الأربعاء، يناير 20، 2010 19:25
الهداري الفارغة: , ,


حشاد نبعك لم يجف...

كل الغصون المورقة،

كل السواعد،

و المعاول،

و المناجل،

تعترف...

...

بئس الغرير ما إقترف

بئس الصلف،

بئس الجبان،

المرتجف...

...

لكنك...

حشاد نبعك لم يجف...

كل الشعوب تعترف...

من قصيدة للشاعر التونسي البحري العرفاوي



قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

السبت، يناير 02، 2010 22:30
الهداري الفارغة: , , ,
كان ملزوم أنّي نعدّي صبحية و عشوية كاملة واقف عند روسهم و هوما يحضرولي في خبزة الڤاطو اللي بش نهزها معايا... صعيب ياسر أنك تلقى شكون يحضرلك خبزة قاطو بذمتك ليلة راس العام بالذات.

لكن بحكم معرفتي بيهم، خاصة و أنّي عديت درى قداش من عام نخدم معاهم في الباتيسيري هذيكة (من وقت ما كانت تابعة الطلاين) وقت الاحتفالات متاع الريفايون... فكان م المنطقي أنهم يبجلوني و ياخذوا بخاطري.

يا حسرة ع الطلياني و أيامو... كان اللي يحكي بروحو و يقول أنا و أنا يجيب خبزة القاطو متاع الخطوبة متاعو من عند الطلياني، و من وقت ما خدمت من عندو (توة قريب الخمسطاش عام) كنت اتخذت قراري بيني و بين روحي أنو خبزة الڤاطو متاع الخطوبة متاعي ما تكون من عند الطلياني بالوصفة السبيسيال اللي ما يعرفها كان هو.

و كان كيف ما حبيت، الخمسة متاع العشية كنت داخل للدار و خبزة الڤاطو (خالصة من عند الطلياني اللي حلف بالأيمانات السبعة أنو ما ياخو حتى مليم) في يدّي تقولشي عليّ جبت الصيد من وذنو...

رؤى: (بكل براءة) ياخي هوما ما عندهمش قاطو؟

البرباش: (نبتسم) لا عزيزتي عندهم... اما هذي متاع الخطوبة، مش كيف

رؤى: كيفاش؟

البرباش: (نميّل في راسي) هذي من عند الطلياني

و لو انها رؤى (بنت أختي) ما فهمت شي إلا انو الإجابة ع الأقل أقنعتها بش ما تزيدش تسأل أسئلة أخرين... اتطرحت إشكالية هزان الصغار (أولا اخوتي) الكل معانا لكن تقرر فيما بعد أنو ما تمشي معانا كان رؤى فيما يقعدوا البقية بحذى جدودهم شوية لين انروحوا احنا... و أصرّيت انا ع الحكاية هذي خاطر نعرفهم بش يعملولنا الفضايح بالهرج متاعهم و إلا م يهبطوا م السماء لقشة، كيف ما أصرّيت زادة انو رؤى بنت أختي تمشي معانا بحكم الصداقة و المعرفة اللي كانت تربطها بالخطيبة، و زيد رؤى هذيكة حاجة اخرى.

ما عادش بكري، وقيّت اننا ندبّوا و نشدوا الثنية (البعيدة شوية)... مشيت دوّشت و لبست الكوستيم و الصباط اللي كنت شريتها من فترة استعدادا للمناسبة السعيدة هذي...

و خرجت م البيت، عروس على حالو، يتلفتلي الوالد و بنبرة كلها استغراب

الوالد: ياخي ويني الكرافات

البرباش: ش من كرافات... ناقصين خنقة بالله

الوالد: (كيف اللي مش عاجبو) آه، يجي منو نهارت خطوبتك و ما تلبيش كرافات

البرباش: تي بالله ما لبستهاش وقت ما لزموها علينا في الخدمة بش نلبسها توة.

قبل في البيرو، جات فترة عرفي حكمتلو بإيعاز من مرتو (كنت اتحدثت قبل على عرفي و مرت عرفي في تدوينة [صحة عليهم... جماعة المدينة]) أنو يلزمنا نلبسوا كرافات، رغم اللي ما ثمة حتى حاجة ليها خاطر ما عندنا حتى كونتاكت مع العالم الخارجي ع البيرو عدى العساس... إلا انو إصرار مرت عرفي خلاه يشد صحيح ع الفازة و كان انو رصاتلنا نلبسوا في الكرافاتات، نتذكر وقتها شريت كرافات، و عقدتهالي إيناس و قعدت كيف الخرّيطة نكبسها الصباح و نحطها في رقبتي و من بعد عقاب العشية نرخفها، حتى مرة اتحلتلي العقدة متاعها ما لقيت غير اني نعمللها عقدة كيف متاع الكشافة (على ما نتذكر عقدة الكشافة كيفاش كانت)، و من غير ما نحكيلكم ع الفضيحة اللي طلعت فيها

الشي اللي خلاني نعمل تمرّد على قرارات عرفي، و نقرر نرع الكرافات من طرف واحد... و يحرز مرة اللي مشيت للمكتب وين تقرّي مرت عرفي (كنت اتحدثت عليها في تدوينة [صحة عليهم... جماعة المدينة]) و إلا راني اتطردت جملة م الخدمة... و زيد المساندة اللي لقيتها من بقية الجماعة في البيرو و اللي كانوا بالطبيعة فادين منها حكاية الكرافات هذي، تي حتى اللي كان عامل منها قاوق لروحو الكارافات و يلبس فيها و اش اش يا ذبانة ما ثمة في الدنيا كان انا تقولشي عليه السيد يخدم في السلك الديبلوماسي، كيف ولات الحكاية ملزمينها عليه فد و روحو طلعت... الحاصل، أنو عرفي ما لقي قدامو غير أنو يتراجع ع القرار متاعو ، و اتنحات الكرافات.

بره امشي يا زمان و ارجع يا زمان... نلقى روحي هي هي و مجبور نعاود نلبسها، أما المرة هذي ماخذة خاطر في الوالد ليس إلا... الوالد اللي أصر أنو يلبسهالي و يعقد العقدة بيدو، و الله يعطيه الصحة الوالد، نثبت عليه ثبات صغر كيف كان يلبس الكوستيم بالكرافات متاعها، و لتو مازال يتذكرها كيفاش تتعقد.

و قصدنا ربي...

ساعتين من زمان و كنا قدام دار عايلة... اللي و الحق متاع ربي فرحوا بينا، لقينا بو عايلة و أم عايلة و معاهم ولدهم ولد عايلة واقفين قدام الباب في انتظار تشريف الموكب، كانوا بالطبيعة على علم بوصولنا على خاطر و كيف ما كان متفق عليه وقت ما حسيت اللي أحنا قريب نوصلوا اتصلت ببنت عايلة و علمتها اللي أحنا سايي محسوب في الحومة... و الحق متاع ربي اتصالي بيها كان على خاطري نسيت بالضبط الموقع متاع الدار وين بالضبط، حتى المرة و إلا الزوز اللي كنت مشيت فيهم ما نجمتش نحفظ البلاصة بحكم اللي موش انا اللي قاعد نشوق وقتها.

أيا بعد البروتوكولات و السلام و العافية اللازم منهم في مثل المواقف هذي، رغم اللي حد ما يعرف حد أما ش ما يجي ياخو بالخاطر... قعدنا واقفين شوية نستناو فيهم لين يدخلونا، و إذا بيه ولد عايلة يخطف من يدّي هاك الباكو ڤاطو اللي فيه الخبزة اللي حضرهالي الطلياني، خطفها من غير لا يشاور لا يناور... خطاتني شعرة لا نعيط عليه فرد عيطة

البرباش: ايجى هاي... باهي خليلي الخبزة و هز الڤازوز

إلا انو حساسية الموقف خلاوني نبلع السكينة بدمها... و نقعد محافظ على هدوئي، و خاصة ابتسامتي.

دخلنا للدار، كان ماشي في بالنا أنو اللي عرضولنا في مدخل الدار هذوكم هوما الحضور المعنيين بما انو الحكاية كان مقرر أنها تكون عايلية ع الضيق... لكن كيف دخلنا نلقاو الطامة و العامة قاعدين، و الكلهم نساء، أنا واحد م الناس اتفجعت و اتغصرت، و ندمت... ندمت أني انا زادة ما جبتش الطامة و العامة متاعي معايا...

هذا الكل و الخطيبة مازالت ما ظهرتش... و نسمع الوالدة تتهامس هي و اخوتي

الوالدة: ش ثمة عليهم هذا الكل... ياخي عرس و إلا قراية فاتحة؟

أختي: و أنا منين نعرف عليهم يا اميمتي

الوالدة: أي، و ويني الخطينة... حناكي اتهرّاو م البوس و اللي جايين على خاطرها مازلنا ما ريناهاش

رؤى: لا.. تاتا بنت عايلة مازالت ما ريتهاش

رؤى كانت هي الوحيدة (بخلافي انا طبعا) اللي تعرف بنت عايلة، و هذاكة علاش كانت عاملة كيف المرشد أو الدليل السياحي لبقية الفاميليا، اللي كانوا يستناو في إشارة منها بش يتعرفوا ع المعنية بالأمر.

أيا زدنا سلمنا ع الحضور الكل و قعدنا و جوهنا في وجوه بعضنا... لحظة من زمان وجات بنت عايلة، و قعدت مع جنبي... ملا موقف محرج و هاك النساء الكل يغزرولك، لكن اللي يطمّن هو الفرحة المرتسمة على ملامح الوالدة كيف شافت الخطيبة، و الواضح انها كانت محل إعجاب... غصرة و اتعدات.

من نهارت اللي شديت الخدمة و الوالدة تزنزنلي في وذني انو سايي يلزمني ناخو... عداتلي مدة كل نهار تجيبلي طفلة... كانت كيف تجي تفيّقني الصباح، كان قعدتلي على شافة السرير و اتبسمتلي، نعرف اللي هي بش تجبدلي الهدرة متاع الماخذة و الخطوبة و بش تقترح عليّ اسم جديد و أنا بطبيعتي و كيف ما جرات العادة زادة إجابتي كانت ديمة حاضرة

البرباش: تي باهي... يعمل الله دليل

في القايلة، عند الفطور، في الليل... تعاود تتجبد نفس المعبوكة و نفس السيناريو م الاول و جديد، و بالطبيعة تلقى ديمة نفس الإجابة حاضرة

البرباش: تي ماهو قلتلك عاد... يعمل الله دليل

ما يصبّح الصباح، إلا و تلقاها واقفة عند راسي بنفس الإبتسامة السبيسيال

الوالدة: باهي... ش قولك في فلانة بنت فلانة

ما نعرفش علاش كيف تجي بش تقوللي على طفلة، تعطيني اسمها و اسم امها... تقولشي عليّ بش نعزّم عليها

البرباش: (بنبرة كلها فدة) ياخي بايتة تحلم بيها

البرباش: مش عهدي بيك البارح حاطة عينك على فلانة

الوالدة: (تبتسم إبتسامة كلها مكر) مش قلت ما عجبتكش

البرباش: (نبهت فرد بهتة) أنا... و أنا نعرفها جملة بش تعجبني و إلا ما تعجبنيش

الوالدة: (بكل براءة) و أنا منين نعرف عليك

البرباش: (ندوّح في راسي) بره بره... هات كان عندك ليستة كمل هاتها فرد مرة بالله عليك ما تقعدش عاملتلي كيف جماعة الري قطرة قطرة

الوالدة: ايهاه، محسوب كان خذيت كان قعدت... ابكي بهم قعدتك.

و كل مرة غشها كيفاش يطلع... و ديمة مسكينة تتغشش و ش ما يجي ياخو بخاطرها و تسامح، قعدت حاجة برك شادة فيها صحيح هي الحديد، حلفت أنها ما عادش بش تحددلي حوايجي... هذاكة علاش نلقى روحي مجبور ديمة أني نحدد حوايجي وحدي (ع الأقل تعلمت حاجة، ديجا جبدت عليها درى قداش من مرة قبل حكاية أني نحدد في حوايجي وحدي، في تدوينة [الكاباس... السنّة الحميدة]، و تدوينة [و عرّسنا... للڤوفرنور])

تساؤل انتابني وقتها و أنا نغزر للوالدة كبفاش عينيها مرشوقين في بنت عايلة و ابتسامة خفيفة مرتسمة على وجهها

البرباش: (نتساءل بيني و بين روحي) زعمة... ترجع تحددلي حوايجي.

إلا أني سرعان ما انتبهت للموقف اللي أنا فيه... خطوبتي، و ثمة درى قدّاش من مرى يڤحرولي و يتهامسوا بين بعضهم، قعدت نخمم بيني بين روحي زعمة شنوة يمكن يكون حديثهم، لين بديت نحس في وجهي قاعد يحمار (م التركيز) وليت نلوج على أي حاجة نتلّف بيها الجرة و نتولهى فيها... نلقى بنت عايلة مع جنبي، قعدت نهر معاها.

طلعوا النساء اللي حاضرين هوما نساوين الحومة، فيهم برشا م اللي سبق لبنت عايلة و أنها تحدثت عليهم في بعض نصوصها و تدويناتها... نتذكر مثلا من جملة ما نتذكر انو خالتي زهرة كانت موجودة.

قعدنا شوية و إذا بيها ام عايلة تقوم، تغيب شوية و منها تعاود ترجع هي و مرى أخرى محملة مزملة بالطبوقات و لا نشهيكم، اللي جبناه معانا الكل اتحط فيهم و حتى ثمة حاجات اخرين ما جبناهمش معانا (طلعوا محضرين أرواحهم زادة هوما)...

البرباش: (بنبرة كلها صرامة تحمل في طياتها شوية استغراب... و نوشوش بالطبيعة بش الحديث يقعد محصور ما بيناتنا) مش نورمالمون تقوم انتي تجيبهم الطبوقات

بنت عايلة: (بكل برودة دم) أي لا... يا حسرة كيف كانت البنات تقوم

البرباش: سبحان الله... عهدي بيكم تقوموا انتوما تورّيوا خطوتكم في الامور هذي

بنت عايلة: لا يظهرلي فيك مغروم بالأفلام و المسلسلات بلمنجد

البرباش: (نبتسم) هذاكة ش نعرف

و سكتت فرد سكتة،على خاطرها ام عايلة قربتلي بابتسامتها المعهودة اللي ما تفارقهاش... ما نعرفش إذا كانت حماتي ديمة مبتسمة هكاكة و إلا قدامي اكاهو (وجه السوق) الله أعلم بيها، أما مادام الإبتسامة هذيكة قاعدة موجودة معنتها لاباس، و الله يقدّر الخير و برّه

أم عايلة: أيا تفضّل برباش

البرباش: يعيشك...

و قعدت ساكت، ما لقيتش شنوة نقوللها في ظل الظروف الحالية الجديدة اللي فرضت روحها... ما انقذتني كان بنت عايلة كيف قعدت تاخو م الطبق و تمدلي... قعدت نحاول نحافظ ع الإتزان متاعي و هاك الإبتسامة المطبوعة على وجهي كيف التمبري لين بعدت أم عايلة شوية

البرباش: اشّيـــــه... اتني تمدلي بيدّك، تي هاو مقوى سعدي بالحق

بنت عايلة: (كيف اللي عجبتها الهدرة، أما دايما بنفس النبرة متاعها اللي تخليك حتى في الامور الجدية تحسها قاعدة تتمقعر) لا حد الشي هذا ما عندك ما ريت... مزعمني في الريق الفارغ هذا

البرباش: مش مشكل.. خير من بلاش

البرباش: (نسكت شوية، و نزيد نقربلها على خاطرني بش نزيد انقّص في صوتي) بنت عايلة... ياخي أنا تو أمك كيفاش يلزمني نعيطلها

بنت عايلة: (تستغرب) كيفاش يلزمك تعيطلها؟

البرباش: تي لا... معنتها شنوة نقوللها... كيف نحب انّاديلها شنوة نقول

بنت عايلة: (بكل برودة دم كيف اللي حاجة بديهية) قوللها مامّا... و كاهو

البرباش: مامّا... تي أنا مامّا اللي هي مامّا ما نقوللهاش مامّا

بنت عايلة: (باهتة) امالا ش تقوللها

البرباش: نقوللها... ياااا

بنت عايلة: وووه تمشيشي تقوللها هكاكة مامّا... إلا ما يصير فيها

البرباش: امالا ش نقوللها؟

بنت عايلة: تي برّه، كيف قدّر عليك ربّي... قوللها تاتّا

البرباش: ش من تاتّا يهديك... بابا إلا ما يتبرّى منّي لو كان يسمعها تخرج من فمّي

بنت عايلة: علاه.. ش تقولوا انتوما؟

البرباش: كبف نحب انّادي على خالتي... نعيّط خاتّي (نبلع حرف اللام) فلانة

بنت عايلة: وووه وووه... مسكينة مامّا

بنت عايلة: دبّر راسك... ناديلها كيف ما تحب، أنا ما قلتلك شي

البرباش: تي توة ندبّر راسي... مش مشكل

الحاصل... كنت من قبل مقرر بيني و بين روحي انّي بش اناديلهم خالتي أم عايلة و عمي بوعايلة... غير ما لقيتش هدرة نجبدها و نكبّش فيها بالحديث و بره

ما زدناش برشا، و سكتوا الجموع الكل، و خذي الوالد المبادرة بالحديث و اتوجه لعمي بوعايلة و كيف ماهو معروف في الحكايات هذي طلب منو يد الطفلة و هو يعطيه الصحة وافق انو يعطيهالنا... و قامت العباد تزغرد حتى انو خالتي زهرة (بنت حومة دار أنسابي شنعتها بالزغاريد تقولشي عليها عمرها ما رات) و قامت الطامة و العامة الكلها تباركلنا و شبعونا بالبوس

و ليه ليه ما استأذننا في المرواح، على خاطر بقية الفاميليا (الصغار) خليناهم وحدهم في ليلة الريفايون و يلزمنا ع الأقل نخلطوا عليهم...

و أحنا خارجين جابتلنا خالتي ام عايلة مورسو ڤاطو م الخبزة متاع الطلياني بش بقية الصغار و خاصة رؤى ياكلوا منها... رؤى اللي رقدت مسكينة و ما نجمتش تكمّل السهرية اللي عداتها الكل و هي تدور من مرى لمرى تحكيلها كيفاش خالها حمة (العروس) شري خبزة الڤاطو من عند الطلياني...


قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz