السبت، مارس 12، 2011 23:09
الهداري الفارغة: , , , , , ,


الهبطة للعاصمة ما كانتش في الحساب... نلقى روحي بالصدفة متعدّي م المحطّة

اللواجيست: (يعيّط على قوّة جهدو) أيّا تونس بلاصة... بلاصة تونس

صحيح هي المحطة في حومتي، و الصدفة هذي اللي نحكي عليها تتكرر ع القليلة ثلاثة أربعة مرات في النهار... أما الصدفة هذيكة بالذات حسيتها حاجة اخرى غير بقيّة الصّدف.

ما نعرفش علاش، اللواجيست كان يصيح و مركّز عليا تقولشي عليه قلبو قايللو اللي أنا قد تضربلي في مخّي و نعملها العملة و يستنى فيا وقتاش نقول هكة و نتلفتلو بش يقوللي

اللواجيست: تونس بلاصة... بلاصة من قدّام

ما عادش فيها، حتى لو كنت بش نخمم في الحكابة و ندوّرها في مخي... كانت مسألة الوقت اللي بش نقعد نستنّى فيه في اللواج لين تتعبّى و تدريع الخواطر اللي ينتابني لو كان بقعتي من تالي هوما اللي بش يخليوني نتراجع ع الهبوط لتونس

ما كنتش م العاكسين، طول نمشي للڨيشي نقص تسكرة لتونس... على تلفيتتي نلقى اللواجيست واقف مع جنبي ماددلي يدّو، نمدلو الورقة و نمشي للواج نشد بلاصتي بينما قعد هو يحاسب بش يخلص... لحظة من زمان رجع اللواجيست، خدّم اللواج و شدينا الثنية، في الأثناء اتصل بيا شهاب يسأل ع الأحوال بينما اتصلت انا بعلي نسأل ع الأحوال...

وصلت لباب عليوة تقريبا مع الحداش متاع الصباح، و كان في برنامجي أنّي نمشي بحذى حمدي صاحبي نعمل طلّة عليه و نسأل على حالو و أحوالو قبل ما نتّصل بالجماعة و نشوف كان ثمة اي برنامج و إلا نخلق لروحي برنامج و انفذو قبل ما نرجع منين جيت... إلا أنّي وقت ما وصلت لساحة برشلونة عرضتني مسيرة ليها أول ما ليها آخر تتكون في معظمها من تلامذة كان واضح أنهم كانوا في طريقهم لزيارة ساحة القصبة وين الإعتصام... ما نكونش م العاكسين ننضم ليهم.

امشي شوية، أوقف شوية... ساعات تلقاها مسيرة منظمها الاتحاد و العباد لين تفد خلّي كي تلقاهم تلامذة بالعفوية و الاندفاع متاعهم كل واحد يحب ياخو المبادرة لين تخوض ما عادش تعرف ش صاير... و زيد طحت بالزهر بزوز بنات (مريم و سامية) قدّامي كسرولي كرايمي بالفيناس متاعهم

مريم: زعمة نورمال نتكيّفوا غادي

سامية: لا ووووه، رد بالك... قاللك اليوم الايسلاميست بش يعملوا لا بريّار متاعهم في الشارع

مريم: (ما نعرفش علاه فرحت) أوه لا لا، هو اليوم جمعة... ملا اومبيانس

مريم: شفت في مصر كيفاش هوما يصلّيوا و الحاكم يطش فيهم بالماء؟

و قعدوا شوية هكاكة عاملين جو و هوما يترككوا على بعضهم

سامية: (تتلفت لصاحبتها و بنبرة كلها فدّة) آخي وقتاش بش نوصلوا للقصبة، يا قصبة؟

مريم: (متقلقة) و الله ما نعرف، ساقيّا ولاو يسطروا... مطولها الثنية

نلقى روحي في باب الجديد، و تحديدا وين هاك الأوتيل المحنون اللي سبقلي و عديت فيه ليلة من ألف ليلة و ليلة (اتحدثت عليها في تدوينة سابقة هنا)، ناخو الدورة و نمشي نعمل طلة...

انتابتني القشعريرة وقت ما وصلت قدام باب الأوتيل و شعرت بنوع م الحكاك ما يعرفوا كان اللي سبقلو و ضربو البق و البرغوث...

وصلت للقصبة، وين الاعتصام... في يوم يُعتبر من أكثر الأيام ازدحاما اللي شهدتها الساحة، م الأول قعدت بعيد (وين الجامع) نتفرّج كي خلق ربّي الكل.

حاولت جاهدا أنّي نكلّم البعض إلا انو الريزو كان مفقود تماما في الجهو اللي كنت فيها، مازلت ما عملت شي و نثبّت في الوقت نلقى روحي عدّيت قريب الساعة و نصف و ليت حاولت أنّي ندخل وسط الجماهير الحاشدة نعمل دورة صغيرة قبل ما نمشي على روحي... ما نجّمت ندخل كان بالسيف و كنت في كل مرة نلقى روحي من غير ما نفيق نعيّط بشعار غير اللي قبلو ش خلاني نقرّر أني نخرج م الزحمة و نحاول نتصّل ببعض الأصدقاء اللي كنت متاكّد من وجودهم معايا وقتها في الساحة إلا انو اعتراضهم و لو من باب الصدفة كان حاجة من شبه المستحيل أنها تتحقق.

لكن، سبحانو معظم شانو... إذ و بينما أنا كذلك، اتفاجأت بيد تجبد فيا، الحق متاع ربّي اتفجعت م الأول خاطرو الطريقة متاع الجبدان تقولشي واحد شاري الشبوك إلا أنّي ع التلفيتة نلقاه صاحبي وسام، أو بش نكون أدق و باعتبار النص هذا عبارة على تدوينة، نلقاه المدون ڨوفرنور حاكم النورمال لاند، و بصحبتو صاحبو يوسف اللي عرفني بيه على أساس انو زميل مهنة، مخرج (باعتبار انو الڨوفرنور زادة، و للي مازال ما في بالوش مخرج سينمائي) و كان معاه مصوّرة ترعب.

بعد السلام و التحية و اللازم منو في ظروف كيف ما هكة كالسؤال ع الحال و الأحوال و الجديد و القديم، شدينا الثنية متاع السيل الجارف م المواطنين اللي يحاولوا يخرجوا من مقر الاعتصام و كنا نستغلّوا فرصة الوقوف أحيانا للحديث في بعض الأمور بينما كان يوسف، المخرج صديق الڨوفرنور يحاول أنو ياخذ بعض التصاور للمعتصمين بواسطة الكاميرا "البروفيسيونال" اللي كانت عندو.

و نجحنا اخيرا في الخروج من ساحة القصبة، و تمكّن الڨوفرنور أنو يتّصل بمنية، المدونة ولاّدة... و كان الاتفاق اننا نتقابلوا وين القوس متاع باب الجديد (على أساس اللي أنا نعرف باب الجديد مليح و نعرف القوس متاع باب الجديد وين بالضبط) الحاصل قعدنا نسألوا في بعض المارة لين نجمنا نوصلوا للمكان المتّفق عليه، وين قعدنا نستناو شوية ريثما وصلت ولاّدة، اللي أصرّت أنها تستدعانا للفطور، و بالطبيعة ما كناش م العاكسين (بش ما نقولش ما صدّقنا).

مشينا لواحد م المطاعم الموجودة في شارع شارل دي ڨول اللي تقول ولاّدة أنو يُعتبر من المطاعم المفضلة لديها... و طلب كل واحد فينا ما يشتهي و قعدنا نفطروا على ارواحنا.

ولاّدة: (تبتسم) أيا كل واحد يطلب ش يحب... ما تحشموش

كنت في الأثناء حاولت الاتصال بمحمّد، المدون المعروف باسم تيتوف لكنو الريزو ما حبّش يخطف... إلا وقت ما قعدنا في المطعم بش نجّمت نتحصّل عليه و طلبت منو (بكلّ لطف) انو يلتحق بينا في شارع شارل دي ڨول و يستغل الفرصة خاطرها منية بش تخلّص علينا الفطور

كذلك اتصل الڨوفرنور بالصديقة هناء الطرابلسي، المدونة اللي تدوّن باسم ظُلمة (و اللي نتصوّر قليل شكون يعرف شنيّة حكاية ظلمة هذية) اللي سرعان ما التحقت بالمجموعة.

و فيسع ما خلطت زادة الصديقة مليكة (ماهيش مدوّنة أما اتّبع في البلوغسفير، و من اصحاب رؤى بنت اختي)... مليكة هي طبيبة متربصة تدرس بكلية الطب، و متطوعة زادة ضمن فريق الهلال الأحمر الموجود بساحة القصبة.

و هكذا كملت القعدة اللي طبعا ما نجّمتش نستغل الفرصة من غير ما نحكي فيها للجماعة على مشاكلي متاع المرمة، و مع جاري، و مع جارتي (متاع الكلاب) و مع البلدية، و خاصة سيّء الذّكر رئيس البلدية متاعنا، و الحاكم، و المحاكم... و الحق متاع ربي الجماعة تأثّروا بالازمة اللي نمر بيها و تفاعلوا معايا و يعطيهم الصحة على كل حال...

ولاّدة: (بعد ما تتنهّد) ايــــه، مسكين برباش

البرباش: (عاطي للذّل كارو) الله غالب

هناء: (مفجوعة) ياااا... و الله ما في بالي

يتّصل بيا تيتوف و يقوللي أنو توة في شارع شارل دي ڨول و ما عرفش البلاصة.... عملت روحي أبو العرّيف و خرجت بش نعرّضلو، رصاتلي أنا زادة ضعت غادي و أنا نلوّج ع البانكة اللي قالولوا أنها تتبع الشارع، الحاصل قريب الربع ساعة و أحنا انّسقوا بالتليفون بش نجّمنا نتفاهموا اننا نتقابلوا تحت هلال متاع فارماسي قاللي تيتوف وقتها انّو يشوف فيه من بعيد... و قعدت نستنّى قريب الدرجين قبل ما يخلط

بعد السلام و التعارف، باعتبار انها اول مرة نلتقي انا و تيتوف مباشرة... معرفتنا كانت تقتصر على التشات و كومنتارات الفايسبوك و بعض المكالمات القليلة اللي كانت تستمر لبضع لحظات

تيتوف: ياخي وين قاعدين

البرباش: و الله ما نعرف... رستورون هوني، ما نعرفش عليه وين بالضبط

تيتوف: و شكون معاكم

البرباش: الكلهم جماعتنا، ولاّدة، القوفرنور و معاه واحد صاحبو... و ثمة مليكة متاع الفايسبوك ما نعرفش عليك تعرفها و إلا لا

تيتوف: اوكي... أيا باهي

كنت اتعمّدت أنّي ما نقوللوش اللي هناء موجودة معانا على خاطرني كنت على علم بوجود خلاف ما بيناتهم على خلفية ما... نسيت بالضبط شنية الحكاية، و زيد تيتوف مشاكلو برشا مع جماعة النت بحيث صعيب ياسر انك تلقى شكون ما سبقلوش و اتعارك معاه مرة ع الاقل

وصلنا قدام الرستورون، نتلفتلو على فرد جنب

البرباش: اي حقة ههههههه، و معانا زادة هناء الطرابلسي متاع الفايسبوك، تعرفها ماهو

تيتوف: (يبتسم) أووووه، ملا وحلة ههههه

تيتوف: (يسكت شوية) و شبيك ما قلتش م الأوّل؟

البرباش: منين نعرف عليك.. تبطّلشي

تيتوف: (يعاود يبتسم) لا لا، هناء متاعنا... نورمال

و كان اللقاء الاول شيّق برشا بين هناء و تيتوف لدرجة خلاتها تبتسملي بهاك الإبتسامة المعهودة متاعها و أنا نقدملها في تيتوف و تقوللي، بكل امتنان

هناء: (تضحك) ما نعرفش علاش... اما راني نحبّك

و حكينا في برشا حكايات اخرين، تهم الوضع في تونس و ش صار و ش ما صارش و حكايات و نكت و جو...

هناء كيف جات كانت شادة طرف كرظونة عاملتها بلاكة كيما هاك اللي يرفعوهم في المسيرات، حلتها و ورّاتهالنا... كان مكتوب عليها بعض الآراء اللي رات انها تعبّر بيها على موقفها م الشي اللي كان صاير حد نهارتها، نستغل الفرصة اللي التليفون مازالت فيه شوية شارج و نعمللها تصويرة هي و البلاكة...

و كانت هذيكة آخر حاجة نعملها بالبورطابل اللي تسكّر خاطرو ما عادش فيه حتى طرف شارج... مدتلي هناء بورطابل كان عندها بش نحط فيه الشريحة (كيما يقولوا جماعة الخليج في الاشهارات متاعه) متاع النومرو متاعي إلا أني ما لقيتش كيفاش نخرجها م البورطابل متاعي وليت رجعتهولها شاكرا...

و استغلّت هناء الفرصة بش تشوف المصورة البروفيسيونال اللي كانت عند يوسف و تجرّب تلتقط بيها بعض التصاور، و مشكور يوسف ما رفضلهاش الطلب متاعها (باعتبارها شهوة صبيّة مش مليح تترفض) و كانت فرحة هناء كبيرة برشا خاطرها حققت امنية من امنياتها باعتبار انها هذيكة كانت المرة الأولى اللي تستعمل فيها مصورة م النوع هذاكة.

يوسف مازادش طوّل معانا في القعدة نظرا لبعض الالزامات الخاصة (عندو نهار اكاهاو م اللي رجع لتونس)، و فيسع ما استأذن في الانصراف... و حتى ولادة ما زادتش بعدو برشا و اضطرّت هي الاخرى للمغادرة بعد ما ودعتنا على امل لقاء قريب.

القعدة طولت شوية، و بعد الفطور دورناها كيسان تاي و حديث متاع تقطيع و ترييش قبل ما نقرروا نمشيوا للاعتصام في القصبة لمواكبة آخر التطورات و الأحداث.

اتعدّينا على وسط البلاد قبل ما ندخلوا للبلاد العربي من جيهة باب بحر وين شدّينا ثنيّتنا للقصبة... عرضنا غسان بن خليفة، المدوّن المعروف باسم النسر الأسود، صحافي مقيم بكندا... كانت أوّل مرة نتقابل فيها مع غسّان اللي كانت تربط ما بيناتنا علاقة صداقة فايسبوكية يتيمة جدّا.

وصلنا للقصبة و جبدت هناء هاك البلاكة متاعها و هبطت العباد تصوّر فيها تقول درى ش ثمة و انتشرنا غادي وسط الساحة قريب النصف ساعة من زمان قبل ما نعاودوا نتلموا، و عاودنا خرجنا على أساس بش نقعدوا في قهوة م القهاوي نطيروا القلق.

مشينا للقهوة الاولى لقيناها تملى و تفرّغ... حكينا شويّة مع هالمبو (صديق تيتوف، أصيل مدينة منزل جميل) و هو باختصار قائد الثوار متاع منطقة بنزرت الكل اللي وضحلنا باختصار شديد الأسباب اللي خلاتو ينضم لمعتصمي القصبة و اللي "نظرا للأهمية البالغة و ما تكتسيه من سرية مطلقة" نفضّل عدم ذكرها هوني.

لقينا زادة وسيم ولد خالة القوفرنور، ولينا مشينا جميع لقهوة اخرى... لقيناها زادة تملى و تفرّغ خاطر ثمة برشا عباد قاعدين يستناو في ماتش الفينال متاع الشان اللي بش يجمع بين تونس و انغولا، طلعنا قعدنا لفوق في تركينة تذكّر اللي يقعد فيها بالمطهرة متاع الحمام...

قعدت مليكة مدة و هي تحكي بالتليفون قبل ما تتلفتلنا

مليكة: (بنبرة كانها تستشير فينا) يا جماعة، عندي صاحبتي امازيغيّة ماهو مايسالش تجي حذانا

هناء: آااه، خديجة.. أي أي بالطبيعة

و ما بطاتش خديجة، فيسع ما التحقت بينا.

الحق متاع ربي، انا ما فهمتش علاش تم تقديمها لينا على أنها أمازيغية... للوهلة الاولى كي جات اعتقدت انها قد تكون ما تعرفش تحكي بالعربي، خاصة انها التزمت الصمت و كانت تغزرلنا و أكاهاو، ش خلاني كي جيت نسلّم عليها مديت يدّي

البرباش: (بشوية تردد) أهلا... هاللو... تـــــي، عسلامة

و كنت قاعد نغزرلها و نخمم زعمة شنوة اللوغة اللي بش تحكي بيها معانا، الفرنسي، الانقلي... حتى انو تيتوف لما بدي يحكي على عدم ارتياحو لتحركات بعض الأمازيغ في تونس

تيتوف: الأمازيغ يحبوا يعملوا علاقات صريحة مع إسرائيل

حتى أنّي كنت مرة نغزر لتيتوف و مرة نغزر لخديجة (اللي قعدت فترة ملتزمة الصمت و تغزرلو بطريقة أكدتلي ظنوني في أنها لا تفهم و لا تحكي بالعربي) و كان لسان حالي يقول

البرباش: (نخمم وحدي)... مع شكون قاعد يحكي ياخي؟؟

كي كنت صغير، كان ثمة راجل كبير على باب الله كنا نقولولوا عم عبد الله، يجي ساعة ساعة يعدّي أيامات في الحومة (كنت اتحدثت على عم عبد الله قبل في تدوينة [أمنية... عند باب العرش]) و يلمنا الصغار الكل، نهار م النهارات لمنا و قعد يحكيلنا على مغامراتو مع التوريست و كيفاش انو يعرف برشا لغات بما فيهم الشّلحة، لغة القبايل متاع عهد بكري

وقتها صغار، يظهرلي العام الاول او الثاني في المكتب، ما نعرفوا حتى شي على حكاية اللغات... اما نتفكر مليح اننا شدّينا فيه صحيح بش يعلّمنا نحكيوا بالشلحة، و امام إصرارنا (خذانا على قد عقولنا) بدي يعلّم فينا في بعض الابجديات و نتذكّر مليح كيف كان يلمنا في حلقة دايرين بيه و هو يحفّظ فينا...

م الحاجات اللي قعدت حافظهم لحد الىن هو ما الأرقام اللي قاللنا عم عبد الله انهم يتنطقوا بالطريقة هذيكة: وحـَـي، ثْـنـَيْ، ثـَلاث، رْبـَـيْ، خـَمـام، ستو، سَمنْـڨـَرتُو، كَلا، لو، لي

و كان شايخ علينا و هو يحفّظ فينا فيهم بنغمة سبيسيال لحد الىن كي نتذكّر عم عبد الله نتذكرو و هو يملّ علينا فيهم يدوّح في راسو يمين و يسار و احنا نعاودوا في جرتو... و حفظناهم، أنا واحد م الناس حفظتهم عن ظهر قلب (رغم اللي نتذكّر مثلا اللي الحروف بالفرنسي ما حفظتهم في القسم إلا ما كليت طرايح يا طرايح) وحتى كي من بعد عم عبد الله قاللنا انو هذوكم ما يجيوا شي و اللي هو كان يلعب معانا قعدت حافظهم، ع الجو و برّه.

نرجع للقعدة متاعنا، في القهوة هذيكة اللي ما نعرفش كيفاش وصلنالها... قاعد نغزر لتيتوف كيفاش متحمس بدافع القومية العربية و الطفلة تغزرلو و مبتسمة و الجماعة فيهم شكون اتقلّق م النبرة متاعو اللي كانت تحمل في طيّاتها شوية تهكّم

خديجة: ندوروا ندوروا... و الكلنا توانسة في الآخر راهو

البرباش: (نبتسم، نحكي وحدي) ههههه، أبّــي... تي هاي تتكلّم بالعربي

و كمّلنا قعدتنا على ارواحنا نهرّوا و حديت يجبد حديث، هكاكة و نسمعوا في الجماعة اللي قاعدين اللوطى كي قلبوها بالصياح... تونس مركات البونتو الأول

الجماعة: واااااااااااي... ويلياي

مليكة: (متعجبة) شبيهم... ش قام عليهم

الڨوفرنور: تونس تكوّر

مليكة: آهـــه

البرباش: فينال متاع الشان... بطولة افريقيا متاع هاك الجوارات اللي ماهمش محترفين

البرباش: (نسكت شوية) تي اللي يكوّروا في تونس

مازلنا نحكيوا و نسمعوا في الجماعة اللي اللوطة يتعايطوا

الجماعة: ديڨـــاج، ديڨــاج

و ابتسمنا... انها الثورة.

و رجعنا نخرفوا في الهداري اللي كنا نحكيوا عليهم م الاول، و الجماعة اللي اللوطى ضربة ضربتين يقوموا يتعايطوا... و جبدت هناء الكاميرا متاعها و قعدت تصوّر فينا و احنا نبتسموا بش تصاورنا يجيوا سماح... بره بره لين ضربنا القلق و قررنا أننا نخرجوا.

خرجنا م القهوة نسمعوا في الكرطوش من بعيد يخيّط في الدنيا تخييط، و العباد اللي يعرضونا ينبهوا أنها لاحمة في شارع الحبيب بورقيبة قد قد... و طبعا، بما أنو معانا غسّان بن خليفة و ما أدراك، أصبح مما لا نقاش فيه اللي أحنا يلزمنا نمشيوا نعملوا طلة و نشوفوا ش ثمة و ش ما ثماش.

ماشيين في الزناقي متاع البلاد العربي، نغزر لهناء كي طيشت البلاكة متاعها ساس الحيط و جبدت الكاميرا و بدات تسجّل

هناء: الفيديو هذي تنجم تكون آخر فيديو نسجّلها في حياتي، أحنا توة مجموعة م المدونين هابطين للآفيني، و هاكم تسمعوا في حس الكرطوش

غسان: أحنا مجموعة من المدونين الصحافيين

هناء: حاصيلو، كان متنا هاكم اذكرونا بالخير

يجبدني تيتوف على فرد جنب و يقعد يحكيلي

تيتوف: حتى انا تقولشي عليه قلبي قايللي اللي الواحد يمكن يموت فيها... اليوم الصباح قبل ما نخرج دوّشت بش تلقاني على طهارة

البرباش: بالله؟

تيتوف: أي، ماهو يقولوا الشهادة يلزمها تكون على طهارة

البرباش: و الله ما في بالي... منّك نسمع

و قعدت نهلوس وحدي... زعمة الواحد كان تجيه كرطوشة خاطية في الحضبة هذي، يتسمّى شهيد؟... ما نقعدش نخمم برشا، نعاود نتلفّت لتيتوف

البرباش: اي حقة، كان متت... عندي جارتي اللي مع جنبي، اللي سكرت النهج هذيكة

تيتوف: أي

البرباش: النهج هذاكة امشيوا حلّوه... و سميوه باسمي، حطولها البلاكة قدّام باب دارها بش تشوفها في الدخلة و الخرجة هههههه

يبتسم تيتوف، و ما يجاوبش... حتى هناء سكتت و وقفت التسجيل... وصلنا لباب بحر سايي... في المدخل يعرضنا الصحافي متاع إذاعة موزاييك آف أم (عرفناه م الميكرو متاعو)... و صديق آخر لهناء اسمو حافظ قعد يحكي معانا شوية قبل ما نتوغلوا وسط باب بحر.

المشهد باختصار، قدام المغازة العامة كانت ثمة نار شاعلة، عجالي متاع كراهب على باراسولات متاع القهاوي اللي غادي... و برشا حضب، الجو يحسسك أنو كانت ثمة شبه مواجهة مازالت كي صارت في البلاصة هذيكة... تجري هناء لواحد م المواطنين اللي كان قاعد على حافة التروتوار يلهث، تجبد الكاميرا متاعها و تبدى تحكي معاه

هناء: عسلامة... انجم نعرف ش صار بالله

المواطن: (يلهث و بنبرة متقطعة) احنا كنا نتظاهروا غادي، لقدّام شوية... كيف هد علينا الحاكم، و هربنا

و قعد يحكيلنا في اللي صار و كيفاش هد عليهم الحاكم باللكريموجان و ضربوا الكرطوش في الهواء، و هناء ساعة ساعة ترميلو هاك السؤال، و زيد خلط علينا غسّان و عاود سألو بعض الأسئلة قبل ما نشكرو في الآخر ع التعاون متاعو

المواطن: بالله سامحني... انتوما تابعين شنوّة

غسان: تونس التعبير

المواطن: (تقولشي عليه يعرفها ش معنتها) آه... امممم

وقتها برك وين جبت خبرة اللي انا "كنت" وقتها (انسحبت فيما بعد) عضو فيما يسمّى بهيئة تحرير تونس التعبير، موقع صحافة مواطنة (هنا) قامت بإنشاؤو إحدى الشركات المختصة في بعث مواقع الواب و قامت باستدعاء العديد من المدونين و بصفة عامة الناشطين ع الشبكة الافتراضية لتنشيطو و اثراء للمحتوى متاعو.

و قعدنا هكاكة، هناء و غسان (الوحيدين ضمن المجموعة اللي كانوا عندهم كاميرا للتصوير) يدوروا من حضبة لحضبة يواكبوا في الاحداث اوّلا باوّل، ياخذوا في التصاور و يعملوا في الفيديوات و يسألوا في العباد، بينما قعدنا البقية (أنا و تيتوف و الڨوفرنور) نتفرجوا.

فجأة سمعنا صيحة و شفنا العباد تجري، قالوا اللي ثمة مرى ضربوها بكرطوشة في رجلها... مشيت نجري مع جملة مين يجري، نلقى هناء في قلب المعمعة تصوّر، كي لقاتني مع جنبها مدتلي البورطابل متاعها

البرباش: (مستغرب) ش نعمل بيه؟

هناء: خليه عندك، لاهية نصوّر توة

خذيت البورطابل و حطيتو في جيبي و قعدت نحاول ندخل عنوة في قلب الحضبة (تنسنيس ليس إلاّ) بش نفهم ش قاعد يصير، على غير فايدة... وليت مشيت على روحي

مازلت ما بعدتش، و إذا بيه البورطابل متاعها ينوقز، نرجعلها نجري

البرباش: (نعيّط) هناء... بورطابلويك ينوقز

هناء: شكون؟

البرباش: منين نعرف عليه؟

هناء: تي شوف شكون

نثبّت في البورطابل، نلقاه صاحبها

البرباش: تي هاو لامور دو تي زيو

كان ماشي في بالي اللي هي بش تخلّي الملمّة و اللي ثمّة و تجي تخطف منّي البورطابل خطفان، إلا انها و بكل برودة دم

هناء: (من غير ما تغزرلي) قوللو مانيش لاهية توة

البرباش: (مستغرب) بالله... باهي!

نولي نرد ع التليفون

البرباش: (نبتسم) أهلا

التليفون: وي، تي وينك

البرباش: لا لا، مش هناء معاك

التليفون: (يتفجع) امالا شكون؟

البرباش: صديق، اتنجم تقول زميل

التليفون: أي، و ويني هناء... لاباس عليها

البرباش: (بنبرة متاع تتليف جرة) لاباس عليها... هاي تجري من بلاصة لبلاصة قال شنوة صحفية و تصوّر في الاحداث

التليفون: آه... أي أي... باهي قوللها تكلمني من بعد

البرباش: أي أي، يالطبيعة... أيا في الامان

التليفون: يعيشك، يالسلامة

و علقت التليفون، و قعدت نتفرج في بعض المتظاهرين اللي مازالوا كيف جاو من جهة شارع الحبيب بورقيبة و هدّوا ع الحانوت متاع الصايغي اللي مقابل المغازة العامة يحبّوا يخلعوه... و عبثا حاولوا البعض يتدخلوا لمنعهم حتى في قالب النصح بأنو اللي يعملوا زايد خاطرو مش معقول انو و في الفترة هذي بالذات الصايغي بش يخلّي حاجة ليها قيمة في المحل إلا أنو ماكانتش ثمة حتى نية من طرفهم بش يتراجعوا عن نيتهم...

قعدت قريب الدرج نتفرّج فيهم قبل ما نرجع وين كانت هناء قاعدة تصوّر على اساس بش نقوللها أنو اللي طلبها يحبها تطلبو دوب ما تتفاضى، نلقاها مازالت مركزة مع الكاميرا

البرباش: قاللك أطلبني

هناء (من غير ما تتلفتلي) باهي

و رجعت ركزت مع الكاميرا، منها غزرتلي و أشارتلي للحضبة اللي كانت تخلع في حانوت الصايغي

هناء: ش ثمة غادي

البرباش: حتى شي... العباد تتظاهر ع الحكومة و الغنوشي، و كمشة هوكش همل جايين يخلعوا في حانوت الصايغي

من غير ما تجاوبني، تهبّط الكاميرا متاعها و تمشي تجري وين الصايغي.

قعدت أنا ندور على روحي كي عادتي، مرة تلقاني مع غسان، مرة مع وسام، مرة مع تيتوف... مرة هايم وحدي في بعض التراكن مش عارف ش قاعد نعمل غادي... قريب الدرجين، ربع ساعة نغزر لحضبة ملمومة قريب م الحانوت متاع الصايغي، مشي في بالي اللي هوما خلعوه سايي و قاعدين يتعاركوا شكون بش ياخو ما كتب و شكون بارك الله فيه ع المجهود.

وصلت، نلقاها عركة... و نغزر لهناء تصيح وسط الحضبة.

البرباش: يا رسول الله

حاولت انّي ندخل وسط المعمة لعلّ و عسى انّجمشي نمنّعها... شي

اللي ريتو: هناء كانت محاطة بمجموعة م الشباب (هاك اللي كانوا يخلعوا في الصايغي)، و المجموعة هذوكم كانت دايرة بيهم مجموعة أخرى زادة منهم فيهم، تحاول تمنع اي شخص أنو يقترب، العدد كان بين العشرين و ثلاثين رقبة، كانوا الكلهم م العصابة اللي كانت تخلع في الصايغي تقريبا، خاطر في تلفيتية م التلفيتات غزرت وين المحل هذاكة ما ريت حتى حد قدامو... و كانوا ثمة البعض اللي يتفرجوا و اللي كيفي يحاولوا يعملوا حاجة يعيطوا في محاولة يائسة انهم يقنعوهم يخليوها في حال سبيلها على غير فايدة...

و في المرة الوحيدة اللي نجمت نقرب وين هناء، ريتها تصيح في غير من عقلها

هناء: (تصرخ بنبرة يائسة) سيبوني

اما صياحها ما كان ليه حتى تأثير، خاصة و انو كان ثمة واحد م الجماعة اللي مطوقينها مكبّش فيها تكبيشة كلبة

السيّد: (كشاكشو طالعة و بكلّ إصرار) انتي قاعدة تصوّر فينا... هات التصاور

و كان ثمة برشا صحافيين اخرين، او ربما طلبة بمعهد الصحافة او مراسلين... شخصيا ما نعرف منهم حد، أما اللي متاكّد منّو انو كان ثمة شكون يصيح و يعيط

الصحافي: راهي صحفية... سيبوها

و كان درى قداش من واحد كانوا شادّين بطاقة في يديهم و يحاولوا (عبثا، كيفي) انهم يدخلوا وسط المعمعة وين مشدودة هناء، نجّمت نثبّت في بعض الكوارط، كانو واحدة فيهم تخص هناء (التصويرة و الاسم) بينما كان ثمة واحد ىخر شادد كارطة مشابهة أما الاسم اللي عليها موش هناء، و ما نجّمتش في الحوسة هذيكة نثبّت بقيّة الكوارط الكل غير انو تبادر لذهني تساؤل بسيط حول كيفيّة وصول الكارطة متاع هناء ليد الطفل غير انو الوضع ما كانش يسمح بالبحث عن أجابات لمثل تلك التساؤلات على خاطر الطفلة الله اعلم ش قاعد صاير فيها في الكواليس اللي دايرة بيها وقتها.

و في مرة م المرّات اللي جبدوني او دزّوني (مش عارف الحقيقة، خاطر كي تحاول تدخل وسط المعمعة فيسع ما تلقى روحك على برّه) نتلفّت نلقى حافظ اللي قبولي عرضنا في باب بحر مع جنبي

حافظ: ياخي ش ثمة؟

البرباش: هناء، شادينها جماعة

حافظ: (يتّفجع) علاه؟

البرباش: و الله ما نعرف

و اتقطع الحوار ما بيناتنا غادي... حافظ بيدو حاول انو يدخل وسط المعمعة، غير أنّو صارلو ما صارلي.

و فجأة، تتفرّق الحضبة شوية... لحظات بسيطة اتمكنت فيهم هناء انها تجري شوية في محاولة أنها تبعد و تفصع م الجماعة اللي كانوا شادّينها، لكن هيهات، السيّد اللي كان شاددها خلط يجري عليها وطوّقها من عنقها بيدو، و شاءت الصدّف أنّي في اللحظة هذيكة نكون مع جنبو

البرباش: سيّبها، ش تحب من عندها ياخي

السيّد: هذي قوّادة متاع حاكم... صورتنا بش تهزلنا تصاورنا للداخلية

البرباش: تي صحفية، سيّب الكازي

السيّد: لا... مانسيبها الا ما نهز الديسك دور متاع المصورة انحي التصاور متاعنا

صوت: تي سيّبها و توة انحيوهلك التصاور الكل

و ماريت كان فشفاشة في يد السيّد مقبلهالنا و هو يصيح

السيّد: اللي بش يقرب توة نفشفشو

الفشفاشة اللي كانت في يد السيّد كانت تنجّم تكون بالحق حسب النبرة متاعو غاز مسيل للدموع أو مشل للحركة كيما تنجم تكون زادة فشفاشة متاع مضاد للعرق (ههههه، كمثال طبعا)، أما اللي نتفكرو أنّي في اللحظة هذيكة اتفكّرت حكاية صارتلي قبل و احنا داخلين لماتش الترجي و الاسماعيلي (في رمضان، خسرنا فيه ثلاثة واحد... كنت اتحدّثت ع الحكاية هذي في تدوينة [الكورة... و الستاد (جزء ثاني)]... وقت ما قنبلة متاع لكريموجان، و بالزهر المقوّد متاعي لصقتلي في حوايجي، و الحكاية اتعدّات سلامات... يعني حتى و لو فرضا السيد فشفشلي في وجهي، او في وجه هناء وقتها الحكاية ما كانتش بش تكون ليها آثار جانبية طويلة الامد...

هذاكة ش خطرلي في مخي في اللحظة هذيكة و في الظرف هذاكة بالذات، و بما انها كانت المرة الوحيدة اللي نجمت نوصل نشد فيها هناء من ذراعها، لقيت روحي و في محاولة بائسة استجمعت فيها اللي نجّمت نستجمعو من شجاعة نغمّض في عينيّا و نقطع النفس و نصدم و خلّي وين ترصّي ترصّي... لحظات بسيطة قبل ما نحل عينيّا بش نلقى روحي مطيّش ع القاعة على جنب (ما نعرفش لا علاش و لا كيفاش، أما كان م الواضح اللي انا اتضربت) و نغزر للحضبة اللي كنت انا في قلبها متّجهة في قالب مجموعة ملتحمة في اتجاه المغازة العامة.

اتفكّرت وقتها اللي التليفون متاع هناء عندي، حبيت نطلب وسام (اللي كنت متاكّد من وجود النومرو متاعو مقيّد) أو تيتوف (اللي كنت متاكد انو نومروه مش موجود) أو غسّان (الله أعلم بيه نومروه مقيّد و الا لا) غير اني و في حالة الربثة اللي كنت فيها وقتها ما نجمتش نطلب حتى واحد فيهم، كنت كل ما ننزل على فلسة يطلعلي الميساج متاع انزل على * بش تعمل ديفروياج للبورطال...

و مش عارف علاش، الفلسة متاع الايتوال ما لقيتهاش وقتها وين جات... و قعدت هكاكة نتصارع انا و البورطابل لين وصلت وين كانت الحضبة متاع الجماعة اللي شادين هناء، و كانت هي تصيح في وسطهم

هناء: (تصيح و تبكي في حالة هستيرية) سيبـــــــــــوني

و فجاة، إذا بالتليفون اتحل، نزلت ع الفلسة الخضراء (اللي تطلب) و قعدت نهبّط لين لقيت اسم وسام طلبت، من غير ما نثبّت هل كان التليلي أو لا، و قعدت حاطط البورطابل في وذني

التليفون: ألو

البرباش: (نعيّط) تي وينك يا ولدي

التليفون: علاه ش ثمّة

البرباش: هناء... تي هاو شدّوها

ما نتذكّرش ش قاللي بالضبط، اما كان يستفسر ع الحكاية... و طبعا بما أنو ما كانش ثمة فرضة للتحليل و النقاش نقص عليه الحديث

البرباش: تي اهوكة حضبة بحذى المڨازان جينرال

و نعلّق طول، من غير ما نستنى رد سواء بالإيجاب أو بالنفي... و نحاول نعاود نرجع وين الحضبة لعلّ انجم نوصل وين هناء، و لو انّي كنت متاكّد اللي مانيش بش انجم نعمللها حتى شي... خاصة و انّي قاعد نشوف فيها كيفاش متكّينها ع الباب الحديد متاع المغازة العامة، و ملمومين عليها هاك الهوكش الكل (و ينجّم ايّ كان يتصوّر ش كان يمكن انو يصير في الكواليس هذيكة من رميان يدين و محاولات متاع خمّاج ما ينجّموش يفلتوا فرصة كيف ما هذيكة من غير ما يتقيّحوا أنتن ما يمكن ان تجود بيه القريحة الفكرية متاعهم) و حتى اللي كان بعيد و ما كانش ليه "م الطيّب نصيب" (كيما يقولوا المصاروة) فيهم شكون اكتفى بمحاولة الاعتداء عليها من بعيد برمي زلاّطو او العصا اللي كانت في يدّو لعلّ يخطفها ش خلّى الحضبة تتفرّق شوية و التلاحم اللي كان مخلّيهم متراصّين ينفلت شوية خاطر شكون ما عجبتوش اللقطة انو يتضرب من طرف صوحابو و دار يعارك فيهم هو بيدو... الشي اللي خلّى السيد اللي كان شاددها م الاول، يغتنم الفرصة و قدام الحضور الكل يجبدلها الكاميرا متاعها عنوة و ينحّيهالها و يهرب يجري.

و ريتو كي اتعدّى قدّامي... خمّمت في اللحظة هذيكة أنّي ندزّو و كي يطيح انحيلو الكاميرا و نهرب نجري (كي الأبطال متاع الصّور المتحركة) اما الأجواء اللي كانت طاغية وقتها و الأسلحة البيضاء (سكاكن و سيوف و كل ما يمكنلك انّك تتخيلو) و زلالط ما كانتش تشجّع ع القيام بعمل أخرق كيف ما خطرلي، و قعدت نغزر وين كانت هناء واقفة، نلقاها تجري و تصيح

هناء: (تصيح) واااااو

و ع الحيط اللي بالجنب كان ثمة طفل قاعد غادي حاول يخطفها بعصا (غصن متاع شجرة) على وجهها إلا أنو من الطاف الله ما خطفهاش و الضربة جات ماكنة في واحد صاحبو غطّى وجهو بيدّو و قام يصيح

الثاني: ش دين ربّك... فاش تعمل

الاول: تمشي تــــ، ش من قــــ.

الثاني: تي نــــ انا يا خــ

و دارت عركة ما بيناتهم خلات جماعتهم الكل يدوروا يحزّوا فيهم... هكاكة و نغزر لوسام (الڨوفرنور) كي خلط و هو يصيح

الڨوفرنور: بعّد... أختي، أختي

خلّيتو كيف شد هناء و دسها (بحكم البنية الجسدية متاعو) في محاولة لحمايتها و الهروب بيها

و قعدت نجري وين هاك السيّد اللي خطف الكاميرا من عند هناء (اللي كان مكبّش فيها من أول ما خلطت ع الحكاية، و اللي كانت زادة عندو الفشفاشة اللي هدد بيها) نلقاه واقف وين الدّورة اللي بعد المغازة العامة يراقب في الوضع من بعيد، كي قربتلو قمت نصيح

البرباش: (نعيّط) باهي خوذ الكارت ميموار و هات الكاميرا متاع الطفلة، علاه هكة؟

إلا أنو ما جاوبنيش... دار في الدورة هذيكة و حتى كي خلطت نلقى بعض الفصايل واقفين غادي، المزمّر فيهم عندو سكيّنة ما نراها كان من عيد لعيد وقت الذبيحة متاع العلّوش، ولّيت رجعت وين كنت نلقى وسام حاضن هناء و قاعد يجري بيها في اتجاه باب بحر و ثمة البعض م المفرخ مازالوا شادين جرّتهم فيهم شكون مازال يحب يضرب.

نلقى غسّان بالصدفة مع جنبي

البرباش: ازززح، هاك اللي نحالها الكاميرا أهوكة في الدورة غادي

غسّان: (بكل هدوء و رزانة) زايد يا ولدي... بش اتنجّم تنحّيهالو ياخي

و كان هذاكة المنطق ش يقول في مثل الظروف هذيكة...

نعاود نتلفّت وين الحانوت متاع الصايغي، نلقاهم الجماعة رجعوا لمحاولة خلعانو... نمشيوا في اتجاه باب بحر وين م المتوقع انّو الجماعة يكونوا موجودين، نلقاو هناء تبكي و تصيح في حالة هستيرية تبعث على الشفقة و القلق... و تيتوف و وسام و بعض الحضور قاعدين يحاولوا أنهم يهدؤوا فيها على غير فايدة، قعدوا شوية منها هزّوها و دخلوا بيها للبلاد العربي بعد ما قالولنا اللي هوما ماشين للقصبة وين موجودة مليكة في الخيمة متاع الهلال الأحمر لعلّ يلقاوشي طريقة بش يهدّيوها و يريضوها شويّة.

عاودنا رجعنا بحذى الحانوت متاع الصايغي، المرة هذي كان ثمة شوية نظام بحيث تقسم الحضبة و ولات زوز حضب، جماعة تخلع في الحانوت، و جماعة شادة سكاكن و زلالط و سيوف تحذّر في الجماهير اللي كانت تتفرّج من مغبّة الاقتراب و إلا محاولة تصويرهم، و يبدو انو النظام عطي مفعولو خاطر كان م الواضح انهم بداو يوصلوا لنتيجة لأنهم نجموا يعملوا قعرة في الباب و قاعدين يحاولوا يكسّروا البلاّر متاع الفترينة

و وسط الخوضة هذيكة الكل، يجبد غسّان المصوّرة و يبدى يصوّر فيهم

البرباش: (نحكي معاه بالشوية) يا ولدي فاش تعمل... توة يفيقوا بيك

غسّان: (بكل لا مبالاة) يفيقوا و الا يزمروا، أنا صحافي و نخدم في خدمتي

البرباش: ش من صحافي يهديك... ما ريتهمش ش عملوا مع هناء

تقولشي عليا نحكي مع حيط، طفّاني و قعد باقي يصوّر ماهوش في هاك الوارد

البرباش: باهي ايجى توة نعرّض عليك ع الاقل خليها الحكاية بالسرقة

غسّان: (بنفس برودة الدم) لا لا، تي ش بش يعملولي

و كانت غريبة بالحق، أنو بعد اللي صار مع هناء الكل، و رغم العسة اللي شادينها الجماعة و التنبيه اللي كانوا ينبهوا بيه... غسان إلى جانب زوز او ثلاثة اخرين موجودين على عين المكان كانوا قاعدين يصوروا في اللي يصير و العباد الكل تغزرلهم على فرد جنب خايفين لا يهيجوا فيهم، على غير ما صار حتى شي.

مازلنا هكاكة، و تغزر للعباد الكل تجري... جرينا

شوية آخر عاودوا رجعوا... رجعنا

و إذا بيه حس الكرطوش يخيّط في السماء... عاودنا هربنا

ينوقز التليفون متاع هناء، نهز بش نشوف شكون اللي قاعد يطلب نلقاه بوها... مازلت نلهث م الجري و الركيض و أحنا هاو مشينا هاو جينا، و ما عندي حتى معلومة ع الطفلة... معنتها كان بش نكلمو، بش نقعد نلهث و نمهمه، بش نزيد نفجعو أكثر من أنّي نطمنو.

طلب المرة الاولى، المرة الثانية و الثالثة ما فقتش بيه. جبدت البورطابل بش نكلّم وسام و نسألو على احوال هناء، قاللي انهم في القصبة و يستناو في مروان بش يجي يروّح بهناء للدار و انها لاباس و هدات شوية... نحكي معاه و نحس كيف اللي ثمة مكالمة اخرى ع الخط، نلقاه بوها، كمّلت كلامي مع وسام و مدّيت البورطابل لغسّان اللي كنا وقتها مع بعضنا متخبيين وراء باب بحر مش عارفين ش نعملوا و الحاكم هادد علينا من جيهتين.

البرباش: هاك كلّم بو هناء

غسّان: (يتفجع) تي كلمو انتي.. علاه انا

البرباش: تي ماكش تغزرلي كيفاش داخل بعضي، لو كان نكلمو الا ما نزيد نفجعو اصلا

البرباش: (نحطلو البورطابل في يدّو) هيا كلمو عاد

غسان: (يبلع ريقو و يحاول انو يتكلّم بنبرة تبان هادية) ألو... عسلامة

التليفون: ...

غسان: لا لا، هناء مش هنا توة

التليفون: ...

غسان: أي صحيح... أما راهو توة كنا نحكيوا معاها و لاباس عليها بنتك

التليفون: ...

غسان: أي بالحق، كنا نصوروا هنا في باب بحر و تهجموا عليها و فكولها الكاميرا متاعها

التليفون: ...

غسان: لا لا، و الله لاباس عليها، والله

التليفون: ...

غسان: و راس بنتي لاباس عليها، توة هي في القصبة و الاولاد يستناو ثمة شكون بش يجي يروّح بيها

التليفون: ...

غسان: باهي، شوية آخر توة نعطيك النومرو متاع وسام تو تلقاها حذاه

و انتهات المكالمة... لحظات قبل ما يعاود تليفون هناء ينوقز مرة اخرى، يمدلي غسان البورطابل متاعو و يطلب مني نلوجلو على نومرو وسام

التليفون: ...

غسان: أهلا... اي أي، هاو بش نمدلك النومرو

البرباش: (نبعول في التليفون متاع غسان) خمسة و عشرين

غسان: خمسة و عشرين

البرباش: تسعة ميا و تسعطاش

غسان: تسعميا و تسعطاش

البرباش: ميتين و درى قداش

غسان: ميتين و درى قداش

التليفون: ...

غسان: اي، ثمانية و عشرين هكاكة

و يعاود يعلّق التليفون و يمدهولي

نقعدوا شوية غادي، قبل ما ندخلوا للبلاد العربي نجريوا خوفا م الحاكم اللي على ما يبدو هد ع المتظاهرين... و ما نفيق بروحي كان نعطس، ضربوا باللكريموجان.

البرباش: أيا بره نمشيوا للقصبة؟

غسان: اما قصبة متاعك... انا صحفي، يلزمني نواكب الاحداث

البرباش: اما احداث، ماكش تشوف في الكرطوش يخيّط

غسان: ما يهمنيش... نورمال

البرباش: برّه، نورمال نورمال

و قعدنا هكاكة، مرة نهربوا مرة نرجعوا... و ساعات تلقاهم العباد الكل تجري هاربة و غسان الوحيد اللي ماشي عكس التيار يحب يشوف شنوة اللي صار... كان احيانا يتشكى م المصورة اللي عندو كعبة لا (و جاب ربي جات كعبة لا و الا راهو في قلب المعمعة) نتّصل بوسام (م البورطابل متاع هناء طبعا، بحكم اللي الشارج متاع البورطابل متاعي وافية م اللي كنا العشية في الرستورون في شارل دي ڨول)

الڨوفرنور: توة توة ترجعوا للقصبة

البرباش: يا ولدي غسان موش حابب يفهم

الڨوفرنور: قوللو قاللك وسام توة توة اتروّح

الڨوفرنور: قوللو توة تمشيوا للقصبة، هاو مروان جاي بش يروّح بيكم.

البرباش: باهي باهي توة نقوللو

نعلّق على وسام، و نطلب غسان اللي ضربت عليه ما لقيتو... ما كنتش عارف عليه وقتها وين بالضبط، أما كانت عندي شبه قناعة اللي هو ما يكون كان وين الضرب و الكرطوش

البرباش: تي وينك؟

غسان: هواني حذى المغازة يا محمّد، علاه؟

البرباش: الجماعة قالولك توة يلزمنا نمشيوا للقصبة خاطرو مروان بش يجي يروّح بينا؟

غسان: لا لا، مانيش مروّح يا محمّد... انا صحافي راهو، تعرف ش معنتها صحافي

البرباش: ش من صحافي يا ولدي... ياخي تستخايل في روحك تخدم مع الجزيرة؟

غسان: ما يهمنيش... أنا صحافي و يلزمني نواكب الاحداث

غسان: تحب تروّح برّه روّح على روحك

البرباش: لا لا مانيش مروح... يا نروحوا مع بعضنا، يا نقعدوا مع بعضنا

غسان: امالا هانا قاعدين

هانا قاعدين، ينعنبو ها العملة الكلبة...

نسكّر التليفون و نقعد نلوّج على غسّان في أناهي تركينة هامل يواكب في الاحداث... هكاكة و يطلب وسام، يقوللي انو تيتوف و خديجة هابطين لباب بحر، بش يهزونا للقصبة.

ما بطاوش محمد و خديجة بش وصلوا لباب بحر، اتقابلنا غادي و فيسع ما التحق بينا غسان اللي أقنعناه اللي هو مش معقول معانا طفلة بش تقعد امرمدة و الكرطوش يضرب م الجهات الكل و هو شادد صحيح يقعد يواكب في الاحداث... و الغريب في الامر انو غسان وافق يجي معانا.

رجعنا للقصبة، و طبعا ثنية كاملة كنت عامل كي الستندارديست نجاوب على الابالات متاع جماعة هناء اللي قاعدين يطلبوا في محاولة للإستفسار على احوالها.

وصلنا للقصبة، و كانت ثمة عسة كبيرة ياسر، اتفركسنا ثلاثة مرات قبل ما ندخلوا... وقعدت باقي نجاوب ع التليفون لين فدّيت ولّيت سكّرتو و مديتو لخديجة باعتبار أنها موجودة في العاصمة و هي اللي اوفر حظا في المجموعة الكلها أنها تقابل هناء في أقرب فرصة ممكنة...

و قعدنا ندوروا من بلاصة لبلاصة في الساحة متاع الاعتصام، و غسان يعمل في اللقاءات الصحفية، و تيتوف عجبتو الهدرة هو زادة و قاعد يلوّج على سبق صحفي و يستجوب في المواطنين الحاضرين في الساحة

مواطن: انتوما شكونكم بالله

تيتوف: (ينفخ صدرو) صحافي

مواطن: تابع شكون؟

تيتوف: (يتفش صدرو) تونس التعبير

مواطن: شنوة هذي... تابعة الجزيرة؟

تيتوف: لا لا، موقع اخبار ع الانترنت

حتى كي اتصل بينا وسام من بعد بش ينسّق في الطريقة اللي بش نروحوا بيها، رفض غسان المبدأ باعتبار اللي هو صحفي و جاي للقصبة بش يواكب الأحداث، و ساندو تيتوف باعتبار اللي هو زادة صحفي... و لقيت روحي مجبر نقعد معاهم باعتبار اللي احنا صوحاب.

كانت ليلة زاخرة بالاحداث باعتبار وقوع زوز ضحايا في شارع الحبيب بورقيبة على ما حكاولنا عديد شهود العيان رغم تضارب الاقوال متاعهم

غسان: (يستجوب في مواطن) انتي كنت حاضر؟

مواطن: أي أي، تي كل شي صار قدامي

غسان: اتنجم تحكيلنا ش صار بالضبط؟

مواطن: أي بالطبيعة... ماهو صحافي انتوما؟

غسان: أي أي، أحنا صحافيين تابعين موقع تونس التعبير... هذا موقع أخبار ع الأنترنت

مواطن: (ما فهم شي، اما أصيب بالغحباط نوعا ما كي طلعنا موش تابع الجزيرة او إحدى القنوات المعروفة) أنا وقتها .....

و قعد قريب العشرة دقايق و هو يحكيلنا في مغامرات السندباد البحري وقت ما هبط لشارع الحبيب بورقيبة... و كان واضح انو يهز و يسبط بطريقة تبعث ع المرح، و رغم التظاهر متاعنا (أنا و تيتوف) بتصديقو بش نزيدوا نربحوا ضحكة نعدّيوا بيها الوقت إلا انو غسان كان متفاعل معاه بطريقة تبعث ع التعجب و كان يطرح في الاسئلة كاينو جد عليه كلامو، حتى التسجيل الصوتي قصيناه و قعدنا شادين الكاميرا منظر و برّه لين كي كمّل اتلفتلو غسان و ببرودة الدم متاعو قاللو

غسان: سامحني... انا كصحافي ما انجمش نصدقك.

و مشي على روحو، قعد الطفل مسكين يحل ما يغلق بينما انا و تيتوف كنا مش عارفين ش نعملوا، اكتفينا بشكرو ع التعاون متاعو معانا و مشينا كل واحد لحال سبيلو.

عملنا برشا تسجيلات، حتى أنها خديجة اضطرت بش تروّح تصبهم ع الأورديناتور و تبعثهم للجماعة (هيئة تحرير موقع تونس التعبير) عبر الانترنت... شيّعتها للدار، و قعدت نستنى فيها بش تفرّغ الكارت ميموار و تعاود تمدهالي على خاطر كان في البرنامج أننا نعملوا برشا تسجيلات أخرين، استغليت الفرصة و طلبت منها تشرجيلي البورطابل متاعي شوية.

و زدت عملت دورة في بعض الاحياء المجاورة للقصبة، و كنت ماشي جاي، و في كل مرة نقرب لساحة الاعتصام إلا و يتم تفتيشي حتى انّي رميت الصحبة على طفل م الجماعة اللي شادين العسة، و رغم ذلك كان شادد صحيح أنّي ملزوم ما نتفركس.

في الاثناء، كان غسان و تيتوف (مسلّحين بالفلاش ديسك متاعي)... هايمين في بعض الحوم متاع باب بنات يصطادوا في الاخبار أولا باول، ضربني القلق و ما لقيت ما نعمل... شريت كعبة معشعش ما نجمتش نكمّل ناكلها... مرتين نمشي للخيمة متاع الهلال الأحمر نلوّج على مليكة، ما لقيتها كان في المرة الثالثة و قعدت نهر عليها و نخرفلها في بعض حكايات الثورة (اللي قد نحكي بعضهم في المدونة) و الظاهر انهم الحكايات عجبوها خاطرعلى خاطرها اصرّت بش تكمّلهم للآخر.

و قدّام الإحساس بالبرد اللي كان واضح عليا، مدّتلي مليكة البوني متاعها (هاك اللي يحطوها فوق الراس) بش نلبسها، و الا مدتلي البوني اللي دبرتها... و الله ما نعرف، اللي نتذكرو انّي لولا البوني هذيكة كان م الممكن راسي يتجمّد م البرد.

ما زدناش برشا... رجعوا تيتوف و غسان لساحة الاعتصام، و زاد التحق بينا الصديق وينستون سميث (تونسي، التسمية هذيكة هي فقط الاسم المستعار اللي يستعمل فيه في الفضاء الافتراضي)... و كيما يقولوا بالعربية الفصحى، كان التعب قد اخذ منّا مأخذه، ش خلاهم الجماعة يقترحوا فكرة اننا نروحوا نرقدوا شوية، و طبعا ما كنتش م العاكسين، بل شجعتهم على المضيّ قدما في تنفيذ الاقتراح، و كان الامر كذلك.

قصدنا ربي في اتجاه باب الجديد، دوب ما خرجنا اتعدات التاكسي الاولى، خذاها غسان... بينما كملنا احنا (وينستون و تيتوف و العبد لله) ثنيتنا في انتظار انو تعرضنا تاكسي أخرى تهزنا للعوينة وين يسكن وسام (الڨوفرنور)... ما زدناش برشا، تقريبا وين قابلنا ولاّدة في العشية، اتعدات تاكسي فارغة.

وصلنا لباب عليوة، لقينا دورية تتكون من زوز بوليسية كل واحد شادد في يدّو زلاّط، و معاهم جندي ملثم و مسلّح... و أشار واحد م الزوز بوليسية للتاكسي انها توقف

البرباش: اففف... ملا وحلة

تيتوف: ملا عملة... ما عنديش بطاقة تعريف

وقفت التاكسي، و نغزر لواحد م الزوز بوليسية كيف طبطبلي ع الشباك اللي مع جنبي بالزلاط اللي شاددو في يدّو

البوليس: حل الباب، و اهبط

حلينا البيبان و هبطنا كيف ما قالولنا... كنت لابس سروال دجين اكحل، و بلوزون جلد شكلاطية اما غامقة تظهر كانها كحلة مسكرلها السلسلة متاعها خاطرها الدنيا باردة و بالطبيعة لابس زادة البوني الكحلة اللي مدتهالي مليكة.

البوليس: (يشيرلي بالزلاط) حل البلوزون، و هات بطاقة التعريف

حلّيت البلوزون، و مازلت نجبد في السطوش من جيب السروال التيلاني

ما نفيق كان بهاك الجندي المتلثم يفتّش فيا م الفوق للوطى... و اكتشف انو في جيب البلوزون كانت ثمة المصورة متاع خديجة.

الجندي: شنية هذي؟؟

البرباش: (خصني بش نحلفلو) مصورة... مصورة

البوليس: حلها

حليت المصورة، و كان هو و الجندي مع جنبي... و من حسن الحظ انها خديجة كانت قد فرغتها، بحيث ما قعد فيها كان تسجيل صوتي رديء جدا لهاك الطفل اللي قعد يجيب و يجلّب في الحديث معانا

الجندي: هذا اكاهو ش فيها... زيد لوّج

البرباش: تي آش بش تلقى فيها

البوليس: لا لا، يلزم يكون فيها تصاور

البرباش: تي ما ثماش... هاو قدامك حليته

قعدت نفهّم فيه بالسياسة لين صدّقني...

و الحق متاع ربي ما كنتش نعتقد انو بش يصدّقني و تصوّرت وقتها انو في احسن الحالات قد يقرر اخذ حجز المصوّرة، و ما كنتش انجم نمانع طبعا... بالعكس، وقتها وليت نخمم انهم لو كان خذاووها فكنت بش نعطي المصورة متاعي (اللي هي اخت المصورة هذيكة) لخذيجة و ربي يخلف و برّه... انا أصلا المصورة اللي عندي جرتها حرفة م اللي شريتها ما ريت جرتها كان المشاكل.

البوليس: اي ويني بطاقة التعريف؟

البرباش: هوّاهي في السطوش

البوليس: مش قلتلك اجبدها

البرباش: تي ماهو كنا لاهين في المصورة

خذي من عندي بطاقة التعريف، و قعد يثبّت فيها قبل ما يقوللي

البوليس: ش جاي تعمل في تونس؟

البرباش: جيت نتفرّج في الاعتصام

البوليس: اي و شنوة ريت كيف جيت

البرباش: ريت الاعتصام

البوليس: أي شنوة ريت في الاعتصام... ش ثمة بالضبط، شكونهم المعتصمين، شنوة مطالبهم

البرباش: اهوكة ريت ما راو العباد الكل، ثمة اللي يحب الحكومة تتنحى و ثمة اللي يحب على خدمة، و كل واحد علاش يلوّج

نسمع في تيتوف يحكي من غادي

تيتوف: يحبوا على مجلس تأسيسي

البوليس: البوليس الآخر موش اللي معايا) و شنوة ها المجلس التأسيسي هذا؟

تيتوف: و الله ما نعرف عليهم... اهوكة يقولوا اللي هوما يحبوا على مجلس تأسيسي

ما سلّكها فينا كان وينستون... ربما على خاطرو ولد العاصمة ما ركزوش معاه مليح... الحاصل قعدوا يسالوا فيا في بعض الاسئلة المتعلقة بالاعتصام و قعدت نهز و نسبط معاهم شوية قبل ما نسمع البوليس اللي كان مع تيتوق يعيّط لصاحبو

البوليس: سيّبهم سيبهم... خليهم يمشيوا على ارواحهم

ياخي مدّولنا بطاقات تعريفنا

الجندي: (يحكي مع التاكسيست) سايس روحك

و وصلنا للعوينة، وين هبطنا أنا و تيتوف و قعد وينستون (اللي شد صحيح انو هو يخلّص التاكسي) على اساس أنو مازال بش يزيد يكمّل لقدّام.

اتصلنا بوسام غادي بش جانا و هزنا لدارو وين عدّينا الليلة...

قوّمنا مروان ع الصباح (العشرة و نصف)، مشينا فطرنا فطور الصباح مها هزنا لدارو وين شفنا مرتو نادية (المدونة اكسكيزا) و بنتهم سلمى (اللي قعدت تصيح دوب ما شديتها)...

و قعدنا شوية منها هبطنا لوسط تونس في رحلة العودة إلى الديار، وسط اجواء متوترة جدا (تذكّر البعض ممن قام الصحافي تيتوف باستجوابهم في الباساج بالأحداث اللي شهدتها العاصمة في 13 جانفي) بحكم اللي شارع الحبيب بورقيبة و دوايرو كانت شبه مسكرة...

تيتوف روّح مباشرة بعد الفطور بينما قعدنا انا و الڨوفرنور هايمين في الشوارع قريب الخمسة متاع العشية بش جانا واحد قريبو شيّعني لمحطة باب عليوة وين خذيت اللواج متاعي في اتجاه قليبية.


قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz