الجمعة، يناير 23، 2009 04:30
الهداري الفارغة: , ,

صيف 2004... مازلت كيف تخرجت من بعد مسيرة دراسية موفقة ياسر دامت سبع سنوات درست خلالها في قرابة الأربعة مؤسسات جامعية كللت أخيرا بالحصول على شهادة الأستاذية و ما أدراك...

بطلب م الأونكادرور (المؤطّر معناها) متاعي في مشروع ختم الدراسة، التحقت بالعمل بإحدى الورشات التابعة لأحد المعامل بالعاصمة... ما كانتش خدمة بقدر ما هي مساعدة لعرفي وقتها، عماد، اللي كان بصدد تحضير مشروع تابع رسالة الدكتوراه اللي كان يحضرلها... الخدمة ما كانتش تهمني وقتها و لا المشروع اللي نخدموا عليه، فقط كانت فرصة نضمن بيها تواجدي بالعاصمة (مع تغطية خاصة و شخصية للمصاريف) لأنها كانت مناسبة للبحث عن عمل (قار) بحظوظ أوفر...

الوقت متاع الخدمة كان في الأوقات اللي كان فيها المعمل مسكّر، ستة سوايع عقاب الليل... كنا خمسة م الناس، عرفي عماد، مرتو هيفاء، العبدو لله و زوز تقنيين ساميين خريجي أحد المعاهد التكونولوجية.

موش عارف علاه، علاقتي بهيفاء كانت متوترة منذ بداية تعارفنا (في إطار الخدمة طبعا)، يعني كيف ما يقولوا لا نهضمها و لا تهضمني، هكاكة لله في لله، كره م النظرة الأولى... لكننا كنا صابرين و نتعاملوا مع بعضنا في إطار الخدمة اللي قاعدين نخدموا فيها ليس إلاّ.

وقت ما كنت طالب نقرى على روحي، اتعرّفت على سلمى (كان سبقلي و اتحدثت على سلمى في تدوينة [الكاباس... السنة الحميدة] و تدوينة [الكاباس... عند الإمتحان])... يا حسرة

آش علينا، نتذكّر أنو الصيف هذاكة، عندي اختي روحت من فرنسا (هي بيدها اللي تحدثت علاها في تدونة [الكذب... في المصالح جايز]، اللي سكنت معاها وقت اللي كنا نقراو) و جابتلنا معاها الخيرات السبعة مصلّي ع النبي، حلوى و شكلاطة و كادوات... نتذكّر وقتها أنّي غافلت الجماعة و خبّيت باكو متاع شكلاطة على جنب.

قمت بإرسال الباكو شكلاطة في شكل طرد بريدي لسلمى، و تجنبا لأي مشاكل قد توقع فيها الطفلة لو قام أحد أقاربها بقراءة اسم المرسل، حطيت فقط اسم المعمل و عنوانو على الطرد و قمت بإرسالو... مع بطاقة بريدية فيها زوز دبادب بيض و مكتوب عليها من الخلف كيف ماهو مكتوب ع التصويرة

صادف وقتها أنو سلمى ما كانتش في الدار بصدد إمضاء العطلة الصيفية في البلاد، مما خلّى الباكو شكلاطة يدور يدور و يرجع لمرسله... لمقر الشركة، طبعا.

و صادف أنو هيفاء مرت عرفي تحولت للبوسطة لتفقد ش ثمة جديد في صندوق البريد، تلقى التوصيل، مشات تشوف ش ثمة... ما فهمت شي م الحكاية غير انو ثمة باكو شكلاطة و معاه بطاقة بريدية، مكتوب علاها ما ذكر سابقا... و طفلة اسمها سلمى في الوسط

ندخل للمعمل... نفرح انو لليوم الثاني على التوالي هيفاء مرت عرفي ماهيش موجودة، ع الأقل العبد يخدم براحتو من غير تنبير زايد و ما تلقاهوش عينيه تلعب يمين و يسار رادد بالو لا يغلط هكة و إلا هكة على خاطر ثمة شكون شاددلو ڤارد و يستنالو في أقل غلطة بش يشنّع بيه... و الحقيقة اكتشفت بعد بمدة انو هذا ما كانش شعوري وحدي، بل كذلك شعور الزوز تقنيين اللي كانوا معايا زادة...

