (بش يكون الوصف أدق) و ظهرت على وجهو ملامح متاع خيبة أمل

قاللي: صارة يلزمني نبعثلهم؟

قلتلو: و يلزمهم يوافقوا زادة... امالا هي مسيبة!

قعد يدوّح في راسو شوية قبل ما يتلفّتلي

يقوللي: اوه على وذني... تي هاي طلعت هدرتو فارغة هـ الفايس بوك


ضحكت... بعد ما فهمتو ش كان ناوي

قلتلو: علاه انتي ش كنت ناوي؟

قاللي: نستخايل اتحل كونت... تولي تشوف العباد الكل

قلتلو: اي انتي مثلا... على شكون اتحب اتنسنس؟

ضحك... و بنبرة كلها مكر و خباثة

قاللي: تي لا... اما ثمة طفلة تخدم معايا في الإدارة، الجماعة النهار الكل و هوما يحكيو كيفاش عاملين عليها جو في الفايس بوك

قلتلو: أي

قاللي: حبيت نستقصي و نعرف فاش قاعدين يعملوا


قلتلو: اعمل كيفهم و ابعثلها ع الفايس بوك

قاللي: ما اتنجّمش هكة تشوفهالي بالسرقة

قلتلو: لاااا... صعيبة شوية راهي الحكاية

كيف فهم انو الحكاية ما ثماش فيها امل... اتلفتلي و بنبرة كلها إحباط
قاللي: تي برّه... كيف قدّر عليّ ربّي، أبعثلها بالله خليها تزيدني


قلتلو: ش اسمها؟

قاللي: سميّة

قلتلو: سمية شنوة؟

قاللي: و انا منين ندري عليها... العباد الكل تعيطلها سمية

قلتلو: أي، و كيفاش بش نطلعها ع الفايس بوك انا

قاللي: و انا منين نعرف عليك... امالا علاه عيطتلك؟

دهشت بالضحك... قبل ما نقوم من بلاصتي وانا

نقوللو: هذي أبعثلها جواب مسوڤر على عنوان الإدارة متاعكم و قوللها تو تزيدك هي ع الفايس بوك متاعها... هكاكة خير.




قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz