الاثنين، مارس 31، 2008 06:00
الهداري الفارغة: , ,

نحب نتأسف لتأخر التدوينة هذي و انقطاعي عن التدوين الفترة اللي فاتت (قرابة النصف شهر)، الأسباب كانت تقنية و تسببتلي في خسارة (مادية و معنوية) كبيرة، و التدوينة هذي و اللي بعدها كانوا مكتوبين و حاضرين للنشر إلا انهم ضاعوا مني، و لهذا نلقى روحي مجبور أني نعاود نكتبهم

باهي، ش علينا. نرجع وين وصلت آخر مرّة... الزوز حكايات اللي في جرّتهم بطلت المشيان للستاد

الحكاية الاولى:

التاريخ: السبت 15 نوفمبر 2003 (رمضان)

الإطار: مقابلة الترجي و الاسماعيلي، إياب الدور نصف النهائي لرابطة الأبطال الافريقية (نتيجة الذهاب 3-1 لفائدة الإسماعيلي)

المكان: الملعب الأولمبي بالمنزه

نهار الاربعاء اللي قبل الماتش، العاشرة متاع الصباح، ندخل للبارك... قالوا اليوم بش يبداو يبيعوا في التساكر متاع الماتش متاع الاسماعيلي... البارك كيف ما جرات العادة في المناسبات هذي، معبي بالعباد، خلق و امة. نلقى يوسف و الجماعة الكل ثم... لكن التساكر ما ثماش

عباد تقول اللي هوما وفاو، عباد تقول اللي الڤيشيات ما حلتش جملة، ما تفهم شي... الحاجة الوحيدة اللي ظاهرة، جماعة المرشي نوار، يبيعوا في التساكر عيني عينك، ما هاممهم حد... منين و كيفاش جابوهم التساكر؟ و الله ما تعرف عليهم! و حتى لو كان تحب تعرف، مش بش تنجم تعرف، و لو كان توصل تعرف تفد

قالوا اللي التسكرة بأربعة آلاف، و قاعدة تتباع بستة... منها ولات بسبعة، و على قد ما تزيد تبطى، على قد ما تزيد تغلى... الحق متاع ربي، ثمة واحد م اللي قاعدين يبيعوا، عرض عليّ، و بنا أني شريت قبل من عندو، أنو يبيعلي على ستة آلاف التسكرة... لو كان ناخذ من عندو ثلاثة تساكر و إلا أكثر مع بعضهم

أنا هكاكه، نخمم بيني و بين روحي إذا كنت نشري و إلا لا، و مخي قاعد ياخو و يعطي بين اني نشري وفك عليّ من غير ما نقعد نستنى و إلا نصبر لعل يتحلّو الڤيشيات متاع التساكر... و تسمع في العباد خاضت... شيبوب جاء! شيبوب جاء!

الدنيا على قد ما تحسها كانت خايضة و داخلة بعضها... تنظمت، وحدها وحدها... الجماعة متاع المرشي نوار، فص ملح و ذاب... السيد اللي كنت نحكي عليه و نخمم إذا كنت نشري من عندو و إلا لا، ضربت عليه ما لقيتو، رغم اللي هو كان قدامي، ما يبعد عليّ كان زوز و إلا ثلاثة ميترو... و كنت اتخذت قراري اني نشري من عندو التساكر بأقل قلق و تكسير راس.

نجري، نحاول نشد بلاصة في الصف... الصف هذا اللي قعدنا قبولي فوق الساعة انا و الجماعة نحاولوا نشدّوا الفتلة متاعو، و ما لقينالوش أوّل من آخر... تو مصلّي ع النبي، في عوض الصف ثمة زوز... و بكل سهولة تلقى كيفاش تشد بلاصة و تندمج مع بقية العباد اللي بش تقص التساكر...

الحكاية الكل، ما دامتش ربع ساعة، نلقى روحي قدام الڤشي... شباك أظلم صغير في وسط الحيط، تطبّس عليه كأنك بش تبوس الحجر الأسود، منها تفيق عند روحك، ترميلو الفلوس، و تاخو هاك الثلاثة تساكر و تمشي على روحي

نهار السبت... مع نصف النهار و نصف، نتقابلوا في المحطة متاع الباساج... ما انجمش نفصع ع القراية نهار السبت و إلا تلقاني م العاشرة قدام الستاد، المحطة تعبّي و تفرّغ... عاملين صف بذمة العباد اللي ماشية للماتش... و على قد ما احنا واقفين، ما تسمع كان: طلّع التيكي متاعك! تي طلّع التيكي متاعك!

و يحشيونا في هاك المترو، كيف حكة السردينة، العبد ماذا بيه قبل ما يدخّلوه للمترو، ياخذ نفس طويــل، و يقعد مستحفظ بيه... اللي عمرو ما ركب في مترو ماشي للستاد، ما ينجمش يحكي ع الاكتظاظ في وسائل النقل (ما عدى المترو رقم واحد بالطبيعة، هذاكه يقعد حالة فريدة من نوعها)

المترو، من غير ما يتوقف في أي محطة، يوصل للمحطة متاع الشباب، و يوقف... يضربلها فوق الدرجين (عشرة دقايق) واقف، العباد الكل تستعد للحظة فتح الباب، بش ما تضيعش التوازن متاعها... لكن المترو يعاود يتحرك و يوصل للمحطة متاع الحي الأولمبي و يتعداها من غير ما يوقف... و في شطر الثنيّة، و قبل ما يوصل للمحطة متاع 10 ديسمبر يتحل الباب فجأة، من دون سابق إنذار، في نفس الوقت اللي يتوقف فيه المترو بالشوية بالشوية... مسكين اللي تلقاه واقف قدام الباب

ثنية كاملة و احنا ماشين ما نسمعوا كان في هاك النغمة: طلّع التيكي متاعك! تي طلّع التيكي متاعك! ... غريبة و الله، رغم اللي احنا ما ركبنا في المترو إلا ما شافوا التيكي في عوض المرة مرتين و ثلاثة... و اللي ما يعجبهمش المنظر متاعو، يعيطولوا على جنب و يفركسوه.

وصلنا للستاد، الدنيا واكلة بعضها... تقولشي حرب قايمة غادي... العباد تعيّط و البوليسية تعيّط... ما تفهم شي، لكن تنجم تقيّد على سيدي رمضان... و لو أنها آخر حاجة يمكن العبد يجيبلها خبرة وقتها اللي أحنا في رمضان... يعني لو كان جينا في الإفطار، يمكن تلقاها الحدة متاع الكلام الزايد أقل شوية...

