الخميس، أغسطس 04، 2011 07:30
الهداري الفارغة: , , , , , ,



ما صدقت لربي وقتاش كملت قلات البريك و حطتو ع الطاولة، طلة صغيرة متاع تطيير ملام اتفقدت هل ثمة انو حاجة ناقصة و إلا لا، كي ظهرتلها الأمور الكل لاباس جرات اتمدّت مقابل التلفزة و شدت هاك الكومند و قعدت تبدّل من شانة لشانة... بينما قعد راجلها في البلكون يعس ع الصمعة متاع الجامع يستنى فيها وقتاش تشعل.

بالنسبة ليه، ما يكفيش أنو يسمع الآذان متاع الجوامع الاخرى المنشّرة في كل تركينة في البلاد... استانس، و سنّس عايلتو الكل انهم ما يشقّوا فطرهم إلا ما تشعل الصمعة اللي بحذى الدار.


كي كانوا الأولاد صغار، كانوا يطلعوا فوق السطح متاع الدار و يقعدوا يستناو... أوّل ما تشعل الصمعة الاولى في البلاد، تسمع كان الصغار تتصايح على قوّة ما يجيب صوتها

الصغار: آاااااذّن

و منها يهبطوا يتجاروا شكون يحوز بلاصة مع جنبو

بكري كيف كان صغير، ما كانش ثمة ضو، و ما كانش ثمة بني عالي كيف ما تو... أعلى بنية في البلاد كانت الصمعة متاع جامع وسط البلاد، وقت المغرب يقيموا علم كبير بش العباد البعاد اللي ما يخلطلهمش صوت الآذان يشوفوا العلم و يعرفوا انو المغرب أذّن... كانوا يفزّعوا البلاد بالصياح متاعهم.


توة الصغار، من صغرتهم طالعين حلالف... يطلعوا فوق السطوحات و يتفاهموا انهم يغلطوا العباد، يبيتوا الحس و منها فرد صيحة الكل مع بعضهم، يعرف برشا عباد غلطت و شقت فطرها قبل الوقت جرّة لعب المفرخ.

اتنهّد كي اتفكّر الصغار، اللي ما عادوش صغار... اللي عرّس عرّس، و شدّ جنب مرتو. و اللي الخدمة خلاتو يبعد... حتى الطفل الصغير، يروّح م الخدمة، يتخمد يرقد لين شخيرو يولّي عاطي مسدّ، ما يقوم إلا ما يبرّحوا عليه بصوتين ثلاثة، ياكل هاك الفمّين و يرجع يجري لبيتو بش يتكيّف هاك السيڤارو، خاطرو فيه الخير عامللو قدر و ما يحبش يتكيّف قدامو

ليه سنين م اللي سيدي رمضان يعدّيه راسو راس المرى، ما عاد يتلمّوا العايلة الكل كان مرة بعد فال، و أحفادو لا يعرفوا طلوع للسطح لا غيرو، م اللي يجيوا لين يروحوا و هوما هابطين عرك و معروك في بعضهم و بكاء و نواح و صياح لين يكرهوه في روحو، في ساير الايام عركهم تلقاه أحلى على قلبو م العسل أما في رمضان يحشّش و ماذابيه الدنيا تلقاها رايضة الحس ما ثماش.

طوالت عليه المدة و هو يستنى في البلكون متاع الدار، الصمع اللي في البلاد الكلهم أذنو، كان الصمعة متاعو تقولشي الإمام خذاتو عينو و نسي الهدرة... هم بش يدخل يشق فطرو و موش لازمو يشوفها كي تشعل، إلا انو على درى قدّاش من مرّة يستغفر ربّو و يلعن الشّيطان بينو و بين روحو و يزيد يقعد.

و اخيرا، شعل الضو متاع الصمعة...


فرح، كي الطفل الصغير، لو كان لقي ليديه راهو قام يصيح كيف ما كانوا الصغار يعملوا قبل، إلا أنو احتراما للشيبة متاعو دخل للدار و قام يصيح

الراجل: (يعيّط على ولدو) أيّا قوم، هاو أذّن

و قعد في بلاصتو متاع العادة ع الطاولة، لحظة و خلط الولد يكرّ في رجليه كرّان... شرب شربة ماء، كعبة التمر الأولى، الثانية، الثالثة، يستنى في مرتو أنها تقوم تغرفلو الشربة، على غير فايدة.

قعد يغزرلها كيفاش شادة هاك الكومند و باهت في عجب ربي... المرى قاعدة تبدّل من شانة لشانة، و مركزة تركيز عجيب مع هاك الوجوه اللي تتراقص قدامها

الراجل: تي قوم شق فطرك؟

المرى: (من غير ما تتلفتلو) تي استنى، الماكلة ما عندها وين تهرب

الراجل: (موش عاجبو الحديث) حتى مسلسلاتك ما عندهم وين يهربوا

تڤحرلو على فرد جنب، بطريقة خلاتو يحاول جاهدا (على غير فايدة) أنو يخفي إبتسامة تحمل في طياتها برشا سخرية... اتظاهر عبثا أنو بش يحكي مع ولدو، يلقاه عين محلولة و عين مغمضة ماهوش في هاك الوارد جملة، ما لقي قدامو غير أنو ينقّص م النبرة متاع صوتو و يقوللها

الراجل: حبت نقول شق فطرك م الأول... حط أي حاجة توة، من بعد أهوكة عندك الليل كلّو قدّامك

المرى: (بنبرة المغلوب على امرو) ماني قلت اليوم نعمل عليهم طلّة شنوة المسلسلات اللي قاعدين يجيبوا فيهم، بش نعرف منو هكة اناهي الشانة اللي نحطها وقت شقان الفطر.


الراجل: تي وقت شقان الفطر، حط أي شانة إن شاء الله حتى تونس سبعة

المرى: (موش عاجبها) علاه اللطف، خلي نحطوا حاجة تصلح

ابتسم، ما لقي ما يقوللها... أو بش يكون أصح بينو و بين روحو، كان يعرف اللي زايد الحديث خاطرو ماهوش بش يوصل معاها لحتى نتيجة، و اللي في مخها هذاكة اللي بش يصير، فاكتفى بالصمت و مراقبة الموقف من بعيد في انتظار ما ستؤول إليه نتائج البحث متاعها.

غرف الشربة في الصحفة متاعو، و زاد عبّى الصحفة متاع ولدو اللي ما كانش متأكد هل انو فايق وقتها أو خذاتو عينو ع الطاولة متاع الفطور

قعد يغرف في الشربة م الصحفة و ياكل، ما على بالو بشي... اتعدّى قريب الدرج قبل ما المرى تقوم من بلاصتها بش تشق فطرها

الراجل: (بنبرة متاع تطيير ملام أقرب ما تكون للتمنييك) سايي؟؟

المرى: أكاهاو، هذايا المسلسل يظهرلي باهي، زيد يبدى توة... آش قولك كان نتفرجوا فيه؟؟

عجبتو اللقطة، كيفاش انها مرتو تشاور فيه، كأنها بش تاخولو برايو سواء قبل أو رفض...

الراجل: اللي تعمل انتي مبروك

حب يعمل طلة ع الاكتشاف متاع المرى اللي بش يضطر (كيما جرات السنين الفايتة الكل) أنو يتفرّج فيه ع القليلة لمدة نصف شهر من رمضان كان موش رمضان الكلو... قام عينيه م الصحفة متاع الشربة، و حطهم في الايكرون متاع التلفزة، و عاود رجّعهم مرة أخرى للصحفة متاع الشربة قبل ما يعاود يقيمهم في التلفزة مرة أخى كاينّو ثمة حاجة جلبت انتباهو...


منها اتلفّت لمرتو و قاللها

الراجل: أخطاك منو المسلسل هذايا

ما عجبتهاش الجملة الاخرانية متاع راجلها، كيفاش ما تعجبوش الحاجة اللي هي اختارتها... و حتى لو ما عجبتوش، كيفاش يتجرّأ و يعبّر على رايو... اعتبرتها وقاحة، أوّل مرة تصدر عنّو توة سنين

المرى: (بنبرة تبيّن انها قاعد تحاول تخفي تنرفيزها) إيهاه... ماكش اتدبّر عليا عاد فاش نتفرّج

و اتلفتت لولدها، كيف اللي تلوّج على حليف ليها في المعركة اللي قد تصير... بش تكون معركة كلامية تتخللها بعض الضحكات م الطرفين، لكن كان من المهم، بل من الضروري ليها انها تفرض كلمتها... المسألة بالنسبة ليها كانت أشبه ما تكون بمسألة الحياة او الموت في ذلك الحيّز الزمني القصير

قعدت تغزر لولدها لحظات، تثبّت فيهم هل أنو فايق و إلا راقد... كان م الواضح انو بين البينين، فمّو قاعد يتحرّك... فهمت انو زايد تستنجد بيه خاطرو صعيب كان يتفاعل

المرى: (تحكي مع روحها، بنبرة فيها شوية تهكّم) يعجبكشي زادة؟

ابتسم، أمام ردّة الفعل المتوقعة متاع مرتو... حاول أنو يلطّف من طريقتو في الحديث معاها لا تزيد تخوض فيه، خاصة و أنو الحكاية أقرب ما تكون للفذلكة منها لشريان الشبوك بالنسبة ليها


الراجل: (يبتسم) تعرفها ش اسمها الشانة هذيكة؟


المرى: ش يهمني فيها... اهوكة المسلسل سمح

الراجل: تي ما فهمتنيش، الشانة هذيكة اسمها سوريا دراما

قعدت تغزرلو، ما فهمتش شنوة الإضافة اللي جابها كي قاللها على اسم الشانة... قعدت تغزرلو ماهي فاهمة شي

الراجل: تعرف سوريا هذيكة ش صاير فيهم توة؟

المرى: شبيهم زادة؟

الراجل: (بنبرة كلها جدّية) عندهم ثورة حتى هوما

ما فهمتوش ش يقصد بكلامو، قعدت تغزرلو أما المرة هذي مركزة معاه موش متلفة الجرّة... عرف من غزرتها انها ما فهمتوش فاش قاعد يحكي

الراجل: تي حرب، كيما اللي صارت عندنا هاك المدة

المرى: (اتفجعت) ووه ووه ووه

الراجل: (ياخو نفس طويل) امالا ش في بالك


قعدت لحظات تطلب في اللطف من صاحب اللطف قبل ما تتلفت لراجلها

المرى: أيه، و ش مدخّلني فيهم انا؟؟

الراجل: تي ماهو رئيسهم شنّعها المدة هذي... طاح يقتّل فيهم على بعضو

المرى: (بدنها يقشعر) يا اميمتي

الراجل: و أما نهار توة ما نسمعوا بيه كان فصع، ما عادش مطوّل... كيما أحنا وقت ما الزّين فصع للسّعودية

المرى: (مركزة) أي

الراجل: (يدوّح في راسو) وقتها توة يبطّلوا مسلسلاتهم الكل و يوليّوا النهار و طولو ما يحكيوا كان ع الثورة متاعهم


المرى: وووه، و المسلسل

الراجل: تي امالا انا علاه قلتلك ما اتبعوش، كان رئيسهم يفصع في رمضان توة يقصّوا عليه المسلسل هذا

اتبدلت النظرة متاعها لراجلها، و اتنحات كسوحية الراس متاعها و هي تقوللو بنبرة تدل على قناعة تامة، بل و إعجاب بفطنة راجلها

المرى: و الله في هذي... يعطيك الصحة

تسكت شوية، بضع لحظات تعاود خلالهم تشد الكومند و تقبّلها للتلفزة من غير ما تنزل

المرى: جاب ربي قلتلي، و الله كان نحصل نتبّعو المسلسل و يقصّوا عليه في شطرو إلا ما يصير فيا

حاول جاهدا انو يخفي ابتسامتو و يمنعها من انها تبان على وجهو، و بنبرة حاول قدر المستطاع انها تبان جدّية موش متاع تمقعير

الراجل: تي امالا ش في بالك... خايف عليك لا ترصّيلك من بعد تلّوج على مسلسل جديد، تلقاهم الكلهم تشاطروا

المرى: أي و الله... و حتى المسلسل هذاكة، توة بعد رمضان الشانات الكلهم يولّيوا يعدّيوا فيه

ما جاوبها المرة هذي... اكتفي بأنو يقعد يغزرلها و هي شادة الكومند بيدها، و تخمم.

قعدت تخمم شوية قبل ما تغزر للكومند بش تثبّت النومرو اللي بش تنزل عليه...

الراجل: تي حط تونس، كي خلق ربي الكل... ياخي ملزوم علينا كل عام نقعدوا انّڤزوا من بلاصة لبلاصة.

حلّت فمها فرد ضربة، خطاتها شعرة لا تشهق... إلا انها و من غير ما تدري على روحها لا علاش و لا كيفاش اتراجعت في آخر لحظة عن انها تشريلو عركة، و بكل برودة دم اكتفات بانها تنزل على نورمو واحد (1) في الكومند و تحطت الكومند مع جنبها و تتلحلح في قعدتها بش تاخو راحتها و تقعد تغزر للطاولة تخمم باش بش تشق فطرها


مشي في بالو م الأول انها تفذلك... ما جدّت عليه الحكاية إلا كي بدات تاكل، وقتها تاكّد أنو هذيكة حد نيتها

الراجل: (موش مستوعب الفازة) هذيكة حد نيتك، بالرسمي

المرى: (تترشّف في مغرفة الشربة) حاجة مضمونة... تي ع الأقل احنا كمّلنا الحرب متاعنا و اللي طاح راح

المرى: (تغزرلو على فرد جنب) أما و الله بالحق، جاب ربي قلتلي على حكاية الحرب

رجع لصحفة الشربة متاعو، ماهوش مصدّق روحو انو بتلك السهولة خلاها تبدّل رايها... قعد يخمم بينو و بين روحو، ظهرتلو انها المرة الأولى منذ بضع سنوات اللي ينجح في فرض رايو في معاركهم اليومية اللي لا تكاد تنتهي واحدة بش تبدى الأخرى.

شعر بسعادة عارمة، اتفكرّ الصحافية المصرية اللي كانوا ديمة يجيبوها في التلفزة من ميدان التحرير و هي تقول (أشكر الجزيرة، اشكر تونس، مافيش ظلم تاني، مافيش خوف تاني) اتمنى لو انو يصرخ كيفها إلا انو اكتفى بقولها في اعماقو بينو بين روحو

الراجل: (يتمتم وحدو، في قلبو) أشكر الثورة، أشكر الجزيرة... مافيش ظلم تاني، مافيش صحّة راس تاني

تحيا الثورة اللي خلاتو أخيرا يفرض كلمتو، و لو انها هدرة أفرغ م الفارغة، أما خير من بلاش... اتمنّى لو كان ولدو حضر النقاش هذا، و شهد بعينيه كيفاش نجّم بدزّان البيدق متاعو يقلب الصحن على امو... لكن هيهات، الولد م اللي قعد ع الطاولة و هو على نفس الوتيرة، كل دقيقة دقيقتين يترشّف مغرفة من صحفة الشربة و يقعد يمص فيها في فمّو

قعد مركّز معاه، شك انو قد يكون عاود رقد... بل حتى وصل بيه الشك انو خاف لا يطلع مات و هو شادد البوزيسيون هذسكة... همز مرتو، و بإيماءة براسو طلب منها أنها تتفقّد الطفل... ماكانتش م العاكسين، همزت ولدها من كتفو


الولد، اللي ظهر بالحق راقد وقتها، اتفجع م الخضّة متاع أمّو... حل عينيه فرد ضربة، و قعد يغزرلهم ماهو فاهم حتى شي، منها غزر للتلفزة و عاود اتلفتلهم

الولد: (باهت في عجب ربي) ياخي شبيكم حاطّين تونس سبعة؟؟.


قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz