السبت، ديسمبر 11، 2010 04:20




استناتو يرجع النهار الاول، الثاني، الثالث... شي



اعتقدت أنو قد يكون بطّل من حكاية الماخذة، و ما انتبهتش لروحها كيفاش نسات الهدرة و رجعت اتلهات في الريق الفارغ متاع العادة و العوايد اللي سنست روحها انها تتلهي فيه في انتظار انو تتبدّل الأمور.



قد تكون ما عجبتوش، ما حلاتش في عينيه... الله أعلم بيه



هي: يدبّر راسو، أمورو، و الحكاية في الاول و الآخر مكتوب



اتنهدت، و هي تجاوب في مولاة الفارماسي بعد ما سألتها على سر غياب المسيو.



كانت حكاتلها انو السيد هذاكة قاعد يتردد ع الفارماسي على خاطرو قد يكون ناوي يخطبها... و كان الاتفاق أنها هي فقط تتعامل معاه كل ما يدخل للفارماسي



يكب سعدو ها المكتوب... يعطيهم إخذة ناس بكري كي قالوا سعود مش تعرية زنود





دخل للفارماسي بنفس البلاهة اللي يحب يظهّر بيها انو المشيان و الجيان المتكرر ع الفارماسي عادي... ما فيبالوش اللي الجماعة الكل غاديكة شالقين بيه.



ابتسم كي وقف في وسط الفارماسي مش لاقي ش يعمل... اقترح عليه بعض الاصحاب انو في إطار التبديل، ينجم يدخل يوزن روحو و يخرج، أهوكة ع الأقل يشوفها و يمركي الحضور متاعو.





فاجئتو الابتسامة متاع مولاة الفارماسي... و انتبه لوجود الطفلة اللي قاعدة واقفة وراء الكونتوار تستنى فيه ش بي يعمل، ما لقاش غير انو يمشيلها



هو: عسلامة... شنحوالك؟



هي: لاباس، يعيشك... اتفضل



هو: باكو "سبالت" بربي



عجبتها الفازة كيفاش انو سأل على أحوالها، تقدّم ملحوظ يذكر فيشكر، اما الدواء هذا اللي سال عليه أول مرة تسمع بيه... قعدت تغزرلو و ملامح وجهها تستفسر ع الشي هذا.





حتى هو ما كانش يعرف شنوة السبالت هذا، كان اسم متاع دواء، موجود في المانيا... و على ما قالولوا اولاد الحلال انو ما يتباع كان في المانيا، او في أوروبا قد يكون... المهم أنو مش موجود في تونس



هو: دواء... زعمة ش بش يكون؟



خلاتو و مشات تسأل في عرفتها من بعد رجعتلو تعتذر أنو الدواء اللي يسأل عليه مش موجود.



ما نساش بش يشكرها قبل ما يخرج م الفارماسي.



رجع من غدوة، انتابها شعور بالسعادة لمجرد رؤيتو داخل م الباب متاع الفارماسي.



ما كانش ناوي بش يجي اليوم، اما حس بروحو كاينو ناقصتو حاجة، كاينو محتاج بش يشوفها



هو: باكو "سبالت" بالله



هي: (متعجبة) "السبالت"... هذا متاع البارح؟



هو: أي، هو بيدو





ارتسمت على وجهها ملامح متاع أسف شديد



هي: لا لا، ماو قلتلك البارح ما ثماش



اتظاهر بالاسف و هو يقوللها



هو: (بنبرة كلها إحباط) أي... و ما جبتوش منو اليوم؟



جاوبتو بالنفي... فما كان منو إلا أنو تأسفلها و خرج م الفارماسي بعد ما خلاها باهتة ماهي فاهمة حتى شي م الحكاية الدواء اللي طلعلها بيها.



قعد نهارين، ما عاودش رجع فيهم... في الأثناء عاودت وصلتها أخبار مؤكدة انها أمّو مازالت تسأل عليها و على أحوالها و عايلتها و كل ما يتعلّق بيها.



رجع النهار الثالث، مشالها طول، على غير عادتو قبل، و بابتسامة عريضة على وجهو قاللها



هو: هــــاك الـ...



ما خلاتوش يكمّل، ابتسمت و هي تقص على كلامو و تقوللو



هي: "السبالت"... و الله ما نكسابوه



اتكى بمرفقو ع الكونتوار، بعد ما غزر ع اليمين بطرف عينو و اتاكد انها مولاة الفارماسي موش لاهية بيهم



هو: أي... ما ثماش أمل تجيبوا منّو؟



هي: شنوة هو السبالت هذا؟



هو: و أنا منين نعرف عليه... تي ماهو دواء و برّه





هي: آه... امالا كي هو هكة، هاك ديمة طل، و أسأل



اتلفت يمين و يسار، و زاد قربلها كاينو بش يوشوشلها



هو: تي ماني، وليت نحشم



هي: أيا باهي... و الله ما في بالي





هو: تي لا، ما فهمتنيش... ماهم تو يقولوا شبيه هذا داخل خارج على غير ماهو قاعد يشري



هي: امالا هاك خليلنا نومروك تو كي نجيبوا منو هذا ش اسمو



هو: سبالت



هي: اي هذاكة... كي نجيبوه تو نتصلوا بيك



هو: و علاه تقلقوا في ارواحكم و تخسروا في حق الأبال



هي: امالا ش تحبني نعمللك



هو: تي هات النومرو تو نطلب انا نسأل.



الحديث بيناتهم كان مرح للغاية، إلا أنها ما نجمتش تشد ضحكتها قدام طريقتو في طلبان النومرو، و ما لقات غير انها تنصاع لرغبتو و تجبد ورقة صغيرة م المحطوطين ع الكاسة كتبت عليها نورمورها و مدتهالو



<

مازادش طوّل في الحديث معاها، فيسع ما دخل حريف آخر للفارماسي اتسبب بيه و شكرها... و خرج.




قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

السبت، نوفمبر 27، 2010 02:30
شافتها أمو أوّل مرة وقت ما مشات اتعزّي في درى شكون اتوفّى يقربلهم... سألتها عليها بنت شكون و أصلها و فصلها و روحت لولدها تجري كاينها جايبة الصيد من وذنو.

أمّو: الطفلة تخدم في فارماسي... مش فارماسيان أما و الله تفهم خير م الفارماسيان.


رغم اللي ما عينتوش بش يدخل في دولاب متاع ماخذة و خطوبة المدة هذي، أما أمو حلفتو براسها و جيهتّو بالأيمانات السبعة اللي هو ملزوم ما يمشي و يطل

أمّو: تي بالك تعجبك؟

هو: قلتلك الرّيق هذا ما عادش نحبك تجبدهولي

أمّو: ش عندك بش تخسر... انتي شوفها و من بعد احكم


عدّى أيامات لين نساها الحكاية... لين درى كيفاش نهار م النهارات يلقى روحو متعدّي قدام الفارماسي هذيكة... سمّى باسم الله، و دخل... و قعد يستنى لين جاه الدور

هي: (و هي تبتسم) اتفضّل

ما جاوبهاش... قعد يغزرلها شوية و هو ساكت مع ابتسامة خفيفة


حليلتها... مصلّي ع النبي عليها كيما يقولوا

هو: باكو ايفيرالڤان بربّي

مدت يدها للخزانة اللي مع جنبها، و مدتلو باكو الحرابش، خلّصها و خرج.

رجع من غدوة، عاود شري باكو افيرالڤان واحد آخر.

من بعد غدوة كيف كيف.

فاق بروحو ساعات كي يتفاضى و يسرح بمخو... يخمم فيها، و كل وين يخمم فيها راسو يوجعو، يولي يجبد حربوشة اتشتش يرميها في كاس ماء... و يشربها.

و قعد هكاكة ايامات... و كمية الافيرالڤان اللي عندو ماشية و تزيد مش عارف ش بش يعمل بيها، و الأهم أنو مش فاهم وين واصلة حكايتو مع الطفلة.


عاودت امو جبدتلو عليها و حكالها انو شافها... فرحتها كانت ما تتوصفش.

دخل عليها مرة م المرات للفارماسي، دوب ما شافتو اتبسّمت

هي: اتفضّل

كانت متأكدة انو بش يطلب منها الطلب متاع كل مرة... كان وصللها الخبر اللي أمو قاعدة تسأل عليها تحب تاخذها لولدها، و كانت عاجبتها الفكرة، و مبدئيا ما عندها حتى اعتراض

هو: بالله سامحني... بش نسألك؟

أخيرا... بش يطلب أنو يقابلها، يتعرّف عليها، بش يطلب منها نورموها، كانت في كل الاحول بش تجاوبو ع الطلب متاعو بالموافقة و تمشي معاه ع الخط لعل يبدل ها الهدرة متاع الحرابش اللي مكبّش فيها و مش مبطّل.

هي: نعم؟

هو: (بنبرة فيها شوية تعجّب) الايفيرالڤان

ما فهمتوش ش يقصد... أما رغم اللي مازال شادد صحيح في هدرة الافيرالڤان، ما فيها باس تمشي معاه ع الخط و بشوف ماه وين بش يصبّ.

هي: شبيه زادة؟

هو: ما تبيعوا كان بالباكو؟

هي: سامحني... ما فهمتكش؟

هو: لا... حبيت نسأل ع الافيرالڤان؟

هي: أي فهمتك... أما شبيه؟

هو: ما تبيعوش بالكعبة؟

هي: (تبتسم) آه، لا لا، سامحني... ماناش عطرية هوني


هو: خسارة... (يتنهّد) الله غالب

و خرج م الفارماسي، شايخ بالضحك... خلاها حالّة فمها ماهي فاهمة حتى شي


قعد ثنية كاملة و هو يخمم أنو يلزمو يبدّل الهدرة، و يطلع بطلعة أخرى غير الافيرالڤان.

قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الاثنين، نوفمبر 22، 2010 03:00
الهداري الفارغة: , ,


علي: يا حمة... تي حل بلوڤ يرحم بوك.

البرباش: تي أخطاني بالله... ش بش نحط فيه؟

علي: ما تحط فيه حتى شي، أما كلامك و حكاياتك هاذم اكتبهم و اكاهاو... و الله ساعة عندك حكايات و ستيل يعملوا ستة و ستين كيف

البرباش: لا لا، تي اخطاني بالله.

علي: تي لا يا خويا... و الله ما تخمم فيها الحكاية.

هذاكة كان مقتطف من حوار اتكرر عديد المرات بيني و بين علي... صديق شاءت الصدف أنو نتعرفوا على بعضنا في ظروف مازلت لحد هذي اللحظة نجهلها، فقط اللي نتذكرو هو أنّو اتعرفت على علي عبر السكايب و كان أن ربطت بيناتنا صداقة تجاوزت ببرشا اطارها الافتراضي و حتى أنو معرفتي بعلي توة ما انجمش نصنفها على أنها مجرد صداقة أو معرفة.

للي ما يعرفش علي بن نصر، هو شقيق صديقنا المدون شهاب... كان زادة اشترك معانا في لقاء جمع ثلة م المدونين في ماي 2008 في العاصمة، و كان بمناسبة قدوم طارق الكحلاوي لتونس في الفترة هذيكة بعد تحصلو على شهادة الدكتوراه، تم بث مقتطفات م الحوار هذاكة على مدونة الرديون... و كان حتى حضر معانا الصيف اللي فات في لقاء آخر جمع ثلة اخرى م المدونين (نفسهم اللي تلموا المرة الأولى و انضمولهم جماعة اخرين) أما وقتها ما سجلناش على خاطر ما عينتناش و العباد الكلها فدت و طايرتلها النفحة م التدوين أو بش نكون ادق في المعلومة، م البلوڤسفير.

اللي نتذكرو مليح أنو وقت اللي بديت نخمم فعلا أنو نعمل مدونة، ما كنت عندي حتى فكرة شنوة تعني الكلمة هذي، و لا شنوة هو التدوين و لا المدونين... المدونة الوحيدة اللي كانت موجودة في قائمة المواقع المفضلة عندي هي لست أدري... كان هذاكة الموقع الوحيد اللي كنت نتذكّر أني كنت ساعة ساعة نعمل طلة عليه و نشوف إذا ثمة جديد و إلا لا، من دون ما نجيب خبرة لحكاية الكومنتارات... أهوكة نصوص محطوطة و اكاهو.

كنت في بعض الاحيان نقرى بعض النصوص لبعض المدونين التوانسة، من غير ما نفهم الإطار متاعها، من غير ما نعرف كيفاش وصلت للرابط بش اتحلت الصفحة قدامي، اهوكة نقرى و نتعدّى مرور الكرام، كيف اللي يقرى في مقال في جريدة أو في مجلة ع الانترنت...

أول مدونة تونسية قريتها و تبعتها كمدونة هي مدونة اكسترافاڤنزا، و كان ذلك في إطار تدوينة كان نشرها البيغ تراب بوي فيها فيديو يخص واحد صاحبي عمل عملة كيف البصل (وكان واجب الصداقة يفرض عليّا أنّي ندافع عليه من منطلق انصر أخاك ظالما أو مظلوما)، حتى أنّي كنت اتصلت بالبيغ وقتها عبر المسنجر و دارت بيناتنا بعض الحوارات القصيرة في خصوص الموضوع هذاكة... و حتى الأرتيكل اللي حط فيه البيغ الفيديو ما كانش ليّ فيه حتى تعليق، و إنما اكتفيت بوضع بعض التعليقات في هاك التشات الأصفر اللي كان حاططو على جنب و كان ثمة شوية تفاعل من بعض القراء.

اللي نتذكرو زادة أنو سنحتلي الفرصة بش اطلعت على بعض المدونات المقيدة في ليستة المدونات الصديقة متاع البيغ، و عرفت بوجود بعض المدونين الأخرين كيف أزواو، أرابيكا، طارق الكحلاوي، فري راس و بالطبيعة مدونة شهاب خو علي اللي كنت اتعرفت عليه هو زادة و حتى أنو ثمة بعض التدوينات اللي كنت قريتها في الفترة هذيكة و اللي كانت أول ما استفتحت بيه معرفتي بالبلوغسفير مازلت نتذكها لحد الأن، انجم نذكر مثلا حكاية الكانون لأزواو، حكاية الحصان لأرابيكا، الحملة الأولى متاع المغرب العربي اللي اطلقها بيغ تراب بوي...

و أمام الإصرار متاع علي... كان أنّي خذيت بخاطرو، و عملت كونت ع الجيمايل، بما أنو البلوڤر هو سيرفيس يتبع الڤوڤل فمن المستحسن أنو جميع الحسابات المتعلقة بالمدونة تكون تابعة بعضها لعل يكون هناك بعض الميزات... شكون يعرف!

ما نتذكرش العنوان متاع المدونة و لا حتى الرابط اللي عملتهم وقتها، نسيتو كيف ما نسيت البسودو (الاسم التدويني) و الباسوورد (كلمة السر) اللي كنت حليت بيهم الكونت... فقط نتذكر أنو كانت حاجة فيها حكايات، حكاياتي، حكواتي، حاجة هكة...

كنت كاتب جميع المعطيات اللي تخص المدونة هذيكة في ورقة صفراء محطوطة ع البيرو متاعي، الرابط، البسودو، الباسوورد، بعض المقتطفات م الكود سكريبت متاع التمبلات اللي عديت تقريبا ليلتين و أنا نخدم و نزّين فيها بش يكون المنظر متاعها مقبول... و شاءت الصدف أنو ظهرلي في الفترة هذيكة بش نفورماتي الاورديناتور متاعي (كنت مغروم بالفورماتاج، بحيث قليل يتعدّى شهر من غير ما نفورماتي و نبدّل نظام التشغيل و نجرّب ش ثمة جديد)...

جيت من غدوة بش نكمّل الخدمة اللي بديتها في المدونة، نختار التصويرة متاع البسودو و البانر اللي بش نحطو في المدونة م الفوق... نلقى السيسيون متاع الفايرفوكس مشات على روحها من غير ما نجيب خبرة أني نستحفظ بنسخة منها... ضربت على هاك الورقة الصفراء فص ملح و ذاب، اتبخرت... قاعد نلوّج عليها، قلبت البيت سفليها على عاليها، و تدخل رؤى بنت اختي (كنت اتحدثت على رؤى بنت أختي في تدوينة [الزقوقو... و العصيدة]) للبيت

البرباش: رؤى ريتشي ورقة صفراء كانت محطوطة هوني ع البيرو

رؤى: ورقة؟

البرباش: أي... ورقة كانت محطوطة هوني

رؤى: آه ورقة صفراء

البرباش: أي، هذيكة هي

البرباش: ويني

رؤى: (تغزرلي على فرد جنب بطريقة تخليني و بحكم معرفتي بيها نفهم أنها عملت بعض العمايل) ...

البرباش: مايسالش... ويني الورقة؟

رؤى: عملت بيها صاروخ

البرباش: صاروخ

رؤى: (تتحمس في الحديث) أي صاروخ سمـّـــــــح عملهولي خويا

البرباش: (ندوّح في راسي) أي أي، تبارك الله عليك و على خوك... و ويني الورقة توة

رؤى: روحت بيها

البرباش: امالا توة هي في داركم

رؤى: (تغزرلي على فرد جنب بطريقة تبعث ع اليأس) ...

البرباش: (نبتسم... سايي، اقتنعت أنو الحكاية ماعادش فيها) تي ويني... وينو الصاروخ؟

رؤى: لوّحتو في الكياس

البرباش: (بنبرة كلها حسرة) بالله؟

قعدت رؤى تغزرلي، بكل بلاهة، و كنت قاعد نغلي مش عارف ش بش نعمللها... شديتها من أكتافها الزوز و خضّيتها شوية

البرباش: (مازلت شاددها من اكتافها) ش تحبني نعمللك تو؟؟

رؤى: (بكل براءة) حطلي الفيلم متاع النمالة

هههه، هوما الحقيقة مش فيلم برك متاع النمالة، و إنما مجموعة أفلام، تقريبا الأفلام الكرتونية (الصور المتحركة) متاع النمال الكلهم عندي منهم... لكن الفيلم اللي كان يعجب رؤى بنت أختي كان فيلم (لوكاس/ نملة رغما عنه)، و ما كانش يعجبها الفيلم و إنما الحكاية اللي نحكيهالها و هي تتفرج في الفيلم، على خاطرني كنت نلعبلها دور المترجم و نخلقلها م الفيلم حكاية كانت كل مرة تختلف ع اللي قبلها.

مغلوب على أمري، حطيت الفيلم و قعدت قدام الأورديناتور و حطيت رؤى في حجري و قعدنا نتفرجوا في الفيلم... و أنا بطبيعة الحال نجيب و نجلّب و الطفلة حالة فمها

البرباش: فاش تعمل النمالة هذيكة؟

رؤى: أهوكة تبربش

البرباش: تبربش!

رؤى: تي أي

البرباش: كيفاش؟

رؤى: تي أهوكة تبربش درى فاش تعمل

و ضربت في مخي الحكاية و وقتها ان قررت أنو يكون اسم المدونة الجديدة اللي بش نعاود نخدمها (كي الناس الملاح) في علاقة بكلمة تبربش... زدت شوية في الفيلم مع رؤى و من بعد أقنعتها انها تمشي تلعب على روحها في بلاصة أخرى... و قعدت نبربش.

اخترت اسم البرباش، و بما انو المدنة كنت قررت مسبقا انها تكون عبارة على سرد لبعض المواقف و الحكايات اللي صارتلي، اخترت اسم تبربيش و حكايات فارغة... و بطبيعة الحال كان اللوغو متاع المدونة و المدون هو عبارة على صورة نمالة (لقيتها بمجرد عملية بحث في التصاور ع الڤوڤل، اخترت اللوغو هذا على خاطر لقيت برشا تصاور مختلفين لنفس النملة)

و كان ان بديت في اعداد المدونة هذي... و حطيت التدوينة الأولى [مدونة قيد الإنشاء] و قعدت نزين فيها.

الخميس 22 نوفمبر 2007 كان أني مشيت العشية قيدت في الكاباس... روحت للدار و كتبت أول تدوينة [الكاباس: تفرهيدة... و إلا مستقبل]... و نشرتها

علمت شهاب عبر السكايب بالعنوان متاع التدوينة، و مشيت على روحي و الله ماني عارف ش ثمة وقتها، لكن اللي نتذكرو أنّي قعدت النهار هذاكة من غير كونكسيون، ما بتش ليلتها في الدار... بش نرجع من بعد ما نلقى حتى كومنتار.

البرباش: (نسأل في روحي بنبرة فيها شوية إحباط) تي شبيه حتى حد ما حطلي كومنتار؟

كان مجرد تساؤل بسيط سألتو لشهاب عبر السكايب.

فقط للتذكير أنّي وقت ما حليت المدونة ما كانش عندي حتى علم بوجود مجمع للمدونات التونسية كيف ما التن-بلوڤ... حتى أني كيف رجعت من بعد بنهار م اللي كتبت التدوينة الأولى قعدت نتسائل كيفاش العباد بش تعرفلي المدونة متاعي و تجي تقرالي... اعتقدت م الاول أنو البلوغر قد يكون يوفر خدمة لتصفح المدونات أو حاجة تشبه، لكن البلوغر يضم مدونين من جميع أنحاء العالم، و وقت ما حليت الكونت متاعي، ما نتذكرش أنو طلب مني نحط بلادي أو مكان إقامتي... و كان التساؤل اللي يفرض روحو وقتها.

البرباش: ياخي العباد كيفاش بش تعرفني و تسمع بيّ بش من بعد تقرالي و تحطلي كومنتارات

يعني أنا من بعد ما نكتب التدوينة متاعي، التوانسة منين بش يفيقوا بيها و يعقلوها انها متاع مدون تونسي... عملت كيف هاك النكتة متاع الطبيب اللي وصف للمريض ثلاثة أنواع متاع حرابش، و قاللو هذي لوجيعة الراس و هذي للقلب و هذي للمعدة، المريض غزرلهم منها قاللو و انا يا دكتور شكون قاللي اللي كيف نشربهم، كل واحدة بش تشد بلاصتها؟

نفس الحديث هذا حكيتو لشهاب، اللي قعد يضحك عليّ، قبل ما يبعثلي الرابط متاع تن-بلوڤ و يفهّمني أنو ثمة موقع يجمع المدونات التونسية الكل... و يبعثلي الايمايل متاع حسين و يقوللي بش نبعثلو و نطلب منو يزيدلي المدونة متاعي في الليستة.

وقتها برك وين بديت نفهم في السيستام... و نقرى في المدونات، نلقى أنو ثمة برشا نصوص قريتها قبل كانت في الأصل عبارة عن تدوينات.

و بديت نقرى في المدونات، اللي كانوا كعبتين و كعبة... عديت ليلة كاملة و أنا نفلي فيهم مدونة مدونة... أول تدوينة قريتها كانت لسنية نوفراج جات فرحانة طايرة هيا يا نساوين زغردوا، أول كومنتار كتبتو كان في تدوينة لأزواو اتحدث فيها على وفاة زوجتو (الله يرحمها)، أيامها الأخرانية و المرض متاعها و وقت ما وصللو خبر مماتها... و التعليق كان في قالب تعزية كمعظم التعاليق اللي كانت موجودة وقتها.

و سجلت روحي في التن-بلوغ و حطيت هاك السكريبت اللي اقترحو عليا الموقع في المدونة متاعي... و بعثت لحسين، اللي ليه ليه ما جاوبني يعلمني بإضافة مدونتي في القائمة متاع المدونات... كان شعور غريب بالسعادة اعتراني لمجرد إضافة اسم المدونة متاعي في الليستة... حسيت بروحي أنّي عملت حاجة كبيرة، قفزة نوعية كيما يقولوا في الأخبار.

و ليه ليه، ساعات قليلة و هل اول كومنتار... كان عمروش.

أخيرا... ثمة كومنتار، معنتها ثمة شكون قرالي... ملاّ جووو

ساعات من بعد و كان الكومنتار الثاني، المرة هذي طارق الكحلاوي... كنت قبل قريتلو درى قداش من نص، لكن ما فيباليش انو الموقع متاعو كان عبارة عن مدونة (كيفي كيفو معنتها) و كان يعجبني فيه تطرقو لمسائل جدية باستعمال الدارجة التونسية بأسلوب هادي و رزين كيف البيغ تراب مثلا و لو أنو هذا الاخير كان يختلف عليه بنبرة التمقعير المرحة متاعو اللي تعطي لنصوصو طابع آخر.

و بديت نكتب في التدوينات بالشوية بالشوية، و التعاليق بدات تكثر... و الاهم أني بديت نفهم في السيستام متاع البلوغسفير.

كنت عادة نبدى كتابة التدوينة أول السهرية، نكملها عقاب الليل و من بعد نبدى نلوّج ع التصاور و نزيد و انّقص فيهم، بش ننشرها وجوه الصباح... و قول مبلدو التن-بلوغ و إلا حتى الآخر تونيبلوغ كيف يضربلها ساعات بالثلاثة سوايع و العبد مسطّح خليقتو قدام الأورديناتور و هو يستنى لين التدوينة متاعو تطلع في الليستة... كانت ما تجيني غمضة إلا ما نشوف التدوينة متاعي ع المواقع هذوكم الزوز، بش نرقد و نخلي الأورديناتور محلول، أي كومنتار يتحط في المدونة يتبعث بطريقة أوتوماتيكية للجيمايل اللي كان كل وين يوصللي ايمايل يعمل نوتيفيكاسيون (إضافة تتزاد للفايرفوكس) و يطلعلي ميساج مرفوق بنغمة (زميرة)

و كنت درى قداش من مرة نفيق عقاب الليل على صوت الزميرة متاع النوتيفيكاسيون نولي نقوم نجري بش نقرى الكومنتار اللي تزادلي ع المدونة و نرجع نرقد... قرير العين

و اكتشفت بعد بجمعتين تقريبا أنو الايمايل اللي كنت بعثتو لحسين م الأول بالكل، كان فيه الاسم و اللقب متاعي الصحاح، اللي طلبوني فيهم وقت ما جيت نحل في الكونت و مشيت معاهم بنيّة و حطيتهم كيف ما هوما...

ملا عملة، الأنونيما متاعي مشات على روحها... خفت لا حسين يمشي يقوّد بيا و يكشف شخصيتي الحقيقية للأخرين (بقية المدونين)... ع البلاصة بدّلت الاسم متاعي في خصايص الايمايل و لبدت أيامات نثبّت في الأجواء، أيامات وصلت حتى أني خممت فيهم نفسّخ المدونة جملة واحدة و نمحي بذلك أي أثر للبرباش.

رغم عدم اقتناعي بجدوى أنك تكون انونيم إلا أنو كان (و مازال) ثمة إصرار غريب مازلت مانيش فاهم دوافعو على أنّي نبقى في كل ما يخص المدونة كبرباش فقط... حتى أنّي نتذكر مرة المدون أبو ناظم (الناقد) كان حطلي كومنتار يذكرني فيه بالإسم، فسختو... بالطبيعة بعد ما اتصلت بشهاب و علي و طلبت منهم أنهم يبلغوه اعتذاراتي، لكن للضرورة أحكام.

الحاصل... واصلت شيئا فشيئا في المدونة و الكتيبة، وبديت نتعرف على بعض المدونين... أول كونتاكت ليّ كان مع سنية (نوفراج)، دردشة بسيطة عبر الجي-تولك كان فيها اصرار مني على اني نكون انونيم مقابل ابتسامة ساخرة من سنية اللي كانت دايما تأكد أنو مع احترامها للخيار هذا إلا انو المدونين الكل يعرفوا بعضهم و ما ثماش أنونيما ما بيناتهم... إلا أنو إصراري كان قوي برشا

أول مرة يتم ذكر مدونتي كان في تدوينة لحسين اتحدث فيها على تكاثر المدونين اللي يحكيو بالدارجة، و ذكر برشا مدونات منهم المدونة متاعي... حسيت بروحي أنّي وليت مهم و عندي ما نقول في روحي في البلوغسفير هذي، و حطيت كومنتار رزين من نوع وضّح ابن أفصح هههههه... ثم من بعدو أزواو في تدوينة اخرى في مدونتو القديمة (خيل و ليل) وين اتطرق زادة لحكاية المدونين اللي قاعدين ينسحبوا و المدونين اللي قاعدين يبرزوا و ذكر زوز أمثلة هوما مدوني أنا و مدونة قرطابوليس...

ثم كان الحوار اللي دار في الرديون وين المدون وليد بن عمران (اللي وقتها ما كانت تجمعني بيه حتى علاقة) جبد عليا و قعد قريب الدقيقتين يشكر و يشكّر في البرباش.

و منها بديت نتعرف شيئا فشيئا ع البقية، فاطمة (آرابيكا)، وسام (الڤوفرنور)، وليد (أصوات و سبل)... ثم مريم (مريومة من باريز)، اللي كانت معرفتي بيها كيف اللي حليت الباب على مصراعيه بش نتعرف على بقية المدونين، اللي نذكر منهم خاصة سندة (شادوو) اللي تعتبر توة من أعز الأصدقاء لرؤى بنت أختي... نتذكّر مليح أول مرة اتحدثت فيها معاها وقت ما وراتني التصاور متاع ميت-آب كان جمع برشا مدونين و عرفتني على العديد منهم و توصّي أنو ما يلزمنيش نقول أنو هي اللي قالتلي على أساميهم الحقيقية.

مريومة: (تشيرلي لتصويرة طارق الشنيتي) هذا اللي ما يعمل فيّا لو كان يعرف اللي أنا وريتلك تصويرتو.

دخولي للبلوغسفير كان في فترة قد تكون من أعز الفترات اللي مرت بيها البلوغسفير في تونس... أواخر 2007 و بداية 2008 وقت اللي كانوا معظم المدونين احباب و وخيان (يا حسرة، ع الأخوة... و ع العرك زادة)

كنت في بداية تجربتي حريص برشا ع الانونيما متاعي، بدرجة رهيبة مش عارف علاش، حتى مع المدونين اللي نحكي معاهم...

بالشوية بالشوية بديت ندخل اكثر في الكواليس و نتعرف اكثر ع المدونين و غير المدونين م اللي يتبعوا، و شاركت في الرديون للمرة الأولى، بعد دعوة وصلتني ذات صباح من المدون طارق الكحلاوي، دعوة خلاتني نشعر اللي انا وليت مدون مهم برشا، يمكن لو كان توة تبعثلي جريدة او قناة تلفزية تحب تحكي معايا و إلا تعمل معايا حديث صحفي (ههههه)، فرحتي مش بش تكون قد الفرحة اللي فرحتها وقتها، و لو أنو أغلب الظن بش انخمم شوية في الحكاية من بعد نرفض... عديت فوق الساعة و أنا نخمم آش بش نقول في حكاية الجهويات اللي طارق قال انها بش تكون موضوع الحلقة، كتبت برشا رؤوس أقلام، و بدات الحلقة و قعدوا الجماعة يحكيوا و كل وين واحد ياخو المبادرة كل ما نشطب البعض م الملاحظات اللي دونتهم لين وقت ما جات اللحظة الحاسمة و وصللي الدور ما لقيت ما نحكي و قعد نهز و نسبط، كيما قعدت نهز و نسبط في المرة الثانية اللي شاركت فيها في تسجيل حلقات الرديون، كيما كانت المرة الثالثة زادة، و المرات اللي من بعدها الكل عدى المرات اللي كنت نحضر للتسجيل فقط و نطلب من طارق عدم إدراجي في الحوار.

في فترة ما، بدات النفحة متاع الكتيبة تطير، و اقتصر وجودي حينها في البلوغسفير على بعض الامور التقنية... مساعدة البعض في تصميم و تزيين مدوناتهم، و كذلك تصميم بعض الشعارات للحملات التدوينية اللي كثرت برشا و تكاثرها كان اللي افقدها الجدوى متاعها (حسب رايي الشخصي المتواضع) و خلى العباد (بما فيهم المدونين المطالبين بتنشيطها) تفد منها.

اتعرفت على برشا أشخاص، كونت برشا علاقات كانت في معظمها صداقات، ثمة بعض العداوات زادة (للأمانة، سعيد جدا بجميع من عرفتهم)... حياتي الإفتراضية طغت في فترة ما على حياتي اللي عايشها و كانت بش تاخو منحى آخر لولا أن تم (و الحمد لله) تدارك الوضع بش تاخو الأمور الكل نصابها...

قلت اتعرفت على برشا أشخاص قابلت البعض بينما بقات العلاقة بالعديد منحصرة في اطارها الافتراضي و لو الأكيد أنها اتجاوزتو ببرشا باعتبار التطور اللي شهدتو الانترنت من ناحية الانتشار و سعة التدفق خاصة و اللي ساعد على تطوير العلاقات الافتراضية في ظل وجود مواقع كي الفايسبوك و التويتر بدرجة أقل و غيرهم بالاضافة لبرامج الدردشة (كيما يقولوا جماعة الخليج) اللي ولاو أكثر م البطاطا.

توة... بعد ثلاثة سنين من انخراطي في البلوغسفير، نلقى روحي وليت بعيد تماما ع الاجواء، كنت نستغرب من بعض المدونين القدم (كيف نوسترا مثلا) اللي كي نحكي معاهم يقولوا انهم ما عادش يتبعوا جملة، لكني الآن نأكد اني تقريبا ما عدتش نتبّع في الاجواء جملة... التن-بلوغ (المجمّع الوحيد اللي قعد ما تصنصرش) ما عادش ندخللو غير مرة كل نهارين ثلاثة أيام و تصادف أني نقعد بالأسبوع و أكثر من غير ما ندخل... ساعات ننفح شوية و نكتب كلمتين و فيسع ما نفد نولي انكمّل الأرتيكل كيف ما جات و ننشرو، برشا مرات نبدى نكتب الأرتيكل و نبخل اني نكملو، أو نكملو و نبخل أنّي نريڤللو تصاورو، أو نكملو ع الآخر و نبخل اني ننشرو، كيما تصير و نخاف لا ننشرو زادة... الله غالب

نكتب في الأرتيكل هذا و مش عارف وقتاش بش نكتب الأرتيكل الجاي، عندي في عوض الحكاية عشرين حكاية في مخي لكن المشكل في وسع البال و النفحة... الحكاية الجاية قد تكون غدوة كيما قد تكون بعد بشهر أو بشهرين... كيما اتنجم تكون هذي آخر تدوينة نكتبها، كل شي يبقى جايز.

لكن كخلاصة، تجربة التدوين تقعد تجربة حلوة برشا ننصح الجميع انهم يخوضوها... و نضم صوتي لبقية الأصوات المنادية بشدة المدة هذي و نقول لكل مين قري التدوينة هذي:

حل بلوڤ


قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الاثنين، نوفمبر 15، 2010 04:00

استجابة لنداء المدونة الصديقة ڤيڤوز... نواصل اللعبة هذي

و لو امخر شوية، و الأصح ما ريت حتى حد م المدونين غير ڤيڤوز، اللي طلبت مني نشارك في اللعبة هذي و اللي تقول أنها لعبة انطلقت في البلوغسفير المغربية... و الأصح أكثر ما عادش نشوف في مدونات جملة واحدة (نحكي ع التوانسة، خلّي المغاربة عاد) إلا ما قلّ و ندر، كعبتين و كعبة م اللي عليهم العين.

آخر عهدي باللعب م النوع هذا كان مع تدوينة "هيا بنا نلعب" اللي كانت أطلقتها الصديقة ولادة... و استغربت حقا كي لقيت الكومنتار متاع قيقوز ع التدوينة متاعي (هنا) لأني اعتقدت أنو الحكايات هذي انتهى عهدها في بلوغسفيرنا، و لو اني ضد استيراد الأفكار من بلوغسفيرات العباد الأخرين أما بما انها ڤيڤوز في اللعبة و لأنها اول مرة تطلب مني طلب ما يجيش منو نكسر بخاطرها.

حكايتي مع الكتب... هي حكاية حل الصرة تلقى خيط هههههه، مانيش مغروم جملة بالمطالعة أو القراءة (حتى كي تكون جريدة) هذاكة علاش برشا أسئلة مانيش بش نجاوب عليهم لتعذر وجود إجابة تصلح، و بش نحاول انو كلامي يكون متسلسل زمنيا فقط

أول كتاب مازلت نتذكر اللي أنا قريتو في حياتي، قصة اسمها الوسام... خذاتو واحدة من أخوتي جايزة في الابتدائي و كانت قصتو كانت كالتالي:

يحكيوا على قبيلة متاع نمل، ضربهم الشر و الجوع و قعدوا يلوجوا على حاجة ياكلوها... قعدوا يدوروا هايمين من بلاصة لبلاصة حتى لين ثمة نمالة صغيرة جاتهم تصيح فرحانة اللي هي لقات حاجة تتاكل، مشاو يشوفوا يلقاوها قطعة متاع حلويات في صحن داير بيها العسل... قعدت الملكة متاع النمل حايرة ش بش يعملوا لين اتقدمت نمالة و قالت أنها مستعدة تضحي بحياتها في سبيل أنو بقية النمل متاع المملكة يعيش، و رمات بروحها في العسل... و تبعوها برشا نمال اللي هذا يرمي بروحو في العسل لين نجموا يوصلوا لقطعة الحلويات (النمال ولى يمشي فوق الجثث متاع اللي رماو أرواحهم) و هكاكة كلات المملكة الكل لين شبعت و زادوا هزوا ما يززيهم مؤونة الشتاء.


أيا قعدوا النمل من بعد فرحانين... ياخي جاتهم الملكة قالتلهم يلزمني نحكي على زوز حاجات، الأولى هي أننا ما يلزمناش ننساو النمل اللي ضحى بحياتو من أجل بقية أفراد المجموعة، و الثانية هي أنو يلزمنا نشكروا النمالة اللي لقات الصحفة متاع العسل اللي فيها قطعة الحلويات و اللي كان مش هي رانا متنا بالشر و بالمناسبة هذي أنا بش نعطيها وسام (وسام تقدير مش بش تعرسلها براجل اسمو وسام، هههههه) و قعدوا النمال الكل يصفقوا و هتفوا بحياة راس الملكة.


هذي كانت أول قصة قريتها في حياتي، الصفحات كانت من الحجم الكبير (عشرة صفحات تقريبا في مقاس ورقة بيضاء عادية) و استعمل فيه اللونين الأكحل و الأزرق فقط... القصة قعدت حتى وقت قريب تتناثر في الدار منها اختفات فرد ضربة مش عارف عليها ويني.

قريت بعدها برشا قصص، خاصة في الثالثة ابتدائي، نتذكر وقتها كنت ممحون بحاجة اسمها مطالعة و قصص و حتى فلوس مصروفي (بين قوسين، خاطر ما كانتش ثمة النوسيون متاع المصروف هذي قبل... أما الفلوس اللي تطيح بين يديا بصفة عامة) الكلهم نصرفهم على شريان القصص.

السنة الثالثة ابتدائي تحديدا... م اللي كنت تلميذ طيارة و م الأوائل طارت النفحة متاع القراية و وليت تلميذ عادي، متوسط و في بعض المواد (الفرنسية خاصة) أقل م المتوسط... و وليت نتسبب في برشا مشاكل خاصة مع المعلمة متاع الفرنسي اللي كنت في نظرها و حد التريميستة الاولى واحد من أبهم التلامذة في القسم و كلاتلي الڤلب متاعي بالمسبط، ما سلكتها كان من بعد ما اعطاونا الكرنيات و ظهرت اللي أنا أصلي تلميذ باهي و الأصل يغلب و برّه.

المعلمة هذي، مدام نجيبة يذكرها بالخير... طلبت منا أول العام أننا "التلامذة البهايم" الكل نجيبوا اباهاتنا بش تقابلهم، و كنت أنا منهم بالطبيعة... عاد من غدوة هزيت بابا للبيرو متاع المديرة اللي قعدت باهتة كيفاش أنا توصل تطلب مني المعلمة نجيب بابا خاطرني م البهايم متاع القسم، و كمحاولة منها لرفع معنوياتي أعطاتني قصة و طلبت مني نقراها و من بعد نلخصها و نعطي التلخيص لسيدتي تصلحو و من بعد ترجعلي القصة و التلخيص متاعها بش تحطهم في المكتبة اللي في بيروها.


القصة كان عنوانها ذات الطرطور (الرداء) الأحمر، و النسخة كانت مخصصة للأطفال الصغار بالكل و مش مذكور فيها انو الذيب أكل الجدة متاع الطفلة (و لا حتى أنها الجدة اتخبات في الخزانة)، ربما مراعاة لمشاعر الصغار اللي بش يقراوها و حرصا على انو تكون للقصة نهاية سعيدة تفرّح...


و اللي كتب الإصدار هذاكة ما أحسنش صياغة الاحداث بحيث تحس أنو بلفط الحكاية تبلفيط، و طبعا تبلفيطو ما اتعداتش عليا و مشيت نسأل في سيدتي اللي هي بيدها قرات القصة و بلفطتني في الإجابة... وليت عاد ما عملتش الملخص حرصا أنّي ما نبلفطش سيدتي المديرة اللي ما رجعتلهاش القصة (خذيتها) كيما طلبت مني.

و قعدت هكاكة نتطلفح، لا نطالع لا حتى شي، عدى إصراري الغريب على تتبع مجلة ماجد بصفة أسبوعية و كنت م اللي يحكيوا عليها نقرى المجلة م الغلاف للغلاف...


لين في الأولى و إلا هي الثانية ثانوي (السابعة أو الثامنة أساسي بالسيستام الجديد) فرق علينا الأستاذ متاع العربية قصص و طلب منا أننا نقراوهم و نلخصوهم للحديث عليهم في الحصة المخصصة للمطالعة... كانت المجموعة متاعي مطالبة بمطالعة قصة حليمة (محمد العروسي المطوي).


أتعداو الأسبوعين و طبعا كيما كان متوقع حتى حد ما قراها القصة، جيت نسأل في واحد م الجماعة قال أنو قراها و هي تحكي على حليمة السعدية مرضعة الرسول صلى الله عليه و سلم... و جات بزهري و خرجني الأستاذ شفاهي و قعدت نحكيلو ما قاللي صاحبي.

ما خذاش في حقي حتى اجراء، لأني كنت م التلامذة الممتازين عندو (كنت الأول في العربية) أما نصحني أني نعمل اشتراك في المكتبة العمومية و نولي نطالع شوية... خذيت بنصيحتو، و عملت الاشتراك في وقتها و قريت بعض القصص أما كنت ديمة نوخّر في ترجيع الكتب حتى من بعد كي اتعدى العام الأول طلبوني في خمسة دينارات و درى قداش غرامة متاع تأخير، وليت بطّلت ما جددتش الاشتراك، حتى انو ثمة كتاب قعد عندي ما رجعتوش ليومنا هذا (قصة الفيل الأبيض) اتعدات مدة مستحفظ بيه في الدار ما نحبش نهزو للمكتبة خوفا لا يجبروني على دفع غرامة التأخير.

الإشتراك في المكتبة العمومية كان فرصة بش انجم نقى برشا قصص أهمها المجموعة العالمية للفتيان (قصص عالمية مترجمة) اللي نذكر منها خاصة دون كي شوت و جزيرة الكنز.



إلى حد تلك الفترة، كانت عندي موهبة الحفظ... أني كل ما نقراه نحفظو عن ظهر قلب م القراءة الأولى، مهما يكون طولو، جمبع النصوص اللي في كتب القراءة، جميع القصص اللي كان أني قريتهم، كل ما يتقال قدامي من كلام و حديث... حتى أني نتذكر مليح كيف كنت نمشي للمحل متاع الوالد و نسلّم عليه كل ما نروّح م المكتب هو و اللي نلقاه معاه و نسرططلو عن ظهر قلب كل ما قريتو و ما قالهولنا المعلم، و من بعد نتعدّى للدار.

كيف كيف زادة كنت نحفظ برشا أجزاء م القرآن الكريم، و ثمة برشا سور م اللي ما كناش نقراوهم في المكتب و انما كنت نقراهم وحدي.

و من بعد بالشوية بالشوية بدات تمشي على روحها الخكاية هذي و وليت ما عادش انلوّج برشا ع الحفيظة و لو أنها الموهبة الحق متاع ربي مازالت موجودة لحد الآن غير أنو وسع البال ما ثماش و برّه.

في السنة الثالثة ثانوي... خذيت أول إنذار في مسيرتي الدراسية، و كانت حصة متاع عربية.

نسيت إذا كانت حصة مطالعة و الا شرح نص... كل اللي نتذكرو اننا كنا نحكيوا على قصة سهرت منه الليالي (علي الدوعاجي) اللي كنت خذيتها ضمن القصص اللي اعطاوهملي في الجايزة اللي خذيتها في السنة الأولى ثانوي...



و كنا قسم كامل خايضين كي راس المجنون حتى أنها الأستاذة كل مرة تهيج في واحد م التلامذة بش البقية يسكتوا، لين مرة جات فيا الضربة و عيطت عليا، يتلفتلها الطفل اللي مع جنبي

يقوللها: (بنبرة متاع تنرفيز) قوللو ... من قبولي و هو يقوللي سهرت فوقه الليالي

و رغم المفاجأة و خطورة الموقف ما نجمتش نمنع روحي أني ندهش بالضحك، كيما كان حال التلامذة الكل، حتى الأستاذة ما نجمتش تشد روحها أنها تضحك... و كان الإنذار اللي خذيناه أنا و الطفل اللي مع جنبي وقتها بسبب التشويش داخل القسم.

و كملت بقية الأعوام لا نطالع كتب و لا غير، لهّاني التوجه متاعي خاصة (رياضيات ثمة ميكانيك من بعد في السوبريور) أني نبتعد تقريبا بصفة كلية ع الدومان متاع الكتب و القصص... عدى الكتب متاع الاختصاص اللي قريت منهم برشا، و نصرف عليهم برشا من فلوسي و وقتي زادة.

عندي غرام أني نمتلك بعض العناوين في نسختها الأصلية (ما تكونش مطبوعات فوتوكوبي) و الحاجة الوحيدة اللي نوصّي عليها جماعة الخارج (هذا كي نوصّي طبعا) ما تكون عادة كان بعض العناوين متاع كتب تهتم بالميكانيك بصفة عامة.

في الأثناء كانتلي بعض المطالعات اللي تتعد على صوابع اليدين، قصة اللص و الكلاب متاع طه حسين، كليلة و دمنة، ألف ليلة و ليلة (مش الكل) الكتاب الوحيد اللي قريتو بالفرنسية كان كوكب القردة، بديت درى قداش من مرة نقرى في قصة البؤساء (فيكتور هيغو) أما عمري ما اتعديت الجزء الأول (فيسع ما نفد).

في المبيت... اكتشفت مجموعة قصص رجل المستحيل أدهم صبري، قريت أربعة أو خمسة قصص لكني فديت م المبالغة متاع المصاروة في شكرهم لأرواحهم.



ما عندي حتى اسم لكاتب أو لكتاب حاليا نخمم أني قد نقرالو أو اني يستحيل نقرالو في المستقبل القريب (و لا حتى البعيد)، نفد برشا م الشعر (لأسباب كنت اتطرقتلها في تدوينة قديمة) و ما انجمش نتبع قراية ثلاثة أربعة أبيات على بعضهم، نفضّل أني نستمع للإلقاء الصوتي (نحبذ يكون أوديو حتى فيديو لا خاطر منظر الشاعر يخدع في معظم الأحيان و يعطي فكرة غير اللي يكون العبد متصورها... كنت نعرف الحكاية هذي و زدت اتأكدت منها كي مشيت لمهرجان دوز توة عامين لتالي).

آخر كتاب قريتو كان توة درى قداش من شهر... حواديت التاكسي (خالد الخميسي) بعد ما سمعت شهاب في احدى لقاءاتي بيه يشكر فيه و يحكي عليه.



هذي بصفة عامة حكايتي مع الكتب... قد تكون مخيبة لتطلعات البعض، لكن هذاكة الواقع الله غالب... التدوينة هذي ما كنتش نكتبها لولا وعد وعدتو للمدونة ڤيڤوز اللي (كيما يقول بروفيلها ع الفايسبوك) احتفلت البارح بعيد ميلادها، إن شاء الله كل عام و هي حية بخير.



قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الأربعاء، نوفمبر 10، 2010 03:00
دخل للسوق متاع العلالش... نفس العادة في الوقت هذا من كل عام.

أول ما يخبروا وقتاش العيد في الأخبار يمشي يعمل طلة... يعدّي جمعة و يمشي يعمل طلة اخرى... و من بعد يرجع نهارت الوقفة في العشية امخر و يشري العلوش


ما عندوش وين يحطّو، و زيد الاعوام الاخرانية السرقة ولات بزايد... يشريه ليلة العيد و يعدّيها ليلة كاملة يعس عليه، ما يصدّق لربي وقتاش يتعدّى الذبّاح الاول في الحومة يذبحو و ياكل تفتوفة لحم و يخلي العايلة لاهية فيه و يمشي يتكى يرقد شوية قبل ما يدور يعيّد ع الفاميليا.

يطلع سومو و الا يهبط، عندو تفتوفة فلوس يلم فيها م العيد الصغير... بش يشري بيهم العلوش اللي كتب.


المرة هذي ما عجبوش السوق، الدنيا ساكتة ما ثماش حس، مستانسة قبل واكلة بعضها بالتبعبيع و العباد تعيّط تسوم في العلالش و دزني و ندزك.

توة يدور في راحتو ما زاحمو حد... العباد الكل تغزر لبعضها تقولشي عليهم جايين لحصة تعارف... و العلالش ساكتة، العلوش اللي يغزرلو بش يثبتو يحس كاينو يڤحرلو مش عاجبو الجو.


وقف ع النصبة الاولى، الثانية، عجبو علوش... قعد يستنى في العباد بش تبدى تسوم شي، ما ثمة حد قاعد يسوم... كان الفرايجية و برّه.

ما يحبّش يسوم خاطر ساعات ثمة بياعة يكبشوا فيه، حصل مرة و سام علوش رصاتلو شراه... مروح بيه يتدحدح و هو يميّل في راسو تقولشي جايب الصيد من وذنو، عدّالو ليلة كاملة و هو يبول لين صبح عليه الصباح يلقاه عقاب كمشة قد القطوس.


من وقتها ما عاد يشري كان العلوش اللي يلقى العباد تشكر فيه و تعطي في سومها.

النصبة الخامسة، يلقى علوش قد اللي شراه عمناول... وقف غزرلو من هوني، دارلو من غادي، يسوم ما يسومش... قعد واقف شوية.

عمناول شراه بميتين و ثمانين دينار، وصلوا ساموه ميتين و سبعين و الراجل مش حابب يبيع بالسيف و المزية خذاه بميتين و ثمانين.

اتلفت للبيّاع

سألو: بقدّاش سام ها العلوش بربّي؟

قالولوا انهم العام هذا اغلى شوية... بينو و بين روحو قال أنو لو كان يقوللو ثلاثميا و عشرين و دينار يشري... و حتى من قبل بجمعة، يدبّر وين يحطّو مش مشكلة.

مولى العلوش قعد يهز فيه و يحط منها

جاوبو: أربعميا و عشرين

ضحك...

قاللو: ساموك أربعة ميا و عشرين؟؟

رد عليه: اي نعم

قاللو: و ما بعتش؟

جاوبو بوجهو ما يعني النفي.

وقتها برك لقي إجابة لحالة الصمت اللي استغربلها أول ما دخل للسوق... و ولّى يجيب خبرة للڤحرة متاع العلالش. و فهم الإحساس اللي انتابو م اللي دخل للسوق كل ما يغزر لعلّوش و يحس اللي هو بش يهد عليه ينطحو



قرر انو يلزمو يروّح، زايد... يا ذنوبي كان بش يشري علوش المرة هذي و هو خارج يعرضو المكّاس... شادد الكرني متاع التواصل يمروح بيه.

وقف وقف قدّامو منها ضحكلو

و قاللو: بعععععع

و خرج يضحك، عامل جو... حس بروحو اتفرهد كي بعبع


اتخذ قرارو أنو مش بش يشري علوش العيد هذا

قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الأربعاء، سبتمبر 15، 2010 09:11
الهداري الفارغة: , , , ,


قالولي من قبل بمدة أنو عيدك بيا ندخل للمكتب...

البرباش: (متغشش و نبكي) ما نحبّش نمشي للمكتب

ما صدّقت لربي ارتحت م المشي للكتاب، عدّيت عام و نص نقرى في الكتاب، نمشي مع الماشين و نجي مع الجايين مانيش فاهم شنوة الهدف م المشيان لغادي، كان موش سامي (الله يرحمو) ولد حومتي وقتها مغلوب على امرو معايا زادة هو ما نعرفش كيفاش كنت نعدّيهم الأيامات هذوكم... هاك المدب الله يرحمو، عديت عام و نصف ماشي جاي عليه في الآخر ختمتها معايا بطريحة لتو مازالت بين عينيا... كنت اتحدثت ع الطريحة اللي كليتها في الكتاب في تدوينة [ذكريات... أيام زمان]

أما كيما يقولوا ربّ ضارّة نافعة، جرّة الطريحة هذيكة خرجوني م الكتاب... عدّيت صيف قمقوم، شيخة و لعب و جو ، و زيد الدار شراولي بسكلات ما خليت وين مشيت بيها

و في عز الفرحة و الشيخات و الحرية المطلقة هذيكة... يقولولي اللي أنا بش نمشي للمكتب، ش من مكتب بالله، خليوني هكة رايض و عامل جو.

أيا بش يحمسوني للحكاية هزوني نهار بحذى المكتب اللي م المقرّر انّي بش ندخل نقرى فيه، بش نتأقلم مع البلاصة و نستانس بالجو... قعدت نغزر ماني فاهم حتى شي، اما جلب انتباهي قسم مبني بالحديد

البرباش: شبيه القيم هذاكة هكاكة

أختي: اهوكة قسم

البرباش: شبيه مبني بالحديد موش كيما الأخرين

أختي: خاطر هذاكة القسم اللي يقعد فيه جُنڤر


جُنڤر، البطل الجبّار... هذا (للي ما يعرفوش) كان بطل إحدى الصور المتحركة اللي كانت تتعرض وقتها في التلفزة... بطل أسطوري يعيش في الفضاء و كان عبارة عن إنسان آلي عملاق يحمي الكواكب و كان متكون من أجزاء حديدية عملاقة، يمكن هذاكة علاش صدقت حكاية أنو القسم هذاكة يمكن يكون المخبأ السري متاعو.

أيا بره مشات على روحها... حتى كون المكتب (اللي فيه قراية كيما الكتّاب) فيه جنڤر و ما أدراك حاجة ما تشجعش أنو العبد يسلّم في البحر و الجو و الشيخات و اللعب و البسكلات، و زيد اهوكة يجيبوه في التلفزة.

قعدت مطفّي الضو ع الحكاية، حتى كي يجبدولي الدّار نعمل روحي ما في باليش و مانيش على هاك الوارد... و اتعدّات ايامات اعتقدت خلالها أنّهم نساو الحكاية و بش يخليوني رايض

لين نهار م النهارات، أنا دخلت للدار و بابا هزني للحجام... على غير العادة، مستانس المشية للحجام يلزمها تحضير من قبل بجمعة حتى يتم إقناعي و نوافق على مضض... المرة هذي هكاكة لا طاح لا دزوه حتى شعري ماهوش مغوّف بش نمشي للحجام... بابا روّح بيا م الحجام و أمّي تشدني تعوّمني... ثمة إن في الحكاية

من غدوة الصباح، يقوموني بكري، يفطروني... أمي فرحانة طايرة تغزرلي و تستخايل و أنا نتدهشر بالنوم ماني فاهم شي... لبسوني حوايج جدد و قصدت ربي مع بابا

دخلنا لهاك المكتب اللي فيه جنڤر... وقفنا قدام قاعة م القاعات اللي قاعدين يعيطوا فيهم ع الأسامي، لين وقت ما سمعت اسمي مشيت، لا تافكّرت بابا و لا جبتلو خبرة كيف روّح لا حتى شي

ثمة صغار اخرين الكلهم أندادي، ثمة برشا اللي اماتهم و ابّاتهم معاهم في وسط القاعة... و ثمة حتى اللي قاعد يبكي مش عاجبو الجو و هوما يريضوا فيه، كنا كعبتين و كعبة اللي قاعدين هكاكة ما على بالناش لاهين في امور أخرى

قعدنا هكاكة مدة، ما نعرفش طويلة و الا قصيرة... كل اللي نتذكرو اللي عينيا كانوا مرشوقين في الساحة متاع المكتب، تحديدا وين هاك القسم الحديد، نستنّى في جُنڤر وقتاش بش يطلع م الساحة و تبدى المغامرة...

من بعد دخل المعلّم، و إذا بيهم هاك الاولياء الكل خرجوا م القسم فرد ضربة... ثمة طفل اكاهاو امو قعدت بحذاه خاطرو قام ينوّح بطريقة هستيرية ولات قعدت معاه ع الطاولة.

المعلّم (سي الڤريتلي) كان مريض، عندو نوع م البرد في ظهرو يخليه ديمة محني شوية و بالسيف ما يمشي... قعد يحكيلنا في حكايات و يضحك و يلعب معانا، ثمة شكون انسجم معاه، و ثمة شكون قاعد يبكي بالشوية... ما نتذكر حتى شي غير انها بلاصتي كانت مع جنب الشباك، و كانوا عينيا مرشوقين في القسم الحديد...

ثمة صغار شدّوا الصف قدام القسم هذاكة و دخلوا غادي... صحة ليهم، راهم توة قاعدين يلعبوا مع جُنڤر، و عاملين جو

ما قعدناش برشا... ليه ليه ما وفي الوقت و خرجونا كي سمعنا حس الناقوز

خرجت م القسم... مشيت وين هاك القسم الحديد، وقفت قدام الباب، نلوّج على جنڤر وينو... ما ثمة حتى حد، القسم فارغ و ما يختلفش برشا ع القسم اللي كنا قاعدين فيه... خرجت م الباب متاع المكتب، نلقى صغار م اللي كانوا معايا في القسم ماشين، مشيت معاهم من غير ما نعرف إذا كانت هذيكة ثنية المكتب و الا لا... ما بعدتش برشا و عرضني بابا هزني للدار

أول ما دخلت للدار و إذا بيهم الكلهم داروا بيا

الوالدة: آه... سمحشي المكتب؟

البرباش: (ما لقيتش ش نقوللها) سمح

البرباش: (نتلفت لأختي) ياخي وينو جنڤر... ما ريتوش

اختي: (تبتسم... كانوا الكلهم يضحكوا) ما ثماش جنڤر

حساباتي الكل طاحت في الماء... أصابني الإحباط خاطرها توقّعاتي الكل كانت في غير محلها، و يظهر فيهم كعبروهالي بحكاية المكتب هذية... معلّم درى كيفاش يمشي، و جنڤر اللي طلع ما ثماش منو... و رغم هذاكة ما كنتش انجم نرفض أني نمشي، و ما رفضتش بل استسلمت للامر الواقع

عجبتني الحكاية من بعد كيف شراولي كرطابلة و برشا دبش الكلهم متاعي انا وحدي... و امي خيطتلي طبلية وليت نلبسها كل وين نجي ماشي للمكتب... حتى م المعلم وليت من بعد نحبّو بطريقة رهيبة حتى انهم الدار كانوا كي يحبّوا يشيخوا عليا بالضحك يعيطولي

الوالدة: تو شكون تحب اكثر... سي و إلا بوك

البرباش: (بكل جرأة) نحب سي

الوالدة: تي علاه... ياخي ما شفتوش كيفاش يبكي

البرباش: (بنبرة كلها غش و تنرفيز يوصل أحيانا لحد البكاء) لا لا هو سمح

و كانت بداية دراسية موفقة عموما... خاصة و أنو حسن سلوكي و زادة نتايجي كانت تخليني دايما ما نمنع م الطرايح اللي كان المعلّم يعطيهم لبعض التلامذة

حتى كان النهار اللي كليت فيه أول طريحة (كنت اتحدثت فيه ع النهار هذاكة في تدوينة [عطلة... سعيدة])... روّحت متغشش للدار

الوالدة: شبيك؟

البرباش: (متنرفز) حتى شي

الوالد: حتى شي... حتى شي

البرباش: (دڤنونتي ترعش و انا عازّة بيا روحي... حاسس بالإهانة) هكة سي ما عادش نحبو انا

الوالد: علاه... ش عملّك

البرباش: (سايي ما عادش انجم نشد روحي... نولي نبكي) ضربني

الوالد: تي مايسالش... ماهو خاطرو يحبك

البرباش: آهأّه... ما نحبوش

الوالد: (يقعد ساكت يتفرج فيا و برّه)...

البرباش: حتى هو درى شبيه... درى كيفاش يمشي

و يتطرشقوا العايلة الكل بالضحك.

رؤى بنت اختي (غنية عن التعريف بالنسبة لمتتبعي المدونة و اصحابي ع الفايس بوك) اليوم بش تدخل للمكتب، وسط اجواء و تحضيرات (خاصة التحضيرات) تختلف تماما ع اللي كنا نعيشوها في وقتنا

وقت ما حليت المدونة هذي، كان عمرها ثلاثة سنين... هي اللي كانت وراء تسمية البرباش، و زادة وراء اختيار اللوڤو متاع النمالة اللي بستعمل فيه للبسودو متاع المدونة

كان ليها نصيب وافر م الحكايات اللي حكيتهم سواء في المدونة هذي [تبربيش.. و حكايات فارغة] أو في المدونة الأخرى [قلق... و حاجات اخرى] (المحجوبة في تونس).. و نجحت في تكون عديد الصداقات مع برشا مدونين (مدونات بش نكون دقيق أكثر في المعلومة) خاصة من وقت ما ولات عندها صفحتها الخاصة ع الفايسبوك (هنا)


قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz