الثلاثاء، يناير 22، 2008 19:30
الهداري الفارغة:

دخلت للعيادة، نلقاها معبية بالنسا (خمسة نسا جملة)... زوز نسا كبار في العمر(عزايز، واحدة لابسة سفساري و الأخرى لابسة نورمال... مش نورمال ع الآخر، كثرتّلها شويّة: الحوايج اللي لابستهم تقولشي متاع طفلة في العشرين، كيف ما يقولوا وقفها توقف، و زيّن القطّوسة تولّي عروسة)، واحدة حبلى كرشها على حلقها، و زوز نسا أخرين، نتلفت من هنا و من هنا، لعل نلقاشي راجل معايا (يقيملي المورال شوية) نتونس بيه... شي، نلقى روحي وحدي

سمّيت باسم الله و قعدت في أبعد كرسي، أنا في تركينة، و الخمسة نسا الكلهم مقابلينّي بش ياكلوني بعينيهم

لول مرّة شكّيت، بالكشي غلطت و دخلت لطبيب متاع نسا... و لو أنها الحكاية صعيبة، على خاطرها مش اول مرة ندخل للعيادة هذي... صحيح هي أول مرّة ندخل كمريض بش نعدّي، لكن سبقلي و جيت لهنا برشا مرّات قبل بش نقابل الطبيبة (اللي هي تعتبر صديقة للعايلة، و راجلها صديق شخصي ليّ أنا).

تخرج السكرتيرة م الغرفة متاع الطبيبة

السكرتيرة: أهلا برباش، شنية أحوالك

البرباش: لاباس يعيشك، الحمدولله... ش عاملة انتي

السكرتيرة: (تلوّح براسها يمين و يسار مع ابتسامة خفيفة) هكّاكة... حال خدمة و برّه

البرباش: الدكتورة لهنا و إلا نرجعلها من بعد

السكرتيرة: لا، موجودة... لحظة تو تخرجلك

البرباش: باهي... مش مشكل، هاني قاعد

تمشي السكرتيرة، تشد البيرو متاعها... و هاك النسا الخمسة باقي يڤحرولي و لا واحدة فيهم هبطت عينيها...

نقوم من بلاصتي...

نعكّز تعكيز، عندي رجلي توجع فيّ و مانيش عارف ش بيها... الحكاية تو عندها محسوب جمعة... قمت نهار الصباح نلقاها توجع، مشى في بالي انّي ضربتها في الجنب متاع السرير (يمكن راني نتشقلب ياسر و أنا راقد... الحق متاع ربّي ما نعرفش، عمري ما شفت روحي و انا راقد)، لكن شي، الوجيعة ما حبتش تتنحى و كل مرّة فين تتنقّل...

عندنا مرا عزوزة في الحومة (الطبيب الصقلّي متاع الحومة)، كيف شافتني بالسيف ما نمشي قالتلي هذاكه برد كبّشلك في ساقك، امشي للحمّام و تو ترجع صح سالم، خير من قبل... و كل وين تجي بش ترقد، اغلفها بالفيكس... عملت كيف ما قالتلي و شي، النافع ربّي.

كلّمت الطبيبة (اللي أنا تو في العيادة متاعها) بالتليفون و قلتلها اللي انا عندي برد، و سألتها ش يلزمني نعملّو على خاطرو مقلّقني... اقترحت عليّ بش نطل عليها في العيادة متاعها... لكني رفضت لأنّي كنت مشغول في الفترة هذيكة و كان ماشي في بالي انها الحكاية ما تستاهلش... في الآخر، كيف لقاتني شادد صحيح اقترحت عليّ بش نشرب كعبة أسبيرين كل صباح (و ما حبتش تعطيني حتى دواء آخر، بتعلّة انها الدوايات متاع البرد، توجع المعدة... و هي ما تنجمش توصف دواء بالتليفون من غير ما تشوف الحالة بعينيها).

ثلاثة ايام و انا نشرب في الأسبيرين، و شي... صحيح اني نعتبر م العباد اللي بالهم واسع (و حبالهم طوال) لكن في معاملاتي مع غيري... كيف ولّيت انا داخل في اللعبة، فيسع ما فدّيت... حاصيلو النهارين الخامس و السادس، وليت نشرب بالخمسة و الستة حرابش أسبيرين في النهار... و باقي شي

الحاصل، رجلي تنفخت... ولاّت كيف الطبل، حتى م الصبّاط ماعادش يحب يدخل (رجلي، ماعادش تحب تدخل في الصّبّاط)... جارتي العزوزة قالتلي اللي هذيكة نفس، و اقترحت عليّ انها ترقيني... ما حبيتش نعكسها، وعدتها اني نطل عليها في أقرب فرصة... و كلّمت الطبيبة وصفتلها الحالة كيفاش كانت و كيفاش ولاّت... أكدت عليّ أنّي غدوة يلزمني بالسّيف نمشيلها للعيادة على خاطرها الحكاية مش ساهلة و يلزمني نلقفها م الأول خير م اللي تتطوّر و تولّي عندها مضاعفات...

وصلت للبيرو متاع السكرتيرة، نعطي بظهري للنسا و نحاول انّي نتكلّم بالشويّة بش ما يسمعونيش و ما يفهموش ش بش نقول...

البرباش: أغزرلي... بش نقعد برشا نستنّى

السكرتيرة: (ابتسامة) علاه، مزروب؟ هاك قاعد بحذانا

البرباش: لا مش مزروب، لكن النسا يڤحرولي، مش عارف ش بيهم

السكرتيرة: (ضحكة خفيفة: هههه) هذوكه باهتين ش جاي تعمل لهنا، على خاطر احنا م اللي عملنا الإيكو، ولّينا الأكثر نعدّوا للنسا لهنا... ع الحبالة و (تقعد تمهمه ما تلقى ما تقول) الحاجات الاخرى متاع النسا

البرباش: (يا والله عملة، في بالي بيها جينيراليست، طب عام، تعدّي للعباد الكل) ايه، فهمتك... و انا كان سهّل ربّي بش نقعد برشا نستنّى

السكرتيرة: لا، تو ندخللها و نقوللها اللي انتي قاعد تستنّى.

أحنا هكّاكه، و نسمع تنوقيزة...

السكرتيرة: هيّا خليني ندخللها، هاو حاجتها بيّ...

و تقوم السكرتيرة، تدخل للغرفة متاع الطبيبة... بش نرجع لبلاصتي، النسا باقي يغزرولي... و جهي يحمرّ (كيف كعبة الطماطم) مش م الحشمة، لكن على خاطرني قاعد في نفس الوقت نخمّم هوما فاش قاعدين يخمّموا (ش بش يجيب راجل، في عيادة متاع طبيبة نسا)... و نحاول اني ما نغزرلهمش في عينيهم...

نشد نفس البلاصة فين كنت قاعد، التلفزة فوق راسي... ثمة فيلم محطوط، يحكي ع الجنين من وقت اللي مازال يتكون في كرش امّو، حتى لين يتولد (الفيلم نعرفو، معجزات في الرحم انا هو اللي سجلتو م الــ ام بي سي، هو و برشا أفلام أخرين... و أنا هو اللي ركبت التلفزة و ما لازمها في العيادة)، المشكلة مش في الفيلم، الزوز نسا الكبار، قاعدين يعلقوا ع الفيلم بصوت مرتفع، على عملية الولادة... و كيفاش كانت تتم في وقتهم، و كيفاش ولاّو يعملوا تو... حتّى م النسا اللي قاعدين ثم دخلوا بعضهم (مش انا وحدي).



تخرج الطبيبة...

الطبيبة: (ابتسامة) عسلامة سي برباش، شنوة احوالك...

البرباش: الحمدولله... ان شاء الله لاباس

الطبيبة: (تتوجّه بالحديث لبقية النسا اللي في العيادة)... بالله سامحوني يا جماعة، أما راهو سي البرباش بش يدخل تو... مش بش يعدّي، دار ش بش يصلّحلي في الأورديناتور...

واحدة م الزوز سيدات اللي قاعدين ثم: لا يا دكتورة، سامحني، لكن أنا عندي الكار متاعي يلزمني نخلط عليها

الطبيبة: (مع الحفاظ ع الإبتسامة متاعها) باهي... ماو مايسالش سي البرباش

البرباش: مش مشكل، هاني قاعد، ما عندي وين ماشي

تدخل الطبيبة، تخرج السكرتيرة متاعها م الغرفة متاع الفحص، مع سيدة الظاهر انها هي اللي كانت تعدّي... السكرتيرة تطلب م المرا اللي ما خلاتنيش ندخل قبلها انها تدخل للطبيبة بش تعدّي.

السيدة اللي كانت في الداخل تنڤّز (تنڤز بثلاثة نقط فوق القاف، معناها تقفز، طايرة) م الفرحة تتوجّه بالحديث للزّوز النسا العزايز اللي قاعدين في قاعة الإنتظار

السيدة: (كابسة كفوفها الزّوز و فرحانة بطريقة عمري ما شفتها) حبلى! حبلى! حبلى!

العزوزة اللي لابسة نورمال: بالحق، مثبتة و إلا يطلعشي كيف المرّة الأخرى!

السيدة: تي لا، الطبيبة تو اكدتلي اللي انا حبلى و عندي شهرين و جمعة

العزوزة اللي لابسة سفساري... ما تكلمتش، وقفت (السفساري متاعها طاح من على ظهرها)، ضربتلها زغرودة اللي هي، درج كامل و لسانها يلعب في فمها... يعطيها الصّحة ملا نفس عليها.

بعد ما طلقت الزغرودة، هبطت دايخة... و الضربة أنّو حتّى حد ما تكرّفها (كل فول زاهي في نوّارو)... السكرتيرة تجري تبخها بشويّة ماء... تفيق عند روحها، تعاود تلبس السفساري متاعها بزربة

العزوزة اللي لابسة سفساري: (ترفع يديها للسماء، في نفس الوقت اللي تدهش فيه بالبكاء) الحمدولله ليك يا ربّي، كيف عشت و بش نشوف ذريّة وليدي

المرا الحبلى: (مع ابتسامة) هيّا ان شاء الله مبروك، ربّي يخلص وحلك... رد بالك على روحك عاد و ربّي يوصّل بالسالمة

السيدة: بارك الله فيك، يعيّش أختي... ربّي يخلّص وحلك انتي زاده

ربي يخلّص الاوحال الكل... الحق متاع ربّي، مشهد رائع بأتم معنى الكلمة... أقل ما ننجم نقولو، أنّي وقتها نحس في بدني يقشعر من كثرة التأثر و الفرحة و الاجواء البهيجة المخيمة على قاعة الإنتظار في العيادة...

السيدة، اللي طلعت حبلى، تواصل حديثها مع المرا اللي أصلها حبلى... و الظاهر انها لحد الآن ما جابتش خبرة لوجودي معاهم...

السيدة: عندي خمسة سنين معرسة، أربع مرّات قبل يتقصّولي les règles و نفرحوا و في الآخر تطلع الحكاية ما ـــــــــــــــــــ !!!

و تسكت فرد سكتة، المرا الحبلى (اللي كرشها كبيرة)، بإيماءة براسها، تشيرلها لوجودي داخل القاعة... تتفجع، تبهت، و تحط يدها على فمها بش ما تخليش باقي الكلام يخرج... من بعد تدهش بالضحك، و تحاول أنها ما تصدرش صوت للضحكة متاعها، بش أنا ما نفيقش بيها، لكن ثمة صوت متاع ضحكة مكتومة ما نجمتش تمنعو من أنّو يتسمع...

لحد هنا، و نورمال... مهبط راسي للوطى تجنبا أني نغزر للوجوه... منعا للإحراج.

لكن هيهات... الزّوز نسا العزايز، ما حبّوش يسكتوا... قاعدين يتحدثوا مع بعضهم

العزوزة اللي لابسة سفساري: ايــــــــه، هيا الحمدولله ليك ياربّي... حتى احا تتمرجنا، خمسة سنين نستنّوا في النهار المبروك هذا

العزوزة اللي لابسة نورمال: و الله قلت الحق، أحنا قبل ما نعرفوش الرّيق هذا... نعرفوا تقص طلق الشهر، معناها حبلى، لا نعرفوا طبّه لا نعرفوا سبيطارات... تي أنا، الزوز كروش الأولين، و لدتهم وحدي... لا قابلة و لا عمّار بالزور

(...) و يتواصل الحديث على نفس الوتيرة، حكايات نسا... و تحلّوا في الحديث و تقالت تفاصيل، و تفاصيل التفاصيل...

الزوز نسا العزايز (اللي الواضح أنّي المرا اللي لابسة نورمال هي أم السيدة اللي طلعت حبلى، و المرا اللي لابسة السفساري تكون حماتها) ، يحكوا على رواحهم مش معبرين حتى حد... الزوز نسا الحبالى داهشين بالضحك، لكن من غير ما يصدروا أصوات، و في بعض الأحيان يوشوشوا لبعضهم ببعض الكلمات (و نسمعهم ش يقولوا)... السكرتيرة، شايخة عليّ بالضحك كيفاش مهبّط راسي (اللي ولّى كيف كعبة الطماطم) و داهش بالضحك (نتهز و نتنفض)...

و أخيرا، يتحل الباب متاع غرفة الطبيبة، و السكرتيرة تطلب منّي أنّي ندخل... الطبيبة تثبّتلي رجليّ الزوز، المنفوخة و الصحيحة... تسألني بعض الأسئلة و نجاوبها

تطلب منّي بش نعمل تحليل، و تقوللي اللي هي بش تعطيني راحة بنهارين... ندوّر الحكاية في مخّي... نطلب منها بش تخلّيهم ثلاثة أيّام (ع الأقل نخلط ع الماتش الأول متاع تونس في كأس افريقيا)

نعمل التحليل... نرجعلها في العشية، ندخل ديركت من غير ما نقعد نستنّى... الطبيبة تثبت في التحليل... تعاود تسألني أسئلة أخرين (غير اللي سألتهم في الصباح)

تعطيني زوز وراقي، الأولى فيها الدوايات اللي بش ناخذهم، و طريقة استعمالهم، و شنوة و علاش و كيفاش و ما إلى ذلك...

الورقة الثانية... راحة بأسبوعين، و الطبيبة تؤكد على وجوب البقاء بالسرير... و الرجل المنفوخة م المستحسن تبقى في مستوى مرتفع عن بقية البدن (نحط تحت منها مخدّة و إلا زوز)...

البرباش: شنوّة جمعتين! فاش قام؟

الطبيبة: ما تلعبش بيها... يلزمك ما تتحرّكش م الفرش، رجلك هذي تنساها... احمد ربّي ما قتلكش أرقد في السبيطار و يعلقولك رجلك الفوق

البرباش: حتى لو كان بش تقوللي أرقد في السبيطار، مش ش نرقد... لكن برشا جمعتين

الطبيبة: ممالا ش بيك في الصباح ماذا بيك بأزيد نهار... هاو بش نخليك تتفرّج في الــ Coupe d'Afrique الكل (طلعت فايقة بيّ)

البرباش: ما ننجمش نقعد جمعتين ما نمشيش للخدمة... و زيد عندي برشا التزامات، ما ننجمش

الطبيبة: باهي، هاو بش نعطيك عشرة أيام... لكن ترجعلي قبل ما ترجع للخدمة، و حتّى لو كان ما رجعتليش (و هي متأكدة أنّي مش بش نرجعلها)، حاول في الخدمة تكون ديمه قاعد، و ماذابيك تقيم رجلك لفوق

البرباش: (عامل فيها باهت و حزين) شنوّة نقيم رجليّ لفوق... علاه؟

الطبيبة: (تضحك) لا لا، مش الزوز، الرجل المنفوخة أكهو... (باقي تضحك) حطها على كرسي مثلا، حتّى كيف تحب تقعد ع الأورديناتور زاده... وماذا بيك تنقّص و تشد الفرش

الطبيبة: (ما نجمتش تكف الضحكة متاعها) هيا أخرج عليّ تو... (مازالت تضحك) ربّي يهديك... كان ثمة حاجة، بيناتنا التليفون، و ان شاء الله لاباس.

البرباش: يعيشك... بارك الله فيك دكتوره

تعدّى نهار م العشرة أيام، و نحس في روحي بش تطلع م القلق... ش بش يعدّيهم!


قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الأربعاء، يناير 16، 2008 19:00
الهداري الفارغة:

رغم أني عديت كعبة لا...

إلا أني كنت عندي شوية أمل...

قلت شكون يعرف؟ كيف هي الحكاية بروموسبور... لعل تخطفشي! على خاطرني نعرف روحي مزهار و ش ما يجي تخطفلي في الحكايات الفارغة.

لكن... للأسف، البارح جاني اس ام اس... يتأسفولي فيه على خاطرني ما نجحتش.

ما عزّو بيّ في الحكاية الكل، كان هاك العشرة آلاف متاع التمبري... و المشيان و الجيان (والتمشوير) اللي طلع بالفارغ

نصبّر روحي و نقول كيف ما يقول القايل: من فم البير و لا من قاعو، خير م اللي ننجح في البروموسبور توّه، و نولّي نطمع في بقية التصفيات متاع الكاباس، و في الآخر ترصّيلي كيف كيف... عاد من تو خير...

رعم اني حبيت ننجح، ع الأقل في المرحلة هذي، مش على خاطرني نحب ننجح و إلا م العباد اللي ما تتحملش الفشل (بالعكس، التدوبيل ولّى هو العادي في الحكايات هذي)، لكن قلت ع الأقل نفرّح العايلة، خلّيهم يعملوا جو... خليهم يفرحوا بالله، على خاطرهم الدار مش فاهمين منها حتى شي (هو كيف تجي للرسمي، أنا بيدي مانيش فاهمها الحكاية كيفاش بالضبط... و ما نتصوّرش كان ثمة شكون فاهمها على قاعدة، كيف ما يلزم)، يعني يكفي أنّي نقوللهم راني نجحت و نورّيهم الإرسالية اللي جاتني ع البورطابل... و ندز فيها اني فرحان بش نطير بـالفرحة




الدار كيف يشوفوني فرحان، تو يفرحوا، من غير حتّى ما يسألوا كيفاش و لا علاش... و تولّي عاد تجي الطّامة و العامّة تبارك و تهنّي و لو كان لزم يتذبح فيها علّوش و تولّي فيها قعدات و شيخات... خلّي العباد تاكل... لا قعد.

الله غالب، مش كاتبة...




قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الثلاثاء، يناير 15، 2008 20:53
الهداري الفارغة: ,

ما نعرفش علاش؟

كل وين تلقى ثمّـه مشكلة في العايلة، يحطّوني أنا في راس المدفع... ديمات الوالد يحس بيّ أنّي فادد م التمشوير الفارغ، و ما يلقى ما يقلّي غير أنّو الجماعة يكبّرولي براسي، و اللغة هذيكة متاع أعمل الخير و أرميه في البحر، و تتمزّى (تعمل مزيّـه) ع العباد خير م اللي العباد تتمزّى عليك، و تلقاه نهار آخر... و إلى ما غير ذلك م الكلام المعروف في المواقف هذي و اللي نلقى روحي مضطر بأني نتظاهر اللي انا مقتنع بيه بش ناخو بخاطر الوالد لا أكثر لا أقل...

(...)

عندي دار الجدّة، نتلمّوا فيها العايلة الكل كل مدّة... جات في حومة تابعة كيف ما يقولوا للبلاد العربي... الدّار هذي دار عربي، قديمة، برغم عديد الإصلاحات و الترميمات اللي قاموا بيها العايلة على مر الزمان، قعدت محافظة ع الطابع متاعها... و بالرّغم من انو كيف تدخللها، يتولد عندك إحساس انها تنجّم تطيح في أي لحظة، إلاّ أني جدتي شادّة صحيح اني تعيش فيها، و خرجتها تكون م الدّار اللي عرست فيها بجدّي (تو عندها الحكاية فوق الـ 80 عام)... تعجبني جدتي كيف تلقاها تحكي على جدّي (الله يرحمو، انا ما خلطتش عليه... و حتّى الوالد ما يتفكروش، مات و خلاه في القماطة كيف ما يقولوا و ناس بكري ما كانوش يعرفوا التصاور) و تحس في حديثها أنها مازالت لتو متوحشة طلّة جدي عليها و تستنى في النهار اللي ربي يهز متاعو على امل انو يجمعها بجدي في الدنيا الأخرى...

عاد دار جدتي فيها كيف الحوش من قدام، مسيب ما عليهوش سور و إلا سياج بش يفصلوا ع الكياس... و اللي بالشوية بالشوية ولّى مكان تتلم فيه الحيوانات الأليفة اللي ما عندهاش ممالي، و من بعد ثمة شكون يكيدوا بش يوصل لآخر النهج و يحط الزبلة متاعو يمشي يرميها في الحوش ينبشوها القطاطس لين تتعدّى الكميونة متاع البلدية، تهز شطرها و تخلّي الباقي مفرّت على كبر الحوش...

هذا الكل من غير ما نحكي ع الظاهرة متاع التبوّل ساس الحيط... تمنّيت نهار نشدّوا واحد بالكمشة (متلبّس) يعمل في عملتو... لكن شي و زيد انو الحكاية هذي صارت في مرّات قليلة ننجم نقول تتعد ع الصوابع، هي اللي ما خلاتناش نهتمّولها بدرجة كبيرة (و ما نكتبوش ممنوع التبوّل ع الحيط)


لكن القطرة اللي فيضت الكاس... هي أنّو ثمة شكون م الجيران (متاع جدتي)... بعد ما عدّى أعوام بطّال يتلاوح من قهوة لقهوة، و من حبس لحبس (م الأصحاب متاع الجربوع، اللي ما يعرفش الجربوع ينجم يقرى التدوينة السابقة [غصرة... و تعدّات])، ربّي هداه كيف ما هدى غيرو و قرّر بش يولّي يخدم على روحو، ع الأقل يدبّر حق الدبّوزة خير م اللي يقعد يتلبّط ع العباد... عاد السيد هذا قرّر أنّو يعمل برويطة متاع حوت، يعني انّو بش يولّي حوّات (يا حوّات، ربّي يعينو ما قلت شي، و الحوت لهنا متوفّر مش كيف الحوات اللي حكى عليه خونا كلانديستينو في تدوينتو [حوّات الصحراء] يعني ينجّم يدبّر خبزتو بعرق جبينو)، و شرى برويطة و ميزان و قصد ربّي...

قبل كل شي، بش ننجم نكمّل الحكاية، السيد هذا اللي كنت نحكي عليه، ش علينا في اسمو، لكن العباد تقوللوا الزّڤط (بثلاثة نقط فوق القاف)، على خاطرو أوّل مرّة دخل فيها للحبس، كانت بسبب أنو وقت اللي مازال صغير يتعلّم في الهملة و التبوريب، حكمتلو السّكرة أنّو ينزع حوايجو الكل و يقعد يدور زڤط (لحمة، كيف ما ولدتّو أمّو) في قلب الشارع في وسط المدينة في عشويّة متاع سبت (يعني سامدي سوار، وسط البلاد تلقاه يعبّي و يفرّغ)... من وقتها العباد ما عادوش يعيطولوا باسمو... و هو بيدو رغم اللي ما تعجبوش التسمية هذي، لكنّو ما يبديش أي اعتراض في أنّو العباد ينادولوا بيها...

عاد سي الزّڤط هذا، في الأوّل كان يحط البرويطة في دارو، عندو حوش صغير تابع الدّار م الداخل قاعد يستعمل فيه، لكن م اللي توفّات الوالدة متاعو، ما نعرفش عليه ش طلعلوا في مخّو، ولّى يحط البرويطة في الحوش التابع لدار جدتي... رغم انهم نبهوا عليه بش ما عادش يحط البرويطة ثم، لكن شي، تقولش عزوزة و ما همها قرص...

علاش مش في مرّة م المرّات اللي تلمّت فيها الفاميليا، قرروا أنهم يقيموا حيط حد الحوش متاع الدّار و يعملوا باب، بما أنّو سي وخينا ما هوش ناوي يجيبها لبر... من حينو جابوا البنّاي و خذاولوا السلعة و تفاهموا أنّوا من غدوة يصبّح يبني...

علاش مش البنّاي من غدوة، هو يبني و الزڤط يهد، و الكلام المرزي م الفوق. قد ما حاولوه الرجال الكبار و جماعة الحومة و مشوا حكوا مع العايلة متاعو، قاللهم ما يصير منّو شي و هذاكه الحوش يقعد مسيب بش نحط فيه البرويطة متاعي... بدّلوا البنّاي، جابولوا واحد خليقة كيفو... في النهار ما عمل شي، لكن كيف صبح الصباح... الحيط صبح مهدود

جابوا بنّاي آخر، مجرّد أنّو الزّڤط ڤحرلو شويّة، عدّى بقيّة النهار و هو يطيّب في التّاي و يشرب (ع الأقل وفّر حق السلعة اللي كانت بش تمشي تراب)

من غدوة، مشيت انا و عمّي للمركز متاع الشّرطة، بش نشكوا بالزڤط هذا ع الشي اللي قاعد يعمل فيه... قالولنا أنو الحكاية مش من اختصاصهم، لأنها تخص جماعة الشرطة البلديّة.

مشينا لجماعة الشرطة البلديّة... طلبنا بش نقابلوا المسؤول الكبير متاعهم، و قابلناه... حكينالو ع الحكاية الكل و كيفاش أنو جارنا هذا مش حابب يخلّينا نبنوا الحيط... الحق متاع ربّي أبدى تفهّم كبير و أكدلنا أنّو عندنا الحق و السيد هذايا (الجار) ننجموا نشكوا بيه و ندخلوه للحبس كان نحبّوا نوصلوها لمواصلها... و كان من حينو بش يقوم معانا بش يشرف على عملية البناء بنفسو و يلزم جارنا أنو ما يتدخلش بأي صورة...

و أحنا خارجين م البيرو متاعو... سي علي، (رئيس المركز متاع الشرطة البلدية، سمو علي... و احنا استانسنا، و إلا هوما سنسونا، الله اعلم بيهم... انو كيف تلقاه واحد اسمو علي، نقولولوا عمي علي) سألني

عم علي: بالله شكونو السّـيّـد هذا؟

البرباش: (بزربة، و احتقار) تي هاك الزّڤط

عم علي: (يتفاجأ، و تتغير النبرة متاع الصوت متاعو... نحو الأسوأ) بـفــفــفــف... ما خلاّكمش تبنوا؟

البرباش: (متحمّس) إيه نعم، ياخي هي البلاد على ڤرنو... ماهيش مسيبة!

عم علي: (صوتو ماشي و يتّـرخف) و انتوما عملتوا رخصة؟

البرباش: ش من رخصة، الحكاية الكل حيط بش يطلع زوز ميترو لفوق و أكهو!

عم علي: (بنبرة فيها شوية حزن) إيه وليدي... الحكاية ماهيش مسيبة، ثمة قانون في البلاد؟

البرباش: (بديت نشمها قارصة) و الشي اللي قاعد يعمل فيه الزڤط قانوني؟

عم علي: لا لا... أما انتي بش تكون أمورك قانونية... يلزمك تعمل رخصة؟

البرباش: علاه؟

عم علي: شوف ولدي، أنا لهنا، نمثل القانون... و بش نتدخل، يلزم تكون الأمور الكل قانونية... و إلا تولي الحكاية فوضى و تخلويض؟

البرباش: إيه نعم، نفهم فيك... فوضى و تخلويض

من غير ما نكمّل نحكي ش تقال، خلاصة القول: طلعت البلاد... على ڤرنو، بالرسمي (نحكي ع الزڤط)... يقول القايل خاف من ربّي، و م اللي ما يخافش من ربّي... الحكاية هذي يخدم بيها الانسان العادي، البسيط... اللي كيف ما يقولوا: لا حول له و لا قوّة.... لكن انّو شخص يمثل، بحكم الوظيفة متاعو، في سلطة القانون، يخاف من انو يتدخل خوفا من ردّة فعل بعض الأوباش بمنطق فك عليّ م المشاكل... يولّي وقتها الواحد عندو الحق كيف يطلب اللطف من صاحب اللطف.

ش علينا فيه، ربّي يهدي ما خلق!

مشيت للبلدية، نسأل ع الشي اللازم بش نعمل رخصة نبني بيها حيط، نستخايل م اللول بش يقولولي جيب مطلب تصحح عليه جدتك (و نصحّح انا في عوضها) و نسخة من بطاقة التعريف (و إلاّ مش لازم) و أرجع بعد مدّة، طلعت فيها بيانو يلزمو يتّعمل من عند أرشيتكت (مهندس معماري) و شهادة في الخلاص متاع البلدية و شهادة في الخلاص متاع القباضة و جواب متنبر و مطلب بالطبيعة...

واحد من عموماتي قال مادام الحكاية فيها بيانو، نجيبوا عدنان... شكون عدنان هذا؟... قالوا مصلّي ع النبي مهندس (أدّ الدنيا) قديم و م الفاميليا (من بعيد) و ملزوم ما يذارينا في السّوم.

و لو انّي ما نعرفوش عدنان هذا، أول مرّة نسمع بيه. ما عندناش برشا عباد في العايلة اللي مكمّلين قرايتهم، محسوب يتعدّوا ع الصوابع (و أنا منهم)، معناها مش انّو توصل يكون عندنا أرشيتكت و ما نعرفوش... لكنّي ما حبّيتش نعكسهم و قلت خلّيني نمشيلهم بهواهم

هيّا تفاهموا مع سي عدنان، على انّو في الويكاند بش يجي ياخو القياسات متاعو و يريڤل البيانو متاع الرّخصة (و فرد مرة ثمة شوية تصليحات و تبديلات في الدار)... و حبّيت نحضر وقتها ع الأقل نتعرّف عليه.

أوّل حاجة، سي عدنان هذا جا على موتور... و كيف تغزرلوا، ما تهزّوش بمقص النّار... كيفاش يكون أرشيتكت، الله أعلم بيه... ما حبّتش تدخل لمخّي... سبحان الله، تلقاه الواحد باين من وجهو الوهرة متاع الأرشيتكت، الجماعة القراية متاعهم الكلها ديكور و الوان و زيد يقروا مع بنات مصلّي ع النبي سمعتهم سابقتهم (بعد الفيديوات اللي هبطت تو عام و إلاّ عامين لتالي) ع الأقل تلقاهم فايقين شويّة و الشي اللي حكيت عليه، ثمة البعض م الإنعكاسات متاعو، تشوفها في الشخص (اللي هو الأرشيتكت) اللي واقف قدّامك...

ثاني حاجة، كيف جابولوا قهوة (بما انّو جا ع الصباح) و معاها شويّة حلو دباري... ما حبّش ياكلهم، و لو عرف السبب، بطل العجب... قاللك ما هوش متعوّد ع القهاوي و الرّيق الفارغ هذا، مستانس ع الصباح يضربلها عجّة بعظمتين... و يزيد عليها كاس حلبة (بش يعدّي بقيّة النهار ناشط)... صحيح يقولوا كول على كيفك و البس على كيف الناس، لكن مش كل ما تاكلو تحكيه للناس

صحيح أنّي نظهر متحامل على عدنان هذا، رغم اللي هو محسوب ع الفاميليا (و لو من بعيد، لكنّو منها)... لكن نحب نأكد انو هذا ناتج عن قناعة مع الشخص هذا بالذات) مش محقرانية فيه، لكنّو أعمالو هي اللي وصلتّو للشي هذا...

م الآخر، ما طلعش أرشيتكت جملة، قاري للخامسة ثانوي و عامل عامين مهني في الرسم التقني و التخطيط (dessinateur projeteur) و كيف يسألوه يقول أنّو مهندس معماري... و قدّاش من مرّة يخطب طفلة على أساس أنّو أرشيتكت، لكن كيف أهلها يفيقوا بيه يبطلوا منّو.

عطيتو مياة دينار (من جيبي) بش يبدى الخدمة، قعد شهر و نص و هو يهز و يرد و يجيب و يجلّب تقولش بش يبنيلنا ثكنة متاع عسكر و كيف يسألوه يقوللهم اللي الدوسي تعدّى ع اللجنة و قالولوا بدّل هذي و رجّع هذي... لين نهار مشيت للإدارة متاع التجهيز اللي في البلدية و قالولي اللي هو ما جابش دوسي جملة و اللي هو ماهوش مهندس و ما عندوش الحق يقدّم ملف متاع رخصة يناء... كيف واجهتو، قعد يمهمه و قاللي اللي هوما يكذبوا و ما يعرفوش (و هاك اللغة)... و من بعد ولّى ما عادش يحب يهز عليّ التليفون جملة... ولّيت نكلموا من نوامر أخرين (يهز عليّ) لين في الآخر ما عادش فيها... تضاربنا و لو كان ما حزّوناش ولاد الحلال رانا الزّوز رصّاتلنا واحلين...

كيف طلعت الحكاية هكّه... حلفت عليها الرّخصة هذي اللي انا مش بش نعملها، و الحيط يلزموا يتقام... صحيح أنّو ولاد الحلال نصحوني انّي نمشّي حويجة بش ننجم نمشّي الأمور... لكنّي خاسر مياة دينار عند عدنان ما حبّش يستعرف بيها... و عموماتي رموا اللوم عليّ و ولّيت انا الغالط كيف طلعت الحكاية فيها خسارة فلوس (بش ما يدفعوش معايا)... و زيد في الأوّل و في الآخر... الرّشوة تطلع و إلاّ تهبط، نراها حاجة حرام، و حتّى لو كان بش تصير... ما نكونش طرف و ما نساهمش فيها... معناها تكون على غير يديّ

نرجع لعمّك علي، نعاود نجبدلو ع الحكاية، يسألني ع الرّخصة... نقوللو أني مشيت للبلدية، قالولي ما يلزمهاش رخصة، مشيت للمعتمد بش نقدّملوا شكاية، قاللي امشي لسي علي و تو يهتم بالمسألة (و أنا لا مشيت و لا قدّمت حتى شكاية)... يطلب منّي بش نرجعلو غدوة الصباح

نرجعلو من غدوة

البرباش: هيّا كيفاش عمّي علي؟

عم علي: (بش يركب ع الكميونة متاع الشرطة البلديّة) برّا اسبق ولدي، و أحنا تو نخلطوا عليك

البرباش: (الحق متاع ربّي... جدّت عليّ) داكوردو عمّي علي... بارك الله فيك

مشيت لدار جدتي، صباح كامل نستنّى فيه و شي... لا حياة لمن تنادي

م غدوة كيف كيف..

عم علي: الله غالب ولدي، آمس ما نجّمتش نطل عليك... اليوم هاو قيّدتك في الليستة (و يورّيني دوسي شاددو في يدّو، من بعيد)

البرباش: (عارفو مش بش يجي، لكن ما فبها باس نمشيلو بهواه... ابتسامة خفيفة) مش مشكل عمّي علي... أما اليوم تجـــي، نستنّاك راهو

و ما مشيتش لدار جدتي جملة، قلتلهم لو كان جا عم علي متاع البلدية كلموني... و بالطبيعة ما كلمونيش، و أحنا أصلا ما عاودناش جبنا بنّاي

برّا تعدّوا أيّامات... و أنا مارجو هكّه عمّك علي... لين ولّينا ع المكشوف ندزّوا في البيدق على بعضنا

عم علي: برّا ولدي هاني تو خالط عليك، شوف ننجم نسبقك راهو!

البرباش: (ابتسامة عريضة) ممالا نعمل جرية عمّي علي؟

عم علي: لا لا... كيف تعجّل ننجموا نطيحوا كف و غرزة

و قعدنا هكّاكه مدّة... نتذكّر وقتها قبل ما نمشي للخدمة، نتعدّى نصبّح على عمّك علي و من بعد نمشي نخدم على روحي...

لين فدّيت... و لو العايلة ما عادش مهتمّين بالحكاية، و الأكثر ما في بالهمش اللي أنا باقي ماشي جاي عليه سي علي هذا... لكنّي قعدت حاطط في قلبي... و انا بطبيعتي حبالي طوال برشا و ما نسلّمش بالساهل.

هيا علاش مش نهار، الوالد على ما عزّيت بيه م الغزّول اللي ولّى نابتني، قال لي امشيلهم بهواهم، سلّك امورك و من بعد يعمل الله... حتّى كيف سألت، قالولي أنو جماعة التراتيب، و خاصة عمّك علي، م العباد اللي كيف يمشي يتفقد و يلقى الأمور الكل قانونية، تطيرلو... و بالطبيعة يفرح كيف تكون الأمور مش قانونية، يفرح لأنو وقتها ينجّم يدبّر راسو...

من غدوة، قصدت ربّي كيف العادة ع الصباح، صبّحت على عم علي

عم علي: (فادد منّي) هيّا شنوّه تو

البرباش: كيفاش شنوّه، انا بش نقللك و إلاّ انتي بش تقوللي

عم علي: ياخي ما عندي كان انتي في جرتي

البرباش: لا، لكنّي واحد م اللي شادّين جرتك، و زيد عم علي، ماني فسّرتلك الحكاية شنية... بسيطة ياسر و ما تستاهلش...

البرباش: (ندخّل راسي م الشبّاك متاع الكميونة) و مش لازم تجي انتي بكلّك عمي علي، ابعث أي واحد م الجماعة

عم علي: (يتلفّتلي فرد تلفيتة) كيفاش؟

البرباش: (ننقّص في صوتي، لين محسوب ولّيت نوشوش) تي أي واحد يحضر معانا و يوقف ع البنّاي... بش هاك الزڤط ما يحلّش فمّو

البرباش: (ابتسامة صفراء) و ما يروّح كان فرحان عمّي علي

عم علي: (مركّز معايا، حتى هو نحس بيه قاعد يبتسم، لكنّو ما يحبّش يظهر على روحو) لا لا، ش بينا نستناو في مقابل أحنا... قاعدين نخدموا على رواحنا

البرباش: بالطبيعة (تو هذا كلام)، و ربّي يعينكم م الفوق

و يهبط عمّك علي م الكميونة... يدخل لداخل، و يخرج معاه عون م الأعوان متاع التراتيب (واحد جهامة... يخوّف، ننجم نقول ما يصلح كان هو لمثل المواقف هذي)...

كيف خرجوا م الأول، ظاهرين قاعدين يحكوا بالشوية (عم علي يقرّي فيه في درسو)، لكن كيف وصلولي، عمّك علي ولّى يعيّط

عم علي: هاك تو امشي مع سي البرباش، و كان لزم تقعد ثم صباح كامل لين يكملوا خدمتهم

العون: حاضر عرفي

البرباش: و كيف الزڤط يعاود يخوّضها

عم علي: ش بيها مسيبة هي، ثمة قانون في البلاد، كيف نعرف نحط دين والديه في الحبس

البرباش: (هاو طلعت مش مسيبة) يرحم والديك عم علي

وصلنا لدار جدتي، عمّي من حينو جاب زوز بنّاية و خدّام... الزڤط كيف يلقى العون ثم، ما حلّش فمّو... زاد العون ما سكتش، مشالو و نبّه عليه بش ما يتدخلش، و انّو حتى لو كان الحيط تنفخ عليه الرّيح تطيحو... فإنّو هو اللي بش يكون مسؤول قدّام القانون (مجرّد كلام و اكهو... فقط للردع، و هذا هو اللي كان مطلوب في الحالة هذي)...

و كملت الخدمة... حتى كيف حكيت الحديث اللي صار مع عمّ علي لعمّي، قاللي ش يهمّك فيه، أتو نتصرّف مع العون متاع التراتيب... هذا الكل، و هاك العون واقف شادد بلاصتو... عرض الوالد عليه انّو يدخل يفطر معانا... لكنّو ما حبّش على خاطرو قاعد يخدم على روحو...

يدخل عمّي لدار جدتي، يجيب قفّة يمدها للعون...

عمّي: (يحكي بجدّية لدرجة خلاتني تجد عليّ) هيا تفضّل ولدي، و سلّملي على عمّك علي بالله، أوووووووه! هذاكه حبيبي برشا

العون: (باهت، في نفس الوقت اللي قاعد فيه يتلصص بش يعرف محتوى القفة) يبلغ

العون: (بعد ما شاف اللي في القفة) شنوّة هذا

عمّي: حتّى شي، و الله ما هو من قدركم... بش توسعوا بالكم و أكهو

العون: لا لا، شبيني ... (ما كمّلش الجملة، لكن نتصورو كان بش يقول: نطلب عليكم)

الوالد: (بنفس الجدّيّة متاع الحديث متاع عمّي) مش ليك وحدك، أعطي للجماعة و أعملوا جو...

العون: لا لا... خلّيني نمشي على روحي بالله

عمّي: كيف ما تحب وليدي، ساعه حبّيتك تقعد تفطر معانا... أحنا في سبرنا ما يجيناش ضيف و يروّح هكّاكه... يا رسول الله حتّى كاس تاي لا

الوالد: كيف ما تحب ولدي، برّا يرحم والديك، و يكثّر منّك النّاس... و سلّملي على سي علي بالله، رد بالك تنسى

انا بصراحة، وقت اللي صار الحديث هذا قدّامي، ما فهمت شي، و ما حبّيتش نتدخّل، خفت لا نجي نطبها نعماها... لكن وقت اللي شفت ش فمة في القفّة، عرفت علاش عم علي بعثلي تحيّة مع واحد من اصحاب الوالد... أنّو ملزوم ما يجيني نهار، ونطيح تحت الضّرسة (من هنا لوقتها يعمل الله دليل... شكون يعيش)

القفة كانو فيها زوز دبابس متاع ڤازوز (مشروبات غازيّة) وحدة حمرة بو ليترة و نصف، و وحدة كحلة بو ليترتين... و معاهم باكو بشكوتو (مدوّر و بالشكلاطة)

الحكاية عندها محسوب شهور (قرابة الستة)... لتو عمّك علي كيف نتقابلوا في الثنيّة... يقعد يڤحرلي على فرد جنب

المهم، أنو الحيط تقام... و الزڤط ما عاودش عمل حتّى شي (طلع بالحق ش ما يجي يخاف)... و جدتي توفّات، و خرجت من دارها كيف ما حبّت (الله يرحمها، حلّولها قبر جدّي و دفنوها فيه...) و الدّار قاعدة تو نظيفة تعمل الكيف، يتلموا فيها العايلة كل مدة يترحموا على هاك العزوزة...




قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الأربعاء، يناير 09، 2008 18:00
الهداري الفارغة: , , ,

ماهيش حكاية المرّة هذي... حبيت فقط نقول مبروك علينا العام الهجري الجديد... كثرت التباريك و الأعياد هــ المدّة و ما مدبرينها في الحكاية كان جماعة التيليكوم و التونيزيانا، صحّه عليهم

شوية تغييرات و شوية أخبار حبيت نحكي عليهم في التدوينة هذي...

أوّل حاجة: تغييرات جوهريّة

شويّة تبديل في المنظر متاع البلوڨ، خاصة البانر اللي الفوق، كانت ثمة تصويرة متاع واحد هايم على فلوكة في البحر في الظلام، الله أعلم بيه يصطاد و إلاّ بش يحرق

تو ثمّة تصويرة متاع نمّالة تبربش في التراب...

الحكاية و ما فيها، قالولي بدّلها التصويرة... و بما انّي نسمع الكلام... بدّلتها

ثاني حاجة: شويّة... فن و موزيكا

التركينة متاع الموزيكا اللي ع اليمين، ما عادش فيها الأغاني متاع ناتاشا أطلس، تو فيها الأغاني متاع مطربة أخرى اسمها لينا شماميان

فنانة سورية أصلها من أرمينيا (ثمة غناية ... تغنّي فيها باللغة الأرمينبية)، تغنّي م اللي عمرها خمسة سنين... عندها شهادة جامعية من كلية الإقتصاد تحصلت عليها عام 2002، و على ما يبدو فاقت اللي الشهادة متاعها ما توكّلش خبز... فانتسبت لمعهد الموسيقى.

عندها صوت ملائكي تحفون برشا، و أسلوبها في الغناء يذكّر بحكايات ألف ليلة و ليلة

ما عندها كان زوز ألبومات: هـالأسمر اللون (2006) و شامات (2007)، تلقوا الأغاني متاعها الكل في ركن [شوية... فن و موزيكا] اللي ع اليمين

بالنسبة لأغاني ناتاشا أطلس، اللي كانوا محطوطين في التركينة... اللي يحب يستحفظ بيهم (قبل ما ننحّيهم) ينجم ينزل على اسم الغنّاية و يسجّلها


ثالث حاجة: سلّكوها... جماعة الأرياف

كمالة الحكاية، الكمبيوتر تم إصلاحو (ما نعرفش عليهم كيفاش دبروا روسهم، يقعد الخير ديما موجود في الدنيا) و الوليدات تو مصلّي ع النبي عاملين جو و مستمتعين بالشي اللي قاعدين يتعلموا فيه

ربّي يعطيهم الوقت الطّـيّب.

إيناس (اللي ما يعرفهاش، ينحّم يقرى تدوينة [مساكين... جماعة الأرياف]) نهار الإثنين اللي فات قالتلي ع الحكاية، و جابتلي شهادة شكر م المدرسة (حتى هي عطوها شهادة زادة، نفس الشهادة متاعي مبدلين فيها الإسم أكهو... و المؤسسة متاع بوها بالطبيعة بعثولها شهادة سمحة، شروها م المكتبة)، الطريف في الأمر أنّو الشهايد متاعي و متاع إيناس هوما عبارة على ورقة بيضة، عادية، على ما يبدو كتبوها ع الكمبيوتر متاع المدرسة و فيها طابع و تصحاحة (الإمضاء) و النص متاع رسالة الشكر، باللغة العربية، فيه أربعة أخطاء لغوية (متاع همزة و إلا ت غالطة، من غير ما نحكي ع التعبير في حد ذاتو...)، اللي حتّى من إيناس جابتلهم خبرة كيف المعلمة صاحبتها جابتلها الشهايد، و اللي كيف سألتها عليهم، قالتلها اللي هوما نهارين بش نجموا يكتبوا هاك الكليمتين... على كل، خبر من بلاش و يرحم والديهم اللي ع الأقل تفكروني.

رابع حاجة: الكتافات، و حكاية المعلمة اللي بلاش باك

امام تشكّيات البعض م الأولياء متاع التلامذة... و بعد العودة م العطلة متاع الشتاء، تفاجأ الأولياء متاع التلامذة اللي يدرسوا في احد الأقسام متاع السنة الثانية، انها المعلمة المذكورة سابقا في تدوينة [الكتافات... و ما تعمل] و زادة في تدوينة [الكتافات... و ما قالت الناس] هي اللي بش تقرّيلهم وليداتهم... ردّة الفعل متاعهم كانت سريعة و العديد منهم دخل للقسم و قام بإخراج الطفل متاعو قدّام مها اللي لقات روحها تقرّي في قسم محسوب فارغ (كعبتين و كعبة، و الأولياء أصرّوا على عدم إرسال أبناءهم للمدرسة)... إدارة المدرسة، قررت أنها ترجّعها للقسم اللي كانت تقرّي فيه (ما يسالش، تلامذة السنة الخامسة، الأولياء متاعهم متفهمين و ما يحبّوش يعملوا المشاكل برشا، لا يرد فاس على هراوة)...

يبقى الحال على ما هو عليه، و على المتضرّر و اللي مش عاجبو أنو يختار حيط م الحيوط اللي قدّامو (و الإقتراح هذا تقدمت بيه المعلمة بيدها سابقا)، و يكسّر راسو عليه

خامس حاجة: حتّى شي...

حبيت نقول خمسة و خميس و برّه




قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الجمعة، يناير 04، 2008 03:15
الهداري الفارغة: ,

الحكاية هذي صارتلي و انا مروّح بش نحتفل براس العام (réveillon) لكن الله غالب ما لقيتش وقت بش ندوّنها كان الليلة...

مشيت للمحطّة متاع اللواجات، قصّيت التسكرة، و قعدت نلوّج ع اللواج اللي بش نركب فيها...

المحطّة الجديدة متاع اللواجات متاع سوسة (اللي ماهيش جديدة، لكنّي م المرّات القلال اللي ندخللها، كيف كنت نقرى، كانت ثمة محطّة أخرى في بلاصة أخرى على ما نتذكر يقولولها سوق الأحد)، على قد ماهي منظمة، على قد ماهي داخلة بعضها...

ما عليناش، لقيت اللواج، معبية... ناقص زوز بلايص، و الكراسي اللي مع جنب الشوفير فارغين... على عكس ما نعرف، العباد لهنا يبدوا يركبوا بالتوالي لين يوصلوا لقدّام... عندنا احنا، يبدوا بالبلايص القدّامين، و عمال بالتوالي...

الحكاية ما طولتش، جا السيد اللي كمّل العباية، و بما أنّو طلع أطول منّي (م المرّات القليلة اللي الطّول متاعي ما يحسمش الموقف و يخوّلّي بش نفرض كلمتي ونركب مع جنب الشباك)، ركبت انا في الوسط، هو على يميني، و الشوفير على يساري

ماشين، ثنيّة كاملة و هاك الشوفير يحكي... يعطيه القوّة ما أكثر حديثو، ما خلاّش نكتة ما قالهاش و ما ثمّاش حاجة ما حكاش علاها، و انا غالبني النوم، و ساعة ساعة نحل عيني و نضحكلو من غير ما نعرف فاش يحكي و نعاود نغطس في النوم...

قريب ندخلوا لتونس، بديت نفيق... ثمة زوز بوليسية مسكرين الثنيّة و حاطّين باريارات (barrières) في قلب الكيّاس، هاك اللي العبد مجبور عليه يعمل ستوب (STOP)، لين يقولولوا تعدّى... لكن المرّة هذي، ما خلّوناش نتعدّوا... اتّـكّـينا على جنب...


هبط الشوفير م اللواج، ما ستنّاش البوليس لين يجيه... حكى شويّه مع البوليس، و رجعّلنا

الشوفير: هيّا بطاقات التعريف يا جماعة!

مرا راكبة من تالي: أني زادة (هي المرا الوحيدة الراكبة في اللواج)

الشوفير: لا، لا... الرجال برك يا مدام

البرباش: (مفجوع) علاه، رافل؟

الشوفير: لا، ما ظاهرلي... مش هكّه الرّافل...

هز البطاقات متاع التعريف، و رجع، قعد واقف قدّام اللواج

البوليس ما بطاش، جا مدلو البعض م البطاقات ، و دار ش حكى معاه... يدخّل راسو م الشباك (الشوفير)، يسكّت الموتور متاع اللواج و يجبد المفتاح و يمدلي الكوارت... نثبّت ما لقيتش الورقة متاعي، السّيد اللي مع جنبي كيف كيف زادة، الجماعة اللي راكبين لتالي، الكل خذوا الكوارت متاعهم (خمسة كوارت جملة).

بديت نقلق...

الشوفير يحكي مع البوليس... مانجمتش نفهم فاش يحكوا... و لكنهم قاعدين يغزرولي... يا رسول الله، ربّي يحسن العاقبة وبرّه... بديت نخاف جملة واحدة

يدخل الشوفير يشد بلاصتو، البوليس يوقف بحذا الشبّاك اللي على يميني (يمين السيد اللي مع جنبي)

راجل راكب في الوسط: هيّا شنوّه تو... بش ندبّوا و لاّ مازلنا

الشوفير: لا يا خويا، الحكاية مازالت بش تبطى شوية

المرا اللي تكلمت قبولي: (تصيح، متغششة) تي علاه هكّــه بالله، ياخي ما عنّا ما نعملوا!

الشوفير: (متنرفز) و ش بيكي تصيحي عليّ يا مدام، برّي أحكي معاه

البوليس، اللي قاعد يسمع في الصياح و العياط متاع السّيدة اللي راكبة من تالي، يدخّل راسو م الشباك

البوليس: (بصوت أجش و نبرة حادة تدل ع الصّرامة) وسّع بالك يعيش أختي... الله غالب الكمبيوتر متبلوكي... أصبر شوية و تو تروّح على روحك... ش بيها بش تطير الدنيا

المرا: (بصوت منخفض و نبرة تدل على إقتناعها بالكلام متاع البوليس، بعد العياط و الغش اللي كانت عليه... و لو أنو ظاهر أنّي الحكاية مش عاجبتها، لكنها مغلوب على أمرها، ما عندها ما تعمل) مش مشكل، مايسالش

البوليس، يثبت في الوجوه متاع العباد الكل، نحسّوا مركّز عليّ انا... يقوللي

البوليس: انتي برباش؟ (بالإسم و اللقب)

السيد اللي مع جنبي: شكون؟ لا! مش انا...

البوليس يڤحرلو على فرد جنب، لو كان جيت في بلاصتو راني قلتلو: و انتي شكون سألك على عمرك تتدخّل في حاجات ما تعنيكش؟ لكنّو ما قاللو حتّى شي (و أنا مش متفاضيلو)... و يعاود يتلفتلي

البرباش: (باهت، و مفجوع) أنا؟ ما نعرفش! إيه نعم، أنا هو... علاه؟

البوليس يعاود ياقف، من غير ما يستنى أنو يسمع الإجابة متاعي، أو يفسّرلي شنية الهدرة

أنا (و العياذ بالله من كلمة أنا)... بديت نحس في روحي بش نبول تحتي، و في نفس الوقت قاعد نخمم شنية العملة اللي عملتها، ما لقيتش حتى جواب في مخّي، هذاكه هو الريتم نعيش عليه تو عندي فوق العامين... ما ثمه جديد، كان البلوڤ هذا، و مانيش قاعد نحكي فيه في حاجة هكه و إلاّ هكّه...









و اللي زاد على ما بيّ، أنو اللواجيست يتلفتلي و يقوللي

الشوفير: (بصوت منخفض، أقرب منو للوشوشة) لو كان تحب تو نهبط م اللواج، و انتي تسرسب بالشوية... و افصع، مد ساقيك للريح و اجري

البرباش: لا لا، زايد... مادام حطوني في الريشرش، ما عندي وين نفصع

الشوفير: تي شبيك راسك صحيح... و راس خويا ما تتفكر كلامي من بعد، و تندم، و تقول يا ريتني...

الشوفير: (يسكت شوية) أنا نقوللك! شطر الرجولية فصعة، و انتي أدرى بمصلحتك... و في الأول والآخر، هذي حاجة تخصك، انتى اللي بش تاكل المسبط مش أنا

تو صارت عندي قناعة كاملة أنو أنا هو الشخص المطلوب... طارت البولة على روحها، و الحكاية ولات جدّية... ما لقيتش سبب معقول أنو على خاطرو نهبط في الليستة متاع الــروشرش (recherche)، يعني كيف هي الحكاية هكه، كانوا ينجموا يجيبوني م الدار (العنوان المحطوط في بطافة التعريف)... التاريخ متاعي (الشي اللي عملتو) متاع العامين اللي فاتو تعدّى قدّام عينيّ و ما لقيتش حاجة اللي تخلّيهم يلوجوا عليّ، ما لقيتش حتى سبب غير البلوڨ هذا و لعنت النهار اللي حليتو فيه...

تذكرت الحوار اللي عملوه الجماعة في مدونة رديون، الجماعة قالوا أنو في تونس و الحمدولله ما عندناش مدونين في الحبوسات، مش كيف مصر و السعودية... زعمة نكون أنا أول واحد يدخل القفص الذهبي (و إلاّ الحكاية ما تتجاوزش كونها مجرّد قرصة وذن لا غير)... يمكن لو كان واحد آخر في بلاصتي راهو قال واش خص، ثمة برشا يلوجو عليها (كيف ما ثمة برشا أحق بيها م اللي يلوجو عليها)، ع الأقل يولي بطل في نظر البعض، لكن أنا صدقوني... ما عينيش فيها الحكاية.

و شنوّة حكاية المسبط هذي، صاره فيها مسبط زاده... و علاه المسبط جملة... و تذكرت الــجربوع، الجربوع هذا واحد خليقة، باربو، من كثرة ما دخل للحبس، العباد ولاّت تقوللو جربوع (الجربوع هو الفار الكبير، و التسمية هذي هي اختصار لعبارة فار كبير متاع حبوسات)، و هو بيدو يستعرف انو العيشة في الحبس بالنسبة ليه خير م اللي البرّه منّو، ع الأقل في الحبس لاقي قدرو و الكل حاسبينو عرفهم و يقرولوا ألف حساب... أنا بيدي كان يجد عليّ الحديث متاعو... لين نهار م النهارات، حكمتلو السّكرة أنو يبلبزها و يخمجها فبعثوا جابولوا البوليسية، و هو هايج هكاكة، مش فايق على روحو، حب يضرب بوليس... مجرد أنو حاول (ما خلطش بش يعمل حتى شي)، و ما نحكيلكمش ع الشي اللي صار فيه... يستاهل، هو اللي جابها لروحو، ربي يزيدو، ع الأقل برشا عباد فاقت اللي ثمه شكون عافس عليه كيف ما هو عافس في خلق ربّي...

نتذكر زاده مرة قاعدين نحكوا في القهوة، و حديث يجبد حديث... جبدنا الجربوع هذا و حكينا ع الطريحة اللي كلاها، ثمة شكون (شاهد عيان) أكد أنو الجربوع هذا، حتّى في الحبس، حاسبينو جربوع... هذاكه علاش كل ما يخرج م الحبس يزيد يعفس في العباد أكثر م المرّة اللي قبلها (عندو شحنة معنوية، طاقة يحب يفرقها ع اللي دايرين بيه)

هذا الجربوع... وقت اللي كان جربوع، تو مصلّي ع النبي عليه (عيني ما تضرّو)، تاب و ربي هداه و ولّى يخدم على روحو... عامل نصبة يبيع الثلج قدام المخزن متاع الشراب متاع المغازة العامة، و ساعات كيف يتقطع الشراب (كيف ما يتقطع الحليب) ما تلقاه موجود كان عندو، و مش كان الثلج أكهو، يبيع زاده بعض الأنواع متاع المكسرات اللي تصلح للقعدات، كل وقت و ثمرتو و النشاط متاعو يزدهر خاصة في الصيف وقت اللوز الأخضر...

صحيح أنو برشا عباد يلقوا رواحهم مضطرّين أنهم يشروا من عندو، حتّى و لو ما حاجتهمش بالثلج (ديمات يشروه من عندو و يخليوهولو، لعل تلقاه حاجتو بيه)، تجنبا للمشاكسات متاعو، لكنو و الحق متاع ربي، ما ضرب حد على يديه...


نرجع للمصيبة اللي نلقى روحي فيها لا نعلم و لا ندرى... مانيش عارف ش نعمل، مخي يلعب على برشا واجهات و ما ثماش حتى حاجة واضحة قدّامي... نجبد التليفون، قلت نكلم الدار لعل ينجموش يتصرفوا أو يتدخلوا... إذا بيه الشوفير يجبدلي يدّي بالشوية و يحاول يمنعني أني نستعمل البورطابل

الشوفير: (يوشوش كيف قبولي) فك عليك... تو يقولوا هذا يحسب في روحو عندو الكتافات

البرباش: (نبهت، عينيّ تتحل م الفجعة)...

الشوفير: و علاش تقلّق فيهم الجماعة، خلّي لين تاكل ما كتبلك، و تركح في بلاصتك... بعدين كلّمهم، ع الأقل يعرفوا وين يلقوك

البرباش: زعمة تقول انتي؟

الشوفير: أنا في بالي هكّه...

دقيقة صمت... فايق اللي اللواجيست يغزرلي على فرد جنب، و مش فاهم علاش، وقتها ما عادش عندي مخ بش نفهم بيه شنية الحكاية جملة...

الشوفير: انتي شنوة عامل؟ قاتل روح و لاّ سارق سريقة؟

البرباش: لا هذي و لا هذي، مانيش عارف...

الشوفير: ممالا شنوة حكايتك... (يزيد يقرب، ينقص في الصوت متاعو ع الآخرن لدرجة اني بالسيف ما نسمعو) تطلعش خوانجي؟

البرباش: (نتهز و نتنفض) لا! لا يا راجل... فاش تحكي

البرباش: (...) يمكن ع الأنترنت؟ و الله ماني فاهم!

الشوفير: ش تعمل في الأنترنت... تتفرج في الــ.بـ.رنـ.و؟

البرباش: (كثر الهم يضحك، صحّه عليه شايخ، اللي يدّو في الماء مش كيف اللي يدّو في النّار) هذاكة ش تعرف ع الأنترنت؟

الشوفير: ممالا شنوّه حكايتك، لاك خوانجي و لا تتفرّج في الــ سـ.كـ.س... ش قاعد تعمل في الدنيا هذي؟

البرباش: (نحكي مع روحي، ما نعرفش عليه إذا كان يسمع فيّ و إلاّ لا) نبربش

الشوفير: حاصيلو ربّي معاك... (عامل جو) ساعه تظهر عاقل و خاطيك!

البرباش: الله غالب، هذاكه ربّي ش حب؟

الله غالب زاده، وصلت الكرهبة متاع البوليسية، لكن مش كيف الأفلام المصرية، ماهيش تزمّر و الأضواء متاعها طافين... يهبطوا منها زوز بالكسوة متاعهم، يتحل الباب متاع اللواج، تذكّرت الكلام متاع اللواجيست قبولي، يا ريتني فصعت، لكن تو ما عاد يفيد فيها شي، ربّي يطيّح بيّ ما يرفق بيّ...


البوليس: هيّا تفضل سي *****

ماسمعتش ش قال بالضبط، يهبط السيد اللي راكب مع جنبي، ما فقتش بالبوليس كيف شدّوا و مشى معاه للكرهبة، مشى في بالي أنّو بش يوسّعلي الثنيّة بش ننجم نهبط.

نهم بش نهبط، نحس في اللواجيست يجبدلي في يدّي...

الشوفير: وين ماشي؟

البرباش: (نشير بوجهي للكرهبة متاع البوليسية، في نفس الوقت اللي قاعدة ترتسم على وجهي علامات متاع حزن دفين) معاهم!

الشوفير: (يضحك) جدّت عليك؟ ... أقعد، الحكاية خاطيتّك

نتلفّت، نلقاه السّيد اللي كان مع جنبي، مسلّم امرو لله، و داخل للكرهبة متاع البوليسية، و البوليس يمدلي في بطاقة التعريف متاعي،

البوليس: (ابتسامة خفيفة) تفضّل سي برباش، ربي معاك

البرباش: (باهت، مازلت ما استوعبتش الشي اللي قاعد يصير) يعيشك!

البوليس: (يحكي مع الشوفير) خالص السّـيد (يحكي ع السيد اللي كان مع جنبي، مش عليّ أنا)

الشوفير: خالص خالص... تو يخلصوا من قبل ما يركبوا في اللواج

البوليس: عندو ساك في المــــان

الشوفير: لا لا!

البوليس: (يرجّعلو البرمي متاعو و الأوراق متاع اللواج) تنجم تتفضل، و رد بالك م الثنية

الشوفير: يعيشك...

ثنية كاملة، و الشوفير يضحك شايخ (حتّى انا كيف رجعت فيّ الروح و عاود دار فيّ الدم، شخت ع الفازة، و لو تقعد عدم معرفتي المسبقة بالشوفير هي السبب في أنّي ما شريتلوش عركة و مسحت بيه القاعة ع الشي اللي عملو فيّ، حسّيت أنّو زايد نكسّر في راسي معاه)...قاللي أنّو البوليس طلب منو بش يرجع يركب في اللواج متاعو تجنّبا لأي حركة ينجّم يقوم بيها الشخص اللي كان مع جنبي (هذاكه علاش قاعد يڤحرلي على فرد جنب، قاعد يعسّ عليه)...

و قعد يسأل فيّ و يعاود إذا كنت نتفرّج في الــ س.ك.س و إلا لا ع الأنترنت... عبثا، حاولت نفهموا أنّوا في تونس ما عندناش الحاجات هذي في الأنترنت، (الحكاية مفلترة بالقطّار)، لكنّو ما حبّش (ما نجّمش) يفهمني... في الآخر ما لقيت ما نقوللو غير انني نمشيلو بــهواه و نجاوبو اللي أنا مخمّجها (بالـشي هذاكه)... حسيتو بش يطير م الفرحة، مانيش عارف علاش، ياخي هو اللي قاعد يتفرّج و إلا أنا؟

وصلنا للمحطة، هبطت م اللواج، خذيت نفس طويل (حسيت روحي نتثاوب أكثر من أنّي نتنفس)... محلاها ريحة الحرّيــة!


قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz

الثلاثاء، يناير 01، 2008 05:05
الهداري الفارغة:

ما نعرفش علاش؟

راس العام م المناسبات اللي ما نحسش بروحي فرحان و أنا نحتفل بيها، و اللي نحبذ لو كان النهار الأول م العام يكون نهار متاع خدمة مش فيشتة...

القعدة هي بيدها متاع خمسة أعوام لتالي، نفس العباد و نفس الوجوه... و نفس الروتين و الملل

في بعض الأحيان نفد م القعدة و تطلعلي في مخّي أني نخلّي الجماعة قاعدين و نقوم نروّح... لكني نتراجع في آخر لحظة، لا لشيء غير أني ما نحبش نكون الأول اللي يفرفش اللمة هذي (على خاطر نعرف اللي برشا فادّين كيفي زاده و يستنّوا فيها)...

العباد هوما هوما، الرّوس الصحاح متاع القعدة قعدوا هوما بيدهم، ثمة برشا جماعة جدد صحيح، لكن القدم الكل حاضرين...

صحيح الأحوال تبدلت و طريقة التفكير متاع كل واحد ماشية و تتطور بحسب النمط المعيشي و المهني و الإجتماعي متاعو...

ثمة العازب، و المعرّس، و اللي كان عازب و عرّس (و رغم هذا قعد مواضب ع الحضور)، و اللي كان أصلو معرّس و روحو طالعة يحب يطلّق و ماهوش منجّم...

ثمة البطّال، ثمة الخدّام... و اللي كان بطّال و تو يخدم، و ثمة اللي كان خدام و تو بطّال... و اللي كان صانع و تو ولّى عرف

ثمة السوكارجي (مدمن المشروبات الكحولية)، و اللي يصلّي... و اللي كان سوكارجي و ربّي تاب عليه و ولّى يصلّي... و اللي كان يصلّي و بطّل و رجع يشرب أكثر من قبل... و اللي لا يصلّي و لا يشرب...

ثمة اللي ما يتكيفش، و اللي يتكيف، و اللي يشيّش... و اللي ما يتكيّقش لكن كيف يلقى سيڤارو بو بلاش ما يقولش لا...

نتلمّوا م العشية، كل قدير و قدرو، و على قدر أهل العزم، تأتي العزائم...

وسام: برباش، هذيكة بلاصتي متاع العام اللي فات

البرباش: عاجبتّك برشا، علاه... ش عملت انتي في العام هذا بش تشد فيها صحيح

وسام: ما عملت شي... و نحب نڤعد كيف ما أنا... خليني رايض يعيش خويا و ڤوم تڤعّد

البرباش: (نقوم) إيجى أقعد على روحك، و رد بالك على بلاصتك لا يفكّوهالك...

وسام: لا تهنّى، ما ينجّم يفكهالي حد... و يرحم بوك

و تكبر اللمة، و تكثر العباد... و تبدى السهرية

اللي ياكل و اللي يشرب و اللي يتفرّج و اللي يستنّي، هيجة و خوضة و حس و صداع... و تركح القعدة و يبدى الجو

ثمّة اللي ملمومين ع التلفزة، يقولوا اللي سهريّة الريڥيون يلزمها تكون ع التلفزة، و على قناة تونس 7 و إلاّ العام يتعدّى سلاطة... رغم اللي عندهم أعوام ياكلوا في السلاطة و باقي ماهمش ناوين يفهموا و يبدلوا...


ثمّة اللي جايب أورڨ (آلة موسيقية) و جماعتو يحبّوا يعملوها سهرة فنية، لكنهم ما لقوش فنّان... طاحوا بواحد مهبول حطّوه يغنّيلهم و عاملين عليه جو...









ثمة الجماعة اللي قاعدين يشربوا... شادّين تركينة وحدهم، و شايخين في جوهم، ثمة عقاب مسجلة محطوطة ع الطاولة و غناية هذه ليلتي متاع أم كلثوم ترن ليلة كاملة، كل وين تكمل يقلبوا الكاسيت...

ثمة اللي خاطيه، شادد بورطابل في يديه و ليلة كاملة يكتب في المساجات و البورطابل متاعو ينوقز و يعاود... و مع كل تنوقيزة، هو بيدو يتهز و يتنفض م الفرحة

تطوال السهرية، و يقرب نصف الليل، جماعة التلفزة فادّين م السهريّة، مش عاجبتهم (و عندها قدّاش من عام ماهيش عاجبتهم و ماهمش ناوين يتوبوا) و رغم هذاكة قاعدين يتفرجوا، جماعة الأورڨ ضربتهم الڤينية و قاعدين يحكوا ع الكورة و كيفاش واكلة بعضها المدّة هذي، المهبول اللي كان معاهم مشى بحذا جماعة الشراب، شرب لين بلع قد قد و حطّوه يشطحلهم فوق الطاولة... جماعة الشرب هوما بيدهم شطرهم راقد و الشطر الباقي خلايقهم دايرة من كثرة ما شربوا...


مازالت ربع ساعة، يتلفت هاك السيد اللي ليلة كاملة شادد البورتابل

السيد متاع البوطابل: هيا يا جماعة، العام الجديد قريب يبدى

نمشي بش نفيّق وسام...

البرباش: (نخض فيه) هيّا قوم يا وسام

وسام: (غاطس في النوم) مـمـم... بجاه ربّي أخطاني

البرباش: تي قوم عاد، العام خصّو بش يوفى و انتي باقي راقد

وسام: ش تحبني نعمل، نڤوم نضربلو الطبل

البرباش: كان عندك حاجة، قوم اعملها تو، ما تخلّيهاش لعام الجاي

وسام: إيــه، بالحڨ! نحس في روحي محصور، خليني ندخل للتواليت تو خير م اللي نبدى العام الجديد بــ****، لا يعفسشي فيّ و أنا مانيش ناڤص، واحل في تفشة

(تم التصرف في الكلام الأخير اللي قالوا وسام لأسباب ننجم نقول أخلاقية)

البرباش: باهي، قوم برك

يقوم وسام يتدهشر، ماهوش عارف روحو فين جملة...

يمشي يتلاوح يمين و يسار ماهوش عارف يحط رجليه ع القاعة، لكنو في الأخير ينجح في معرفة الثنية اللي تهز للتواليت

نتلمّوا الجماعة الكل قدّام التلفزة، جايبين سهرية و عاملين جو على رواحهم، نصر الدين بن مختار يعصر في روحو عصران يحب يضحّك و شي، ماهوش منجّم... مش مشكل، مادامو عارف روحو بش يخلصوه، نضحكوا و إلاّ عنّا ما ضحكنا

واحد م الجماعة: قاعدين يعدّوا فيها مباشرة المنوعة هذي؟

واحد آخر: لا، ما همش كاتبين مباشر

وسام: (مازال كيف رجع م التواليت، غاسل وجهو و مبهذل حالتو بالماء) شكون اللي قاعد يعلّق، حاتم بن عمارة؟

البرباش: لا لا، ثمة مذيعة قاعدة في الوسط يظهرلي هي اللي قاعدة تعدّي

السيد اللي تكلّم م الأول: وين حيّو هكّه حاتم بن عمارة، ماعادش نشوفوه... ياخي مات؟

السيد متاع البورطابل: لا لا... بطّل م التلفزة و أكهو، لازم تموتوه الرّاجل!

وسام: و ش بيه ما يموتش، ياخي هو خير من نجيب الخطّاب!

واحد آخر: و الله قلت الحق، ع الأقل كنّا نتفرجوا فيه و كان يعمل جو، خير م البعابص كبّار اللي طالعين تو

واحد آخر: الله يرحمو، حتى حاتم بن عمارة نتصور فاق بيها بش تاكل بعضها، هذاكة علاش فصع بجلدو، ع الأقل يقعد بقدرو...

الله يرحمو، يمكن لو كان قعد لوقتنا هذا راهو واكل على راسو كيف الجماعة الكل... صحيح أنّو جا في فترة اللي العباد ما عندها فاش تتفرج غير التلفزة متاعنا، لكنّو ع الأقل كان يشد العبد و يخلّية يكمّل البرنامج متاعو للآخر...

كيف تعدّينا من عام لعام... تفكّرتو كيف قدّاش من عام يخلق نوع م المنافسة على أول إشهار يتعدّى في العام... و نتذكر أنّو قدّاش من مرّة يكون الشرف هذاكه للإشهار متاع جافال جودي، وقتلّي يطلعولنا هاك الثلاثة و إلاّ الأربعة نسا اللي عينيهم حول و زادوا عليهم طرف مكياج بش يولّوا يخوفوا... و يقولولنا (مع ابتسامة صفراء): جودي تتمنّى لكم عيد سعيد

رغم أنها العباد الكل تتشكّى م المنظر الأحرف اللي استفتحوا بيه العام اللي بش يتعدّى مشقلب كيف عينيهم المشقلبة... لكن الحكاية كان فيها شوية حماس و تشويق نجح في توظيفهم نجيب الخطّاب بش يشد المشاهد لآخر لحظة م البرنامج متاعو

كيف شفت السهرية متاع الليلة، مذيعة مصلّي ع النبي علاها تقولش ملكة جمال، و فكاهي من أقوى ما عندنا في تونس، و كمشة ممثلين فيهم اللي قعد محترم و فيهم اللي عمل العار... و أوّل ما وفا العام، جابولنا الأخبار باللغة الفرنسية (ع الفضائية)... يعني ما نجموش يدبروا حتّى عقاب إشهار ينطروا بيه زوز فرنك

حاصيلو، ش علينا فيهم... أنا بطبيعتي ما نحبش نستفايل برشا، لكن ما يجيش منو أنّي نختتم التدوينة متاعي من غير ما نتمنّى عام تحفون و هايل للجماعة الكل... و إن شاء العام هذا يكون خير م اللي قبلو...


قريتها:
مشاركة هذه التدوينة:
E-Mail Facebook Twitter Blog Buzz