و الحق متاع ربي، مش فاهم علاش وقتها مسربسينها للدرجة هذيكه، مستانسين حتى في ماتشوات الدربي و إلا ضد النجم... تلقى شوية أريحية في انك توصل تدخل للملعب... في حين انو الماتش هذا، العباد الكل تحب الترجي، و جاية بش تشجع الترجي... و زيد حتى النبارة و الشمايتية، ما تلقاهمش في الستاد في المقابلات هذي، ما يلقاوش وين يقعدوا... يقعدوا يتفرجوا في ديارهم، و إلا في القهاوي كيف تلقاها الحكاية عندهم فيها امل كبير بش يشمتوا و يعملوا جو

بقدرة قادر، نجمت نلقى بلاصة في صف م الصفوف و نلصق كيف التمبري و نكبّش في هاك السور الحديد... و قعدنا واقفين هكاكه مدة... قرابة النصف ساعة، و الصف لا حب يتقدم، رغم اللي ظاهر انو ثمة عباد قاعدة تدخل م الباب اللي في أول الصف...

واحد م العباد، اللي شادين الصف... فد و الروح متاعو طلعت، شوية م السخانة متاع الطقس، و زيد رمضان... و كمّل عليه واحد م الأعوان المسؤولين على حفظ النظام، كرّهنا في أرواحنا تقولشي عليه عامل علينا مزيّة كيف شدّينا هاك الصف... كلمة من هذا و كلمة من هذا، البوليس يخطف التسكرة متاع السيد، و يقطعهالو... و تخوض و تاكل بعضها، العباد خاضت على هاك البوليسية، و البوليسية خاضوا فينا، و ولاّت ضرب و مضروب... و اختلط الحابل بالنابل كيف ما بقولوا جماعة الفصحى

ما نفيق بروحي كان نجري... موش عارف علاش، لكن في الأمور هذي، ماذا بيه الواحد ما يسألش... اجري و افصع بجلدك، و من بعد تو تعرف علاش، و حتى لو كان ما عرفتش، احمد ربي اللي جاتك بلطف.. و كيف ما يقولوا: شطر الرجولبة فصعة...

انا هكاكه نجري... و نحس في روحي كيف اللي الدنيا ضببت قدامي، و ما عادش انجم نشوف قدامي... عينيّ ولاّو يحرقوا و بالسّيف ما انحل فيهم، و بالسيف ما نخطف في النفس... نستخايل لعبت عليّّ الدوخة م الصيام... لكني فايق بكل شي، و فقت بواحد م الجماعة اللي قاعدين نجروا مع بعضنا، كيف شدني من كتفي، و وقّفني... و يخطف هاك القنبلة المسيلة للدموع، و يرجعها منين جات... يرميها ع البوليسية

أنا في قلب المعمعة هذيكه... و ما نعرفش علاش، مخي سرح لبعيد... على اول ما بدات الانتفاضة متاع اطفال الحجارة في فلسطين، موش على اول ما بدات، على خاطر انا الحق متاع ربي ما نعرفش عليها وقتاش بدات بالضبط، لكن على اول ما بدات التلفزة متاعنا تحكي عليها في الأخبار... وقتها جماعة التلفزة عندهم ثلاثة و إلا أربعة لقطات ع الإنتفاضة الفلسطينية مدبرينهم، كل وين يلقاو أرواحهم بش يحكوا عليها، يحطوا لقطة من هاك اللقطات بش اللي يتفرج يعرف الموضوع متاع الحديث و يفهم الحكاية... وقتها ثمة لقطة ديمه يعديوهالنا، متاع طفل فلسطيني، كيفاش يخطف هاك القنبلة و يرجعها منين جات... هذه بضاعتكم ردت إليكم

البلوزون اللي لابسها، مشات على روحها... اللي نتذكرو وقتها اللي انا قعدت قرابة النصف ساعة نتدهشر، بالسيف ما نحل في عينيّ، و بالسيف ما نخطف النفس... و من بعد رجعت مع الجماعة، شديت الصف مع جملة اللي شادين... و العباد الكل تغزرلي على فرد جنب و في عينيهم نظرة اشمئزاز م الريحة متاعي... الشي اللي ساعدني أني نرسكي و نتعدّى فيسع فيسع، العباد يدزوا فيّ دزّان يحبوني نتعدّى قبلهم، هات اعطيهم نبعد عليهم برك

و دخلنا للستاد، نلقاو الملاعبية يسلموا على بعضهم، و بدات المقابلة... كنا وقتها يلزمنا نربحوا 2 – 0 بش نترشحوا للنهائي... أربعة دراج لعب، و قبلنا الهدف الأول، قلنا مايسالش، كيفما ربحونا 3 – 1 غادي، نمريكولهم ثلاثة بونتو و لو كان لزم اكثر، و نربحوهم... اللعبة مازال فيها، ربع ساعة بعد الهدف الأول، نقبلوا الثاني...

نتلفتوا لبعضنا

يوسف: (بنبرة كلها غضب و أعصاب تغلي) فاش قاعدين نزمروا لهنا؟

بدر: عشاكم طايب؟

البرباش: (بنبرة كلها يأس) ما عادش انجم نزيد نقعد، يلزمني ندوّش... الريحة بش تقتلني!

بدر: تور اهو انجمو نلقاو تاكسيات... نصف ساعة اخرى و البلاد تخلى راهو، ترصيلنا على رجلينا

يوسف: تي هيا قوموا امالا... فاش تستناو؟

و خرجنا م الستاد... موش وحدنا، و موش العباد الكل خرجت... أنا واحد م الناس لو كان موش الحالة المزرية اللي كنت عليها، الريحة اللي خنقتني و ضيق النفس، كنت نقعد لآخر دقيقة م الماتش... و زيد رمضان، لا عشاء طايب و لا حتى شي، ع الأقل الواحد يمشي يشوف أي حاجة ياكلها كيف يؤذن عليه المغرب

بعد زوز و إلا هوما ثلاثة كيلومتر مشي على رجلينا، لقينا تاكسي قبلت انها توقفلنا... و وصلنا للدار، و دخلت مباشرة لبيت الحمام ندوّش... و خرجت م الدّوش، و عاودت دخلت بش ندوّش مرّة اخرى... و الريحة ما حبتش تتنحّى

الويكاند هذاكه، دوّشت فوق العشرة مرات... و الريحة ما حبتشي تتنحّى... ما تنحات كان في وسط الجمعة، وحدها و حدها، بالشوية بالشوية

و ما تنحّات الريحة... إلا و تنحّى معاها هاك الغرام و التهلويس متاع الكورة... و ولّيت نتبّع في الأخبار من بعيد لبعيد... كيف العباد الكل


مازال الجزء الثالث... عن قريب إن شاء الله


قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الأربعاء، مارس 19، 2008 23:50
الهداري الفارغة: , ,

ترتيحة صغيرة قبل ما نرجع و نكمل حكاية الكورة و الستاد و الترجي

بما أنو مولد، جرات العادة أنو العايلة الكل تلقاهم خايضين... يبداو يخوضوا من قبل بجمعة، ع الزڤوڤو و شريانو و تنظيفو و رحيانو و تطييبو و العصيدة و تريينها و تفريقها.

