الخميس، فبراير 10، 2011 17:30
الهداري الفارغة: , ,

بدات العباد تتلم بش يبداو المسيرة متاع العادة و العوايد... و كيما جرات العادة، تبدى الحكاية بحلقات و تجمعات بسيطة ثلاثة أربعة م الناس، قبل ما تكبر الحضبة و يولّي م اللازم أنو واحد م السادة اللي لاهين بالأمور ياخو المبادرة بالحديث على خاطر الحضور بدي يضرب فيهم القلق... و يطلع واحد م النقابيين المعروفين بالجهة و ياخو المبادرة بالحديث... و يقعد يحكي على إنجازات الثورة، و مطالب الشعب في سعي لإحماء الجماهير قبل انطلاق المسيرة

النقابي: (...) هذا الرئيس الذي هرب خوفا من إرادة هذا الشعب... الثورة، هذه الثّورة المجيدة، ثورة الياسمين

مواطن: (مش عاجبو) ما تقولش ياسمين... ماهيش مشموم الثورة متاعنا يعيشك!

و كانت ثمة بعض التدخّلات زادة تمشيا في نفس التوجه أصروا أصحابها انهم يقاطعوه، و كان بعضها صادر م المواطنين أو حتى بقية النقابيين الحاضرين على عين المكان إلا انو السيد النقابي المعروف كان ماسك بزمام الأمور كما يجب و فيسع ما يعاود يرجّع الأمور لنصابها

النقابي: أردت أن أقول، أنّ هذه الثورة، ثورة العز و الكرامة، لم تنته بعد

النقابي: (يبلع ريقو) نحن الآن نشهد انطلاقتها الحقيقية... يجب علينا حلّ التجمّع، هذا الحزب الدكتاتوري

مواطن: (يقاطعو) كلّمنا بالدارجة يهديك، نحبّوا نفهموك فاش تحكيلنا

و لاقى اقتراح المواطن اللي مازال كيف اتكلّم اعجاب العديد من الحضور اللي أيدوه في المطلب متاعو أنو يجب مخاطبتهم بلوغة الشعب، و اضطر السيّد اللي قاعد يحكي انو يدخّل بعض الكلمات بالدارجة في وسط حديثو و كان باين بالكاشف أنو قاعد يتقوّى على بدنو

و كانت الحضبة ماشية و تكبر و لوحظ حتى قدوم بعض التجمّعيين من أعضاء المجلس البلدي و من مناضلي الحزب اللي مازالوا ما قلبوش الفيستة.

و فجأة ينسل أحد خلايق البلاد من بين الحضور و يقرب للسيد اللي قاعد يحكي بحيث انتبه الجميع لوجودو يقعد يعيّط

الباربو: (يعيّط) يلزمني نتكلّم... مانيش نفهم فيكم و ماكمش قاعدين تفهّموا فيا


اعتقد البعض أنو عنصر مدسوس من هاك الجماعة الهدف متاعو أنو يقطع النسق التصاعدي للحماس اللي قاعد ينتاب الحضور تمهيدا لبدء المسيرة

مواطن: (مش عاجبو الجو) تي علاه هكة، خليه يكمّل ما عادش بكري ع المسيرة

مواطن: (ضاربو النوم) مازلنا ما رقدناش راهو... بايتين نعسّوا

الباربو: حتى انا ما رقدتش... حتى انا بايت نعس... حتى انا نحب نتكلّم

مواطن: بالنظام، ما يجيش هكة

مواطن: ماهوش معقول، قلقنا

مواطن: شكونو هذا؟

مواطن: تي أحكي برك... قول ش عندك و اخطانا


الباربو: (تتبدّل نبرتو بحيث يولّي عاطي للذل كارو، أما باقي يعيّط طبعا) آاااه، خاطرني من عامة الشعب

الباربو: (يشر لواحد طبيب حاضر وسط الجمع) خاطرني موش طبيب

الباربو: (يشير لواحد م المحامين) خاطرني موش محامي

الباربو: (يشير للسيد النقابي اللي كان اول مين خذي المبادرة بالكلام) خاطرني موش أستاذ

و كانت توجيه الإصبع متاعو في العبارة الاخرانية يحمل في طياتو برشة جرأة على عكس بقية العبارات خاطرو النقابي اللي قاعد يلقي في الخطاب كان أستاذ، الشي اللي خلاه يتدخّل

النقابي: (مع ابتسامة متاع فدّة) يا خويا اتفضّل قول ش عندك... انتهى عهد القمع، انتهى عهد الإستبداد، انتهى عهد سلب الحريات

مواطن: تي قول ش عندك و ازرب روحك يعيشك

الباربو: (بإشارة بيدو يطلب من خلالها شوية هدوء) قبل ما نبدى كلامي نحب نعرّف بروحي... أنا خليقة

تبتسم العباد الكل، البعض فيه يصدر بعض القهقهات الخفيفة بينما يمتعض البقية م الأسلوب الهمجي

الباربو: أي نعم، أنا خليقة و باربو، و ما دامكم بش تقعدوا هكة بش نقعدوا كيف ما أحنا

النقابي: (يعبّر عن رفضو) لا من فضلك، لا للأسلوب الهمجي، هذا غير معقول

الباربو: (يقاطعو) أسمعني يعيشك، عندك ربع ساعة تحكيلنا ما فهمنا منّك حتى شي... اسمعني و توة نعطيك المفيد

مواطن: خليوه يتكلّم

الباربو: أي نعم، بش نتكلّم، مانيش بش نسكت

الباربو: الثورة هذي، بداوها ناس بسطاء، بطالة... م اللي كنتوا تقولوا عليهم خلايق

الباربو: أما أنو بعد الثّورة تتلنصى انتي الأستاذ و تولّي مسؤول تحكم باحكامك، و نقعد أنا خليقة كيما انا وقتها نقوللك لا

الباربو: (يبلع ريقو، و تتبدّل نبرتو في الحديث بش تولّي فيها شوية صحة رقعة) وقتها نولّي أنا نجبدك ما نخلّيكش تطلع... و خلّينا نقعدوا كيما احنا عاد خير للعباد الكل

مواطن: برحم بوك

مواطن: اي نعم... كلامو صحيح

النقابي: (في محاولة لفض الإشكال) أي تفضّل، قول ش عندك

الباربو: (يتسائل) توة نسمع فيكم من قبولي و انتوما تتعايطوا... نسكروا التجمّع، نسكّروا التجمّع

النقابي: (يعاود يرجع للحماس المعهود متاعو) أي نعم... يجب ان نقوم بحل التجمع اللادستوري اللاديموقراطي، هذا الحزب الذي...

الباربو: (يقاطعو في الحديث متوجّها للحضور) تي هاو رجع يحكيلي بالصعيب، تي ماهو قالولك كلّمنا بلوغتنا يعيشك


تسكت العباد الكل، في انتظار الشي اللي بش يقولو الباربو، تشرئب أعناق بعض التجمعيين بينما يستجمع البعض فيهم ما تبقى له من شجاعة و يندس بين الحضور في محاولة منه للاقتراب و الإصغاء للشي اللي قاعد يقول فيه الباربو.

الباربو: توة أنا، و نحكي بلسان شطر خلايق البلاد الي نعرفهم و تعرفوهم

مواطن: أي أحكي أحكي... انتي تحكي بلسان الشعب

الباربو: مستانسين تلقانا قاعدين على أرواحنا، يعيطولنا جماعة الشعبة... مرة مؤتمر، مرة حفلة، مرة اجتماع

الباربو: و كنا نخدموا على ارواحنا، نصفقوا و نعيطوا و نخلّيوا العباد تصفّق و تعيّط بالسيف عليها

مواطن: تجمّعي... عميل

مواطن: قـــوّاد


الباربو: ما نكذبوش على ارواحنا... الكلنا حضرنا في اجتماعاتهم و كان تحبوني نتكلّم و نحل فمي و نقول شكون و شكون توة نقول... عندي كيف كيف راهو

بعض الحضور يبلعوا في ريقهم، بينما يبتسم البعض الآخر في هدوء... يخيّر بعض التجمعيين اللي قلبوا الفيستة و سعاو أنو تواجدهم يكون كعادتهم دائما في صدارة الاحداث التقهقر إلى الخلف قليلا، تجبنا لما قد لا تحمد عقباه

مواطن: كمّل كلامك...

مواطن: أخطانا

مواطن: ما عادش بكري

الباربو: أي توّة كي تقولوا أنكم بش تسكروا الشعب متاع التجمع... الخلايق اللي كيفي انا شنوّة بش نقعدوا نعملوا

النقابي: تستطيعون الإنضمام للاحزاب الجديدة

الباربو: و شكون قاللك اللي أحنا نحبوا ننضموا... أحنا نحبوا نخدموا على أرواحنا، نحبّوا نحصلوا خبزتنا

يتدخل أحد المحاميين اللي كانوا حاضرين في الاجتماع

المحامي: أي شنوة تحب م الآخر؟

الباربو: راهو قطع الأعناق و لا قطع الأرزاق... أحنا كنا نسترزقوا منهم الشعب متاع التجمع هاذم

النقابي: نعم، ستكون هناك عدة أحزاب أخرى ستمثّلكم و تستطيعون النشاط في صلبها

الباربو: ش معنتها؟؟

المحامي: معنتها بش نعملولكم برشا أحزاب أخرين، و توة تلقاو خبزتكم


الباربو: أيوااااه، برشا احزاب... موش حزب و الا زوز ما يتلموا كان مرة في فال، و بقيّة العام نقعدوا انّشوا في الذبان

النقابي: (شادد صحيح في العربية الفصحى) نعم، ستكون هناك عدّة أحزاب تمثّل جميع اطياف هذا الشعب الكريم، هذا الشعب المناضل، هذا الشعب المكافح

الباربو: (و قد بدت على ملامحه علامات الرضا) أيواه... هكة نتفاهموا

الباربو: نحبّوا برشا أحزاب... و برشا شُـعب

يتدخل احد المواطنين، عامل بسيط في احدى مراكب الصيد...

البحري: أحنا نحبّوا على حزب متاع أسلام

ما سمعو حد، لأنو البعض قاعد يسعى لإقناع الباربو أنو يترك البلاصة اللي خذاها في الصدارة بش يكملوا جماعة الاتحاد يقولوا الكليمتين متاعهم استعدادا لانطلاق المسيرة

البحري: أحنا نحبّوا على حزب متاع أسلام

باقي ما تلفتلو حد...

البحري: أحنا نحبّوا على حرب يعرف ربّي

و لا حياة لمن تنادي

البحري: (يصيح بكلّ ما أوتي من قوّة، و كشاكش البزاق تتطابر من فمو لتصيب من يقف على بعد زوز ميترو قدّامو) ينعندين ربكم!


تتلفت العباد الكل، باهتة، نحو مصدر الصوت... معظم الحضور ما سمعوهوش ش قال بالضبط، لكنها حركة الالتقات المفاجئة للبعض ليه خلات الجميع يتلفتولوا

البحري: (بكل ثقة بالنفس بعد ما شاف انها العباد الكل تغزرلو و يستناو فيه ش بش يقول) قلتلكم رانا نحبّوا على حزب متاع أسلام

مواطن: أي نعم

البحري: نحبّوا على حزب يعرف ربّي

مواطنون: أي نعم

البحري: حزب يعطي حق ربّي

مواطنون: أي نعم

البحري: حزب نصلّوا فيه من غير ما نخافوا

البحري: حزب نصّلوا فيه و ما ثماش شكون يعس علينا

مواطنون: أي نعم


و كان الأمر أشبه بمن يلقي الدعاء، و بقية الحضور تقول آمين... و كان واضح انو الأمر يتجه نحو الخروج عن السيطرة و الهدف المراد منو... لولا تدخّل أحد المعلّمين النقابيين اللي نجح في جلب الانتباه ليه بحكم موقعو القريب م الصدارة بحكم انو كان واقف بجانب النقابي اللي كان واخو الكلمة م الأول

المعلّم: نعم... سيكون للجميع الحق أنهم يتواجدوا في الأحزاب اللي يحبوا عليهم

المعلّم: (يبتسم) و في هذا الصدد، نحب نعلمكم اللي أحنا توة قررنا إنشاء حزبنا اللي بش نسميوه حزب البوعزيزي


و ينهال التصفيق و التصفير من كلّ حدب و صوب إعجابا بالفكرة

المعلّم: لكن قبل هذا، يلزمنا نطالبوا بحل التجمع، حزب الديكتاتور

المعلّم: و لهذا، بش تنطلق مسيرة اليوم... و ستكون كل يوم هناك مسيرة حاشدة

جميع الحضور: حماة الحمى يا حماة الحمى...

و انطلقت المسيرة...





قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الثلاثاء، فبراير 08، 2011 13:30
الهداري الفارغة: , , , ,


غزر للعلم متاع المكشخة (الترجي الرياضي التونسي) اللي كنت معلقو وقتها في البيت، و قعد يڨحرلي على فرد جنب مع ابتسامة كبيرة قبل ما يتلفتلي و يسألني بنبرة توحي اللي هو اتفاجأ بالحكاية

رمزي: برباش... ياخي انتي مكشّخ؟؟

البرباش: أي... علاه؟

رمزي: (قعد يغزرلي شوية) لا حتى شي... خاطرك معلّق الدرابّو متاع الاسبيرونس

ما جاوبتوش، اكتفيت بإيماءة بوجهي تدل على الإيجاب... بينما قعد هو يغزرلي شوية في انتظار إجابة بش يحل بيها هدرة متاع حديث.

رمزي (اسم مستعار)، طفل ولد حومتي، متفوق في دراستو، بل حتى أنو يعتبر من أنجب التلامذة في الكولاج متاعو... اعتادت امّو انو كل وين تلقاها فترة امتحانات تبعثهولي بش نفهمو بعض الامور اللي قد تكون غايبة عليه في مادة التقنية (باعتبارها الاختصاص متاعي)، و كنا غالبا ما نوسعوا بالنا مع بعضنا و بالشوية بالشوية نعملوا دورة ع البرنامج متاع الماتيار الكل و نراجعوه مع بعضنا... و الحمدولله غالبا ما تسلك خاطرو الطفل مصلّي ع النبي عليه و عيني ما تضرّو م النوع اللي في القراية، يفهم ع الرمش...

ما عطيتوش النفس بش يحللي حوار متاع حلل و ناقش... لكن زايد، في أوّل نفس نخطفها بش نعمل رشفة م القهوة اللي جابتهالنا الوالدة، ياخو المبادرة بالحديث

رمزي: تعرف، انا عمناول مشيت للدربي متاع الفينال

البرباش: (نتلّف في الجرّة) أيّا باهي

رمزي: ما مشيتش انتي؟

البرباش: لا

رمزي: علاه؟

البرباش: هكاكة... ما عينيش وقتها

رمزي: انا مشيت عمناول

البرباش: (بنبرة متاع كليمتين و قص، خايف لا يكبّش) أي، ماك قلتلي

الحكاية هذي صارت ليها أربعة سنين تقريبا... و أنا كنت حالف عليه الستاد لا نعاود نطبلو جرة حكايات صارولي قبل كنت اتحدثت عليهم في تدوينات كيف [الكورة و الستاد... جزء ثاني] و [الكورة و الستاد... جزء ثالث]، و بالطبيعة ما كنتش انجم نكتبها في وقتها لظروف معروفة للجميع، و حتى الأصحاب اللي سبق و حكيتهالهم (و اللي عددهم ما يتجاوزش صوابع اليد الواحدة) كان ذلك في إطار ضيّق، و ما كنتش نتصوّر اللي قد يجي النهار اللي انجم نحكيها فيه على الملأ... أما هاو سبحانو معظم شانو ، و ربي يستر و برّه...

حاولت جاهدا انّي انّسي و نكذّب، و نرجع نفهمو ش بش نفهمو خلّي يمشي على روحو، إلاّ أنو الطفل كبّش و مات في الهدرة

رمزي: تعرف... أنا عمناول ريتو زين العابدين بن علي منّي ليه

البرباش: بالله؟

رمزي: (يشيرلي بصبعو) اي و الله... مني ليه هكة

البرباش: صحة ليك..

البرباش: (نسكت شوية) و سلمتشي عليه ع الأقل

رمزي: تي لا... بعيد عاد هو

البرباش: كيفاش، مش قلت منك ليه؟

رمزي: احنا قاعدين في الفيراج... و هو قاعد غادي وين الكوب

البرباش: ما مشيتش سلّمت عليه؟؟

رمزي: لا لا

البرباش: خسارة

رمزي: (يسكت شوية) انتي عمركشي و الا ريتو؟

البرباش: (نڨحرلو على فرد جنب) شنوة؟

رمزي: زين العابدين بن علي

البرباش: (نبتسم) آه... أي ساعات نراه في التلفزة

رمزي: امممم

اعتقدت أنو الحكاية وفات حد غادي، خاصة أننا رجعنا راجعنا ش بش انراجعو و كمّلنا و قعد الطفل يتململ و هو يلم في أدباشو في الكرطابلة متاعو استعدادا للمغادرة

رمزي: (بنبرة فيها شوية تردّد) برباش!

البرباش: نعم؟

رمزي: ياخي هو اسمو زين العابدين بن علي هكة؟

البرباش: أي... نورمالمون

نسكت شوية، لحظات نحاول من خلالها نستوعب ماهية السؤال الأخراني متاعو... ما لقيتلوش حتى محل م الإعراب

البرباش: علاه؟

رمزي: لا... حتى شي

كان واضح عليه أنو مازال عندو ما يسأل، ثمة حاجة محيرتو و كيف اللي حاشم لا يسأل عليها

رمزي: (يسكت شوية) معنتها موش على خاطرو رئيس دولة اسمو زين العابدين بن علي؟

البرباش: (بنبرة فيها شوية استغراب) لا لا، هذاكة اسمو زين العابدين، و هو رئيس و اكاهاو!

و كان واضح م الغزرة متاعو اللي هو ما فهم حتى شي من كلامي... حبيت نقهمو أنو الرئيس هي صفة أو خدمة كيفها كيف الوزير و الوالي و المعتمد و المدير و الاستاذ... أما نلقاها لوغة صعيبة عليه شوية، خممت انّي لربّما انجم نبسّطهالو شوية المعلومة

البرباش: معنتها انتي كان يجي نهار و تولّي رئيس

رمزي: (يبتسم) أي

البرباش: (عجبتني الابتسامة متاعو، حبيت نقوللو مسهلو أما ماهوش وقتو) نوليوا نقولوا سيادة الرئيس رمزي بن تركية

رمزي: (الإبتسامة متاعو تتحوّل لتكشيخة) معنتها نولي أنا زادة زين العابدين بن علي

برّه عاد، خرّف يا اللي تخرّف... أصابتني حالة متاع إحباط، و فشلة رهيبة سرت في كامل مفاصلي، كاينّو الواحد خارج من بيت السخون في الحمام، و اللي هو صب عليه سطل ماء بارد... و بما انو العبدو لله راسو صحيح برشا، شدّيت صحيح أنّي ملزوم ما نفهمو الحكاية

البرباش: لا لا... تي هذاكة هو اسمو زين العابدين بن علي، كيما انتي اسمك رمزي بن تركية

رمزي: كيفاش؟؟

البرباش: باهي... انتي بوك ش اسمو؟

رمزي: المنصف

البرباش: هايل... معنتها عنا المنصف بن تركية، اللي هو بوك

رمزي: أي

البرباش: سي المنصف بن تركية، مرتو جابتلو ولد... سماه رمزي، شنوة يطلع اسمو؟

رمزي: يولّي رمزي بن تركية

رمزي: (يسكت شوية، و بكلّ بلاهة) هذايا أنا!

البرباش: (بنبرة فيها شوية فدّة) امالا أنا، تي ماهو بوك... ياخي فاش نحكيوا م الصباح بربّي؟

رمزي: (يستخايل روحو قاعد ياخو فيا على قد عقلي) أي أي في بالي

البرباش: باهي... ثمة راجل، اسمو حمدة بن علي، جاب ولد سمّاه زين العابدين... ش يولّي اسمو الطفل؟

رمزي: (يخمم شوية، منها يبتسم) زين العابدين بن علي

البرباش: أيواه... حب ربّي اللي الطفل هذا كي يكبر يولّي رئيس... ولاو يقولولوا في التلفزة سيادة الرئيس زين العابدين بن علي

رمزي: (ياخو نفس عميق أقرب ما يكون للتنهيدة) آااااه، صارة مش على خاطرو رئيس اسمو زين العابدين بن علي

البرباش: لا لا، اي واحد ينجم يوصل يولّي رئيس من غير ما يكون اسمو زين العابدين بن علي... تي اهوكة في مصر اسمو حسني مبارك و رئيس كيف كيف

و كان م الواضح م التعابير اللي اكتسات وجه الطفل، انو فهم الحكاية... و لمزيد ترسيخها في مخو بش ما تتنساش، و أخذا بالإعتبار أنو الطفل من مواليد العهد الجديد وقتها، حبيت نعطبه دليل ع الحكاية

البرباش: (بنبرة تدل على ثقة مفرطة في النفس) ديجا احنا قبل في تونس... كنا عنا رئيس واحد آخر

رمزي: آهه

البرباش: أي أي... اسمو الحبيب بورقيبة، و كنا نقولولوا فخامة الرئيس الحبيب بورقيبة

رمزي: آاااه، نسمع بيه بورقيبة هذايا

البرباش: أيواه... شفت كيفاش، هذاكة كان رئيس زادة

رمزي: (يخمم شوية) صـــــارة... الحبيب بورقيبة

رمزي: (يغزرلي، و بنظرة ثاقبة تعكس ثقة بالنفس لا حدود لها) حتى هو زادة كان زين عابدين بن علي

ما فهمتش ش نعمللو، ش نقوللو... من غير ما نشعر لقيت روحي ندهش بالضحك بطريقة هستيرية

البرباش: (بالسيف ما نخطف في النفس) أيـــــــــواه، هذاكة هو... اللي تقول انتي مبروك

البرباش: أيا بره روّح على روحك و حضّر للدوفوار متاعك و اخطاك م الشي هذايا.

و خرج على روحو م البيت، بعد ما شكرني ع الشي اللي فهمتهولو اليوم... و خلاني بطبيعة الحال نحلّ ما نغلق.

هذا الكل، و من غير ما نجيب خبرة حتى انّي نسألو هل أنو يحب الترجي و الا الافريقي؟؟




قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

السبت، فبراير 05، 2011 03:30
الهداري الفارغة: , ,

بلاد صحيحة تحكي أنو المتلثمين قاعدين يخربوا، قالوا أنهم بش يعملوا لجان احياء تعس ع العباد و الاملاك في الليل... حاجة هايلة برشا و هاو ظهر بالحق أنو التونسي للتونسي رحمة موش تشقشيق حناك متاع لمّان فلوس.


سأل أولاد الحومة م العشية ع العسة وين و وقتاش بش تبدى، حتى حد ما يعرف... مشي يسأل في راجل كبير يلقاه قاعد ساس الحيط ينش في الذبان

هو: آ حاج... وقتاش تبدى العسة اللي يحكيوا عليها؟

الراجل: و الله ما نعرف عليهم وليدي... أما الأكثر بعد شقان الفطر متاع حظر التجوّل

هو: ش من شقان فطر بالله، باخي رمضان هو؟

الراجل: تي أهوكة الدنيا خلاء و قفار تقولشي عليها رمضان


ما زادش طوّل معاه في الحديث، توة في الليل يظهر كل شي.

عدّى ليلتو كي خلق ربّي الكل، شوية جزيرة على وطنية على فايسبوك على تويتر... نصف الليل قصد ربّي و خرج يلوّج على جماعة حومتو وين شادّين العسّة

ما قعدش يلوّج، شافهم ناصبين حذي الرمبوان مسكرين مدخل الحومة بطرف برامل و مادري لوح متاع بني... مشي للحضبة، يلقى زوز من أولاد حومتو، و البقية الكل ما يعرفهمش و الأكيد أنهم مش الحومة، و كان م الواضح اللي ثمة شكون كاريهم بالفلوس بش يعسوّلوا ع الرزق متاعو.

و كانت الأجواء تدلّ مما لا يدع مجالا للشك، انو خلط في آخر القعدة خاطر الجماعة الكلها تتلاوح، و فيهم البعض اللي شد تركينة ساس حيط و قعد يردّ و يتباوع لين قريب يطلّع مصارنو على برّه...


زاد سايس روحو شوية و حاول أنو يطفّيهم إلا انو يلقى الجو ما يعجبش و الجماعة دوروها عرك زلالط و طاحوا يفشخوا في بعضهم تفشيخ... حتى الجيش في عوض يقعد يدور و يلوّج ع الارهابيين المتلثمين اللي يحكيوا عليهم، الجنود رصّاتلهم يحزّوا فيهم...

ما لقاش خير من انّو يجبد روحو في صمت، من غير ما يحسوا بيه، و كان م الأكيد انو حتى حد ماهو بش يحس بيه أو يفتقدو و لا حتى اولاد حومتو الزوز اللي ما فاقش بيهم وقتاش اختفاو هوما زادة...


عدّى بقية ليلتو في لجنة الحي الافتراضية... اولاد حومتو الكل بما فيهم واحد م الزوز اللي لقاهم قبولي مكونكتين ع الفايسبوك و يتناقلوا في الأخبار اولا بأوّل.

قام من غدوة على حس العياط متاع المسيرة اللي اتعدات قدام الحومة، خرج يجري من غير ما يفطر، و التحق بالموكب متاع المتظاهرين، عيّط مع اللي يعيطوا، قعد مع اللي قعدوا، البلاد داروها حومة حومة و من بعد وقف واحد قال كليميتين و يرحم والديكم نعاودوها غدوة...

روّح يكر في رجليه كرّان، كلي فمّين بالحساب و مشي يلوّج ع المسحاة اللي عندهم في الدار، نحالها العصا متاعها و نظّفها و حطها مع جنب الباب... توة ولّى عندو زلاّط كي العباد الكل


عاود رجع للجو متاعو، الجزيرة، الوطنية، حنبعل، نسمة، الفايسبوك، التويتر... لين ليّل عليه الليل هز الزلاط متاعو و هبط للحومة، المرة هذي على بكري، و اليوم الجماعة يحكيوا اللي لا ثمة شراب لا حتى شي خاطرهم البارح عورولها.

نفس الوجوه متاع البارح، و نفس الديكور... سقطوا على سطل متاع زبلة متاع واحد م الجيران، فرغوه و عباوه باللوح و لهبوا فيه النار و اتلموا قعدوا يتدفّاو، اتلفّت واحد م الجماعة

حسن: اززح، مبردها... البارح لا لهبنا النار لا حتى شي و تحسو سخون الطقس

علي: (بنبرة مرحة) لا لا، البارح أبرد م الليلة... اما انتي البارح ليلة كاملة تضرب في البوخة على فرد جنب، ما حسيتش بالڨرس

حسن: آااه، أي أي...

حسن: (يسكت شوية) ياخي ما ثماش بوخة الليلة؟

علي: (بنبرة فيها شوية آسف) لا لا، ثمة بيرة كان تحب

قعد يخمم شوية، الوقت اللي نفخ بعض الهواء في يديه قبل ما يقوللو

حسن: (بنبرة تدل على إحباط شديد) ما نحبّش، البيرة نشربها كان باردة... توة تڨرّسني

ما جاوب حد، رجعت العباد الكل تمد في يديها قدّام السطل متاع الزبلة تتدفّى... قبل ما ينطق واحد آخر


صالح: (القلق يعمل) تي هات البيرة... ش بش نقعدوا نعملوا بالله

و دارت شقوفات البيرّة ع الجمع الكريم الكل، و كان واضح انها من غنائم السطو على معاقل الشراب اللي في البلاد الكل ليلة سقوط النظام البائد.

و كان م الأكيد زادة أنّو اللي صار البارح بش يتعاود ليلتها، هذاكة علاش خيّر أنو يهز زلاّطو و ينسحب... أما المرة هذي قرر أنّو مش بش يروّح للدّار و إنما بش يمشي للرمبوان اللي في شافة الحومة من غادي لعلّ يلقى جو آخر.

و كان الامر كذلك، الأجواء تبعث ع الأمل... نفس الديكور زادة، برامل و مادري لوح متاع بني و ثمة فوق العشرة م الناس كانوا الكلهم من أولاد الحومة و من مختلف الشرائح العمرية.

كان الحديث يدور حول تنظيم العسة بحيث يتمكن الجميع م النوم ما يكفي بش العبد ينجّم يقاوم الدعك متاع النهار و ما يضمن انو العسة تقعد متواصلة بكفاءة ع الحومة طوال فترة حظر التجوّل و بعدد باهي م الحضور... و دخل معاهم في النقاش و شيئا فشيئا نجّم يسيطر ع النقاش بحكم اللي المقترحات اللي كان يقول فيهم تعتبر عمليّة شوية مقارنة ببقية الحديث... و ليه ليه ما تم وضع خطة محكمة تمكّن م السيطرة على جميع مداخل و مخارج الحومة (هو مدخل فقط يخرجوا منو زادة اما ثمة شكون شد صحيح في الجملة هذيكة يلزمها تتحط في الوقة اللي عملوا عليها جدول الاوقات اللي صححت عليه العباد الكل بش يلتزموا بيه).


و كانت الخطّة تقتضي انو يتولى الحراسة في الفيلق الثاني، م الأربعة للثمانية متاع الصباح و يحرس الضفة الشرقية وين موجود البوتو متاع الضو هو و طفل م الحومة ما يعرفوش مليح خاطرو ليه درى قداش م اللي روّح م الخارج و واحد من الباربوات اللي ما عندوش وين يدور الريح، و كان ثمة ثلاثة مقابلينهم في الضفة الأخرى م الكياس... و ثمة شكون لاهي بالتنسيق بين الزوز أفواج اللي ما كان يفصل بيناتهم كان ثمانية أو تسعة ميترو هي العرض متاع الكياس.

عاود روّح للدار، على أساس يرقد شوية بش يرجع قبل الأربعة بشوية يشد العسة مع جماعتو...


و كان الأمر كذلك، و الأربعة غير ربع كان شادد بلاصتو، هو و الباربو اللي خلط الأربعة قد قد... و قعدوا يستناو في ثالثهم.

الأربعة و نصف، شافوه جاي من بعيد، درى ش جايب في يديه...

الباربو: ياخي ش جايب معاه هذا؟

هو: منين ندري عليه أنا... هاو بظهرلي فيها راكات متاع تينيس

الباربو: ش من راكات حتى انتي... هذا كان في الخارج

هو: أي محسوب

الباربو: بالك راهو جايب معاه شطاير و مهربها م الديوانة

ما قال شي... اكتفى بالضحك و بصوت مرتفع كتعبير ع السخرية م الفكرة اللي طلع بيها ولد حومتو


الباربو: (بنبرة تكتسي شوية جديّة يحاول من خلالها اقناع الطرف المقابل بصحة كلامو) أضحك أضحك... انتي ما عشتش في الخارج و ما تعرفش الدمّار اللي غادي يا صاحبي

ما لقي قدامو غير أنو يلتزم الصمت، و يكتم ضحكتو... في انتظار اقتراب ولد الحومة و توة يظهر ش جايب معاه

وصللهم ولد الحومة و جبد هاك الساك اللي جايبها معاه و حلها... طلعت في وسطها ثمة كاسكة و عصا متاع بيزبول، جبدها و قعد يشلوح بيها في الهواء يحب يظهّر مهارتو


المرة هذي اتطرشق الباربو بالضحك و هو يسأل فيه

الباربو: جبتشي الكور متاعها معاها... ع الأقل نلقاو ما نعملوا في ها الليلة الكلبة.

ما لقي ما يقول المسكين، خاصة كي شاف السيف اللي الباربو كان جايبو معاه، و اللي اقترحو عليه في إطار مبادلة بالمضرب متاع البايزبول اللي جابو معاه.

و شدينا العسة، بكلّ حزم... اتعدات الساعة الأولى، الثانية و ما صار شي غير أنو كرهبة الجيش تتعدّى كل اربعة دراج أو نصف ساعة ع الأكثر تحييهم و يحيوها و تمشي على روحها.

اتلموا الزوز مجموعات و قعدوا يحكيوا كيفاش يلزمهم يعملوا لو اتعدّات كرهبة متاع العصابات المتلثمة... و كان حوار يفدّد خارج عن كل أطر الاحترام حيث أصر الباربو أنو ياخو المضرب متاع البايزبول بش درى وين يحشيه عند الزعيم متاع العصابة اللي بش تجيهم... و كان مرة يتغشش مرة يضحك كي ما يلقى بيها وين و يستنى وقتاش يتعدّاو ها الأربعة سوايع خلي يمشي على روحو.


مازالوا ملمومين كيف ما هوما و يسمعوا في واحد م الحومة واقف قدام باب دارو و يعيطلهم... ما سمع شي أما يغزر للجماعة الكل كي قالوا هكة و جراو مشاو وين الراجل كان واقف، ما قعد كان هو و القننو، و يغزر لهاك اللي زعمة زعمة لاهي بالتنسيق جاي يجري

هو: ش ثمّة؟

المنسّق: المقرونة طابت

هو: ش من مقرونة زادة... و العسّة؟

المنسّق: اما عسّة متاعك... ياخي جدّت عليك


قعد واقف في بلاصتو، يغزر للبرامل و اللوحات المحطوطين عليه، الزلالط و السيف متاع الباربو... قعد يخمم في الحومة، و العسة، و العصابات المتلثمة، لو كان تهد عليهم توّة؟؟

هو: و شنية حكاية المقرونة هذي؟

القننو: مقرونة... بالصانصة

هو: باللحم؟؟

القننو: لا لا ش من لحم... أما فيها كعبات عظم

هو: (بنبرة اتعمّد انها تظهّر برشا فرحة) عـــــــظم... و ما تقولش؟؟؟


و خلاه، و مشي يجري بش يخلط ع الجماعة، ع الأقل يخلطشي حتى على عظمة.



قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz