الأربعاء، يونيو 24، 2009 03:00
ما تفكّرنيش يا صاحبي...

ما نعرفش شنوة الحاجة اللي ما حاجتوش بصاحبو بش يفكّرو بيه... كل اللي نعرفو انها الغناية هذي تحديدا، م النهار اللي بعثولوا فيه الميساج و قالولوا هاك نجحت في الباك، و هي مصدعتلي راسي.

و تقول عامل بلعاني، ما يحطها كان من نصف الليل لتالي... و كل ليلة و ش يظهرلو حد وين توصل بيه السهرية.

و هو حد معذور، معذور... خامس عام بش خذاها الباك المحنونة هذي... نصحتو، كيف ما نصحوه برشا غيري انو يخطاه م الهدرة متاع عقدة الباك هذي و يمشي يشوف حل في مستقبلو... إلا انو شد صحيح، و ما كفاوهوش الثلاثة سنين اللي عداهم في الليسي على غير فايدة، زادهم عامين في معهد خاص... و رغم الخمستاش و نصف معدّل في وسط العام، إلا انو نجح، بالإسعاف، و من ثاني عام (الثاني في الليبر، الخامس جملة)...

دزّيت باب الدّار برجلي و انا نهز في الستيكة متاع الڤازوز بيدي، نلقاه واقف في الوسطية، مبتسم

قلتلو: أيّا سيدي إن شاء الله مبروك عليك الباك... العاقبة في الإجازة و في ما اهم إن شاء الله

ابتسملي، ابتسامة النصر، و هو يحضن فيّ بالاحضان

و يقوللي: موش قلتلك ناخذها ناخذها الباك

قلتلو: يا ولدي زايد معاك... ما يجيبوها كان رجالها.

و جات أمو، بش تطير م الفرحة المسكينة

قالتلي: يكثّر خيرك، علاه اتّعب في روحك يا وليدي

قلتلها: لا لا، ش من تعب... ياخي عندنا منّو ميا احنا

اتلفتلو، و بنبرة كلها حماس يقتضيه الموقف

و قلتلو: اي، و تو آش ناوي بش تعمل

ظنيت انو بش يسألني ع المسلك متاع التكوين المهني، الشعب القصيرة اللي ما تتطلبش برشا قراية و تخديم مخ، و اللي يمكن أنو ينجّم روحو فيها، بش لف لف ما ياخو شهادتو و يشوف امورو... إلا انها أمّو ما خلاتلوش الفضوة بش يتكلّم

قالتلي: كان يحب أمو و يسمع كلامها، تو يمشي يقرى في الجامعة متاع القضاة... أنا ولدي حليلتو و زيد مذخم و كلمتو ما يردهاش... و عندو الوهرة متاع القضاة

ابتسمت، و انا نحاول جاهدا انّي ما نتطرشقش بالضحك قدّامها

قلتلو: و انتي... آش تحب تعمل يا ولدي؟

ما خلاتوش يتكلّم، و ما خلاتليش النفس بش نجاوبها على اقتراحها... او بلغة اوضح، الحلم متاعها، اللي كيف العبد ياخو بعين الإعتبار كونو الطفل هذا هو الوحيد ليها في العايلة، و هي و بوه اسمهم ع القلّة ما يعرفوش يكتبوه، و الحالة المادية اللي تخلي العامين متاع المعهد الخاص في حد ذاتهم يعتبروا تضحية كبيرة... يعتبر حلم مشروع، و واجب منتظر تأديتو من ولدهم

قالتلي: و بوه يحّوا يمشي يقرى في الجامعة متاع مديرين البنوك

قلتلها: كيفاش جات هذي؟

بنبرة تعبّر انها بش تحكي على حاجة خشينة

تقوللي: هذي جامعة في تونس، تخرّج المديرين متاع البنوك

قلتلها: آهــه!

و بنبرة احتقار

تقوللي: موش البنوك متاعنا اللي في البلاد هوني

قلتلها: امالا شنوة؟

قالتلي: لا لا... هاذم يشدّوا مديرين في البنوك الكبار متاع تونس العاصمة... و إلا متاع الخارج.

قلتلها: علاش لا... غير يقرى على روحو برك

و اتلفتلو، ننتظر منو في ابتسامة يظهّرلي بيها موقفو م المسألة و تمنيات الوالد و الوالدة مقارنة بالمستوى الدراسي، و خاصة إمكانياتو... إلا أنو كان متجاوب مع الكلام مع امو... و ما على بالوش

قلتلو: و انتي، ش تخمم بش تعمل؟

بنبرة كلها لا مبالاة

قاللي: انا حكاية البنوك هذي موش هاضمها... الكلها حسابات و تكسير روس... و برشا قراية، و انا بصراحة فدّيت م القراية، نحب على حاجة خفافي


قلتلو: امالا شنوة ناوي بش تعمل؟

قاللي: يمكن نمشي دروا (حقوق)... شكون يعرف تخطفشي و نولّي قاضي كيف ما تحب الوالدة

اتدخلت أمّو، و بنبرة كلها تشجيع

تقوللو: و حتى لو كان الله غالب ما قبلوكش بش تولّي قاضي، أهوكة تشد محامي


و تتلفتلي، بنبرة الدوام لله

تقوللي: حتى محامي... ش جرالو!

ما عادش عارف، إذا كنت نضحك، او نشد نلصقهم الزوز بشوية كفوف ثماشي ما يفيقوا على ارواحهم... إلا اني حاولت جاهدا نخفي الضحكة متاعي، نغمزو بطرف عيني

و نقوللو: أي و الله ، و زيد جماعة الحقوق ما ثمة كان الكونكورات، مصلّي ع النبي

يقوللي: يا خويا، انا قد ما عشت و ريت، ما ريش شكون مسلّكها في حياتهم قد جماعة الدروا... النهار الكل و هوما في قعداتهم و نصباتهم و شيخاتهم، تقول الفلوس يجيبوا فيها م الواد


و يكمّل: و زيد حتى كان اتخذت، نشد حتى عقاب عدل منفّذ... ش جرالو!
تقوللي: اللطف على وليدي... عدل منفّد، يعدّي عمرو في دعاء الشّر

و قعدنا نتناقشوا حول الآفاق العريضة اللي تنتظر المستقبل الواعد و المشرق اللي ينتظر في الطفل، عيني ما تضرّو... و على درى قدّاش من مرة، كنت بش نفكرو انو الباك متاعو، و للأسف هي باكالوريا تقنية... إلا انّي كنت كل ما نغزرلو في وجهو، نتذكّر الليالي اللي الستيريو يصدّعلي في وذني بهاك الغناية... ما تفكّرنيش يا صاحبي

أخـطــانــي.
قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz
تعليق brastos ...  

ههههه ... يا برباش .. ياخي مثبّت اللي هوّ اللي خذا الباك ... موش أمـّو ؟؟؟ هههه


الأربعاء, يونيو 24, 2009 11:50:00 ص

تعليق bacchus ...  

ههههه يعطيك الصحة على الدم البارد 5 ليالي هرج وموسيقى توجتها بكابوس على خاطر اللي حكيت عليه موش أحلام قلي برباش كملت القازوز اللي جبتو باش برّت دمك؟ههههههه


الأربعاء, يونيو 24, 2009 1:06:00 م

تعليق البرباش ...  

@ براستوس: هو عليه يعدّي.. و امو عليها البركة

هذاكة المنطق اللي ماشي بيه سي وخينا... الله غالب

@ باخوس: ما نابني كان وجيعة الراس... حتى الستيكة متاع الڤازوز اللي هزيتها ما ذقت منها شي


السبت, يونيو 27, 2009 12:03:00 ص