و في كل مولد، ملزوم ما نتّنبز... بسؤال بسيط، سألتو و أنا صغير و قعد لتو في جرتي كيف التابعة

وقتها عمري محسوب تسعة و إلا عشرة سنين... و الدار كيف ما تو، خايضين ع المولد و ما لازمو... و الوالدة موش قد بعضها على خاطرها العصيدة جات موش باهية، جات جارية شوية... زيد الفرينة، زيد النشا، ولات يابسة... و منها ولات محرمصة (فيها برشا تفش، ما نعرفش شنوة يقولوا ع العصيدة كيف تلقاها على الحالة هذيكه)...

الوالدة خايضة هكاكه، و دموعها على شفرتها ع العصيدة متاعها اللي جات كعبة لا (و شماتة نساء الحومة فيها)، و أنا قاعد نستنى فيها وقتاش تخرج م الكوجينة بش نلحّس هاك المغرفة متاع الزڤوڤو و بقية الماعون... و ش يهمني فيها تجي سايلة و إلا محرمصة، مهما تكون، بش تلقاها حلوّة و بنينة...

قعدت نخمم، وردت لذهني مسألة بانتلي وقتها على غاية من الأهمية... و من غير تردد، طرحت الإشكالية على بقية أفراد العايلة

البرباش: تو لو كان المولد، يجي في رمضان... ناكلوا العصيدة في العشية مايسالش؟

و قعد السؤال هذا، ملزوم ما يعاودوا يذكروني بيه في كل مولد...

ان شاء الله كل عام و انتوما حيين بخير، و ربي يحيينا و يحييكم لأمثالو...




قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الأحد، مارس 16، 2008 03:30
الهداري الفارغة: , ,

يكلمني يوسف... ان شاء الله خير!

آخر مرة كلمني فيها في التليفون، وقتها خبرني بوفاه هشام صاحبنا الله يرحمو (اللي ما يعرفش الحكاية، ينجم يقرى تدوينة [الموت... تعطي راحة] في الجزء الأول متاعها)

يوسف: برباش... ثمة شكون بش يقصلنا تساكر للماتش... بسومهم، نقراولك حسابك

البرباش: لا لا، فك عليّ بالله... مانيش لاهي الويكاند هذا

يوسف: باهي... كيف ما يظهرلك

و نعلّق التليفون... و نسرح بخيالي... وقت اللي كنت مغروم بالكورة... يا حسرة

قبل كل شي، البرباش مكشخ... نحب الترجي و نعشق حاجة اسمها الترجي...

كيف نتذكر علاش طلعت نحب الترجي... موش الافريقي (على خاطر أحنا في جهتنا، حاجة من اثنين... يا الترجي يا الإفريقي، عمرك ما تسمع بواحد يحب ليتوال و إلا الـسي اس اس... ثمة بعض الرجال الكبار اللي يحبو الستاد، الملعب التونسي، على خاطرهم خلطوا عليها في عزها) ... نبتسم في قرارة نفسي و نشيخ بالضحك

وقتها الحال حال صيف، ناجح في السنة الأولى ابتدائي و تعديت للسنة الثانية، و واخذ جايزة على خاطرني وقتها طلعت الأول ع المكتب متاعنا (تنجموا تشوفوا تدوينة [ذكريات... أيام زمان] خاصة المقطع متاع الجايزة اللي خذيتها في السنة الاولى ابتدائي، بش تفهموا اني وقتها عديت صيف قمقوم ياسر، و بش تفهموا بعض التفاصيل الأخرى اللي يمكن نتحدث عليها من بعد ) قاعد نلعب في الصباح في الحومة بالبسكلات الجديدة متاعي أنا و سامي ولد حومتي الله يرحمو... و جانا طفل قاللنا اللي ثمة ملاعبي خشين برشا و معروف برشا العباد قاعدين يشوفوا فيه و يسلموا عليه... نخطف البسكلات و نجري نحب نشوف ش ثمة

ماني صغير... الطامة و العامة ملمومين، ما نجمت نشوف شي... فيسع ما فديت، و روّحت على روحي لا ريت لا سمعت... أما فهمت اللي ثمة ملاعبي متاع كورة خشين برشا اسمو طارق ذياب في البلاد وقتها... انا الحق متاع ربي، وقتها لا نعرف شنوة معناها كورة و لا بطولة و لا ترجي و لا افريقي، كل ما نعرفوا ع الكورة هو هاك الدويرة البلاستيك البيضة المفشوشة متاع سامي، اللي نلعبوا بيها من غير قانون، اللي يلقاها بين رجليه يطزها و اكهو

علاش موش في العشية، مشينا للبحر... ثمة قهوة سياحية على شط البحر، سمعت اللي هاك الملاعبي الخشين اللي قبولي حبيت نشوفو و ما نجمتش، قاعد يفطر فيها... مشيت نحكي للوالد كيفاش هو جاء لحومتنا و انا ما نجمتش نشوفوا... الوالد، و بما اني الصيف هذاكه، واخذ جايزة اللي يقوللك، و طلباتي الكل مجابة... سألني إذا كنت نحب نشوفوا طارق ذياب هذا و إلا لا... و بالطبيعة نحب نشوفوا...

الوالد ما كانش م العاكسين، هزني من يدي و مشينا للقهوة، اللي صاحبها (الله يرحمو) طلع يقربلنا و صحاب هو و الوالد و بيناتهم عشرة متاع صغر و خدمة...

الوالد: (يحكي مع صاحب القهوة) بالله الولد هابل مهبول م الصباح، م اللي سمع باللي طارق ذياب لهنا، يحب يشوفوا

صاحب المقهى: (بعد ما بشبش بيّ شويّة) و علاه يشوفوا... تو يحكي معاه جملة واحدة... هاتو هاتو

و هزني من يديّ... و مشينا للطاولة وين قاعد طارق ذياب و معاه برشا م الناس ما نعرف منهم حد

صاحب المقهى: (يحكي مع طارق ذياب) سي طارق، بالله هذا برباش ولد خالي، الولد روحو و عقلو في حاجة اسمها ترجي... موش مصدق اللي الملاعبية اللي يشوف فيهم في التلفزة، عباد من لحم و دم كيفنا كيفهم

صاحب المقهى: (يتوجهلي بالحديث) هيّا سي البرباش... هذا طارق ذياب الكلو قدامك... لا هو جنڤر و لا هو دار شنوة (نسيت الشخصية الأسطورية الاخرى متاع الصور المتحركة)

انا قعدت نتبهنس، لكنو طارق ذياب فيسع ما دخّلني في الجو و قعد يبشبش بيّ... و سألني بعض الأسئلة، و نتصور أني ظهّرت اللي انا الكورة هذي، ما نشم منها شي... و في الآخر باسني من خدّي و رجع لحديثو مع الجماعة... أنا زاده فيسع ما انسحبت، وسط الذهول و الانبهار متاعي بشخصية طارق ذياب.








رغم أنها كانت اول مرة نشوفوا و عمري ما سمعت بيه قبل... و أول مرة نسمع بحكاية الترجي هذي... لكني فهمت اللي سي طارق ذياب هذا، حاجة كبيرة... خاصة كيف رجعت وين قاعدين الدار ع الشط و حكيت للوالد كيفاش أنو السيد هذاكه باسني... و بالطبيعة الوالد شاخ ع الحكاية و قعد يكبّر فيها... و انا ولّيت حاسس بروحي تقولشي عليّ شدّيت الصيد من وذنو و عندي ما عند حتى حد...


رغم انو في الصيف هذاكه زاده، ثمة واحد مسؤول كبير في البلاد عندنا باسني وقت اللي خذيت الجايزة، لكنها البوسة متاع طارق ذياب كانت حاجة أخرى... قعدت بقية النهار هذاكه ما عمتش في البحر، بش البوسة ما تتغسلش و تضيع في الماء متاع البحر... حتى كيف روّحنا، و يلزمني ندوّش... فصعت و قعدت نلعب في الحومة و ما روّحت كان عقاب العشية... من غدوة، كيف قمت الصباح، خرجت بالسرقة من غير ما يفيق بيّ حد تجنبا لأني نغسل وجهي (خايف ع البوسة)... من بعد غدوة كيف كيف زاده،

عاودنا مشينا للبحر، و ما عمتش... حتى م العايلة قعدوا باهتين فيّ، غريبة؟ ما هيش عادتي!

كيف روّحنا... بالطبيعة ما ثماش علاش بش نعوم بما اني ما بحّرتش... لكنها الوالدة شدّت فيّ صحيح

الوالدة: شبيك ياخي... ما تقولّيش شنوة حكايتك بالله؟

البرباش: حتى شي... ماني ما عمتش في البحر... علاه نعوم في الدار؟

و لكن شي، الله غالب... تدخّلني بالسيف لبيت الحمام و تعوّمني... نتذكّر وقتها جات بش تحكلي وجهي بالحكاكه و الصابون، عبثا حاولت نغطّي البلاصة متاع البوسة متاع طارق ذياب... لكن شي، وقت اللي تأكّدت اللي البوسة اتمسحت، قمت نخبّط و نندب... و الوالدة بالطبيعة تغزر و باهتة في عجب ربّي ماهي فاهمة حتّى شي

و مشات البوسة على روحها... لكن تولد معاها حبي للترجّي، و وليت نعشق اللون الأحمر و الأصفر... في دبشي، في حوايجي، في كرارسي... الحاجة اللي قعدت لتو نتذكرها مليح، هي الكلاسط (الجوارب بالعربية الفصحى، سواء العادية و إلا الرياضية)... كانوا عندي برشا كلاسط ملونين بالأحمر و الابيض (معناها الألوان متاع الافريقي) ما عاودوش طبّولي رجليّ... حتى كيف امّي تلبّّسهملي بالسيف، كنت نحس برجليّ مكبلين، بالسيف ما نحرّك فيهم... دوب ما نخرج م الحومة و نتوارى ع الأنظار، ننزع الصبّاط (الحذاء) و ننحيهم، و نلوّحهم ساس الحيط (مايسالش، حتى كيف تجيني في طريحة، المهم ما نلبسهمش)... وقتها نشعر بالحرية و اللي انا ننجم نبرطع كيف ما نحب

يا حسرة، ع الصغر و أيامات الطفولة... و ترجع بيّ الأيّامات، وقت اللي كانت الدنيا دنيا و كنت طالب نقرى على روحي... كانت شطر فلوسي (معناها المصروف متاعي) ماشية ع التساكر متاع الستاد... و ما تحلالي القعدة، وقت اللي نفصعو م القراية كان في البارك متاع الترجي... موش لازم نتفرجوا في الملاعبية يتراناو، المفيد تلقانا قاعدين في بلاصة، اللي فيها الكل مكشخين و نشموا في هاك الريحة العزيزة... ان شاء الله حتى نتفرجوا في التمارين متاع المفرخ اللي أعمارهم سبعة و ثمانية سنين...

الحق متاع ربي، في الفترة هذيكه، من كثرة ما كنت نقعد في البارك، كنت نحس بروحي نفصع م البارك بش نمشي نقرى على روحي... يمكن على خاطرني وقتها زاده كنت نسكن قريب م البارك، و الله ما نعرف على روحي... أما نتذكر مليح أنها كانت فترة، حياتنا الكلها كورة، نعيشوا كورة، نتنفسوا كورة، ما نحكيوا كان ع الكورة، ما نتفرجوا كان ع الكورة... لكن، و الحمد لله، ما عملتش العار كيف بطيخة مثلا (اللي ما يعرفش بطّيخة، ما عليه كان يقرى تدوينة [العفو... عند المقدرة])... يعني لا كنت نعمل العار، لا كنت نشطح، معناها كيف نمشي للستاد، نتفرج بالساكتة، حدّي حدي روحي نعيّط كيف تلقاها العباد تعيّط، نخنس كيف العباد تخنس، يعني كيف العباد الكل (الاغلبية)...

نتذكر روحي وقتها... و نغزر لروحي تو... لا علاقة، فقط قعدت محب للترجي، معناها في هاك الــدار قداش من فريق اللي قاعدين يلعبوا ع البطولة، ثمة فريق قاعد نشجع فيه و نحبو ديمة يربح و كيف نسأل، نسأل عليه (و بالطبيعة ثمة فريق زاده نسأل عليه، و نحبو ديمه خاسر و واكل على راسو)... و حتى كيف يربح، ما نطيرش بالفرحة... و بالطبيعة، زاده كيف يخسر، ما تتحركليش شعرة (كان في المقابلات الكبيرة بالطبيعة، تغيضني الخسارة، و شماتة النبارة)

كيف نجي للرسمي، قعدت ساعة ساعة نعمل طلّه ع الموقع متاع الترجي اللي عاملو نادر سعيدانه (اللي كانت في وقت م الأوقات، تربطنا علاقة صداقة و تدور ما بيناتنا الرسائل الالكترونية... لكن المشاغل متاع الدنيا ما تخلي حال يدوم) فقط بش نشوف ش ثمة جديد، و شنوة آخر الأخبار... منعا للإحراج

الإحراج، على خاطر ديمات، في بعض القعدات... يتجبد حديث متاع كورة... عاد هاني نلقى ما نحكي... تعرفشي ش ثمة جديد: نعرف، سمعتشي هكه و هكه: سمعت، عندكشي فريق تحبو: عندي... على خاطر الحقيقة، ما أخيبها الواحد كيف يجي وقت الرسمي، و يطلع ما عندوش

اللي خلاني نفد م الكورة، و م المشيان للستاد... هي حوادث (زوز حوادث بسيطة) صارتلي... خلاتني نحلف ع الستاد لا بقيت نمشيلو أو حتى نعفسو برجليّ



هذا الجزء الأول م التدوينة هذي، اللي ان شاء الله بش تكون على ثلاثة أجزاء (يعني مازالوا زوز أجزاء)


قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الثلاثاء، مارس 11، 2008 23:45
الهداري الفارغة: , ,
نخرجوا للراحة، حضبة و قوول قدام السبورة متاع الإعلانات متاع الإدارة… معلقين الليستة متاع الغيابات، و الإنذارات و الطرود…

نقراو سيستام إيكول (système école)… الغياب (بمعنى أصح، الفصعة) بحسابو… تغيب مرتين، تاخو إنذار… تاخو ثلاثة إنذارات، تاخذ طرد بنهار... الطرد الثاني بثلاثة أيام، و يعطيوك معاه إعفاء م الإمتحانات متاع آخر العام… و ما عندناش دورة تدارك (session de rattrapage)، يعني إن شاء الله عام اجّاي و برّه

برشا وراقي معلقين، و كل واحد يلقى روحو مجبور بش يقراهم الكل و يلوّج على اسمو... و أنا من غير ما نقرى، نلقى اسمي مكتوب في ورقة سبيسيال و بالكبير: الطلبة برباش و حمدي كذا و كذا مطالبون بالإتصال بالإدارة فورا

...

اللي نتذكرو، انّي في العام هذاكه، نسكن مع اختي، كرينا استوديو مع بعضنا... أختي هذي وقتها مازالت طالبة سنة خامسة في كلية الطب... نهار م النهارات، نصلّح في القجر متاع البيرو متاعها، نلقى عباية متاع شهايد طبية، مطبوعة و ما ناقص كان تتعمّر و تتصحح... نتذكّر انو النهار هذاكه كان بمثابة يوم عيد، جو كبير، ع الأقل الواحد ينجم يلقى كيفاش يفصع، و يسلكها م الإنذارات بطريقة قانونية.

ما كنّاش م العاكسين، انا و حمدي صاحبي... كل مرّة وين تطيرلنا و نفدّوا م القراية... ما نخسروا كان نعمروا ورقة من هاك الوراقي، كل واحد سبيطار بالطبيعة بش ما نتكشفوش، و نعمروها كيف ما جات جات، المفيد فلان الفلاني جاء عمل طلّة و الحالة متاعو تستحق نهارين و إلا ثلاثة ايام راحة و استجمام... و الخط بالطبيعة كعبة لا، تقولشي نمالة غطست رجلاها في الحبار، و عملت دورة ع الورقة... هكاكه الخط متاع الطبة يلزموا يكون.

و قعدنا هكاكه مدّة... و الشهايد الطبية بداو ينقصوا... و مادام الإدارة ما تكلمتش، معناها الامور لاباس و ما فاق بينا حد... حتى لين ولّينا ما عادش نلوجوا... نعمروا الشهادة كيف ما جات و ما عادش نردّوا بالنا برشا...

(...)

دخلنا للإدارة، ثمة مرا قاعدة على بيرو، سيدة عمرها بين الأربعين و الخمسة و أربعين... متهندمة و متكستمة و تحس عندها وهرة و م النساء اللي تفرض عليك بش تحكي معاها باحترام و كلمتين و ارجع للسطر...

السكرتيرة: نعم، تفضلوا... ش حاجتكم؟

حمدي: ثمة ورقة معلقينها في الــ tableau، حاطين اللي أحنا يلزمنا نمشوا للإدارة

السكرتيرة: شكونكم انتوما ساعة؟

البرباش: برباش و حمدي...

السكرتيرة: آهه... صارة انتوما هوما؟

البرباش: ايه، أحنا هوما، علاه؟

السكرتيرة: (تلوج في الملفات اللي قدامها ع البيرو، لين تلقى ش حاجتها، تجبد زوز وراقي... و تبتسم) أيواه، ممالا... ياخي مشيتوا مع بعضكم للسبيطار؟

حمدي: (مصحح راسو بش يبدو عليه الإقناع في اللهجة متاعو) ايه نعم، علاه، و ش فيها؟

السكرتيرة: (مع ابتسامة خفيقة على وجهها) لا ما فيها حتى شي، أما علاه مع بعضكم، ياخي مرض معدي و إلا شنوة الحكاية؟

البرباش: تعرف عليهم فاش يوكلوا فينا في هاك الرستورون المحنون بالله؟ كروشنا وجعتنا عقاب الليل، مشينا للسبيطار..

السكرتيرة: لا... معقول، جدت عليّ...

السكرتيرة: (تسكت شويّة، من ثمة الإبتسامة الخفيفة متاعها تتحول إلى ابتسامة عريضة... في نفس الوقت اللي تشد فيه الزوز وراقي اللي كانت تلوج عليهم، و اللي طلعوا الشهايد طبية متاعنا) ايـــه، و علاش مشيتو للجينيكو (gynéco) عاد؟

و تضحك، تدهش بالضحك، في نفس الوقت اللي قعدت مركزة علينا تنتظر في ردة الفعل متاعنا كيفاش بش تكون...

حمدي صاحبي، شمها قارصة... قعد ساكت و يمهمه، ما حبش يحكي حتى شي، على خاطرو ما يعرفش شنوة معناها كلمة gynéco و لو انو كان ظاهر عليه الخوف و فاهم انو الحكاية اتكشفت... و ما حبش يتكلم بش ما يدخلهاش بعضها و يزيد يفضح الدنيا...

أنا، كيف كيف زاده، أما الفرق بيني و بين حمدي صاحبي، اني نعرف شنوة معناها كلمة gynéco... و بالتالي قاعد نفهم علاش السكرتيرة اللي في الإدارة قاعدة شايخة و تضحك و عاملة جو... و قعدت ساكت في انتظار الشيء اللي بش تبلغنا بيه السكرتيرة، ع الأقل نفهم إذا كانت الحكاية وصلت للإدارة الفوق و إلا لا، تم إتخاذ قرار و إلا لا... تم الإتصال بالمستشفى للتاكد و إلا لا...

و بالطبيعة، وجهي زادة احمار... مش م الحشمة لكن م الخوف... المدير اول عام يشد في المؤسسة الجامعية (اللي هي معهد) متاعنا، و كان معروف بالصرامة و الشدة متاعو في المعهد اللي كان شادد فيه قبل ما يجينا... و يحكيو انو ملزوم ما ينتهز الفرصة في اول مشاكل تصير و يتدخل تدخلات حاسمة و رادعة، بمنطق العبرة لمن يعتبر... و بش يفرض الهيبة و الإحترام، و بلغة أخرى، يلزم تلقاها النفس طابّة خارجة... و بالطبيعة، ثمة إمكانية كبيرة اننا نكونوا أكباش الفداء اللي بقية الطلبة بش ياخذوا منا العبرة و يردّوا بالهم على أرواحهم

مخي يدور و نخمم في الحكاية و ردة الفعل و لشنوة تنجم توصل العواقب... و وليت نخمم لو كان يتصلوا بالمستشفى و يكتشفوا انو عندي اختي طالبة و تعدّي في تربص بنفس القسم هذاكه، ثمة إمكانية انها تتضرر م الحكاية زاده...

السيدة، السكرتيرة... قعدت تغزرلنا مدّة، لين قلقت و فدّت

السكرتيرة: (نفس الإبتسامة باقي مرتسمة على وجهها) هيا كيفاش تو... بش تقولولي ع الحكاية كيفاش و إلا نعدّي الشهايد لسي البشير و هو يتصرف معاكم

نغزر لحمدي صاحبي كيف خطف النفس، انا زادة ارتحت، ع الأقل نفهم من كلامها انها مازالت ما عداتش الشهايد للمدير، و حتى لو كان ركبت راسها و شدت صحيح، فإنها بش تعدّيهم لسي البشير (الله يذكروا بالخير)، المسؤول على قسم شؤون الطلبة... و سي البشير هذا، ناس ملاح و بحبوح و ملزوم ما يتفهم الوضعية و ما يتاخذش في حقنا إجراءات صارمة.

كونها ما عداتش الشهايد للمدير، يعني زادة أنو مازال ثمة امل للتدارك، و موش لازم سي البشير يسمع جملة... بأقل قلق... و ضربت في مخي الفكرة، و نتلفتلها على جنب، عيني مغروسين في القاعة، عامل فيها حاشم م الشي اللي بش نقولوا (و يساعدني في الشي هذاكه الحمورية متاع الخوف و القلق و التوتر، اللي مازالت ما طارتش... على خاطرها الغصرة مازالت ما تعدّاتش)

البرباش: باهي مدام، انا هاو بش نقوللك ش صار... و انتي دبّر راسك عاد

السكرتيرة: (نفس الإبتسامة متاع قبولي، لكنها تو تتزاد عليها مسحة متاع شوية جدّية) تراه هات ش عندك

البرباش: (عامل فيها متردد إذا كنت نحكي الحكاية و إلا لا) هي الحكاية الله غالب، ما تتحكاش... اما المرض يقعد حاجة ربّي، ما هوش عيب و إلا حرام

السكرتيرة: (تتلحلح في قعدتها) باهي هات ش عندك

البرباش: (نطوّل في المقدمة لين نزيد نصيغ الحكاية في مخي بش تكون الاحداث متاعها مترابطة و مقنعة) و زيد هوما الشهايد عندك و تنجم تطلبهم في السبيطار كان تحب تزيد تثبت

السكرتيرة: (تتنحى الإبتسامة اللي كانت على وجهها، و تولي في بلاصتها نظرة متاع تركيز) ايه، هات م الآخر

البرباش: هاك النهارات... مشينا أنا و حمدي و واحد آخر صحيّبنا عملنا صحفات لبلابي في باب الدزيرة لهنا... و قعدنا سهرنا شوية و من بعد روّحنا على أرواحنا... و ما نحكيلكش ش صار فينا عقاب الليل، ما نعرفش عليها الهريسة متاع اللبلابي فاسدة و إلا قديمة و إلا ش بيها... الحاصل، كرشي عاملة فيّ، ندخل للتواليت، ما ثمة شي... نمشي نشوف حمدي في بيتو، نلقاه يتلوّى م الوجيعة وموش منجم يقوم من بلاصتو


حمدي صاحبي، قاعد يتفرج فيّ و باهت و ماهوش فاهم فاش قاعد نحكي... انا أصلا ما ناكلوش اللبلابي جملة واحدة، و فضّل انو يقعد ساكت و يعمل روحو موافقني في الحديث متاعي... و الاكثر من ذلك، و لمزيد م الإقناع... حط يدو فوق كرشو و بانت على ملامحو مظاهر الالم...


السكرتيرة، تظهر بدات تهتم بالحكاية... و قاعدة تستنى في الكمالة

البرباش: عاد كيف ما لقيتش ما نعمل، نمشي ندقدق ع الملاّك متاع الدار، و نطلب منو بش يشوفلنا حل في الوجيعة هذي... السيد يعطيه الصحة، ما كانش م العاكسين... طلب منّي بش نجيب صاحبي و نهبطو نستناوه في الشارع على ما يلبس حوايجو و يخرّج الكرهبة م القاراج...

البرباش: عاد كيف هزنا للسبيطار، في الإستعجالي نلقاو زوز فرمليّة ضاربهم النوم و القلق و القينية... الملاّك كيف حكالهم ع الحكاية، قعدوا يمهمهوا، على خاطرو الطبيب ماهوش ثم... قالوا أنّو جاتو حالة مستعجلة و مازال كيف خرج، و إلا شكون يعرف عليه راهو وصّاهم بش ما يفيقوهوش م النوم... و الملاّك متاع الدار راسو صحيح و م الحبّة يعمل قبّة... كيف لقاوه مكبّش و شادد صحيح... اقترحوا عليه أنهم ياخذونا لمدام فلانة، الطبيبة في الجينيكو... ملزوم ما تشوفلنا حل

السكرتيرة لحد هذيكه اللحظة، مازالت ما صدرتش عنها حتى ردّة فعل، بل ظهرت عليها مظاهر متاع إهتمام و تشوق لبقية الحكاية... يعني ما كذبتناشّ، و مازلت ننجم نكمّل نحكي ش عندي في مخي قبل ما نضيع الفتلة... حتى حمدي صاحبي نحسّو تفرهد و رجعت فيه الرّوح شويّة

البرباش: عاد كيف هزونا للطبيبة هذي، و حكينالها ش صار كيف ما صار... و كيف سألتنا ع الوقت اللي كلينا فيه اللبلابي... يعني الحكاية قداش عندها من ساعة... قالت اللي هي يلزم تعمللنا test متاع دار شنوة... أنا ما نعرفش علبه شنوة بالضبط... اما قلنالها اللي أحنا موافقين... هات نرتاحو م الوجيعة برك

السكرتيرة: test شنوّه زاده؟

البرباش: و الله ما نعرف عليه، ما شديتش الإسم في مخي... أما تعرفهم مدام هاك الڤواندوات (بثلاثة نقاط فوق القاف، و معناها قفازات، القفازات الطبية) اللي تلقى فيهم كان زوز صوابع؟


أنا قلت الكلمة هذيكه... و السكرتيرة دخلت بعضها... وخرت لتالي فرد توخيرة، و وجهها احمار فرد ضربة... م الآخر اتفجعت

و من غير ما نستنى ردة الفعل متاعها، او انها تقطع عليّ الحديث متاعي (يلزمني نضرب الحديد و هو سخون)... نواصل الحديث متاعي

البرباش: لبست فردة م الڤواندوات و عيطتلنا بالواحد بالواحد، مشينا وراء هاك الريدو و دار فاش قعدت تعمل... و قالت اللي يحس بوجيعة يقول أي... و احنا قعدنا نقولوا أي

السكرتيرة... ما عادش فيها... دخلت بعضها و وجهها زاد احمار و ولات تكسوه تعابير متاع ألم و اشمئزاز في نفس الوقت... و تحاول انها تظهّر اللي هي موش مهتمة بالحكاية لكن واضح انها حتى من يديها قاعدة ترعش و موش لاقية شنوة تعمل

حمدي، زاده هو كيف كيف، يبلع في ريقو كأنو عندو غصة في حلقو...

البرباش: ايه عاد أكهو... كيف تأكدت م الحالة متاعنا، ولات أعطاتنا ساشيات غبرة و مفاتل و قالتلنا بش نرتاحو نهارين و أعطاتنا الشهايد هذوكه...

الشهايد، محطوط عليهم اسم طبيب موش طبيبة... لكنها السكرتيرة دخلت بعضها و ماعادش فاهمة حتى شي... قعدت مدة تمهمه و تلهّي في روحها موش عارفة ش تعمل، و من بعد تجبد هاك الشهايد... و تقطعهم

السكرتيرة: ووووه عليّ... يكب و الله سعدك، دخلتني بعضي!

البرباش: (بنبرة كلها تحسر) و علاه تقطّع فيهم الشهايد عاد؟

السكرتيرة: بجاه ربّي قيلوني توّه! و اخرجوا عليّ... ما ثمة شي

السكرتيرة: (تعاود تبتسم ابتسامة خفيفة) عاد فيه اللطف يا ربّي...

و خرجنا م البيرو، شايخين عاملين جو... كيفاش تعدّات علاها الحكاية، و سلّكناها... و مشينا نقراو على أرواحنا، لا رينا و لا سمعنا...

كيف خرجنا، نلقاو السكرتيرة واقفة قدام البيرو متاعها... بإشارة بيدها تعيطلنا، نمشولها... تأكدلنا انها الحكاية بالطبيعة ما جدتش علاها، و تطلب منا المرة الجاية أننا كيف نحبوا نغيبوا، ما علينا كان نتصلوا بيها بش ما تقيدلناش الغياب في الدوسي متاعنا... و احنا بالطبيعة ما صدقنا بيها.

م الآخر، اللي نتذكروا مليح، انّي في العام هذاكه دوبلت.



قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الجمعة، مارس 07، 2008 18:00
الهداري الفارغة: ,

عندي مدة ما كتبتش حاجة، موش عارف علاش طايرتلي المدة هذي م الكتيبة و التدوين... رغم اني عندي برشا وقت زايد المدة هذي و عندي برشا حكايات في مخي بش نحكي عليهم، لكن كل نهارين نبدى تدوينة، نرقّدها و ما نكملهاش... يمكن م الطقس، الله أعلم

على كل، ان شاء الله ترجع النفحة و النشاط م الاول و جديد بالتدوينة هذي...

كنت أول واحد يقص للمسرحية متاع رؤوف بن يغلان (نعبّر و إلا ما نعبرش) اللي عرضها في المسرح البلدي نهار السبت اللي فات 01 مارس 2008، كلمتني فاطمة و عرضت أننا نمشيو للمسرحية جميع... بالطبيعة وافقت

من غدوة، ظهر انو ثمة شكون بش يحضر معانا، قالت اللي سنية زاده بش تحضر معانا... ملا جو، البرباش و فاطمة و سنية...

نعاود نكلم الجماعة بش يبدلولي التساكر، و تبدلت البلايص زاده... م اللي كنت في الصفة الثالثة في الوسط، مقابل المسرح وليت باقي في الوسط، لكن ع اليمين شوية... موش مشكل

من بعد نهارين، تتكلم فاطمة و تعتذر ع المشية... تقول اللي هي ما عينهاش و النفحة طارت...

جاب ربي سنية اكدت انها بش تحضر... و إلا ترصيلي انا زاده نبطل ما نمشيش، و التساكر الكل يقعدوا عندي نعمللهم كواترو نزين بيهم البيت... و إلا نبلهم و نشرب ماهم، لعل يولّي عندي شوية حس مسرحي و نولّي انّجم نعبر كيف الجماعة هذوكه... و إلا نعمل بيهم حاجة اخرى

انا شخصيا... علاقتي بالمسرح تنحصر في مشاهدة مسرحيات عادل إمام اللي عمري ما نقلق من انّي نتفرج (أو حتى نستمع) عليها، حتى لو كان لزم مرتين و ثلاثة في نفس الليلة، ما عنديش حتى مشكل...

نتذكر قبل، و انا صغير... جاء الامين النهدي للبلاد، وقتها يعرض في مسرحية المكي و زكية... كانت ثاني مرة يجي فيها، المرة الاولي المسرح تعبّى و ثمة شكون حتى بالتساكر متاعو و ما نجمش يدخل... المرة الثانية، ما صفّر عليه حتى حد، ظلوا قدام الباب يقرقوا بالعباد بالله ادخلوا (ما تحشموناش)... وقتها ثمة واحد ولد حومتي م الجماعة اللي شادين قدام الباب، دخلني بلاش و تفرجت عليها المسرحية الكل... ما عدى الربع ساعة الأول نتصور...

نتذكر زاده، أنو جاء رؤوف بن يغلان مرة للبلاد، وقتها يعرض في مسرحية مثلا... وقتها التسكرة بثلاثة آلاف و احنا برشا صحاب مع بعضنا، ثمة اللي عندو و اللي ماعندوش، و حتى اللي عندو شوف يرضى يدفع ثلاثة آلاف بش يتفرج في مسرحية و إلا لا... ثمة واحد ناس ملاح، يدبّر في راسو، عرض علينا أننا ندخلوا الكل بسوم تسكرة واحدة، يعني أنو يبيعلنا تساكر، مفبركة، يشبهوا للتساكر الأصلية، و الكعبة بخمسة مياة مليم... و بالطبيعة مادام الحكاية فيها غشّة و مغامرة في اننا نعديوها ع الجماعة اللي شادين العسة قدام الباب... و افقنا من غير ما نترددوا و شرينا التساكر...

كيف جينا داخلين، طلعوا فايقين اللي ثمة تساكر مغشوشة قاعدة تدور، و قاعدين يثبتوا... و ما نجمناش ندخلوا... و بالطبيعة السيد اللي باعلنا التساكر، فص ملح و ذاب... و مشات علينا فلوسنا...

الحاصل، نهار السبت... تقابلنا انا و سنية (و ما جاتش فاطمة، و لو كنت لآخر لحظة عندي امل انها بش تجي)... سنية كانت اول شخص نحكي معاه م العالم الافتراضي متاع البلوغسفير... و كانت زاده أول مدونة نتقابل معاها... أنك تحكي و تتحدث معاها حاجة، و أنك تقابلها و تقعد معاها حاجة أخرى (خليني ساكت لا يقولوا ... )، م الآخر مصلّي ع النبي علاها محلاها هاك الطفلة...

دخلنا للمسرح البلدي (كل اللي نعرفو عليه قبل هو المادة، الرصيف متاعو اللي تلقاها مرشقة بالطلبة و الكوبلوات)... أول مرة ندخل للمسرح هذا... أول مرة ندخل لمسرح في حياتي، صحيح دخلت للسينما برشا مرات و حضرت لمسرحية متاع الأمين النهدي مرتين قبل، مرة في البلاد (و كانت في الهواء الطلق) و مرّة في قاعة الكوليزي... لكن المسرح البلدي تحس عندو وهرة اخرى و موش خسارة فيه العشرة آلاف متاع التسكرة...

التسكرة متاع فاطمة...

و قعدنا شوية نحكيو انا و سنية لين ظلامت الدنيا... و دخل سي رؤوف... فرحان، عينيه تزغلل بالدموع متاع الفرحة، على خاطرو المسرح complet








أنك تحضر مسرحية لرؤوف بن يغلان و تقعد في الصفوف القدامية، حاجة هايلة، يلزمك تقرب أكثر ما يمكن بش تنجم تستمتع بالمشاهدة و تركز مع التعابير متاع وجهو اللي تخليك تعيش معاه اللحظة بلحظتها... لكن نصيحة منّي، ما تقربوش ياسر، يعني الصفة الثالثة باهي... أقرب من هكاكه، راهو بش يخلطلكم الطّش... الراجل كيف يغمق و يندمج في الدور متاعو ما عادش يعس على روحو... يعني الراجل قاعد بالرسمي يعبّر، بعروش قلبو

نجبد المصورة الرقمية اللي عندي، و اللي شريتها م الصيف و لتو ما نعرفش كيفاش نستعملها على قاعدة... كيفها كيف برشا حاجات عندي، خذيتها على خاطرها تنجم تصلح نهار آخر، كيف البرمي ( Permis de conduire رخصة السياقة) مثلا...

و نبدى نصوّر، ضربة ضربتين و نضرب هاك الفلاش... ثمة واحد صحافي، قاعد الفوق ع اليسار، جبد كاميرا بروفسيونال (كبيرة، كيف اللي جماعة التلفزة، و فيها أنبوبة زرقاء) و قعد مدة و هو يصوّر لين تلفّّتلو سي رؤوف و قاللو:

رؤوف بن يغلان: خويا الصحافي... موش لازم تصوّر بالله، تنجم تتصل بيّ بعد المسرحيّة... و تو نعطيك copie ع الـــ DVD

بصراحة... انا وقتها حشمت على روحي كيفاش قاعد نصوّر و ما على باليش ( وقتها وين جبت خبرة أنو ثمة حاجة اسمها حقوق البث و النشر و الحاجات هذيكه)... ولّيت خبّيت هاك المصورة في الــ pochette متاعها و قعدت نستمتع بالعرض اللي قدامي.







الحشمة ليه ليه ما طارت، ثمة آنسة قاعدة قدامنا، م اللي بدى العرض و التليفون في يدها و هي تصوّر... و بما انو ما ثمة حد خير من حد، نعاود نجبد المصورة متاعي و نحاول نصور بعض المقاطع اللي تنجم تقعد للذكرى...

الحاصل، قعدت نتفرج في المسرحية، الحق متاع ربّي ما ننجمش ننقد و إلا نقول لوكان عمل هكه يمكن تكون خير، و رغم اني عندي بعض الملاحظات اللي جبتلها خبرة، و اللي من وجهة النظر متاعي كانت تنجم تزيد جمالية ع المشهد المسرحي... لكن بما اني موش ولد الدومان كيف ما يقولوا... فإني ما نحبش نعوم في بحر غير بحري و نخلي النقد و الحكايات هذيكه لــمّاليهم و العباد اللي تفهم فيهم...

نقعد في التبربيش، هذاكه جوّي... و انا نتفرّج في المسرحية... و شايخ و عامل جو و ساعات يشدني كريز متاع ضحك (و ديمات نضحك على روحي، نحس كأنو برشا فازات م اللي قاعد يحكي عليهم، عشتهم و صاروا عليّ)، و نغزر لسنية كيفاش زاده هي ديمات تدهش بالضحك... ضرب في مخي حديث جمعني سابقا بأحد اللي يعتبروا م المسؤولين ع التنظيم متاع المهرجان اللي عندنا في البلاد...

هو راهو، موش مسؤول بالرسمي، اما م العباد اللي مقيّد في الليستة متاع العباد المتثقفة، قعد مارج المسؤولين و كل مدّة يطلعلهم بطلعة نوع و كل مرة يحب على حاجة (موش مطامع شخصية لكنها حاجات في الإطار متاع الثقافة و الفن و الشي هذاكه)... عاد كيف فدّوا منّو، حطّوه مسؤول في لجنة التنظيم متاع المهرجان و و قالولوا فتّق مواهبك، اللي عندك بش تعملو اعملو في المهرجان، و موش لازم تشاورنا (بأقل قلق و مرج) و الرّاجل حس بالمسؤولية و حب يكون في المستوى متاعها و عطى كل ما عندو...

البرباش: (...) ايه، و علاش مثلا الامين النهدي، كل وين يعمل مسرحية، تجيبوه... و لو كان لزم يعاود من عام اجاي و إلا من بعدو... و واحد كيف ما رؤوف بن يغلان جاء كان مرّة واحدة اكهو و ما عاودش

المسؤول: الأمين النهدي، ع الأقل يضحّك و اللي ثمة ثمة... العباد الكل تفهمو و تعمل عليه جو... و زيد المسرح يتعبّي

البرباش: و شبيه الآخر (اللي هو رؤوف بن يغلان) ما يضحكش؟

المسؤول: (المنظر متاعو متاع واحد يحب يحكي في حاجة صعيبة عليه، هو موش فاهمها... أما يلزمو يظهر يفهم فيها و لو كان لزم يقنعك بالشيء اللي هو أصلا مش عارف روحو إذا كان هو مقتنع بيه و إلا لا) لا لا، موش ما يضحّكش، اما يلزم الواحد يقعد مسرحية كاملة و هو يخمملو على شكون و على شنوة قاعد يرمي في المعنى... و موش العباد الكل تفهمو... و العباد، ما عادش تحب تخدم امخاخها و تكسّر روسها، تحب على حاجة ساهلة تضحك علاها و تعمل bon كيف و تروّح فرحانة... ما همش ناقصين!

البرباش: (ما نصدّق نلقى فاش نكبّش) معناها ما يضحكش؟

المسؤول: (تطيرلو، و يفد م الكلام متاعي... و ينطق) تي ش من يضحّك حتى انتي يا راجل!... الرّاجل، كيف تركّز معاه شويّة، و تفهمو... تولّي تحس بروحك ماذا بيك تقوم تندب وجهك م الهم و الڤينية اللي غاطس فيهم و ماكش فايق عند روحك...

كيف نجيو للواقع، هذاكه الصحيح... المسرحية تبان انها كوميدية و هزلية، لكن الواحد كيف يركّز معاها و يعطيها حقها... تولّي تبان تراجيدية او بمعنى أوضح أنو كثر الهم اللي قاعدين نعيشوه فيها يضحّك...







الحاصل... كملت المسرحية، و بما اننا كنا قراب ياسر م المنصة متاع المسرح، تعدينا سلّمنا على سي رؤوف و روّحنا على ارواحنا...

ثمة حاجة برك ما فهمتهاش... المسرحية هذي هي آخر عرض م الجزء الأول لـنعبّر و إلا ما نعبّرش كيف ما قال سي رؤوف في إذاعة Mosaique FM و إلا هي العرض الأول م الجزء الثاني للمسرحية هذي كيف ماهو مكتوب ع التساكر... معناها هل المسرحية فيها جزء أول و جزء ثاني و إلا لا؟


قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz