الاثنين، ديسمبر 28، 2009 15:57
الهداري الفارغة: , , , ,


كلموني جماعة البيرو و قالولي أنو زميلهم الجديد وصل، و بالتالي يلزمني نمشي نرحّب و نفرح بيه... و لو أنّي مش عارف ش مدخلني فيه، و ش مدخلني فيهم جماعة البيرو اللي تقريبا ما عادش تربطني بيهم حتى صلة مهنية غير الصداقة اللي تربطني بالبعض منهم، تي ماهو يمشي يقابل عرفي القديم (اللي هو عرفو توة) و هو تو يحكيلو ش ثمة و ش ما ثماش... لكن و رغم ذلك اتحوّلت على عين المكان و لقيت السيد يستنى فيّ.

كان ماشي في بالي اللي انا بش نلقى شاب في مقتبل العمر قدامي، إلا انو السيد كان كهل يظهر من هيأتو أنو تجاوز الأربعين بشوية... سي لمجد.

أول ما شافني سي لمجد جاني يجري يسلّم عليّ بالبوس و الأحضان و ديركت من غير ما يبدى بالسلام

سي لمجد: بالله سي البرباش ڤالولي ما يدلني على دار للكراء هوني في البلاد حذاكم كان انتي.

سي لمجد: تعرف ديار للكراء؟

سي البرباش: (اللي هو أنا) أي نعرف بالطبيعة... و حتى كان ما نعرفش ملزوم ما نعرف شكون اللي يعرف

و لو أنّي الحق متاع ربي ما نعرفش، و ما نعرفش شكون يعرف زادة... أما ما نعرفش علاش جماعة البيرو عاقدين فيّ النوارة و حاسبينني كيف العمدة متاع البلاد، نعرف العباد الكل و العباد الكل يعرفوني و حتى كيف اتطرح السؤال من عند سي لمجد الوافد الجديد ع المؤسسة حول مسألة السكنى و الكريان قالولوا هذي ما يحلهالك كان البرباش.

الحاصل... كلمت شكون ع البلاصة و نعتني على شكون عندو دار للكراء... و مشينا نعملوا في طلة.

السيد عجبتو الدار، رغم العيب (حسب ما يقول هو، و لو أنو مش عيب في الدار و إنما سعي منو لتطييح السوم متاع الكراء) اللي فيها، أنها في الطابق الأول... إلا أنو كان ليها منشر (فيراندة) واسع يطل مباشرة ع الكياس يخليه يغض الطرف ع العيب هذاكة، و زيد فيها بزايد بيوت... و كان أنو اتفق مع مولى الدار على قيمة الكراء و الضمد و غيرو م الأمور اللي يقع عادة الإتفاق عليها و صححوا الكونتراتو ع البلاصة، على أساس أنو الدبش (الأثاث) متاعو معبّي ع الكميونة غادي في البلاد

سي لمجد: وزيد الجماعة غادي يستنّوا منّي في تل نڤوللهم فيه أنو الأمور الكلها مريڤلة بش يجوا مع العباية.

كنت عرضت عليه أنو يتصل بيّ وقت ما يجي كميون الدبش م البلاد، ثماشي ما نعاونو في الهزان و الحطان و التهبيط و التطليع... إلا أنو رفض بإصرار يدعو على الإستغراب، لكن بحكم انو برّاني (و ما برّاني كان الشيطان كيف ما تقول هناني، ههههه) قلت يمكن هوما هكاكة.

الحاصل... استقر سي لمجد في البلاد و ليه ليه ما عمل صحبة مع بقية الزملاء و صارت ليه الشلة متاعو اللي ما يمشي و يجي و يقعد (و ما تحلالو القعدة) كان معاهم... و كمل زاد ريڤل الأمور متاع قراية الصغار و مكتبهم و ليسياتهم.

على أوّل معرفتي بيه، بل معرفتنا بيه (نحكي على جماعة البيرو) كان ثمة انطباع أنو سي لمجد هذا انسان متديّن حد التزمت... متابعتو في حديثو، تصرفاتو تخلي العبد متأكد انو قدام إنسان ملتزم دينيا لدرجة كبيرة، الدرجة اللي في وقتنا توة برشا يخافوا منها و يخافوا من خلطة و معرفة أصحابها... اللحية اللي كانت دايما محففة تقولشي الراجل مازال كيف ما خرج م الحجام، كلمة ربي يسهّل و الله المستعان و غيرهم م العبارات اللي كانوا دايما يتخللو كلامو، عينيه اللي ما يقيمهمش في النساء (اللي ما كانش يمد يديه و يسلّم عليهم أصلا) كيف تضطرّو الظروف أنو يحكي معاهم...

هذا الكل في باب... لكن اللي خلّى الشعور هذا يتأكد عندي هو مرة اللي طلبني سي لمجد ع التليفون نهار م النهارات في العشية

سي لمجد: ألو

البرباش: أهلا بيك سي لمجد

سي لمجد: أهلا بيك سي البرباش... سامحني كان قلقلتك

البرباش: لا لا، باهيشي... ما ثمة حتى قلق

سي لمجد: الله يحيّي أصلك... شوف سي البرباش

البرباش: أي

سي لمجد: الأورديناتور دخل بعضو دخلة مزمرة... و عندي خدمة مستعجلة، يلزمني غدوة الصباح نهزها معايا

البرباش: أي، كيفاش يعمل؟

سي لمجد: و نا منين ندري عليه... ما هو يعمل في حت شي!

البرباش: (نبتسم) أي

سي لمجد: اي عاد قلت كان تجي تعمل طلة... تشوف ش بيه؟

البرباش: باهي سي لمجد، هاو جيتك... شوية آخر تلقاني بحذاك

سي لمجد: مرحبا بيك يا سيدي... امالا هاني نستنى فيك.

من حينو، سيبت اللي في يدي، و مشيت لدار سي لمجد، اللي كنت مشيت معاه وقت ما جاء يكري فيها

كيف وصلت ضربت الناقوس، طلعلي سي لمجد م المنشر و على وجهو ابتسامة ما نجمش يداري بيها تفاجؤو من سرعة وصولي... كيف عرفت اللي هو شافني طلعت في الدروج (اللي كان مشترك بين أربعة ديار، هذاكة علاش الباب كان بصفة دايمة متروك محلول) و لحظة من زمان كنت قدام باب الدار، اللي اتحل وقتها و خرج منو سي لمجد

سي لمجد: تي هاك طلعت

البرباش: (بكل لا مبالاة على خاطر الحكاية ظهرتلي بديهية) امالا ش بش نعمل؟

سي لمجد: لا حتى شي... أما قلت خليك لين نجي أنا نطلعك

البرباش: لا ما حبيتش نتعبك... قلت علاه تقعد هابط فيهم الدرجتين هاذم

سي لمجد: مش مشكل يا سيدي... على كل مرحبا بيك

البرباش: يعيشك

و من غير ما يسمعني أو يجاوبني، عاود حل باب الدار و دخل... هميت بش ندخل وراه، إلا انو سكّر الباب في جرتو و خلاني واقف في الدروج نستنى... مع ابتسامة كبيرة ارتسمت على وجهي، باهت في عجب ربي... يقول القايل شكون يعرف عليه و زيد كل بلاد و أرطالها.

أيا قعدت هكاكة دقيقتين من زمان... اتعدّاو تقولشي عليهم ساعة و انا نخمم بيني و بين روحي إذا كنت نقعد نستنى او نمشي على روحي و الحكاية و ما فيها انو السيد ما عينتوش فيّ نجي بحذاه (رغم أنو هو اللي طلبني و ألح عليّ في الحضور فورا)، يعني تطريدة بذخامة.

و عاود اتحل الباب مرة اخرى... و خرج سي لمجد المرة هذي بكل هدوء تقولشي عليه بالسرقة أو لربما كان يتعمّد بش ما يصدرش حتى حس... أنا و الله ما عاد عارف عليه و ماعادش فاهم حتى شي... حتى اني كنت اتمنيت في اللحظة هذيكة لو كان يعتذرلي بأي طريقة يراها هو مناسبة و يقوللي مثلا أنو الأورديناتور خدم وحدو وحدو (بقدرة قادر) او انو عندو ضيفان جاووه فجأة و بالتالي م المستحسن لو كان نأجلوها الحكاية... إلا أنو يعاود يدخل و بإشارة بيدو نفهم اللي أنا يلزمني نتبعو، و نشد جرتو

سميت باسم الله و انا داخل للدار (و اتعمّدت اني نسبّق رجلي اليمين إذ لربما يكون السيد رادد بالو م الهدرة، ما نعرفش ع الظروف) و عينيّ مرشوقين في الوطى... كيف ما يعمل هو وقت ما يجي يحكي مع أي مرى من جماعة الخدمة، رغم اللي جرات العادة(نحكي على روحي) أنّي نقيم وجهي و نقعد نثبت في الترتيب متاع الأثاث في وسط الدار خاصة أني كنت نعرفها و نعرف تقسيم البيوت متاعها بالمسبّق... إلا انو و تمشيا مع ما تقتضيه ضرورة الموقف كنت مجبور نغض البصر، رغم اللي ما ثمة حتى شي على مرأى البصر...

و قعدت شادد جرتو، و هو يتنحنح (كيف اللي يكح) لين وصلنا لبيت م البيوت وقف قدام الباب متاعها و بإشارة براسو ندخللها بينما قعد هو واقف في بلاصتو كيف اللي يعس عليّ... دوب ما دخلت سكّر الباب عليّ و قعد هو البره و أنا في وسط البيت وحدي... ههههههه، و شدني كريز متاع ضحك، سايي ما عادش انجم نشد روحي.

قعدت واقف في البيت اللي كانت تخلو من كل انواع الاثاث تقريبا ما عدى طاولة كيف متاع القهاوي ضاربها الصديد بصفة تخليك باهت كيفاش مازالت شادة روحها و واقفة، محطوط فوق منها الأورديناتور... و زوز كراسي واحد لوح و حديد (ضاربو الصديد زادة) محطوطة فوق منو مخدة (بش اللي يقعد ياخو راحتو) كيف ما يقولوا بالفصحى أكل عليها الدهر و شرب و الآخر بلاستيك (يا بمبك).

مازلت هكاكة و يتحل الباب متاع البيت، و يدخل سي لمجد... و يعاود يسكّر الباب في جرتو، و يتثبّت منو إذا كانو تسكّر على قاعدة.

سي لمجد: (ترتسم على وجهو ابتسامة تعيّط يا بابا يامّي راني مصطنعة) أيا تفضل أقعد سي البرباش

البرباش: باهي باهي

سي لمجد: تي أقعد يا راجل... شبيك حاشم، الدّار دارك راهي

البرباش: أبـّي... لين تقوللي ياخي

و هميت بش نجبد هاك الكرسي اللوح (اللي محطوطة عليه المخدة) إلا أنو سي لمجد منعني من ذلك و شدلي يدّي

سي لمجد: و الله لا صارها يا راجل... ما تڤعد كان ع البلاستيك

البرباش: (بنبرة كلها تواضع... كنت بش نقوللو كلمة أخرى لكنها الصورة اللي مرتسمة للشخصية متاعو و الوقار اللي تفرضو الصورة هذيكة خلاوني نتراجع في آخر لحظة) تي لا لا، الكلها قعدة

سي لمجد: (بشوية جدية و حزم) أيّا بالحرام... و هاك حلّفتني بالحرام ما يصير منو شي و إلا ما تڤعد كان ع الكرسي البلاستيك

سي لمجد: و إلا بلاشي منها الڤعدة جملة واحدة

أيا كيف حلف بالحرام، ماعادش فيها... و زيد تبطلشي القعدة جملة واحدة (و الحق متاع ربي أنا ماذا بيّ) كيف ما يحكي هو... نجبد هاك الكرسي البلاستيك، و جبد سي لمجد الكرسي اللوح... و قعدنا الزوز فرد وقت

سي لمجد: (يضحك و يدوّح في راسو) يا و الله سي البرباش... تو هذيكة حد نيتك نا بش نڤعدك على عڤاب كرسي فوڤ منّا مخدّة

البرباش: تي ش جرالو بالله... الكلها قعدة

سي لمجد: لا لا... مازلت عازب و تڤعد على مخدّة

عازب، و مخدة... الحق متاع ربي استغربت منها الحكاية، ما فهمتش شنوة العلاقة اللي يمكن تجمع بين الزوز حاجات هاذم... همّيت بش نسأل ع الحكاية لكنو سي لمجد مشكورا جاوبني من غير ما ينتظر السؤال متاعي

سي لمجد: (بنبرة كلها جدية) ماهو اللي يڤعد على مخادد الموس... ذراريه الكلها تطلع بنات

أيواه، جيناهاشي... نتذكر الفازة هذي كنت على علم بيها قبل، لكن عمري ما جبت خبرة انو ناخذها بعين الإعتبار... بل بالعكس، واش خصو الواحد كان تجيه طفلة كيف ما رؤى بنت اختي (اللي ما يعرفش رؤى، ينجم يطلع على بعض التدوينات القدم اللي كنت اتحدثت عليها فيهم، نذكر خاصة تدوينة [الزڤوڤو... و العصيدة] و تدوينة [أحنا و هوما / الياغرت])... لكن ما فيها باس نبدي شوية استغراب

البرباش: يا رسول الله... الكلهم بنات

سي لمجد: امالا واش نحكيلك نا

البرباش: (ندوّح في راسي) أيّا جاب ربّي امالا... و إلا خطاتني شعرة و نقعد عليها... المخدة

سي لمجد: و نا نخلّيك تعملها العملة هذي... راك خويا راك

البرباش: نعرف نعرف... الله يقدّر الخير و برّه.

الحاصل... أيا قعدت نحمد في ربّي و نعاود اللي أنا ما ڤعدتش عليه، الكرسي اللي فوق منو مخدة... منها بديت نثبّت في الأورديناتو اللي كان واضح من أول ما خدّمتو أنو ثمة مشكل في إيصال الصورة للشاشة... و بالتالي ثمة شكون نحى الفيشة متاع الإيكرون و كيف رجعها ما رجعهاش لبلاصتها... استنتاج زاد تأكّد وقت ما تلفتلي سي لمجد و قاللي

سي لمجد: نا كنت حاططو في بيت الذراري

البرباش: أي... ياخي؟

سي لمجد: عاد ڤلت علاش ما انحطّوهشي في البيت هذي... و نولّوا نسهروا هنا

البرباش: (على حد نيتي) تولّوا... امالا ش تعملوا

سي لمجد: (يستطرد) تي لالي يا راجل... نا ڤلت تولّي تجي تسهر حذايا في البيت هوني، و لا مين يڤلّڤنا

البرباش: (تي هاو طلع يقصدني أنا الراجل) آه، نوّلـــوا صارة

البرباش: (نبلع ريقي قبل ما نكمّل و أنا ندوّح في راسي) نولّوا نولّوا... علاش ما نولّوشي

سي لمجد: أي حتى نا ڤلت... هكا نلڤوا راحتنا خير

البرباش: (باقي ندوح في راسي و عامل روحي مركز مع شاسة الأورديناتور، اللي كانت طافية أساسا) أي أي... هكا خير

مازلنا هكاكة، و يدقدق الباب... مشي في بالي انو بش يتحل الباب و تدخل مرتو أو واحد م الصغار أو أي حد آخر و يجيب اللي مسهّل فيه ربي (واجب الضيافة)، إلا أنو ما صار شي... استنّيت أنو سي لمجد يقوم يحل الباب ع الأقل (قلت بالك سكّر علينا الباب بالمفتاح بعد ما دخل، ما جبتش خبرة بش نهتم للفازة لكنها ما كانتش حاجة مستبعدة قدام الشي اللي صار)، لكنو ما قامش... اعتقدت أنو ما سمعش الدقان اللي أنا سمعتو ع الباب، خممت للحظة (بيني نبي روحي) أني نقوم نحل الباب إلا انو الشي اللي شفتو م اللي جيت بحذاه للدار هوني ما يشجعش... في الآخر ما لقيتش قدامي حتى حل غير أني نوصّللو المعلومة عبر اني نقولهالو

البرباش: (متردد شوية) سي لمجد... الباب يدق

سي لمجد: (بنبرة متاع واحد مشلّق على روحو اللي هو يحب يتلّف الجرة) أي أي

ما زدتش حتى كلمة، قعدت نڤحرلو على فرد جنب قبل ما نقوم نبعول في الكابلاج متاع الاورديناتور من تالي... لكن هذا ما منعنيش أني نقعد نعس عليه و نغزرلو من تحت لتحت كيفاش قام من بلاصتو و مشي في اتجاه الباب اللي وقف قدامو شوية و عمل ضربتين خفاف عليه قبل ما يحلّو شوية و يطبّس يهز طبق من ع القاعة و يعاود يدخل بعد ما يسكّر الباب في جرتو.

ما حبيتش نطوّل الحكاية، فدّيت و زدت كرهت روحي و كرهت النهار اللي كلموني فيه جماعة البيرو بش نشوفلو دار للكراء... كملت ركبت الخيوط في بلاصتها و خدمت الاودريناتور و شافو سي لمجد اللي هو يخدم... عملت شفطتين من هاك القهوة و اتظاهرت اللي أنا مزروب و ماذابيّ لو كان انروّح

البرباش: و الله عندي كان ما نعمل راهو.. غير انتي طلبتني ما حبيتش نكسر بخاطرك و برّه

سي لمجد: ياخو بخاطرك... يعيّش خويا

قعدت واقف على بلاصتي و عينيّ تلعب بينو و بين باب البيت بش يفهم اللي أنا نحب نخرج

سي لمجد: آه، لحظة... خ نفضّيلك الثنية

و عاود حل الباب... طلّع راسو منها خرج، وقف قدام باب البيت و اتنحنح تقولشي عليه بش يتنخّم... الهدف كان واضح و هو أنو يصدر أي صوت بش الجماعة (مرتو و إلا اللي هو موجود في الدار) تفهم اللي هو ثمة شكون خرج م البيت

سي لمجد: (يعيّط) أيا تفضّل سي البرباش... تفضّل

وخرجت م البيت، عينيّ مرشوقين في الوطى ما قمتهمش، نتبّع في الخيال متاع سي لمجد اللي كان يقود فيّ للباب، اللي دوب ما وصلتلو اتلفتلي سي لمجد و بنبرة متاع واحد مزروب قاللي

سي لمجد: أيا بارك الله فيك... يعيّش ولدي

و سكّر الباب وراه و خلاني واقف في وسط الدروج... نفس البلاصة اللي قعدت واقف فيها أول ما وصلت، لكن وقتها السيد قعد يعاتب فيّ علاش ما ستنّيتش اللوطى بالكل بش يجي هو يدخّلني

ش عليّ، تي بأنقص فدّة و قلق... و لو كان هبّطني في الدروج بالك تو يزيد يقوللي كليمتين يزيد يفددني أكثر ما أنا فادد و روحي طالعة.

أيا خرجت م الدار و اتنفست الصعداء، مهمتي انتهت على خير... و لو أنو قعدت نتساءل بيني و بين روحي على سبب التصرف متاع سي لمجد، اعتقدت أنو لربما نكون عطلتو على بعض المصالح (هههههه) كل شي جايز و الواحد ما يعرفش ع الظروف متاع غيرو كيفاش، و لو انو الحكاية مستبعدة خاصة أنو سي لمجد هو اللي طلبني و ريقو شايح يحبني نمشيلو في لحظتها (يمكن نكون أنا زربت برشا)... تي الله أعلم بيه

الحاصل... و كيف ما يقولوا ناس بكري (و ناس توة) أعمل الخير و انساه، مشيت على روحي و نسيت الحكاية، المشاغل اللي عندي وقتها ما يعلم بيها كان ربي... و زيد حتى الفكرة اللي رسموهالي الجماعة على سي لمجد و خلات منو شخصية غامضة خلاوني ما نعطيش للحكاية أهمية كبيرة..

إلا أنها الصورة هذيكة سرعان ما بدات تضمحل، بش تحل في بلاصتها صورة أخرى هي الصورة الحقيقية لشخصية سي لمجد... السوكارجي الزاني اللي هج من بلادو بعد ما كثرت مشاكلو و انتشرت فضايحو غادي... و ظهرت الحكاية متاع العقولية و الحشومية اللي عليه مجرد ترهدين في ترهدين... و بدي يظهر الخنار متاعو و تجيني اخبارو من عند جماعة البيرو.

يحكى أنّ... من جملة ما يتّحكي انو سي لمجد اعتاد القدوم للخدمة مثمول من سكرة الليل، كانت هوايتو المفضلة هي أنو يعدّي الليل يصطاد و يشرب و كيف يصبّح عليه الصباح يقصد ربي للخدمة... حتى انو كان ثمة شبه اتفاق بينو و بين العساس يتمكن بموجبو سي لمجد من قهوة فيلتر تكون حاضرة سخونة ع البيرو متاعو، و كعبة ولد الڤمرة (اللي نقولولوا الفقّوص حاشى مين يقرى... يقولوا أنو ضربة ضربة لتطيير الثملة) في القجر.

و رغم أني م المرة الاولى اللي مشيت فيها بحذاه للدار، كنت حلفت بيني و بين روحي أني يستحيل مازلت نعاود نمشيلو او نطبلو للدار... إلا أني رجعت في برشا مناسبات كان في كل مرة منهم يطلبني و يستنجد بي للحالة المستعجلة جدا اللي صارتلو (و ديمة حكايات تابعة الاورديناتور متاعو.... و كانت ديمة هداريه أفرغ م الفارغة) وقتها...

و في مرة كنت نمشي بحذاه كانت تزيد توضاح الصورة اكثر، صورة الراجل الحزّار بدرجة غريبة، درجة تخليني أنا بيدي (و من غير ما نشعر) نتنحنح و نعمل روحي بش نكح كيف نجي داخل للدار... المرة الأولى كيف دخلت كانت عينيّ مرشوقين في الوطى احتراما لهيبة الموقف، لكن من بعد وليت ما على باليش على خاطرني كنت متأكد انو ما ثمة حتى شي بش يصير و زيد نغزر بش لو كان ريت حاجة هكة و الا هكة انجم نغض البصر في لمح البصر... م الأول كان الموقف يخليني نفضل أنّي نقعد ساكت و خير الكلام ما قل و دلّ، لكن من بعد وليت شايخ ع الفازة حتى أنّي في مرة م المرات قلتلو

البرباش: (بنبرة خافتة تبان كانّي قاعد نحكي وحدي... لكني اتعمّدت انّي نسمعو) عيّط و قول... يا الله يا الله

موقف كنت دايما نشوفوا في مسلسل باب الحارة متاع رمضان... نتذكر وقت ما قلتهالو الفازة (اللي كانت مشلقة كونها متاع واحد يحب يدز البيدق) ڤحرلي على فرد جنب و قعد يتمتم وحدو درى فاش يقول...

و قعدنا هكاكة، مدة من زمان... يكون سي لمجد متدين و إلا حتى اخوانجي (بالمعنى المتداول عندنا اجتماعيا) أو شرّيب سوكارجي حاجة ما تعنيلي حتى شي في تقييم علاقتي بيه... لكن ثمة بعض النقاط في علاقة بحكاية مشياني لدارو جرة فازات الخدمة و الأورديناتور متاعو هي اللي خلات ثمة بعض الحساسية من جهتي لأني حسيتها عدم ثقة و الأكثر قلة احترام... لكني كنت في كل مرة يتصل فيّ كنت نلقى روحي ننسى اللي فات و اتعدى الكل و نعاود نمشيلو.... مشيتلو تقريبا عشرة مرات أو أكثر شوية... و حتى كنت مرة كلمتو ع البورطابل و كان مش موجود أو ناسي التليفون في الدار و جاوبتني مرتو و اعتذرتلي...

و اتعدات الحكاية عادية (على حسب ما مشي في بالي وقتها) نورمال ما نتذكرش أنو جبدلي عليها حتى بمجرد التلميح.

و قعدنا هكاكة، لين جات مرة عرضني في الثنية و أنا مروح م الدار... شد و مات اللي أنا ملزوم ما نمشي معاه للدار، وكانت الحكاية كيف ما حب... كيف وصلنا للحومة، نغزر في المنشر متاع دارو ثمة مرى تنشر في الحوايج (الصابون) ع الشريطة، أو هي تلم فيه و الله ما نعرف عليها... قعدنا ماشين شوية و نغزر لسي لمجد كيفاش وجهو ازراق اخضار اصفار و هو يڤحر للمرى اللي في المنشر.

كانت مرى عادية... لاهي طويلة لاهي قصيرة، لاهي بيضاء لاهي سمراء، لاهي مشومة هاك اللي العبد يقول ملا حالة و لاهي مزيانة اللي العبد يقول يزّيني كيف نقعد نغزرلها، لاهي متدينة و لاهي عريانة... مرى عادية لابسة حوايج عادية و لافّة على راسها عقاب فولارة متاع زينة أكثر من انها تكون خمار أو حجاب متاع تديّن... و زيد الدهر و الخمسة صغار اللي جابتهم عملوا فيها بعمايلهم.

المسافة الكلها من راس النهج لين نوصلوا لدار سي لمجد تقريبا تفوت العشرين ميترو بشوية... تمكنت خلالهم بش نشوف الشي اللي عدّى قريب الستة شهور و هو عامل قاوق مش عارف علاش... يعني مشيت لبرشا برور و عرفت برشا عباد حزّارة و مش حزّراة على نساهم، أما الشي اللي ريتو من تصرفات سي لمجد عمري ما ريت كيفو.

قريب نوصلوا للدار، شي لمجد مازال يغلي و يفرك وحدو، و أنا نڤحرلو من تحت لتحت و شايخ بالضحك (مش عارف علاش)... على درى قداش من مرة نهم بش نسألو إذا كانت المرى اللي في المنشر هي مرتو أو لا، إلا أني في آخر لحظة كنت نتراجع و نقول اخطاني... إلا أنها قعدتلي كيف الدودة، ملزوم ما نعمل حاجة، أي تصرّف نظهّر بيه اللي الحكاية ما مرّتش مرور الكرام، لين وصلنا للباب اللوطاني

البرباش: (بكل براءة... نشيرلو للمنشر بيدّي) المنشر هذاكة... تابع الدار متاعك؟

ما جاوبنيش، قعد يڤحرلي على فرد جنب... إلا أنو و امام إصراري و وقوفي و يدّي اللي قعدت مرفوعة كيف ما هي ما لقي غير أو يجاوبني

سي لمجد: (يهز في راسو علامة على الإيجاب و بكل امتعاض) اممم

مجرد إجابة لا تسمن و لا تغني من جوع... غير أنو الظروف اللي اتلمت قبل الكلها خلاتني نعير للمسألة بعض الإهتمام.

و دخلنا للدار، كيف ما العادة خلاني مدة نستنى في الدروج قدام باب الدار و من بعد آذنلي بالدخول... دخلت درى ش صبيتلو من لوجيسيالات تيليشرجاهم م الأنترنت و ما نجمش يكراكيهم... و كيف ما العادة جانا طبق القهوة بعد التدقديق، و شربنا القهاوي و قعدنا هرّينا شوية و جينا خارجين

شديت جرتو و هو يحل في الباب اللي كان مقابل باب الكوجينة... و على غير ماهو مستانس يعمل كيف ما كل مرة، ديركت حل الباب و قاللي اتفضّل... جيت بش نخرج نغزر في الباب اللي مقالبني (متاع الكوجينة) للمرى اللي قبولي قاعدة في المنشر تنشر في الصابون (اللي هي مرتو، و بنفس الحوايج و الفولارة مازالت ملفوفة على راسها) كيف جات العين في العين، و ريتها كيفاش شهقت فرد شهقة م الفجعة كيف شافتني و حاولت أنها تطبّس وجهها، محاولة يائسة سعات من خلالها أنها ما تخلّينيش نشوفها... محاولة ادركت انها يائسة هذاكة علاش بعد بلحظات أعقبتها بتسكيرة الباب فرد تسكيرة.

قعدت واجم، واقف في بلاصتي... ما لقيتش ما نقول، كانت ثمة ابتسامة دفينة متاع غصرة عادة ما ترتسم على وجهي في مجابهة مثل هذه المواقف المحرجة سعيت جاهدا أنّي نمنعها م الظهور على وجهي لكنها ظهرت غصبا عني (ما باليد حيلة)... حاولت نتلّف الجرّة و نعمل روحي ما ريت شي و ما صار م الشي شي و نخرج م البيت... لكني قعدت نغزر لسي لمجد كيفاش قعد واقف في بلاصتو يڤحر للباب متاع الكوجينة (المسكّر) بكل غل و حقد قبل ما يبدى يتّكرم وحدو درى فاش يقول، ما نجمتش نسمعو أو نفهم لكنو كان واضح أنو شطر الكلام م الحزام للوطى.

مازلت بش نحل فمّي و نعمل روحي نمهمه بش نستعجل سي لمجد أنو يخرّجني م الدار... نغزرلو كيف قال هكة و فرك يديه في بعضهم (كيف اللي يسخن في البونية متاعو)

مشي للباب متاع الكوجينة، حلّو و عاود سكّرو وراه... و نسمع في مرتو تصيح و تعيّط

المرى: (اتعيّط كأنها تقرّق و تستجدي في العطف) و الله ماني ڤاصدة... الريح دزّ الباب و حلاّ

سي لمجد: (بنبرة كلها غش) ماكشي بالعاني... ماكشي بالعاني

ما سمعتوش ش قال آخر... فقط سمعت صياحها هي... و هو يعطي فيها في طريحة.

ما استنّيتوش لين يخرج، خرجت وحدي م الدّار، و سكّرت الباب في جرتي... و كانت هذيكة آخر مرة نمشي فيها لدار سي لمجد... و كانت آخر مرة يكلّمني فيها هو زادة.



قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الجمعة، ديسمبر 25، 2009 18:47
الهداري الفارغة: , ,

قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الأربعاء، ديسمبر 16، 2009 23:17
سيدي بوسعيد، الرمبوان متاع الحمام الأبيض...


قاعدين في هاك القهوة الشعبية نستناو في وصول ثلة م الأصدقاء "المدونين" اللي بطاو شوية ع الموعد المتّفق عليه.



طقس تحفون، ربيعي مشمس كيف ما يقولوا جماعة النشرة الجوية... و الدنيا حافلة بالتوريست تقولشي علينا في عز الصيف.

كرهبة متاع شرطة من نوع بيجو بارتنر، يسوق فيها واحد سيڥيل وحدو (دون مرافق) تعمل في دورة بحيث أنها تتعدى م الرمبوان بصفة منتظمة كل درجين أو ربع ساعة.


و عون أمن (حرس) بالزي الرسمي متاعو ينظّم في حركة المرور... ماهو قاعد يعمل في حتى شي لكن مجرد وجودو يخلّي الأمور تمشي بطبيعتها.


متعدّي سرب متاع توريست، خمسة ألمان... اللي و برغم الشعور بالبرد اللي يفرضو فصل الشتاء اللي مازال كيف دخل، إلا أنهم استغلوا الدفء اللي أوجدتو الشمس الزارقة بش يتشخلعوا كيف ما يحبوا.

الملفت للنظر في الجماعة التوريست هو عياطهم و صياحهم المستفز اللي كيف نضيفولوا دبابس الشراب اللي كان البعض منهم حاملينها في يديهم نفهموا علاش هاك الكوبل اللي جايين من بعيد خيروا يشقّوا الطريق للجهة المقابلة تجنبا لأي إحراج


بالصدفة تتعدّى هاك البارتنر متاع الشرطة... و تتوقف

كان باين أنو التوقف متاعها كان لدواعي أمنية، بش السيد السيڥيل اللي قاعد يسوق يتمكن من مواكبة الاجواء أولا بأول.

ثمة زوز شيّاب قاعدين في الطاولة اللي مع جنبنا، اتلفت واحد فيهم لصاحبو

قاللو: هاو تو بش يهبطلهم... يحشيهم في الفڤّونة متاع الكرهبة.

اتلفتلو صاحبو و بنبرة كلها رصانة

جاوبو: لا لا، أما تو ينبّه عليهم بش ينقصوا م الحس

قاللو: تي آش مين ينبّه عليهم... و الله إلا ما يهزهم طش

اتلفّتلي السيد اللي قاعد مع جنبي، و قربلي بش يوشوشلي و الكلام يقعد محصور بيناتنا

قاللي: تو ******* فيه

ضحكت، و انا نغمز فيه بطرف لساني، و قعدنا نتفرجوا في الموقف... و كان الأمر كيف ما قال صاحبي، السيد السيڥيل استطرد براسو (أخطى راسي و أضرب) و عاود خدّم الكرهبة و قصد ربّي يكمّل في الجولة السياحية متاعو...


هذ الكل و هاك العون متاع الحرس واقف في بلاصتو ما تحركتلوش حتى شعرة.

ما يجيش ربع ساعة، و تتوقف كار بيضاء في الجهة المقابلة م الطريق لكن بعيد علينا شوية ، مكتوب عليها بالبنفسجي و بخط واضح:

هدية رئيس الجمهورية إلى الكشافة التونسية


و هبط منها الشوفير و في جرتو هاك الاولاد متاع الكشافة شادين الصف بطريقة منظمة قليل وين مازلنا نشوفوها...

كملوا اصطفوا هاك الصغيرات مع جنب الكار قبل ما القايد متاعهم يعطيهم الإشارة بش بش يبدوا يمشوا خطوة خطوة في اتجاه أنهم يطلعوا لسيدي بوسعيد الفوق.

دقيقة من زمان، و كانوا متعدّين قدّامنا، يغنّوا في هاك الاناشيد الكشفية متاعهم (يا حسرة)...



ما وصلوا للرمبوان وين أحنا قاعدين إلا و كانت هاك البيجو بارتنر في الموعد...


لكن السيد السيڥيل المرة هذي ما قعدش يدوّر فيها في مخو برشا الحكاية، ديركت هبط م الكرهبة (و بالطبيعة خلاها واقفة وسط الطريق في الطريق، ما يلوم عليه حد... بوليس)


و مشي ديركت لقايد الفوج يعيّط عليه و يجبد فيه من كتفو كيف اللي يحب يهز يركبوا في الكرهبة و الطفل مسكين يجبد في روحو...


و كمّل خلط الشوفير متاع الكار و قعد السيد السيڥيل يعيّط عليه و هو يرد عليه بنفس النبرة قبل ما يتلفّت للصغيرات و هو يصيح


يقول: تي سكروا افّامكم... ما تنجموش تمشوا ساكتين؟

قاعدين نتفرجوا في الحضبة و نسمع في واحد من هاك الزوز شياب يحكي مع صاحبو

يقوللو: هاو الوشقة الآخر خلط عليهم

نلقاوه هاك العون متاع المرور جاي ينڤـّز، دوب ما وصللهم قعد هو زادة يصيح على قايد الفوج و الوليدات الصغار متاع الكشافة و يريّض في السيڥيل اللي مسكين كان على أعصابو و هو يسعى جاهدا لفرض النظام، و اللي زادة ما زادش برشا قبل ما يركب في الكرهبة اللي يسوق فيها و يقصد ربي...

يتلفت واحد من هاك الشياب لصاحبو

يقوللو: ازززح... معنتها الڤورّة يجونا لبلادنا و يعيطوا و يبرطعوا، ما يكلمهمش... و صغارنا حتى الغناء و الصياح لا


يجاوبو الآخر بنبرة تدل على حزن عميق و فدة

يقوللو: ش تحب تعمل يا صاحبي... هذاكة حال الدنيا.

يتلفتلي صاحبي، يقربلي و يوشوسلي كيف ما قبولي

يقوللي: ش من دنيا... ينعنبو الوقت و بره.





قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz