السبت، أكتوبر 29، 2011
![]() |
|||||
وصلت لمركز الاقتراع مع الثمانية متاع الصباح، نستخايل روحي
عملت المليح و ماشي لى بكري بش نكمّل ليه ليه... نلقى
الصف واصل قدام الباب متاع المكتب،
و ثمة ع القليلة ميا و عشرين رقبة اللي قاعدين يستناو.
![]()
وقت ما مشيت نقيّد، سألوني وين نحب ننتخب، ياخي اخترت المدرسة
اللي قريت فيها المرحلة الابتدائية متاعي، رغم اللي ثمة ثلاثة مدارس أقرب للدار أما
وقتها ما نعرفش ش ظهرلي قلت خ نستغلّ الفرصة و نعمل طلة فرد مرة ع المكتب اللي عندي
سنين ما نطبلو كان مرة بعد درى قداش من عام كيف تلقاه ثمة انتخابات و نمشي ننتخب في
عوض الوالدة (ما نعرفش علاش الوالدة قعدت ديمة تجيها بطاقة الناخب في المدرسة هذيكة
بينما بقية العايلة الكل نقلونا لمدرسة قريبة للدار).
شديت الصف كي الناس الملاح و فيسع ما انضميت للحلقة اللي
لقيتها محلولة في نقاش بسيط حاول الحضور قدر المستطاع و بدون اتفاق مسبق أنهم يتجنبوا
الافصاح ع القايمة اللي قرروا انهم ينتخبوها أو حتى مجرّد الاشهار لحزب أو قايمة أو
توجّه ما، بل كان هناك تعبير يعبر عن الاحتقار لكل من يتعدى و يحاول أنو يقدم النصيحة
لغيرو عبر التعريف برقم أو شعار قايمة ما... و كان معظم الحديث هو عبارة عن
مقارنات لما كان عليه طريقة الانتخاب قبل الثورة و طريقة الانتخاب الجديدة، و رغم
الملل اللي قد يصيب البعض عادة جرّة الصف الطويل إلا أنو الجميع كان فرحان و
"سعيد" حتى أنو بعض المسنّين رفضوا استغلال حقهم في التوجه مباشرة لمكتب
الاقتراع (بحكم كبر سنهم) و أصرّوا على الوقوف في الصف كيف بقية الناخبين.
![]()
كان م الواضح، أنو تحبلي ع القليلة ساعة (كان موش اكثر)
بش نخلط ننتخب... و بحكم اللي أنا كنت عندي درى قدّاش من قضية مجبور اني نتولهى
بيهم، قررت أني نغادر مركز الاقتراع (اللي اعتقدت وقتها انو كان مزدحم برشا) على
أساس اني نرجع ساعة اخرى بعد ما نكون درت دورتي... على أمل انو الصف يكون نقص
شوية.
رجعت للمدرسة بعد قريب الساعة... دوب ما دخلت اتفجعت (و
في رواية أخرى شهقت) كي لقيت الصف متاع الانتظار اتضاعف قريب الثلاثة مرات، حتى
كيف عملت طلة ع الجماعة اللي كنت شادد معاهم الصف لقيتهم ما قدموش برشا، يعني بحكم
المسافة اللي مازالت تفصلهم على باب مكتب الاقتراع، مازاللهم ع الأقل نصف ساعة بش
يخلطوا... زيد العزايز و المعاقين اللي يمشيوا طول ينتخبوا من غير ما يشدّوا الصف،
و بحساب الترسكية اللي كانت عاطية مسد رغم الجهود المبذولة من جماعة البادجوات و
اصرار المواطنين اللي شادين الصف إلا أنو صحة الرقعة و قلة الهمة متاع البعض لا
حدود لها، كان واضح اللي تحبلي ع القليلة ثلاثة سوايع بش نخلط ننتخب.
![]()
و بحكم أنو لا مفر من شدّان الصف سوى انو الواحد يتنازل
عن حقّو الانتخابي، و هذا شي كان لا سبيل إليه... ش خلاني نلتحق بآخر الصف، و فيسع
ما انضميت لحلقة النقاش اللي لقيتها محلولة بطبيعتها، و كانت تعليقات كبار السن
على بساطتها هي أطرف ما في المسألة خاصة في مقارناتهم بين القديم و الجديد... و
بالزهر متاعي طحت بشايب قدّامي ضاربو القلق كل شوية يتلفتلي و يقعد يڤجدر معايا.
الشايب: أنا هاو في السبعين، عمري ما شدّيت
الصف كيما هكة... كنت دوب ما ندخل يجوني ولاد الحلال وقتها، ياخذوا مني هاك
البطاقة و يقولولي برّه على روحك، هاك انتخبت.
البرباش: أنا الوالد كان مغروم قبل يجي ينتخب...
منها فدّ، ولّى يبعثني ننتخب في عوضو، دوب ما ندخل للبيرو يفرحوا بيا و يطيروا
منها يقولولي عاد انتي متاعنا، يلفّولي هاك الورقة و يمدوهالي نحطها في الصندوق كي
الناس الملاح و نروّح على روحي.
الشايب: أنا و الله درى قداش من مرة لا
طبيتلو هاك البيرو... حتى وقت ما اتطورت الدنيا و ولات عندنا البورطابلوات،
يكلموني في الدار و يسألوني إذا جاي و الا لا، و اهوكة ينتخبولي من عندهم و بره...
شكون كان يلوّج ع الصدع و وجيعة الراس بالله.
و قعدنا هكاكة قريب الساعة، قدّمنا فيها قريب العشرة ميترو،
بحيث ولّينا في بلاصة ضاربة فيها الشمس قد قد و العباد الكلها عروقاتها شرتلّة...
لين فدّ هاك الشايب اللي قدام مني و قرر انو يغادر الصف، على أمل أنو يرجع في برود
العشية بش ينتخب.
![]()
الصف ما كانش مفهوم حتى طرف، تدخل عباد و تخرج عباد، و
ترسكي عباد حتى المحاولات متاع البعض انها تمنع العملية هذي كانت تعتبر يائسة بحكم
اللي احنا كنا قراب م الباب متاع المدرسة وين الدخول و الخروج بزايد... و كان كل
وافد جديد أو كل مين قام بواجبو الانتخابي مجبر انو يشقّ الصف بش يتعدّى... و
معظمهم كانوا يشيرولنا (مع ابتسامة تدل على سعادتهم المفرطة بأداء واجبهم
الانتخابي) بصبعهم المبلحط بالحبار و كان م العادي جدا انك تسمع بعض التعليقات من
نوع
مواطن: ايا العاقبة ليكم ان شاء الله
أو انها ناخبة مازالت كيف كملت الواجب متاعها و التحقت
باحدى المجموعات اللي شادة الصف تحكيلهم كيفاش عملت بالضبط و تخاطبها واحدة م
الحضور تقوللها
مواطنة: ان شاء الله في نقشة عرسك
![]()
شوية هكاكة و اتعدّى واحد م الجماعة اللي كنت محلّڤ
معاهم كيف جيت الصباح بكري، وقف يحكي مع جماعة قدام منّي قاللهم أنّهم العباد
خلاوه ينتخب طول الصباح من غير ما يشدّ الصف، ياخي روّح للدار فسّخ الحبار من صبعو
و رجع بش ينتخب في عوض مرتو
الراجل: ماهم قالوا اللي صبعو بالحبار ما
ينتخبش مرة أخرى؟
و قد ما حاولوا أنهم يفهموه، شي... ما اقتنع أنو ما
ينجّمش ينتخب بالنيابة عن شخص آخر (بخلاف إذا كان صبعو أزرق و إلا لا) إلا ما جاه
واحد من جماعة البادجوات و طلب منو بكل لطف انو يغادر الصف و يمشي يجيب المرى بش
تنتخب بنفسها.
بخلاف طرافة المسألة و بساطة السيد في مطالبتو بالانتخاب
نيابة عن مرتو كيف ما استانس أنو يعمل حياتو كاملة... اللي جلب انتباهي في الحكاية
هي أنو نجح في تنحية الحبار من صبعو، محاه تماما بمعاينة بعض الحضور و حتى المراقب
اللي تابع الهيئة... في وقت الل انا توة رابع يوم و الحبار مازال ظاهر على صبعي و
اتلزّيت أنّي نحكّ ظفري بالأبرازيف (نوع متاع كاغط أحرش) باش يتنحّى.
![]()
قعد الصّف عمال ماشي و يقرب و يتنظّم... خاصة في النصف
ساعة الأخرانية، كي ولينا واحد في جرّة الآخر، و مسكين اللي يخمّم أنو أنو يرسكي و
برّه.
في الحلقة متاع النساء اللي كانت ورايا، كانت ثمة مرى
عزوزة هيأتها تدل أنها فاتت الستين عام، و كانت متلحفة في سفساري... قد ما حاروا
فيها العباد انها تمشي تنتخب طول إلا أنها اصرت أنها تشد الصف كيف البقية (الظاهر
أنو عجبتها التحليڤة) و كانت كل ما يتعدى شكون يطلب منها تمشي طول للبيرو تنتخب
تقوللو
العزوزة: لا لا خليني هوني شادة الصف مع العباد...
باهي، باهي... كلّ خطوة بثوابها.
و حتى كيف حاولوا النساء اللي كانت محلڤة معاهم أنهم
يقنعوها تمشي تنتخب على روحها طول على خاطر عندها الحق ترسكي ع الصف اتغششت و
بنبرة كلها حزم قالتلهم
العزوزة: تي شبيكم عليا... ما عندي في جرتي شي اليوم.
العزوزة: حتى الدار قلتلهم اليوم كل واحد يدبّر
راسو... اليوم انتخابات، مانيش لاهية.
![]()
أيا بره حتى لين كيف قريب نوصلوا... ما فقت بيها كان كيف
همزتني من ظهري، كيف اتلفتلها جبدتني من كتفي كيف اللي بش توشوشلي
العزوزة: انتي شنوة بش تنتخب؟؟
اعتقدت أنها بش تحاول تستقطبني و تقنعني بش ننتخب واحدة
م القوايم دون غيرها، و بحكم منظرها اللي يدل على أنو صعيب لو تكون منخرطة في حزب
ما، كنت نستنى بش تحكيلي على قايمة يكون فيها واحد يقربلها.
![]()
و أخذا بعين الاعتبار معارضة الناخبين اللي شادين الصف
أن يقوم بعضهم بالتأثير على الآخرين لانتخاب قايمة ما، خاصة انّي شهدت ثلاثة حالات
زوز منهم اتدخلوا فيهم المراقبين (الاولى كانت لأحد الحضور اللي قعد يصيح يشجع في
العباد بش ينتخبوا الحوتة، الثانية مرى تنصح في كنّتها بش تنتخب النهضة، و الثالثة
كانت واحد من مراقبي المؤتمر ينصح في صديق ليه شادد الصف بش ينتخب المؤتمر) و قاموا بطرد المتجاوزين و وصل التهديد في احدى
الحالات (التكتل) باستدعاء الجيش و اخراج السيد م المدرسة الكل باستعمال القوة.
البرباش: آهأه... ما يجيش نقولوا على شنوة بش
ننتخبوا يا حاجّة.
و الظاهر أنو كلامي ما عجبهاش، على خاطرها دوحتلي براسها
قبل ما تقوللي
العزوزة: (بنبرة كاينها بش تقوللي سرّ) أنا ولدي بش
ينتخب النهضة... هذيكة الحمامة اللي حالّة جناحها و عندها نجمة.
اكتفيت بابتسامة خفيفة... اعتقدت م الاول أنها بش تقعد
تشكرلي في النهضة، و تحاول تقنعني أني ننتخبها، خيّرت التزام الصمت و انتظار انها
تكمّل كلامها
العزوزة: و راجلي، مغروم بهذوكم متاع المراياتات
(تقصد المؤتمر).
و من غير ما تنتظر ردّة الفعل متاعي... حاولت انها تريڤل
السفساري متاعها و تزيد تكبسو فوق راسها قبل ما تقوللي
العزوزة: أما أنا بش نتبّع ولدي، و ننتخب النهضة...
ولدي نلقاه نهار آخر، يقيم بيّا في كبرتي.
![]()
كلام معقول، بصرف النظر عن سرية الانتخاب من عدمو... و
زيد العزوزة عاملة جو، و هذيكة الفايدة.
العزوزة: أما راجلي... لا يطلّعو، كان نسمع كلامو
العزوزة: تي لو كان يصرحولو بش ياخو زوز نساء توة
يمشي يجري من غدوة يعرّس عليّا
شدني كريز متاع ضحك، عجبتني العفوية متاعها في الحديث و
كيفاش انها فيسع ما خذات راحتها، خاصة اللي انا لا نعرفها و لا هي تعرفني (و يمكن
هذاكة كان السبب).
خممت لفترة وجيزة اني نحل معاها الهدرة... موش بهدف أني
نبدللها رايها و إنما فقط نفهمها أنو لو كان ثمة امكانية اللي راجلها ياخو عليها
مرى اخرى، راهي النهضة (اللي هي و ولدها بش ينتخبوها)... إلا اني في آخر لحظة
تراجعت، قلت اخطاني، الصف عيدك بيه يوفى و زيد العباد شادة لروحها العسة موش
مخليين النفس لحتى حد انو يحكي ع الاحزاب و القايمات.
![]()
ما جاوبتهاش، لأني اتلهيت نحكي مع الوالدة بالتليفون، طلبتني
تحبني نجيبلها التوصيل اللي قيدت بيه في البلدية على خاطرهم في المدرسة اللي هي
تنتخب فيها (غير المدرسة اللي انا ننتخب فيها) طلبوا م العباد انهم يثبتو م البيرو
اللي بش ينتخبو فيه خاطرهم برشا شدّو الصف اكثر من ساعة من بعد طلعوا غالطين و
رصاتلهم يعاودوا يشدّوا الصف م الاول و جديد في البيرو الآخر... و ليت بعثت اس م
اس (ارسالية قصيرة) لهاك النومرو 1423 اللي عملتو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات
بالذمة و فيسع ما جاني الرد فيه عدد المكتب و رقم التسجيل، وليت عاودت طلبت
الوالدة نحفّظ فيها في نومروها في القايمة متاع البيرو بش ما يتعطلوش و هوما
يلوجولها على اسمها في الليستة.
و فيسع ما دخلت انتخبت من بعد... بلحطت صبعي بالحبار (غطست
صبعي في الدبوزة لين وصلت لقعرها و فطّست هاك النشافة) و بهذلت يدّي بطريقة خلاتني
بالسيف ما نهز الورقة متاع التصويت.
![]()
دخلت للخلوة (اللي كانت ظلمة شوية) و قعدت انخمم بين
الزوز قوايم اللي كنت محتار أناهي فيهم بش يكونلها شرف الفوز بصوتي العزيز... و في
جرّة قلم (حركة بسيطة ما استغرقتش سوى جزء م الثانية انهيت بيها مرحلة م التخمام
حازت حيز زمني لا يستهان به المدة الاخرانية... المهم بالنسبة ليا هو أنّي كنت على
قناعة انو ما قمت بيه ما رأيت انو الأصلح بالنسبة لتونس بدرجة اويى، و من ثمة
قليبية بدرجة ثانية)، حطيت العلامة المناسبة في المكان المناسب، و خرجت م الخلوة
حطّيت الورقة في الصندوق.
![]() و فيسع ما خرجت... نغزر للبورطابل، نلقى روحي شدّيت الصف لمدة ثلاثة سوايع و درجين. |
|||||
|
قريتها: | ||||
الخميس، أكتوبر 20، 2011
![]() |
|||||
تدوينة، كنت كتبتها قصد نشرها قبل الانتخابات الرئاسية و التشريعية متاع 2009... لكن، لأسباب يعلمها "البعض" تعذّر نشرها في حينها :-) لأسباب أخرى، يطول شرحها... ضيعت النص الاصلي متاع التدوينة، إلا اني نجمت نلقاه عند بعض الأصدقاء (المدونين) في صيغة بي دي اف، لقيت روحي هي هي مضظر لإعادة نقلها، و من غير ما نشعر إعادة صياغتها مرة أخرى و كأنني نكتب فيها م الاول و جديد. ![]()
أول مرة انتخبت فيها،
كان عمري وقتها حداش عام، نقرى تحديدا في الخامسة ابتدائي...
نهار الأحد 02 أفريل
1989، مع الأربعة متاع العشية، يدق الباب (رغم أنو عندنا ناقوس)، و كي خرجنا
نثبتوا نلقاوه راجل جاي يطلب م الوالدة (بكل ادب و احترام مع التذكير بلوغة الحق و
الواجب متاع التربية الوطنية) انها ملزوم ما تمشي تنتخب...
الوالدة، كان من آخر اهتماماتها في الدنيا هذي أنها تخمم تمشي بش تنتخب، لذا وعدت الراجل (اللي عمل دورة على درى قداش من دار في الحومة، نساء الحومة تقريبا ما ثمة حتى واحدة فيهم خممت حتى مجرد التخمام انها تمشي و تنتخب) انها ملزوم ما تمشي.
يمكن يكون السيد
مازال قدام باب الدار، و الوالدة كانت ناسية حكاية الانتخابات هذي جملة... إلا انو
و قدام الالحاح متاعي، اقتنعت انها تلوّج ع البطاقة متاع الناخب، و تمدهالي بش
نمشي ننتخبلها (لأنو زايد الحديث معاها في انها توصل للمكتب بش تنتخب)
ما لوجت هي ع
البطاقة، كنت انا زادة استعديت للحدث الهام هذا، بحيث لبست الطبلية متاع المكتب
بالرغم من إلحاح الوالدة أنو مش لازم نلبس
الطبلية متاع المكتب، على خاطرني مانيش ماشي نقرى و إنما ماشي بش ننتخب... و رغم
تدخّل الوالد زادة في محاولة (كان يعلم جيدا أنو لا فايدة منها، هو أنا نتسمى عملت
المليح كي ما شديتش صحيح نهز الكرطابة زادة) لإقناعي أنّي نمشي بالحوايج متاعي
نورمال، إلا انو المحاولات متاعهم الكلها باءت بالفشل أمام الإصرار متاعي...
البرباش: و كي سيدتي المديرة تشوفني؟ و كان أنّي عملت اللي في راسي مشيت ننتخب و أنا لابس الطبلية متاع المكتب... بعد بعض التوصيات، خذيت بطاقة الناخب متاع الوالدة، و بطاقة تعريفها (على ما ياتي) و قصدت ربي للمدرسة متاعي (اللي كانت هي بيدها مركز الاقتراع) فرحا مسرورا... كيف وصلت للمكتب... حسيت بالرهبة، بالخوف، المدرسة ما كانتش كيما مستانس بيها في ساير الأيام، البرباش: ياخي شبيه هكة المكتب... و ويني سيدتي المديرة؟ اصراري أنّي نمشي بالطبلية كان في واقع الأمر جزء كبير منو يرجع لكوني خايف لا المديرة (كنت اتحدثت قبل ع المديرة متاع المكتب متاعي في تدوينة [ذكريات... أيام زمان]) تشوفني من غير طبلية... و كان وقتها مسكين اللي سيدتي المديرة تفيق بيه جاي للمكتب من غير طبلية. الحاصل م الباب بديت نندم... ندمت على أنّي لبست الطبلية... و بدى ينتابني شعور بالرهبة و الخوف م الأجواء اللي كانت مسيطرة ع الأجواء متاع المكتب وقتها. ![]() نلوج على مكتب الإقتراع عدد درى قداش (الرقم المكتوب ع البطاقة) يطلع بالزهر متاعي القسم اللي نقرى فيه... ندخل للقاعة باهت في عجب ربّي، ياخي شبيها ولات هكة؟ ما عدى السبورة (اللي واحلة في الحيط)... ما ثمة حتى حاجة قعدت شادة بلاصتها. البيرو متاع سيدي حاطينو مقابل الباب و عليه زوز صنادق ، واحد أبيض و واحد أصفر... الخزانة اللي كانت محطوطة في آخر القسم و المعلم متاعنا يخبي فيها الكرارس و الدبش متاعنا و متاعو، ملصقينها للحيط و حاطين عليها لقشة عاملينها كيف الريدو على شكل ربع دايرة (في التركينة بين الحيط و الخزانة)، فهمت أنها هي الخلوة اللي سيدي حكالنا عليها في الدرس متاع التربية المدنية، الطواول حاطينهم الكل فرد تركينة ملصقينهم مع جنب بعضهم بش يخلقوا مساحة فارغة قدام الطاولة اللي عليها الصنادق. ![]() نسرح شوية مع هاك الصنادق (البيض و الصفر)... نتذكر مليح أنو ثمة ڤاراج مع جنب البلدية معبّي بالصنادق هذوكم، كنت ماشي في بالي اللي هوما يربّيوا فيهم في النحل... ما قالهالي حد المعلومة هذيكة، و إنما كانت مجرد استنتاج شخصي ناتج عن مقارنة بين شكل الصنادق، و شكل خلية النحل اللي وصفهولنا مرة المعلم و ريتو درى قداش من مرة في التلفزة... و ما نعرفش علاش أنو و حتى لفترة موش بعيدة (هذا إذا ما قلتش لتو، و الله ماني عارف على روحي) كل وين نشوف دوكيمونتار (شريط وثائقي) يحكي ع النحل و تربية النحل، يتبادر لذهني مباشرة هاك الصنادق المحطوطين في هاك الڤاراج اللي مع جنب البلدية. ![]() القاعة متاعي، اللي اتقلبت رأسا على عقب، ما كانش فيها سيدي (المعلّم)... إنما كان فيها ثلاثة رجال أخرين أول مرة نشوفهم (ماهمش معلمين في المكتب متاعنا)... ثمة واحد واقف متكي ع الباب، يڤحر للي داخل و اللي خارج، و راجل متكستم قاعد وراء البيرو متاع سيدي وين ثمة هاك الزوز صنادق... و ثمة راجل آخر بصحتو قاعد ع الطواول متاعنا اللي كنا نقراو عليهم، هو الوحيد اللي جلب انتباهي في الموجودين الكل على خاطرو كان يقعد تقريبا في نفس التركينة اللي كنت متعوّد نقعد فيها، قعدت مركّز معاه حبيت نعرف إذا كانت هي بيدها الطاولة متاعي و إلا طاولة أخرى (يمكن لو نجّمت نعرف وقتها، كنت نقوّمو هههههه)... ندخل للقاعة، خطوة لقدّام و خطوة لتالي، خايف لا يطردوني البرباش: (نتلعثم في الكلام، وجهي أحمر نيلة م الفجعة... و بنبرة تساؤل فيها شوية احتياط، متاع واحد يجس في النبض) أمي بعثتني قالتلي بش ننتخب يتطرشق بالضحك هاك السيد المسؤول اللي لابس كوستيم و قاعد ع البيرو متاع سيدي، وراء الصنادق البيض المسؤول: (بنبرة ممترجة بالضحك متاعو) أي شبيه... علاه، ما اتنجمش تجي أمّك؟ البرباش: (مازلت داخل بعضي) هي قالتلي بره امشي في عوضي. ![]() المسؤول: باهي باهي، موش مشكل... عطاتكشي البطاقة متاعها ع الأقل!؟! البرباش: (نجبد البطاقات الزوز، متاع الناخب و التعريف متاع الوالدة من جيب الطبلية) أي هواهم الاوراق متاعها مدتهملي ياخذهم السيد من عندي، و يقعد يثبت فيهم... و سألني على اسم الوالدة و ش تعمل في دنيتها، و ع الوالد زادة، و على اسمي و فين نقرى، و طبعا جاوبتو أنّي نقرى في المكتب هذا و القسم هذا... و فرح بيّ الحق متاع ربي. و من بعد جبد الورقة (الوحيدة) متاع الانتخابات الرئاسية، حطها في الجواب الأبيض و مدهولي المسؤول: (يشيرلي للصندوق الأبيض) أيا ولدي.. حط الجواب هذا هوني خذيت الجواب من عندو و بتردد يدل على مزيج م الحيرة و اللامبالاة، حطيتو في الصندوق الأبيض، (متاع النحل) كيما قاللي. ![]() نغزرلو بش يعاود الفازة هي بيدها مع الاوراق الأخرين (اللي هوما متاع الانتخابات التشريعية)، و بش يلفلي الحمراء (بعد ما طواها سايي) في الجواب و يقوللي حطها، كيف ما المرة الاولى... نتلفتلو و بنفس النبرة المتلعثمة
البرباش: (نجس في
النبض) نحب ندخل لغادي
يبهت المسؤول في الطلب متاعي، و يجبد الورقة بعد ماكان سايي دخلها للجواب، و يزيد يمدلي كعبة م الزوز و إلا هوما ثلاثة أوراق الأخرين اللي محطوطين قدّامو المسؤول: (يبتسم، بعد ما يشيرلي لهاك الريدو الاحمر اللي موجود في التركينة بين الخزانة و الحيط) أيا بره، أهوكة الخلوة غادي. ناخو من عندو الأوراق، و نمشي لهاك الخلوة، الريدو تقريبا في مستوى رقبتي (رغم اللي كنت نعتبر م الطوال، سواء في القسم أو حتى في الحومة)... و فوق هذا السيد اللي قاعد ع الطواول متاع التلامذة كان واخذ موقع استراتيجي بحيث مهما عملت و مهما حاولت أني ندور كان بش يشوفني. ما كنتش عندي أي فكرة ع الاوراق هذوكم شنوة يعنيو بألوانهم المختلفة، و لا شنوة هو البرلمان و لا حتى شنوة معنتها احزاب، كل اللي نعرفو و اللي فهمتو من كلام المعلّم اللي اتعاود أكثر من مرة في الفترة هذيكة هو أنو ثمة حاجتين بش ننتخبوهم، الرئيس و مجلس النواب... الرئيس ما ثمة كان ورقة برك، و مجلس الشعب ثمة برشا اوراق بش نختاروا منهم ورقة. ما كانتش عاجبتني الورقة الحمراء، على خاطرو اللون الاحمر بالنسبة لينا و أحنا صغار كان يعتبر متاع بنات... ما نتذكرش مليح شنوة بقية الألوان الموجودة، لكن اللي نتذكرو مليح أنو كانت ثمة ورقة مذهبة عجبني المنظر متاعها و حبيت انحطها هي. لكن هيهات، ههههه... السيد اللي قاعد ع الطواول متاعنا خصو بش ياكلني ماكلة بعينيه... قد ما حاولت أنّي نخبّي روحي و ما نخليوش يعرف شنوة الورقة اللي بش انحطها في الجواب، شــي... وصلت حتى أنّي قمت يديّا الزوز لفوق لكن نلقى الخلوة ما تغطيش مليح و هي هي بش يشوفني... لذا، و كيف ما لقيتش بيها وين، حطيت الورقة الحمراء في الجواب (و هو يغزرلي طبعا) و دكّيت الأوراق الأخرين في جيب الطبلية متاعي، و خرجت م الخلوة حطيت الجواب في الصندوق الآخر (المستصفر). الاحساس اللي انتابني ماكانش خوف بقدر ماهو حشمة م السيد اللي كان قاعد ع الطواول... حسيت بروحي كايني بش نشري سروال جديد من بوتيك متاع حوايج، و كي دخلت للفستيار بش نقيسو، نلقى شكون قاعد يغزرلي ما خلانيش ناخو راحتي بش انحي دبشي... ولّيت بطّلت. ![]() هميت بش نخرج من قاعة القسم، ياخي نسمع في صوت يناديلي المسؤول: (يعيّط بصوت منخفض) ايجى يا ولدي... وين ماشي؟ البرباش: مروّح المسؤول: هكاكة، مسيبة هي... ياخي دخول الحمام كيف خروجو! البرباش: (باقي نتلعثم) أكاهو... هاني حطيتهم في الصندوق المسؤول: (يشيرلي بش نمشي مع جنبو ع البيرو) ايجى تو نقوللك كيفاش قعدت واقف في بلاصتي، نخمم شنوة العملة اللي يمكن أنّي قد نكون عملتها... حتى السيد اللي قاعدلنا ع الطواول متاعنا، ما ثمة حتى إشارة في ملامحو يمكن أنها تدل على أي حاجة. ![]() مشيتلو وين كان قاعد (الطاولة متاع المعلم)، نلقاه حاطط قدّامو دوسي كبير، أشارلي وين موجود الإسم متاع الوالدة و طلب منّي أنّي نصحح في آخر السطر قدّامو. البرباش: نصحح أنا و إلا أمّي؟ المسؤول: إذا كان امك موجودة خليها اتصحح هي! البرباش: لا لا... خاطرني نعرفها التصحاحة متاع أمّي كيفاش المسؤول: (يطبطبلي على ظهري) آهه... تي هاو تبارك الله عليك المسؤول: (يشيرلي للمستطيل المخصص أنو الوالدة تصحّح فيه) أيا امالا تراه صححلي تصحاحة الوالدة هوني الوالدة صحيح ما تعرفش تقرى أو تكتب (و كنت حد وقتها ما في علميش بالشي هذاكة)... لكنها ع الأقل تعرف تكتب اسمها و اسم راجلها (اللي هو بابا)، حافظتهم صم عن ظهر قلب... اتنجم زادة تتعرّف على أسامينا كيف تلقاها مكتوبة، اتنجّم تفرّزهم من بعضهم... و تعرف زادة الأرقام و تركيبهم (خاصة في البلايك متاع الأسوام في السوق)... الحاصل، تصحاحتها كانت عبارة عن أنها تكتب اسمها (بتأنّ حتى انها تقعد قريب الدقيقتين بش اتصحح مجرّد تصحاحة). ![]()
عملت كيف ما الوالدة،
و كتبتلها اسمها كيف ما هي متعودة انها تكتبو كيف تجي بش اتصحّح... و اتلفتت للسيد
المسؤول ننتظر في ردة فعلو
المسؤول: الله الله
عليك... صحّيت!
و مدلي بطاقة الناخب
و بطاقة التعريف متاع الوالدة... خذيتهم من عندو و خرجت م القسم.
خرجت م المدرسة و انا
فرحان طاير بالموقف اللي صارلي... حسّيت بروحي وليت راجل قبل وقتي و نعمل ما
يعملوا الرجال، صحيح ما حطيتش الورقة اللي عجبتني و حطيت الورقة اللي لونها احمر
(متاع بنات) لكن ما كانتش مشكلة بالنسبة ليّا و الفازة ما أثرتش حتى طرف في النشوة
و السعادة اللي كنت حاسس بيهم.
![]()
كان ثمة تساؤل وحيد
يدور في بالي و مسيطر عليّ وقتها...و كان واخذ حيّز كبير م التخمام متاعي في
الفترة هذيكة و حتى الايامات اللي من بعد.
السؤال كان: بما انو
الصنادق متاع الإنتخابات، هوما في الأصل يربّيوا فيهم النحل... امالا النحل
نهارتها وين حطّوه؟
![]() |
|||||
|
قريتها: | ||||
الخميس، أغسطس 04، 2011
![]() |
|||||
![]() ما صدقت لربي وقتاش كملت قلات البريك و حطتو ع الطاولة، طلة صغيرة متاع تطيير ملام اتفقدت هل ثمة انو حاجة ناقصة و إلا لا، كي ظهرتلها الأمور الكل لاباس جرات اتمدّت مقابل التلفزة و شدت هاك الكومند و قعدت تبدّل من شانة لشانة... بينما قعد راجلها في البلكون يعس ع الصمعة متاع الجامع يستنى فيها وقتاش تشعل. بالنسبة ليه، ما يكفيش أنو يسمع الآذان متاع الجوامع الاخرى المنشّرة في كل تركينة في البلاد... استانس، و سنّس عايلتو الكل انهم ما يشقّوا فطرهم إلا ما تشعل الصمعة اللي بحذى الدار. ![]() كي كانوا الأولاد صغار، كانوا يطلعوا فوق السطح متاع الدار و يقعدوا يستناو... أوّل ما تشعل الصمعة الاولى في البلاد، تسمع كان الصغار تتصايح على قوّة ما يجيب صوتها الصغار: آاااااذّن و منها يهبطوا يتجاروا شكون يحوز بلاصة مع جنبو بكري كيف كان صغير، ما كانش ثمة ضو، و ما كانش ثمة بني عالي كيف ما تو... أعلى بنية في البلاد كانت الصمعة متاع جامع وسط البلاد، وقت المغرب يقيموا علم كبير بش العباد البعاد اللي ما يخلطلهمش صوت الآذان يشوفوا العلم و يعرفوا انو المغرب أذّن... كانوا يفزّعوا البلاد بالصياح متاعهم. ![]() توة الصغار، من صغرتهم طالعين حلالف... يطلعوا فوق السطوحات و يتفاهموا انهم يغلطوا العباد، يبيتوا الحس و منها فرد صيحة الكل مع بعضهم، يعرف برشا عباد غلطت و شقت فطرها قبل الوقت جرّة لعب المفرخ. اتنهّد كي اتفكّر الصغار، اللي ما عادوش صغار... اللي عرّس عرّس، و شدّ جنب مرتو. و اللي الخدمة خلاتو يبعد... حتى الطفل الصغير، يروّح م الخدمة، يتخمد يرقد لين شخيرو يولّي عاطي مسدّ، ما يقوم إلا ما يبرّحوا عليه بصوتين ثلاثة، ياكل هاك الفمّين و يرجع يجري لبيتو بش يتكيّف هاك السيڤارو، خاطرو فيه الخير عامللو قدر و ما يحبش يتكيّف قدامو ليه سنين م اللي سيدي رمضان يعدّيه راسو راس المرى، ما عاد يتلمّوا العايلة الكل كان مرة بعد فال، و أحفادو لا يعرفوا طلوع للسطح لا غيرو، م اللي يجيوا لين يروحوا و هوما هابطين عرك و معروك في بعضهم و بكاء و نواح و صياح لين يكرهوه في روحو، في ساير الايام عركهم تلقاه أحلى على قلبو م العسل أما في رمضان يحشّش و ماذابيه الدنيا تلقاها رايضة الحس ما ثماش. طوالت عليه المدة و هو يستنى في البلكون متاع الدار، الصمع اللي في البلاد الكلهم أذنو، كان الصمعة متاعو تقولشي الإمام خذاتو عينو و نسي الهدرة... هم بش يدخل يشق فطرو و موش لازمو يشوفها كي تشعل، إلا انو على درى قدّاش من مرّة يستغفر ربّو و يلعن الشّيطان بينو و بين روحو و يزيد يقعد. و اخيرا، شعل الضو متاع الصمعة... ![]() فرح، كي الطفل الصغير، لو كان لقي ليديه راهو قام يصيح كيف ما كانوا الصغار يعملوا قبل، إلا أنو احتراما للشيبة متاعو دخل للدار و قام يصيح الراجل: (يعيّط على ولدو) أيّا قوم، هاو أذّن و قعد في بلاصتو متاع العادة ع الطاولة، لحظة و خلط الولد يكرّ في رجليه كرّان... شرب شربة ماء، كعبة التمر الأولى، الثانية، الثالثة، يستنى في مرتو أنها تقوم تغرفلو الشربة، على غير فايدة. قعد يغزرلها كيفاش شادة هاك الكومند و باهت في عجب ربي... المرى قاعدة تبدّل من شانة لشانة، و مركزة تركيز عجيب مع هاك الوجوه اللي تتراقص قدامها الراجل: تي قوم شق فطرك؟ المرى: (من غير ما تتلفتلو) تي استنى، الماكلة ما عندها وين تهرب الراجل: (موش عاجبو الحديث) حتى مسلسلاتك ما عندهم وين يهربوا تڤحرلو على فرد جنب، بطريقة خلاتو يحاول جاهدا (على غير فايدة) أنو يخفي إبتسامة تحمل في طياتها برشا سخرية... اتظاهر عبثا أنو بش يحكي مع ولدو، يلقاه عين محلولة و عين مغمضة ماهوش في هاك الوارد جملة، ما لقي قدامو غير أنو ينقّص م النبرة متاع صوتو و يقوللها الراجل: حبت نقول شق فطرك م الأول... حط أي حاجة توة، من بعد أهوكة عندك الليل كلّو قدّامك المرى: (بنبرة المغلوب على امرو) ماني قلت اليوم نعمل عليهم طلّة شنوة المسلسلات اللي قاعدين يجيبوا فيهم، بش نعرف منو هكة اناهي الشانة اللي نحطها وقت شقان الفطر. ![]() الراجل: تي وقت شقان الفطر، حط أي شانة إن شاء الله حتى تونس سبعة المرى: (موش عاجبها) علاه اللطف، خلي نحطوا حاجة تصلح ابتسم، ما لقي ما يقوللها... أو بش يكون أصح بينو و بين روحو، كان يعرف اللي زايد الحديث خاطرو ماهوش بش يوصل معاها لحتى نتيجة، و اللي في مخها هذاكة اللي بش يصير، فاكتفى بالصمت و مراقبة الموقف من بعيد في انتظار ما ستؤول إليه نتائج البحث متاعها. غرف الشربة في الصحفة متاعو، و زاد عبّى الصحفة متاع ولدو اللي ما كانش متأكد هل انو فايق وقتها أو خذاتو عينو ع الطاولة متاع الفطور قعد يغرف في الشربة م الصحفة و ياكل، ما على بالو بشي... اتعدّى قريب الدرج قبل ما المرى تقوم من بلاصتها بش تشق فطرها الراجل: (بنبرة متاع تطيير ملام أقرب ما تكون للتمنييك) سايي؟؟ المرى: أكاهاو، هذايا المسلسل يظهرلي باهي، زيد يبدى توة... آش قولك كان نتفرجوا فيه؟؟ عجبتو اللقطة، كيفاش انها مرتو تشاور فيه، كأنها بش تاخولو برايو سواء قبل أو رفض... الراجل: اللي تعمل انتي مبروك حب يعمل طلة ع الاكتشاف متاع المرى اللي بش يضطر (كيما جرات السنين الفايتة الكل) أنو يتفرّج فيه ع القليلة لمدة نصف شهر من رمضان كان موش رمضان الكلو... قام عينيه م الصحفة متاع الشربة، و حطهم في الايكرون متاع التلفزة، و عاود رجّعهم مرة أخرى للصحفة متاع الشربة قبل ما يعاود يقيمهم في التلفزة مرة أخى كاينّو ثمة حاجة جلبت انتباهو... ![]() منها اتلفّت لمرتو و قاللها الراجل: أخطاك منو المسلسل هذايا ما عجبتهاش الجملة الاخرانية متاع راجلها، كيفاش ما تعجبوش الحاجة اللي هي اختارتها... و حتى لو ما عجبتوش، كيفاش يتجرّأ و يعبّر على رايو... اعتبرتها وقاحة، أوّل مرة تصدر عنّو توة سنين المرى: (بنبرة تبيّن انها قاعد تحاول تخفي تنرفيزها) إيهاه... ماكش اتدبّر عليا عاد فاش نتفرّج و اتلفتت لولدها، كيف اللي تلوّج على حليف ليها في المعركة اللي قد تصير... بش تكون معركة كلامية تتخللها بعض الضحكات م الطرفين، لكن كان من المهم، بل من الضروري ليها انها تفرض كلمتها... المسألة بالنسبة ليها كانت أشبه ما تكون بمسألة الحياة او الموت في ذلك الحيّز الزمني القصير قعدت تغزر لولدها لحظات، تثبّت فيهم هل أنو فايق و إلا راقد... كان م الواضح انو بين البينين، فمّو قاعد يتحرّك... فهمت انو زايد تستنجد بيه خاطرو صعيب كان يتفاعل المرى: (تحكي مع روحها، بنبرة فيها شوية تهكّم) يعجبكشي زادة؟ ابتسم، أمام ردّة الفعل المتوقعة متاع مرتو... حاول أنو يلطّف من طريقتو في الحديث معاها لا تزيد تخوض فيه، خاصة و أنو الحكاية أقرب ما تكون للفذلكة منها لشريان الشبوك بالنسبة ليها الراجل: (يبتسم) تعرفها ش اسمها الشانة هذيكة؟ المرى: ش يهمني فيها... اهوكة المسلسل سمح الراجل: تي ما فهمتنيش، الشانة هذيكة اسمها سوريا دراما قعدت تغزرلو، ما فهمتش شنوة الإضافة اللي جابها كي قاللها على اسم الشانة... قعدت تغزرلو ماهي فاهمة شي الراجل: تعرف سوريا هذيكة ش صاير فيهم توة؟ المرى: شبيهم زادة؟ الراجل: (بنبرة كلها جدّية) عندهم ثورة حتى هوما ما فهمتوش ش يقصد بكلامو، قعدت تغزرلو أما المرة هذي مركزة معاه موش متلفة الجرّة... عرف من غزرتها انها ما فهمتوش فاش قاعد يحكي الراجل: تي حرب، كيما اللي صارت عندنا هاك المدة المرى: (اتفجعت) ووه ووه ووه الراجل: (ياخو نفس طويل) امالا ش في بالك ![]() قعدت لحظات تطلب في اللطف من صاحب اللطف قبل ما تتلفت لراجلها المرى: أيه، و ش مدخّلني فيهم انا؟؟ الراجل: تي ماهو رئيسهم شنّعها المدة هذي... طاح يقتّل فيهم على بعضو المرى: (بدنها يقشعر) يا اميمتي الراجل: و أما نهار توة ما نسمعوا بيه كان فصع، ما عادش مطوّل... كيما أحنا وقت ما الزّين فصع للسّعودية المرى: (مركزة) أي الراجل: (يدوّح في راسو) وقتها توة يبطّلوا مسلسلاتهم الكل و يوليّوا النهار و طولو ما يحكيوا كان ع الثورة متاعهم ![]() المرى: وووه، و المسلسل الراجل: تي امالا انا علاه قلتلك ما اتبعوش، كان رئيسهم يفصع في رمضان توة يقصّوا عليه المسلسل هذا اتبدلت النظرة متاعها لراجلها، و اتنحات كسوحية الراس متاعها و هي تقوللو بنبرة تدل على قناعة تامة، بل و إعجاب بفطنة راجلها المرى: و الله في هذي... يعطيك الصحة تسكت شوية، بضع لحظات تعاود خلالهم تشد الكومند و تقبّلها للتلفزة من غير ما تنزل المرى: جاب ربي قلتلي، و الله كان نحصل نتبّعو المسلسل و يقصّوا عليه في شطرو إلا ما يصير فيا حاول جاهدا انو يخفي ابتسامتو و يمنعها من انها تبان على وجهو، و بنبرة حاول قدر المستطاع انها تبان جدّية موش متاع تمقعير الراجل: تي امالا ش في بالك... خايف عليك لا ترصّيلك من بعد تلّوج على مسلسل جديد، تلقاهم الكلهم تشاطروا المرى: أي و الله... و حتى المسلسل هذاكة، توة بعد رمضان الشانات الكلهم يولّيوا يعدّيوا فيه ما جاوبها المرة هذي... اكتفي بأنو يقعد يغزرلها و هي شادة الكومند بيدها، و تخمم. قعدت تخمم شوية قبل ما تغزر للكومند بش تثبّت النومرو اللي بش تنزل عليه... الراجل: تي حط تونس، كي خلق ربي الكل... ياخي ملزوم علينا كل عام نقعدوا انّڤزوا من بلاصة لبلاصة. حلّت فمها فرد ضربة، خطاتها شعرة لا تشهق... إلا انها و من غير ما تدري على روحها لا علاش و لا كيفاش اتراجعت في آخر لحظة عن انها تشريلو عركة، و بكل برودة دم اكتفات بانها تنزل على نورمو واحد (1) في الكومند و تحطت الكومند مع جنبها و تتلحلح في قعدتها بش تاخو راحتها و تقعد تغزر للطاولة تخمم باش بش تشق فطرها ![]() مشي في بالو م الأول انها تفذلك... ما جدّت عليه الحكاية إلا كي بدات تاكل، وقتها تاكّد أنو هذيكة حد نيتها الراجل: (موش مستوعب الفازة) هذيكة حد نيتك، بالرسمي المرى: (تترشّف في مغرفة الشربة) حاجة مضمونة... تي ع الأقل احنا كمّلنا الحرب متاعنا و اللي طاح راح المرى: (تغزرلو على فرد جنب) أما و الله بالحق، جاب ربي قلتلي على حكاية الحرب رجع لصحفة الشربة متاعو، ماهوش مصدّق روحو انو بتلك السهولة خلاها تبدّل رايها... قعد يخمم بينو و بين روحو، ظهرتلو انها المرة الأولى منذ بضع سنوات اللي ينجح في فرض رايو في معاركهم اليومية اللي لا تكاد تنتهي واحدة بش تبدى الأخرى. شعر بسعادة عارمة، اتفكرّ الصحافية المصرية اللي كانوا ديمة يجيبوها في التلفزة من ميدان التحرير و هي تقول (أشكر الجزيرة، اشكر تونس، مافيش ظلم تاني، مافيش خوف تاني) اتمنى لو انو يصرخ كيفها إلا انو اكتفى بقولها في اعماقو بينو بين روحو الراجل: (يتمتم وحدو، في قلبو) أشكر الثورة، أشكر الجزيرة... مافيش ظلم تاني، مافيش صحّة راس تاني تحيا الثورة اللي خلاتو أخيرا يفرض كلمتو، و لو انها هدرة أفرغ م الفارغة، أما خير من بلاش... اتمنّى لو كان ولدو حضر النقاش هذا، و شهد بعينيه كيفاش نجّم بدزّان البيدق متاعو يقلب الصحن على امو... لكن هيهات، الولد م اللي قعد ع الطاولة و هو على نفس الوتيرة، كل دقيقة دقيقتين يترشّف مغرفة من صحفة الشربة و يقعد يمص فيها في فمّو قعد مركّز معاه، شك انو قد يكون عاود رقد... بل حتى وصل بيه الشك انو خاف لا يطلع مات و هو شادد البوزيسيون هذسكة... همز مرتو، و بإيماءة براسو طلب منها أنها تتفقّد الطفل... ماكانتش م العاكسين، همزت ولدها من كتفو ![]() الولد، اللي ظهر بالحق راقد وقتها، اتفجع م الخضّة متاع أمّو... حل عينيه فرد ضربة، و قعد يغزرلهم ماهو فاهم حتى شي، منها غزر للتلفزة و عاود اتلفتلهم الولد: (باهت في عجب ربي) ياخي شبيكم حاطّين تونس سبعة؟؟. |
|||||
|
قريتها: | ||||
الجمعة، يوليو 01، 2011
![]() |
|||||
ابتسم، بطريقتو الطفولية اللي تحمل في طياتها برشا براءة مازال يحتفظ بيها رغم الشيطنة و الهيجة اللي تميّز بيهم حتى في طريقة لعبو مع اخوتو و اندادو في الحومة... و بنبرة تحمل في طياتها برشا قلق و توتّر غزر لأمو اللي مازالت تلبس فيه في حوايجو (و طلعلها روحها كي العادة) الطفل: ماما... ياخي أحنا موس كمّلنا القلاية؟ ابتسمت، رغم اللي لو كان تسيّب روحها يمكن توة تشد تغفصو في بعضو و تهرسو بطريحة على عمايلو... إلا أنها، في انتظار طلعة جديدة من طلعات ولدها ما لقات غير أنها تبتسم ابتسامة من لا حول له و لا قوة الأم: أي ماهو اليوم بش تاخذوا الكرنيات عزيزي الطفل: معنتها أحنا اليوم موس بس نكلاو في المكتب؟ الأم : لا لا، اليوم تمشيوا تاخذوا الكرنيات أكاهاو الطفل: (اتنهّد، و هو يبلع في ريقو... غصرة و اتعدّات) ايا باهي... الحمدولله حاولت جاهدة أنها تمنع قهقهة خفيفة من أنها تتسمع... ما فهمتش هل أنها فقدت التركيز و الا شنية الحكاية، عندها فوق الدرج (خمسة دقايق) و هي تحل في العقد متاع خيوط الصباط على غير فايدة، بل حتى تهيألها أنها كل ما تحل عقدة يتزادوا زوز. قلقت، ولات مشات للمارو متاع الكوجينة تبربش في بعض الباكوات لين لقات الصندال اللي شراتهولو السوق اللي فات و رجعت بيه بش تلبسهولو قعد يمهمه شوية يحاول أنو يلقى طريقة يجبد بيها الهدرة متاعو، غير انو الصمت متاع أمو خلاه يدخل مباشرة في الموضوع، و بدون مقدمات الطفل: ما عادس نحب نقلى أنا لاهو... اليوم ناخو الكلني متاعي، و نكوللهم باي باي، مانيس بس نلزع عام ازّاي الأم: (تدوّح في راسها) و شنوة بش تقعد تعمل كي تبطّل القراية سي الشباب؟ ابتسم، و بكل ثقة في النفس قاللها الطفل: توة نحل مسلوع ساعات، يظهرلها أنو ولدها بوهالي اكثر م اللازم و عقوبة الله... أما مرات زادة يطلعلها بطلعات تخلي عندها نوع م الاحساس أنو فايت عمرو شوية في التخمام متاعو الأم: و منين بش تجيبهم الفلوس بش تحلّو المشروع متاعك؟ إجابتو كانت حاضرة من قبل حتى ما يخمم أنو يطرح السؤال متاعو الطفل: (يبتسم) توة نبيع الألز، و ناخو الفلوس... نحل بيهم مسلوع م اللي توفّى جدّو توة قريب العام، و بوه كل وين يهزّو للسانية يقوللو أنها الأرض هذي متاعو هو و اخوتو و يلزمو يرد بالو عليها الأم: أما أرض اللي بش تبيعها؟ الطفل: (بكل ثقة في النفس) تي الألز متاع بابا عزيزي الأم: (باهتة في عجب ربي و في ولدها منين طلعلها بها الطلعة) أي، و شنوّة ها المشروع اللي بش تبيع الأرض على خاطرو الطفل: (يتحمس) تي أي مسلوع الطفل: (يبلع ريقو) المهم ماعادس نمسي للمكتب الأم: (ساكتة، ما لقات ما تقول) ... الطفل: (بنبرة كاينو فيها شاري الشبوك) لاني فدّيت منو المكتب أنا، تكوموني ع الصباح امسي اكلى، في العسية حط أكلى، في الليل حط أكلى الأم: أيه؟ الطفل: نحب نحل مسلوع... من بعد كي نلوّح في الليل، نولي نكعد نتفلّز في التلفزة من بعد نمسي نلكد عرفت أنو حكاية الفلوس مش بش تكون عرقلة قدام حلم ولدها أنو يحل مشروعو و يولي حر نفسو يعمل ما يحب... و سعيا منها لإقناعو بأهمية القراية، عاودت ابتسمت مرة أخرى و بنبرة فيها شوية حنان قالتلو الأم: ياخي هو يجي منّو مشروع من غير قراية؟ الطفل: (يدوّح في راسو) أوهوه، ياخي عمّي فلان، أهوكة كلى كلى كلى، من بعد ولى يخدم في الكهوة هو عمّو صحيح قرى قرى قرى (لين كمّل قراية تونس الكل) أما ماهوش يخدم في القهوة، ما لقاش حتى خدمة متاع قهواجي، أهوكة شادد القهوة صباح و ليل م القلق و برّه... الطفل كل وين حد يسأل على عمو يسمع أنو في القهوة، مشي في بالو أنو يخدم غاي الأم: (تتنهّد) ماهو يلزمك تعرف تقرى بالعربي و السوري بش اتنجم تعمر الأوراق متاع المشروع هوني برك وين حصل الطفل و فهم أنو مشوار القراية مازال بش يزيد يطوّل شويّة و تبطيل القراية موش بالساهل كيف ما كان ماشي في بالو إلا أنو ما أيّسش... و فيسع ما استينف محاولاتو اليائسة، دقائق معدودة قبل ما يعيّطلو بوه بش يهزّو للمكتب هو و أختو ياخذو كرنياتهم *** خرج م القسم شادد الكرني بين يديه، يلقى بوه يستنّى فيه في الساحة الأب: (مع ابتسامة عريضة) آه ش عملت؟؟ مدلو الكرني، في حركة تدل على عدم اهتمام (متاع واحد ما على بالوش، باعث القراية تشيّت) الطفل: (بكل لا مبالاة) نيستي كالتلي صحّيت خذي الكرني من عند ولدو، و قعد يعمل في طلة بزربة على أعداد بعض المواد الرئيسية ارتسمت على وجهو ابتسامة خفيفة تدل على رضاه بالمستوى متاع ولدو، اللي مقارنة بالشي اللي عاملو فيهم الطفل تعتبر مقبولة، كان كل مرة يجي فيها الكرني يحضّر روحو لصدمة إلا أنو و الحمدولله الأمور لحد الآن لاباس و ربي يقدّر الخير. مازال يثبّت في الكرني متاع ولدو، و يلقى المعلّمة متاع بنتو الأخرى متعدّية قدامو، استوقفها و سلّم عليها قعد يحكي معاها يستفسر على أمور الطفلة المعلمة: لا، هذيكة تبارك الله عليها... أهوكة عندها جايزة غدوة في الحفلة عاد قعد يسمع في بوه فاش يحكي مع المعلّمة متاع أختو، و فهم م الحديث أنها أختو عندها جايزة، و قعد يتساءل بينو و بين روحو علاش هو زادة ما ياخوش جايزة؟ و حاول أنو يطرح السؤال على بوه، قعد كل شوية يجبدو من سروالو و يقوللو الطفل: (مصرّ على طرح سؤالو) بابا، و أنا؟ إلا أنو ما لقاش إجابة، لا من بوه و لا م المعلمة متاع أختو ما أيّسش، عاود طرح سؤالو على بوه و بنفس الطريقة... مرة، اثنين، ثلاثة، لين اتلفتلو بوه فرد تلفيتة الأب: (بنبرة كلها فدّة) آه نعم... شبيك، شنوّة تحب الطفل: (يعيد طرح سؤالو بنبرة تحمل في طياتها شوية خوف المرة هذي) بابا، و أنا؟ الأب: (يجاوبو بكل حماس مع ابتسامة عريضة) انتي حطّولك يرتقي ما فهمش ش معنتها الكلمة هذي، إلا أنها الابتسامة متاع بوه خلات عندو قناعة أنها ملزوم ما تكون حاجة باهية، قد تكون تعني الجايزة... علاش لا؟! ما زادوش قعدوا برشا في المكتب، فيسع ما خرجت أختو من قسمها بش تطير بالفرحة، و ليه ليه خرجوا جميع شادين ثنية الدار... اتلفت لبوه و قاللو الطفل: بابا، ياخي أنا توة نزحت؟ الأب: (يبتسم) بالطبيعة... نجحت، عام اجّاي تولي تقرى في السنة الثالثة الأب: (يسكت شوية) و عام اجاي بش تولّي تقرى بالفرنسي ضربت في مخو حكاية المشروع اللي أمو قالتلو أنو يلزمو يكون يعرف يقرى بالعربي و السوري بش ينجّم يحلّو. اتلفت لأختو يسأل فيها الطفل: معنتها أنا تو كليت عامين بالعلبي، و عام ازّاي نولّي نكلى بالفلنسي ما فهمتوش أختو ش يقصد، أما كان باين أنو كلام خوها كان صحيح، فاكتفت بالرد عليه بإيماءة براسها كدليل على الموافقة اتلفّت لبوه، بش يزيد يتأكّد أنو الشي اللي يخمم فيه صحيح الطفل: بالحك بابا؟ الأب: أي أي صحيح الطفل: (بكل ثقة بالنفس) معنتها توة أنا كليت عامين بالعلبي، نزيد نكلى عامين بالفلنسي... الطفل: (يسكت شوية) و من بعد نخلز م المكتب نحل المسلوع متاعي، يا بمبك الأب: (ما فهم شي من كلام ولدو) أما مشروع زادة؟ الطفل: (يبتسم في قرارة نفسو) حتى سَي، حتى سي... أسأل ماما توة تكوللك |
|||||
|
قريتها: | ||||