لكن اللي لفتلي انتباهي هو مسحة الحزن اللي كانت بادية على عرفي سي عماد، الراجل ما عوايدوش، مستانس ديمة يضحك و يلعب و الغش اللي تتسبلنا فيه مرتو ينحيه هو بلعبة و ضحكة... و بحكم العلاقة اللي كانت تقرب للصداقة (اللي كان لازم منها وقتها بش الخدمة تمشي) أكثر منها لعلاقة عرف بالمستخدمين اللي عندو، فلقيت روحي نجبد فيه بالحديث

البرباش: أيواه... شنوة امورك امالا

عماد: (حاطط يدّو على خدو) هاني، نبلع و نغص

البرباش: (بنبرة تدل على الدهشة متاعي) ماو لاباس؟

عماد: (يتنهد) لاباس لاباس

البرباش: (نعمل روحي قاعد نغزر لمختلف أرجاء الورشة اللي كنا قاعدين فيها) ياخي وينهي هيفاء، عندها مدة ما طلّتش، و موش عوايدها؟

عماد: (يزيد يتنهّد مرة أخرى) لاباس علاها... لاباس

البرباش: (ما فيها باس نكذب كذبة بيضاء، و لو أنّي كنت متاكد اللي هو يعرف حقيقة شعوري) و الله مخيبها الورشة بلا بيها

عماد: هاني شادة دار بوها، عاملة جو

البرباش: ماو لاباس... إن شاء الله خير

عماد: و الله ماني عارف يا برباش يا خويا... صدقني مانيش عارف شبيها

البرباش: (نقعد ساكت، موش عارف إذا كان من حقي نسأل ش ثمة او لا) ...

عماد: (يكمّل كلامو، بنبرة تدل على دهشتو) روّحت للدّار، نلقاها لمّت الفليجة متاعها و خارجة... يا بنت الناس ش ثمة، شبيك

البرباش: أي

عماد: قالتلي، منو هكة ع الأقل قول لصاحباتك اللي مرتك شادة معاك في الخدمة، ما غير ما يبعثولك الجوابات متاع حبك درباني ع الخدمة

البرباش: آش من جوابات؟

عماد: و الله ما ندري علاها، أنا هذاكة اللي مهبلني

البرباش: أي

عماد: مشات لدار بوها، مشيت في الليل قلت تو نلقاها هدات و راضت و عملت عقل و نفهّمها بالمعقول

البرباش: نورمالومون

عماد: ياخي قعدت تصيح و تعيّط عليّ، و جابتلي كارت بوستال فيها زوز دبادب و رماتهالي على وجهي

البرباش: (بديت نشم فيها قارصة) ياخي

عماد: مكتوب علاها... و الله ما نعرف عليه درى ش مكتوب علاها

البرباش: (نتلّف في الجرّة) تي آش علينا

عماد: (يضرب في كف بكف، و يعيّط) و الله خاطيني يا برباش يا خويا، و الله ما نعرف علاها هـ المصيبة هذي منين طلعتلي

عماد: (يواصل بنفس النبرة) و الله ما نعرفها سلمى هذي اللي تحكي علاها، و زيد المرى حاسبة روحها شدتني بالكمشة كيف شلقت بالجواب قبل ما يوصللي زادة

طبعا كنت متاكد انو انا عندي دخل في الحكاية... في بالي انو الكولي اللي فيه الباكو شكلاطة ما وصلش لسلمى، اللي كانت وقتها في البلاد تصيّف مع بقية العايلة و ما تمكنتش بش تمشي تجيبو م البوسطة... لكن من كلام عرفي حسيت انو الحكاية فيها جواب، تهيّألي للحظة انها سلمى عملت بالعاني و انها استلمت الباكو شكلاطة و حبت تعمللي مفاجاة و تبعثلي جواب (ع العنوان متاع الشركة، العنوان الوحيد اللي عندها)

و طبعا، قدام الحالة و الهيجان اللي كان عليههم عرفي عماد، فضلت انو نسكت... إلى حين

البرباش: (عامل روحي ما في بالي بش) جواب زادة!

عماد: (بنبرة المغلوب على امرو) يا ريتو جواب برك، طلع كولي كامل و فيه كادوو زادة

البرباش: كولي... ضربة واحدة!

عماد: امالا... ماهو باش تختم...

عماد: (يسكت شوية) على خاطر شوية عليّ جواب برك... أهوكة اللي بعثت بعثت معاه كادوو زادة فرد مرّة

البرباش: (مع ابتسامة مبهمة ارتسمت على ملامحي) و شكلاطة اللي يقوللك

ما نعرفش علاش اندمجت ياسر في الحديث مع عماد عرفي... و من غير ما نشعر، يمكن على خاطرني ملم بجميع جوانب الموضوع (اكثر م اللي عايشين القصة بيدها)، اعتقدت لوهلة انو حكالي ع الحكاية الكل و ما جبتش خبرة اللي هو ما جبدش حكاية الشكلاطة على لسانو جملة واحدة... و اتفطنت لذلك دوب ما نطقت الكلمة، لكن هيهات

عماد: (يڤحرلي على فرد جنب) شكلاطة... ؟!؟

البرباش: (نحاول نتلّف الجرة بابتسامة مشلقة ياسر و نبرة تدل ع التبهليل) شكلاطة... آه شكلاطة!

عماد: (يكبّش) و انتي شكون قاللك على حكاية الشكلاطة؟

البرباش: (وقفت الزنقة للهارب) شنوة... موش انتي قلت توة باكو شكلاطة!

عماد: لا لا، ما قلتش؟

عماد: (يقعد باقي يڤحرلي على فرد جنب) منين في بالك بيها حكاية الشكلاطة؟

البرباش: (زايد، ما عادش فيها) ماهو متاعي الكولي هذاكة

عماد: (يزيط و يعيط) و علاه يا برباش يا خويا... آش عملتلك بالله... و آش مدخلني أنا بش صاحبتك تبعث الكولي باسمي... علاه بجاه ربي علاه؟

البرباش: (نسكت شوية، نستناه لين يهدي شوية... و بنبرة كلها خجل) لا لا، موش مبعوثلي... أما انا بعثتو و رجعلي

عماد: و علاه؟

البرباش: سلمى مشات تصيّف، ماهيش في الدّار

عماد: صارة... سلمى هذي تابعتّك!

البرباش: تي امّالا فاش نحكيلك من قبولي

عماد: (تتنحّى عنّو مسحة الغضب اللي كانت غامّة الملامح متاعو) أي أي... احكيلي

البرباش: آش بش نحكيلك، تي ماني قلتلك... بعثت الكولي فيه باكو شكلاطة و كارت بوسطال لسلمى، ياخي بالزهر متاعي اهوكة رجعوا، و كمّل زادوا طاحوا بين يدين هيفاء مرتك بش تزيد ***** على قاعدة

عماد: معناها انا خاطيني الكولي، و اللي فيه!

البرباش: تي أي... تحب نحلفلك ياخي

عماد: و الله عندي نهارين مخي بش يتحرق، نلوّج على شكون هذي سلمى اللي باعثتلي الكولي و ما نجمتش نعرفها

البرباش: لا لا، خاطيتك سلمى هذي... ما تعرفهاش

و على غير ما كنت متوقّع، فإنو عرفي عماد فرح بالحكاية، بل و اكثر من هكاكة فإنو عنّقني بين يديه (كأننا أصحاب قدم تقابلنا بعد طول غياب)... و أجهش بالبكاء



قعد يبكي، و يتهز و يتنفض، في موقف خاشع ساده صمت رهيب... حتى م الزوز تكنيسيانات اللي يخدموا معانا بطلوا الخدمة وقتها و قعدوا يغزرولنا ماهم فاهمين حتى شي

من حينو، خرجنا م المعمل انا و عماد عرفي و قصدنا دار انسابو... وين قابلت هيفاء مرتو و حكيتلها الحكاية الكل، و زدت دعّمت كلامي بالوثائق و الحجج (بما انو وقتها كنت مستانس أي ورقة ملزوم ما تلقاها فوق مني) و كلمت سلمى بالتليفون و جرجرتها في الحديث ع الكولي متاع الشكلاطة و كانت هيفاء وقتها حاطة وذنيها ع السماعة

البرباش: صارة لقيت التوصيل في الصندوق متاع البوسطة

التليفون: ...

البرباش: لا لا، رجع الكولي و وصل

التليفون: ...

البرباش: (ندوّح في راسي) الله غالب، موش كاتبتلك الشكلاطة، صحت لغيرك

و زدنا قعدنا شربنا الڤازوز و الڤاطّو اللي جابتهولنا حماة عماد عرفي (اللي هي مرت بو هيفاء) اللي فرحت ياسر بعودة المياه لمجاريها، و خصها شوية لا زغردت (نتصور المانع هو أنها ما تعرفش تزغرد)... و من بعد مشات هيفاء جابت الفليجة متاعها و روحت مع راجلها للدار...

و أحنا (انا و الزوز تكنيسيانات اللي معايا)... خذينا بقية الليلة كونجي

قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz
تعليق kacem ...  

الحــــــكاية عجبتني ...

1- عرفك حســــــّاس ياسر ...:
2- مرتــــــو من زبيبة تسكر
3- إنت الله يهديك


الجمعة, يناير 23, 2009 5:31:00 ص

تعليق غير معرف ...
 

3ibbb 3lik ya si barbech haka tawa tla3t tfari9 bin irajil w martou b bako chocolat!!! tabi yihdik l7assil !!
ki tji o5tik tfakarni b bakou chocolat noir matansech !! :)


الجمعة, يناير 23, 2009 11:35:00 ص

تعليق لاعب النرد ...  

حكاياتك يعملو 66 كيف... أما هاك الحكاية متع المسرح وحدها يا برباش...


الجمعة, يناير 23, 2009 3:33:00 م

تعليق غير معرف ...
 

فكره حلو برشا يا بربوش... باش نعملها في اللي متشمت فيهم الكل..
تعطيني عنوانك.. باش نبدا بيك..?


الجمعة, يناير 23, 2009 6:12:00 م

تعليق toukébri ...  

سترو ربي الراجل
كان باش يطلق جرايرك
أما ماكش وحدك برباش
حتى مرتو


الجمعة, يناير 23, 2009 11:15:00 م

تعليق غير معرف ...
 

salut berbahce, fema beaad rejel yestahlou elli yejera fihoum haka!!rire
dima beaamaylek enti ya wledi , qad mawessitek we nafae rabbi!!
je t'adore et j'adore ce quetu écris et surtt com tu l'écris, surtt change rien à tn style


السبت, يناير 24, 2009 10:46:00 ص

تعليق Gouverneur de Normalland ...  

bravo

:)


الأحد, يناير 25, 2009 1:05:00 ص

تعليق البرباش ...  

@ قاسم: الله يهديني و يهديك و يهدي جميع المومنين (قول آمين)... مرحبا بيك و شكرا على التعليق المقتضب (ماهيش عوايدك)

@ كاكتوسا: ما فرقتش ما بيناتهم... الله لا يجعلني جرة
الله يبارك، هاك من تو قيّد اللي انتي تسالني باكو شكلاطة

@ لاعب النرد: مرحبا بيك

@ الغير معرّف: باهي، هاك قيد عندك

البرباش - حومة البلوغسفير - تونس الإفتراضية

@ توكابري: لا لا، ما كانش بش يطلّق، أما هيفاء فقط حبت تعملهالو قرصة وذن

@ فريدكة: ثمة ثمة يا فريكة... الله غالب، ماني قليل صواب و ما نسمعش الكلام
الله يحفظك و يخليك، تعرف زادة انو انتي زادة عندك معزّة خاصة عندي

@ الڤوفرنور: شهادة اعتز بها... شكرا ليك


الأحد, يناير 25, 2009 2:53:00 ص

تعليق غير معرف ...
 

القسم على اللّه يا برباش. الواحد ما عادش يعطي جنبو حتّى لباكو شكللاطة و كارت بوستال.
أمّا ملّا كعبة كومينيكاسيون بين سي عماد و للّا هيفاء.


الاثنين, يناير 26, 2009 3:57:00 ص

تعليق البرباش ...  

@ نوماد: آه، رد بالك منو هكة...
اما و الله ناس ملاح راهي هيفاء، غير ما تطيقش في عماد و برّه... و على فكرة من بعد هذيكة الحكاية ولّينا صوحاب بالباهي، و لتو مازلنا على اتصال ببعضنا


الاثنين, يناير 26, 2009 4:48:00 ص

تعليق غير معرف ...
 

برباش ولدي شنوا أحوالك، حكاية هايلة متاع واحد بو عمايل ... و نهايتها كيف نهاية الأفلام المصرية هههه
تحياتي


الثلاثاء, فبراير 03, 2009 2:28:00 م

تعليق ELECTRICAL ENGINEERING ...  

رائع
علاش ما تكتبش رواية
عندك مستقبل يا برباش


الخميس, فبراير 19, 2009 11:35:00 م

تعليق البرباش ...  

@ هناني: أهلا بيك... لاباس، ش عاملة انتي
هذيكة النهاية المنطقية في الظروف هذيكة... ربي يهنيهم

@ غمراسي: أهلا بيك... و شكرا ليك
هاني قاعد نترانى في المسلسل... على ما ياتي


الجمعة, فبراير 20, 2009 10:04:00 م

تعليق غير معرف ...
 

loooooooooooooool mela a3mayél ya si barbach ou mela hia mdr!
Heka bakét érajél ou narvazt tata haifa allah yéhdik ama hayla eli ssarét bach ta7kihanla :p


الأربعاء, فبراير 25, 2009 1:32:00 م