الخميس، أكتوبر 20، 2011 14:30
الهداري الفارغة: , , , , , ,
تدوينة، كنت كتبتها قصد نشرها قبل الانتخابات الرئاسية و التشريعية متاع 2009... لكن، لأسباب يعلمها "البعض" تعذّر نشرها في حينها :-) 
لأسباب أخرى، يطول شرحها... ضيعت النص الاصلي متاع التدوينة، إلا اني نجمت نلقاه عند بعض الأصدقاء (المدونين) في صيغة بي دي اف، لقيت روحي هي هي مضظر لإعادة نقلها، و من غير ما نشعر إعادة صياغتها مرة أخرى و كأنني نكتب فيها م الاول و جديد.


أول مرة انتخبت فيها، كان عمري وقتها حداش عام، نقرى تحديدا في الخامسة ابتدائي...

نهار الأحد 02 أفريل 1989، مع الأربعة متاع العشية، يدق الباب (رغم أنو عندنا ناقوس)، و كي خرجنا نثبتوا نلقاوه راجل جاي يطلب م الوالدة (بكل ادب و احترام مع التذكير بلوغة الحق و الواجب متاع التربية الوطنية) انها ملزوم ما تمشي تنتخب... 


الوالدة، كان من آخر اهتماماتها في الدنيا هذي أنها تخمم تمشي بش تنتخب، لذا وعدت الراجل (اللي عمل دورة على درى قداش من دار في الحومة، نساء الحومة تقريبا ما ثمة حتى واحدة فيهم خممت حتى مجرد التخمام انها تمشي و تنتخب) انها ملزوم ما تمشي.

يمكن يكون السيد مازال قدام باب الدار، و الوالدة كانت ناسية حكاية الانتخابات هذي جملة... إلا انو و قدام الالحاح متاعي، اقتنعت انها تلوّج ع البطاقة متاع الناخب، و تمدهالي بش نمشي ننتخبلها (لأنو زايد الحديث معاها في انها توصل للمكتب بش تنتخب)

ما لوجت هي ع البطاقة، كنت انا زادة استعديت للحدث الهام هذا، بحيث لبست الطبلية متاع المكتب


بالرغم من إلحاح الوالدة أنو مش لازم نلبس الطبلية متاع المكتب، على خاطرني مانيش ماشي نقرى و إنما ماشي بش ننتخب... و رغم تدخّل الوالد زادة في محاولة (كان يعلم جيدا أنو لا فايدة منها، هو أنا نتسمى عملت المليح كي ما شديتش صحيح نهز الكرطابة زادة) لإقناعي أنّي نمشي بالحوايج متاعي نورمال، إلا انو المحاولات متاعهم الكلها باءت بالفشل أمام الإصرار متاعي...


البرباش: و كي سيدتي المديرة تشوفني؟


و كان أنّي عملت اللي في راسي مشيت ننتخب و أنا لابس الطبلية متاع المكتب... بعد بعض التوصيات، خذيت بطاقة الناخب متاع الوالدة، و بطاقة تعريفها (على ما ياتي) و قصدت ربي للمدرسة متاعي (اللي كانت هي بيدها مركز الاقتراع) فرحا مسرورا...


كيف وصلت للمكتب... حسيت بالرهبة، بالخوف، المدرسة ما كانتش كيما مستانس بيها في ساير الأيام،


البرباش: ياخي شبيه هكة المكتب... و ويني سيدتي المديرة؟


اصراري أنّي نمشي بالطبلية كان في واقع الأمر جزء كبير منو يرجع لكوني خايف لا المديرة (كنت اتحدثت قبل ع المديرة متاع المكتب متاعي في تدوينة [ذكريات... أيام زمان]) تشوفني من غير طبلية... و كان وقتها مسكين اللي سيدتي المديرة تفيق بيه جاي للمكتب من غير طبلية.


الحاصل م الباب بديت نندم... ندمت على أنّي لبست الطبلية... و بدى ينتابني شعور بالرهبة و الخوف م الأجواء اللي كانت مسيطرة ع الأجواء متاع المكتب وقتها.




نلوج على مكتب الإقتراع عدد درى قداش (الرقم المكتوب ع البطاقة) يطلع بالزهر متاعي القسم اللي نقرى فيه... ندخل للقاعة باهت في عجب ربّي، ياخي شبيها ولات هكة؟


ما عدى السبورة (اللي واحلة في الحيط)... ما ثمة حتى حاجة قعدت شادة بلاصتها.


البيرو متاع سيدي حاطينو مقابل الباب و عليه زوز صنادق ، واحد أبيض و واحد أصفر... الخزانة اللي كانت محطوطة في آخر القسم  و المعلم متاعنا يخبي فيها الكرارس و الدبش متاعنا و متاعو، ملصقينها للحيط و حاطين عليها لقشة عاملينها كيف الريدو على شكل ربع دايرة (في التركينة بين الحيط و الخزانة)، فهمت أنها هي الخلوة اللي سيدي حكالنا عليها في الدرس متاع التربية المدنية، الطواول حاطينهم الكل فرد تركينة ملصقينهم مع جنب بعضهم بش يخلقوا مساحة فارغة قدام الطاولة اللي عليها الصنادق.




نسرح شوية مع هاك الصنادق (البيض و الصفر)... نتذكر مليح أنو ثمة ڤاراج مع جنب البلدية معبّي بالصنادق هذوكم، كنت ماشي في بالي اللي هوما يربّيوا فيهم في النحل... ما قالهالي حد المعلومة هذيكة، و إنما كانت مجرد استنتاج شخصي ناتج عن مقارنة بين شكل الصنادق، و شكل خلية النحل اللي وصفهولنا مرة المعلم و ريتو درى قداش من مرة في التلفزة... و ما نعرفش علاش أنو و حتى لفترة موش بعيدة (هذا إذا ما قلتش لتو، و الله ماني عارف على روحي) كل وين نشوف دوكيمونتار (شريط وثائقي) يحكي ع النحل و تربية النحل، يتبادر لذهني مباشرة هاك الصنادق المحطوطين في هاك الڤاراج اللي مع جنب البلدية.




القاعة متاعي، اللي اتقلبت رأسا على عقب، ما كانش فيها سيدي (المعلّم)... إنما كان فيها ثلاثة رجال أخرين أول مرة نشوفهم (ماهمش معلمين في المكتب متاعنا)... ثمة واحد واقف متكي ع الباب، يڤحر للي داخل و اللي خارج، و راجل متكستم قاعد وراء البيرو متاع سيدي وين ثمة هاك الزوز صنادق... و ثمة راجل آخر بصحتو قاعد ع الطواول متاعنا اللي كنا نقراو عليهم، هو الوحيد اللي جلب انتباهي في الموجودين الكل على خاطرو كان يقعد تقريبا في نفس التركينة اللي كنت متعوّد نقعد فيها، قعدت مركّز معاه حبيت نعرف إذا كانت هي بيدها الطاولة متاعي و إلا طاولة أخرى (يمكن لو نجّمت نعرف وقتها، كنت نقوّمو هههههه)... ندخل للقاعة، خطوة لقدّام و خطوة لتالي، خايف لا يطردوني


البرباش: (نتلعثم في الكلام، وجهي أحمر نيلة م الفجعة... و بنبرة تساؤل فيها شوية احتياط، متاع واحد يجس في النبض) أمي بعثتني قالتلي بش ننتخب


يتطرشق بالضحك هاك السيد المسؤول اللي لابس كوستيم و قاعد ع البيرو متاع سيدي، وراء الصنادق البيض


المسؤول: (بنبرة ممترجة بالضحك متاعو) أي شبيه... علاه، ما اتنجمش تجي أمّك؟


البرباش: (مازلت داخل بعضي) هي قالتلي بره امشي في عوضي.




المسؤول: باهي باهي، موش مشكل... عطاتكشي البطاقة متاعها ع الأقل!؟!


البرباش: (نجبد البطاقات الزوز، متاع الناخب و التعريف متاع الوالدة من جيب الطبلية) أي هواهم الاوراق متاعها مدتهملي


ياخذهم السيد من عندي، و يقعد يثبت فيهم... و سألني على اسم الوالدة و ش تعمل في دنيتها، و ع الوالد زادة، و على اسمي و فين نقرى، و طبعا جاوبتو أنّي نقرى في المكتب هذا و القسم هذا... و فرح بيّ الحق متاع ربي.


و من بعد جبد الورقة (الوحيدة) متاع الانتخابات الرئاسية، حطها في الجواب الأبيض و مدهولي


المسؤول: (يشيرلي للصندوق الأبيض) أيا ولدي.. حط الجواب هذا هوني


 خذيت الجواب من عندو و بتردد يدل على مزيج م الحيرة و اللامبالاة، حطيتو في الصندوق الأبيض، (متاع النحل) كيما قاللي.




نغزرلو بش يعاود الفازة هي بيدها مع الاوراق الأخرين (اللي هوما متاع الانتخابات التشريعية)، و بش يلفلي الحمراء (بعد ما طواها سايي) في الجواب و يقوللي حطها، كيف ما المرة الاولى... نتلفتلو و بنفس النبرة المتلعثمة
البرباش: (نجس في النبض) نحب ندخل لغادي


يبهت المسؤول في الطلب متاعي، و يجبد الورقة بعد ماكان سايي دخلها للجواب، و يزيد يمدلي كعبة م الزوز و إلا هوما ثلاثة أوراق الأخرين اللي محطوطين قدّامو


المسؤول: (يبتسم، بعد ما يشيرلي لهاك الريدو الاحمر اللي موجود في التركينة بين الخزانة و الحيط) أيا بره، أهوكة الخلوة غادي.


ناخو من عندو الأوراق، و نمشي لهاك الخلوة، الريدو تقريبا في مستوى رقبتي (رغم اللي كنت نعتبر م الطوال، سواء في القسم أو حتى في الحومة)... و فوق هذا السيد اللي قاعد ع الطواول متاع التلامذة كان واخذ موقع استراتيجي بحيث مهما عملت و مهما حاولت أني ندور كان بش يشوفني.




ما كنتش عندي أي فكرة ع الاوراق هذوكم شنوة يعنيو بألوانهم المختلفة، و لا شنوة هو البرلمان و لا حتى شنوة معنتها احزاب، كل اللي نعرفو و اللي فهمتو من كلام المعلّم اللي اتعاود أكثر من مرة في الفترة هذيكة هو أنو ثمة حاجتين بش ننتخبوهم، الرئيس و مجلس النواب... الرئيس ما ثمة كان ورقة برك، و مجلس الشعب ثمة برشا اوراق بش نختاروا منهم ورقة.


ما كانتش عاجبتني الورقة الحمراء، على خاطرو اللون الاحمر بالنسبة لينا و أحنا صغار كان يعتبر متاع بنات... ما نتذكرش مليح شنوة بقية الألوان الموجودة، لكن اللي نتذكرو مليح أنو كانت ثمة ورقة مذهبة عجبني المنظر متاعها و حبيت انحطها هي.


لكن هيهات، ههههه... السيد اللي قاعد ع الطواول متاعنا خصو بش ياكلني ماكلة بعينيه... قد ما حاولت أنّي نخبّي روحي و ما نخليوش يعرف شنوة الورقة اللي بش انحطها في الجواب، شــي... وصلت حتى أنّي قمت يديّا الزوز لفوق لكن نلقى الخلوة ما تغطيش مليح و هي هي بش يشوفني... لذا، و كيف ما لقيتش بيها وين، حطيت الورقة الحمراء في الجواب (و هو يغزرلي طبعا) و دكّيت الأوراق الأخرين في جيب الطبلية متاعي، و خرجت م الخلوة حطيت الجواب في الصندوق الآخر (المستصفر).


الاحساس اللي انتابني ماكانش خوف بقدر ماهو حشمة م السيد اللي كان قاعد ع الطواول... حسيت بروحي كايني بش نشري سروال جديد من بوتيك متاع حوايج، و كي دخلت للفستيار بش نقيسو، نلقى شكون قاعد يغزرلي ما خلانيش ناخو راحتي بش انحي دبشي... ولّيت بطّلت.




هميت بش  نخرج من قاعة القسم، ياخي نسمع في صوت يناديلي


المسؤول: (يعيّط بصوت منخفض) ايجى يا ولدي... وين ماشي؟


البرباش: مروّح


المسؤول: هكاكة، مسيبة هي... ياخي دخول الحمام كيف خروجو!


البرباش: (باقي نتلعثم) أكاهو... هاني حطيتهم في الصندوق


المسؤول: (يشيرلي بش نمشي مع جنبو ع البيرو) ايجى تو نقوللك كيفاش


قعدت واقف في بلاصتي، نخمم شنوة العملة اللي يمكن أنّي قد نكون عملتها... حتى السيد اللي قاعدلنا ع الطواول متاعنا، ما ثمة حتى إشارة في ملامحو يمكن أنها تدل على أي حاجة.




مشيتلو وين كان قاعد (الطاولة متاع المعلم)، نلقاه حاطط قدّامو دوسي كبير، أشارلي وين موجود الإسم متاع الوالدة و طلب منّي أنّي نصحح في آخر السطر قدّامو.


البرباش: نصحح أنا و إلا أمّي؟


المسؤول: إذا كان امك موجودة خليها اتصحح هي!


البرباش: لا لا... خاطرني نعرفها التصحاحة متاع أمّي كيفاش


المسؤول: (يطبطبلي على ظهري) آهه... تي هاو تبارك الله عليك


المسؤول: (يشيرلي للمستطيل المخصص أنو الوالدة تصحّح فيه) أيا امالا تراه صححلي تصحاحة الوالدة هوني


الوالدة صحيح ما تعرفش تقرى أو تكتب (و كنت حد وقتها ما في علميش بالشي هذاكة)... لكنها ع الأقل تعرف تكتب اسمها و اسم راجلها (اللي هو بابا)، حافظتهم صم عن ظهر قلب... اتنجم زادة تتعرّف على أسامينا كيف تلقاها مكتوبة، اتنجّم تفرّزهم من بعضهم... و تعرف زادة الأرقام و تركيبهم (خاصة في البلايك متاع الأسوام في السوق)... الحاصل، تصحاحتها كانت عبارة عن أنها تكتب اسمها (بتأنّ حتى انها تقعد قريب الدقيقتين بش اتصحح مجرّد تصحاحة).


عملت كيف ما الوالدة، و كتبتلها اسمها كيف ما هي متعودة انها تكتبو كيف تجي بش اتصحّح... و اتلفتت للسيد المسؤول ننتظر في ردة فعلو

المسؤول: الله الله عليك... صحّيت!

و مدلي بطاقة الناخب و بطاقة التعريف متاع الوالدة... خذيتهم من عندو و خرجت م القسم.

خرجت م المدرسة و انا فرحان طاير بالموقف اللي صارلي... حسّيت بروحي وليت راجل قبل وقتي و نعمل ما يعملوا الرجال، صحيح ما حطيتش الورقة اللي عجبتني و حطيت الورقة اللي لونها احمر (متاع بنات) لكن ما كانتش مشكلة بالنسبة ليّا و الفازة ما أثرتش حتى طرف في النشوة و السعادة اللي كنت حاسس بيهم.


كان ثمة تساؤل وحيد يدور في بالي و مسيطر عليّ وقتها...و كان واخذ حيّز كبير م التخمام متاعي في الفترة هذيكة و حتى الايامات اللي من بعد.

السؤال كان: بما انو الصنادق متاع الإنتخابات، هوما في الأصل يربّيوا فيهم النحل... امالا النحل نهارتها وين حطّوه؟
قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz
تعليق غير معرف ...
 

:))
post 7lou ki el 3ada, bonne continuation


الجمعة, أكتوبر 21, 2011 9:54:00 ص

تعليق غير معرف ...
 

بالله برا عرس واعتق زبوبنا من تفاهاتك


السبت, أكتوبر 22, 2011 3:01:00 ص

تعليق البرباش ...  

ههههه... و شكون قاللك اللي أنا كي نعرّس بش نعتقك... ما لزّك حدّ تقرى.


السبت, أكتوبر 22, 2011 4:22:00 ص

تعليق غير معرف ...
 

صاحب تعليق برا عرس هذا إنسان تافه وحقير .‏ انا مدمن على قراءة ‏‏(تبربيش و حكايات فارغة‏) فحتى ‏ النقد لا يكون بهذه الالفاظ السخيفة وشكرآ أخي البرباش على صبرك و سعت صدرك وتحية ليك من ليبيا الحرة.‏ أبوصالح


الاثنين, فبراير 11, 2013 8:33:00 ص