الخميس، ديسمبر 01، 2011 00:10
الهداري الفارغة: , , , ,

ملاحظة:هذه القصة خيالية... و أي تشابه بين أحداثها (التي صارت في مطلع هذه السنة) و أخرى مشابهة، هو من قبيل الصدفة و خيال الكاتب لا غير... هههههه، و لا حول و لا قوّة إلا بالله


اتنهّد، بكل ما أوتي من فدّة و هو يغزر للسيّد اللي قدام منو ع البيرو كيفاش مطلّع لسانو على جنب و هو يضرب على ماكينة الداكتيلو في غير من عقلو، تقولشي عليه درى ش قاللو... كان مجرّد النظر إلى هيئة السيد و طريقتو في الكلام تخلّيه ما يخمّمش حتى مجرّد التخمام أنّو يتسائل علاش ما يعملولوش أورديناتور قدّام منّو.


توّة هذي ثالث مرّة يجي لهوني، كل مرّة يعدّي أكثر م الساعة يستنى في الكولوار متاع المركز، منها يدخل للمكتب متاع الباحث العدلي (كيف ماهو مكتوب ع البلاكة، كان قبل يقوللهم جماعة العدليّة، على غير ما يعرف اصل الكلمة، ما فهم المدلول متاع الكلمة إلا ما شاف البلاكة المعلقة على باب البيرة أوّل مرّة)، يقعدوا يهرّوا مع بعضهم، و معظم الحديث يكون عادة خارج إطار القضيّة اللي نورمالمون معيطينلو بش يحققوا معاه فيها.

يعدّي كل مرة بين النصف ساعة و الساعة غير ربع، كل مرة يسألوا زوز أو ثلاثة أسئلة... و قد ما يحكي، سواء اختصر الإجابة متاعو او مغّط فيها بش زعمة زعمة تكون دقيقة برشا و بالتفاصيل، السيّد الباحث العدلي بش يكتب نصف سطر، لا يتلّ و لا يعلّ و يعدّي بقية السطر و هو ينزل و يعاود على نفس الفلسة... قبل ما يجبد هاك الذراع في شماتة يفهم من خلالها انو رجع للسطر، و اللي هو من بعد بش يتلفتلو و يجبدلو هدرة أخرى بش يسألو عليها.

و في آخر القعدة، يجبد الورقة م الماكينة و يمدهالو بش يصححها... المرة الأولى أصيب بالإحباط و هو يقرى فيها، قد ما حكي و جاب و جلّب، يلقاه كاتبلو إجابة ما جات شي.

هو: (يقرى في الورقة و باهت) ياخي هذا ش قلت انا؟


العدلي: (بنبرة متاع واحد مزروب، و فادد) علاه، انتي قلت حاجة غير هكة... ماهوش كلامك؟؟

قعد يغزرلو شوية، قري الثلاثة أسطرة (المشاطرين) اللي بيهم الفايدة أكثر من مرّة و قعد يدوّر فيهم في مخّو و يعاود... ما لقي ما يقول، الموجود كلامو صحيح، اما كاينو معموللو تلخيص... يعني هو كي يقراه، يستنتج منو الشي اللي قاللو للباحث متاع العدلية... أما شكون يعرف عليه وكيل الجمهورية كيفاش بش يقراه، و كيفاش بش يفهمو، حس بنفحة عرق متاع خوف هبطت عليه و هو يتخيّل في الوضعية لو ما كانش وكيل الجمهورية في ساعة سعيدة، إلا ما يهزّو طشّ بالكلام اللي بش يصحح عليه.

أشار للورقة بصبعو... حيث الإجابة المفترضة على سؤال غاب النص متاعو، كيف ما غابت جميع الأسئلة اللي طرحها عليه السيد العدلي من المحضر اللي كان مقتصر على عبارة تقديمية فيها التاريخ و الوقت و معطيات الهوية و جملة أو اثنين يتّفهم من خلالهم الإطار اللي بش يكون موضوع الأسئلة و من بعد سطرين أو ثلاثة يبداو بحرف "ج" و يكملوا غالبا بسلسلة مطات تقولشي عليه العدلي يعمّر في شيك متاع بانكة و خايف لا يزيدولو بعض الفلوس ع المبلغ اللي كتبو.

هو: توة السؤال هذا بربّي، يجي أربعة دراج و أنا نحكيلك كيفاش صارت الحكاية، و في الآخر تحطلي كان ها الأربعة كلمات!

قعد يستنى في إجابة فهم من ملامح السيد اللي مقابلو أنو صعيب لو كان يتحصّل عليها

هو: تي هكة كل مين يقراها، يفهمها نوع.

العدلي: صحح صحح، يفهموها كيف ما هي مكتوبة 

ابتسم و هو يصحح ع الورقة، كان وقتها يلوّج على إجابة مقنعة لتساؤل غبيّ خطرلو على بالو، علاش ما يعملوش كيف ما التحقيق في الأفلام المصرية و يجيبوا واحد مهمّتو أنو يكتب الكلام اللي قاعد يتقال.


المرة هذيكة... قبل ما يخرج، طلب منو الباحث متاع العدلية انو يخليلو نومرو التليفون متاعو، كتبهولو في عقاب ورقة ذكرتّو (أمام الفوضى اللي كان عليها البيرو) بطرف الكاغط متاع السكر اللي كان العطار متاع الحومة يقيّد عليه الكريدي و يرميه تحت اللوحة اللي محطوط عليها الميزان... خمّم للحظات أنو يطلب منو يعطيه نومروه بالمقابل، بش يقيّدو عندو في البورطابل، إلا أنها الابتسامة اللي اتطبعت على ملامحو بطريقة لا إرادية خلاتو يتراجع عن الطلب متاعو و يستأذن في الانصراف.

عاود حضر مرة أخرى، بناء على طلب السيد الباحث العدلي اللي اتصل بيه و قاللو أنو ماذابيه يطل عليه ان شاء الله حتى العشية امّخر بعد ما يكمّل خدمتو بش يحكيوا شوية مع بعضهم.

السيناريو متاع جلسة التحقيق الثانية ما كانش مختلف عن الأولى برشا، حتى م الأسئلة تقريبا هوما بيدهم، و إجاباتو زادة تقريبا هوما بيدهم ما تبدلوش ع الشي اللي قالو المرة الأولى، حتّى انو خيّل إليه اللي السيّد الباحث العدلي يحب يتثبّت من مدى تطابق أقوالو، و لو أنو الإجابة اللي شافها مكتوبة ع الورقة (و اللي صحح عليها) حتى لو كان يقول حاجة اخرى غير اللي قالها المرة الفايتة، ماهيش بش تفرق برشا... أما بالطبيعة كان من الأسلم ليه أنو يعاود يقول نفس الشي، و يجعللو يسلم.

و كان من البديهي، أنو في النهارين اللي فصلوا بين الزوز جلسات، يسأل "أولاد الحلال" (خلايق الحومة) ع الحكاية، قالولوا أنو التحقيق الكلو حكاية فارغة، خاطر هو بش يقول حاجة، و الضد بش يقول حاجة، و العمدة الكل على انطباع الباحث متاع العدلية اللي بش يبعثو مع الملف في تقرير سرّي ما يطّلع عليه حتى حد غير وكيل الجمهورية و إلا القاضي اللي بش ينظر في القضية لو تمت إحالتها للمحكمة... و نصحوه أنو لو كان هكة و الا هكة، و لقي روحو مغصور يطلب أنها الحكاية تتعدى ع المحكمة، بش تتعدّالو خفافي، خاطر الوقفة قدام وكيل الجمهورية بكلّها تمرميد من اوّلها لآخرها.


و هو كان متأكد بينو و بين روحو (م اللي الباحث متاع العدلية قاللو ع السبب اللي تم استدعاؤو للتحقيق من أجلو) أنّو الهدف م الحكاية الكلها، شويّة التمرميد لا أكثر و لا أقل. 

الجلسة الثانية، كانت أقصر م الأولى، يمكن بحكم التعوّد... و بدون طرح أي أسئلة عاود صحّح ع المحضر، بعد ما عمل طلقة صغير ع المحضر و قري السطرين اللي بيهم الفايدة و غادر المركز من غير ما يعرف هل بش يتم استدعاؤو مرة أخرى و إلا لا، و من غير ما خمم في المسألة جملة.

ثلاثة أيام بالحساب، و إذا بيه متاع العدليّة يعاود يطلبو مرّة اخرى... يحب يعاود يقابلو.

المرة هذي ما قعدش يستنى كيف ما جرات العادة، بزهرو يلقى المركز فارغ و ما ثمة حد في البيرو، ليه ليه ما بدي يسأل فيه في نفس الأسئلة متاع العادة و العوايد... حس الحكاية كاينها تمنييكة، الواحد ما يعلم بحالو كان ربّي و معطّل روحو و حتى خدمتو ماعادش منجّم يضرب فيها ضربة بالتهلويس... طلّع النفس اللي عندو في صدرو و اتلفت للسيد الباحث متاع العدلية اللي كان مطلّع لسانو كيف ما العادة و يضرب ع الداكتيلو في غير من عقلو

هو: (بنبرة تساؤل كلها فدّة) بالله... ياخي توّة هذيكة حدّ نيّتكم، اللي انا... بزنستها؟


ابتسم العدلي... كأنّو حس بروحو عمل إنجاز كيف نجح أنّو يفدّدو و يخرّجو من طينتو، و من غير حتى ما يغزرلو

العدلي: (بنبرة كلها لا مبالاه) هانا قاعدين انثبتوا... امالا علاه قاعدين نعيطولكم و نحققوا معاكم

بالرغم من توقعو لمثل تلك الإجابة... إلا أنها زادت فددتو

هو: (يستعمل في يديه في نفس الوقت اللي قاعد يتكلّم فيه في محاولة لمزيد من التفسير) لا لا... توة انتوما حاكم، و باز تعرفوا العباد الكل علاش تمشي و علاش تجي... زعمة جادّة عليكم الحكاية هذي؟

شاخ العدلي في مخّو م التساؤل اللي ما كانش منتظر بالنسبة ليه، حتى انو قام يديه من على الداكتيلو من غير ما يكمّل السطر كيف ما تعوّد انّو يكمّلو بسلسلة مطات متتالية... اتلفّتلو على فرد جنب و ابتسامة الشماتة تعلو محيّاه و بنرة مرحة حاول من خلالها أنو يقنعو بالشي اللي قاعد يعمل فيه جاوبو

العدلي: خويا آش تحبني نعمللك بالله، جانا محضر طول من عند السيد وكيل الجمهورية... يلزمني نستوفي الاجراءات الكل، بش نضمنلك حقك و حقها

قعد يدوّح في راسو، كيف اتذكّر اجاباتو اللي قراهم في المحضر الأول و الثاني، كان بش يستوفي الحكاية كيف ما يحكي بالطريقة هذيكة غير أهوكة يعمّل على روحو مشي يزمّر و برّه.

هو: (بنبرة المغلوب على أمرو) أي، توة مازالت مطولة الاجراءات هذي على ما تستوفاها و توصل لحل؟

قعد يستنى في إجابة على غير فايدة، اذ اكتفى السيد العدلي بالنظر اليه مع الحفاظ على ابتسامتو

هو: (يبلع ريقو) معنتها مازالت مطولة الحكاية؟

العدلي: (بكل برود، يعاود يتلفّت للدوسي اللي كانوا محطوطين المحاضر متاع الحكاية الكل) و الله، هانا نحاولوا كل مرة نستدعاو الأطراف الكل، و نشوفوا من بعد الحكاية وين بش ترصّي، كان قعدّتو متمسكين بأقوالكم، نحيلوها للقضاء و اكاهاو

ارتاح شوية، نفسانيا، كيف فهم من كلامو انها الحكاية في اتعس حالاتها بش تتحوّل للقضاء، ع الأقل خير من التمرميد اللي بش يشوفو لو كان عدّاوه على وكيل الجمهورية... 


"أولاد الحلال" قالولوا أنو ما يتعدّى على وكيل الجمهورية إلا ما يحطّولوا المونوت في يديه و يهّزّوه م القبو اللوطاني اللي في المحكمة حتى للطابق الثاني وين بيرو وكيل الجمهورية و كل مين حاضر غاديكة يشوفو ع الحالة هذيكة، و بره عاد الله اعلم بيه هاك التقرير السري آش فيه و آش ما فيهوش، و السيد وكيل الجمهورية هو و جوّو آش يظهرلو في مخّو وقتها.

هو: أيّا تصدّقنيشي كي نقوللك.

العدلي: (يبتسم) تراه قول

هو: الطفلة هذي، اللي تحكي أنّي أنا بزنستها... و الله لا نعرفها من أصلو

العدلي: (يتقعّد فرد تقعيدة، كاينّو ثمة نقطة جلبت انتباهو) أيواه... هاي تحكي اللي هي بنت حومتك، و انتي زادة قلت اللي انتي تعرفها و هي بنت حومتك

و قعد العدلي يثبّت في المحاضر اللي قدّامو، بينما كان هو متأكّد انو يستحيل يلقى الشي اللي يلوج عليه خاطر أقوالو المقيّدة في المحاضر الزّور لا تبّل و لا تعجن، ما يستفاد منها حتى شي مدقّق

هو: تي كيف قلتلي فلانة بنت فولان، عرفت اللي انتي تحكي على جماعة يسكنوا في حومتنا... أما الطفلة هي بيدها ما نعرفهاش

العدلي: (بنبرة تعجّب ممزوج بالاستياء) كيفاش... بنت حومتك، و ما تعرفهاش؟

قعد يخمم للحظات في اللقطة... جاتو غريبة بالحق، كيفاش زادة بنات حومتو و ما يعرفهمش... و كيفاش بش يقنع السيّد اللي قدامو أنو ماذا بيه لو كان ما يعرفهمش.

هو: (يسكت شوية) تي هوما برشا خوات، كيف نتقابلوا في الحومة و تجي العين في العين أهوكة نعرفهم اللي هوما بنات فلانة، و على غير ما نفرزهم من بعضهم و لا حتى انسمّيهم... اما كان يعرضوني البره م الحومة، و الله ما نعقلهم و لا انجمها نعرفهم جملة

ابتسم العدلي، بل حتى انو أجهش بالضحك م الإجابة الغير متوقعة بالمرة... حاول للحظات أنو يلقالها الصياغة المناسبة بش يزيد يحطها في المحضر إلا أنه فيسع ما تراجع و جبد الأوراق متاع المحضر م الماكينة متاع الداكتيلو اللي قدامو و حطهم في هاك الدوسي من غير ما يطلب منو حتى انو يصحّح عليهم.

العدلي: أيا امالا تعرفشي كيفاش... خلي المرة الجاية توة نعمللكم مكافحة و نفضّوها فرد مرّة.

هو: (بنبرة حاول من خلالها يفهّم السيد العدلي انزعاجو) صارة... مازالت مطولة الحكاية؟

العدلي: (يلملم في أوراقو إشارة كونو الجلسة انتهات) لا لا اكاهو، تي هانت... بعد المكافحة توة تتفضّ فرد مرّة


هو: خير... خليها تتفض  و وين باش ترصّي خلّيها ترصّي.

اتقعّد م الكرسي اللي كان قاعد عليه... و قعد واقف في بلاصتو يتململ في انتظار أنو السيد الباحث العدلي (اللي كان وقتها درى فاش لاهي يبربش في الدوسيات المرمية في كل بلاصة ع البيرو قدّامو) يطلب منو الانصراف

العدلي: (يتلفّتلو فرد تلفيتة) آه نعم

هو: (بنبرة متاع واحد ضايع فيها) أكاهاو... سايي

العدلي: أي أي، اكاهاو

هو: مانيش بش انصحّح المرة هذي؟

العدلي: (يبتسم) لا لا، توة المرة الجاية فرد مرة

هو: باهي، وقتاش المرة الجاية

العدلي: كي العادة، توة نطلبك

العدلي: (كاينو يلوّج على حاجة) أي حقة، عاود أعطيني نومروك، يظهرلي ضيّعتو


عاود كتبلو النومرو متاعو على طرف كاغط كيف العادة، و استاذن في الإنصراف... و خرج م المركز يغلي بينو و بين روحو ع التمرميدة هذي اللي جاتو م الحيط لا تقرى و لا تكتب 

ما بطاش السيد العدلي، نهارين بالحساب، و طلب منو انو يحضر حذاه الأربعة متاع العشية، حاول أنو يتملّص م الموعد بتعلّة أنو يخدم وقتها (رغم اللي هو مرتاح في الوقت هذاكة، اما كان ماذابيه يعطّل الحكاية أكثر ما يمكن لاحساس بالرهبة ينتابو كل ما يخمم في الحكاية و يخاف لا ترصّيلو من بعد ماشي جاي ع المحكمة و تلبسو الحكاية بالرسمي)، إلا أنو ألح عليه في وجوب الحضور، خاطرو حصل قال للطفلة (اللي تاهمينو بتبزنيسها) و اتفق معاها ع الموعد هذاكة... ولّى وافق ع الموعد على مضض و أكّد أنو بش يكون حاضر في الوقت اللي قاللو عليه.

جرات العادة انو ملزوم ما يقعد يستنّى، هذاكة علاش المرة هذي قرر أنو يمشي امخر، بأقل تكسير راس... كيف وصل للمركز، لقاه شبه فارغ، زوز بوليسية متاع الشرطة البلدية، و البوليس اللي عادة يدور و يفرّق في الاستدعاءات و اللي جابلو الاستدعاء المرة الاولى كيف عيطولوا بش ياخذولوا أقوالو في ملف عدلي (اتّفجع وقتها، يستخايلها هدرة كبيرة... و توّة فادد على خاطرو شبه متاكّد اللي هو بش ترصّيلو في تمرميدة كلبة، على حكاية ما جات شي) رمالهم السلام من بعيد و عمل روحو يستأذن فيهم بش يمشي لقدّام وين البيروات متاع جماعة العدليّة، و من غير ما يستنى الموافقة متاعهم من عدمها، كمّل ثنيتو لقدّام.

لحظات، و كان قدام البيرو... اتنهّد كيف ما لقي حتى حد يستنّى في الدّور، بلع ريقو و منها دقدق ع الباب متاع البيرو متاع العادة

العدلي: (يعيّط عليه من داخل البيرو) أيا اتفضّل اتفضّل

فهم انو هو المعني بكلام السيد الباحث، رسم على ملامحو ابتسامة كانت صفراوية بالرغم من كل المحاولات العقيمة اللي بذلها لجعلها تبدو طبيعية... سمّى بسم الله و دخل برجلو اليمين بحثا عن بعض البركة كان على شبه يقين ان ذلك المكان قد يكون آخر معاقلها.


أوّل ما دخل للبيرو، اتلاشت الابتسامة و مشات على روحها على الرغم من الحفاوة الغير معهودة اللي لقاها من السيد الباحث، اللي كان كيف ما عادتو قاعد على بيروه و قدامو الداكتيلو متاعو حاضرة بالأوراق متاعها و الكربون اللي ما بيناتهم، و مقابلو ع الطاولة (على يسارو) زوز بنات... استطاع بحكم حالة الاستعداد النفسي اللي كان معيّش روحو فيها و التوقعات اللي كانت منتظرة من سير الجلسة هذي، أنو يعرف اللي هوما زوز أخوة من بنات حومتو، و الأكيد أنو واحدة فيهم هي اللي تتهم فيه بتبزنيسها، و الأخرى الله أعلم بيها آش مجيّبها.

الأخرى، على ما يتذكّر، أنها قرات حقوق... قالولوا أولاد الحلال اللي أمها تمشي نهار الجلسة متاع محكمة الناحية، تقعد تنسنس شكون عندو قضية و ضايع فيها، تقترح عليها أنّو يوكّل بنتها المحامية اللي لا صارت و لا كانت قبل ما يطرّدها المحامي اللي كانت تخدم عندو خاطرو فاق بيها تحترف في الفلوس متاع الموكلين... هكاكة و إذا بيهم قالوا اللي هي بش تولي قاضية، و الله أعلم إذا كان ولات و الا مازالت. 

كان المحقّق مصر أنها ابتسامتو ما تفارقوش، ابتسامة ما نححتش أنها تبعث فيه بعض الطمأنينة خاصة كيف يقارنها بالڤحرة اللي واحدة م الزّوز بنات كانت تغزرلو بيها على فرد جنب من غير ما تهبّط عينيها و لا حتّى ترمّشهم... و أمام إصرارها على النظر إليه، قعد هو زادة يغزرلها مباشرة في عينيها، للحظات، اكتشف من خلالهم أنها كانت المرة الأولى اللي يثبتلها في ملامح وجهها، و شعر ببشاعة الموقف اللي قاعد يمرّ بيه.

حمد ربّي أنو ما قالش لصوحابو على حكاية التحقيق هذي، بصراحة ملا تكركيرة لو كان يحضر واحد فيهم زعمة زعمة مساندة ليه و يكتشف المنظر اللي هو (على حسب قول المدّعية) قاعد يبزنس فيها.

العدلي: (مازال محافظ ع الابتسامة متاعو بالرغم مما يقتضيه الموقف من جدّية) أيا تفضّل، أقعد

قدّم الزوز خطاوي اللي يخلّيوه مباشرة بجنب الكرسي، و قعد

العدلي: تي شبيك يطيت ياخي؟... الجماعة ليهم وقيّت يستناو البرّه

هو: و الله قلتلي الاربعة... هاني جيت الاربعة، الاربعة و درج يمكن... تي قصّيت ع الخدمة متاعي و جيت

يكتفي السيد باحث العدلية بإيماءة براسو يبلّغو بيها تفهّمو للموقف، منها يتلفّت للأوراق المحطوطين في ماكينة الداكتيلو اللي قدامو كاينّو يقرى فيهم

العدلي: (بزربة، و بنبرة مخنوقة يتعمّد من خلالها أنو يتجاوز بعض التفاصيل) باهي، بناء على المراسلة الواردة علينا من السيد وكيل الجمهورية بالمحكمة [....] بتاريخ [....] و بناء على الشكاية المقدمة من الآنسة [....] بتاريخ [....] تولينا نحن الباحث العدلي بمركز الأمن الوطني [....] فتح تحقيق في الغرض و استدعينا جميع الأطراف المعنية بعدة جلسات حسب ما تبيّنه المحاضر المرفقة عدد [....][....][....][....] و ارتأينا أنه [....] اجراء مكافحة بين الطرفين [....]


العدلي: (يبلع ريقو) و على هذا الأساس تم استدعاء المدّعية الآنسة [....] و المدّعى عليه السيد [....] للحضور لدينا يوم [....] تمام الساعة [....].

العدلي: (يتلفّت للطفلة اللي قاعدة مقابلتّو) هل مازلت شادة صحيح أنو السيد (....) الحاضر قدّامك قام بمعاكستك في الطريق العام في أكثر من مناسبة؟ 

هي: (تڤحرلو بكل شراسة بطريقة خلاتو يشكّ أنو قد يكون بزنسها بالحق من غير ما يفيق عند روحو) اي، شادّة صحيح في أقوالي

العدلي: (يتلفّتلو ليه هو المرة هذي) و انتي، هل مازلت متمسّك بانكار ما تنسبه المدعيّة إليك من افعال

هو: أي أي، متمسّك بالطبيعة

العدلي: (يعاود يتلفّتلها) باهي، اتفضّل عاود أحكيلي اللي صار بالضبط، و طريقة المعاكسة كيفاش تمّت

و قعدت المدعية (اللي هي بنت حومتو) يحكي كيفاش انو كان أحيانا يستغل عدم وجود مارّة في الكياس غيرهم هوما الاثنين و يقوم بمعاكستها، و التلبّط عليها بأقوال تحشم أنها تقولهم خاطرهم متاع اولاد شارع

ابتسم، كي وصلت لذكر النقطة هذي، و هم بمقاطعتها و التدخّل في محاولة للاستفسار، إلا أنو السيد المحقق طلب منو بإشارة بيدو أنو يلتزم الصمت و ينتظر حتى يطلب منو أنّو يتوجّهلو بالحديث
العدلي: كيفاش تحشم لا تقولهم، هل سبّك؟

هي: لا ما سبنيش، اما يتبولد عليّا... اخّيه مركّو و مركّ منظرو


العدلي: (يقصّ عليها، و بنبرة كلها صرامة) لا لا من فضلك ياااا مادموازال، في مركز شرطة راك، احترم روحك

العدلي: (يتوجّهلو بالحديث) أيه، و انتي ش قولك في الكلام متاعها

هو: و الله آش بش نقوللك، هي تقول بزنستها و انا نقول ما بزنستهاش... أنا انسان وقت خدمتي معروف، و كل ما نتحرّك خطوة و الا نمشي لبلاصة، نصحح و تلقى عندي في عوض الشاهد عشرة و عشرين تلقاهم معايا في البلاصة اللي نكون فيها... إذا كانه اشادة صحيح اللي انا بالحق عرضتلها في الثنية و بزنستها كيف ما تحكي، تقول وقتاش صارت الحكاية هذي؟ 

وقتها برك وين اتدخلت اختها اللي لقاها قاعدة مع جنبها من وقت ما دخل للبيرو، و اللي ما خطرلوش في بالو انو يتسائل عن سبب تواجدها

الأخت: الحكاية صارت برشا مرات، ماهيش بش تقعد تتذكّر فيهم بالضبط وقتاش

همّ الباحث متاع العدلية انو يقوللو بعض الحوايج إلا أنو قاطعو و ما خلاهوش يتكلّم

هو: بالله سامحني.

العدلي: اتفضّل

هو: (يشير بصبعو لأخت الطفلة اللي تدّعي أنّو بزنسها) هذي شنيّة حكايتها... بزنستها هي زادة؟؟

العدلي: (شوية صرامة بش يفرض سيطرتو ع الموقف) أيّا من فضلك، ماكش في الشارع قاعد، شنوة بزنستها هذي زادة؟


هو: تي باهي... عاكستها، كيف ما عاكست اختها زادة؟

الأخت: أنا حاضرة معاها بصفتها أختي، و زيد انا محامية و نفهم في القانون

قعد ينتظر في تدخّل من المحقق، بش يحطّو في الإطار القانوني للكلام اللي قالتّو أخت المدّعية... إلا أنّو باحث العدلية خيّر التزام الصمت و الاكتفاء بالنظر إليه في انتظار ردّة فعلو المتوقعة

هو: عادي كي هي الحكاية هكة... خلّي نفضّوها القعدة هذي، لين نجيب محامي حتى انا

هو: (يسكت شوية) و هي كان تحب على محامي، ما تجيبش اختها... خاطرها ماهيش محامية محامية

العدلي: (بنبرة فيها شوية استغراب) كيفاش ماهيش محامية؟؟

هو: تي ش يقولولها، محامية تحت التمرين، مازالت تعمل في ستاج بش تولّي محامبة و الا قاضية و الا درى شنوة، و الله ما نعرف عليها.

يضم المحقق شفايفو لبعضهم، و يعد يخمم في الموقف للحظات قبل ما يتوجهلو بالحديث

العدلي: أي و انتي شنوة تقترح توة

هو: شوف... انتي سيادتك المرة الاخرى قلتلي ثمة طفلة تاهمتني اللي انا درى ش عملتلها، اعتداء لفظي و معاكسة و درى شنوة آخر نسيتك بالضبط كيفاش قلتهم

هو: و اللي هي شادة صحيح في كلامها و قلت بش تعمل مكافحة ما بيناتنا اليوم

العدلي: اي

هو: نورمالمون، على ما تحكي العباد... المكافحة هذي، تحطنا راس راس، و شكون اللي يقرّ و شكون اللي يطلع غالط في كلامو

العدلي: اممم

هو: كان الحكاية تستحق محامي، نورمالمون تقوللي خ نعمل حسابي و نجيب معايا محامي


هو: و كان ما تستحقش، لا انا نجيب محامي و لا هي تجيب محامي... شويّة مساواة

العدلي: (ياخذ نفس متاع فدّة) أي، ش تحب توّة.

هو: نحب على أختها هذي، تخرج م البيرو... و نقعدوا وحدنا راس راس

هي: (تتدخل وقتها في الحديث، و بنبرة تحمل في طياتها بعض التردد) لا، ما نقعدش وحدي

هو: تي كاني صغيرة و عمرها يسمح، تجيب امها و الا بوها يحضروا معاها، اما يقعدوا ساكتين... و الا كان هكة جيبلها بوليس و الا بوليسة تقعد معانا هوني

يبتسم المحقق عند سماعو لعبارتو الاخرانية

العدلي: علاه... ناويين بش تتعاركوا؟ 

و بإشارة بيدو، يطلب من أخت الطفلة اللي تاهمتو أنو بزنسها انها تخرج تستنى البره م البيرو.

و عبثا، حاولت انها تقرّق بيه بش تقعد مع وعد قاطع انها تلتزم الصمت و ما تحلّش فمها جملة... إلا انو أصر، و بدون أي تدخّل منّو على وجوب خروجها (كان قاعد يتبّع فيها من بعيد لبعيد و عامل جوّ ع الموقف)، خاصة انها الحكاية طوّلت أكثر م اللازم و الدوسي يلزمو يتسكّر... و ما إن خرجت و سكّرت الباب في جرّتها حتى اتلفتلهم المحقق و قد رجعت الابتسامة اللي كانت على محياه عند بداية الجلسة

العدلي: أيواه... فين كنا

هو: كنّا في الكلام اللي ما عندوش ساس من راس.


العدلي: كيفاش؟

هو: توة هاك اللي انا معنتها لا خدمة لا ڤدمة... النهار و طولو و أنا شادد الكياس، وقتاش فلانة تتعدّى بش نقوم نتبولد عليها، و من غير ما يشوفني حتى حدّ زادة

العدلي: (بنبرة كلها لا مبالاة حاول من خلالها يظهّر الحياديّة متاعو) هذا نص الإدّعاء ش يقول

كانت الطفلة قاعدة في بلاصتها، و قد خفت البريق اللي كان في عينيها، و اختفت الڤحرة اللي كانت تغزرلو بيها، بل حتى انها ما عادتش لاقية الشجاعة أنها تواجهو وجها لوجه، للحظات أحس تجاهها بالشفقة نظرا للمدخل اللي دخلت روحها فيه، إلا أنو شعورو سرعان ما مشي في حال سبيلو كيف قعد مركّز النظر عليها و على دڤنونتها اللي كانت ترفّ بطريقة تدل على انها بش تنفجر في نوبة من البكاء المرير.

هي: لا، اتبولدت عليا درى قدّاش من مرّة... يا اللي ما تحياش

خذي نفس عميق، سرعان ما خرّجو في محاولة انو يخرّج معاه التنرفيز اللي كان يحس بيه... كانت لحظات قعد يدوّر في الحكاية في مخّو، يحسب في حساباتو الحكاية وين يمكن انها توصّلو... إلا أنو في الآخر شاف اللي ما ثمّاش فايدة

هو: باهي، هاك شفتها ش قالت توّة... و زيد قبولي قالتلي مركّو و مركّ منظرو.

هو: (يسكت شويّة) أيا سيدي... انحبّك تحطهولي الكلام هذا في المحضر، المحضر اللي يحبّوا يرفعوا بيه قضيّة ما ليها ساس من راس فقط بش يدرّعولي خواطري، و قلتلك ع الخلفية اللي وراء الحكاية هذي الكل... و بعد ما تحطّو الكلام هذا، تزيد تحطّ معاه كلامي اللي بش نقولهولك توة

العدلي: تفضّل قول ش عندك

هو: (بنبرة فيها اصرار يدلّ على حالة الغضب اللي كان يمرّ بيها) انحبّك تغزر للطفلة هذي، اللي موش عاجبها منظري... و تقوللي شنوة الميزة اللي فيها بش تخلّي أيّا كان، يخمّم انو يبزنسها... تي ش من عفشة اللهم عافينا

التزمت الطفلة الصمت، حتى احسسها بالعجز في ظل غياب اختها تلاشى، و حل مكانو شعور بالذهول و الشرود كان واضح جدّا من ملامحها.

هو: (بكل لا مبالاة) برّه... خلّي توصل وين عندها بش توصل

و عاود ارتمى ع الكرسي اللي كان قاعد عليه... مع ابتسامة سعى من خلالها أنو يوصّل للطرفين (الطفلة و المحقق) أنو ثقتو بنفسو كبيرة و ما على بالو بحتى شي... لحظات قبل ما يقوم بإصدار بضع قهقهات مكتومة حاول جاهدا أنو يخلّيهم ياخذوا بالهم منها


قعد السيد باحث العدلية يخمم للحظات و هو يغزر للأوراق اللي محطوطين في ماكينة الداكتيلو اللي كانت ع البيرو قدّامو، قبل ما يبدى يكتب في بعض الأسطر، كانت هي الأطول من وقت ما بدات حكاية المشيان و الجيان هذي نهار نهارين للمركز... و كان أحيانو يقعد يغزرلو كيف اللي يتذكّر في أقوالو و الشي اللي صار أثناء الجلسة، ثمّ سرعان ما ترتسم على شفايفو ابتسامة يحاول ما استطاع اخفاءها بأنو يركّز مع الحروف متاع الماكينة، إلا أنها غالبا ما تقعد مرتسمة على شفايفو للحظات قد تمتد لدقائق ما يكتب فيهم كان سطر و احيانا أقل شوية.

هو: (يتردّد شوية قبل ما يقطع الصمت اللي كان مخيّم ع البيرو) بش نكونوا واضحين راهو

العدلي: أي اتفضّل

هو: ما انصحح الا ما نقرى الاقوال الكل، يا اما يتحطّ كل شي، و كان بش تختصر، تختصر كل شي زادة.

العدلي: أي أي، واضح... بالطبيعة

قعد السيد الباحث العدلي قريب الاربعة دراج و هو يكتب في المحضر متاعو، قبل ما يكمّل و يجبد الأوراق م الماكينة و يطلب منها انها تصحح على احدى النسخ... صححت طول من غير حتى ما تقرى ش كان مكتوب، و خرجت تجري م البيرو بعد ما سبطت الباب دليلا على انفعالها.

ابتسم المحقق و هو يغزرلو، و يطلب منّو أنو يجي مع جنبو بش يصحح ع المحضر.

العدلي: (يمدلو في الستيلو) أيا اتفضّل

اتظاهر أنو بش يصحح، بينما قعد شارد في محتوى المحضر يقرى فيه بتمعّن، فهم من خلالو أنها جلسة المكافحة ما تنجّم تكون كان في صالحو، و كان من الواضح انو الباحث العدلي تجنّب ذكر ما ورد من تبادل لفظي بينو و بين المدّعية.


بعد ما انتهى من قراءة الورقة، صحّح التصحاحة المحنونة متاعو

العدلي: (كيف اللي يعاتب فيه) ما حقّكش نبزتها في الآخر

هو: تي الله غالب، ش بش نعمللها... شادّة صحيح و موش حابة تفهم روحها.

العدلي: تي أي... أما حقّك سايست روحك

هو: تي بره خلّيها ترصّي فين باش ترصّي... هي تمرميدة هكة و إلا هكة.

العدلي: برّه... ربّي يستر

هو: أيا نهارك طيّب... على خير

وقف عند الباب متاع البيرو، كيف اللي يخمم، قبل ما يعاود يتلفّت للمحقق

هو: أي، توّة وين رصات الحكاية؟

العدلي: بره على روحك... كان ثمّة حاجة توّة نطلبك و نقوللك.

طلب من احد المعارف، انّو يسأللو بعض أصحابو من جماعة المركز على حكاية المحضر... سمع بعد بجمعة م الجلسة متاع المكافحة أنها الحكاية الكلها طلعت فارغة و تم حفظ المحضر، يعني لا بش يتعدى لوكيل الجمهورية بش ينظر فيه، و لا قدام المحكمة زادة.

بعض الأصدقاء من المحامين اللي بحكم طبيعة العمل متاعهم، تلقاهم دايما متواجدين بمقر المحكمة الابتدائية، أعلموه انو الطفلة اللي ادعات عليه شافوها هي و أختها في المحكمة، بصدد ايداع شكاية لدى السيد وكيل الجمهورية... زاد سأل "أولاد الحلال" في الحومة قالولوا انها بش تشكي بيه مرة اخرى خاطرو درى ش قاللها في المركز و اهوكة متاع العدليّة بالأمارة شاهد. 

ما سنحتش الفرصة أنها الشكاية متاعها تتعدّى، إذا سرعان ما وصلت المظاهرات و الاحتجاجات للمدينة متاعهم... و قام المواطنون يوم 14 جانفي 2011 باقتحام مركز الأمن الوطني بالمدينة، و اتلاف جميع الوثايق اللي كانت فيه.


اتوجّه صبيحة 15 جانفي كيف ما مئات المواطنين اللي لقاهم متواجدين في مقرّ المركز اللي تم تدميرو و حرقو... دخل لمكتب الباحث العدلي، وين لقي الداكتيلو مغفصة في بعضها، و مئات الدوسيات و آلاف الأوراق تتناثر في جمبع أنحاء الغرفة... خمم انو يحاول يلوّج ع المحضر متاعو، اما كانت مجرّد فكرة تافهة ما ليها حتى جدوى خاطرها الحكاية كانت أشبه بالبحث عن ابرة وسط كوم م القش كيف ما يقولوا... زاد اتفرهد اكثر كيف سمع بعد بنهارين او ثلاثة أيام أنو حريقة في مركز الشرطة كلات الاوراق المطيشة الكل، العباد تحكي أنو جماعة الحاكم بيدهم هوما اللي حرقوهم خاطر برشا خنار قاعد يخرج مع الاوراق المطيشة في القاعة

قعد يخمم في المحضر اللي يُقال أنها صبّتو عند وكيل الجمهورية... إلا أنو سرعان ما بطّل التُخمام، وقت ما وصللو الخبر انو مقر المحكمة زادة تم حرقو... البلاد في ثورة. و المرابيط اللي كانوا في الحبوسات الكلهم هربوا، حتى لو كان لقاوه المحضر، ياخي الامن ما عندو ما يعمل بش يقعد شادد في جرّة حكاية حولة كيف ما هذيكة.


تأكيد:هذه القصة خيالية... و أي تشابه بين أحداثها (التي صارت في مطلع هذه السنة) و أخرى مشابهة، هو من قبيل الصدفة و خيال الكاتب لا غير... هههههه، و لا حول و لا قوّة إلا بالله


قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الاثنين، نوفمبر 21، 2011 05:30

كيف النهار هذا، توة أربعة سنين لتالي. حلّيت المدونة هذي... نهارتها، اتّكتب عليّا أنّي نولّي "مدوّن"، و يا مندراك.

ضحكت و انا نكتب في العبارة الاخرانية، كيف ما بش يضحك العديد من المدونين الأصدقاء و غير الأصدقاء على حدّ السواء اللي توة قاعدين يقراو في التدوينة هذي من أجنابهم... 


المدوّن (في تعريف بسيط) هو شخصية افتراضية، عندو مدوّنة (أو مدونات، و أحيانا يتقمّص عديد الشخصيات) يكتب فيها... يشترط أنو تكون ليه مدوّنة (و يا حبّذا لو كانت مقيّدة في التن-بلوڤ متاع حسين) خاطر الناشطين ع الفايسبوك، ما يعتبروش مدوّنين بأتمّ معنى الكلمة.

حكمت الأوضاع اللي مرّت بيها البلاد على المدوّنين أنهم يكونوا عنصر من عناصر الثورة، و احد روافدها...


لهذا، و بمناسبة احتفالي بالذكرى الرابعة لانطلاق تجربتي التدوينيّة، اللي تتزامن مع احتفالنا ببرشا حاجات باهيين قاعدين نحتفلوا بيهم الحاجة في جرّة الاخرى (و الله لا يقطعلنا عادة) من وقت ما نجحت ثورتنا (و اللي نحمدوا ربّي أنها نجحت و اتعدّاتلنا سلامات كي نقارنوها بالشي اللي قاعد يصير في الثورات اللي تعيش فيها بعض الشعوب الصديقة و الشقيقة)... حبّيتها تكون مدوّنة سبيسيال، نستذكر فيها "البعض" (و ركّزوا على كلمة البعض، خاطر كان بش نحكي على كل شي ش بش يفضّها) من انجازاتي البطوليّة و مساهماتي التاريخيّة في الثورة.

إلاّ أنّي و بعد عملية بحث مضنية، استغرقت برشا دقايق قد تكوّن في مجملها ساعة تزيد أو تنقص شويّة (بما فيها الوقت المخصّص لكتابة هذه الاسطر)... ما لقيت حتى شي يستاهل، اتعدّيت خلال عمليّة البحث اللي حكيت عليها ببرشا مراحل، و حملات، و لوغوهات... حملة التضامن مع المدونات المحجوبة (اللي كانت مدونتي [قلق... و حاجات أخرى] احدى ضحاياها)، حملة التضامن مع الطلبة المسجونين لأسباب سياسية و نقابيّة، حملة التضامن من اجل المطالبة بحريّة المدوّنة ارابيكا، حملة المرصد الافتراضي للانتخابات التشريعية و الرئاسية 2009، حملة الحداد ترحما على ضحايا الفيضانات، حملة التضامن من اجل الكف عن ملاحقة الصحفيين... هذا إلى جانب عديد الحملات الأخرى و المشاركة في بعض المدونات الجماعية... و ما خفي كان أعظم.


ايستوريك، حقيقة (و موش نشكر في روحي هههههه) يُذكر فيُشكر... قد يكفي للركوب على الثورة، لكنه لا يكفي لتدلديل الرجلين في أريحيّة... خاطر بصراحة، ممسطها انو عباد يعلم ربّي فاش كانوا يقاسيوا قبل الثورة، و كيف لقاو قدرهم من بعد (و هو وضع طبيعي)، ولّى كل مين هبّ و دبّ يتطاول عليهم و يسبّ فيهم و يشكّك في نضاليّتهم... تي عاش من عرف قدر نفسه.


بحثت طويلا، حتى أنّي تجاوزت الأربعة سنين متاع البلوغسفير... رجعت بيا الذاكرة (و أرشيف الايمايل) لسنة 2001، وقتها برك وين فهمت أنّو التدوين موهبة قبل ما يكون حاجة اخرى.

قد تكون حكاية فارغة، و هي بالتاكيد كذلك... في أحد أيام شهر ماي 2001، استقبلت رسالة مفادها أنو ثمة مجموعة تهتم بالشأن التونسي، بش تولّي تراسلني عبر البريد الالكتروني... ما فهمتش شنية الحكاية وقتها، أول مرة نسمع انو ثمة حاجة كيف ما هكة.

المجموعة المذكورة كانت نشرية تونس نيوز...


و كان ردّي ليهم بتاريخ 16 ماي 2001 يدلّ على فهمي و إحاطتي و إلمامي بالموضوع.


و قعدت توصلني الرسايل متاعهم بصفة يومية، كان الاطلاع على رسائلهم واحد من أهم الأسباب اللي تخلني نكونكتي بصفة شبه يوميّة... اكتشفت من خلال رسائلهم أنها بلادنا ماهيش هي البلاد اللي عايشينها، كانت ثمة جمهورية أخرى بأحداث أخرى و شخصيات أخرى غير اللي تعودت أنّي نسمع بيهم عبر ما تيسّر لي أن أطّلع عليه من وسائل الإعلام المرئية و المسموعة المتاحة للعموم...

حتى كان النهار اللي قررت فيه أنو علاش لا، ما تكونش ليا و لو مساهمة بسيطة في العمل اللي قاعد يقوم بيه الفريق المشرف على نشرية تونس نيوز... كانت ليا اجمالا، ستة مشاركات، الأربعة الأوائل استعملت خلالهم بريد الكتروني أنشأتو خصيصا للغرض، قبل ما نقرر حذفو اثر حادثة صارتلي خلاتني نعتزل الانترنت جملة مدة من ثمة نرجع بإيمايل جديد، راسلتهم بيه مرتين قبل ما يخرج عن نطاق سيطرتي لأسباب لازلت لحد الآن أجهل كيفيتها.

و هذي كانت الاربعة مراسلات الاولين اللي بعثتهم لتونس نيوز.

نشرية 02 أوت 2001 (انقر على الصورة للتكبير)


نشرية 14 أوت 2001 (انقر على الصورة للتكبير)



نشرية 17 أوت 2001 (انقر على الصورة للتكبير)



نشرية 24 نوفمبر 2001 (انقر على الصورة للتكبير)

قد أعود في مناسبة أخرى (و لو انو صعيب برشا)، للحديث حول الظروف المحيطة بالانجاز البطولي اللي قمت بيه... و خاصة لإيجاد قالب يسمحلي باستغلال النضال هذا بش تولّي عندي شنّة ورنّة كيف ما غيري...


في الأثناء، هاني قاعد ندوّن.


قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الخميس، نوفمبر 10، 2011 20:15
الهداري الفارغة: , , , , , , , ,


اتنفضوا الكلهم كيف حسّوا اللي الباب بش يتحلّ... اشرأبت أعناقهم و هوما يغزروا للطبيب كيف خرج م البيت و قاعد يسكّر في الباب وراه

الولد: (بنبرة، و ملامح يحملوا في طياتهم خوف شديد) آه دَكتور... لاباس؟

اتنهّد الطبيب، و ضم شفايفو الزوز لبعضهم و قامهم الفوق... إشارة فهموا الحاضرين من خلالها انو الأمر يتجه نحو الأسوأ


ما كلمو حد، و ما جاوبو حد... اتجاهلوه الكلهم، كأنها مهمتو انتهات و يلزمو يمشي على روحو... و كان بش يمشي على روحو فعلا، إلا انو قبل ما يخرج يلزمو يخلص في حق الفيزيتة اللي جابوه في نصاف الليالي و خرجوه من دارو بش يشوف المرى اللي كان واضح من خلال الكشف اللي قام بيه انها قاعدة تعيش في آخر لحظاتها.

اتوقف لحظات في مكانو قدام باب البيت، بحيث سمح للجميع أنهم يتعدّاو... و كان واضح اللي هوما في عجلة من امرهم، هذا علاش نساوه... و لقالهم عذر، أو لمزيد من التوضيح، لقي لنفسو عذر انو يستخلف ربّي في حق الفيزيتة... موش معقول المرى بش تموت، و هو يلوّج على زوز صوردي... خذي نفس عميق و اتنهد

الطبيب: (يتمتم بعبارات لا تكاد تكون مسموعة) الدنيا دنية ربّي... يجعلو لله.

و شد ثنيتو في اتجاه باب الدار... الخطوة الأولى، الثانية، مازال ما كمّلش الخطوة الثالثة و يحس في يد شدّتو من مرفقو

الولد: سامحني دكتور... اتفضّل من هوني

رغم أنو ملامحو ما طرأ عليها حتى شي جديد، إلا انو في قرارة نفسو كان يشعر بفرحة عارمة، و كان لسان حالو يقول

الطبيب: (يحكي مع روحو) اللي عند ربي ما يضيعش

وصلوا عند الباب متاع الدار، وقفوا شوية، مد الولد يدّو للطبيب كاينّو بش يسلّم عليه... مد الطبيب زادة يدّو و استقبل بضع أوراق نقدية، حطهم طول في جيبو من غير حتى ما يثبّت فيهم.


كان من الواضح (و المعمول به) أنو الشي اللي حطّو في جيبو هو مبلغ مالي، و كان من غير اللايق أنو يثبّت فيه للتأكد من مقدارو او حتى التثبّت هل هوما فلوس او مجرّد كواغط ما عندهم حتى قيمة... 

الطبيب: (يحكي مع روحو) اللي يجي مبروك

كان المبلغ المالي عبارة عن نظير قدومو في الساعة المتاخرة هذي لإجراء فحص طبّي للعجوز الموجودة في هاك الغرفة... و لولا جسامة الموقف، لكان اقترح عليهم الانتظار في الصالة برهة من الزمن لحين ما ربّي يهزّ متاعو... تعاملو مع المرض و الموت أصبح مقتصر على تحليلات مجرّدة من كل عاطفة انسانية.

اتنهّد الطفل و هو يغزر لوجه الطبيب، عقد حواجبو لفوق و بنبرة متقطعة أقرب ما تكون للبكاء

الولد: ما ثماش أمل دكتور

أظهر بعض العبوس، كعلامة مواساة... و بإشارة تدل على الرفض

الطبيب: (بعد ما ياخو نفس بطيء) اللي عند ربي موش بعيد

مد الطفل يدّو وراء الباب، و جبد بلوزون... استعد انو يلبسها بش يهبط مع الطبيب في الدروج و يشيعو للباب اللوطاني، إلى انو الطبيب و بإشارة بيدو طلب منو عدم مرافقتو، ثم ذهب في حال سبيله.


رجع الطفل للغرفة، مشهد يبعث على الرهبة... برغم انو ضوء الأمبوبة الاقتصادية كان وهاجا، إلا أنو الحزن المطبق على الانفاس و شبح الموت المخيّم في المكان منذ مدّة كان يبعث احساس انو الضوء خافت جدّا.


الوالدة ممدودة على الفرش بلا حراك، ملامح الألم على وجهها كانت الضمان الوحيد على أنها مازالت على قيد الحياة، لكن الجميع كان يعلم أنها بش تفارقهم لا محالة في أي لحظة... أختو قاعدة عند راسها، تحاول أنها تمسحلها عرقها بطرف منديل، دموعها كفتش توة ليها قريب النهارين، من وقت ما جاهم الطبيب آخر مرة و قاللهم انو زايد عليهم يهزّوها للسبيطار.

الطبيب: (بنبرة تحمل في طياتها بعض الأسى، و الكثير من المواساة) خلّيها تموت فوق فرشها خير.

اقترب م الفرش اللي راقدة عليه امو، حتى صار بجانبها، قعد يغزرلها شوية من ثمة قعد على حافة البنك... و الظاهر انها أحست بوجودو قربها، لأنها و بصعوبة شديدة حنات راسها باتجاهو

المرى: (بنبرة متقطعة) ها طفل

يقربلها، بحيث يصبح وجهو قريب لراسها

الولد: آ نعم يا حاجة... حاجتك بحاجة؟

المرى: (نفس النبرة المتقطعة) وينا باباك

يتقعّد الطفل من بقعتو، يقوم يجري يمشي لبوه اللي كان وقتها شادد تركينة، حاطط راسو بين كفوفو و سارح

الولد: آ حاج... العزوزة تحب عليك.

ينتفض الوالد، احساس بالأمل يشوبه بعض الخوف، الترقب من مجهول... 


يقوم يجري من بلاصتو، في زوز أو ثلاثة خطاوي متسارعين يكون مع جنبها

الراجل: (بنبرة فيها شوية حنان مصطنع) آ نعم يا حاجة... ناديتيلي؟

المرى: مسامحني يا حاج؟

الراجل: (تنتابو رغبة في البكاء) دنيا و آخرة

ما تقدرش الطفلة اللي واقفة عند راس أمها انها تتمالك نفسها و تنخرط في نوبة هستيرية من البكاء المرير... تقوم من بلاصتها و تمشي مع جنب خوها اللي قعد يطبطبلها على ظهرها كنوع م المواساة، ما نجمتش تشد روحها، اترمات في حضنو و قعدت اتنوّح.


المرى: حبيت نڤول ليك

الراجل: ما تڤولي شي

المرى: (تستطرد براسها، في ألم شديد) حبّيت نڤول ليك

الراجل: (يتنهّد) هات، ڤولي... آش حاجتك

المرى: (تتنهّد هي الأخرى) نهارت الانتخابات... راني ما نخّبتش النهضة كيف ما وصّيتني

تتفاجأ الطفلة عند سماعها للعبارة الاخرانية متاع والدتها، ترتسم على شفتها ابتسامة صغيرة ما مسحتش ملامح الحزن اللي كانت مسيطرة عليها، و تتجه فورا لحافة السرير الأخرى

الطفلة: (بنبرة فيها شوية حماس) امّالا نخّبتي المراياتات كيف ما ڤلت ليك؟


يڤحر الراجل لبنتو على فرد جنب

الراجل: (يحكي مع الطفلة من غير ما يتلفتلها) وڤتو توّة... ما يزّيش ما زنّيتي على دماغها و دماغيتنا الكل جمعتين كاملين بالمرزوڤي متاعينك؟؟

تتعصّر المرى دلالة على شعور شديد بالالم، تحاول جاهدة انها تخطف نفس خفيف يعاونها على مبادرة الحديث

المرى: كيف شدّيت الصف، نلڤى النساوين متاع الحومة يحكوا ع العريضة... ڤالوا العزايز يركبوا بلاش، و يداووا بلاش، و البطّالة

المرى: (تسكت شوية، ما يكفي انها تاخذ نفس آخر) البطّالة يا حاج... بش يولّوا ياخذوا منحة

اتنهّد الولد، اللي كان خيّر م الأوّل انو يقعد ساكت يتفرّج و برّه... ليه ثلاثة سنين م اللي خذي الديبلوم متاعو، عدّى قريب العامين بطّال... ما صدّق لربّي أنو شد خدمة، جات الثورة، سكّروا المعمل.

الولد: (يدوّح في راسو، و يتنهّد) حتى انتي جدّت عليك يا امّيمتي


الطفلة: (تحط يدها على خدّها في تعجب) وووه

الراجل: (يسأل في المرى) امّالا نخّبتي العريضة ها حاجّة؟

المرى: (بالسيف ما تتكلّم، تخطف في انفاس متقطّعة) اي نعم... رشمولي نومروها في كف يدّي، و كيف دخلت نخّبتها هي

تتسارع أنفاس المرى، بطريقة تثير رهبة جميع أفراد عايلتها الحاضرين وقتها في الغرفة... و كان م الواضح أنها قاعدة تلفظ في آخر انفاسها

المرى: (بإجهاد شديد، و نبرة تتقطعها محاولات يائسة أنها تاخذ نفس تبان كأنها استجداء أو استعطاف) مسامحني يا حاج؟؟

ينخرط الراجل في بكاء مرير، و فيسع ما احمارت عينيه، و حاول جاهدا أنو يجاوبها... إلا انو كان كل ما يغزرلها في وجهها، و يرى علامات الاجهاد الباينة عليها من تواتر انفاسها و هي تصارع في الموت، يزيد يدخل بعضو... و اخيرا يستجمع ما تبقى له من قوة، و ياخد نفس يعاون بيه نفسو انو يتمالك بعضا من قواه

الراجل: (بنبرة يائسة، و ابتسامة باكية) هذيكة حد نيتك يا حاجة؟!؟

الراجل: (يغزر لمرتو في شفقة) تي هو نايا مشيت بش انخّب النهضة... و كي دخلت لهاك البّيتة، غلطت و حطيت الكوروا على يمينها


الراجل: (مازال يكمّل في كلامو) ثرنتني نخّبت جماعة، ما نعرفهمش حتى شكونهم

كانت انفاس المرى قاعدة تتسارع بطريقة تبعث القشعريرة في نفوس الحاضرين... قبل أن تنقطع فجأة، وسط ذهولهم

الراجل: (يردد عبارة الأخيرة بطريقة مبهمة... و هو شادد طرف الملحفة اللي متلحفة فيها مرتو، و يبكي) نخّبت جماعة ما نعرفهمش... نخّبت جماعة ما نعرفهمش.

ارتمى الولد بين أحضان امو، يخض فيها في محاولات يائسة لإيقاظها... لحظة و كانت اختو مع جنبو، تحضن في امها و تبكي في حرقة.... بينما قعد الراجل ملازم حافة الفرش، حالل فمّو في ذهول موش مصدّق اللي قاعد يجري.


كانت المرأة قد فارقت الحياة.


قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz