الثلاثاء، يناير 15، 2008 20:53
الهداري الفارغة: ,

ما نعرفش علاش؟

كل وين تلقى ثمّـه مشكلة في العايلة، يحطّوني أنا في راس المدفع... ديمات الوالد يحس بيّ أنّي فادد م التمشوير الفارغ، و ما يلقى ما يقلّي غير أنّو الجماعة يكبّرولي براسي، و اللغة هذيكة متاع أعمل الخير و أرميه في البحر، و تتمزّى (تعمل مزيّـه) ع العباد خير م اللي العباد تتمزّى عليك، و تلقاه نهار آخر... و إلى ما غير ذلك م الكلام المعروف في المواقف هذي و اللي نلقى روحي مضطر بأني نتظاهر اللي انا مقتنع بيه بش ناخو بخاطر الوالد لا أكثر لا أقل...

(...)

عندي دار الجدّة، نتلمّوا فيها العايلة الكل كل مدّة... جات في حومة تابعة كيف ما يقولوا للبلاد العربي... الدّار هذي دار عربي، قديمة، برغم عديد الإصلاحات و الترميمات اللي قاموا بيها العايلة على مر الزمان، قعدت محافظة ع الطابع متاعها... و بالرّغم من انو كيف تدخللها، يتولد عندك إحساس انها تنجّم تطيح في أي لحظة، إلاّ أني جدتي شادّة صحيح اني تعيش فيها، و خرجتها تكون م الدّار اللي عرست فيها بجدّي (تو عندها الحكاية فوق الـ 80 عام)... تعجبني جدتي كيف تلقاها تحكي على جدّي (الله يرحمو، انا ما خلطتش عليه... و حتّى الوالد ما يتفكروش، مات و خلاه في القماطة كيف ما يقولوا و ناس بكري ما كانوش يعرفوا التصاور) و تحس في حديثها أنها مازالت لتو متوحشة طلّة جدي عليها و تستنى في النهار اللي ربي يهز متاعو على امل انو يجمعها بجدي في الدنيا الأخرى...

عاد دار جدتي فيها كيف الحوش من قدام، مسيب ما عليهوش سور و إلا سياج بش يفصلوا ع الكياس... و اللي بالشوية بالشوية ولّى مكان تتلم فيه الحيوانات الأليفة اللي ما عندهاش ممالي، و من بعد ثمة شكون يكيدوا بش يوصل لآخر النهج و يحط الزبلة متاعو يمشي يرميها في الحوش ينبشوها القطاطس لين تتعدّى الكميونة متاع البلدية، تهز شطرها و تخلّي الباقي مفرّت على كبر الحوش...

هذا الكل من غير ما نحكي ع الظاهرة متاع التبوّل ساس الحيط... تمنّيت نهار نشدّوا واحد بالكمشة (متلبّس) يعمل في عملتو... لكن شي و زيد انو الحكاية هذي صارت في مرّات قليلة ننجم نقول تتعد ع الصوابع، هي اللي ما خلاتناش نهتمّولها بدرجة كبيرة (و ما نكتبوش ممنوع التبوّل ع الحيط)


لكن القطرة اللي فيضت الكاس... هي أنّو ثمة شكون م الجيران (متاع جدتي)... بعد ما عدّى أعوام بطّال يتلاوح من قهوة لقهوة، و من حبس لحبس (م الأصحاب متاع الجربوع، اللي ما يعرفش الجربوع ينجم يقرى التدوينة السابقة [غصرة... و تعدّات])، ربّي هداه كيف ما هدى غيرو و قرّر بش يولّي يخدم على روحو، ع الأقل يدبّر حق الدبّوزة خير م اللي يقعد يتلبّط ع العباد... عاد السيد هذا قرّر أنّو يعمل برويطة متاع حوت، يعني انّو بش يولّي حوّات (يا حوّات، ربّي يعينو ما قلت شي، و الحوت لهنا متوفّر مش كيف الحوات اللي حكى عليه خونا كلانديستينو في تدوينتو [حوّات الصحراء] يعني ينجّم يدبّر خبزتو بعرق جبينو)، و شرى برويطة و ميزان و قصد ربّي...

قبل كل شي، بش ننجم نكمّل الحكاية، السيد هذا اللي كنت نحكي عليه، ش علينا في اسمو، لكن العباد تقوللوا الزّڤط (بثلاثة نقط فوق القاف)، على خاطرو أوّل مرّة دخل فيها للحبس، كانت بسبب أنو وقت اللي مازال صغير يتعلّم في الهملة و التبوريب، حكمتلو السّكرة أنّو ينزع حوايجو الكل و يقعد يدور زڤط (لحمة، كيف ما ولدتّو أمّو) في قلب الشارع في وسط المدينة في عشويّة متاع سبت (يعني سامدي سوار، وسط البلاد تلقاه يعبّي و يفرّغ)... من وقتها العباد ما عادوش يعيطولوا باسمو... و هو بيدو رغم اللي ما تعجبوش التسمية هذي، لكنّو ما يبديش أي اعتراض في أنّو العباد ينادولوا بيها...

عاد سي الزّڤط هذا، في الأوّل كان يحط البرويطة في دارو، عندو حوش صغير تابع الدّار م الداخل قاعد يستعمل فيه، لكن م اللي توفّات الوالدة متاعو، ما نعرفش عليه ش طلعلوا في مخّو، ولّى يحط البرويطة في الحوش التابع لدار جدتي... رغم انهم نبهوا عليه بش ما عادش يحط البرويطة ثم، لكن شي، تقولش عزوزة و ما همها قرص...

علاش مش في مرّة م المرّات اللي تلمّت فيها الفاميليا، قرروا أنهم يقيموا حيط حد الحوش متاع الدّار و يعملوا باب، بما أنّو سي وخينا ما هوش ناوي يجيبها لبر... من حينو جابوا البنّاي و خذاولوا السلعة و تفاهموا أنّوا من غدوة يصبّح يبني...

علاش مش البنّاي من غدوة، هو يبني و الزڤط يهد، و الكلام المرزي م الفوق. قد ما حاولوه الرجال الكبار و جماعة الحومة و مشوا حكوا مع العايلة متاعو، قاللهم ما يصير منّو شي و هذاكه الحوش يقعد مسيب بش نحط فيه البرويطة متاعي... بدّلوا البنّاي، جابولوا واحد خليقة كيفو... في النهار ما عمل شي، لكن كيف صبح الصباح... الحيط صبح مهدود

جابوا بنّاي آخر، مجرّد أنّو الزّڤط ڤحرلو شويّة، عدّى بقيّة النهار و هو يطيّب في التّاي و يشرب (ع الأقل وفّر حق السلعة اللي كانت بش تمشي تراب)

من غدوة، مشيت انا و عمّي للمركز متاع الشّرطة، بش نشكوا بالزڤط هذا ع الشي اللي قاعد يعمل فيه... قالولنا أنو الحكاية مش من اختصاصهم، لأنها تخص جماعة الشرطة البلديّة.

مشينا لجماعة الشرطة البلديّة... طلبنا بش نقابلوا المسؤول الكبير متاعهم، و قابلناه... حكينالو ع الحكاية الكل و كيفاش أنو جارنا هذا مش حابب يخلّينا نبنوا الحيط... الحق متاع ربّي أبدى تفهّم كبير و أكدلنا أنّو عندنا الحق و السيد هذايا (الجار) ننجموا نشكوا بيه و ندخلوه للحبس كان نحبّوا نوصلوها لمواصلها... و كان من حينو بش يقوم معانا بش يشرف على عملية البناء بنفسو و يلزم جارنا أنو ما يتدخلش بأي صورة...

و أحنا خارجين م البيرو متاعو... سي علي، (رئيس المركز متاع الشرطة البلدية، سمو علي... و احنا استانسنا، و إلا هوما سنسونا، الله اعلم بيهم... انو كيف تلقاه واحد اسمو علي، نقولولوا عمي علي) سألني

عم علي: بالله شكونو السّـيّـد هذا؟

البرباش: (بزربة، و احتقار) تي هاك الزّڤط

عم علي: (يتفاجأ، و تتغير النبرة متاع الصوت متاعو... نحو الأسوأ) بـفــفــفــف... ما خلاّكمش تبنوا؟

البرباش: (متحمّس) إيه نعم، ياخي هي البلاد على ڤرنو... ماهيش مسيبة!

عم علي: (صوتو ماشي و يتّـرخف) و انتوما عملتوا رخصة؟

البرباش: ش من رخصة، الحكاية الكل حيط بش يطلع زوز ميترو لفوق و أكهو!

عم علي: (بنبرة فيها شوية حزن) إيه وليدي... الحكاية ماهيش مسيبة، ثمة قانون في البلاد؟

البرباش: (بديت نشمها قارصة) و الشي اللي قاعد يعمل فيه الزڤط قانوني؟

عم علي: لا لا... أما انتي بش تكون أمورك قانونية... يلزمك تعمل رخصة؟

البرباش: علاه؟

عم علي: شوف ولدي، أنا لهنا، نمثل القانون... و بش نتدخل، يلزم تكون الأمور الكل قانونية... و إلا تولي الحكاية فوضى و تخلويض؟

البرباش: إيه نعم، نفهم فيك... فوضى و تخلويض

من غير ما نكمّل نحكي ش تقال، خلاصة القول: طلعت البلاد... على ڤرنو، بالرسمي (نحكي ع الزڤط)... يقول القايل خاف من ربّي، و م اللي ما يخافش من ربّي... الحكاية هذي يخدم بيها الانسان العادي، البسيط... اللي كيف ما يقولوا: لا حول له و لا قوّة.... لكن انّو شخص يمثل، بحكم الوظيفة متاعو، في سلطة القانون، يخاف من انو يتدخل خوفا من ردّة فعل بعض الأوباش بمنطق فك عليّ م المشاكل... يولّي وقتها الواحد عندو الحق كيف يطلب اللطف من صاحب اللطف.

ش علينا فيه، ربّي يهدي ما خلق!

مشيت للبلدية، نسأل ع الشي اللازم بش نعمل رخصة نبني بيها حيط، نستخايل م اللول بش يقولولي جيب مطلب تصحح عليه جدتك (و نصحّح انا في عوضها) و نسخة من بطاقة التعريف (و إلاّ مش لازم) و أرجع بعد مدّة، طلعت فيها بيانو يلزمو يتّعمل من عند أرشيتكت (مهندس معماري) و شهادة في الخلاص متاع البلدية و شهادة في الخلاص متاع القباضة و جواب متنبر و مطلب بالطبيعة...

واحد من عموماتي قال مادام الحكاية فيها بيانو، نجيبوا عدنان... شكون عدنان هذا؟... قالوا مصلّي ع النبي مهندس (أدّ الدنيا) قديم و م الفاميليا (من بعيد) و ملزوم ما يذارينا في السّوم.

و لو انّي ما نعرفوش عدنان هذا، أول مرّة نسمع بيه. ما عندناش برشا عباد في العايلة اللي مكمّلين قرايتهم، محسوب يتعدّوا ع الصوابع (و أنا منهم)، معناها مش انّو توصل يكون عندنا أرشيتكت و ما نعرفوش... لكنّي ما حبّيتش نعكسهم و قلت خلّيني نمشيلهم بهواهم

هيّا تفاهموا مع سي عدنان، على انّو في الويكاند بش يجي ياخو القياسات متاعو و يريڤل البيانو متاع الرّخصة (و فرد مرة ثمة شوية تصليحات و تبديلات في الدار)... و حبّيت نحضر وقتها ع الأقل نتعرّف عليه.

أوّل حاجة، سي عدنان هذا جا على موتور... و كيف تغزرلوا، ما تهزّوش بمقص النّار... كيفاش يكون أرشيتكت، الله أعلم بيه... ما حبّتش تدخل لمخّي... سبحان الله، تلقاه الواحد باين من وجهو الوهرة متاع الأرشيتكت، الجماعة القراية متاعهم الكلها ديكور و الوان و زيد يقروا مع بنات مصلّي ع النبي سمعتهم سابقتهم (بعد الفيديوات اللي هبطت تو عام و إلاّ عامين لتالي) ع الأقل تلقاهم فايقين شويّة و الشي اللي حكيت عليه، ثمة البعض م الإنعكاسات متاعو، تشوفها في الشخص (اللي هو الأرشيتكت) اللي واقف قدّامك...

ثاني حاجة، كيف جابولوا قهوة (بما انّو جا ع الصباح) و معاها شويّة حلو دباري... ما حبّش ياكلهم، و لو عرف السبب، بطل العجب... قاللك ما هوش متعوّد ع القهاوي و الرّيق الفارغ هذا، مستانس ع الصباح يضربلها عجّة بعظمتين... و يزيد عليها كاس حلبة (بش يعدّي بقيّة النهار ناشط)... صحيح يقولوا كول على كيفك و البس على كيف الناس، لكن مش كل ما تاكلو تحكيه للناس

صحيح أنّي نظهر متحامل على عدنان هذا، رغم اللي هو محسوب ع الفاميليا (و لو من بعيد، لكنّو منها)... لكن نحب نأكد انو هذا ناتج عن قناعة مع الشخص هذا بالذات) مش محقرانية فيه، لكنّو أعمالو هي اللي وصلتّو للشي هذا...

م الآخر، ما طلعش أرشيتكت جملة، قاري للخامسة ثانوي و عامل عامين مهني في الرسم التقني و التخطيط (dessinateur projeteur) و كيف يسألوه يقول أنّو مهندس معماري... و قدّاش من مرّة يخطب طفلة على أساس أنّو أرشيتكت، لكن كيف أهلها يفيقوا بيه يبطلوا منّو.

عطيتو مياة دينار (من جيبي) بش يبدى الخدمة، قعد شهر و نص و هو يهز و يرد و يجيب و يجلّب تقولش بش يبنيلنا ثكنة متاع عسكر و كيف يسألوه يقوللهم اللي الدوسي تعدّى ع اللجنة و قالولوا بدّل هذي و رجّع هذي... لين نهار مشيت للإدارة متاع التجهيز اللي في البلدية و قالولي اللي هو ما جابش دوسي جملة و اللي هو ماهوش مهندس و ما عندوش الحق يقدّم ملف متاع رخصة يناء... كيف واجهتو، قعد يمهمه و قاللي اللي هوما يكذبوا و ما يعرفوش (و هاك اللغة)... و من بعد ولّى ما عادش يحب يهز عليّ التليفون جملة... ولّيت نكلموا من نوامر أخرين (يهز عليّ) لين في الآخر ما عادش فيها... تضاربنا و لو كان ما حزّوناش ولاد الحلال رانا الزّوز رصّاتلنا واحلين...

كيف طلعت الحكاية هكّه... حلفت عليها الرّخصة هذي اللي انا مش بش نعملها، و الحيط يلزموا يتقام... صحيح أنّو ولاد الحلال نصحوني انّي نمشّي حويجة بش ننجم نمشّي الأمور... لكنّي خاسر مياة دينار عند عدنان ما حبّش يستعرف بيها... و عموماتي رموا اللوم عليّ و ولّيت انا الغالط كيف طلعت الحكاية فيها خسارة فلوس (بش ما يدفعوش معايا)... و زيد في الأوّل و في الآخر... الرّشوة تطلع و إلاّ تهبط، نراها حاجة حرام، و حتّى لو كان بش تصير... ما نكونش طرف و ما نساهمش فيها... معناها تكون على غير يديّ

نرجع لعمّك علي، نعاود نجبدلو ع الحكاية، يسألني ع الرّخصة... نقوللو أني مشيت للبلدية، قالولي ما يلزمهاش رخصة، مشيت للمعتمد بش نقدّملوا شكاية، قاللي امشي لسي علي و تو يهتم بالمسألة (و أنا لا مشيت و لا قدّمت حتى شكاية)... يطلب منّي بش نرجعلو غدوة الصباح

نرجعلو من غدوة

البرباش: هيّا كيفاش عمّي علي؟

عم علي: (بش يركب ع الكميونة متاع الشرطة البلديّة) برّا اسبق ولدي، و أحنا تو نخلطوا عليك

البرباش: (الحق متاع ربّي... جدّت عليّ) داكوردو عمّي علي... بارك الله فيك

مشيت لدار جدتي، صباح كامل نستنّى فيه و شي... لا حياة لمن تنادي

م غدوة كيف كيف..

عم علي: الله غالب ولدي، آمس ما نجّمتش نطل عليك... اليوم هاو قيّدتك في الليستة (و يورّيني دوسي شاددو في يدّو، من بعيد)

البرباش: (عارفو مش بش يجي، لكن ما فبها باس نمشيلو بهواه... ابتسامة خفيفة) مش مشكل عمّي علي... أما اليوم تجـــي، نستنّاك راهو

و ما مشيتش لدار جدتي جملة، قلتلهم لو كان جا عم علي متاع البلدية كلموني... و بالطبيعة ما كلمونيش، و أحنا أصلا ما عاودناش جبنا بنّاي

برّا تعدّوا أيّامات... و أنا مارجو هكّه عمّك علي... لين ولّينا ع المكشوف ندزّوا في البيدق على بعضنا

عم علي: برّا ولدي هاني تو خالط عليك، شوف ننجم نسبقك راهو!

البرباش: (ابتسامة عريضة) ممالا نعمل جرية عمّي علي؟

عم علي: لا لا... كيف تعجّل ننجموا نطيحوا كف و غرزة

و قعدنا هكّاكه مدّة... نتذكّر وقتها قبل ما نمشي للخدمة، نتعدّى نصبّح على عمّك علي و من بعد نمشي نخدم على روحي...

لين فدّيت... و لو العايلة ما عادش مهتمّين بالحكاية، و الأكثر ما في بالهمش اللي أنا باقي ماشي جاي عليه سي علي هذا... لكنّي قعدت حاطط في قلبي... و انا بطبيعتي حبالي طوال برشا و ما نسلّمش بالساهل.

هيا علاش مش نهار، الوالد على ما عزّيت بيه م الغزّول اللي ولّى نابتني، قال لي امشيلهم بهواهم، سلّك امورك و من بعد يعمل الله... حتّى كيف سألت، قالولي أنو جماعة التراتيب، و خاصة عمّك علي، م العباد اللي كيف يمشي يتفقد و يلقى الأمور الكل قانونية، تطيرلو... و بالطبيعة يفرح كيف تكون الأمور مش قانونية، يفرح لأنو وقتها ينجّم يدبّر راسو...

من غدوة، قصدت ربّي كيف العادة ع الصباح، صبّحت على عم علي

عم علي: (فادد منّي) هيّا شنوّه تو

البرباش: كيفاش شنوّه، انا بش نقللك و إلاّ انتي بش تقوللي

عم علي: ياخي ما عندي كان انتي في جرتي

البرباش: لا، لكنّي واحد م اللي شادّين جرتك، و زيد عم علي، ماني فسّرتلك الحكاية شنية... بسيطة ياسر و ما تستاهلش...

البرباش: (ندخّل راسي م الشبّاك متاع الكميونة) و مش لازم تجي انتي بكلّك عمي علي، ابعث أي واحد م الجماعة

عم علي: (يتلفّتلي فرد تلفيتة) كيفاش؟

البرباش: (ننقّص في صوتي، لين محسوب ولّيت نوشوش) تي أي واحد يحضر معانا و يوقف ع البنّاي... بش هاك الزڤط ما يحلّش فمّو

البرباش: (ابتسامة صفراء) و ما يروّح كان فرحان عمّي علي

عم علي: (مركّز معايا، حتى هو نحس بيه قاعد يبتسم، لكنّو ما يحبّش يظهر على روحو) لا لا، ش بينا نستناو في مقابل أحنا... قاعدين نخدموا على رواحنا

البرباش: بالطبيعة (تو هذا كلام)، و ربّي يعينكم م الفوق

و يهبط عمّك علي م الكميونة... يدخل لداخل، و يخرج معاه عون م الأعوان متاع التراتيب (واحد جهامة... يخوّف، ننجم نقول ما يصلح كان هو لمثل المواقف هذي)...

كيف خرجوا م الأول، ظاهرين قاعدين يحكوا بالشوية (عم علي يقرّي فيه في درسو)، لكن كيف وصلولي، عمّك علي ولّى يعيّط

عم علي: هاك تو امشي مع سي البرباش، و كان لزم تقعد ثم صباح كامل لين يكملوا خدمتهم

العون: حاضر عرفي

البرباش: و كيف الزڤط يعاود يخوّضها

عم علي: ش بيها مسيبة هي، ثمة قانون في البلاد، كيف نعرف نحط دين والديه في الحبس

البرباش: (هاو طلعت مش مسيبة) يرحم والديك عم علي

وصلنا لدار جدتي، عمّي من حينو جاب زوز بنّاية و خدّام... الزڤط كيف يلقى العون ثم، ما حلّش فمّو... زاد العون ما سكتش، مشالو و نبّه عليه بش ما يتدخلش، و انّو حتى لو كان الحيط تنفخ عليه الرّيح تطيحو... فإنّو هو اللي بش يكون مسؤول قدّام القانون (مجرّد كلام و اكهو... فقط للردع، و هذا هو اللي كان مطلوب في الحالة هذي)...

و كملت الخدمة... حتى كيف حكيت الحديث اللي صار مع عمّ علي لعمّي، قاللي ش يهمّك فيه، أتو نتصرّف مع العون متاع التراتيب... هذا الكل، و هاك العون واقف شادد بلاصتو... عرض الوالد عليه انّو يدخل يفطر معانا... لكنّو ما حبّش على خاطرو قاعد يخدم على روحو...

يدخل عمّي لدار جدتي، يجيب قفّة يمدها للعون...

عمّي: (يحكي بجدّية لدرجة خلاتني تجد عليّ) هيا تفضّل ولدي، و سلّملي على عمّك علي بالله، أوووووووه! هذاكه حبيبي برشا

العون: (باهت، في نفس الوقت اللي قاعد فيه يتلصص بش يعرف محتوى القفة) يبلغ

العون: (بعد ما شاف اللي في القفة) شنوّة هذا

عمّي: حتّى شي، و الله ما هو من قدركم... بش توسعوا بالكم و أكهو

العون: لا لا، شبيني ... (ما كمّلش الجملة، لكن نتصورو كان بش يقول: نطلب عليكم)

الوالد: (بنفس الجدّيّة متاع الحديث متاع عمّي) مش ليك وحدك، أعطي للجماعة و أعملوا جو...

العون: لا لا... خلّيني نمشي على روحي بالله

عمّي: كيف ما تحب وليدي، ساعه حبّيتك تقعد تفطر معانا... أحنا في سبرنا ما يجيناش ضيف و يروّح هكّاكه... يا رسول الله حتّى كاس تاي لا

الوالد: كيف ما تحب ولدي، برّا يرحم والديك، و يكثّر منّك النّاس... و سلّملي على سي علي بالله، رد بالك تنسى

انا بصراحة، وقت اللي صار الحديث هذا قدّامي، ما فهمت شي، و ما حبّيتش نتدخّل، خفت لا نجي نطبها نعماها... لكن وقت اللي شفت ش فمة في القفّة، عرفت علاش عم علي بعثلي تحيّة مع واحد من اصحاب الوالد... أنّو ملزوم ما يجيني نهار، ونطيح تحت الضّرسة (من هنا لوقتها يعمل الله دليل... شكون يعيش)

القفة كانو فيها زوز دبابس متاع ڤازوز (مشروبات غازيّة) وحدة حمرة بو ليترة و نصف، و وحدة كحلة بو ليترتين... و معاهم باكو بشكوتو (مدوّر و بالشكلاطة)

الحكاية عندها محسوب شهور (قرابة الستة)... لتو عمّك علي كيف نتقابلوا في الثنيّة... يقعد يڤحرلي على فرد جنب

المهم، أنو الحيط تقام... و الزڤط ما عاودش عمل حتّى شي (طلع بالحق ش ما يجي يخاف)... و جدتي توفّات، و خرجت من دارها كيف ما حبّت (الله يرحمها، حلّولها قبر جدّي و دفنوها فيه...) و الدّار قاعدة تو نظيفة تعمل الكيف، يتلموا فيها العايلة كل مدة يترحموا على هاك العزوزة...



قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz
تعليق غير معرف ...
 

برباش يا برباش
فمة القانون اللى انتبعو فيه تتبيع متاع هاك الكلام الكبير كيف ياخى البلاد ما فيهاش قانون مسيبة هى ...وفمة القانون اللى نضربو به أو عليه ...وكلو في سبيل توفير الراحة والأمن والامان والاستقرار والسعادة للمواطن التونسي اينما كان وربي يجيرنا من الزقط ومن أشباه عم على


الثلاثاء, يناير 15, 2008 10:10:00 م

تعليق Tarek طارق ...  

كالعادة يعطيك الصحة يا برباش... هذية يقولو عليها من الحيط عملتو قبة
:)


الثلاثاء, يناير 15, 2008 10:27:00 م

تعليق Wanted ...  

آنا عجبني سي لرشيتاكت متاعكم :)


الثلاثاء, يناير 15, 2008 10:40:00 م

تعليق من بلد القيظ ...  

الحمد اللّه يابرباش كيف سلكت مع الأرشتاكن والزّقط وعمّك علي ،...ملاّ دمّار


الأربعاء, يناير 16, 2008 12:25:00 ص

تعليق aymen ...  
أزال المؤلف هذا التعليق.

الأربعاء, يناير 16, 2008 1:12:00 ص

تعليق aymen ...  

ezzah ka3bartouha el 3ammek 3liyy ,marbahh chayy fellekher :p

hassilou ya3tik essahha hak tla3T etchedd shih lellkher hatta hakkat chnoua habbit !


الأربعاء, يناير 16, 2008 1:17:00 ص

تعليق eddou3aji ...  

اللّه يرحمها و ينعّمها....يعطيك الصّحّة في هالبوست ....باللّه الزّقط واصل في بيعان الحوت ولّا رجع يتلبّط عالعباد ؟ :)


الأربعاء, يناير 16, 2008 3:12:00 ص

تعليق DJ WAEL ...  

على ذكر حكاية البول ... فما حيط في حومة شقيقة و صديقة مكتوب فيه : يمنع البول و المواعيد هنا

ياخي الجماعة ولّت بالشماتة ما يبولوا و يرندفو كان غادي

يعطيك الصحة خويا البرباش


الأربعاء, يناير 16, 2008 9:03:00 ص

تعليق غير معرف ...
 

bjr berbache
suis vraiment sans voix chq fois qu ej ete lis, bravo pr ta mnière d'écrire et aussi pour ta tenacité contre ts ces spécimens!!!
mes amitiés


الأربعاء, يناير 16, 2008 4:34:00 م

تعليق البرباش ...  

مشكورين على مروركم و تعليقاتكم

@ عربية: يسمع منّك ربّي...
@ وانتد: عاد هذاكه محسوب زميلك... ش تفرق هي، كيف ما هو يقول: كلها مرمّة

@ الدوعاجي: مازال يا خويا، يبيع في الحوت، و يتلبط ع العباد...

@ فريدكة: الله غالب، كان مش صحة الراس و وسع البال، الواحد ما يحصّل شي مع العباد اللي م النوعية هذي... مرحبا بيك مرة أخرى


الأربعاء, يناير 16, 2008 7:21:00 م

تعليق Mariouma ...  

hani finalement e9ritou yatik essaha ya wlaid ama mala 7keya chay echaye7 eri9
ama elli ye3jebni avant tout c'est ta manière d'ecrire
sayeb el5edma ou ija nektbou kteb :)))
3andek mosta9bel fi7akyen el7keyet


الخميس, يناير 17, 2008 10:05:00 ص

تعليق ETC...ثم ...  

توا يا سي البرباش احيكتنا حكاية الزقط و عمك علي بطريقة عجبتني ، و كان تسمح هذي فرصة باش نحكيلك حكايتي مع البلدية و البني بما أنو ماعنديش "بلوق" باش نحكيها عن طريقك انتي
يا جماعة عام 92 اشريت قطقة أرض صالحة للبنا ء حسب البائع و عقد البيع مكتوب فيه التأكيد ( بطبيعة الحال هذا ما يلزمش البلدية) لكن بما أني خذيت قرض من البانكة كنت متهني
و قعدت 5 سنين نخلص في القرض و بعدها قلت نبدا في البني
و كنت ديمه نتفقد في الأرض متاعي الموجوده وسط حي الغزالة و البائع باع 40 قطعة و كنت كل المرة نتفقد الأرض نلقى ديار جدد طلعو ...حتى جار الساس بنى دارو و سكن عاد قلت ما عادش بيها وين يلزمني نبدا
اتصلت بالبلدية و فسرتلهم الموضوع فجاوبوني شفويا الي البني ممنوع
اكتبت مطالب ... حتى واحد ما جاوبني
و حتى البانكه قالولي يلزمك رخصة بناء باش تاخذ قرض
أيا بديت ناخذ في تسبقة على الأجر و على المنح و كل التسبقات الممكنة
و اتفقت مع بناي و الا مقاول صغير عندو 404 باشي
و ابنا السور و عملت مطلب للستاغ و دخلت الضو و ادفعت مع الجيران حق الماء و لوناص ، و تعملت القنوات في النهج
و كيف ابديت نحفر في البازات هدت البلدية لكن أنا موصي العساس اللي جايبو المقاول و قتلو ما تحل الباب حتى الحد و كان الأمر كذلك
لكن جماعة البلدية قعدو يعسو و كيف شافو الباب مفجج دخلو بقوة فتعرضلهم العساس و دز واحد منهم ( مختار) اللي تضرب على يدو و منحينهم عملو تلفون لجماعة المركز و جات الطامة و العامة و فشخو العساس و هزوه للمركز ، الحكاية صارت و أنا منيش حاضر )
و بعد ما اعلمت اخلطت للمركز
لكنهم طردوني و قالولي ما عندنا حتى موقوف
و حتى الكسكروت اللي شريتهولو للفطور اعطيتو و إلا لوحتو ما نتذكرش
الحاصل عملت اتصالات بشويه معارف و عملت محامي للعساس
و انسيت انقلكم اللي أنا مسبق للبناي مليون و البلدية حجزت سلعة و لوح و كل ما لقاوه في الشانطي
... الحاصل العساس حكمو عليه ب 4 شهور سرسي و روح العايلتو في الشمال الغربي ( مسكين عندو 6 بنات )
و البلدية و لاو كل يوم يتفقدو الأرض متاعي و حاطين عينهم عليها
ما انطولش أنا مبدئيا ما نعطيش رشوه
لكن نصحني السائق متاع كرهبة البلدية باش نتصل بالمسؤول على المجموعة في دارو باش نلقاوش حل بالتراضي
لكن مشيت الحي التضامن و ما عرفتش الدار امتاعو
جاني واحد من بناية الجيران ( و أنا ما قلتلكمش الي الجيران الكل عندهم بناية و الدار الي مقابلة الشارع الرئيسي و مقابلة مدينة التكنولوجيا قاعد يصب في الدالة متاع الطابق الأول ) و قالي اللي الطاريف 300 على كل دالة
...بعد أشهر قالولي الي البلدية بعثت أمر بالهدم للولاية و اذا تصحح راهو باش يطيحولك السور
اتصلت بمعرفة في الولاية و كان جوابو :
زايد عليك القانون هو القانون و شوف كيفاش تتخلص من ها الأرض
و فعلا جا تراكس و جات الشرطة ... و بداو يكسرو في السور حاولت انعطلهم بأسلوب متحضر نحكي معاهم نقنع فيهم
حتي كسرو ما قيمتو زوز ملاين
و قالولي هاو عملنا عليك مزية و عملنا هدم جزئي و رد بالك اتعاود
... و قعدت معاهم كي القط و الفار
حتى عاودت السور و بعد برشة تدخلات
و في أول رمضان قالي المسؤول
انا باش ناخذ كونجي دبر راسك في ها الشهر لكن يلزمك اتبدل المقاول
و من حينك ابدات الخدمة .. حتى جاني العون اللي تضرب في العركة و قالي آش تعمل
ما نجمتش انقلو راهو عرفك قالي أنده
و قعدت نحاول فيه ، و بعد قتلو : اسمعني اسنا حوايج العيد متاع الصغار على احسابي
اضحك و قالي باهي توى نرجعلك
و بعدها بعثلي مع جاري و للي هو صاحبو و قالي اللي هو يحب 300 ورقة
قتلو 300 ياسر عليا منين انجيبهم ، تعرف كيفاش خوذ اعطيه 200
و كان الأمر كذلك ...
و انتهت القصة و باش ما انوليش مطلوب انحب أنأكد اللي الحكاية خيالية و ما عندها حت علاقة بالواقع.
و انسيت حاجة أخرى في النهاية المسؤول كلم مرتي في التلفون و قاللها : تعرفش اشكون يحل احلو العيد
و اهبطنا أنا و مرتي إلباب دزيرة عندنا حبيبتنا اشرينا من عندها زوز كيلو ب70 دينار
و اتقابلت أنا و المسؤول في أريانة ( و اشتاء تجبد ) و اعطيتو باكوه و اتمنيتلو عيد مبارك سعيد

في الواقع الحكاية هاذي احكيته برشة حتى فديت منها و الإهانة اللي ريتها في جرتها بعمري ما عشتها


الخميس, يناير 17, 2008 12:10:00 م

تعليق البرباش ...  

@ مريومة: نعملوا كتاب، علاش لا!

@ سي فوزي: ههههه يصير ع الرجال يا خويا... خوذ راحتك، مادامك في صلب الموضوع، مرحبا بيك في كل وقت... اما تعرف، المشكل في المسؤولين هاذم، المشكل في القانون اللي حطوهم يطبقوا فيه (ينشكح بالحرورة و يتبربر بالبرورة) و زيد حتى منّا أحنا (المواطنين) عندنا دور... لو كان جا واحد يمشّي الأمور، يولّي ما يصلحش و حرايمي... و لو كان جا واحد حلايلي و ما يحبّش يمشّاها، يولّي يعطّل في المصالح... و الله الواحد ما عاد فاهم منها شي...


الخميس, يناير 17, 2008 4:36:00 م

تعليق eagleeyez ...  

7ekaya hebal, vraiment un des meilleurs poste que je lu sur la blogosphere tunisienne.

Nans7ek techouf kifah tekteb scenario , bejed on imagine presque toute les situation, c vraiment le genre d'histoire qui peut devenir facilement un bon court ou film.

je suis fan du cinema italien (neo-realisme) et c un peu le meme style, on denonce les anomalies sociale de facon humoristique... avec un zest de blada men meta3ena teji 7aja hebal, je vois ca deja dans ma tete.

bravo barbach, ton blog est desormais dans mes favs mnt.


الجمعة, يناير 25, 2008 8:45:00 ص

تعليق غير معرف ...
 

بصراحه سوالفكم حلوه يا اخوانا التوانسه بس اغلب الحكي ما فهمته يا ليت تنزلوا شريط الترجمه مع الحكي.. احب كلام المغرب العربي بس ما افهمه يعطيكم العافيه انا العنود من قطر


الجمعة, يونيو 29, 2012 2:04:00 م