الجمعة، ديسمبر 14، 2007 01:30
الهداري الفارغة: ,

أنا (و العياذ بالله من كلمة أنا)، رغم إني ديمة نتشكى (من غير ما نتبكى) و فادد و مش عاجبني حتى شي... لكني في قرارة نفسي، نعتبر نفسي إنسان محظوظ، على خاطرني و في الوقت هذا قاعد نخدم.

صحيح إني نخدم... و على كف عفريت... و عرفي مش حابب يرسمني... و ينجم يكون نهار طايرتلو و إلا فادد و إلا عندو أسبابو الخاصة (و حتى اللي موش خاصة) اللي تخليه يقوللي (الله لا يقدّر) برّا شد داركم... و لو إني ما نتصوّرش إنو يقولهالي وحدي دون الجماعة الكل، يعني لو كان بش يهجج، يخرجنا الجموع الكل... و هكاكه ننجم نتقبلها (تكون الصدمة خفيفة شوية)... و كيف ما نقولوا عندنا: الشنقة مع الجماعة خلاعة.


و رغم إني أنا ما عنديش كان عرف واحد، و مش زوز مش ثلاثة، ما نعرفهمش قدّاش... برشه، و الكلهم ينجموا يعملوا فيّ الشي اللي كنت نحكي عليه... معناها ساعات يجتمعوا بينا، و تلقى ثمة شكون قاعد يتكلم و يحكي، كيف نسأل عليه، يطلع عرفي... و على خاطر انا عندي فازة صارتلي من وقت اللي كنت نقرى (و نعرف اللي ثمة برشا مخاخهم بش تمشي لبعيد) و تضرّيت منها برشا، فإنّوا أي شخص ما نعرفوش، يتوجد في البلاصة اللي نخدم فيها: يعتبر عرفي، إلى أن يأتي ما يخالف ذلك.

و في ظل الظروف المشجعة هذي الكل، فإني قاعد نخدم على روحي، معناها قاعد نبذل في أقصى ما عندي، و لو إني الخدمة ما تستاهلش المجهود اللي أنا قاعد نبذل فيه، و نحس برشا م الجموع اللي معايا فادّين مني، على خاطرني قاعد نخدم بقلبي بربّي كيف ما يتقال، و هذي ولاّت تعتبر في الوقت متاعنا تو قوادة و تقفقيف... ما نعرفش علاش، لكن ما نلقى ما نقول كان ربي يهديهم... بالرغم من أنهم هوما بيدهم في بعض الأحيان يكونوا مستفيدين م الخدمة اللي قاعد نخدم فيها... معناها الجمل هازز الحمل، و القراد ينين.

و أنا زادة نعتبر، م القلال، إذا ما كنتش الوحيد في الجماعة اللي نخدم معاهم، اللي نفهم في الأنفورماتيك (فترة البطالة في بعض الأحيان تكون باهية كيف العبد يعرف كيفاش يستغلها و يتعلّم حاجة جديدة)... مانيش طيّارة، لكن نطش طشّان و ننجم نسلّكها كيف يحطوني قدّام هاك المكينة اللي بدا يضرب فيها الصديد و يقولولها كمييوتر،و تلقاهم الجماعة دايرين عاملين بيّ حلقة (بش العباد الكل تنجم تشوف... و تتعلم) و تلقاني مش فاهم حتّي شي، و نبدي نغفّص،و نجيب و نجلّب، و دازز فيها قاعد نثبت و اللي قاعد نخدم فيه صحيح... و الجماعة حالّين فّامهم (جمع فم) و باهتين في عجب ربّي في اللي قاعد يصير قدام عينيهم...

و تتعدّى عليهم كيف نوحل، و نعرف اللي ما عندي وين نوصل، نولي نسكّر الاونديلاتور (كيف ما يقولولوا البعض منهم) و نقوللهم

البرباش: يا جماعة الماكينة سخنت!

واحد فيهم: (مش عاجبتو الحكاية) انتي سكّرتها ولاّ سكتت واحدها؟

البرباش: لا أنا هو اللي سكّرتها (عامل روحي نحكي بجدّيّة) خير م اللي تتسكر وحدها!

واحدة فيهم: (متحمسة، تتهز و تتنفض بطريقة تخلّي صدرها يطلع الفوووق و يعاود يهبط) تي علااااااااه! عاود خدّمها... أمــااان

(لحظة صمت: الجموع الكل تلفتت في نفس الوقت نحو مصدر الصوت، باهتين في الهم اللي قاعدين يشوفوا فيه، ثمة شكون ما فاقش باللقطة م اللول و يتساءل بينو و بين روحو إذا كانت ثمة إعادة بالصورة البطيئة و إلا لا)

إيناس، محور اللقطة الأخيرة، م العباد اللي ما عندها ما تعمل في الدنيا هذي... عايشة في دنيتها بأتم معنى الكلمة، نتصور إني أوّل ما تحط راسها ع المخدّة ترقد طول، يمكن أكثر حاجة تخمم فيها هي اللبسة متاعها و كيفاش اني تكون سكسي (sexy) أكثر م النهار اللي قبلو، من غير ما أحنا (اللي معاها في الخدمة) نجيبولها خبرة إني تتعمد في الشي اللي تعمل فيه بش تكون محط أنظار الجميع...

إيناس هذي، عندها كل شي في الدنيا يلزمو يكون سامبلومون بور لو بليزير (simplement, pour le plaisir)، الخدمة: اللي دبّرهالها ببّا و اللي حبت عليها م اللول على خاطرها تحس بروحها عندها برشا فراغ في حياتها لكني تو ولات تحس إني ولات ياسر مرتبطة و بدات تفد م الحكاية، الكرهبة، البورتابل: بالفاتورة و عمرها ما تعرف علاها قداش فيها على خاطرها مش هي اللي قاعدة تخلص فيها، العلاقات الجنسية: اللي ما تحشمش (على غير ما جرات بيه العادة) إني تعترف بأنها تمارسها بصفة منتظمة... لكن مش مع اللي يجي، عندها مبدأ (تفكرني بـ ça dépend متاع الأمين النهدي في المكي و زكية) في الحكاية هذي.

البرباش: (ش بيني حاططلك مسلسل مكسيكي لــهنا... ابتسامة) لا تو سكّرتها سا يي (كل يد شدّت أختها، أرجع غدوة)

واحد آخر: إيه، و الخدمة اللي خدمتها هذي الكل مشات على روحها؟

البرباش: (كابس روحي بش ما نضحكش قدّامهم) تو كلام هذا، ماني عملتلها سوفڤارد، و المرة الجاية نبدى منين وقفت تو

واحد آخر: و الله يعطيك الصحة كيفاش فقت بيه!

البرباش: (بنفس الجدية) مش خير مــ اللي الخدمة اللي خدمتها الكل (و المجهود الجبّار اللي قمت بيه قدّام عينيكم) تضيع علينا

اللي تكلّم اللول بالكل: حكاية فارغة، كان قعدنا نخدموا بالورقة و الستيلو كيف ما كنّا قبل خير من هذا الصدع الكل...

إيناس: (تحكي معاه) تي لا يا راجل، العالم طلعوا للقمرة و انتي تقوللي ورقة و ستيلو

البرباش: (كان تقعد ديمة تلبس هكه، نطلعوا للمرّيخ مش القمرة)

إيناس: (تحكي معايا) و الله يعطيك الصّحّة كيف تنجم تفهموا هــ السخطة (الكمبيوتر)، و الله كان نقعد عمري لا ننجم نفهموا

البرباش: (ما نلقى ما نقول، وجهي يحمر، مش م الحشمة لكن حسيت الحكاية بش تطوال) لا لا ، الحكاية يلزمها شوية وسع بال أكهو

(يتفض الجمع، كل واحد على خدمتو، نعمل شوية اتصالات بالأحباب... من غدوة نرجع، ضربتين و ضربة و الخدمة الكل تكون مخدومة و أمورها في النوّار...)


هيّا علاش مش نهار، قاعد على روحي في أمان الله و جاتني إيناس هذي، تحب نمشوا نفطروا مع بعضنا، على خاطر عندها ما تحكيلي...

و لو أني حاجة ما نتصوّرهاش... لكنها أوّل حاجة تبادرت لذهني، ما فرحتش بالحكاية لكن قعدت نخمم في الأسباب (و المسببات) متاعها، يعني ما نتصوّرش روحي طيارة لهذي الدرجة بش واحدة كيف إيناس تتضرب فيّ... و لو أني في الأوّل و في الآخر، نفضل أنو العلاقة اللي ما بيناتنا تنحصر في إطار الزمالة في العمل... و حتّى لو كان بش تتطوّر، سواء معاها أو مع غيرها، فإنو الشي هذا مش بش يكون في الوقت الراهن، لأني حاليا كيف ما يقولوا: بين هوا و فضا ( و إلا بالعكس، كيف كيف)... و الأمور هذي نحب نخلاّها لين نعرف راسي من ساقيّ، بلغة أخرى، ما خص المشنوق كان ماكلة الحلوى)

هيا مشينا نفطروا، و على عكس العادة (اللي كانت مرّة صندويتش، مرّة كسكروت، و ديمات ملاوي) مشينا للبيتزريا القريبة من الخدمة بش ننجموا نلقوا راحتنا في الكلام

و كيف ما كنت متوقّع، ما كانتش الحكاية هي بيدها الحكاية... قالتلي انو الوالد متاعها، و بصفتو مسؤول كبير (نعرف) بإحدى الشركات (الخاصة، و ما نعرفش علاش الببّا متاعها ما دبّرلهاش خدمة بحذاه، ع الأقل بنتو تكون على نظرو) و عندو نسبة من راس المال متاع الشركة هذي، و بكون الشركة هذي متعودة تقدم مساهمات لبعض مؤسسات المجتمع المدني متاعنا (و لو أني الحكاية هذي تعتبر نوع م الإشهار أو تبادل مصالح، و نتصور إنو المبالغ هذي تخصم م الأداءات، ما عنديش فكرة واضحة، لكني نشوف اني حاجة باهية، ع الأقل المواطن المبسوط يساهم من جهتو، و حسب ما يراه صالح من وجهة النظر متاعو في مسيرة التنمية اللي ماشية عليها البلاد الكل... و في الأول و في الآخر هي فلوسو و حر فيها، و اللي حكم في مالو ما ظلم)

أوّل حاجة تبادرت لذهني، هي شنوة علاقتي أنا بالموضوع... ياخي بوها ناوي بش يحللي مشروع؟ ما نتصوّرش، لكني ما طرحتش عليها السؤال، بش ما تحسّش إني قصيتلها بونو للكلام اللي بش تكمّل تقولو الكل، لذا خليتها تكمّل

تكمّل إيناس الحكاية متاعها، تقوللي إنو الوالد، أو بالأحرى الشركة (الفرع متاع الشركة هذي) قررت بش تتبرّع بكمبيوتر (يعطيهم الصّحّة، لكن راني و الحمد لله ما نيش في المستوى انو تصح عليّ الصّدقة أو نهبط للمستوى أني نقبلها)، و الوالد متاعها طلب منها بش تشوف لشكون بش يتبرعوا بيه الكمبيوتر هذا، وهي قررت، بحكم زمالتها مع إحدى المعلمات اللواتي يدرسوا بإحدى المناطق الريفية، و اللي ديمات تحكيلها ع التلامذة متاعها كيفاش ما عندهمش حتى فكرة ع الأنفورماتيك لدرجة تجعل م الحديث متاعهم في الأمور هذي (و للأسف) نوادر تبعث ع الضحك، لذا فإني إيناس (و بمحض إرادتها) قررت أنهم يتبرعوا بالكمبيوتر هذا للمدرسة هذي.

أوّل حاجة، ما تتصوروش إيناس هذي قدّاش كبرت في نظري، ما عادتش هاك الإنسانة التافهة، السطحية، اللي كنت نعتقد في بعض الأحيان أنها دربوكة غيرش لاقفة روحها عن طريق الإعتناء بالمظهر متاعها... (و في نفس الوقت نقعد ملتزم بيني و بين روحي بوجهة النظر متاعي في حكاية الإرتباط)

ثاني حاجة، تبادر لذهني سؤال، أنو شركة كاملة حايرين في طرف تبرّعات ش بش يعملوا بيهم!

ثالث حاجة، أنا شنوّة علاقتي بالحكاية هذي الكل؟ هذي العظمة، ثمة شكون قشّرها و ثمة شكون بش ياكلها... واااش دخلي أنا؟

قالتلي إيناس، أنّو الشركة، في العام الفارط تبرّعت بكمية م الملابس لبعض البلايص (ش علينا فيهم) بغرض توزيعهم ع القلال و الزواولة، و أنّو الوالد متاعها، وصللو الخبر، ببعض الطرق (ما كثّر ربي كان الصّبّابة) أنو الجماعة اللي يتخادمو ثم، خذاو النصيب متاعهم م القضيات، و باستفساره عن الموضوع (في قالب فدلكة) قالولو (و بالطبيعة، ما كثّر ربي كان م الجماعة اللي يحبوّا يقولوا)أنّو طبّاخ السم... يذوقو







لذا، فإنو (البـبّـا متاع إيناس) قرر، بش انو العام هذا، و على غير ما جرات بيه العادة، و كنوع من قرصان الوذنين (جمع أذن)... انو التبرعات متاعهم، ما تمشيش للثنية المعهودة متاعها.

مستانس، كيف نسمع كلمة قرصان الوذنين، تظهرلي حاجة مش اللي هي... أوّل مرّة نسمعها الكلمة هذي و تظهرلي أني حاجة باهية(عندها رنّة أخرى)، أنو نقرصوا الوذنين الكبار، بش تتحل وذنين الصغار (أو الصغيرات بش ما تكونش ثمة تأويلات في غير محلها)... و ان شاء الله ما تكونش الحكاية هذي مؤقتة أو مجرد قرصة وذن و ترجع حليمة لعادتها القديمة.

هيّا ما نطوّلش، إيناس، و بحكم أنها ما تعرف حتى حد يفهم في الكمبيوترات غيري، طلبت منّي بش نتحولوا (مع بعضنا، ع الكرهبة متاعها) للمدرسة هذي، و نقوم أنا بتركيب الكمبيوتر هذا، عى خاطر و على حسب علمها، ما يظهرلهاش أنو ثمة شكون في المدرسة ينجم يقوم بالعملية هذي... و أنا من دون ما نتردد بالطبيعة، وافقت، و تفاهمنا ع النهار و الوقت و جميع التفاصيل (و لو أني الحكاية ما فيهاش تفاصيل أخرى، على خاطرني بش نقوم بالخدمة هذي تطوعا بدون أي مقابل مادي).

و خلّصت (أنا) البيتزا و ما لازمها (بعد ما شدّت صحيح أنها هي اللي تخلص) و روّحت على روحي (رغم انها قعدت تقرّق بيّ أنها توصّلني للحومة وين ساكن تو) فرحا مسرورا...

(...)

جات إيناس في الوقت بالضبط، ع الكرهبة متاعها، من بعد جهد جهيد، نجمت تلقى بلاصة وين تحطها، و هبطت (لابسة لبسة محترمة و محتشمة، نادرا ما شفتها لابسة بالطريقة هذيكة) م الكرهبة

إيناس: (ابتسامة خفيفة، في نفس الوقت، قاعدة تنحّي في النظارات الشمسية متاعها) أهلا برباش... بطيت عليك

البرباش: لا لا بالعكس... في الوقت بالضبط

و تسلم عيّ ببوستين، رغم اننا كنا مع بعضنا في الصباح، و هي عوايدها ما تسلّم بالبوس كان كيف نكونوا راجعين من عيد، و إلا تكون هي راجعة من كونجي (و ما أكثرهم الكونجيات متاعها)

إيناس: أمان، تهبّط معايا الكرذونة متاع الأورديناتور م الكرهبة، بش نحطّوها في النقل الريفي

البرباش: (شنوة الحكاية؟) ش بيها كرهبتك؟

إيناس: (ابتسامة) هيّا و تو تعرف في الثنية...

هزّيت الكرذونة (اللي مستانس نقوللها كرظونة) وحدي، ما يجيش نخليها تهز معايا بالطبيعة، و لكن و إحقاقا للحق هي عرضت أنها تعاونّي و أنا رفضت... مشينا للنقل الريفي اللي لقيناه في بالو بالحكاية و طلع بينا ديركت من غير ما كمّل العباية متاع الكرهبة، بش ما يعطّلناش... ثنيّة كاملة و أنا متبسّم شايخ، كيفاش إيناس راكبة في كرهبة متاع نقل ريفي... كيف نرجع للواقع، عندها الحق... صحيح ثمة كيّاس، لكن لو كان ما ثماش، نتصور تكون الثنية أحسن... نعرف كيف يقولوا كيّاس مزمّر، تلقاه يا إمّا محفّر، يا إمّا معوّج فوق اللازم، هذا اللي نعرفوا و نحسب في روحي فايق و عارف... لكن أنّو يكون كيّاس مكسّر، حاجة أوّل مرّة نشوفها (و ما سمعتش بيها قبل)

و صلنا... السيد اللي يسوق في النقل الريفي شد صحيح أنو يوصّلنا للمدرسة اللي ما تبعدش برشة ع المحطة (البطحاء اللي مستانس يركّب منها، و ما نتصوّرش كان ثمة وسائل نقل تمرّ، و لو بالصدفة م المنطقة هذي) الجماعة الحق متاع ربّي فرحوا بينا بطريقة ما كنتش نتصوّر اني مازالت موجودة في الدنيا هذي، بعض الأولياء التحقوا بينا في المدرسة (على حسب ما يظهر سمعوا بالوصول متاعنا)

ستنّينا شوية لوقت انتهاء الدروس، و من بعد، قمت، بالطريقة اللي تعلّمتها (أو علّموهالي) بتركيب جهاز الكمبيوتر، و الحكاية كانت ساهلة بحكم أنو ثمة ورقة في الكرظونة فيها التعليمات الكل، اللي تظاهرت و إني نتبع فيها بش الجماعة اللي حاضرين (من مدير و معلمين و أولياء و خاصة التلامذة) يستوعبوا الحكاية و يفهموا العملية (و انا بيني و بين روحي خايف لا ننسى حاجة)... و قمت بتشغيل الجهاز اللي و الحمد لله خدم م المرّة الأولى (و ما خلاّنيش في الحشمة) وسط ذهول البعض م الأولياء و الفرحة (اللي ما تتصوروهاش كيفاش كانت) متاع التلامذة الحاضرين ع العمليّّة (االي قعدوا يقرقوا بالمعلم متاعهم بش خلاّهم يحضروا معانا) و اللي خلاّتني نكون فرحان و نشعر برضا داخلي عندي سنين ما حسيتش بيه (عندي مدّة ما حسّيتش بروحي عملت حاجة عندها قيمة بالدرجة هذي)...

و قدام تأخر الوقت و بما أني ما جيتش وحدي و عندي آنسة تعتبر مسؤولة مني و يلزمني نرجعها لكرهبتها قبل ما يهبط الظلام... قررنا بش نروحوا، بعد ما تفاهمنا إنو يلزمني نعاود نرجع مرّة أخرى بش نصبّلهم بعض السيديهات التعليمية اللي يمكن يستغلّوها في عمليّة تعليم الصغيرات تقنية استعمال الحاسوب (ما يقولوش أورديناتور، كلام متاع عباد متثقفة و ملتزمة باللغة العربية السليمة اللي تعودوا بحكم المهنة يتحدثوا بيها)، و بالطبيعة وافقت عن طيب خاطر، و إيناس زادة (اللي كانت وقتها منهمكة في بعض الإجراءات الإدارية مع السيد المدير) تحمست للحكاية، و قررت وقتها (في قرارة نفسي) اني بش نشري أبواق للكمبيوتر على خاطر ما كانوش موجودين داخل الكرظونة و ننجم نقول أنهم كانوا ناقصين بش فرحة التلامذة تكمل بالصوت و الصورة (و لو أنهم ما جابوش خبرة للحكاية)... لكنّي في نفس الوقت طلبت إرجاء الحكاية لأني عندي حاجة أكيدة المدّة الجاية (اللي هي التحضير و الإعداد النفسي للكاباس) و تفاهمنا...

عديت الكاباس، و من غير ما نحكي (اللي حكيتو قبل يكفي) بش ما نطوّلش... و كيف ما تفاهمنا، عاودنا مشينا يوم أمس للمدرسة (أنا و إيناس بالطبيعة)، بعد ما شريت الأبواق (اللي كلفوني أقل من سوم التمبري اللي لصّقتوا ع المطلب متاع البروموسبور... عفوا الكاباس، و نعرف اللي بش تصدقوني كيف نقول اني كتبت كلمة بروموسبور من غير ما نشعر)... و عاود أصر السيد اللي يسوق في النقل الريفي انو ما ياخذش المعلوم اللازم حق التوصيل.

وصلنا للمدرسة، و يا ريتنا ما رجعنالها، نلقاو الأورديناتور محطوط في الكرظونة متاعو... ش ثمة؟ قاللك طلع ثمة معلّم الله غالب عليه، يعرف يحط الفيشة و ينزل ع الفلسة يخدم، كيف يكمّل يعاود يجبد هاك الفيشة يسكت... مرّة م المرّات جاو يحلّوا فيه، ما حبّش يتحل... المدير تطوّع و جابلوا شكون يصلحوا، قاللهم اللي الكارت مار و البارات ميموار متاعو يرحمك الرحمان، و الحكاية تكلّفهم قرابة الميتين و خمسين دينار... يعمل الله دليل لين يشوفوا حكاية الضمان يستعرفولهم و إلاّ لا... و اللي يزيد يخلي العبد يغزّل أنو المعلم هذا مستعرف اللي هو السبب لكنها حاجة ما تهموش، خدم و إلا عنّو ما خدم... ما سخفوني في الحكاية الكل كان هاك الوليدات الصغار اللي بالحق ينطبق عليهم المثل: يوصل للعين و ما يشربش.

روحت فادد، طايرتلي، الرّوح متاعي بش تطلع... إيناس ظاهرة متحسرة، بش تبكي م الفدّة، لكنها تقعد شادّة روحها، و تحاول بش ما يظهرش علاها... وصلت للحومة، دخلت لحانوت عم لسعد العطّار (اللي ما يعرفش عم لسعد، ينجم يقرى التدوينة متاع [الحليب... و حكاية تجيب حكاية] بش يفهم بقية الحكاية)، الحانوت معبّي و ما عنديش خلق بش نقعد نستنّى لين يفرغ...

البرباش: عمي لسعد!

عم لسعد: نعم ولدي، تفضّل

البرباش: (عامل فيها مزروب) بالله باكو كوشات، المرا تستنّى فيّ و الله ما نعرف عليها شبيها...

عم لسعد: (يبهت... من بعد يبتسم) حاضر، الله يبارك ولدي... بالله سامحوني يا جماعة، السيّد يظهر فيه مزروب

شكون المرا... الله أعلم، المفيد عم لسعد فهمني، و نجّمت نعدّي راسي

يدخل عم لسعد للمخزن اللي في قاع الحانوت، في نفس الوقت، زوز نسا كبار في العمر عجبتهم الفازة يغزرولي مع ابتسامة عريضة (جدا)، ثمة طفلة في العشرين من عمرها، وجهها أحمر (نيلة) و تغزرلي من تحت لتحت بش ما نفيقش بيها، ثمة راجل حشم م الزوز نسا الموجودين ولاّ خرج وقف قدام الحانوت...

يخرج عمّك لسعد شادد في يدّو هاك الباكو حليب الملفوف في كاغط متاع جريدة، ثمة صوت متاع ضحكة مكتومة جاية م الزوز نسا، الطفلة الأخرى عاطيتني بظهرها، لكن ظاهرة تتهز و تتنفض، ما نجمتش تشد الضحكة متاعها

نعطي الدينار متاع العادة لعمّك لسعد، و ما نستناش لين يقوللي ع الباقي... خارج م الحانوت مزروب، الراجل اللي خرج قبولي شوية يڤحرلي تقول دار ش عملتلو... تڤحر و إلا (... ش بش يقول فمّي)...

قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz
تعليق Tarek طارق ...  

مرة أخرى نص رايع... و الحكاية متاع الكمبيوتر تعمل الكيف... انشالله تتحل المشكلة... أما إيناس ناس ملاح طلعت


الجمعة, ديسمبر 14, 2007 3:32:00 ص

تعليق Slaim ...  

ya3tikom essa7a wrabbi ykather min amthalkom


الجمعة, ديسمبر 14, 2007 5:23:00 ص

تعليق 3amrouch ...  

اسلوبك في السرد ممتع برغم طول الحكاية شديت حتى للاخر باش نكملها...
سؤالي متعلق بالصغيرات:ياخي باش يمشيو في العفس وتضيع عليهم الفرصة ولا فماة محاولة جديدة.
دمت بود برباش
طارق:
من ناحية ايناس ،طلعت بالحق ناس ملاح .....ا.لمظاهر خداعة بالاخص في غياب التاطير


الجمعة, ديسمبر 14, 2007 8:51:00 ص

تعليق Clandestino ...  

ya walla 7al :)))))

ya3tik sahha mr barbech
ou sellemli ala ines :))


الجمعة, ديسمبر 14, 2007 11:54:00 ص

تعليق غير معرف ...
 

berbech .bravo ainsi iness w bouha zeda .themma dima ness 9loubha kbarr fi halebledd .amma ethakart .fazat el pc .hethi 7ka 3liha . .rais hakk larba3 ke3bett elli .chakhou 3lina tawwa fou9 50 sna.fi forum 7kaw ejjema3a 3la esselem el estratigi.w 7a9 ejjema3a fi woujoud dawla . 9alelhom z3em ejjema3a .entouma ness mabsouteen .w 3ndkom el petrole.a3touna flouss bech nechrou bihom des ordinateur lewleedet el primaire . 3la khater 3ndi mochkoll .elli koll thletha tlemtha 3ndhom zouz ordinateuret ............


الجمعة, ديسمبر 14, 2007 1:59:00 م

تعليق Kibitz ...  

نص رائع بالحق
يعطيك الصحة


الجمعة, ديسمبر 14, 2007 2:53:00 م

تعليق Werewolf ...  

يعطيك الصحة سي البرباش نص ممتع...ما نعرفش علاش ديما تعجبني القصص اللي نهايتها حزينة


الجمعة, ديسمبر 14, 2007 4:09:00 م

تعليق البرباش ...  

مشكورين على مروركم و ع التعليقات الحلوّة هذي الكل...

يا سي طارق: إن شاء الله تتحل يا خويا (عن قريب)...

يا سي عمروش: ان شاء الله الصغار ما يمشوش في العفس (و لو أنو ما يظهرليش)...

يا يس صحراوي: القلوب الكبار في كل بلاصة، غير الواحد يبربش برك...

يا سي واروولف : (وسامحني م الفوق، غلطية مطبعية و راس خويا العزيز) تعجبك، على خاطرها واقعيّة (نتصوّر هكّه)...

:-))


الجمعة, ديسمبر 14, 2007 8:22:00 م

تعليق Walid ben omrane ...  

Merci pour cette jolie histoire . Style d'écriture trés fin. intrigue bien nouée Bravo et merci pour ce sens d'humanisme!!!!


السبت, ديسمبر 15, 2007 4:19:00 م

تعليق البرباش ...  

مشكور على مرورك يا سي وليد...


الأحد, ديسمبر 16, 2007 2:03:00 ص

تعليق Gouverneur de Normalland ...  

نعلن بكل نخوة و اعتزاز عن حصول هذه المدونة الرائعة لوسام شرف دولة نومالاند

كما نشد على ايديكم لمواصلة المشوار و التبوء ...سامحني ...محصور


الاثنين, ديسمبر 17, 2007 11:13:00 ص

تعليق غير معرف ...
 

وحدك برجولية

حكاياتك تعمل الكيف !

يعطيك الصحة


الثلاثاء, يناير 08, 2008 1:01:00 ص

تعليق غير معرف ...
 

كل المدونة استهوتني وهذا مقال من عدة مقالات التي تترجم روعة أسلوبك


شكرا لاشراكنا في تبربيشاتك

دمت مبربشا لنا

سمورة


الثلاثاء, نوفمبر 18, 2008 10:00:00 م