الاثنين، ديسمبر 28، 2009 15:57
الهداري الفارغة: , , , ,


كلموني جماعة البيرو و قالولي أنو زميلهم الجديد وصل، و بالتالي يلزمني نمشي نرحّب و نفرح بيه... و لو أنّي مش عارف ش مدخلني فيه، و ش مدخلني فيهم جماعة البيرو اللي تقريبا ما عادش تربطني بيهم حتى صلة مهنية غير الصداقة اللي تربطني بالبعض منهم، تي ماهو يمشي يقابل عرفي القديم (اللي هو عرفو توة) و هو تو يحكيلو ش ثمة و ش ما ثماش... لكن و رغم ذلك اتحوّلت على عين المكان و لقيت السيد يستنى فيّ.

كان ماشي في بالي اللي انا بش نلقى شاب في مقتبل العمر قدامي، إلا انو السيد كان كهل يظهر من هيأتو أنو تجاوز الأربعين بشوية... سي لمجد.

أول ما شافني سي لمجد جاني يجري يسلّم عليّ بالبوس و الأحضان و ديركت من غير ما يبدى بالسلام

سي لمجد: بالله سي البرباش ڤالولي ما يدلني على دار للكراء هوني في البلاد حذاكم كان انتي.

سي لمجد: تعرف ديار للكراء؟

سي البرباش: (اللي هو أنا) أي نعرف بالطبيعة... و حتى كان ما نعرفش ملزوم ما نعرف شكون اللي يعرف

و لو أنّي الحق متاع ربي ما نعرفش، و ما نعرفش شكون يعرف زادة... أما ما نعرفش علاش جماعة البيرو عاقدين فيّ النوارة و حاسبينني كيف العمدة متاع البلاد، نعرف العباد الكل و العباد الكل يعرفوني و حتى كيف اتطرح السؤال من عند سي لمجد الوافد الجديد ع المؤسسة حول مسألة السكنى و الكريان قالولوا هذي ما يحلهالك كان البرباش.

الحاصل... كلمت شكون ع البلاصة و نعتني على شكون عندو دار للكراء... و مشينا نعملوا في طلة.

السيد عجبتو الدار، رغم العيب (حسب ما يقول هو، و لو أنو مش عيب في الدار و إنما سعي منو لتطييح السوم متاع الكراء) اللي فيها، أنها في الطابق الأول... إلا أنو كان ليها منشر (فيراندة) واسع يطل مباشرة ع الكياس يخليه يغض الطرف ع العيب هذاكة، و زيد فيها بزايد بيوت... و كان أنو اتفق مع مولى الدار على قيمة الكراء و الضمد و غيرو م الأمور اللي يقع عادة الإتفاق عليها و صححوا الكونتراتو ع البلاصة، على أساس أنو الدبش (الأثاث) متاعو معبّي ع الكميونة غادي في البلاد

سي لمجد: وزيد الجماعة غادي يستنّوا منّي في تل نڤوللهم فيه أنو الأمور الكلها مريڤلة بش يجوا مع العباية.

كنت عرضت عليه أنو يتصل بيّ وقت ما يجي كميون الدبش م البلاد، ثماشي ما نعاونو في الهزان و الحطان و التهبيط و التطليع... إلا أنو رفض بإصرار يدعو على الإستغراب، لكن بحكم انو برّاني (و ما برّاني كان الشيطان كيف ما تقول هناني، ههههه) قلت يمكن هوما هكاكة.

الحاصل... استقر سي لمجد في البلاد و ليه ليه ما عمل صحبة مع بقية الزملاء و صارت ليه الشلة متاعو اللي ما يمشي و يجي و يقعد (و ما تحلالو القعدة) كان معاهم... و كمل زاد ريڤل الأمور متاع قراية الصغار و مكتبهم و ليسياتهم.

على أوّل معرفتي بيه، بل معرفتنا بيه (نحكي على جماعة البيرو) كان ثمة انطباع أنو سي لمجد هذا انسان متديّن حد التزمت... متابعتو في حديثو، تصرفاتو تخلي العبد متأكد انو قدام إنسان ملتزم دينيا لدرجة كبيرة، الدرجة اللي في وقتنا توة برشا يخافوا منها و يخافوا من خلطة و معرفة أصحابها... اللحية اللي كانت دايما محففة تقولشي الراجل مازال كيف ما خرج م الحجام، كلمة ربي يسهّل و الله المستعان و غيرهم م العبارات اللي كانوا دايما يتخللو كلامو، عينيه اللي ما يقيمهمش في النساء (اللي ما كانش يمد يديه و يسلّم عليهم أصلا) كيف تضطرّو الظروف أنو يحكي معاهم...

هذا الكل في باب... لكن اللي خلّى الشعور هذا يتأكد عندي هو مرة اللي طلبني سي لمجد ع التليفون نهار م النهارات في العشية

سي لمجد: ألو

البرباش: أهلا بيك سي لمجد

سي لمجد: أهلا بيك سي البرباش... سامحني كان قلقلتك

البرباش: لا لا، باهيشي... ما ثمة حتى قلق

سي لمجد: الله يحيّي أصلك... شوف سي البرباش

البرباش: أي

سي لمجد: الأورديناتور دخل بعضو دخلة مزمرة... و عندي خدمة مستعجلة، يلزمني غدوة الصباح نهزها معايا

البرباش: أي، كيفاش يعمل؟

سي لمجد: و نا منين ندري عليه... ما هو يعمل في حت شي!

البرباش: (نبتسم) أي

سي لمجد: اي عاد قلت كان تجي تعمل طلة... تشوف ش بيه؟

البرباش: باهي سي لمجد، هاو جيتك... شوية آخر تلقاني بحذاك

سي لمجد: مرحبا بيك يا سيدي... امالا هاني نستنى فيك.

من حينو، سيبت اللي في يدي، و مشيت لدار سي لمجد، اللي كنت مشيت معاه وقت ما جاء يكري فيها

كيف وصلت ضربت الناقوس، طلعلي سي لمجد م المنشر و على وجهو ابتسامة ما نجمش يداري بيها تفاجؤو من سرعة وصولي... كيف عرفت اللي هو شافني طلعت في الدروج (اللي كان مشترك بين أربعة ديار، هذاكة علاش الباب كان بصفة دايمة متروك محلول) و لحظة من زمان كنت قدام باب الدار، اللي اتحل وقتها و خرج منو سي لمجد

سي لمجد: تي هاك طلعت

البرباش: (بكل لا مبالاة على خاطر الحكاية ظهرتلي بديهية) امالا ش بش نعمل؟

سي لمجد: لا حتى شي... أما قلت خليك لين نجي أنا نطلعك

البرباش: لا ما حبيتش نتعبك... قلت علاه تقعد هابط فيهم الدرجتين هاذم

سي لمجد: مش مشكل يا سيدي... على كل مرحبا بيك

البرباش: يعيشك

و من غير ما يسمعني أو يجاوبني، عاود حل باب الدار و دخل... هميت بش ندخل وراه، إلا انو سكّر الباب في جرتو و خلاني واقف في الدروج نستنى... مع ابتسامة كبيرة ارتسمت على وجهي، باهت في عجب ربي... يقول القايل شكون يعرف عليه و زيد كل بلاد و أرطالها.

أيا قعدت هكاكة دقيقتين من زمان... اتعدّاو تقولشي عليهم ساعة و انا نخمم بيني و بين روحي إذا كنت نقعد نستنى او نمشي على روحي و الحكاية و ما فيها انو السيد ما عينتوش فيّ نجي بحذاه (رغم أنو هو اللي طلبني و ألح عليّ في الحضور فورا)، يعني تطريدة بذخامة.

و عاود اتحل الباب مرة اخرى... و خرج سي لمجد المرة هذي بكل هدوء تقولشي عليه بالسرقة أو لربما كان يتعمّد بش ما يصدرش حتى حس... أنا و الله ما عاد عارف عليه و ماعادش فاهم حتى شي... حتى اني كنت اتمنيت في اللحظة هذيكة لو كان يعتذرلي بأي طريقة يراها هو مناسبة و يقوللي مثلا أنو الأورديناتور خدم وحدو وحدو (بقدرة قادر) او انو عندو ضيفان جاووه فجأة و بالتالي م المستحسن لو كان نأجلوها الحكاية... إلا أنو يعاود يدخل و بإشارة بيدو نفهم اللي أنا يلزمني نتبعو، و نشد جرتو

سميت باسم الله و انا داخل للدار (و اتعمّدت اني نسبّق رجلي اليمين إذ لربما يكون السيد رادد بالو م الهدرة، ما نعرفش ع الظروف) و عينيّ مرشوقين في الوطى... كيف ما يعمل هو وقت ما يجي يحكي مع أي مرى من جماعة الخدمة، رغم اللي جرات العادة(نحكي على روحي) أنّي نقيم وجهي و نقعد نثبت في الترتيب متاع الأثاث في وسط الدار خاصة أني كنت نعرفها و نعرف تقسيم البيوت متاعها بالمسبّق... إلا انو و تمشيا مع ما تقتضيه ضرورة الموقف كنت مجبور نغض البصر، رغم اللي ما ثمة حتى شي على مرأى البصر...

و قعدت شادد جرتو، و هو يتنحنح (كيف اللي يكح) لين وصلنا لبيت م البيوت وقف قدام الباب متاعها و بإشارة براسو ندخللها بينما قعد هو واقف في بلاصتو كيف اللي يعس عليّ... دوب ما دخلت سكّر الباب عليّ و قعد هو البره و أنا في وسط البيت وحدي... ههههههه، و شدني كريز متاع ضحك، سايي ما عادش انجم نشد روحي.

قعدت واقف في البيت اللي كانت تخلو من كل انواع الاثاث تقريبا ما عدى طاولة كيف متاع القهاوي ضاربها الصديد بصفة تخليك باهت كيفاش مازالت شادة روحها و واقفة، محطوط فوق منها الأورديناتور... و زوز كراسي واحد لوح و حديد (ضاربو الصديد زادة) محطوطة فوق منو مخدة (بش اللي يقعد ياخو راحتو) كيف ما يقولوا بالفصحى أكل عليها الدهر و شرب و الآخر بلاستيك (يا بمبك).

مازلت هكاكة و يتحل الباب متاع البيت، و يدخل سي لمجد... و يعاود يسكّر الباب في جرتو، و يتثبّت منو إذا كانو تسكّر على قاعدة.

سي لمجد: (ترتسم على وجهو ابتسامة تعيّط يا بابا يامّي راني مصطنعة) أيا تفضل أقعد سي البرباش

البرباش: باهي باهي

سي لمجد: تي أقعد يا راجل... شبيك حاشم، الدّار دارك راهي

البرباش: أبـّي... لين تقوللي ياخي

و هميت بش نجبد هاك الكرسي اللوح (اللي محطوطة عليه المخدة) إلا أنو سي لمجد منعني من ذلك و شدلي يدّي

سي لمجد: و الله لا صارها يا راجل... ما تڤعد كان ع البلاستيك

البرباش: (بنبرة كلها تواضع... كنت بش نقوللو كلمة أخرى لكنها الصورة اللي مرتسمة للشخصية متاعو و الوقار اللي تفرضو الصورة هذيكة خلاوني نتراجع في آخر لحظة) تي لا لا، الكلها قعدة

سي لمجد: (بشوية جدية و حزم) أيّا بالحرام... و هاك حلّفتني بالحرام ما يصير منو شي و إلا ما تڤعد كان ع الكرسي البلاستيك

سي لمجد: و إلا بلاشي منها الڤعدة جملة واحدة

أيا كيف حلف بالحرام، ماعادش فيها... و زيد تبطلشي القعدة جملة واحدة (و الحق متاع ربي أنا ماذا بيّ) كيف ما يحكي هو... نجبد هاك الكرسي البلاستيك، و جبد سي لمجد الكرسي اللوح... و قعدنا الزوز فرد وقت

سي لمجد: (يضحك و يدوّح في راسو) يا و الله سي البرباش... تو هذيكة حد نيتك نا بش نڤعدك على عڤاب كرسي فوڤ منّا مخدّة

البرباش: تي ش جرالو بالله... الكلها قعدة

سي لمجد: لا لا... مازلت عازب و تڤعد على مخدّة

عازب، و مخدة... الحق متاع ربي استغربت منها الحكاية، ما فهمتش شنوة العلاقة اللي يمكن تجمع بين الزوز حاجات هاذم... همّيت بش نسأل ع الحكاية لكنو سي لمجد مشكورا جاوبني من غير ما ينتظر السؤال متاعي

سي لمجد: (بنبرة كلها جدية) ماهو اللي يڤعد على مخادد الموس... ذراريه الكلها تطلع بنات

أيواه، جيناهاشي... نتذكر الفازة هذي كنت على علم بيها قبل، لكن عمري ما جبت خبرة انو ناخذها بعين الإعتبار... بل بالعكس، واش خصو الواحد كان تجيه طفلة كيف ما رؤى بنت اختي (اللي ما يعرفش رؤى، ينجم يطلع على بعض التدوينات القدم اللي كنت اتحدثت عليها فيهم، نذكر خاصة تدوينة [الزڤوڤو... و العصيدة] و تدوينة [أحنا و هوما / الياغرت])... لكن ما فيها باس نبدي شوية استغراب

البرباش: يا رسول الله... الكلهم بنات

سي لمجد: امالا واش نحكيلك نا

البرباش: (ندوّح في راسي) أيّا جاب ربّي امالا... و إلا خطاتني شعرة و نقعد عليها... المخدة

سي لمجد: و نا نخلّيك تعملها العملة هذي... راك خويا راك

البرباش: نعرف نعرف... الله يقدّر الخير و برّه.

الحاصل... أيا قعدت نحمد في ربّي و نعاود اللي أنا ما ڤعدتش عليه، الكرسي اللي فوق منو مخدة... منها بديت نثبّت في الأورديناتو اللي كان واضح من أول ما خدّمتو أنو ثمة مشكل في إيصال الصورة للشاشة... و بالتالي ثمة شكون نحى الفيشة متاع الإيكرون و كيف رجعها ما رجعهاش لبلاصتها... استنتاج زاد تأكّد وقت ما تلفتلي سي لمجد و قاللي

سي لمجد: نا كنت حاططو في بيت الذراري

البرباش: أي... ياخي؟

سي لمجد: عاد ڤلت علاش ما انحطّوهشي في البيت هذي... و نولّوا نسهروا هنا

البرباش: (على حد نيتي) تولّوا... امالا ش تعملوا

سي لمجد: (يستطرد) تي لالي يا راجل... نا ڤلت تولّي تجي تسهر حذايا في البيت هوني، و لا مين يڤلّڤنا

البرباش: (تي هاو طلع يقصدني أنا الراجل) آه، نوّلـــوا صارة

البرباش: (نبلع ريقي قبل ما نكمّل و أنا ندوّح في راسي) نولّوا نولّوا... علاش ما نولّوشي

سي لمجد: أي حتى نا ڤلت... هكا نلڤوا راحتنا خير

البرباش: (باقي ندوح في راسي و عامل روحي مركز مع شاسة الأورديناتور، اللي كانت طافية أساسا) أي أي... هكا خير

مازلنا هكاكة، و يدقدق الباب... مشي في بالي انو بش يتحل الباب و تدخل مرتو أو واحد م الصغار أو أي حد آخر و يجيب اللي مسهّل فيه ربي (واجب الضيافة)، إلا أنو ما صار شي... استنّيت أنو سي لمجد يقوم يحل الباب ع الأقل (قلت بالك سكّر علينا الباب بالمفتاح بعد ما دخل، ما جبتش خبرة بش نهتم للفازة لكنها ما كانتش حاجة مستبعدة قدام الشي اللي صار)، لكنو ما قامش... اعتقدت أنو ما سمعش الدقان اللي أنا سمعتو ع الباب، خممت للحظة (بيني نبي روحي) أني نقوم نحل الباب إلا انو الشي اللي شفتو م اللي جيت بحذاه للدار هوني ما يشجعش... في الآخر ما لقيتش قدامي حتى حل غير أني نوصّللو المعلومة عبر اني نقولهالو

البرباش: (متردد شوية) سي لمجد... الباب يدق

سي لمجد: (بنبرة متاع واحد مشلّق على روحو اللي هو يحب يتلّف الجرة) أي أي

ما زدتش حتى كلمة، قعدت نڤحرلو على فرد جنب قبل ما نقوم نبعول في الكابلاج متاع الاورديناتور من تالي... لكن هذا ما منعنيش أني نقعد نعس عليه و نغزرلو من تحت لتحت كيفاش قام من بلاصتو و مشي في اتجاه الباب اللي وقف قدامو شوية و عمل ضربتين خفاف عليه قبل ما يحلّو شوية و يطبّس يهز طبق من ع القاعة و يعاود يدخل بعد ما يسكّر الباب في جرتو.

ما حبيتش نطوّل الحكاية، فدّيت و زدت كرهت روحي و كرهت النهار اللي كلموني فيه جماعة البيرو بش نشوفلو دار للكراء... كملت ركبت الخيوط في بلاصتها و خدمت الاودريناتور و شافو سي لمجد اللي هو يخدم... عملت شفطتين من هاك القهوة و اتظاهرت اللي أنا مزروب و ماذابيّ لو كان انروّح

البرباش: و الله عندي كان ما نعمل راهو.. غير انتي طلبتني ما حبيتش نكسر بخاطرك و برّه

سي لمجد: ياخو بخاطرك... يعيّش خويا

قعدت واقف على بلاصتي و عينيّ تلعب بينو و بين باب البيت بش يفهم اللي أنا نحب نخرج

سي لمجد: آه، لحظة... خ نفضّيلك الثنية

و عاود حل الباب... طلّع راسو منها خرج، وقف قدام باب البيت و اتنحنح تقولشي عليه بش يتنخّم... الهدف كان واضح و هو أنو يصدر أي صوت بش الجماعة (مرتو و إلا اللي هو موجود في الدار) تفهم اللي هو ثمة شكون خرج م البيت

سي لمجد: (يعيّط) أيا تفضّل سي البرباش... تفضّل

وخرجت م البيت، عينيّ مرشوقين في الوطى ما قمتهمش، نتبّع في الخيال متاع سي لمجد اللي كان يقود فيّ للباب، اللي دوب ما وصلتلو اتلفتلي سي لمجد و بنبرة متاع واحد مزروب قاللي

سي لمجد: أيا بارك الله فيك... يعيّش ولدي

و سكّر الباب وراه و خلاني واقف في وسط الدروج... نفس البلاصة اللي قعدت واقف فيها أول ما وصلت، لكن وقتها السيد قعد يعاتب فيّ علاش ما ستنّيتش اللوطى بالكل بش يجي هو يدخّلني

ش عليّ، تي بأنقص فدّة و قلق... و لو كان هبّطني في الدروج بالك تو يزيد يقوللي كليمتين يزيد يفددني أكثر ما أنا فادد و روحي طالعة.

أيا خرجت م الدار و اتنفست الصعداء، مهمتي انتهت على خير... و لو أنو قعدت نتساءل بيني و بين روحي على سبب التصرف متاع سي لمجد، اعتقدت أنو لربما نكون عطلتو على بعض المصالح (هههههه) كل شي جايز و الواحد ما يعرفش ع الظروف متاع غيرو كيفاش، و لو انو الحكاية مستبعدة خاصة أنو سي لمجد هو اللي طلبني و ريقو شايح يحبني نمشيلو في لحظتها (يمكن نكون أنا زربت برشا)... تي الله أعلم بيه

الحاصل... و كيف ما يقولوا ناس بكري (و ناس توة) أعمل الخير و انساه، مشيت على روحي و نسيت الحكاية، المشاغل اللي عندي وقتها ما يعلم بيها كان ربي... و زيد حتى الفكرة اللي رسموهالي الجماعة على سي لمجد و خلات منو شخصية غامضة خلاوني ما نعطيش للحكاية أهمية كبيرة..

إلا أنها الصورة هذيكة سرعان ما بدات تضمحل، بش تحل في بلاصتها صورة أخرى هي الصورة الحقيقية لشخصية سي لمجد... السوكارجي الزاني اللي هج من بلادو بعد ما كثرت مشاكلو و انتشرت فضايحو غادي... و ظهرت الحكاية متاع العقولية و الحشومية اللي عليه مجرد ترهدين في ترهدين... و بدي يظهر الخنار متاعو و تجيني اخبارو من عند جماعة البيرو.

يحكى أنّ... من جملة ما يتّحكي انو سي لمجد اعتاد القدوم للخدمة مثمول من سكرة الليل، كانت هوايتو المفضلة هي أنو يعدّي الليل يصطاد و يشرب و كيف يصبّح عليه الصباح يقصد ربي للخدمة... حتى انو كان ثمة شبه اتفاق بينو و بين العساس يتمكن بموجبو سي لمجد من قهوة فيلتر تكون حاضرة سخونة ع البيرو متاعو، و كعبة ولد الڤمرة (اللي نقولولوا الفقّوص حاشى مين يقرى... يقولوا أنو ضربة ضربة لتطيير الثملة) في القجر.

و رغم أني م المرة الاولى اللي مشيت فيها بحذاه للدار، كنت حلفت بيني و بين روحي أني يستحيل مازلت نعاود نمشيلو او نطبلو للدار... إلا أني رجعت في برشا مناسبات كان في كل مرة منهم يطلبني و يستنجد بي للحالة المستعجلة جدا اللي صارتلو (و ديمة حكايات تابعة الاورديناتور متاعو.... و كانت ديمة هداريه أفرغ م الفارغة) وقتها...

و في مرة كنت نمشي بحذاه كانت تزيد توضاح الصورة اكثر، صورة الراجل الحزّار بدرجة غريبة، درجة تخليني أنا بيدي (و من غير ما نشعر) نتنحنح و نعمل روحي بش نكح كيف نجي داخل للدار... المرة الأولى كيف دخلت كانت عينيّ مرشوقين في الوطى احتراما لهيبة الموقف، لكن من بعد وليت ما على باليش على خاطرني كنت متأكد انو ما ثمة حتى شي بش يصير و زيد نغزر بش لو كان ريت حاجة هكة و الا هكة انجم نغض البصر في لمح البصر... م الأول كان الموقف يخليني نفضل أنّي نقعد ساكت و خير الكلام ما قل و دلّ، لكن من بعد وليت شايخ ع الفازة حتى أنّي في مرة م المرات قلتلو

البرباش: (بنبرة خافتة تبان كانّي قاعد نحكي وحدي... لكني اتعمّدت انّي نسمعو) عيّط و قول... يا الله يا الله

موقف كنت دايما نشوفوا في مسلسل باب الحارة متاع رمضان... نتذكر وقت ما قلتهالو الفازة (اللي كانت مشلقة كونها متاع واحد يحب يدز البيدق) ڤحرلي على فرد جنب و قعد يتمتم وحدو درى فاش يقول...

و قعدنا هكاكة، مدة من زمان... يكون سي لمجد متدين و إلا حتى اخوانجي (بالمعنى المتداول عندنا اجتماعيا) أو شرّيب سوكارجي حاجة ما تعنيلي حتى شي في تقييم علاقتي بيه... لكن ثمة بعض النقاط في علاقة بحكاية مشياني لدارو جرة فازات الخدمة و الأورديناتور متاعو هي اللي خلات ثمة بعض الحساسية من جهتي لأني حسيتها عدم ثقة و الأكثر قلة احترام... لكني كنت في كل مرة يتصل فيّ كنت نلقى روحي ننسى اللي فات و اتعدى الكل و نعاود نمشيلو.... مشيتلو تقريبا عشرة مرات أو أكثر شوية... و حتى كنت مرة كلمتو ع البورطابل و كان مش موجود أو ناسي التليفون في الدار و جاوبتني مرتو و اعتذرتلي...

و اتعدات الحكاية عادية (على حسب ما مشي في بالي وقتها) نورمال ما نتذكرش أنو جبدلي عليها حتى بمجرد التلميح.

و قعدنا هكاكة، لين جات مرة عرضني في الثنية و أنا مروح م الدار... شد و مات اللي أنا ملزوم ما نمشي معاه للدار، وكانت الحكاية كيف ما حب... كيف وصلنا للحومة، نغزر في المنشر متاع دارو ثمة مرى تنشر في الحوايج (الصابون) ع الشريطة، أو هي تلم فيه و الله ما نعرف عليها... قعدنا ماشين شوية و نغزر لسي لمجد كيفاش وجهو ازراق اخضار اصفار و هو يڤحر للمرى اللي في المنشر.

كانت مرى عادية... لاهي طويلة لاهي قصيرة، لاهي بيضاء لاهي سمراء، لاهي مشومة هاك اللي العبد يقول ملا حالة و لاهي مزيانة اللي العبد يقول يزّيني كيف نقعد نغزرلها، لاهي متدينة و لاهي عريانة... مرى عادية لابسة حوايج عادية و لافّة على راسها عقاب فولارة متاع زينة أكثر من انها تكون خمار أو حجاب متاع تديّن... و زيد الدهر و الخمسة صغار اللي جابتهم عملوا فيها بعمايلهم.

المسافة الكلها من راس النهج لين نوصلوا لدار سي لمجد تقريبا تفوت العشرين ميترو بشوية... تمكنت خلالهم بش نشوف الشي اللي عدّى قريب الستة شهور و هو عامل قاوق مش عارف علاش... يعني مشيت لبرشا برور و عرفت برشا عباد حزّارة و مش حزّراة على نساهم، أما الشي اللي ريتو من تصرفات سي لمجد عمري ما ريت كيفو.

قريب نوصلوا للدار، شي لمجد مازال يغلي و يفرك وحدو، و أنا نڤحرلو من تحت لتحت و شايخ بالضحك (مش عارف علاش)... على درى قداش من مرة نهم بش نسألو إذا كانت المرى اللي في المنشر هي مرتو أو لا، إلا أني في آخر لحظة كنت نتراجع و نقول اخطاني... إلا أنها قعدتلي كيف الدودة، ملزوم ما نعمل حاجة، أي تصرّف نظهّر بيه اللي الحكاية ما مرّتش مرور الكرام، لين وصلنا للباب اللوطاني

البرباش: (بكل براءة... نشيرلو للمنشر بيدّي) المنشر هذاكة... تابع الدار متاعك؟

ما جاوبنيش، قعد يڤحرلي على فرد جنب... إلا أنو و امام إصراري و وقوفي و يدّي اللي قعدت مرفوعة كيف ما هي ما لقي غير أو يجاوبني

سي لمجد: (يهز في راسو علامة على الإيجاب و بكل امتعاض) اممم

مجرد إجابة لا تسمن و لا تغني من جوع... غير أنو الظروف اللي اتلمت قبل الكلها خلاتني نعير للمسألة بعض الإهتمام.

و دخلنا للدار، كيف ما العادة خلاني مدة نستنى في الدروج قدام باب الدار و من بعد آذنلي بالدخول... دخلت درى ش صبيتلو من لوجيسيالات تيليشرجاهم م الأنترنت و ما نجمش يكراكيهم... و كيف ما العادة جانا طبق القهوة بعد التدقديق، و شربنا القهاوي و قعدنا هرّينا شوية و جينا خارجين

شديت جرتو و هو يحل في الباب اللي كان مقابل باب الكوجينة... و على غير ماهو مستانس يعمل كيف ما كل مرة، ديركت حل الباب و قاللي اتفضّل... جيت بش نخرج نغزر في الباب اللي مقالبني (متاع الكوجينة) للمرى اللي قبولي قاعدة في المنشر تنشر في الصابون (اللي هي مرتو، و بنفس الحوايج و الفولارة مازالت ملفوفة على راسها) كيف جات العين في العين، و ريتها كيفاش شهقت فرد شهقة م الفجعة كيف شافتني و حاولت أنها تطبّس وجهها، محاولة يائسة سعات من خلالها أنها ما تخلّينيش نشوفها... محاولة ادركت انها يائسة هذاكة علاش بعد بلحظات أعقبتها بتسكيرة الباب فرد تسكيرة.

قعدت واجم، واقف في بلاصتي... ما لقيتش ما نقول، كانت ثمة ابتسامة دفينة متاع غصرة عادة ما ترتسم على وجهي في مجابهة مثل هذه المواقف المحرجة سعيت جاهدا أنّي نمنعها م الظهور على وجهي لكنها ظهرت غصبا عني (ما باليد حيلة)... حاولت نتلّف الجرّة و نعمل روحي ما ريت شي و ما صار م الشي شي و نخرج م البيت... لكني قعدت نغزر لسي لمجد كيفاش قعد واقف في بلاصتو يڤحر للباب متاع الكوجينة (المسكّر) بكل غل و حقد قبل ما يبدى يتّكرم وحدو درى فاش يقول، ما نجمتش نسمعو أو نفهم لكنو كان واضح أنو شطر الكلام م الحزام للوطى.

مازلت بش نحل فمّي و نعمل روحي نمهمه بش نستعجل سي لمجد أنو يخرّجني م الدار... نغزرلو كيف قال هكة و فرك يديه في بعضهم (كيف اللي يسخن في البونية متاعو)

مشي للباب متاع الكوجينة، حلّو و عاود سكّرو وراه... و نسمع في مرتو تصيح و تعيّط

المرى: (اتعيّط كأنها تقرّق و تستجدي في العطف) و الله ماني ڤاصدة... الريح دزّ الباب و حلاّ

سي لمجد: (بنبرة كلها غش) ماكشي بالعاني... ماكشي بالعاني

ما سمعتوش ش قال آخر... فقط سمعت صياحها هي... و هو يعطي فيها في طريحة.

ما استنّيتوش لين يخرج، خرجت وحدي م الدّار، و سكّرت الباب في جرتي... و كانت هذيكة آخر مرة نمشي فيها لدار سي لمجد... و كانت آخر مرة يكلّمني فيها هو زادة.



قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الجمعة، ديسمبر 25، 2009 18:47
الهداري الفارغة: , ,

قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الأربعاء، ديسمبر 16، 2009 23:17
سيدي بوسعيد، الرمبوان متاع الحمام الأبيض...


قاعدين في هاك القهوة الشعبية نستناو في وصول ثلة م الأصدقاء "المدونين" اللي بطاو شوية ع الموعد المتّفق عليه.



طقس تحفون، ربيعي مشمس كيف ما يقولوا جماعة النشرة الجوية... و الدنيا حافلة بالتوريست تقولشي علينا في عز الصيف.

كرهبة متاع شرطة من نوع بيجو بارتنر، يسوق فيها واحد سيڥيل وحدو (دون مرافق) تعمل في دورة بحيث أنها تتعدى م الرمبوان بصفة منتظمة كل درجين أو ربع ساعة.


و عون أمن (حرس) بالزي الرسمي متاعو ينظّم في حركة المرور... ماهو قاعد يعمل في حتى شي لكن مجرد وجودو يخلّي الأمور تمشي بطبيعتها.


متعدّي سرب متاع توريست، خمسة ألمان... اللي و برغم الشعور بالبرد اللي يفرضو فصل الشتاء اللي مازال كيف دخل، إلا أنهم استغلوا الدفء اللي أوجدتو الشمس الزارقة بش يتشخلعوا كيف ما يحبوا.

الملفت للنظر في الجماعة التوريست هو عياطهم و صياحهم المستفز اللي كيف نضيفولوا دبابس الشراب اللي كان البعض منهم حاملينها في يديهم نفهموا علاش هاك الكوبل اللي جايين من بعيد خيروا يشقّوا الطريق للجهة المقابلة تجنبا لأي إحراج


بالصدفة تتعدّى هاك البارتنر متاع الشرطة... و تتوقف

كان باين أنو التوقف متاعها كان لدواعي أمنية، بش السيد السيڥيل اللي قاعد يسوق يتمكن من مواكبة الاجواء أولا بأول.

ثمة زوز شيّاب قاعدين في الطاولة اللي مع جنبنا، اتلفت واحد فيهم لصاحبو

قاللو: هاو تو بش يهبطلهم... يحشيهم في الفڤّونة متاع الكرهبة.

اتلفتلو صاحبو و بنبرة كلها رصانة

جاوبو: لا لا، أما تو ينبّه عليهم بش ينقصوا م الحس

قاللو: تي آش مين ينبّه عليهم... و الله إلا ما يهزهم طش

اتلفّتلي السيد اللي قاعد مع جنبي، و قربلي بش يوشوشلي و الكلام يقعد محصور بيناتنا

قاللي: تو ******* فيه

ضحكت، و انا نغمز فيه بطرف لساني، و قعدنا نتفرجوا في الموقف... و كان الأمر كيف ما قال صاحبي، السيد السيڥيل استطرد براسو (أخطى راسي و أضرب) و عاود خدّم الكرهبة و قصد ربّي يكمّل في الجولة السياحية متاعو...


هذ الكل و هاك العون متاع الحرس واقف في بلاصتو ما تحركتلوش حتى شعرة.

ما يجيش ربع ساعة، و تتوقف كار بيضاء في الجهة المقابلة م الطريق لكن بعيد علينا شوية ، مكتوب عليها بالبنفسجي و بخط واضح:

هدية رئيس الجمهورية إلى الكشافة التونسية


و هبط منها الشوفير و في جرتو هاك الاولاد متاع الكشافة شادين الصف بطريقة منظمة قليل وين مازلنا نشوفوها...

كملوا اصطفوا هاك الصغيرات مع جنب الكار قبل ما القايد متاعهم يعطيهم الإشارة بش بش يبدوا يمشوا خطوة خطوة في اتجاه أنهم يطلعوا لسيدي بوسعيد الفوق.

دقيقة من زمان، و كانوا متعدّين قدّامنا، يغنّوا في هاك الاناشيد الكشفية متاعهم (يا حسرة)...



ما وصلوا للرمبوان وين أحنا قاعدين إلا و كانت هاك البيجو بارتنر في الموعد...


لكن السيد السيڥيل المرة هذي ما قعدش يدوّر فيها في مخو برشا الحكاية، ديركت هبط م الكرهبة (و بالطبيعة خلاها واقفة وسط الطريق في الطريق، ما يلوم عليه حد... بوليس)


و مشي ديركت لقايد الفوج يعيّط عليه و يجبد فيه من كتفو كيف اللي يحب يهز يركبوا في الكرهبة و الطفل مسكين يجبد في روحو...


و كمّل خلط الشوفير متاع الكار و قعد السيد السيڥيل يعيّط عليه و هو يرد عليه بنفس النبرة قبل ما يتلفّت للصغيرات و هو يصيح


يقول: تي سكروا افّامكم... ما تنجموش تمشوا ساكتين؟

قاعدين نتفرجوا في الحضبة و نسمع في واحد من هاك الزوز شياب يحكي مع صاحبو

يقوللو: هاو الوشقة الآخر خلط عليهم

نلقاوه هاك العون متاع المرور جاي ينڤـّز، دوب ما وصللهم قعد هو زادة يصيح على قايد الفوج و الوليدات الصغار متاع الكشافة و يريّض في السيڥيل اللي مسكين كان على أعصابو و هو يسعى جاهدا لفرض النظام، و اللي زادة ما زادش برشا قبل ما يركب في الكرهبة اللي يسوق فيها و يقصد ربي...

يتلفت واحد من هاك الشياب لصاحبو

يقوللو: ازززح... معنتها الڤورّة يجونا لبلادنا و يعيطوا و يبرطعوا، ما يكلمهمش... و صغارنا حتى الغناء و الصياح لا


يجاوبو الآخر بنبرة تدل على حزن عميق و فدة

يقوللو: ش تحب تعمل يا صاحبي... هذاكة حال الدنيا.

يتلفتلي صاحبي، يقربلي و يوشوسلي كيف ما قبولي

يقوللي: ش من دنيا... ينعنبو الوقت و بره.





قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الثلاثاء، نوفمبر 24، 2009 01:45
الهداري الفارغة: , , , ,

الربيع اللي فات (شهر مارس)، مروّح على روحي م الخدمة، يعرضني البوسطاجي... حسّيت بيه كأنو تعمّد أنو يستناني بش نتقابلوا وجها لوجه... و تقابلنا، كيف ما حب هو

البوسطاجي: أهلا برباش!

البرباش: اهلا بيك، شنوة أحوالك؟

البوسطاجي: أهوكة حال الخدمة و برّه

البوسطاجي: هاني وصّلتلك جواب في القايلة

البرباش: آهـه، إن شاء الله خير

البوسطاجي: (بنبرة كلها لا مبالاة) جواب عادي... تلقاه من عند واحد صاحبك و إلا حاجة

البرباش: هيا باهي... يعطيك الصحّة.

معرفتي بالبوسطاجي، ليها سنين طويلة، من أيام مجلة ماجد، هواية المراسلة و جمع الطوابع البريدية، وقتها اتكونت بيناتنا نوع م الصداقة، رغم فارق السن... نتذكرو مليح كيفاش يبدى يصيح و يعيّط أوّل ما يدخل للحومة على هاك البسكلات

البوسطاجي: يا بربــــاش، تي وينك... هيا إيجى، هاو عندك جواب!

و كنت نمشيلو نجري، و ساعات نحل الجواب قدّامو، و نحكيلو ش صار و كيفاش و علاش (نحطّو في الإطار)... و جوابات الليسي، بطاقات الأعداد، و كيفاش كنت نوصّيه أنو الجوابات اللي تجي في غير وقتها م الليسي (متاع الإنذارات و الطرود) يلزمو يمدهملي يدا بيد، و م المستحسن زادة تكون الحكاية تحت حيط، بعيد ع الدّار بش ما يشلقوش (في الخفاء، أستر ما ستر الله)... يمكن كانت ثقتو في حسن سلوكي و تميزي في النتائج (و العصب الزايد اللي عندي و يخليني ما نترددش رغم المظهر متاع البراءة اللي يوحي بيه منظري "لحد الآن" و أهوكة لحد الآن محطوطة بين ظفرين) يخليوه ماشي معايا ع الخط في المسألة هذي

و اتعدّات ايام، و اتبدلت البسكلات ولات موتور... البوسطاجي هذاكة عاش معايا فترة التعليم العالي، بجميع مراحلها: النجاح و التدوبيل... و التطريد و إعادة التوجيه... و التخرج... و البطالة... و جوابات الكاباس (وقت ما كانت بالجوابات مش كيف ما تو انفورماتيزي، يا حسرة)... و الخدمة... و التعيين...

و التيليڤرام متاع الخدمة... وقت ما جاء يعيّط

البوسطاجي: ها محمّد هــــاي

خرجت الوالدة تطل، دوب ما فللت راسها قاللها

البوسطاجي: (يعيّط بنبرة تدل على فرحة عارمة) أيا عيّط للبرباش و قوللو هات المبروك في يدّك و ايجى

و هبطت الوالدة تجري في الدروج... ماهي فاهمة شي أما نبرة الحديث متاع البوسطاجي صاحب ولدها محمد تخليها تتأكّد أنو الخبر سار... و جدّا

الوالدة: (تلهث، بعد ما حلّت الباب) إن شاء الله خير يا ولدي

البوسطاجي: (نفس النبرة متاعو في الحديث) تي شنوة خير... كل خير

البوسطاجي: (يتسائل) تي وينو البرباش؟

الوالدة: في الخدمة عاد تو!

البوسطاجي: آه... حقة هو يخدم تو

الوالدة: الحمدولله

البوسطاجي: الحمدولله... و هاو مصلّي ع النبي زاد دبّرها

الوالدة: (تبتسم... و بنبرة فيها نوع م الفجعة، كانها فهمت الحكاية لكنها قعدت خايفة لا يخيب املها) كيفاش؟!؟

البوسطاجي: تي هاو بعثولو التيليڤرام متاع التعيين

الوالدة: بالله؟

البوسطاجي: تي أي... امالا فاش نحكيلك عندي ساعة انا توة

و مدلها الجواب و هم بش يقصد ربّي يمشي على روحو إلا انها الوالدة استوقفتو

الوالدة: وين ماشي و مخلّيني هكاكة يعيش وليدي... يجي منو هو تو

البوسطاجي: علاه ش ثمّة؟

الوالدة (بما انها لا تعرف تقرى و لا تكتب) حل و أقراهولي ش فيه بالضبط

و حل البوسطاجي الجواب... و قرالها ش ثمة في التيليڤرام بالضبط... حتى انها وقت ما طلبتني قالتلي

الوالدة: (في التليفون، توشوش كانهم الجماعة اللي معايا في البيرو بش يسمعوها) ألو... برباش

البرباش: أي

الوالدة: وين انتي تو... في البيرو؟

البرباش: تي امالا وين عندي نمشي هاني هوني

الوالدة: باهي باهي، ما تشلّقش قدّام الجماعة

البرباش: اي... ش ثمة

الوالدة: البوسطاجي... توة جابلك اليليڤرام متاع التعيين

حتى انها مسكينة كيف روّحت للدار من بعد... بقدر فرحتها بالتيليڤرام و التعيين... كانت مركزة ياسر ع الفرحة متاع البوسطاجي و تأكد أنو ما يلزمنيش ننساه او ناكلو في المبروك (و هذي حاجة معروفة عليّ أني عمري ما ناكل حد في المبروك، الله غالب... ههههه)

الحاصيلو... هذا الكل، و البوسطاجي نعرفو م اللي نقرى في الخامسة ابتدائي... و رغم العلاقة القوية اللي ما بيناتنا إلا انّي لحد الآن (عند كتابة هذه الأسطر) مازلت ما نعرفوش ش اسمو... أهوكة البوسطاجي و برّه

عادة... قليل الجمعة اللي ما يوصلونيش فيها ثلاثة أربعة جوابات عن طريق البوسطة، و دايما يعرضني البوسطاجي في الثنية و عمرو ما قاللي أو بشّرني انو خلالي جواب في الدار... ش خلاني نتأكد انو الجواب هذا حكايتو حكاية، و وراه حكاية

ندخل للدار، الوالدة تڤحرلي على فرد جنب، حزينة رزينة... نزيد نتأكّد أنو ثمة إنّ في الموضوع

البرباش: (ندوّر في وجهي يمين و يسار في التراكن متاع الصالة كيف اللي نلوّج على حاجة) جاني جواب؟

الوالدة: (تدوّح في راسها) جواب!

البرباش: (نستعرب) ...

الوالدة: (بنبرة كلها تحذير و عتاب) قول مصيبة... موش جواب!

البرباش: (نتفجع و مخي يسرح لبعيد) علاه... ش ثمّة

الوالدة: أهوكة عقاب عمري... ناري على روحي و برّه

الوالدة: (بنبرة كلها تهديد و وعيد) أسمعني هاو بش انّبه عليك... صوحابك ع العين و ع الراس، أما حكاياتك و هداريك بعّدهم ع الدار

ما فهمت شي من كلامها، اعتقدت لوهلة انو الامر قد يكون ليه علاقة بالمدونة (لأني لحد الآن مازلت كتوم نوعا ما على حكاية التدوين)...

خذيت الجواب من عندها (الحق متاع ربي، رماتهولي في وجهي)... و مشات على روحها.

جواب عادي جدّا... تمبري بو 250 فرنك ... طابع متاع البوسطة...

البريد التونسي، سعي دائم لإرضائكم و توفير أفضل الخدمات... مرناڤ 2009...

آهـه، مرناڤ... كيفي كيف ما أغلبية التوانسة، البسطاء، العاديين، العياشة... نتصور انو مرناڤ مرتبطة في أذهاننا ديركت بالشراب... الشاتّو

ع الظهر متاع الجواب... بالإسم الثلاثي، صلاح بن فلان بن فلان الفلاني... الإسم (مستعار طبعا) ما نعرفوش، او بلغة اخرى نعرف برشا عباد اسمهم صلاح لكن الحق متاع ربي قلال اللي نعرفهم بالإسم و اللقب... الإسم المكتوب ع الجواب ما ذكّرني بحتى واحد فيهم... و الاكثر من هكة انو اللي نعرفهم اسمهم صلاح في الدنيا، آخر حاجة يمكن نتوقعها منهم انو واحد فيهم يبعثلي جواب

نحل الجواب، نلقى فيه ورقة متاع كراسة 5 * 5 مكتوبة وجه و قفا... مطبوعة من تالي... و تتوضح الحكاية الكل... جواب م الحبس... لكن باقي قعد تساؤل يطرح نفسو: شكونو هذا صلاح؟

بسم الله الرحمان الرحيم .. مرناق في كذا و كذا

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .. صديقي برباش

و مع كل سطر نقراه... تزيد تتوضّح الرؤية... و نجّمت نتعرّف على هوية المرسل... صلاح، صاحبي، موش صاحبي برشا لدرجة انو بش يوصل يبعثلي جواب م الحبس... خصوصا و انو على حسب ما يقولوا اهل الذكر، ما عندو الحق كان في جواب كل خمسطاش يوم (حاجة هكة)، يعني نتصور انو ثمة شكون اولى مني بالحكاية هذي... تشد مؤخرا في قضية متاع ترويج مخدرات (حرابش) و بالحياط و المياط اتعدّاتلو حيازة و استعمال... عاد أهوكة بش يتلّف الجرّة على خاطرهم جماعتو الكل فيهم الشبهة و ثمة شكون يتسمّى سلّكها كيف ما تشدّش في جرّتو، ما لقاش غيري يبعثلو الجواب... و يوصّيه

و أنا أصلا ما نعرفوش اللي اسمو صلاح... عادة استانسنا اننا نقولولوا ڤريح (بفتح الڤالة)، تسمية لصقت فيه من وقت ما كان طفل صغير يقرى في المكتب، جاء يقرى في كلمة جريح قال ڤريح (تأثرا بالأفلام و المسلسلات المصرية اللي كان و لازال مدمن عليهم)

اللي جلب انتباهي في الجواب هو حاجتين اثنين...

الحاجة الاولى، هي النبرة اللي ڤريح يحكي بيها في الجواب، بين كل كلمة و كلمة ملزوم ما يدخّل كلمة الله و ربّي... ماهيش لوغتو، لكن الوداعة اللي ظاهرة من طريقتو في الحديث في الجواب تدل أنو حاجة من اثنين، يا إما ربّي هداه، يا إما الحبس هدّو...

نتذكّر مليح في جنازة هشام الله يرحمو (للي ما سبقلوش أنو اطلع ع الحكاية، ينجّم يرجع لتدوينة [الموت... تعطي راحة – الجزء الرابع])، بعد ما دفنوه و بناو عليه القبر، جاء واحد قعد يتلو في دعاء و احنا في جرتو نقولوا آمين، من بعد قال الفـــــاتحة و قعدنا مادّين يدينا و نقراو في الفاتحة

ڤريح: (يوشوش على فرد جنب) برباش... برباش

البرباش: (نوشوشلو انا زادة) شنوة؟

ڤريح: بعد و إياك نستعين... شنوة نقولوا

البرباش: تي قول أي حاجة... ياخي حتى الفاتحة ما تعرفهاش؟!؟

ڤريح: تي نسيتها... ما لقيتهاش!

البرباش: ياخي موش نغزرلك قبولي واقف معاهم في صلاة الجنارة

ڤريح: و الله ما فقت بيهم كيفاش حصروني.. رصاتلي واقف معاهم و برّه!

البرباش: علاش ما جبدتش روحك؟

ڤريح: حشمت

طفّيتو و كمّلت قريت الفاتحة (رصّاتلي نعاود فيها م الاول)... و مشي كل حد على روحو.

قعدت باهت و أنا نقرى في الجواب... عبارات من نوع:

أما بعد. راني لاباس و الحمد لله يا ربي، الله غالب هذاكة حال الدنيا إن شاء الله إنت زادة لاباس عليك و الأولاد الكل زادة

سلّم عليهم و قوللهم و الله ما عندكم كان الرجال و إنت راك فاهمني شنوة نقصد.

و زيدهم من بعد

المهم أنا راني لاباس و الشدة في ربي و لا حول ولا قوّة إلا بالله

ردّوا بالكم على أرواحكم راكم خواتي و بالله هنيني علّي وصيتك عليه، نعرف صاحبي راجل.

من منطلق معرفتي بڤريح... كنت متاكد انو أول حاجة بش يعملها كيف يخرج، سواء ربي فرّجها عليه و طلع خاطيه (و لو اني متاكد اللي هو موش خاطيه) او عدّى ش كتبلو... فإنو اول ما يخرج بش يعمل قعدة يحضرها القاصي و الداني و العباد الكلها تشرب للصباح، بش تباركلوا على خلاص وحلو... هذاكة الواجب.

ش علينا... نرجع تو للي وصاني عليه، هو فقط بعض السلامات لبعض خلايق الحومة و البلاد... هاك اللي كيف نلقى واحد فيهم واقف مع واحد من اصحابي، نطفّي الضو و انا متعدّي تجنبا لأي كونتاكت...

و نزيدهم م الفوق السلام لأوكسيج و بامبالوني... هاذم زوز طلاين، تربط واحد فيهم علاقة صداقة حميمية بصلاح صاحبي، يعني هو كيف ما يقولوا البوي فراند متاعو (و الفاهم يفهم وحدو نوعية العلاقة شنوة هي... في السكريتو)، و اهوكة الطلياني مدبرهالو باللبسة و البارفانات و ما إلى ذلك... ربي يدوّم العشرة أنا ما قلت شي... اما الوصاية هذي أقوى من جرمي بصراحة، نخاف على روحي م الفتنة...

هذاكة البعض م اللي ورد في الجواب، البقية بالطبيعة نخيّر أنّي نحتفظ بيه لنفسي (حتى اللي حكيتو في التدوينة ماهوش كشف لأسرار او تمنييك، بالعكس، الكلام هذا نتصور نعاودو لڤريح بيدو بعد ما يخرج إن شاء الله)... هذا طبعا إلى جانب انو طلب مني ماندة نبعثلو فيها اللي كتب، أنا و همتي... و الله لا يضيع أجر المحسنين

الحاصل قريت الجواب، و حطيتو على جنب و الحكاية مشات على روحها... أنّي نرد عليه او ما نردّش هذيكة حاجة اخرى و حكاية تاخو وقت...

بعد بنهارين، لاحظت حاجة غريبة، ثمة برشا عباد يعرضوني في الثنية، لا نعرفهم لا يعرفوني، دوب ما يشوفني، يتجارو يسلموا عليّ بالبوس، و ساعات بالأحضان.

م الاول الحق متاع ربي كنت نقعد باهت، لا نبتسم لا حتى شي، أهوكة نرد السلام و برّه... لكن مع تكرار الحكاية برشا مرات و ليت نطرح بعض الأسئلة اللا علاقة، فهمت من خلالها أنهم أصحاب ڤريح و عرفوا أنو وصلني جواب من عندو...

البوسطاجي ربي يهديه، عرضو بو ڤريح، ياخي قاللو اهوكة ولدك بعث جواب للبرباش... و بو ڤريح ما كانش م العاكسين، نشر الخبر.

قاعد على روحي، لا في علمي لا في درايتي... تدخل الوالدة للبيت

الوالدة: (وجهها أصفر بخّارة، و بنبرة متاع رميان معنى) ثمة جماعة صوحابك ينشدوا عليك.

البرباش: صوحابي... شكون؟

الوالدة: (تتنهّد... و تدوّح في راسها) صوحابك... الجدد

خرجت نطل، زوز من أعيان البلاد... الزّو و معاه واحد آخر، نعرفو بالوجه، لكن أول مرة بش يحصللي شرف الحديث معاه

البرباش: السلام

الزّو: أهــــلا... برباش يا خويا

و يشد يعنّقني و يشحطني ببوستين تحسست حناكي بعدهم و تنهّدت كيف ما لقيتش أثار متاع دم على صوابعي... الحق متاع ربي اللكنة متاعو و طريقتو في الحديث و تصرفو في عضلات وجهو تحسسك انو حاطط لام في فمّو و إلا حاجة هكة.

الزّو: (يغمزني بعينو) قالوا اللي ڤريح بعثلك جواب.

البرباش: أي

الزّو: (يبتسم، دلالة ع الفرحة متاعو بالخبر السعيد) و الله يعطيه الصحة

الزّو: أي.. و ش يحكي

البرباش: عادي، أهوكة يبلّغ في السلام و برّه

الزّو: و بعثلي السلام ليّا و إلا لا؟

البرباش: و الله ما نعرف

الزّو: (يغمزني) ما قاللكش سلّملي ع الزّو، على زياد، حاجة هكة

البرباش: لا لا... اما قاللي سلملي على صوحابي الكل و ما حطّش أسامي.

الزّو: (يدوّح في راسو) شفت بالله، ينعن بو الدنيا... انا في آخر ربطية مرتين نبعثلو جواب

البرباش: هو قال سلّم ع الجماعة الكل.. ما حطّش برشا أسامي

الزّو: أي أي... أما راهو حط بامبالوني متاعو

البرباش: (نبتسم) أي... جبد عليه

الزّو: (يدوّح في راسو) حاصيلو، ش علينا... هاك سلّم عليه، قوللو الزّو و دبّوزة (السيد اللي معاه، شهر دبّوزة... ابتسم للتعريف بنفسو دوب ما ورد اسمو في الحوار) يسلموا عليك و يقولولك راهو الحبس للرجال، و اتهنى على بامبالوني، في الحفظ و الامان

الزّو: (يغمزني، و بنبرة متاع خباثة) و قوللو اهوكة بين أيدي امينة... و ما عندك كان الرجال

و جاو ماشين على ارواحهم... إلا انهم وقفوا، و عاود الزّو تلفتلي و قاللي

الزّو: برباش، كان بش تمشي تزورو... قوللي، عندي قضيات نحب نبعثهملو معاك

البرباش: (نبتسم) يعمل الله... كان جيت ماشي تو نقوللك.

و طلعت للدار... وسط تهاليل و تباريك الوالدة بالمعارف الجدد... يجيك البلاء يا غافل.

الحاصل، بعثتلو ماندة (و الله نسيت قداش كان فيها بالضبط أما حاجة بين العشرين و الخمسة و عشرين دينار) و جواب فيه كليمتين كان معظمهم سلامات من أصحابو... اللي ولاّو أصحابي بالطبيعة.

و قعدت هكاكة أيامات، من غصرة لغصرة و مرجة لمرجة... لين مشات الحكاية على روحها

ما عاودش جاني جواب آخر من عند ڤريح... حتى أنو كيف يعرضن واحد من جماعتو و يسألني إذا كان ثمة جديد و إلا لا... كنت نتسائل هل يمكن يكون بعثلي جواب آخر و الوالدة خباتو ما ورّاتهوليش (و لو اني نستبعدها الحكاية لكنها تقعد ممكنة)... و سمعت انو اتحكم عليه من بعد بستة شهور.

و خرج ڤريح م الحبس... و ما خيّبش ظني فيه و كانت ليلة من ألف ليلة و ليلة، قعدوا جماعة الحومة يحكيوا بيها تقريبا فوق الجمعة.

بره امشي يا زمان و ايجى يا زمان... متعدي الويكاند اللي فات نسمع في زيطة و موزيكا و الدنيا بش تتقلب بالحس... نلقى دبّوزة اللي كان جاني هو و الزّو هاك المدة يتلاوح يمين و يسار

دبوزة: (بنبرة بالسيف ما تتفهم) أهلا بعشيري!

البرباش: اهلا بيك... ياخي ش ثمة؟

دبّوزة: (يتڤرّعلي في وجهي بعد ما يتكى بيدو على كتفي) ما في بالكش!

البرباش: لا... و الله ما في بالي

دبّوزة: (درى كيفاش يغزرلي) اليوم الفونساي متاع خوك صلاح

البرباش: (نبتسم، من وقع المفاجأة) آه... ڤريح خطب سايي!

دبّوزة: صلاح، صلاح، ش من ڤريح يا ولدي... انا نقوللك الراجل خطب و ربي إن شاء الله يهديه و يستحسن و انتي تقوللي ڤريح

البرباش: تي و الله ما نعرف عليه

دبّوزة: اهوكة ربّي هداه... م الربطية الاولى

دبّوزة: (ينفخلي في وجهي نفخة متاع فدة) الحبس دمّار يا صاحبي... الحبس دمّار

و يمشي و يخلّيني... نغزرلو كيفاش قاعد يتلاوح يمين و يسار و يتّكرم وحدو

دبّوزة: الله لا يورّيه لحبيّب... ما تفكّرنيش يا صاحبي

فكّرني في واحد صاحبي نجح في الباك الصيف اللي فات... عهدي بيه آخر مرة قابلتو فيها قال انو التوجيه اللي تحصّل عليه مش عاجبو و بش يعدّي الكونكور متاع إعادة التوجيه وسط العام... ربي يسهللو

ندخل للفونساي (كيف ما قال دبّوزة) متاع ڤريح عفوا صلاح... نلقاها الدنيا حافلة و الخطيب و الخطيبة مخربقينها بالشطيح، قعدت شوية بحذى جماعة نعرفهم لين لقيت صلاح قعد ع الفوتاي بعد ما اتهد م الشطيح و ولات عروقاتو شرتلّة، مشيت قلت خ نباركلو و نورّيه وجهي ع الأقل كيف انا حصلت و جيت

مشيت طلعت ع المنصة... سلّمت ع الخطيبة و باركتلها منها سلّمت على ڤريح ببوستين

البرباش: أيا إن شاء الله مبروك يا خويا

ڤريح: يبارك فيك يا برباش يا وليد عمّي

البرباش: (ندوّح في راسي مع ابتسامة خفيفة) ش من وليد عمّك... وقت اللي كنت في الڤينية في ڤلبو ما اتفكرتني كان انا... اما وقت الزهو و الطرب، ما نتفكروهوش البرباش؟!؟

قريح: (يدهش بالضحك بطريقة هستيرية) و راسك لا يا خويا... اما ماك تعرف الحبس للرجال، وكيف تلقاك في ڤلبو ما تتفكر كان الرجال... و الرجال لبعضها يا صاحبي

ما لقيت ما نقول... صحة عليه، نجم يغلبني بكلامو... و لو اني كنت متاكد انها مجادلتو ماهي باش توصّل لحتى نتيجة نظرا لحالة الوعي و اللاوعي اللي كان عليها... و لقيت روحي من غير ما نشعر نتّكرم كيف ما دبّوزة قبولي و نقول

البرباش: الله لا يورّيه لحبيّب... ما تفكّرنيش يا صاحبي


قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

السبت، نوفمبر 21، 2009 21:30
الهداري الفارغة: , ,


كيف ما اليوم... تحديدا نهار الاربعاء 21 نوفمبر 2007 كانتلي أول تدوينة [مدونة قيد الإنشاء]...

عمناول كيف ما اليوم، كنت كتبت تدوينة [عام... على التدوين] و كنت وقتها اتخذت قرار شبه نهائي بمغادرة هذا الفضاء الافتراضي اللي كل ما يتعدى الوقت يزيد تعاسة و كبّي و ڤينية.

دخولي للبلوغسفير كان و هي تعيش أعز فتراتها... دون أي علم بوجود مجمعات تدوينية كيف التن-بلوڤ أو غيرو، نتذكر أنّي بعد كتابتي لثاني تدوينة قعدت نتسائل بيني و بين روحي على سبب عدم وجود زوار، و تعليقات... و طرحت السؤال على شهاب اللي كان لخوه علي الفضل في دخولي للعالم هذا (هو لا فضل لا حتى شي، تي ساعات نقول كلها جرايرو) و اللي اعطاني الرابط متاع التن-بلوڤ و الايمايل متاع حسين و طلب مني نراسلو بش يزيدني في الليستة

و اتزدت في الليستة... و بديت شيئا فشيئا ندخل في الأجواء و في الكواليس... هههههه

و كان المسلسل متاع حومة البلوغسفير في رمضان 2008... مسلسل اتوقف عند الحلقة عشرين و ما كانلوش بش يكمل (رغم اللي ثمة ثلاثة حلقات حاضرين إلا انو ما وقعش نشرهم)، البلوغسفير دخل في دوامة متاع صراعات تخلي أي كلمة تتقال يلزم يتقرالها ألف حساب.

و طارت النفحة شيئا فشيئا... حتى أني (و رغم توفر الوقت) وليت نبخل بش نكتب تدوينة من حكاياتي كيف ما كان الأمر عليه قبل (رغم اللي ما عندي كان ما نحكي)، و اقتصر التدوين على بعض الكتابات القصيرة في مدونتي قلق... و حاجات أخرى

اليوم، و رغم أنو الناس تستنى في نفس جديد للبلوغسفير، خصوصا بعد الأحداث الأخيرة اللي صارت أوائل الشهر هذا و اللي أثبتت أنو مازال للبلوغسفير دور و تأثير (رغم محدوديتو... و اللي ظهرت زادة أنو برشا مدونين م اللي كنا نحسبوهم صيودة، طلعوا قطاطس، متاع كلام فارغ و شعارات رنانة كيف ما نقولوا في الابتدائي)، و مازال ثمة بصيص من أمل.

و رغم أنها الاجواء ما تشجعش بتاتا ع الاستمرار في الكتابة... إلا أنو نلقى روحي مجبور ع الإستمرار في التواجد داخل هذا الفضاء اللي كوّنت فيه علاقات و صداقات اتطور البعض منها و اتجاوز مستواه الافتراضي و حتى الدنيوي في بعض الحالات.

مش بش نسمي البعض لأنو الاكيد بش ننسى العديد... أما اهوكة يعرفوا أرواحهم.

شكرا ليكم الكل... بدون أي استثناء.



قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الجمعة، نوفمبر 13، 2009 19:30
الهداري الفارغة: , , , , ,

كان غالبا ما يبدي إعجابو الشديد بشجاعة و "رجولية" أي واحد من شباب البلاد يوصللو الخبر أنو حرق للخارج سواء عن طريق البر أو البحر... بل يوصل بيه الأمر أنو كان يحسبو شهيد كل مين يوصللو خبرو و يقولولو أنو بلعو البحر و هو حارق لبلاد الطليان، أو م اللي مشاو و ما ثماش ريحتهم.

بحكم خدمتو كسيرفر ببعض القهاوي "الشعبية" شتاء، "السياحية" صيفا، كان مخالط برشا عباد و خاصة حرفاء الشتاء اللي تعتبر الأغلبية متاعهم من جمهور البطّالة، اللي كانوا معظمهم في نظرو قننوات على خاطرهم ما جربوش حظهم و ما شقوش البحر بحثا عن حياة قد تكون أكثر كرامة ليهم من كرني الكريدي اللي كان نادرا ما يخلص.


معرفتي بيه كانت عن طريق عم لسعد، رغم اللي أحنا نعتبروا أولاد بلاد... إلا انها الظروف شاءت أنو معرفتي بعم لزهر تكون عن طريق عم لسعد العطّار.

اللي ما يعرفش عم لسعد العطار ينجم يرجع لبعض التدوينات القدم في مدونتي (اللي تحتفل خلال بضعة أيام بعيد ميلادها الثاني) كنت اتحدثت فيهم على عم لسعد... نحكي مثلا على تدوينات [الحليب... و حكاية تجيب حكاية] و [عيد... بأي حال عدت يا عيد] و برشا حكايات أخرين كان طرف فيهم عم لسعد العروس في تدوينة [بعد ما شاب... مشى للكتاب]

ما نعرفش إذا كان تشابه الأسماء ليه دور في الصداقة اللي جمعت بيناتهم أو أنها الصدف شاءت ذلك... المهم أنو معرفتي السطحية بيه و اللقاءات اللي جمعت ما بيناتنا (و اللي عددها ما يتجاوزش عدد صوابع اليد الواحدة) كان فيها طرف زادة عم لسعد العطار حاضر.

يحكيلي عم لسعد يقول أنهم في شبابهم ما كانوش يعرفوا ش معنتها حرقة، كانت ايطاليا حاجتها بالخدامة حتى أنو كان ثمة خط بحري يربط بين قليبية و لمبادوزة و كانت الزلاقة توفر رحلات منتظمة خاصة في المواسم السياحية و في مواسم أخرى كانت مرتبطة أساسا بالأنشطة الفلاحية في إيطاليا حيث يكثر الطلب على اليد العاملة الرخيصة. و كان عم لزهر دائم الترحال حتى أنو قضى قرابة العشرة سنين من عمرو يتحول لايطاليا مرتين في العام يدبّر فيهم الخير و البركة و كيف ما يقول هو

عم لزهر: الحمدولله، بنينا الدار و عرسنا و ربينا الصغار بفلوس الطلاين... و عمرنا ما خممنا فيها الحرقة

لكنو رغم هذا ما ينكرش أنو كانت ثمة عباد تحرق في وقتو، لكنها امورهم تكون قانونية م اللحظة الاولى... حيث أنو الشاب ما كان يحرق كان كيف يعجبو الجو غادي و يضمّن أمور خدمتو و إقامتو، الأوراق كانت آخر حاجة يخمم فيها الحارق وقتها لأنها كانت تعتبر من تحصيل حاصل.


يبدي عم لزهر ترددا في إظهار مشاعرو و الإجابة على سؤال كثيرا ما اتطرح عليه... هل انو ندم خاطرو ما استقرّش في ايطاليا

غير أنو يكتفي بأنو يغمّض عينيه و يرفع حواجبو لفوق و هو يقول

عم لزهر: (بكل حسرة) كل شي بالكتبة...

هذيكة كانت إجابتو اللي ما تخلّيش مجال لطرح المزيد م الأسئلة، إجابة كانت نادرا ما تتوجد حيث كان دايما يفضّل الصمت و عدم الإجابة.



(...)

كانت أول سفرة لعم لزهر لايطاليا، هي الاخيرة من نوعها لعم لسعد. هو أصلا عم لسعد ما سافرش برشا لغادي و لولا الحاجة ما كانش يسافر جملة و يتحمل عناء السفر و البحر... لكن هذا ما يمنعش أنو هو اللي كرّ على عشيرو بش يرافقو خلال أحد مواسم جني العنب الشي اللي يخلي عم لزهر كل وين تتجبد حكاية السفر لايطاليا يقول
عم لزهر: البر هذاكة عمري ما كنت نتصور روحي نعفسو، كان مش عمك لسعد كر عليّ

و يرد عليه عم لسعد و يقوللو

عم لسعد: (يبتسم و هو يدوّح في راسو) ايــه، علّمناهم الطّلبة... سبقونا ع الجوامع

بعد درى قدّاش من جمعة خدمة و النفس طابة خارجة، قبضوا كراهم (أجرتهم) و ما بات يفصلهم ع المرواح كان ليلة كانت هي الأخيرة لعم لسعد في ايطاليا... ما كانش يعرف انها بش تكونلو آخر ليلة غادي، لكنها الظروف اللي حكمت بأحكامها... و بما انو كان من أكثر الجماعة ارتيادا لايطاليا، فكان الواجب يفرض عليه أنو يعمل بيهم محواسة يعرّفهم فيها بأهم المعالم متاع المدينة اللي عداو فيها قريب الشهر... و يكون الدليل السياحي متاعهم، و الاهم من ذلك المترجم الخاص اللي بش يكون همزة الوصل بينهم و بين اللي مكتوبلهم بش يقابلوهم من طلاين و طليانات.



و كيف ما كان متصور، كانت حاجة بديهية ما تحتاجش أنو يتم الاتفاق عليها أو التذكير بوجوب ورودها ضمن برنامج الجولة، هذا إذا ما كانتش هي الهدف الأول م المحواسة... اتعدّاو على شارع م الشوارع اللي تعتبر محطة يكثر فيها تواجد بنات الليل و غيرهم

عم لسعد: (ما ينجمش يمنع ضحكتو) الجماعة قعدوا باهتين، عمرهم ما تصوروا انو ثمة حاجات هكاكة في الدنيا.

انتابني شعور طفيف بالخجل، ما اتصورتش أنّو الحكاية اللي قاعد يحكيلي فيها عم لسعد بش تتضمن الموقف هذا... لكن هذا ما يمنعش أنو كنت متشوق بش نعرف قصة عم لزهر بحيث صار لا مجال الحشمة أو تتليف الجرّة

البرباش: أي أي

عم لسعد: (يدوّح في راسو) تي نعرفك بش تقوللي أي... انتوما تو عندكم كل شي بالمكشوف و التلافز و البارابولات و الدّيناتورات (جمع أورديناتور) ما خلات شي ما ورّاتوش



عم لسعد: (ياخو شفطة م القهوة فيلتر المحطوطة قدامو) الشي هذاكة كان فينا قبل اللي يقعد لين يموت و هو يسمع بيه سمع، و ما يصدّقش

البرباش: (نضحك) تي أي

و دخلوا لواحدة م الديار، و كان على عم لسعد (اللي يطش طشان في اللغة الايطالية و القاموس متاعو يقتصر على بعض العبارات اللي يحتاجها في التعامل مع عروفاتو في الخدمة) أنو يلعب دور المترجم في التخاطب مع "الشّافة" اللي لقاوها شادة وراء الكاسة


و بعد اتفاق اختصر في معظمو على التخاطب بلغة الإشارة، حيث كان امّالي المحل متعودين على التعامل مع هذا النوع م الزباين، حتى أنو ثمة البعض م البنات تلقاهم حافظين جملتين أو ثلاثة (عادة ما يكونوا باللهجة المصرية أو اللبنانية) و ما يترددوش في التلفظ بيها عند مرور بعض الزباين ذوي السحنة العربية (العريبة).

عم لسعد: (يتلفّت للجماعة) قالتلكم شكون بش يدخل الأوّل

عم لزهر: (يتهز و يتنفض و يتقدّم بش يورّي روحو) أنا أنا... قوللها انا!

و من غير ما يتكلّم عم لسعد، فهمت الشّافة الحكاية... و ابتسمت، و ابتسم عم لسعد بينما كانوا الزوز مرافقين الأخرين يهڤهڤوا قدام التصرف العفوي اللي صدر من عم لزهر صاحبهم... و بحكم أنو كان أصغرهم سنا و كانت هذيكة أول زيارة ليه لبلاصة كيف هذيكة فكان من قبيل الواجب أن يتم تبجيلو كنوع م الماخذة بالخاطر.

و استأنف عم لسعد الحوار مع الشافة، و كان الهدف المرة هذي هو الوصول لسعر مناسب حيث أنو العملية فيها أربعة م الناس و بالتالي يلزم استغلال الفرصة و التمتع بأقل سعر للفرد يمكن التوصّل ليه

عم لسعد: الليرة اللي انّطرهالها نربحها... في جيبي خير م اللي في جيبها

(تم تحيين العبارة هذي لعبارة ألطف احتراما لمشاعر القراء، حيث أنو العبارة الأصلية كانت متلائمة مع الإطار المكاني للحكاية)

و كان عم لزهر يتبّع بكل اهتمام الحوار اللي قاعد يدور بيناتهم الزوز... و رغم أنو كان كيف الأطرش في الزفة إلا أنو انتبه لعبارة اترددت برشا على لسان الشّافة حيث كانت دايما تكرر

الشافة الطليانية: سكريتو... دوبل سكريتو

ما كانش متأكد من طريقة تهجئتها لكلمة سكريتو لكنو متأكد من سماعة لكلمة دوبل بلغة فرنسية و لكنة ايطالية لكنها كانت واضحة. و بحكم أنها ككلمة كانت متداولة حتى في دارجتنا... فما كان منو إلا أنو همز صاحبو و جبدو على جنب

عم لزهر: (يوشوش) شنية حكاية الدوبل هذي زادة!

عم لسعد: و أنا منين ندري عليها؟!؟

عم لزهر: اسمع... ما ندخل كان وحدي راهو

عم لزهر: (يسكت شوية في انتظار اجابة عم لسعد اللي يفضل الصمت و يكتفي بابتسامة خفيفة) وخيّان صحيح... أما كل حاجة في حساب، و في السكريتو كيف ما تقول هي!

عم لسعد: باهي باهي

و رجع عم لسعد يحكي مع "الشافة" الطليانية و كان التساؤل المرة هذي على حكاية الدوبل سكريتو... و بعد أخذ و رد يدهش عم لسعد بالضحك و هو يستخايل بالموقف و يقوللي

عم لسعد: ما كنتش فاهمها فاش قاعدة تحكي... أما ما يلزمش الجماعة يشلقوا بيّ على خاطرهم كانوا عاقدين فيّ النوارة

البرباش: أي أي

يتلفت عم لسعد للجماعة و يقوللهم

عم لسعد: (كان حديثو متوجه خاصة لصاحبو لزهر و بإشارة زوز صوابع بيدو) قالتلكم اللي بش يدخل... يحب طفلة و إلا زوز؟

عم لزهر: (يصيح فرد صيحة) مع بعضهم... زوز، زوز. قوللها زوز يا خويا

عم لزهر: (يتلفت للزوز الأخرين اللي كانوا معاهم في الجولة) ينعنبو الدنيا، و ينعنبو الفلوس... الواحد قدّاش بش يعيش فيها من مرّة ياخي!

و ماكان م الزوز الأخرين غير أنهم أيدوه، حتى أنهم أبداو إعجابهم بالفكرة و تحمّسهم ليها... هذا الكل وسط ضحكات و قهقهات م الجموع الكل قدام التصرف و الحماس اللي انتاب عم لزهر.


و تم الإتفاق على مختلف التفاصيل (الفلوس) و كان كيف ما حب عم لزهر أنو هو يدخل الأول... بينما قعدوا اليقية في الصالة يستناو في دورهم.

و دخل عم لزهر للبيت و هو باهت في عجب ربي و هاك البلندة اللي كانت قدامو "لابسة من غير هدوم" و تبتسملو بطريقة غريبة... حتى أنو ما جابش خبرة لحكاية الدوبل سكريتو و ما تسائلش ع الطفلة الأخرى بما أنو خلص دوبل... ما فاق عند روحو و رجعلو شاهد العقل إلا و هو قاعد ينزع في حوايجو و إذا براجل جهامة "مفتول العضلات" تقريبا ماهو لابس حتى شي يدخل عليهم للبيت

و بدى الراجل يتدحنس بعم الأزهر و يمسّحلو بيديه على مناطق مختلفة من بدنو بطريقة مغرية و تبعث ع الاشمئزاز في نفس الوقت.

وقتها برك وين فهم حكاية الدوبل سكريتو... عرف أنو بطريقة الدوبل سكريتو بش يكون فاعل (في علاقتو بالطفلة) و مفعول به (في علاقتو بالبغل اللي قاعد يتدحنس عليه)... و صاح فرد صيحة و هو يلم في الشي اللي كان نزعوا من حوايجو

عم لزهر: (يصيح في صيحة الغرق) وووه عليّ... اجريلي يا لسعد يا خويا... اجريولي يا جماعة


و خرج م البيت و حوايجو بين يديه من غير ما يتلفت لا يمين و لا يسار و خرج م الدار جملة واحدة و قعد يجري لين بعد شوية، وقف ياخذ في نفس و يفركس في الحوايج متاعو يثبّت فيهم لعلّ يطلع نسي حاجة في البيت غادي، و في نفس الوقت يستوي فيهم بطريقة تمكنو من أنو يعاود يلبسهم... ماهي إلا لحظات و خلطوا عليه الجماعة الكل (عم لسعد و الزوز الأخرين) داهشين بالضحك بعد ما فهموا الحكاية.

و قعدوا دقايق في البلاصة هذيكة لين كمّل عم لزهر لبس الحوايج الكل و الجماعة يتساؤلوا شنوة اللي صار بنبرة اتعمدوا أنها تظهر بريئة كيف اللي ما في بالهم بشي (بينما هوما شافوا البغل و هو خارج في جرة عم لزهر يعيطلوا في محاولة يائسة لإقناعو بالعودة للغرفة)

حتى انو عم لسعد اقترح على عم لزهر انهم يرجعوا للدار هذيكة و يتبدّل الاتفاق من دوبل سكريتو إلى سكريتو برك...

عم لسعد: بعض المال و لا المال كلو ع الأقل

إلا أنو عم لزهر رفض رفضا تاما حتى مجرد العودة و المطالبة بالفلوس متاعو اللي كان دفعهم

عم لزهر: السماح... ما حاجتيش!

و كان أن رجعوا الجماعة لمقر إقامتهم وقتها... لمّوا سيكانهم و قصدوا ربي للبرط (الميناء)، قاصدين ربي لتونس.


(...)

بره امشي يا زمان و ايجى يا زمان... الشباب ولاو شياب، و ما قعدت غير علاقة صداقة تربط بين عم لسعد و عم لزهر اللي يأكدوا انو م المرة هذيكة ما عاودوش اتلاقاو بالزوز الأخرين اللي كانوا معاهم في هاك المحواسة.

و كيف ما سبق و ذكرت، كانت هذيكة آخر مرة يمشي فيها عم لسعد لايطاليا حيث أنو عرس و اتلهى في الدار و المرى و الصغار (هو طفل برك على حد علمي و كنت حتى اتحدثت عليه في تدوينة [عيد... بأي حال عدت يا عيد]) و كان م الصعيب عليه أنو يخليهم وحدهم و يتغرب في ايطاليا... على عكس عم لزهر اللي كان يعتبر مشياتو لإيطاليا بداعي الخدمة حاجة ضرورية لمجابهة مصاريف العايلة اللي ماشية و تزيد من جهة و لتبديل الاجواء بالنسبة ليه من جهة أخرى.

و كبروا الشياب... عم لسعد توة عطار، على قدّو... عم لزهر ألف صنعة و صنعة بين يديه و الخدمة قهواجي.

دهش عم لسعد بالضحك و هو يحفّظ فيّ في السيناريو متاع الكلام اللي يلزمني نقولوا بطريقة يلزمها تبان عفوية... و التزم الجميع الصمت و عم لزهر يحطلي في كاس القهوة فيلتر ع الطاولة و قعد يغزرلي و هاك الثلاثة طوابع سكر بين يديه و هو يقوللي

عم لزهر: قداش من طابع اتحبها وليدي؟

البرباش: طابع برك عم لزهر... طابع سكر اكاهو، يزّي!


قعد باهت شوية للحظات و هو شادد الطوابع بيديه اللي كانت ترعش، قبل ما يعمل كيف ما طلبت منو و يحطلي طابع سكر في الكاس و يمشي على روحو يشوف بقية الطواول ش يلزمهم.

و هو راجع، اتلفتلنا

عم لزهر: (بنبرة كلها ود) يلزمكمشي حاجة أخرى

عم لسعد: كاس ماء، كان تعمل مزيّة

عم لزهر: (بإيماءة بوجهو) حــاضر... لحظة برك

البرباش: (كيف اللي موش عاجبني الجو) تي شبيها هكة قهوتكم عم لزهر!؟

عم لزهر: شبيها زادة!

البرباش: مرة ياسر...

عم لزهر: آه

البرباش: (نحاول أنّي نتماسك و ما نضحكش) ما حقكش حطيتلي فيها سكريتو برك... تي هذي دوبل سكريتو و شوية فيها

و قمت نجري من بلاصتي... و انا داهش بالضحك، و عم لسعد زادة سايي ماعادش فيه... و عم لزهر القهواجي رمى هاك الطبق من بين يديه بالكيسان اللي عليه بشوية الصرف

عم لزهر: أوه يا وليدي... حتى انتي طلعت معاهم

البرباش: (بالسيف ما نحكي من كثرة الضحك) و الله لا يا عم لزهر

عم لزهر: (يطفّيني و يتلفت لصاحبو) ينعنبو النهار اللي مشينا فيه لايطاليا جميع... كلها جرايرك

عم لسعد: (وجهو احمر نيلة من قوة الضحك) تي لا يا راجل... شبيك ما تحملش الفذلكة

عم لزهر: ش من فذلكة... ربي يهديك يا لسعد يا خويا


و مشي على روحو و هو يدوّح في راسو و يتّكرم درى فاش قاعد يقول...



قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz