قعدت قدّام الأورديناتور المحطوط في بيت النوم، سعيا لمنع الصغار من استعمالو بش يتلهاو في قرايتهم و امتحاناتهم...، و بديت نثبّت في البارامتر متاع الكونكسيون...
شكّيت م الأول انو لربّما يكون يستعمل في بروكسي و ما في بالوش، رغم علمي المسبق انو أبعد من أنو يعرف شنوة معناها بروكسي و شنوة معناها مواقع محجوبة أصلا...
ليه قريب الجمعتين يحاول فيّ انّي نمشيلو للدار بش نشوفلوا حكاية الأنترنت اللي ما تحبش تبعث حتّى شي هذي.
ما فهمتش وين يمكن يكون المشكل، تي أصلا مانيش فاهم شنوة هو المشكل، هذا إذا كان ثمة مشكل من اصلو... و بنبرة كلها حيرة
قلتلو: ما نعرفش شنوة الحكاية بالضبط... الكونكسيون تخدم نورمال
قاللي: غريبة، اساعة كل شي صحيح و الشات ما يحبش يتعدّى
قلتلو: ش من تشات... ما عندك حتى لوجيسيال متاع تشات مصبوب
قاللي: تي هذاكة، ش يقولولوا... إيمايل و إلا درى ش من هم
قلتلو: بش تبعث إيمايل؟؟؟
بنبرة متاع تبلفيط.. يتظاهر انو مزروب، بش يغطّي على كونو ما فاهم م الشي شي
قاللي: أي أي
قلتلو: ياخي عندك إيمايل انتي؟؟
قاللي: تي ماهو يتصب مع الويندوز
فهمت الحكاية... ديركت نمشي نحل الأوتلوك اكسبريس... نلقاه معبّي بالإيمايلات اللي ما تبعثتش... ثمة إيمايلات ليهم قريب الشهرين و هوما يستناو في رحمة ربّي
طلع السّيد يكليكي ع الرابط متاع الإيمايل، تتحلّو فوناتر يكتب و يمشي على روحو
قلتلو: أيواه، هوّاهم الإيمايلات... ما تبعثوش، الكلهم هوني
تغيرت نبرتو في الحديث، لتتحول إلى جدّية مفبركة، و طبّس يتفرّج في الشاشة متاع الاورديناتور لين قريب يلصّق وجهو فيها، و بنبرة كلها اسف
قاللي: ما تبعثوش، ما تبعثوش
قلتلو: تي هاهم قاعدين يغزرولك... بالامارة حبيت مرة تبعث إيمايل لواحد اسمو حافظ، و واحدة اسمها أحلام و واحدة اسمها سنية و واحدة اخرى اسمها نادية و حنان و نورهان و حلا
و ببلادة و ركاكة، عملت روحي ماني فاهم شي
قلتلو: تي هاهم الكلهم بنات
سكتت شوية، محاولا أنّي نشد ضحكتي... فحاول انو يبدّل الهدرة، و بنررة متاع واحد يحب يتلّف الجرّة
قاللي: حتى شي، و الله ما نعرف عليهم شكونهم
قلتلو: صارة موش انتي حبيت تبعثلهم؟
قاللي: لا لا... ش مدخلني فيهم
كليكيت ع الإيمايل اللي كان م المفروض أنو يتبعث لنورهان، و ظهرت ع الشاشة مكتوبة:
مرحبا، انا محسن من تونس، انتي حلوة جدّا و أنا أريد ان اتعرف عليك
و الإيمايل المحطوط يرجع لأحد مواقع التعرف قصد الزواج الحلال المتوفرة هذه المدة.
قعدت نغزرلو، في نفس الوقت اللي دخلت مرتو جايبة طبق القهوة، و بنبرة مرحة
تقوللي: يعيش وليدي شوفلو شنية حكاية الأنترنت هذي اللي ولّى يعدّي الليل الكلو و هو يبقق في عينيه قدّامها
ابتسمت، و انا نغزرلو كيفاش وجهو قاعد يتبدّل من لون للون... و بنبرة كلها فدّة
قلتلها: حتى شي يا حاجة، حكاية فارغة، ما بيها حتى شي الانترنت.
ياخي اتنهّد... و شد الفنجان بيد ترعش و هو يتلفتلي على فرد جنب، بالسرقة، و يغزرلي كيفاش ندوّح في راسي... ماهو اللي موش مستانس بالبخور