الثلاثاء، مارس 31، 2009 00:36
قاعة قسم، حصة التربية المدنيّة، أستاذ على مشارف الستينات قاعد ع البيرو متاعو... تلميذ واقف مع جنب الطاولة، مهبّط راسو للوطى.

الأستاذ: شي يا ولدى... النافع ربي!

التلميذ: (بنبرة استعطاف ركيكة) مسيو أسألني سؤال آخر، و الله محضّر أما ناسي...



الاستاذ: زايد، برّه شد بقعتك.

يقعد التلميذ واقف في بلاصتو، في نفس الوقت اللي الاستاذ يكتب في الدوسي متاعو

التلميذ: مسيو قدّاش حطيتلي؟

الأستاذ: العدد اللي تستحقو!

التلميذ: (بنبرة فيها نوع م الإلحاح) أي.. قدّاش معناها؟

الأستاذ: أربعة... ارتحت تو!

التلميذ باقي واقف في بلاصتو، ما تحرّكش... يتلفتلو الاستاذ، و بنبرة فيها شوية حزم

الأستاذ: تي أرجع لبقعتك!



التلميذ باقي واقف في بلاصتو، مع شوية تململ و بلعان ريق بحس... يتّكى ع الأستاذ، و يوشوشلو

التلميذ: (بنبرة استعطاف) مسيو... ردهالي عشرة!؟!

الأستاذ: لا... أكهو قيدتها و هذاكة العدد اللي تستحقو.

الأستاذ: (يكمّل) و كيف نزيدك نتسمّى قاعد نظلم في أصحابك!

التلميذ يهم بش يرجع لبقعتو... نصف خطوة و يعاود يتلفّت للأستاذ، و يوشوشلو بنبرة ضعيفة بحيث الحوار اصبح منحصر بيناتهم الزوز



التلميذ: مسيو، هاك الكرهبة مرسيدس كبّاري الجديدة، سيري ميا و اثنين و ثلاثين... متاعك؟

الأستاذ: (يتفجع) أي... علاه؟

التلميذ: (بنبرة كلها براءة) لا حتى شي... أما قلت!

و يسكت التلميذ، في نفس الوقت اللي الأستاذ يقعد يڤحرلو على فرد جنب... و يتذكّر انو التلميذ هذا يسكن في الحومة اللي فيها الليسي...




الاستاذ: آش كنت بش تقول؟

التلميذ: (بنفس النبرة) لا حتى شي مسيو...

و يعاود التلميذ يسكت من جديد... يقعد الأستاذ يدوّح في راسو في نفس الوقت اللي يفرك في دڤنونتو بيدو علامة على استغراقو في تفكير عميق

الأستاذ: قول قول!

التلميذ: (تزيد تظهر البراءة في الحديث متاعو) قلت، شكون يعرف... واحد م الصغار متاع الحومة يظهرلو هكة، يخربشها بطرف طولة... و إلا يفشلك العجالي يخلّيهملك قدهم قد القاعة... و إلا يرمي حجرة ع البلاّر و يفصع من غير ما يشدّو العسّاس.



يقعد الأستاذ يضرب في اخماسو في أسداسو بينو و بين روحو... منها يعاود يطبّس ع الدوسي متاعو م الأول و جديد و يخنتب فيه شوية بالستيلو... منها يتلفّت للتلميذ و يغمزو على فرد جنب، بالسرقة، بش بقية التلامذة ما يشلقوش...

الأستاذ: (يبتسم، إبتسامة المغلوب على امرو) هيا اهوكة دبرتهاك... برّه شد بلاصتك!

التلميذ: رديتهالي عشرة مسيو؟

الأستاذ: اهوكة حطيتلك اثناش... اما عينك ع الكرهبة عاد!

يبتسم التلميذ و يهم بش يرجع لبلاصتو، كيف ما قبولي بالضبط... نصف خطوة و يعاود يتلفت للاستاذ... يوشوشلو، لكن المرة هذي باينة نبرة الخبث في كلامو

التلميذ: اتهنّى مسيو... من غير ما توصّي، كرهبتك في الحفظ و الامان.

الأستاذ: نعرف، نعرف... عندي كان الرجال.


قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الأحد، مارس 29، 2009 01:02
دخلت للدار، م الباب نشم في ريحة التاي الاخضر المنعنع... ندخل لبيتي، نحل الاورديناتور، تخلط عليّ الوالدة تجري

تقوللي: برباش، تحب نجيبلك كاس تاي

نجاوبها: هات!

تهم بش تمشي للكوجينة، نصف خطوة و اتعاود ترجعلي

تقوللي: كيفاش اتحبّو؟

كنت معوّدها اني نجاوبها على حسب نوع التاي اللي نعرف أنّو موجود... لكني المرة هذي، و كنوع م المشاكسة... و بكل هدوء و لا مبالاة

قلتلها: هات تاي احمر كان عندك

تتفاجا م الإجابة الغير منتظرة

و تقوللي: و انا منين بش نجيبهولك التاي الاحمر؟

نجاوبها: ماك سالتني، هاني قلتلك آش نحب!

تقعد تغزرلي شوية، و بنبرة كلها حنان

تقوللي: ما تحبّش كويس تاي اخضر، منعنع، يعمل ستة و ستين كيف

نعمل روحي كيف اللي ما عينتيش

نقوللها: و الله ماذا بيّ على كويس تاي احمر كان ثمة!

و نكمّل: كان ما ثمّاش مايسالش!

تڤحرلي على فرد جنب، دليل على انو حديثي موش عاجبها، تتبدّل النبرة متاعها إلى ما يشبه التهديد

تقوللي: آ، بابا برّه عرّس على روحك، و اتشرّط على بنت الناس كيف ما تحب!

و همّت بش تمشي...

نجاوبها: (ندوّح في راسي) كيف نعرّس... اللي ما نحكم علاها اتطّيبلي التاي الأحمر، و الاخضر... و ما نشربو كان شطار زادة

تمشي و تخلّيني... لكنّي سمعتها و هي اتمتم وحدها بنبرة كلها سخرية

و تقول: ههههه، مسهلو يا وليدي... برّه لو كان لقيت صحة عليك... اتشرّط و مد ساقيك، قد ما تقدر...


و جابتلي كاس التاي الاخضر، شربتو و انا فمي ساكت.

اما قعدت نتسائل بيني و بين روحي...

ياخي للدرجة هذي صعيب انو الواحد يلقى بنت الحلال اللي اتطيبلو التاي على زوز انواع؟؟


BONUS: بما انها الحياة طبعا مشاركة بين زوز، فقط للعلم بالشي، نعرف نطيّب القهوة راهو... خاصة كيف تكون من نوع النسكافي...


قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الجمعة، مارس 27، 2009 10:00

مضخّم الصوت: قائد الطائرة يرحّب بكم و يتمنّى لكم رحلة ميمونة.

تبسّم عياض و هو يغزر لبنتو هناء (ثمانية سنوات) اللي قاعدة مع جنبو و وجهها و يديها لاصقين في الشباك متاع الطيّارة و باهتة في عجب ربّي م الشي اللي قاعدة تشوف فيه.

هناء: بابّا، بابّا... شنوة هاك الصمعة الكبيرة؟

عياض: هذيكة الصمعة يعسّوا منها ع الطيّارات، يسميوها برج مراقبة بنتي

هناء: معناها ما تقولش الله أكبر؟

عياض: (يبتسم) ساعات، موش ديما

هناء: (تسكت شوية) بابّا بابّا... هي على خاطرها تشبه للمنقالة اللي ديما نتعدّاو قدامها و احنا مروحين م المكتب!

عياض: (يبتسم، يتذكّر المنقالة اللي في وسط البلاد) أي، تشبّه... شوية

مضخّم الصوت: نرجو من السادة الركاب ربط الاحزمة استعدادا للإقلاع.

و بدات الرحلة، وسط ذهول هناء من المنظر اللي تشوف فيه...

تتعدّى المضيفة، بابتسامة عريضة تدز في هاك الشاريو قدّامها

المضيفة: تفضّل مسيو... شنوة تحب؟

عياض: كعبة بوڤا بالله.

تتفاجأ المضيفة م الأول، لكنها سرعان ما تتدارك

المضيفة: علاه، بالك تستخايل روحك في مطهرة متاع حمام، مسيو!

عياض: لا لا، في بالي في طيارة، لو كان جيت في حمام راني قلتلك كعبة بوڤا... و معاها برڤدانة لو كان لزم

عياض: (يسكت شوية في انتظار ردة الفعل متاع المضيفة اللي فضلت أنها تلتزم الصمت) ش عندك يتشرب؟

قعدت المضيفة تسميلو في الشي الموجود ع الشاريو اللي قدامها، إلا أنو عياض اكتفى بأن خذى مجلة، فقط بش يطيّر بيها الوقت

المضيفة: (تتلفت لهناء) و انتي يا بنوتة شنوة تحب؟

هناء: ما اسميش بنوتة، اسمي هناء... و يتربجوا بيّ يقولولي هنّونة

المضيفة: باهي هنّونة، شنوة تحب تشرب؟

هناء: (تتلفّت لبوها) بابّا بابّا... المرى هذي ش اسمها؟

عياض: (يبتسم) أهوكة قدّامك... أسألها

هناء: (تتلفّت للمضيفة) ياخي انتي ش اسمك؟

المضيفة: أنا اسمي خنساء

هناء: (تحط يديها قدام فمها و تدهش بالضحك) ههههههه... و يقولولك خنسولة؟

تبتسم المضيفة، في نفس الوقت اللي يطلب منها عياض أنها تعطي لهناء قهوة شكلاطة بالحليب، تحطهالها قدّامها و تتلفت للجماعة اللي ع الجنب الآخر بش تشوفلهم طلباتهم

المضيفة: (اتمتم وحدها) الهم، ملا مساطة، ما تلقاش منين تشدها، لا م البو و لا من بنتو...

و بعدت المضيفة، و قعد عياض يتصفّح في هاك المجلة قدّامو... و سرح.

الحديث اللي صار مع المضيفة خلاه يرجع لأيامات الحومة، و الحمام متاع الحومة، و سربوحة المحرزية و كيفاش تخجرلهم م الحمام تعيّط و كشاكشها طالعة على خاطر ما كان يحلالهم طرح النوفي كان في راس النهج، و ليه ليه ما تتلم حضبة... و النساء الداخلة و الخارجة م الحمام ما عادش تلقى منين تتعدى.

سرح، لدرجة انو ما فاقش ببنتو هناء كيف كيف جبدت المجلة من بين يديه و قعدت تتصفح فيها... ما فاق بيها كان و هي تجبد فيه من ذراعو

هناء: (بكلّ إلحاح) بابّا... بابّا... يا بابّا

عياض: (يرجعلو شاهد العقل) آ نعم، شنوة تحب؟

هناء: بابّا، شنوة معناه كلمة قصوى هذي؟

غزر للصفحة متاع المجلة... و ابتسم... و قعد ساكت... إلا أنو إصرار هناء بنتو كان كبير برشا

عياض: معناها حماية قوية برشا

هناء: حماية متاع شنوة؟

عياض: (يتمتم) حماية متاع نساء... و الله ما نعرف يا بنتي!

اتمنى في تلك اللحظة لو كانت امها مازالت عايشة، ع الأقل كانت اتنجّم تفهّمها الحكاية بطريقة أخرى خير منو...

هناء: بابّا بابّا... كيف ما الامبيلونس؟

عياض: (يبتسم) كيف ما الامبيلونس... بالضبط!

قعدت هناء تغزر للإشهار في صفحة المجلة، و باهتة ماهي فاهمة حتى شي... تعاود تتلفت لبوها و تسألو

هناء: ياخي الامبيلونس، موش نعرف عندها زمّيرة و امبوبة تشعل و تطفى

عياض: (بكل تململ) أي نعم!

هناء: اشبيهم هذي كاتبين عليها بالاجنحة؟

عياض: (يبتسم) ماهو على خاطرنا راكبين في الطيارة، و الطيارة عندها جوانح

هناء: آاااه... أنا نستخايلهم يركبوا ع البساط الطائر كيف ما في علاء الدّين و المصباح السحّري

عياض: (يبتسم، و يجاوب من دون ما يغزر لبنتو) لا لا... موش كيف!

قعدت هناء تقلب في عينيها، بين بوها، و المجلة، و الشباك متاع الطيّارة تحاول جاهدة انها تلقى علاقة بين كلام بوها و التصويرة اللي في المجلة قدامها... على غير فايدة

همّت بش تزيد تسألوا... إلا أنها سمعت صوت.

مضخّم الصوت: نرجو من السادة الركاب ربط الأحزمة استعدادا للهبوط في مطار جربة جرجيس الدولي.

ما فاقت ببوها كان كيف نحّالها المجلة من يدها، و ربطلها السبتة متاع الكرسي

عياض: هيا ريض يعيّش بنتي... خاطر بش نهبطوا تو

و هبطوا م الطيارة... و ليه ليه ما كملوا الإجراءات و خرجوا م المطار... أول تاكسي يلقاوها قدامهم يركبوها

يجبد عياض الباكو دخان من جيب الفيستة، يطلّع منو سيڤارو و بريكية... يشعّل و يجبد اول نفس و يتنهّد

عياض: ايــــــه، يا ربّي تسهّل و برّه...

قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الخميس، مارس 26، 2009 15:15
كنا ثلاثة قاعدين ع الطاولة، بعد ما فصعوا بقية الجماعة... و كان قاعد مقابلنا.

ما نعرفش عليه... آش مجيبها هاك النوارة اللي قبولي هديتهالها... قدّامو.

و كان كل مرة يشد النوارة يقعد يقحرلها و يبحلق في عينيه فيها... و منها يسبطها يسبطها (لين يريّشها) و في الآخر يرميها ع الطاولة، تقول عاملها بشماتة.




ما اتفرهدت، كان ما هي اتنرفزت و هزتها من قدامو

و قالتلو:
تي سيّبها بالله... نوّارتي هذيكة


و حطتها قدّامها... و قعد هو يغزرلهم (هي و النوارة) ماهو فاهم شي


قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الجمعة، مارس 20، 2009 12:09
ما نعرفش علاش، الأعياد و المناسبات عندنا في تونس ترتبط عموما بحاجة من اثنين (و غالبا الزوز مع بعضهم)، الماكلة و الراحات...

عيد الإستقلال مثلا، اكيد انو النهار الفضيل هذا يذكّر العديد منا (جماعة التعليم الإبتدائي متاع بكري) بالنص متاع كتاب القراءة متاع السنة الاولى اللي يقول

يوم عشرين مارس، عيد استقلال تونس...
لم يذهب سامي و سلمى إلى المدرسة...


هاهما وسط الناس يرفعان علم تونس
و يصيحان: تحيا تونس، تحيا الجمهورية


من صغرتنا و هوما يغريوا فينا بالأعياد، و انها تمثل مناسبة ما نمشيوش فيها للمكتب.



و زيد بما انو من شبّ على شيء، شاب عليه... مصلّي ع النبي


قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

07:24
يتلفتلي حمدي قبل ما يخرج م البيت، بش يمشي يصلّي العشاء...

يقوللي: اهوكة لو كان ما حبّتش تسكت، شربها السيرو متاعها، الدّوزة هذي عباها للشطر


قعدت على روحي شادد ياسمين (عمرها ثلاثة جمعات) بين يديّ، و الطفلة تصيح و قالت الف و اعوذ بالله كان نسكت... قلبتها منّا، دوّرتها، شي...



قلت هات خ نشرّبها الدواء... بالك يفرهدها...



جيت نشرّب فيها في السّيرو... شرقت، و صار فيها... و صار فيّ انا كيف ريتها بين يديّ وجهها ازرق نيلة



هيا ليه ليه ما رجعت فيها النفس... الطفلة مسكينة اللي كانت لاهية في الوجايع متاعها و قاعدة تصيح... نسات كل شي م الخضة اللي كلاتها، و قعدت ساكتة، رايضة، مبيتة الحس، تقحرلي على فرد جنب...


دقيقتين من زمان و كانت راقدة...

يرجع حمدي للبيت يلقاني قاعد نتفرّج في التلفزة... بهت كيفاش بنتو ياسمين قاعدة راقدة موش تصيح كيف ما عادتها


سألني: ياخي نجّمت ترقّدها؟



قلتلو: أبّي... شنوة رقدتها... هاك تشوف

مشي يجري جاب مرتو (اللي كانت في الكوجينة اتطيبلنا في العشاء)

قاللها: و الله يعطيه الصحة، طلع خبرة بالحق

قالتلو: تي شبيك يا حمدي، قاللك عندهم ستة صغار في العايلة اولاد اخوتو... بالسيف تلقاه يعرف

حشمت بش نقوللهم على حكاية الدواء...

من غدوة الصباح، كيف جيت مروّح... تلفتت لراجلها

قالتلو: قوللو يزيد يقعد بحذانا، ساعة ينجّم يرقّد ياسمين


و قد ما حاولوني، شي... المرة الاولى و ستر ربّي... شكون قال ديمة تتعدّى سلامات


قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الأربعاء، مارس 18، 2009 14:59
ندخل للبوبلينات متاع شارع الحبيب ثامر، عندي قرابة الشهرين ما دخلتش لبوبلينات (آخر مرة... كانت ليلة، الله لا يورّيها لحبيّب).

البوبلينات هذي عندي عليها قريب العامين... و تعجبني من دون مثيلاتها اللي في العاصمة نظرا للكبر متاعها و زيد قليل ياسر وين تلقى فيها مشكل في أورديناتور...

ندخل، نلقى البوست الأوّل فارغ، نقعد... نتلفت للي شادد العسّة، نشيرلو بيدّي اللي أنا قعدت.. يجيني السيّد يجري

السيد: عندك كود؟

البرباش: ش من كود، متعدّي و بره راهو!

السيدّ: أي، ماهو يلزم عندك كود

البرباش: يا ولدي، je suis un passager
يقعد يغزرلي، زيد ثمة زوز بنات عيطولوا... كتب درى ش كتب ع الأورديناتور، قبل ما يتلفتلي

السيد: كونكتي على روحك

قعد كونكتيت على روحي، و منها قمت و مشيت للكاسة

السيّد: حمسة مياة مليم

نمدلو دينار و نقعد نستنى في الباقي

البرباش: شنوة حكاية الكود؟

السيد: طلعة جديدة م الـ A.T.I

البرباش: أيواه

السيد: قاللك منو هكة أي واحد بش يكونكتي يلزم يكون عندو كود
ضربت في مخي حكاية الكود اللي قاعدين يخدموا بيها في مصر (هنا)... سألتو

البرباش: و الكود هذا منين نجيبوه

السيد: أعطاونا base de bonnées، تحط نومرو بطاقة التعريف تعطيك الكود

البرباش: أيواه، و الكود هذاكة هو بيدو في أي بوبلينات

السيد: نورمالومون، على خاطر الـ base de données هي بيدها فرقوها ع البوبلينات الكل

يمدلي البياسة بو خمسة مياة فرنك، اللي هي الباقي متاع الدينار اللي مديتهولو

البرباش: آه، صارة الكل مربوطين ببعضهم

السيد: لا، مازالوا ما ربطوهمش تو

السيد: (يتمتم وحدو) أما تو يربطوهم، ما عندنا وين نفصعوا

ظاهر أنو فد م الأسئلة متاعي، إلا أني كبّشت فيه

البرباش: إمالا أنا كيفاش كونكتيت تو بالله، هاو ما عنديش كود

السيد: لا، ماني دخلتك بالكود متاعي

السيد: (يتلفتلي، مع ابتسامة صغيرة على وجهو) الناس بوجوهها

كنت انجم نزيد نسألو بعض الأسئلة، إلا اني حسيت بروحي كثّرت عليه، شكرتو ع الثقة و خرجت على روحي...


ما دخلت كان للتن-بلوغ، و شوية مدونات... و جاب ربّي ما حلّيت حتى session... الحكاية ولات تخوّف، بالكود اللي يقوللك!

قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الأحد، مارس 15، 2009 20:23
تلفتتلي... بعد ما سلمت عليّ و سلمت علاها... مع ابتسامة خفيفة، أظن (و العلم لله) أنها ابتسامتها المعهودة.

قالتلي: برباش... ياخي مروّح ديركت تو؟

قلتلها: ش مازال عندي ما نعمل هوني... انتي و شـُفتك!

عجبها الكومبليمون، و شكرتني عليه و مشات على روحها...

نشق في الكيّاس و عينيّ يتبعوا فيها، ما نفيق كان بحس متاع كرهبة (تاكسي) كيف شدت الفرامل متاعها قدّامي بالضبط.


اتّفجعت... خفت لا تكون شافت الفازة.

نطلب السماح و نعتذر للتاكسيست بإشارة بسيطة بيدّي في نفس الوقت اللي نتلفت فيه بالتوالي، نشوف فيها إذا كانت جابت خبرة للحس و اتلفتت و إلا لا... نلقاها ماشية على روحها ما على بالها بشي.
اتنهّدت، كيف الحكاية مرّت سلامات...
قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الأربعاء، مارس 11، 2009 01:16

ما نعرفش علاش... كل وين نشوف كلمة محطوطة بين ظفرين ("هكّة")... نتذكّر عم عبد الله، و القشّابية متاعو.


نقرى في الخامسة ابتدائي... كيف ما جرات العادة مواضيعي الإنشائية متاع التعبير الكتابي غالبا ما تكون محل إعجاب شديد من المعلّم.

طلب منا سي فوزي (الله يذكرو بالخير) أننا نكتبوا موضوع حول مساعدة واحد من الفقراء...
حكيت على عم عبد الله ( اللي كان سبقلي و تحدثت عليه في تدوينة ليلة القدر [أمنية... عند باب العرش]) و اتطرّقت في حديثي للقشابيّة اللي كان دايما يلبسها...

و من غير ما نجيبلها خبرة الحكاية، حطيت كلمة قشّابية بين ظفرين.


سي فوزي عدّالنا قريب الساعة و هو يحكيلنا ع الحكمة من وضع الكلمة هذيكة بين هاك الزوز أظفار...


و من وقتها، و أنا كل وين نشوف كلمة محطوطة "بين ظفرين"، نتذكّر القشابية متاع عم عبد الله... الله يرحمو ميت كان و إلا حي.

قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الاثنين، مارس 09، 2009 11:00
الهداري الفارغة: , , , ,

داخل للدار، نهار الخميس العشية... تعرضني رؤى بنت اختي (عمرها خمسة سنين) قدّام الباب، دوب ما شافتني، جاتني تجري كيف ما عادتها اتحملت بيّ و شبعتني بالبوس، منها تلفتتلي، و بكل حسرة و أسى

رؤى: (بنبرة المغلوب على امرو) خالي حمّة... أحنا موش بش نعملوا عشيدة جڤوڤو

البرباش: (كيف اللي مندهش) آهـــه، علاه؟

رؤى: ماما ما شراتش الجڤوڤو

البرباش: يا و الله عملة، امالا بش تقعدوا بلاش عشيدة جڤوڤو في المولد...

البرباش: (نسكت شوية، نغزر لرؤى كيفاش مسكينة متأثرة) يا ناري... يا ناري

البرباش: (باقي نغزرلها، ثنات رقبتها و زادت بانت على وجهها علامات الحزن) امالا هاك ايجى بحذانا في المولد... تو نعطيوك صحفة

مازلت باقي محمّل رؤى بين يديّ، و نثبّت فيها كيفاش تحاول تشد روحها أنها ما تبكيش، لكنها ما نجمتش تشد روحها، اتحملت بيّ من رقبتي و غلبتها دموعها

رؤى: (بصوت متقطّع) آهـــأّه، ما نحبّش

قعدت رضيتها شوية، و طمعتها اللي أنا من بعد بش نهز نعمل بيها دورة كبيرة و نشريلها اللي تحب عليه الكل، لين سكتت شوية

دخلت للدار، نلقى الجماعة الكل قاعدين، نتلفّت لأختي و نسألها

البرباش: كيفاش تو ماكش بش تعمل لرؤى عصيدة الجڤوڤو في المولد؟

أختي: شفت بالله... كيف مشيت بش نخدم، نلقاهم ناصبين بيه على عشرة آلاف الكيلو، خرجت م الخدمة نلقاه ولّى بـأثناش

البرباش: أي، و شبيك ما خذيتش؟

أختي: قلت اهوكة في وسط البلاد خليتهم ناصبين بيه بثمانية

البرباش: أي

أختي: روحت م الخدمة نلقاه ما ثماش، و العباد الكل تشريق عليه

البرباش: ياخي

أختي: رجعت وين الخدمة، نلقاهم كملوا باعو السلعة الكل

البرباش: صاره!

اختي: تو، هاو العباد الكل تلوّج ع الزڤوڤو... و ريحتو ما ثماش، مقطوع جملة واحدة م البلاد الكل

البرباش: يا والله عملة، حقّك خذيت م الاول و انتي رايضة

أختي: (بكل حسرة) الله غالب، و أنا منين نعرف عليه بش يوصل هكة

و قعدنا زدنا حكينا شوية آخر في امور أخرى، و الصغار يلعبوا تقول بش يهبطوا م السماء لقشة... و كل وين واحد يدخل، تعاود رؤى تعمللوا هاك المنوحة متاع العصيدة... و كل مرة يزيد العمق متاع التأثر و الحزن متاعها على فقدان العشيدة متاع الجڤوڤو (عصيدة الزڤوڤو كيف ما تنطقها هي) في المولد... الحق متاع ربّي، م الأول كنت عامل عليها جو، كنا العايلة الكل عاملين عليها جو، لكن التأثر متاعها اللي خلاها توصل لحد البكاء ساس الحيط (وحدها) كان ليه تأثير كبير... لدرجة انو خلّى امي تقوم تجري تدخل للكوجينة، و تجيب هاك الساشي اللي فيها رطل الزڤوڤو اللي شراتو م السوق تو ليها قريب الجمعة، و تمدّو لأختي

أختي: (مش فاهمة شنوة الحكاية) شنوة هذا... فاش قام!

الوالدة: (بنبرة كلها حزم و إصرار) شــد... أعمل لبنتك العصيدة

أختي: لا، و الله لا ناخذها، باهيشي زادة

الوالدة: شبيني جيت نشاور فيك... شد يزّي بلا رويّق فارغ

تتدخل رؤى اللي كانت اتّبع في الحوار ماهي فاهمة حتى شي

رؤى: (تحكي مع جدّتها، بكل إصرار) تي شنوة هذاكة؟

تبتسم أمّي، و تمد السّاشي اللي فيها الزڤوڤو لرؤى

الوالدة: (بعد ما تبوس رؤى) شد يعيّش بنتي... أهوكة قول لمامّا تعمللك العصيدة في المولد

قعدت رؤى تغزر للساشي و باقي ماهي فاهمة شي

رؤى: شنوة هذايا؟

أختي: هذاكة الزڤوڤو يا ماما

رؤى: (تبتسم، و بنبرة كلها غبطة و سرور) ياااا... متاع عشيدة الجڤوڤو

الوالدة: (تبتسم، و بكل حنان) أي، هذاكة هو.

و ما لقات أختي غير أنها تنصاع لرغبة امها، و تقبل تاخو الزڤوڤو من عند امي، بش تعمل بيه العشيدة لبنتها رؤى.

و عملنا جو على رؤى، كيفاش اتقلب لحزن متاعها لفرحة، و هي تدور علينا بالواحد بالواحد تحكيلنا كيفاش هوما بش يعملوا عشيدة الجڤوڤو البنينة... و زدت هزيتها عملت بيها دورة، شريتلها شوية زينة متاع عصيدة (خاصة هاك الساشيات تلقى فيهم درى تفاتف ملونين، شريتلها منهم عباية، الألوان الكل)

و روحت اختي لدارها بعد ما هزتلنا الزڤوڤو متاعنا، و كانت الوالدة بيدها فرحانة م الاوّل لمجرّد فرحة رؤى (كيف يقولوا ما اعز م الولد كان ولد الولد)... و شد كل واحد بلاصتو، و بدات الفرحة تنقلب شيئا فشيئا لحسرة، فحزن... ما ليّل الليل إلا و جاتني الوالدة للبيت

الوالدة: (بكل حسرة و أسى) شفت يا وليدي هاكا رؤى بنت أختك، هي هي، و عملتها فيّ و بش ترصيلي في المولد الفضيل بلاش عصيدة.

البرباش: تي مايسالش بالله، ما ريتهاش كيفاش فرحت بيها و طارت

الوالدة: أي، و انا تو ش بش نعمل

البرباش: ماك بش تعمل حتى شي... لا عصيدة و لا زڤوڤو... هاك ارتحت

الوالدة: (تدوّح في راسها) ناري على روحي... كبّة سعدي و برّه

ما صبّح الصباح... إلا و وصار الزڤوڤو مطلب رئيسي و يا إما يتوفّر يا إما بش يتعدّى ويكاند سلاطة، حزن و كبّي...

هبطت نعمل في دورة، قلت لعلّ نلقاشي بيّاع متّركن في بعض التراكن قاعد يبيع تحت حس مس... شي

مشيت لمغازة متاع واحد صاحبي، قاللي انو مقطوع في البلاد الكل، ريحتو ما ثماش... سألتو ع السوم اللي دار بيه آخر مرّة، قال أنو آخر كمية كانت عندو باعها على 15 دينار الكيلو... و انو ثمة شكون شراه من مدينة مجاورة على 18 دينار الكيلو.

يا والله أحوال، رغم اللي قالوا (هنا) و (هنا) أنو تونس استوردت كميات كبيرة م الزڤوڤو لتغطية حاجيات السوق... امالا كان ما استوردناش، ش كان يصير فينا.

قلت هذي ما يكون حلها كان ناصر صاحبي (كنت تحدّثت قبل على ناصر في تدوينة[أنا و جارتي... و الكلاب] و تدوينة [عمايل الحجامة... في روس البهامة])... كان بش يتوجد الزڤوڤو ملزوم ما يكون ليه علم بيه.

ما كنتش م العاكسين، نمشي لناصر في الخدمة... بعد السلام و الازم منو، اتجبدت حكاية الزڤوڤو

ناصر: (بنبرة كلها فدّة) تعرفشي شكون يبيع

البرباش: تي أنا جاييك قلت ملزوم ما تكون تعرف شكون عندو

ناصر: شي، تي انا بيدي واحل

البرباش: شبيك زادة

ناصر: العزوزة و المرى وصّاوني، و انا ديمة نهنّي فيهم... لين وقت اللي وحلت الفاس في الراس، ضربت ع الزڤوڤو ريحتو ما ثماش في البلاد

البرباش: يا والله احوال... و ش عملنا بالله

ناصر: و الله ماني عارف، العزوزة اهوكة متغششة، و قالتلي لاك ولدي لا نعرفك لو كان تخليني ذليلة وسط نساء الحومة ما نعملش العصيدة كيفهم

البرباش: (نبتسم، ما نلقى غير اني نبتسم لأني عايش نفس الموقف تقريبا) تي الحال من بعضو

و قعدت بحذى ناصر شوية آخر... اتصل خلالهم بشوفير بش يجيبلو السلعة غدوة، و السيد وعدو أنو ملزوم ما يدبّرلو حويجة...

من غدوة، الصباح... يكلّمني ناصر ع التليفون

ناصر: برباش... هاو دبّرت زوز باكوات بو رطل هاك الزڤوڤو المرحي حاضر باش

البرباش: (نتنهّد، دليل على ارتياح من مرور الغصرة مرور الكرام) هيا باهي... يرحم بوك.. يعيّش خويا

مشيت نجري لأمي، فرحان طاير أنّي أخيرا دبّرتلها الزڤوڤو و ماهيش بش تقعد في المولد من غير ما تعمل العصيدة المحنونة

البرباش: (بكل فخر و اعتزاز) هيّا هاني دبرتلك رطل زڤوڤو يا بمبك

الوالدة: (باهتة و فرحانة في نفس الوقت) بالله... منين جبتو

البرباش: تي دبّرتو... و اهوكة مرحي حاضر باش، لا تقعد تنظّف لا ترحي لا حتى شي

الوالدة: (تنقلب الملامح متاعها لتعبّر عن اشمئزازها) ما تقولليش هاك الساشيات اللي يبيعوا فيهم في المڤازان

البرباش: (مازلت فرحان و فخور بروحي) أي، هذاكة هو

الوالدة: (بنبرة تدل على التقزز) اخّيـــــــــه.... اللطف عليّ لو كان يطب للدار

البرباش: (يا و الله عملة) تي علاه بربّي

الوالدة: نكسرهم يديّ و لا يدورلي هذاكة في طنجرة... ماسط يعمل العار

البرباش: (مازلت عندي امل انو يمكن تقتنع) تي لواه، ماهو الكلو زڤوڤو بربّي!

الوالدة: لا لا يا وليدي، هذاكة ريحة البنّة ما فيهوش

الوالدة: (بنبرة كلها اشمئزاز) و زيد شكون قاللي اللي هو نظيف... انا كيف ما نكونش منظفتّو بيديّ و عندي الثقة في النظافة متاعو، و الله ما نذوقو

يا فرحة ما تمّت... مشيت لناصر صاحبي، نلقاه هو بيدو صارت معاه نفس الحادثة مع الوالدة متاعو، لكن هو ع الأقل مرتو فرحت بالباكوات متاع الزڤوڤو، ما صدقت بيه مرحي حاضر باش (بأقل شقاء و تعب)

هبطت ندور في العشية في البلاد، نلقى كميون مولاه ناصب يبيع في الزينة متاع الزڤوڤو، لوز و بوفريوة و فستق و ما إلى ذلك من المكسّرات، عاملهم ساشيات صغار و الساشي على دينار... الساشي متاع البندق على سبيل المثال، ما يتحط في كاس متاع تاي في عرس امّاليه مبسوطين شويّة... و العباد هابطة عليه تشري، و في نفس الوقت تسال ع الزڤوڤو و تتحسّر على خاطرو مقطوع... مانيش عارف علاش قاعدين يشريوا في الزينة.

قاعدين آمس الصباح انا و ناصر نشربوا في قهوة، نسيناها حكاية العصيدة و حكاية الزڤوڤو، الله غالب... اتعدّى راجل عزوز، لابس قشّابية شكلاطية، سلّم علينا و قعد يستفسر ع الأحوال متاع الحاج بو ناصر

الراجل: امالا هاك سلملي عليه... و ڤوللو اللي ما يطلّشي علينا، نحنا ما نطلّوشي عليه

ناصر: يبلع يا حاج يبلغ

الراجل: هيا انستكم تو وليداتي

ناصر: تي استنى يا حاج... شبيك مزروب

الرّاجل: (يدوّح في راسو) خ نمشي يا وليدي نعلف هاك الهوايش

ناصر: (باهت) ياخي مش عرسوا اولادك الكل؟

الراجل: (يضحك) تي لالي عاد... ماني عملت زوز بڤرات و شوية روس غنم... عامل بيهم جو

الراجل: (يبلع ريقو) الهوايش الأخرين عرستلهم و هاني باڤي قاعد نڤاسي في همهم

ناصر: (يسكت شوية) ما تعرفش شكون يبيع في الزڤوڤو با حاج

الراجل: (يتهز و ينفض بالضحك) بش اتدنّوا بيه العصيدة

ناصر: (يدوّح في راسو) لا يا حاج، بش نوكلو للعصافر، ماني حتى انا عملت عصيفرات و عامل بيهم جو

ناصر: العزوزة... عملت فيّ جرة العصيدة يا حاج

الراجل: ڤوللها عصيدة الشعير ما كيفهاش، بنّتها وحدها

ناصر: عاد الله غالب، والعناد لشكون نخليوه

الراجل: (باقي يدوحلنا في راسو) ناري عليكم ، شباب تو، ثرنتكم متاع عصيدة و برّه... البارح الطفل جاب ليّ كيلو، م العاصمة، تڤول جابلي الصيد من وذنا...

الرّاجل: (يسكت شويّة) و الله كان موش الشلاغم اللي عاملهم على وجها راني رميتهولا على خليڤتا... تو نايا متاع زڤوڤو يا رسول الله!

ناصر: أحنا متاع الزڤوڤو يا حاج... صحة ليك وبرّه

الراجل: (تتقلب النبرة متاعو فجاة إلى الصرامة و الحزم) ڤوم معايا تو نمدهولك... و الله كنت ناوي بش نخلطا مع الشعير و نعلفا للهوايش

ناصر: (باهت) صارة مازال عندك يا حاج و ساكت من بكري

الراجل: (يحمّر عينيه) ڤلت ليك ڤوم

و مشي ناصر مع الراجل، بعد ما طلب منّي أنّي نستناه لين يمشي معاه و يرجع... و قعدت نستنّى قريب الساعة غير ربع لين رجع ناصر جايب في يديه ساشي معبية بالزڤوڤو... قسمناها و كل حد مشي على روحو، الراجل حلف لا ياخو فرنك.

ندخل للدار، فرحا مسرورا... تعرّضلي رؤى و تفرح بيّ كيف ما العادة

رؤى: (بكل فرحة و حماس) خالي حمّة احنا كان تشوف عملنا العشيدة اللي بالجڤوڤو

و تقعد تحكيلي كيفاش هوما عملوا عشيدة الجڤوڤو و الكريمة و هي بلبزت كيف ما حبت و اشتهات... ندخل للصالة، محمّل رؤى بين يديّ، نلقى امي تدور على روحها تقضي و تخمّل، مطفيتني

البرباش: (نتبهنس) آه، ش عاملة

الوالدة: (ابتسامة مصفارة) هاني ندور... كيف العادة

البرباش: ياخي رؤى جابتلنا العصيدة

رؤى: (بكل إصرار) أي، جبتلكم شحفة كبيـــــرة و مزينة بهاك الوحاحد اللي شريناهم هاك المرة، هاك اللي بالألوان، و مجينة باللوج

رؤى: (تبلع ريقها) و بالبوفريوة، وبالفجدق، و ... كل ما شي

الوالدة: (تدوّح في راسها... حسيتها كانها تنبز فيّ) جابتلنا صحفة كبيـــرة، بالعصيدة متاع الزڤوڤو

رؤى: (تسأل، بكل براءة) ياخي انتوما ما عملتوش عشيدة؟

الوالدة: ما عملناش بنيتي، الجماعة موش لاهين بش يلوجوا ع الزڤوڤو

البرباش: (نحكي مع رؤى، نبنرة كلها تبهبير) أحنا كان تشوف تو بش نعملوا العصيدة... أنا شريت الزڤوووووڤوووو

فرحة الوالدة، نتصورها كانت اكبر من فرحة رؤى بالزڤوڤو، و بعد ما سألتني منين و كيفاش و وقتاش، و جاوبتها إجابات مقتضبة، شمرت على سواعد الجد و بدات ريحة الزڤوڤو تفوح في وسط الدار... سويعتين و إلا هوما ثلاثة، و بمساعدة جبارة من رؤى اللي رفضت انها تروّح وقت تحضير العصيدة، كانوا الصحافي منصوبين...

عصيدة تعمل ستة و ستين كيف، كيف ما تحب اي مرى، لاهي يابسة لاهي امّيصة... هذي صحفة جارتنا (مش متاع الكلاب، واحدة اخرى) و هذي صحفة جارة واحدة اخرى، و هذي صحفة خالتي، و هذي صحفة خالتي الاخرى...

تي هو رطل على راس بوه، ما قعدلنا منو كان ستة صحافي صغار... و قعدنا نذوقوا في العصايد متاع العباد الاخرين

اما الجو الكل كان ع الخوضة متاع رؤى في تحضير العصيدة مع جدّتها... و كيفاش تشد صحيح انها ملزوم ما تاخو المغرفة تلحسها... و جاو اخوتي في العشية و كل واحدة جايبة معاها صحفة بش يذوقوا امهم... و فرحوا كيف لقاوها محضرة عصيدتها متاع الزڤوڤو، هذا الكل طبعا و رؤى تحكي و تتحاكى بروحها كيفاش جدتها طيبت معاها العشيدة.

و هي هي، عاودوا جبدولي التاريخ، الحكاية متاع كل مولد، سؤال كان خطرلي في مخي و انا صغير (كنت حكيت ع الحكاية هذي في المولد متاع العام اللي فات، في تدوينة [المولد... و العصيدة])...

البرباش: تو لو كان المولد، يجي في رمضان... ناكلوا العصيدة في العشية مايسالش؟

هيا إن شاء الله كل مولد و انتوما حيين بخير... و لا يحرم مومن م العصيدة!


قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz