الأربعاء، سبتمبر 15، 2010 09:11
الهداري الفارغة: , , , ,


قالولي من قبل بمدة أنو عيدك بيا ندخل للمكتب...

البرباش: (متغشش و نبكي) ما نحبّش نمشي للمكتب

ما صدّقت لربي ارتحت م المشي للكتاب، عدّيت عام و نص نقرى في الكتاب، نمشي مع الماشين و نجي مع الجايين مانيش فاهم شنوة الهدف م المشيان لغادي، كان موش سامي (الله يرحمو) ولد حومتي وقتها مغلوب على امرو معايا زادة هو ما نعرفش كيفاش كنت نعدّيهم الأيامات هذوكم... هاك المدب الله يرحمو، عديت عام و نصف ماشي جاي عليه في الآخر ختمتها معايا بطريحة لتو مازالت بين عينيا... كنت اتحدثت ع الطريحة اللي كليتها في الكتاب في تدوينة [ذكريات... أيام زمان]

أما كيما يقولوا ربّ ضارّة نافعة، جرّة الطريحة هذيكة خرجوني م الكتاب... عدّيت صيف قمقوم، شيخة و لعب و جو ، و زيد الدار شراولي بسكلات ما خليت وين مشيت بيها

و في عز الفرحة و الشيخات و الحرية المطلقة هذيكة... يقولولي اللي أنا بش نمشي للمكتب، ش من مكتب بالله، خليوني هكة رايض و عامل جو.

أيا بش يحمسوني للحكاية هزوني نهار بحذى المكتب اللي م المقرّر انّي بش ندخل نقرى فيه، بش نتأقلم مع البلاصة و نستانس بالجو... قعدت نغزر ماني فاهم حتى شي، اما جلب انتباهي قسم مبني بالحديد

البرباش: شبيه القيم هذاكة هكاكة

أختي: اهوكة قسم

البرباش: شبيه مبني بالحديد موش كيما الأخرين

أختي: خاطر هذاكة القسم اللي يقعد فيه جُنڤر


جُنڤر، البطل الجبّار... هذا (للي ما يعرفوش) كان بطل إحدى الصور المتحركة اللي كانت تتعرض وقتها في التلفزة... بطل أسطوري يعيش في الفضاء و كان عبارة عن إنسان آلي عملاق يحمي الكواكب و كان متكون من أجزاء حديدية عملاقة، يمكن هذاكة علاش صدقت حكاية أنو القسم هذاكة يمكن يكون المخبأ السري متاعو.

أيا بره مشات على روحها... حتى كون المكتب (اللي فيه قراية كيما الكتّاب) فيه جنڤر و ما أدراك حاجة ما تشجعش أنو العبد يسلّم في البحر و الجو و الشيخات و اللعب و البسكلات، و زيد اهوكة يجيبوه في التلفزة.

قعدت مطفّي الضو ع الحكاية، حتى كي يجبدولي الدّار نعمل روحي ما في باليش و مانيش على هاك الوارد... و اتعدّات ايامات اعتقدت خلالها أنّهم نساو الحكاية و بش يخليوني رايض

لين نهار م النهارات، أنا دخلت للدار و بابا هزني للحجام... على غير العادة، مستانس المشية للحجام يلزمها تحضير من قبل بجمعة حتى يتم إقناعي و نوافق على مضض... المرة هذي هكاكة لا طاح لا دزوه حتى شعري ماهوش مغوّف بش نمشي للحجام... بابا روّح بيا م الحجام و أمّي تشدني تعوّمني... ثمة إن في الحكاية

من غدوة الصباح، يقوموني بكري، يفطروني... أمي فرحانة طايرة تغزرلي و تستخايل و أنا نتدهشر بالنوم ماني فاهم شي... لبسوني حوايج جدد و قصدت ربي مع بابا

دخلنا لهاك المكتب اللي فيه جنڤر... وقفنا قدام قاعة م القاعات اللي قاعدين يعيطوا فيهم ع الأسامي، لين وقت ما سمعت اسمي مشيت، لا تافكّرت بابا و لا جبتلو خبرة كيف روّح لا حتى شي

ثمة صغار اخرين الكلهم أندادي، ثمة برشا اللي اماتهم و ابّاتهم معاهم في وسط القاعة... و ثمة حتى اللي قاعد يبكي مش عاجبو الجو و هوما يريضوا فيه، كنا كعبتين و كعبة اللي قاعدين هكاكة ما على بالناش لاهين في امور أخرى

قعدنا هكاكة مدة، ما نعرفش طويلة و الا قصيرة... كل اللي نتذكرو اللي عينيا كانوا مرشوقين في الساحة متاع المكتب، تحديدا وين هاك القسم الحديد، نستنّى في جُنڤر وقتاش بش يطلع م الساحة و تبدى المغامرة...

من بعد دخل المعلّم، و إذا بيهم هاك الاولياء الكل خرجوا م القسم فرد ضربة... ثمة طفل اكاهاو امو قعدت بحذاه خاطرو قام ينوّح بطريقة هستيرية ولات قعدت معاه ع الطاولة.

المعلّم (سي الڤريتلي) كان مريض، عندو نوع م البرد في ظهرو يخليه ديمة محني شوية و بالسيف ما يمشي... قعد يحكيلنا في حكايات و يضحك و يلعب معانا، ثمة شكون انسجم معاه، و ثمة شكون قاعد يبكي بالشوية... ما نتذكر حتى شي غير انها بلاصتي كانت مع جنب الشباك، و كانوا عينيا مرشوقين في القسم الحديد...

ثمة صغار شدّوا الصف قدام القسم هذاكة و دخلوا غادي... صحة ليهم، راهم توة قاعدين يلعبوا مع جُنڤر، و عاملين جو

ما قعدناش برشا... ليه ليه ما وفي الوقت و خرجونا كي سمعنا حس الناقوز

خرجت م القسم... مشيت وين هاك القسم الحديد، وقفت قدام الباب، نلوّج على جنڤر وينو... ما ثمة حتى حد، القسم فارغ و ما يختلفش برشا ع القسم اللي كنا قاعدين فيه... خرجت م الباب متاع المكتب، نلقى صغار م اللي كانوا معايا في القسم ماشين، مشيت معاهم من غير ما نعرف إذا كانت هذيكة ثنية المكتب و الا لا... ما بعدتش برشا و عرضني بابا هزني للدار

أول ما دخلت للدار و إذا بيهم الكلهم داروا بيا

الوالدة: آه... سمحشي المكتب؟

البرباش: (ما لقيتش ش نقوللها) سمح

البرباش: (نتلفت لأختي) ياخي وينو جنڤر... ما ريتوش

اختي: (تبتسم... كانوا الكلهم يضحكوا) ما ثماش جنڤر

حساباتي الكل طاحت في الماء... أصابني الإحباط خاطرها توقّعاتي الكل كانت في غير محلها، و يظهر فيهم كعبروهالي بحكاية المكتب هذية... معلّم درى كيفاش يمشي، و جنڤر اللي طلع ما ثماش منو... و رغم هذاكة ما كنتش انجم نرفض أني نمشي، و ما رفضتش بل استسلمت للامر الواقع

عجبتني الحكاية من بعد كيف شراولي كرطابلة و برشا دبش الكلهم متاعي انا وحدي... و امي خيطتلي طبلية وليت نلبسها كل وين نجي ماشي للمكتب... حتى م المعلم وليت من بعد نحبّو بطريقة رهيبة حتى انهم الدار كانوا كي يحبّوا يشيخوا عليا بالضحك يعيطولي

الوالدة: تو شكون تحب اكثر... سي و إلا بوك

البرباش: (بكل جرأة) نحب سي

الوالدة: تي علاه... ياخي ما شفتوش كيفاش يبكي

البرباش: (بنبرة كلها غش و تنرفيز يوصل أحيانا لحد البكاء) لا لا هو سمح

و كانت بداية دراسية موفقة عموما... خاصة و أنو حسن سلوكي و زادة نتايجي كانت تخليني دايما ما نمنع م الطرايح اللي كان المعلّم يعطيهم لبعض التلامذة

حتى كان النهار اللي كليت فيه أول طريحة (كنت اتحدثت فيه ع النهار هذاكة في تدوينة [عطلة... سعيدة])... روّحت متغشش للدار

الوالدة: شبيك؟

البرباش: (متنرفز) حتى شي

الوالد: حتى شي... حتى شي

البرباش: (دڤنونتي ترعش و انا عازّة بيا روحي... حاسس بالإهانة) هكة سي ما عادش نحبو انا

الوالد: علاه... ش عملّك

البرباش: (سايي ما عادش انجم نشد روحي... نولي نبكي) ضربني

الوالد: تي مايسالش... ماهو خاطرو يحبك

البرباش: آهأّه... ما نحبوش

الوالد: (يقعد ساكت يتفرج فيا و برّه)...

البرباش: حتى هو درى شبيه... درى كيفاش يمشي

و يتطرشقوا العايلة الكل بالضحك.

رؤى بنت اختي (غنية عن التعريف بالنسبة لمتتبعي المدونة و اصحابي ع الفايس بوك) اليوم بش تدخل للمكتب، وسط اجواء و تحضيرات (خاصة التحضيرات) تختلف تماما ع اللي كنا نعيشوها في وقتنا

وقت ما حليت المدونة هذي، كان عمرها ثلاثة سنين... هي اللي كانت وراء تسمية البرباش، و زادة وراء اختيار اللوڤو متاع النمالة اللي بستعمل فيه للبسودو متاع المدونة

كان ليها نصيب وافر م الحكايات اللي حكيتهم سواء في المدونة هذي [تبربيش.. و حكايات فارغة] أو في المدونة الأخرى [قلق... و حاجات اخرى] (المحجوبة في تونس).. و نجحت في تكون عديد الصداقات مع برشا مدونين (مدونات بش نكون دقيق أكثر في المعلومة) خاصة من وقت ما ولات عندها صفحتها الخاصة ع الفايسبوك (هنا)


قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الاثنين، سبتمبر 13، 2010 00:44
الهداري الفارغة: , , , , ,


نهار الإثنين ستة و عشرين جويلية، التسعة و نصف متاع الصباح، ينوقز البورطابل... النومرو ما نعرفوش، ماهوش مقيّد عندي في الليستة

البرباش: آلــــو، وي... صباح الخير

التليفون: (بنبرة مستعجلة تقولشي عليه يسالني حاجة) أيّا وينك؟

نبتسم، رغم اللي الصوت كان يفرق برشا على اللي تعودت نسمعو م السكايب كي كنا نتقابلوا في إطار اللقاءات متاعنا و الحوارات اللي انّظموهم (و اللي العفوية متاعهم تخلّيهم لا علاقة بكل ما هو نظام) تابع مدوّنة الرديون (للي ما يعرفش مدونة الرديون ينجّم يعمل طلّة ع الرابط هذا، أو هذا... بالطبيعة المدونة كيفها كيف المدونات الجماعية الكل اللي في تونس محجوبة... لكن يبقى الإستماع للحوارات ممكن لمستعملي الأي تونز على الرابط هذا) لكن طبعا نجّمت نجيب خبرة لصوت العمروش اللي كان نهارتها يقابل نهارت عرسو.

كان بعثلنا من قبل بمدة يستدعى للعرس، و يستشير (في البنات طبعا) في بعض التفاصيل المتعلقة بالتحضيرات و الحلو و المالح و ما تابع اللازم منو في المناسبات هذيكة، و بعثلنا من بعد يستدعى بصفة رسمية للعرس و يعلمنا بمكان الصالة بالضبط و التوقيت و ما إلى ذلك م التفاصيل... لكن الحق متاع ربي ما كنتش متاكد هل انّي بش انجّم نمشي و إلا لا.

قبل بنهار، عندي اختي اللي في فرنسا، روحت... و من قبل بمدة ما تروّح و العايلة الكل غاطسة في التحضيرات الأخيرة اللي كانت على قدم و ساق نريڤلولها في دارها الجديدة اللي بش تسكن فيها و ما صدّقنا لربي وقتاش روحت خلّي يكملوا هوما يتلهاو باللي مازال ناقص خاصة انو في الايامات الاخرانية كثروا القضيات و الواحد ماعادش عارف وين بش يقبّل... ش خلاني من بعد ما وصلوا خذاتني عيني و رقدت ما قمت كان من غدوة الصباح و رصّاتلي هكاكة خلّفت عرس متاع واحد صاحبي...

وقت ما كلّمني العمروش، أنا ديجا وقتها في الحانوت متاع الممثل التجاري لأورنج في البلاد (و لو أنها كلمة ممثّل تجاري تظهرلي كبيرة ع المحل على خاطرو حاللها فوتوكوبي و خدمات اعلامية و كل وين تطلع هدرة جديدة متاع انترنت و الا عفسة تشبّه كيف ما اورنج المرة هذي يقلب الفيستة و يميح مع الارياح كيما تميح) بش ناخو نورمرو لاختي على خاطرها نسات النومرو متاعها اللي مستانسة تستعملوا كي تروّح للبلاد غاديكة في فرنسا...

قلت فرصة العبد يجرّب الاوبيراتو الجديد اورنج و يشوف ماه وين يصب، خاصة و أنّي فدّيت م النورمرو متاع التيليكوم اللي عندي خاطر ولات تجي أيامات يوصلوني فيها بالاربعة و الخمسة ميساجات في النهار... غير الميساجات متاع العروض متاعهم، هاو مرة صحة ليك ربحت مليار اطلبنا بش نقولولك ع الهدرة، هاو شارك معانا بش تربح حاجة يا كرهبة يا عمرة انتي و الجو... و زيد التونيزيانا ما تساعدش خاطرهم هاو نهار نهارين الريزو متاعهم طاح ماعادش يخطف جملة و جماعتها تلقاهم يتشفعوا، حتى اني نعرف شكون مستحفظ بالنومرو متاعو متاع التونيزيانا على خاطر هازو الطمع يعاودشي يطيح النهار الريزو متاعهم و يعطيوهم نهار بوبلاش و الا يمشيولهم طرف فلوس في السولد متاعهم، اهوكة تنتيفة و برّه... عاد قلت الواحد علاش لا يشوف حكايتها الاورنج خاصة و انو كي تعمل اشتراك يعطيوك زوز نوامر تلقى في كل واحد فيهم ألفين فرنك.

بين التيليكوم و التونيزيانا و الاورنج (توة) ثمة قريب الأربعطاش نومرو أنا اللي قاصصلهم الاشتراكات متاعهم، العايلة الكل تقريبا تتكلّم باسمي هههه... و النومرو متاعي (التيليكوم) هو الوحيد اللي ماهوش باسمي.

عاد حتى كي قلت خ نبدّل للاورنج، نلقاهم الجماعة نافحين، مازلت ما كمّلتش الالفين فرنك اللي مدّوهملي مع الاشتراك و وصلوني قريب العشرة ميساجات بين الترحيب و العروض متاعهم و الفرص اللي يلزمني نغتنمها و ما إلى ذلك... روحت أختي من فرنسا، نلقى النومرو اللي عندها مازالوا فيه قريب الأربعة آلاف فرنك، ما صدّقت بيهم، و قلت فرصة خ نجرب الانترنت متاعهم يشكروا فيها، بالسيف حليت الفايس بوك و عملت طلة و فدّيت... عاد قلت اهوكة الويفي موجود بطبيعتو يقعدشي العبد زادة يخلّص من شيرتين، ثبتت الصولد نلقاه فيه سبعطاش ميا، نرقد و نقوم، نجبد البورطابل بش نطلب تطلعلي هاك المرى تقوللي أنو رصيدي ما يسمحش.

نطلب السرفيس متاعهم نستفسر ع الحكاية، يقولولي اني كونكتيت بيهم... أقنعوني الحق متاع ربي خاطرو البورطابل وقتها (ايفون) مازلت شاريه جديد و مانيش فاهمو مليح

أيا بره أيامات، صبيت كارطة بخمسة دينارات على أساس بش نحوّل للاورنج بصفة شبه نهائية بما انها الأوبيراتور الجديد و العروض متاعها بالتاكيد بش تكون خير م الزوز الاخرين و خاصة التيليكوم اللي ما رينا منهم كان القاوق اللي عملوه على تبديلة اللوڤو متاعهم تقولشي عليهم درى ش عملوا... و بدلت النومرو حطيتو على بورطابل نوكيا 3220 لا يجبد أنترنت لا زمارة، حدو حد الطلبان و الميساجات (بالفرنسي اكاهاو، العربي لا) و حتى الكاميرا متاعو اتضربت ولات دخاخة ما تشوف منها حتى شي... كيف كيف، نرقد و نقوم نجبد البورطابل بش نطلب تطلعلي هاك المرى تتأسفلي مرة اخرى انو رصيدي ما يسمحش

نطلب السيرفيس... كيف كيف زادة (حتى من قبل ما نستفسر) يقولولي اني كونكتيت بيهم... يعيش اختي يهديك، في طولك، في عرضك... راهو البورطابل ما يكونكتيش جملة واحدة... تقوللي لا لا راك كونكتيت بيهم


عاد وليت قلت هو العبد كان يقاسي في قلق متاع ميساجات ولى يقاسي في ضياع فلوسو سبهللة... تي حتى التيليكوم فوق السبعة سنين معاهم عمرها ما صارتلي فلوس هكاكة نضرب عليهم ما نلقاهم... تي حتى و على فرض انو البورطابل اللي ما يكونكتيش درى ش ظهرلو و دخل ع الريزو متاع الاورنج و كونكتى، يقول القايل ش لز حمة يغني... ما يزيش نخلص في التوبنات و التيليكوم نزيد على جيبي الأورنج

في كل الاحوال... ما لقيت غير اني نشد مشومي اللي استانست بيه، خوفا لا ترصيلي فيما هو أشوم و برّه.

نرجع للعمروش، و عرسو... اللي الحق متاع ربي و حد قبل بنهارين م العرس ما كنتش متاكد إذا كنت بش انجم نمشي و الا لا خاطر مانيش عارف ع الظروف و المشاغل وقتها، لكن وضاحت الرؤية من بعد و اتسهلت الأمور و ما ثماش علاش ما نمشيش... خاصة و انو العرس (كيما قال العمروش في الدعوة اللي بعثهالنا) بش يكون عبارة عن كتبان صداق في قاعة افراح، معنتها في عوض اللي بش يقعد شادد الصف في البلدية يستنى في اللي قبلو في الدور وقتاش يكمّل و اللي من بعدو يستنى فيه هو وقتاش يكمّل... أهوكة يجيب العدول في قاعة أفراح و يفرح بأهلو و اماليه على قاعدة، و الحكاية الكلها ساعة من زمان تبدى السبعة و نصف و توفى كان طارت التسعة و نصف و وقتها انجم حتى نروّح للبلاد جملة واحدة و نرقد في الدار... سهّلها تسهال و برّه

البرباش: هوّاني

العمروش: وصلت سايي؟

البرباش: وين عندي بش نوصل يا ولدي... هواني معنتها هاني مركّز معاك (نقصد اللي أنا مانيش راقد)

العمروش: مازلت ما جيتش؟

البرباش: وين عندي بش نجي

العمروش: ياخي مش اتفاهمنا بش تجيوا حذايا على بكري

البرباش: (بنبرة كلها بهتة) وقتاش اتفاهمنا... و الله ما في بالي بشي

العمروش: تي لا عاد... اتفاهمنا بش تجيوا بحذايا على بكري نقعدوا مع بعضنا شوية قبل ما نمشيوا للصالة

البرباش: آه، و الله ما في بالي

العمروش: أيا ايجى أي

البرباش: (بنبرة فيها شوية تردد) باهي... هاو عندي شوية قضيات نقضيهم، من بعد تو نفطر و نجي

العمروش: لا لا... تي شنوة تو برباش، ايجاو أفطروا حذايا هاو عاملين كسكسي بالعلّوش

البرباش: (ما نحبوش الكسكسي بالعلوش) آهـــه، تي هاو جو


البرباش: باهي عمروش.. عندي شوية قضيات نقضيهم، تو من بعد مع العشرة و نصف الحداش ناخو اللواج و نكلمك دوب ما نوصل ان شاء الله

العمروش: باهي، معنتها نصف النهار تكون حذايا بقدرة ربي

البرباش: علاه... بالك بش نجيك في طيارة

العمروش: علاه، تي قدّاه من حذاكم لتونس... ساعة نورمالمون تلقاك هوني

البرباش: لا لا، تحبلي ساعتين ع القليلة

العمروش: آه

البرباش: امالا ش في بالك... و زيد اليوم اثنين

البرباش: (نسكت شوية) أي حقة... و وين جات البلاصة عاد؟

العمروش: هاك كي تجي كلّم طارق... يعرفها مليح البلاصة، محسوب أولاد حومة احنا

و لو أني قبل بثلاثة أيام تقابلت مع طارق الكحلاوي هوني في البلاد و حكينا في الموضوع و اكدلي انو ما يعرفهاش جملة البلاصة... إلا اني قلت بالك في النهارين هاذم جدت امور اخرى، ما حبيتش نلح برشا في النقطة هذي.

نزيد نتفكّر اللي علي (خو المدون شهاب.. اللي هوما الزوز في مقام اخوتي بالطبيعة، معلومة يعرفوها العباد الكل بالتأكيد) موجود زادة وقتها في تونس و يلزمنا نتقابلو

البرباش: باهي، داكوردو.... أي حقة، مانيش وحدي راهو... معايا علي، خو شهاب اللي عندو بلوڤ، جكي معانا هو زادة مرة في الرديون وقت ما تقابلنا مرة اللي روح طارق اول عمناول لتونس

العمروش: آه... علـــي، تي متاعنا هذاكة عاد... يا خويا مرحبا بيك و بيه.

أيا بالسلامة، في الامان... وفات المكالمة

كملت ريڤلت حكاية النوامر متاع الاورنج... عديت قريب النصف ساعة و انا نختار في نومرو يشبه للنومرو متاعي و شي، حتى م الطفلة اللي في الحانوت يعطيها الصحة على وسع البال متاعها وبرّه.


خرجت م الحانوت، اتعدّيت لدار اختي مديتلها النومرو و جربناه اللي هو يخدم امورو مريڤلة... خرجت اتعديت لواحد م البوتيكات المنشرة في وسط البلاد خذيت سروال دجين... اتعدّيت للبلدية صبيتلهم شكاية (كيما العادة) ع المرمة متاع جاري.

عندي جاري اللي مقابلني، يبني في طابق ثالث و توة طالع في الطابق الرابع من غير رخصة جملة واحدة... السيد رئيس البلدية متاعنا يقربلو و مكوفريه... عاد بما انو البلدية شيحتلي الريق متاعي وقت ما كانت المرمة متاعي محلولة، و السيد هذا قاعد يبني ما دار بساحتو حد، اهوكة صحّة رقعة مني كل وين نلقاه يبني و الا يجيب في السلعة نمشي نرمي هاك الشكاية بش سي رئيس البلدية من بعد كي يقول ما في باليش بيه اللي هو قاعد يبني نقوللو لا في بالك و هاو عندي الامارة ههههههه... تفكرني الحكاية بالمقاربة متاع الكلب اللي قاعد ينبح ع الطيارة، شكون الكلب و شكون الطيارة هذيكة تقعد امور كل عبد كيفاش ينظرلها من منطلق معايشتو للوضع اللي وصلتلو الأمور في بلديتنا العزيزة و ربي يهدي اللي كان السبب اللي خلى الامور توصل للحالة اللي هي عليه.


من بعد روّحت دوّشت و بدّلت و ريڤلت اموري و قصدت ربي... خرجت م البلاد مع نصف النهار تقريبا.

الثلاثة متاع العشية كنت في العاصمة مع علي، اللي اقترحت عليه أنو نمشيوا لدار عمروش بش ناكلوا الكسكسي بالعلوش إلا انو طلب مني نمشي معاه للكلاريدج، خاطر عندو شكون بش يقابل... مشيت معاه و ظلينا هاو طالعين هاو هابطين و هو يتكلّم في التليفون و مرة في الطابق الثالث مرة تحت الارض و قريب لا نضيعوا غادي و دخلنا في مغاغر ما يعلم بيها كان ربي... لين من بعد قاللي انو الطفلة اللي بش يقابلها تستنى فينا... طلعت هناء، صاحبة مدونة ظلمة (هنا)... رغم اللي عمرنا ما تقابلنا قبل اما نجمت نعقلها م الاسونسير اللي طلعنا و هبطنا فيه قريب الستة مرات (حتى انو نشات بيننا و بين الطفل اللي شادد غادي علاقة صداقة و قعدنا ناخذوا و نعطيوا معاه في الحديث و هو ماشي معانا ع الخط ما قالش لا)، و كانت مفاجاة سعيدة للأطراف الكل (حتى الطفل متاع الاسونسير فرح معانا زادة)

سلمنا على بعضنا، منها طلعنا للسماء السابعة... وين لقينا ريم (شهرت البطريق) غادي زادة، و قعدنا نحكيوا... هو الحق متاع ربي انا اللي قعدت نحكي، و هوما يسمعوا، و باهتين فيا، و مادام ما قالوليش اسكت (ما عدر ريم اللي كانت في بعض الاحيان على دهشتها من استمتاعي بالحديث و حكاياتي اللي ما يوفاوش)، ما نسكتش بالطبيعة...


تعجبني القعدة كي نلقى هكة شكون يسمعني و يعطيني وذنيه و نتحل في الحديث و حكاية تجيب حكاية، خاصة أنو ثمة اطراف جدد في القعدة ما يعرفونيش قبل و اللي بش نحكيه الكل يعتبر جديد بالنسبة ليهم و اول مرة يسمعوا بيه... و أحنا هكاكة: أنا نحكي و هوما يسمعوا، و فجاة هناء راسها يوجعها، قد ما حبيت نستفسر ما حبتش تقول، أما كي شدّيت صحيح قالتلي أنها عندها الشقيقة (ربي يلطف بيها) و أنو راسها ديمة يوجع فيها هكاكة، انا استغربت خاطرها م الأول كانت نورمال ما بيها حتى شي


أيا شوية و حبت تعتذر، بحجة انو راسها بش يتكسّر و يلزمها تمشي تشوف أي فارماسي محلولة... و بما انو الحال حال صيف، و احنا وقتها قريب الأربعة متاع العشية فكان م الصعب عليها انها تلقى فارماسي متاع مناوبة و إلا هي مراقبة محلولة، و بالطبيعة ما يجيش منو نخليها تمشي تلوّج على فارماسي وحدها، شدّيت صحيح (رغم المحاولات المستميتة متاعها اني نقعد مع الجماعة) اني ملزوم ما نمشي معاها... ع الأقل نونّسها شوية و ناخو و نعطي معاها في الكلام بش ما تقلقش في الثنية.

هبطنا في الاسونسور، و قعدنا من فارماسي لفارماسي لين وصلنا للكوليزي (ما بعدناش برشا) وين لقينا فارماسي محلولة غادي. و قعدنا نستناو في الفارماسيان لين يجينا الدور، و يبدو انو زايد تستنى حاجة كيف ما هكة لانها الفارماسي هذيكة توحيلك انك قاعد في حانوت متاع عطرية، و يزيد يتاكد الشعور متاعك كي تشوف الكراسة نومرو ثمانية و اربعين نورمال اللي عاملينها يقيدوا فيها كل حاجة تتباع و سومها، قعدنا واقفين هكاكة و انا نستنى في هناء أنها تطلب ش حاجتها، و اتعدى الاول اللي لقيناه قدامنا و الثاني اللي دخل بعدنا و الثالث اللي دخل من بعدنا هو زادة و هي قاعدة تبتسم و تستنى في شكون ينتبه لوجودها، ما انتبهت للوضعية الا ما همزتها

البرباش: (نوشوشلها) تي ازرب قول ش حاجتك

هناء: (بكل فيناس) عسلامة

الفارماسيان: (يدوحلها براسو كعلامة للتساؤل)...؟

هناء: باكو ايفيرالڤان بربي

هي درى شنوة قالت الحق متاع ربي، ما فهمتش شنوة طلبت بالضبط... حتى انو مشي في بالي اللي هو اسم دواء آخر ما نعرفوش (قلت بالكشي بالحق عندها الشقيقة كيف ما قالت)، إلا انو الفارماسيان حل فيترينة كانت بحذاه و جبد منها ياكو ايفيرالڤان عادي (هاك الحرابش اللي يتشتشتوا) و مشي بحذى الكاسة

الفارماسيان: ثلاطاش ميا

جبدت هناء الفلوس م السطوش متاعها و مدتلو خمسطاش ميا، رجعلها ميتين فرنك و معاهم الباكو محطوط في ساشي

هناء: (بنفس الفيناس متاعها) ميرسي

و قعدت هناء واقفة تستنى في الفارماسيان أنو يجاوبها ع الميرسي متاعها... و قعدت انا واقف نغزر للموقف و نستنى فيها وقتاش تفهم روحها، خاطرو الفارماسيان طفاها و اتلهى في الحريف اللي من بعدها... كيف لقيتها مازالت عاطية حسن النية جبدتها من يدها و خرجتها م الفارماسي

هناء: (باهتة و تضحك في نفس الوقت) يااااا... شفتو كيفاش طفاني


البرباش: لا ما شفتوش، اما شفت الكراسة

هناء: (تبتسم) أي شفت هاك الحالة بربي، تقولشي عطار

و رجعنا للسمي السابعة وين كنا قاعدين و وين خلينا ريم و علي وحدهم غاديكة... و من بعد ما تهنينا على هناء انها شربت حربوشة بش تنقصلها من وجيعة الراس رجعت نڤجدر عليهم لين التحق بينا الڤوفرنور، وقتها برك وين خذات هناء المبادرة بالحديث و قعدت هي تحكيلنا في حكاية سارتر و ظلمة و الڤوفرنور مركز معاها خاطرو اول مرة يسمعها الحكاية بينما البقية كان القليل فينا سمعها مرة من قبل ما عدى ريم بالطبيعة اللي كانت حافظتها حتى انها كانت تفكر هناء ببعض التفاصيل اللي كانت تسهى عليهم.

و من بعد علي بدي يحس بالجوع، و انا نطمّن فيه اللي انا بش ندبّرهالو (كسكسي بالعلّوش)... و كنا نستناو في طارق اللي كان هو زادة في لقاء مع البعض من معارفو (يحكيوا في البوليتيك مما لا شك فيه) انو يلتحق بينا، على اساس انو يعرف البلاصة بما انو و كيما قال العمروش، طارق ولد حومتو و يعرف الدار و يعرف كل شي.


أيا ليه ليه ما التحق بينا طارق اللي مازال كيف كمل لقاء كان جمعو بواحد من صوحابو في شارع الحبيب بورقيبة هو زادة و قعدنا انسقوا بين بعضنا بالتليفون بش وريتو البلاصة وين جات (زعمة زعمة نعرفها انا، خاطرو ما فيبالوش اللي انا و علي ضعنا قبولي شوية... وصل طارق و كان ظاهر اننا قصينا ع الحديث متاعنا و قعدنا نغزروا لبعضنا

طارق: (يغزرلنا و يبتسم) شبيكم ساكتين؟

ريم: (تغزرلي) هاو صاحبك قعد ساكت... درى شنية سبتو

طارق: (يغزرلي) شبيك ساكت...

طارق: (يسكت شوية منها يبتسم) حكيتلهمشي ع البلدية؟

البرباش: (نبتسم أنا زادة) لا لا... ما لقيتش الوقت، و ماك تعرف حكاية البلدية، تحبلها برشا وسع بال


و زدنا حكينا شوية، المرة هذي طارق اللي قعد يحكي... و من بعد اتفرقت الحضبة و كل جماعة شدوا ثنيتهم... الڤوفرنور عندو سيمينار و الا هو اجتماع تابع الدومان متاع السينما متاعو، هناء و ريم مشاو عندهم شكون بش يقابلوا في شارع الحبيب بورقيبة، و انا و علي و طارق ماشين للعمروش بش نقابلوه، و بش تعرضنا في الثنية المدونة مغرمة بش تشد ورانا الثنية على خاطرها ما تعرفش البلاصة وين جات (هذا على اساس اللي احنا، و طارق تحديدا، نعرفوها طبعا)

أيا قصدنا ربي... طارق كلّم العمروش على أساس بش يسألوا ع الدار (وين ثمة الكسكسي بالعلّوش) فين جات خاطرو طلع ما يعرفهاش جملة وين جات... قاللو انو توة سايي خرج م الدار و ماشي بش يجيب العروسة من دار بوها و يمشيوا للصالة... قعدت نثبت في علي مسكين كيف اللي جاتو حالة نفسية متاع إحباط، خاطرو ضربو الجوع و انا عشية كاملة نطمّن فيه اللي انا بش ندبّرهالو، ياخي دبّرتهالو على قاعدة هههههه

البرباش: علي... علي

علي: نعم؟

البرباش: الكسكسي بالعلوش

علي: شبيه؟؟

البرباش: حتى شي... أما حبيت نقوللك مضمض

علي: (ما على بالوش) تي برّه يا خويا، نورمال


و اتعدّينا في الثنية على رادس... لأنو طارق شد صحيح ملزوم ما يمشي للدار و يبدّل حوايجو و يلبس كوستيم، خاطرو نغر منّي كيفاش انا حاطط الحطة و سروال جديد من قرطاسو و سورية وقّفها توقف... رغم اللي حاولنا نقنعوه انا و علي انو مايسالش كي يمشي بحوايجو هكاكة لكنو ما حبّش يقتنع بكلامنا


و اتعدّينا لرادس... و بالطبيعة مغرمة كانت شادة الثنية ورانا بكرهبتها و اتبع فينا ماهي فاهمة شي و احنا نخيطوا في هاك الانهج و الزناقي لين وصلنا للدار، و دخل طارق يبدّل في حوايجو و قعدنا أحنا و انبروا شوية

ما بطاش طارق و عاودنا شدينا الثنية اللي حتى حد فينا ما يعرف عليها منين تبدى و وين توفى... و قعدنا ندوروا من كياس لكياس و من قنطرة لقنطرة و انتابنا احساس كيف اللي قاعدين ندوروا في حلقة مفرغة، و مغرمة بالطبيعة مغلوب على امرها و شادة الثنية ورانا... كي حسينا اللي احنا قريب نضيعوا، قعدنا نلوجوا نلقاوشي شكون نسألوا لين لقينا جماعة قاعدين ع الكياش كان واضح انهم اولاد الجهة... وقفنا الكرهبة مع جنب واحد فيهم كان واقف مباشرة منو للكيّاس و حلينا الشباك متاع الكرهبة.

قبل ما اي واحد فينا يحل فمو... كان واضح انو السيد اللي وقفنا بش نسألوه خليقة م الطراز الاول، معنتها السيكاتريس اللي على وجهو و يديه (و نبرتو في الحديث من بعد) و زيد فوق منهم الاكسيدون اللي كان واضح انو عاملو جديد يخليوك تطمان و انتي تسال فيه

طارق: اهلا... بالله خويا قاعة حمّادي متاع العروسات عندكشي فكرة وين جات؟

و قعد السيد يحاول أنو يوضحلنا الثنية منين جات، و كان واضح انو ما عرفش البلاصة مليح لكنو طارق أصر انو يواصل معاه في الحديث ع الأقل يعرف منو احنا وين بالضبط و كيفاش انجموا نخرجوا م البلاصة اللي احنا فيها... حديث قصير دار ما بيناتهم و ليه ليه ما شكرناه ع التفهّم متاعو و مشينا على ارواحنا، و بالطبيعة مغرمة اللي كانت واقفة ورانا شدت الثنية جرتنا.


ما نطوّلش (هههههه) وصلنا للقاعة... و كان واضح أننا كنا متأخرين نوعا ما، على خاطر لقينا العروس و العروسة شدّوا بلاصتهم، و الجماعة الكل غادي... سلمنا ع البعض م الحضور و شدينا طاولة م الطواول و قعدنا

كانت فرصة للتعرف على العديد م الاصحاب اللي اتعرفت عليهم عن طريق الفايس بوك، بحيث أتيحتلي الفرصة لاول مرة بش نشوف هندة هندة (المدونة كاكتوسا)... و زادة سكينة اللي عاجبتها روحها، و اللي صراحة (و مش مجاملة) عندها الحق أنو تعجبها روحها، و تعجب كل مين يراها زادة، بل و نقترح عليها أنها تبدّل البسودو متاعها و تسمّي روحها سكينة سُرّ من رأى


و إيمان (اللي كنت نستخايلها أخت العمروش بالحق)، و نجلاء، و لوفلي وايت هوب (اللي شفتها نهارتها)... و حضرت طبعا صديقة رؤى بنت أختي سندس و معاها (هاك اللي طلعت بنتها) آية... و كانت موجودة زادة كوثر اللي انا ما ريتهاش (اما هي شافتني)... و بالطبيعة المدوّنين بدر الدين و هذا أنا زادة كانوا موجودين.

قعدنا الأربعة اللي جينا مع بعضنا في طاولة وحدنا و فيسع ما التحق بينا فيما بعد المدون أبو آلاء هو و بنتو آلاء و قعدنا نهرّوا و حديث يجبد حديث (و بالطبيعة مادام طارق كان موجود اتجبدت هداري و حديث ما فهمنا منو شي أنا و مغرمة اللي كنا عاملين كي الاطرش في الزفة.. علي كان منسجم معاهم زادة و ياخو و يعطي)...

كتبوا الصداق... و من بعد جاو العروس و العروسة سلموا علينا... كانت أول مرة زادة نشوف فيها عمروش، اللي كانت كسوتو مزدانة باللون البنفسجي، و طبعا طارق ما نجمش يفلت الفرصة هذي بالرغم من انو عمروش كان مهدلنا للحكاية من قبل في آخر حوار جمعنا في إطار الحوارات اللي كنا انظموها تابع مدوّنة الرديون

طارق: أي... و شنوة حكاية الكوستيم هذي

عمروش: ماو قلتلك عادا يا طارق... هذيكة الموضة صيف السنا


طارق: أي لازمتك هي؟

عمروش: تي أكاهوا عاد... ماو قلتلك الموضة الله غالب

و قعدوا هاك السيرفيرات يفرقوا علينا كل مرة في حاجة... حتى من آلاء اللي كان ظاهر عليها التعب بعد ما شاخت باللعب و ظلت تحاول في بوها انهم يروحوا خاطرها تحب ترقد، كي ولّى فيها تفريق و دولاب عاودت نشطت و فاقت و كنا عاملين عليها جو.


هندة (و أمها اللي حضرت معاها) كانت أول مين روّح م الحضور تقريبا، بينما اضطرت مغرمة أنها تروّح على بكري لظروف عايلية على ما يبدو...


بينما قعدنا أحنا كمّلنا السهرية للآخر، و كانت فرصة استغلها العمروش بش يعرّفني على واحد م المسؤولين اللي قد يكون ينجّم يقضي في حكاية المرمة و حكايتي مع البلدية... و ما روّحنا كان بعد العروس أصلا.

و كانت فرصة في الآخر أنّنا نتعرفوا عن كثب على خالتي بهيجة، المشجعة الاولى للنادي البنزرتي (اللي و على ما يبدو تقرب لأهل العروسة، و قد تكون تقرب لاهل العروس... ما همتنيش برشا الحكاية رغم الي سألت ع الهدرة لكن ما لقيت حتى إجابة) و استغليت المناسبة بش نعمل تصويرة معاها.

و غادرنا القاعة من بعد ما سلّمنا على الجموع اللي مازالت متواجدة... و كانت الساعة تقرب للحداش متاع الليل، و كان م البديهي أني مش بش انجم نروّح للبلاد و يلزمني نلقى حل لمشكلة المبات.


علي قال انو واخو غرفة في احد النزل الموجودة في شارع الحبيب بورقيبة وانو انجم نقعد معاه غادي... و اعتقدنا انها المشكلة اتحلّت

طارق شيّعنا لشارع الحبيب بورقيبة و عاود رجع لرادس على روحو... مشينا انا و علي اتعشّينا (على خاطرو سايي بش يموت بالجوع ما عادش فيه المسكين) و قعدنا عملنا قهاوي في قهوة م القهاوي المنشرة في شارع الحبيب بورقيبة و قصدنا ربي للاوتيل... كانت تقريبا نصف الليل، و كانوا حاطين ع النزل كومبلي

علي: (يقرب للسيد كاينّو بش يوشوشلو في وذنو) هذا صاحبي... اتعطل الليلة بش يقعد يبات

العون: (و علامات الحسرة باينة على وجهو) سايي... الأوتيل كومبلي راهو

علي: أي... ما ثماش إمكانية يقعد معايا في الشمبر

العون: (تتحول الحسرة متاعو لاستغراب) لا لا... ما انجموش

علي: أي، ش عملنا امالا تو؟

العون: (يمهمه) ديزولي خويا... لكن الشمبر متاعك انديفيديال


و شي... قد ما حار فيه ودار انو مايسالش نباتوا مع بعضنا ما حبّش... ايا اتلفتت لعلي و غمزتو فهمني اللي انا حبيت نقوللو ابعثو يزمّر، ولّى استاذن أنو يطلع للبيت متاعو يبدّل حوايجو و يرجع... و قعدت انا نستنى فيه في قاعة الانتظار اللي كانت موجودة في البهو متاع الاوتيل

العون: ديزولي خويا... اما القانون متاع الأوتيل

البرباش: (تي اخطاني بالله قاللو قانون) أي أي... نعرف

العون: و زيد الشمبر متاعو فيها سرير برك

البرباش: أي

العون: (وجهو الكلو يتعصر في بعضو عصران) اممممم

البرباش: تي أي

العون: أحنا و الله حتى يجونا ساعات نساء و ما نخليوهمش يباتو مع بعضهم فرد بيت

البرباش: (جيناهاشي) آه... و الله في هذي يعطيكم الصحة

العون: كنت انجم نخليكم تباتو فرد شمبر، و نعدي فاتورة سبيسيال... أما، ترضاهاشي لروحك

البرباش: و ترضاهاليشي انتي؟؟

العون: أبدا

البرباش: هذاكة علاش... تي بره يعيّش خويا نورمال، ما صار شي


و قعد يهز و يسبط معايا في الحديث، لين فديت و روحي طلعت م المثالية اللي يحكي بيها... ما صدّقت لربّي وقتاش هبط علي بش خرجنا على ارواحنا.

نستخايل الحكاية بسيطة، الأوتيل هذا ما فيهوش بيت فارغة أهوكة ما ثمة كان الوتلة (جمع أوتيل) المنتشرة هنا و هناك في شارع الحبيب بورقيبة و ملزوم ما نلقى شمبر فارغة في واحد فيهم... هههههه

و قعدنا ندوروا... الأوتيل الاول، الثاني، الثالث... العاشر... شي و بدينا نبعدوا لين وصلنا لساحة برشلونة و باقي شي و قعدنا نلوجوا في الدواير هذيكة، و ظليت ندور في زناقي و حوم عمري نهار ما تصوّرت روحي نوصلهم... و دخلت لبعض الوتلة اللي لو كان قبل يقولولي نزيدوك الفلوس و تبات غادي نقوللهم لا

المشكلة أنو امخر برشا... حتى اللي نعرفهم موجودين وقتها في العاصمة الكلهم معرسين و بعايلاتهم و جاتني ثقيلة بش نطلب وقتها هاني جاي بش نبات.

قريب نوصلوا لباب عليوة... ثمة أوتيل اقترح عليا أنو يعطيني جرّاية و ملحفة و نبات فوق السطح، شكرتو ع الاقتراح متاعو و مشيت على روحي... دخلنا لباب الجديد، و أوتيل في جرة الآخر و لا حياة لمن تنادي...


و قعدنا ماشين و نسألوا لين قريب نوصلوا للقصبة... نغزر لعلي كيفاش سايي بش يموت بالتعب و هو يدور معايا مسكين ما عادش فيه ما يخطف النفس... ثمة راجل عزوز واقف قدام أوتيل محطوطة عليه بلاكة مكتوب عليها كومبلي

البرباش: (نشير بصبعي لقدّام) ما ثماش اوتيل قريب من هوني

العزوز: دور في الدورة تو تلقى اوتيل... هذاكة في بالي فيه شنابر فارغين

البرباش: يعيشك يا حاج... بارك الله فيك

و مشينا وين قاللنا الحاج، ما لقيناش ما يدل انو ثمة اوتيل أو ما شابه، و كدنا نأيسوا لولا أنّي لمحت ما يشبه البلاكة معلقة الفوق (تشبه البلايك اللي يعلقوم العطاة و تلقاه مكتوب عليها دخان) و الكتيبة اللي عليها مفسخة بحكم الصديد اللي يخليك تظن انها البلاكة شكلاطية... يعني كان بش يكون ثمة اوتيل في البلاصة هذي ما يكون كان المحل هذا... دقدقنا ع الباب و قعدنا نستناو

اتعدّى قريب الدرج و ما اتحلّش الباب، و ما ثماش حتى إشارة تدل أنو قد يتحل في القريب العاجل... قعدت نثبت في الدواير متاع الباب نلقى حاجة تشبه للناقوز، نزلت عليها، و رجعنا نستناو... لحظات و اتحل شباك صغير في وسط الباب و كلّمنا راجل كان واضح من نبرة صوتو أنو في منتصف الأربعينيات

السيد: (بنبرة تدل على عدم ترحيبو بقدومنا) آ نعــم

علي: أهلا... عسلامة خويا

السيّد: نعم، ش حاجتك؟

علي: (بنبرة تدل على أدب مبالغ فيه) أوتيل ماهو؟

السيّد: أي

البرباش: (نتدخل) حاجتنا ببيت

البرباش: (نشيرلو بصبعي) لعبد اكاهاو

السيد: (يهم بش يسكّر الشباك) ما ثمّاش


علي: (يلحلح بيه) تي شبيك مزروب... استنّى

يتسكّر الشباك... قعد علي باهت في عجب ربي، بينما قعدت انا نضحك ع الفازة كيفاش السيد طفانا بالطريقة المذخمة هذي... إلا انو لحظات و تبيّن اننا كنا غالطين في تقديراتنا، لانو الباب قاعد يتحل

السيّد: (يتململ كيف اللي ما عينتوش) اتفضّل

علي: حاجتنا بشامبر... لواحد برك

السيّد: ما قلتلك ما ثماش؟

البرباش: (امالا علاه اتحل في الباب) حتى شامبر ما ثمة

علي: تي زيد ثبّت... بالله

السيد: (يقعد يڤحرلنا على فرد جنب) ثمة سرير في شامبر مع جماعة اخرين

علي: (يتلفتلي... كيف اللي يجس في النبض) آه... ش قولك

قعدت نخمم... أي عاد شبيه، ياخي حبس هو، تي ماهي شامبر و فرش وين العبد يتخمد يرقد سويعتين من زمان و برّه... و زيد نغزر لعلي كيفاش سايي ما عادش فيه بالتعب (حتى احنا ضربناها من وسط تونس حتى لباب الجديد مشي ما فلتنا حتى زنقة او تركينة ما عملناش عليها طلة لعل ثماشي اوتيل غادي، و غالبا كنا نلقاو)

البرباش: (زعمة زعمة نمهمه) امممم... و الله ماني عارف، ش قولك انتي

البرباش: (ما نستناش علي انو يجاوبني... نتلفت للسيد اللي حللنا الباب) و بقدّاش الليلة هكة؟

السيّد: بأربعة آلاف

نتلفت لعلي فرد تلفيتة... كان واضح على وجهي علامات الإستغراب، و خاصة الشك... شنوة أربعة آلاف هذي؟

نتصوّر لو كان حتى وافقت ع المقترح متاع السيد اللي عرض عليّا جرّاية فوق السطح كانت الحكاية تتكلّفلي أغلى من هكة

علي: (ملامح وجهو تدل انو هو زادة مستغرب، و لو انو حاول يظهّر عكس ذلك) تي نورمال... أهوكة فرش وين تبات وبرّه

البرباش: قولك هكة؟

علي: (يشجّع فيّ) تي هيا يا راجل... نورمال، احسب روحك في دار الشباب

البرباش: (سايي اقتنعت) أيا باهي... تي نورمال كيما قلت انتي


همّيت بش ندخل، إلا اني في آخر لحظة نتفكر حاجة... نعاود نرجع لعلي و نعطيه الفلوس اللي كانوا عندي الكل، و نمدلو بورطابل (ماركة نوكيا 3220 كنت حطيت فيه النومرو متاع الاورنج اللي حكيت عليه في اول التدوينة)، و نغزرلو غزرة قلت لعلها تكون الاخيرة... شكون يعرف ش يستنى فيا

أيا مشي علي على روحو، و دخلت للاوتيل و دخل في جرتي السيد من بعد ما سكّر الباب بالمفتاح... مشيت في كولوار قصير لين لقيت طاولة عتيلة شوية كان م الواضح أنها الكونتوار متاع الاستقبال للأوتيل، و خلط عليا السيد يجري و وقف قدام الطاولة هذيكة كيما يعملوا في الوتلة المدخمين و ابتسملي

السيّد: (بشوية فيناس عكس النبرة اللي كان يحكي بيها معانا قدام الباب) ما هو عندك بطاقة تعريف؟

البرباش: (نجبد السطوش متاعي و نلوّج فيه) أي، نورمالمون عندي

السيّد: (بنبرة تعطي احساس انو مش مهتم للحكاية، معنتها حتى لو ما وجدتش بطاقة التعريف ماهيش مشكلة عندو) امالا هاتها كان هكة


البرباش: (نمدلو بطاقة التعريف) بقداش قلتلي امالا الليلة؟

السيد: أربع آلاف

نمدلو بياسة بو خمسة دينارات، يحطها في قجر كان موجود في الطاولة و يرجعلي منو دينار من بعد يسكرو بمفتاح... تقعد بطاقة التعريف في يدّو باقي (ما حطهاش في القجر)... يتوجه لباب كان قريب م الطاولة اللي حط فيها الفلوس، و انا شادد جرتو (كان ماشي في بالي انها هذيكة البيت) إلا انو دخل و قعد شوية منها عاود اتلفتلي

السيد: عندك حاجة؟

البرباش: (مستغرب) حاجة شنوة؟

السيّد: فلوس، ذهب، بورطابل... أي حاجة تخاف عليها م السرقة

فهمت طبعا انها البيت هذيكة هي الخزنة وين يحطوا الامانات، خاصة و أنو ثمة بلاكة معلقة فوق الباب تقول ما مفاده انو النزل ما يتحمّلش مسؤولية ضياع اي امتعة او ممتلكات شخصية لم تودع في الامانات.

البرباش: لا لا... ما عندي حتى شي يتخاف عليه

يولّي السيد يسكّر الباب متاع البيت هذيكة، و يطلب منّي انّي نتبعو...


طلعنا في دروج، و مشينا في كولوار، منها هبطنا في دروج آخر و عاودنا طلعنا مرة اخرى (خفت لا في الرجوع ما نلقاش الثنية) لين وصلنا قدام بيت م البيوت... دز الباب برجلو و دخل

السيّد: أيا اتفضّل

ندخل للشامبر... نلقى فيها اربعة سراير، مبنيين بالسيمان و فوق كل سرير ثمة جراية موس الكلهم الأغطية متاعهم مقطعة و باين النشّاف... و فوق كل جراية ملحفة بيضاء و حاجة تشبه للمخدّة. و طبعا بما انها الليلة بأربعة دينارات فزايد أنو العبد يحكي على النظافة متاع الملاحف او المخادد، يقول القايل (و كيما قال علي) تي اهوكة ليلة و تعدّي.

ثمة الفرش اللي مقابل الباب راقد فوق منو جلال (هو قاللي على اسمو فيما بعد و الحق متاع ربي يتكلّم بخشمو ما نجمت نعرف إذا كانت جلال او جمال)، شاب يظهر نديدي في العمر أو أصغر شوية، فكّرني في هاك اللي قبولي وقفنا بالكرهبة بش طارق يسألو ع الثنية، حتى هو زادة ما تلقاش زوز صانتي في بدنو ماهمش مشلطين، ڤحرتو تخوّف و ابتسامتو لا تبعث ع الطمأنينة جملة... الفرش اللي ع اليمين ثمة طفل متكي ع الحيط، يظهر لاهي في همو شادد بورطابل في يدّو و درى فاش يبعول، ما تلفتلناش حتى بشطر العين

قعدت واقف عند الباب متردد... خممت أنّو مش لازمتني البيتة هذي و خليني نمشي على روحي بأقل قلق، منها قلت واش عليه تي المهم اهوكة بلاصة العبد يلقى وين يكن راسو ها الليلة الكلبة... نقعد نغزر للزوز فروشات نخمم أناهو ينجّم يكون أنظف م الآخر شوية

البرباش: (نتلفت للسيد مولى الأوتيل) أناهو فرش فيهم

السيّد: (تقولشي عليه يعارك فيا) اختار... الفرش اللي يحلى في عينك ارقد عليه

البرباش: آه، معنتها ما ثماش شكون آخر في البيت حايز فرش فيهم

السيّد: لا لا... انتوما الثلاثة برك، كان جاء واحد آخر رابع تو ياخذ الفرش اللي بقى فارغ


ما عندي في الهم ما نختار، اخترت الفرش اللي مع جنب الباب فقط لأنو الأبعد ع الزوز اللي لقيتهم موجودين في البيت قبل مني... ندخل للبيت و نقعد ع الفرش نغزر للوجوه، كانك من جلال من وقت ما وصلت عينيه ما هبطهمش و هو يقيم فيا و يجط، و الطفل الآخر و الله لا تلفتلي حتى بشطر عين

السيّد: (يشيرلي بصبعو لكعبة زليز مرمية ع القاعة) أهوكة الزليزة هذي بش ترفّدوا بيها الباب... خاطرو ريح و تو يقعد يطربق عليكم و يقلّقكم

البرباش: (ماني فاهم حتى شي) باهي باهي... يعمل الله

جلال: (بنبرة متاع واحد فادد) تي برّه... ش يهمّك فيه الباب

و يسكت شوية، بعض لحظات كان ينتظر خلالها في ردة فعل السيد مولى الأوتيل، اللي على ما يبدو يفضّل التزام الصمت الصمت تجنبا لإثارة أي مشكلة من شانها تعكير الود و الإنسجام اللي يمثل العلاقة بين الثلاثي الموجود بالغرفة (اللي أنا واحد منهم) أو ربما خاطرو يعرف جلال من قبل و يعرف أنو زايد الحديث معاه... هي في كل الأحوال كانت بداية تبشّر بليلة سعيدة ملؤها الود و التفاهم، و ربي يقدّر الخير

و بش ما يزيدش يعقّدها... يمشي مولى الاوتيل على روحو من بعد ما ينعتني على بلاصة التواليت (اللي كانت بعيدة شوية ع البيت) و يمشي على روحو، و يقعد جلال يڤحرلي

جلال: يعجبك هكة تو بالله... في الغمة هذي متاع 'وذني' يحب يسكّر علينا الباب بزليزة


البرباش: (نحاول اني ما نبتسمش، و في نفس الوقت ما نطفيوش يمشيشي يعبدني في ها الليلة الكلبة) تي بالك ثمة كورون دار و خايف علينا

جلال: تي ش من كورون دار حتى انتي... هذاكة يدز في البيدق قدّامك و برّه

نسكت شوية، نحب نطفّي الضو لعل يخطاني و يتلهي في أمورو اللي كان لاهي بيها قبل ما نجي أنا... غير حسيت اللي هو بش يكبّش في الهدرة و لو كان ما نكملش معاه تو يحللي موضوع آخر و آش بش يفكني منو

البرباش: (نغمزو على فرد جنب) تي اهوكة زعمة زعمة سيرفيس

جلال: (ما فهمنيش) و الله كان موش جيت انتي معانا راني 'سخطتو' بيها على وجهو كعبة الزليز متاع 'وذني' قاللي نرفدوا بيها قدام الباب

البرباش: (ما نلقى غير انّي نبتسم) الله يخليك يا خويا...

جلال: (يتحمّس في الحديث) يدبّر على 'روسنا' كورون دار و الا اللي هو

نكتفي بابتسامة صامتة المرة هذي، و نعمل روحي لاهي في اموري... نتكّى ع الحيط بحيث رجليا يكونوا مازالوا في القاعة، و نجبد هاك البورطابل و نقعد نبعول فيه... في محاولة يائسة انّي نطيّر الوقت، و قعدت هكاكة قريب الأربعة دراج و انا نبعول في البورطابل ما لقيت فيه ما يصلح، مشكلتي اني مش مغروم باللعب و ما إلى ذلك، حتى كيف شريتو البورطابل نلقى فيه خمسة لعب فسختهم الكل م المرج متاع اولاد اخوتي و خاصة رؤى بنت اختي.

نتفكر رؤى وقتها و نتفكر اللي هي وصاتني بش نجيبلها عروسة تسالها لواحدة صاحبتها في تونس... اتلهيت في العرس و اجواء العرس و نسيت الحكاية جملة واحدة

جلال: (يفاجئني) تجبد بيه في الانترنات؟

البرباش: (ما فهمتش) شنوة هذا؟


جلال: البورطابل

البرباش: آه... لا لا ما يجبدهاش

جلال: و علاه... ماكش عامل ابونمون

البرباش: لا لا، نزمّر بيه

جلال: خسارة

البرباش: علاه... ش عندك بش تعمل بيها الانترنت؟

جلال: (ما لقاش ما يقول) و الله الاولاد عملولي سيت في هاك الفايــــس بوووك، و حطولي فيه برشا بنات

البرباش: ايواه... اي أي

جلال: عاد قلت نشوف ثماشي 'كعبات' هبطوا تصاور جدد... ماك تعرف تو وقت بحر و خلاعة

البرباش: شوف آ سيدي


جلال: (يڤدم شفتو و يغمز بعينو اليمين... يتكلم و راسو و اكتافو يتنفض يمين و يسار) آه... انترنت و فايـــس بـــوك و تبزنيس و جو

جلال: (يصيح فرد صيحة و يهم بش يقوم من فرشو و يجي ياخذني بالأحضان لكنو يتراجع في آخر لحظة) امالا وينك يا معلّم

البرباش: (نبتسم، لين تتضح الرؤية و تظهر الحكاية وين بش توصّل) صحة لخويا

جلال: و انتي ما عندكش فايـــس بــوك؟

البرباش: لا و الله شي خاطيني خوك... هذايا ماهوش جوي

جلال: (تتبدل نبرتو بش تكتسي شوية رصانة، ما نجمش يخفي بيها الهمجية متاعو بطبيعة الحال) أخطاك منو... بلوة راهو يا خويا

البرباش: (نمشي معاه في الخط و نزيد نعطي للذل كارو) أي... و الله حتى أنا قالولي هكاكة


جلال: (يعاود يقوّي في صوتو) من غير ما يقولولك، خوذها مسلمة من عند خوك... تظهر نظيف و خاطيك الجو متاع الانترنت هذا

البرباش: تي ربي يستر

ايا اتقصت الهدرة على روحها... و رجعت عامل روحي كيف اللي لاهي في البورطابل مرة اخرى، نثبت في الوقت نلقاها قريب الساعتين متاع الليل... وقيّت انو العبد يقوم ينحّي صباطو و يغسل رجليه و يتخمد يرقد.

خرجت م البيت... نهبط درجتين، ندور مع الكولوار، نطلع اربعة درجات، نزيد لقدام، نلقى التواليت قدامي، ندخل... هي تعتبر نظيفة مقارنة بالبيت، صحيح الدنيا مزرزقة بالمي و ما تلقاش وين انجم تعفس (جاب ربي جيت بالصباط) اما الاشكالية انو الثنية امسخة برشا معنتها كيف انحي الكلاسط و نرجع حافي رجليا بش ترجع مطبعة، من غير ما نخمم نرجع منين جيت و بره... و كان م الواضح و الاكيد انها بش تكون ليلة كلبة بأتم معنى الكلمة

ندخل للبيت، انحي الصباط، انحي الكلاسط... نقعد نغزر لرجليا، هوما صحيح امسخين، اما موش اكثر م الجراية و الملحفة اللي بش نرقد عليهم، تي بره نورمال جات كان على هذي... نهم بش نخرجهم نحطهم عند الباب من بره بش ريحتهم ما تقلّقش الجماعة اللي معايا في البيت، و لو اني وقتها لاحظت انهم الزوز صبابطهم عند روسهم في القاعة (جلال كان عندو سبيدري و ماهوش لابس كلاسط)

جلال: (باهت في عجب ربي) 'يا زحّي' ياخي قداش تلبس في رجليك؟

البرباش: (نبتسم) تي اهوكة... خمسة و اربعين

جلال: (مازال باقي باهت) و تلقى صبابط يجوا قدّك

البرباش: و الله موش ديمة... اما اهوكة عندي اختي في فرنسا ساعة ساعة تجيبلي صباط كي تروّح و بقية العام أهوكة نلوّج و ملزوم ما نلقى

جلال: آه، صارة انتي من جماعة الشي نو

البرباش: لا لا اما عندي في العايلة شكون منهم


جلال: صحة ليك يا خويا... في هذي حسدتك

جلال: انا خوك ما نخلي وين ندور بش نلقى حاجة قياس أربعة و أربعين اللي تعجب... يا خويا ربي معاك

البرباش: تي اهوكة الواحد ملزوم ما تجيه في شوية تعب... اما ش جرالو

جلال: (يسكت شوية) تعرف ناس بكري ش يقولوا

البرباش: (ينعنبو ها الليلة الكلبة) شبيهم زادة ناس بكري

جلال: لا و الله نحكي معاك بالحق راهو... اخطانا م التفدليك

البرباش: اي شبيهم؟

جلال: قاللك ناس بكري قالولها حكمة... 'لسان' الراجل تعرف طولو من ساقيه

البرباش: (ندهش بالضحك) أي أي

جلال: تي شبيك تضحك... و الله كيما نحكيلك

البرباش: (نحاول نشد روحي) أي أي سمعت بيها هذي

جلال: و ما تستهانش بيهم ناس بكري راهو... هوما اللي بدعوا العلوم الكل


حاولت جاهدا أني ما نردّش عليه و ما اناقشوش في النقطة هذي بالذات... خوفا لا ترصيلنا نطلعوا في لسونات بعضنا، و زيد ماناش وحدنا في الشامبر.

أيا عاودت جبدت هاك البورطابل المحنون، انا قلت هكة و حليتو و هو تقولشي عليه يستنى فيا

جلال: بالسكّة؟

البرباش: (ما فهمتوش، يتكلم بالخنة شوية شطر كلامو ما يتفهم كان من سياق الحديث) شنوة؟

جلال: قلتلك بالسكة؟

البرباش: (نستخايلو مازال يحكي على هدرة الصبابط و اللسونات) اللي هو؟

جلال: البورطابل متاعك... بالسكة؟

البرباش: آه، البورطابل... أي بالسكة

جلال: (بنبرة كلها حسرة) حتى انا كان عندي بورطابل بالسكة

جلال: (يتنهد) 'هزوهولي' اولاد الحرام

جلال: (يستنى فيا اني نجاوب و انا شي) ربي يهلكهم

جلال: (يجبد فيا بالحديث) تخدم السكة متاعو

البرباش: (تخدم لاباس عليها... أما بنبرة كلها حسرة) لا لا، ثمة روسور اتكسر فيها هزيت بش نصلحو قاللي بعشرين دينار... قلت خليه هكاكة اهوكة يخدم، ش جرالو

جلال: و الله قلت الحق، تي ماهو بورطابل و يطلب

البرباش: اي اكاهاو... يطلب و يبعث الميساجات، ش مازلت نحب

جلال: يبعث ميساجات بالعربي؟

البرباش: (بره عاد... ماهوش مسيّب في البورطابل ها الليلة 'الكلبة') لا لا... ما يكتبش


البرباش: و ما يقراهمش زادة، حتى كي يجيني ميساج بالعربي يطلعلي بكلو كاروات

جلال: اتنجم تباتشيه يولي يقرى العربي

البرباش: اي، هزيتو قاللي بخمسطاش دينار... وليت قلت خليه هكاكة

جلال: يا خويا قداشنا ولينا 'ماديين' في ها البلاد 'الكلبة'... كل تحريكة بالفلوس

البرباش: الصبر و برّه... ش تحب تعمل بربي

جلال: أي عندك الحق في هذي يا عشيري... الصبر و بره

أنا قصدت الصبر و بره منو هو... و الحق متاع ربي نبرتو في الحديث و تركيزو معايا ع البورطابل خلاوني نخاف لا نقوم الصباح و ما نلقاهوش.

أيا قعدنا عدينا الليلة هكاكة، كل مرة يطلعلي بسؤال ع البورطابل، مرة ع الفلس، مرة ع الايكريون، مرة ع الشارجور... الحاصل حتى لو كان جيت بش نبيعهولو ما كانش يكبّش بالطريقة هذيكة، لين وليت خايف ع البورطابل لا نقوم الصباح ما نلقاهوش، خاصة كي تذكرت كيفاش السيد مولى الاوتيل قاللي انو ماذا بيا لو كان عندي حاجة تصلح نحطها في الامانات.. و تمنيت لو كان حطيت روحي بكلّي في الامانات وقتها

و قعدت بالشوية بالشوية انقص من حماستي في الحديث معاه لين سكتنا الزوز فرد مرة و غلبو النوم، قريب الثلاثة متاع الصباح، و زيد حتى سي وخينا اللي معانا في الشامبر رقد ليه قريب الساعة وقتها... قعدت انا زدت شوية آخر نتامل في الاجواء المحيطة... منها اتمديت ع الفرش، لعل و عسى يغلبني النوم و نرقد كيفهم، شي

قعدوا عينيا محلولين مرشوقين في السقف... ما حبتش تجيني حتى غمضة و أنا نتفرج في مسلسل الاحداث و نراجع في الحوار اللي دار بيني و بين جلال من وقت ما دخلت للبيت... ما نعرفش انتابني احساس بالخوف، او بعدم الاطمئنان بلغة اوضح... لا منظرو و لا تصرفاتو و بالطبيعة طريقتو بالحديث تنجم توحي باي خير أو تبعث على اي مظهر من مظاهر الثقة... اتذكرت السيد مولى الاوتيل وقت ما سألني إذا كنت عندي أي امتعة نحب نخليها امانة، اتمنيت لو كان اعتبرني انا بيدي امانة و حطني في هاك البيت و سكّر عليا.


بدات عيني تاخو فيا للنوم و حسيت بروحي اترخيت سايي ماعادش فيا النفس، و يظهرلي أنّي رقدت مانيش مثبّت... اما اللي متاكد منو اللي أنا قمت كي المفجوع، تفكّرت حديثو ع الصباط، و كيفاش عجبو خاصة كي طلع سلعة الخارج، و اللي زاد فجعني اكثر اللي احنا الزوز نلبسوا كيف بعضنا تقريبا... خفت لا نقوم الصباح مفجوع ما نلقاش صباطي و ترصيلي ندور حافي ع الصباح من باب الجديد لين نوصل لوسط تونس وين الأوتيل متاع علي اللي خليت عندو فلوسي... وليت قمت وقتها جبت الصباط من حذي الباب و حطيتو تحت المخدة... نثبت في الوقت نلقاها الأربعة متاع الصباح

عيدي بروحي نحشي في البورطابل في جيب السروال... ما وعيت كان الستة و ربع متاع الصباح، نلقاهم الزوز اللي معايا في الشمبر مازالوا راقدين و جلال يشخر اصلا ماهوش في هاك الوارد... نحاول اني نقوم م الفرش من غير ما نعمل أي حس بش ما نفيّقهمش، نحشي رجليا في الصباط، و نمشي للتواليت... نغسل وجهي و نخرج نجري.

قد ما ظهرتلي الثنية للباب البارح في الليل طويلة و انا نتبع في الراجل هاو طالعين هاو هابطين دور من هوني دور من غادي... المرة هذي جاتني ساهلة، لف لف نلقى روحي قدام باب الاوتيل نلوج ع السيد اللي البارح عطيتو بطاقة التعريف... لحظة و كان قدامي، دخل لهاك البيت مدلي بطاقة التعريف

البرباش: أيا ربي يعينك... نهارك زين ان شاء الله

السيد: نهارك طيّب

و خرجت م الاوتيل... قاصد ربي لوسط تونس وين بش نقابل علي، ناخو دبشي من عندو و جرية نروّح للبلاد (أقل شي نكمّل نومتي)... في الثنية، دخلت لقهوة من قهاوي باب الجديد، خذيت كابوسان، طلبت معاها كعبة كرواسون لكني ما لقيتش وليت اكتفيت بالقهوة خاطر الڤاطو اللي عرض عليا القهواجي اني ناخو منو ما عجبنيش بصراحة... شربت الكابوسان كيما عادتي في ضربتين و خرجت، نتلفت للقهوة نلقاها مقهى الجمعية


البرباش: (نحكي في قلبي) ايه يا دنيا... أهوكة جي النهار اللي عملت فيه قهوة في القهوة مع الإفريقي

و كمّلت ثنيتي، نتذكر في صغري و كيفاش وليت نحب الترجي، و هاك البوسة اللي باسهالي طارق ذياب و انا صغير (كنت اتحدث ع الحكاية في تدوينة سابقة [الكورة... و الستاد])... و قعدت ماشي لين قريب نوصل للاوتيل، نكلّم علي.

قابلت علي، و عاودنا فطرنا فطور الصباح... و عملنا دورة خفافي وسط العاصمة و خلّيتو عندو شكون بش يقابل و درى وين بش يمشي قبل ما يروّح لدوز... و قصدت ربي لمحطة اللواجات، و روّحت للبلاد.

اتعدّى النهار الاول، الثاني، الثالث... لاحظت حاجة غريبة، اني كل ما نقوم الصباح نلقى الوشواشة عملت فيا، رغم اللي مانيش مستانس نتقلق منها للدرجة هذيكة، و ما عندناش برشا وشواشة في الحومة بطريقة اللي تخلي العبد يكره حياتو منها


عندنا برشا حشرات اخرى (اكبر حجما) و حتى ساعات الفيران و الجرابع خاطر عندي جارتي (متاع الكلاب) مسكرة النهج و الدنيا امسخة برشا، اما نورمال هذيكة استانسنا بيها، مادام الحاكم حبلنا الشي هذا ما نلقاو كان انا نقبلوه بصدر رحب او نضربو روسنا ع الحيط.

بره مدة و ولات يدّي و رقبتي الكلهم نكت نكت يظهروا م الاول انهم بلايص متاع قرصان الوشواشة... و يحكوا فيا بطريقة غريبة لدرجة اني وصلت نجرح روحي ساعات من كثرة ما وليت نهرش، و من بعد النكت هذوكم بداو يكبروا لين ولاو دواور حمر.

كان ماشي في بالي م الاول انها مجرد حساسية، الله أعلم من شنوة و منين جات، قالولي يمكن تكون حساسية قلت حساسية... لكن كي الحكاية كثرت و ولات تقلق بالحق كلمت أختي (الطبيبة، اللي جات من فرنسا) و كي شافتهم قالتلي انو الحكاية مجرد حكاك متاع برغوث و الا هو بق و الا اي حاجة م النوع هذاكة... و قعدت باهتة، كيما قعدوا بقية الدار باهتين منين جاي الشي هذا... و كيما عملت روحي أنا زادة باهت في عجب ربي.


قعدت الحكاية قريب الثلاثة جمعات... تبدى بمجرد نكت حمراء يشبهوا للأثر متاع قرصة الوشواشة، و من غير ما نقربهم او نحكهم نهارين من زمان و يوليوا دواور حمر (القطر متاعهم بين الزوز و ثلاثة صانتي)، ثلاثة أربعة أيام يتنحاو و تقعد مجرد سيكاتريس خفيفة (كيف الحزازة) فيسع ما تتنحى هي زادة... يقلقوني مباشرة من بعد ما نعوم خاطر تولي عندي رغبة شديدة اني نهرش بدني الكل.

البقع هذي كانت ما تطلع كان في البلايص اللي كانت عريانة وقت ما رقدت هاك الليلة في الأوتيل المحنون متاع باب الجديد (يديا الزوز و رقبتي و رجليا حد وين البلايص متاع الكلاسط، حتى اني حمدت ربي ما نحيتش السروال ليلتها ههههههه)... و كنت ايدي على قلبي لا الأمور تزيد تتعقد و البقع يزيدوا ينتشروا في بلايص اخرين و الواحد ترصيلو في حل و اربط.

السروال... نصحوني بنات الحلال اني نغسلو في الماء السخون، و هكاكة انجم نعاود نلبسو و أنا "مطمان" ههههههه، هذي ما نجمتهاش و قررت فيما بعد التخلص منو، بطريقة ما.

اتلموا الجماعة درى قداش من مرة... و كل مرة يتم فيها استدعائي نقعد نتسبب بحاجة نوع، عدى طبعا القراب القراب اللي كانوا في بالهم بالحكاية و ثمة حتى البعض كان شايخ ع الفازة


من وقتها... وليت كل ما نشوف كعبة وشواشة، نبتسم.


قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz